القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Extra3 | DJPWNK

 Extra3 | DJPWNK



بعد عودتهما إلى القسم ، استأنف جيانغ شو وشين فانغ يو 

حياتهما الروتينية بين الذهاب والإياب من المستشفى إلى المنزل


لم يمضِ وقت طويل حتى تلقى شين فانغ يو مكالمة من والدته


في الواقع بعد نجاح العملية ، اتصل بوالديه وأخيه عدة 

مرات ، وأكد عليهم مرارًا وتكرارًا أن يرفضوا أي مقابلات 

إعلامية وألا يتواصلوا معه خلال الأشهر القليلة المقبلة


في البداية كان يخشى أن يقبل والداه إجراء مقابلات مقابل 

المال ، لذا طلب من تشنغ تشي أن يراقبهم


لكن ربما بسبب الضجة الكبيرة التي أثارتها الخلافات 

السابقة ، فقد أطاعه والداه هذه المرة


لذا حين تلقى اتصالًا من والدته هذه المرة ، لم يقل الكثير ، 

وأغلق المكالمة بعد أن سأل عن صحة أفراد عائلته


لكن على غير المتوقع ، أعادت والدته طرح موضوع شريكه من نفس الجنس :

فانغ يو لقد فكرنا أنا ووالدك مليًّا . 

لا يهم من يكون ، نحن مستعدان لتقبّله . 

إذا كنتَ ترغب ، فلنلتقِ جميعًا "


……


سأل شين فانغ يو: " هل تريد أن نلتقي بهم ؟ "


كان جيانغ شو يلهو بخشخيشة 🪇صغيرة حين قال ممازحًا : " هل تريد أن نأخذ الطفلة معنا ؟ "


: " الأمر عائد لك… لم أخبرهم عن الطفلة بعد "


أومأ جيانغ شو وقال: " لنأخذها إذن "


—————-



في يوم اللقاء —— ، 


حجز شين فانغ يو مطعم وذهب إلى محطة القطار ليقلّ عائلته ، 

بينما انتظرهم جيانغ شو في الغرفة الخاصة ومعه شياوشياو


وعندما وصلوا عائلة شين، وقف وهو يحمل الطفلة ليحيي الوالدين


تفاجأ الزوجان شين عند رؤيته ، فسألا شين فانغ يو بجواره:

" من هذا…؟"


أخذ شين فانغ يو الطفلة من يد جيانغ شو وقال لهما: " هذا هو شريكي "


الرجل الواقف أمامهما كان ذا قامة رشيقة ، وملامح دقيقة ، 

و مظهره مريحًا للنظر من الوهلة الأولى

حتى وهو يحمل الطفلة ، لم يتأثر وقاره المستقيم على 

الإطلاق ، وكان مختلفًا تمامًا عما تخيله والدا شين


قال والده مترددًا : " كنت أظن… " ثم توقف عن الكلام 


فعرف شين بايهان أن تخمين والده لن يكون جيدًا ، 

فسارع ليقول : " دعونا نجلس .. 

شياو تشينغ ، اجلسي أنتِ أيضًا "


هان شياو تشينغ —- زوجة شين بايهان


عندما دخلت ، شعرت أنها رأت جيانغ شو في مكان ما من قبل ، 

وظلت تنظر إليه خفيةً عدة مرات ،

والآن حين تكلم شين بايهان فجأة ، انتبهت وقالت: " آه… حسنًا "


سألها جيانغ شو: " سيدة تشينغ هل يوجد شيء على وجهي ؟ "


: " لا… لا أبداً " تلعثمت هان شياو تشينغ بعدما انكشف 

أمرها، لكنها لم تستطع إلا أن تسأل:

" هل لي أن أسألك شيئ ؟ 

هل درستَ في الثانوية بمدينة B من قبل؟ 

أنتَ تشبه كثيرًا أحد كبار الطلاب المميزين في الثانوية "


تفاعل شين بايهان : " أتعنين ذلك السنياي الذي أعطاكِ ملخصات المراجعة ؟ "


كان لدى هان شياو تشينغ سنباي في الثانوية لطالما تحدثت عنه، 

إذ التقت به في سنتها الأخيرة هناك ،


في ذلك الوقت ، كانت تحت ضغط شديد فلم تتناول 

الطعام بشكل صحيح لأيام ، 

حتى أغمي عليها في الطريق ،

وعندما استعادت وعيها في المركز الطبي ، اكتشفت أن 

السنباي الذي أنقذها كان قد تخرج بالفعل


وقد صادف أنه عاد إلى المدرسة لإلقاء محاضرة تعريفية، 

فالتقى بها بالصدفة


وبعد أن سمع سبب مرضها ، أخذ السنباي عنوان هان شياو تشينغ ، 

وبعد عدة أيام أرسل إليها جميع دفاتره ومواد مراجعته من 

المرحلة الثانوية ،

ولم تعرف هوية صاحبها إلا عندما رأت اسمه على الدفاتر ، 

فاكتشفت أنه كان المتفوق الأول في امتحانات القبول 

الجامعي في العام السابق ، 

ذلك العبقري الأكاديمي المعروف الذي طالما أثنى عليه المعلمين ،


في ذلك الحين ، كان الكثير من المتفوقين يبيعون 

ملاحظاتهم بعد انتهاء الامتحانات، 

وتكلفة النسخة المصورة منها قد تصل إلى عشرات أو حتى 

مئات اليوان، فما بالك بالأصول ،


هان شياو تشينغ كانت دائمًا ترغب في أن تشكر السنباي وجهًا لوجه ، 

لكنها حين أرسلت رسالة شكر إلى العنوان الأصلي ، 

عادت إليها الرسالة مع إشعار بعدم العثور على المستلم ،

وهكذا لم تتمكن من معرفة أي معلومات أخرى عنه، 

باستثناء أنه كان يدرس في جامعة A الطبية


وخلال أوقات الفراغ ، كانت تذكر هذه القصة مع شين 

بايهان والوالدين ، ولا يزالون حتى الآن يحتفظون بتلك 

الدفاتر في المنزل


هذه المرة الأولى التي يسمع فيها شين فانغ يو زوجة أخيه 

تروي هذه التفاصيل


هان شياو تشينغ كانت ثاني حبيبة لأخيه بعد انتقاله من 

مدينة B للدراسة في جامعة A، 

لذا لم يكن بينهما تواصل يُذكر


لكن عندما فكّر في الأمر ، تبيّن أن زوجة أخيه تصغره بعام 

واحد فقط ، 

لذا فالسنباي الذي التقت به على الأرجح لم يكن سوى جيانغ شو


وبينما كان يسترجع هذه الاحتمالات ، التفت جيانغ شو 

فجأة إلى والدي شين وسأل :

“ في أي سنة وُلدت السيدة تشينغ ؟”


فكرت والدة شين قليلاً ثم ذكرت سنة معينة ، وأومأت هان شياو تشينغ مؤكدة


عاد جيانغ شو يسأل:

“ وماذا عن فانغ يو؟”


كانت نبرته هادئة ، وقد لا يلحظ الآخرون أي دلالة فيها، 

لكن شين فانغ يو الذي عاش طويلًا مع جيانغ شو أدرك على 

الفور أن الأخير غاضب


جيانغ شو كان بالفعل غاضب —— ، وعقله يعمل بسرعة —- 


فبما أن والدي شين يعرفان سنة ميلاد هان شياو تشينغ، 

فإذا سمعا الكلمات الثلاثة المفتاحية: ' المتفوق الأول 

للعام السابق ' و ' جامعة A الطبية ' ، لربطوا الأمر بسهولة 

بشخصية ذلك السنباي ، 

وربما سألوه إن كان يعرف أي شيء عن المتفوق الآخر ،


فحتى لو لم تكن هان شياو تشينغ قد رأت الصحيفة حينها، 

فمن المؤكد أن شين فانغ يو قد رآها ، 

خاصةً وأنهما كانا في نفس الدفعة الجامعية


لكن من الواضح أن شين فانغ يو لم يكن على دراية بهذه القصة


لذا فمن المحتمل أن والديه لم يعودا يتذكران سنة ميلاده بالضبط ، 

ولا إن كان أكبر أو أصغر من هان شياو تشينغ ——-


وبالفعل —— ، بعد سؤال جيانغ شو —- تردد والدا شين 

طويلًا قدما إجابة خاطئة


وفي النهاية استدرك شين بايهان قائلاً:

“ على ما يبدو كان فانغ يو في الصف الذي يسبق شياو تشينغ .

فانغ يو ألم يكن هناك متفوقان في دفعتك ؟”


قال جيانغ شو وهو يمسك بيد شين فانغ يو تحت الطاولة:

“ نعم… الآخر كان أنا "

ثم التفت إلى هان شياو تشينغ وتابع :

“ الاسم على الدفاتر هو جيانغ شو صحيح؟”


أجابت هان شياو تشينغ:

“ نعم، صحيح .”


كان من المفترض أن تشعر بحماس شديدة في هذه اللحظة ، 

لكنها أحسّت أن الجو بدا غير مريح ، 

وترددت غريزيًا عن الكلام مجددًا 


جيانغ شو:

“ذلك أنا.” ثم واصل النظر إلى والدي شين وسأل:

“ أي جامعة التحق بها فانغ يو؟”


في اللحظة السابقة ، كان الزوجان شين ما زالا مصدومين 

من تفوق جيانغ شو ومستواه التعليمي العالي، 

لكن في اللحظة التالية، أدركا أخيرًا من نبرته غير الودية أنه 

كان يستجوبهما


تنحنح والد شين وقال:

“ جامعة جیهوا الطبية .”


فقاطعه جيانغ شو مصححًا:

“ بل جامعة المدينة A الطبية . 

المستشفى الذي عمل فيه هو مستشفى جیهوا التابع 

لجامعة المدينة A الطبية .”


ثم كرر تاريخ ميلاد شين فانغ يو الكامل ، 

وحدّق بأعينه في وجوه عائلة شين الأربعة ، وسأل:

“ هل يمكنكم تذكّره ؟”


كان شين فانغ يو يراقب جيانغ شو وهو يوبّخ والديه مثل 

معلم يوبّخ تلميذه ، 

فسارع لجذب كُمّه ليهدّئه ،


لكن جيانغ شو أبعد يده عنه وقال بصرامة :

“ عمي ، عمتي ، أنتما مدينان لفانغ يو باعتذار .”


شخصية جيانغ شو كانت مختلفة عن شخصية شين فانغ يو


كونه وحيد والديه ، لم يكن دائمًا لبقًا أو حذرًا في كلامه مع الكبار ، 

بل كان يُظهر استياءه بوجهه ويغضب حين يلزم


باختصار — ، لم يكن عنده ما يُسمّى بـ ' فجوة الجيل ' 

أو بشكل أوضح… لم يكن يملك ما يُسمّى بالتحفّظ 


أما ولدا آل شين فكانا أكثر احترامًا لوالديهما


حتى عندما يغضب شين فانغ يو —- لم يكن يتفوّه بكلمات قاسية ، 

بل لم يكن يعبس بجبينه حتى عندما قال له والده ' اخرج 

من هنا ' وكان لا يزال يتذكّر أن يقشّر الفاكهة لهما


لذا كان واضحًا أن الزوجين شين لم يلتقيا من قبل بشخص مثل جيانغ شو


جميعهم ذهلوا ، حتى شين بايهان وهان شياو تشينغ حدّقا فيه بفم مفتوح


ففي تصوّرهم —— ، فإن شريكًا مثليًا لا يحظى بقبول العائلة ، من المفترض أن يكون متواضعًا ، 

محاولًا استرضاءهم في أول لقاء ——

لم يتوقعوا أبدًا أن يكون هذا الفرد الجديد في العائلة بهذه 

الحدة ، رافضًا أن يمنحهم أي اعتبار


قال شين فانغ يو محاولًا التهدئة ، وهو يربّت على ظهر جيانغ :

“ انسَى الأمر يا جيانغ شو .. لا تغضب .”


لكن جيانغ شو ظل يحدّق بثبات في الحاضرين ، 

وكأنه سيستمر بالتحديق حتى يعتذروا


لقد طالب بالاعتذار من أجل شين فانغ يو


تمامًا كما طالب شين فانغ يو ذات مرة باعتذار من أجله


جيانغ شو :

“ أعطيكم ثلاث دقائق . 

إن لم أسمع اعتذارًا حينها ، سأغادر مع فانغ يو إلى المنزل .”


قال والد شين معترضًا :

“ أنت… كيف تطلب من الكبار الاعتذار للصغار ؟”


لكن بشكل غير متوقع ، قالت والدة شين فجأة :

“ أنا أعتذر ”


كانت ملامحها صادقة للغاية، وعيناها احمرّت قليلًا قالت:

“ فانغ يو لا تصغِ إلى كلام والدك . أمك تعتذر منك . 

حين كنت صغير ، لم يكن عليّ أن أهملك أو أُظهر تمييزًا 

بينك وبين غيرك . 

لم أقم بواجباتي كأم كما يجب ، أنا آسفة .”

بصوت مختنق :

“ كنت أريد أن أعوضك ، لكن… لم أفعل ذلك جيدًا ، 

ولا أعرف كيف . 

فانغ يو… هل تمنح أمك فرصة أخرى؟”


قال شين بايهان بعد لحظة صمت :

“ أمي…

لا يمكننا تغيير ما حدث في الماضي . 

هذا الأخ الأكبر قد كبر ويعرف أنه أخطأ . من الآن فصاعدًا، 

سندعم بعضنا كإخوة . 

لن أتعالى عليك بعد الآن، ولن أتدخل في شؤونك. 

فلا تغضب بعد الآن حسنًا ؟”


وحين رأى الأب أن ابنه الأكبر وزوجته قد غيّرا موقفهما، 

تنحنح ببرود بضع مرات ثم استسلم أخيرًا وقال:

“ لم يكن عليّ أن أقول لك في ذلك اليوم : اخرج من هنا. 

كنت… مخطئ .”


كان اعتذاره جافًا ، لكنه في النهاية قالها


وبينما هم يتحدثون ، كان شين فانغ يو يحدّق في الزجاج 

الشفاف أمامه دون أن يرمش، لا أحد يعلم بماذا كان يفكر، 

إلى أن بدأت شياوشياو تبكي فجأة بين ذراعيه ،

انتبه حينها وقال لوالديه:

“ سأذهب لأتفقد إن كانت بحاجة لتغيير حفاضها "


وحين غادر صاحب الاعتذار ، خيّم الصمت على المكان ، 

بل أصبحت الأجواء محرجة قليلًا


وعندما لاحظت والدة شين غيابه ، ولم تستطع كبح فضولها 

الذي لازمها منذ وصولهم، سألت:

“ هذه الطفلة …؟”


نظر إليها جيانغ شو —- وكان واضحًا أنها لم تكن الوحيدة الفضولية ، 

بل الجميع يتساءلون لكن لم يجرؤ أحد على السؤال


فأجاب:

“ إنها ابنة فانغ يو ….” و أضاف:

“ ابنتي البيولوجية .”


أصيب الأربعة بدهشة كبيرة ، لم يتخيلوا أبدًا أن الأمر كذلك


منذ وصوله وحتى الآن، لم يقل جيانغ شو الكثير ، 

لكن كل كلمة منه كانت توحي بأن حياة شين فانغ يو سعيدة ، 

بل أسعد مما كانوا يتصورون ،

فلديه ابنة جميلة وصحية ، وشريك وسيم ، بارع ، ومحب يقدّره


نظر الجميع إلى بعضهم البعض ، 

وعاد الصمت ليخيّم على المكان مجددًا ، 

حتى أصوات الملاعق والكؤوس خفتت ،


وبعد فترة ، وحين لم يرجع شين فانغ يو، وضع جيانغ شو 

عيدانه جانبًا وخرج يبحث عنه


صادفه عند الباب وهو يفتحه، وقد توقفت شياوشياو عن البكاء ، 

لكن عينيها ظلّت دامعتين ، مما جعلها تبدو بائسة قليلًا


شين فانغ يو:

“حفاضها ليس متسخًا… 

ربما هي جائعة أو مرهقة من طول الخروج .”


فرد جيانغ شو:

“ إذن لنعد .”


قال شين فانغ يو موافقًا :

“ حسنًا ….” ثم التفت إلى الجالسين على الطاولة وقال:

“ الطفلة بحاجة إلى الراحة . أمي، أبي، أخي، زوجة أخي… 

سنغادر الآن . 

استمتعوا بوجبتكم. 

لقد دفعت الحساب بالفعل .”


نادته والدته بصوت مرتفع :

“ فانغ يو!”


لكن لم يلتفت أيّ منهما


————————



في الليل ، 


وبعد أن نامت شياوشياو، كان شين فانغ يو ممددًا على السرير شارد الذهن


استلقى جيانغ شو بجانبه يراقبه طويلًا ، ثم مد يده ليمسح رموشه


فابتسم شين فانغ يو فجأة بعد أن كان ساكنًا وقال:

“ لا تفتعل المشاكل .”


تجاهله جيانغ شو واستمر بـ عدّ رموشه


تركه شين فانغ يو يعدّ لفترة طويلة ، 

وحين أوشك جيانغ شو على الانتهاء ، أمسك بيده فجأة وقبّلها


: “ كفّ عن إحداث المشاكل "


داعب أذن جيانغ شو وهو يُقبّل شفتيه قُبلة بطيئة حميمة


كان يقبّله برفقٍ مائل إلى العذوبة ، 

يهاجم شفتيه بخفة حتى لم يتمالك جيانغ شو نفسه وأصدر 

صوتًا خافتًا وهو يلتقط أنفاسه


اقترب شين فانغ يو وهمس في أذنه :

“ هل هذا مسموح ؟”


لقد مرّت عدة أشهر منذ العملية ، 

وقد تعافى جسد جيانغ شو تمامًا ،


أظهرت الفحوص جميعها أنه بحالة جيدة ، 

ويبدو أن بإمكانهما القيام بأمور أخرى


رمش كم مرة ، وحين سمع تلك الكلمات احمرّت أذناه


وبعد لحظة ، أخرج فجأة قطعة ملابس من درج الطاولة 

الجانبية ورماها في وجه شين فانغ يو


“ فسّر لي هذا أولًا "


فتح شين فانغ يو الرداء فوجد أنه السترة ذات الفتحة في 

الصدر التي قد اشتراها سرًا في ذلك الوقت ch52


قال بدهشة :

“ حتى هذه وجدتها ؟”


حين انتقلا ، كان جيانغ شو ينظف المنزل فسقطت الملابس من الخزانة ورآها


كان شين فانغ يو قد خبّأها بعناية ، 

ولولا أن نصف الخزانة كان فارغًا يومها ، لما عثر عليها بسرعة


لكنه لم ينْوِي شرح الأمر الآن ، فقال محذّرًا :

“ لا تغيّر الموضوع "


ضحك شين فانغ يو بخفة:

“ ماذا تريد أن أشرح؟ 

أتريدني أن أقول إنني أريد أن أراك ترتديها ؟” ثم انحنى 

وقبّله على شفتيه : “ أنا فعلًا أريد أن أراك ترتديها… 

وأريد أن أراك ترتديها عندما…”


همس بجملته الأخيرة بصوت مبحوح


فاحمرّ وجه جيانغ شو :

“ ألا تخجل؟”


ابتسم شين فانغ يو وأخذ يتتبع حاجبيه بيده :

“ ممَّ تخجل؟ عندما كنتَ حامـ…”


قاطعه جيانغ شو بسرعة :

“ اخرس !”


ضحك شين فانغ يو بخفوت وفرك أذنه


جيانغ شو:

“متى اشتريتها؟”


ردّ مبتسمًا:

“ هل تستجوبني؟ 

ألم تنسَى الجملة الشهيرة: الاعتراف يخفف العقوبة، 

والمقاومة تشدّدها أيها الضابط شياو جيانغ ؟”


اشتعل وجه جيانغ شو حُمرة من كلامه وقال معترضًا:

“ هل يمكنك أن تتحدث بجدية ؟”


أجابه شين فانغ يو ضاحكًا :

“ من الذي يتحدث بجدية على السرير ؟”


ثم نهض فجأة من السرير ، 

واتجه إلى المكتب يبحث عن شيء ، 

وبعد قليل عاد ويداه خلف ظهره ، يرمقه بنظرة ذات مغزى


قال جيانغ شو مرتابًا :

“ ماذا أحضرت ؟”


مدّ شين فانغ يو يده اليسرى وناول جيانغ شو علبة مربعة، 

فأخذها جيانغ وقلبه يخفق بقوة


وفي لحظة تردده تلك ، أخرج شين فانغ يو بيده اليمنى 

أصفاد فضية وأحكمها على معصمه إلى السرير قبل أن يتمكن من المقاومة


قال بابتسامة ماكرة:

“ اليوم سأعلمك كيف يكون الاستجواب .”


———


كان عقل جيانغ شو فارغًا ، وهو ممدّد بوجهه على الوسادة يلهث بخفة ، 

قال بصوت متقطع :

“ لماذا ما زلت تحتفظ بهذا الشيء ؟”


كان معصمه النحيل الأبيض مزيّن بأصفاد فضية ، 

بينما يرتدي سترة سوداء تكشف عن جزء من صدره الأبيض


وفي منتصفه شامة حمراء تحيط بها آثار كأنها طبقات من 

زهور البرقوق الحمراء المتساقطة على جبل مكسو بالثلج


ابتسم شين فانغ يو :

“ نسيت أن أتخلص منه وقتها… ثم راودتني أفكار أخرى .”


كان جيانغ شو متكاسلًا قليلًا ولم يفكر كثيرًا في كلامه وهو يتابع بسؤال:

“ أي أفكار ؟”


حرّر شين فانغ يو معصمه من الأصفاد وهو ينظر إلى حبيبه بشعور حلو من الرضا :

“ الأفكار التي طبّقناها للتو ”


أصدر جيانغ شو صوت “تسك” واحمرّ وجهه قليلًا


قبّله شين فانغ يو قبلة خفيفة على جبينه وقال:

“ هل أحملك لتستحم ؟”


لم يعلّق جيانغ شو

بل اكتفى بالاستدارة جانبًا ومعانقته


كان عناق يحمل طمأنينة جعلت قلب شين فانغ يو يرتجف فجأة


جيانغ شو بهدوء :

“ إذا كان في بالك شيء ، يمكنك أن تخبرني . 

وإذا أردت أن تبكي ، فلا بأس… من هذا الاتجاه لن أراك .”


ردّ شين فانغ يو وهو يضمه :

“ من قال إنني أريد أن أبكي ؟” ثم هدّده ممازحًا :

“ هيه ، جيانغ شو إن نشرت شائعة أخرى عن بكائي ، 

فسأُسجّل مقطع لك و أنت تبكي على السرير في المرة القادمة .”


فقابله جيانغ شو بركلة ركبة مباشرة


: “ آخ، آخ… توقف…” قال شين فانغ يو متألمًا : 

“ أسحب كلامي. لم أقل شيئ .”


ساد صمت قصير ، ثم اعترف بخفوت:

“ الأمر أن أمي أرسلت لي رسالة… 

حين كنتُ ممددًا على السرير قبل قليل ….”


أجابه جيانغ شو ببساطة:

“ مم، رأيتها .”


فلولا أنه لاحظ صمت شين فانغ يو غير المعتاد بعد أن نظر 

إلى هاتفه ، لما أخرج تلك السترة من الدرج ليواسيه


أمسك شين فانغ يو بيد جيانغ شو ووضعها على صدره وقال:

“ قالت… إنها كانت تنوي أن تخبرني بأنها فخورة بي 

لأنني أتممت تلك العملية بنجاح ونشرت المقال ...”

أخذ نفسًا عميقًا وأضاف:

“ في السابق ، كان كل فخرها مكرّسًا لأخي الأكبر . 

هذه أول مرة تقول إنها فخورة بي. 

بل وقالت إنها تريد إقامة مأدبة في قاعة ‘تشنغجيا’ للاحتفال .”


وبعد أن حُرم من حضور مأدبة في ‘تشنغجيا’ لأكثر من عشر 

سنوات، تذكّر والديه فجأة أن يعوّضا ذلك له


ضحك بخفة وتابع :

“ لكنني رفضت وقلت لها ألا تُحوّل الأمر إلى ضجة كبيرة . 

لستُ حزينًا أو قلقًا… فقط شعور خفي صعب الوصف في قلبي . 

لقد اعتذروا مني اليوم… أشعر بارتباك ….”

ثم تابع بصوت منخفض:

“ قالت أمي أيضًا إنه إن لم يوجد أحد يرعى الطفلة ، 

فهي قادرة على المجيء للاعتناء بها . لديها وقت الآن ، 

وستعتني بها جيدًا ، 

وأن كل الديون التي تدين بها لي ستسددها عبر ابنتنا ….”


رفع فجأة يد جيانغ شو وقبّلها و بصوت مبحوح:

“ قد يبدو كلامي مبتذلًا ، لكن بصدق… أشعر أن لقائي بك 

هو أوفر حظ في حياتي .”


ابتسم جيانغ شو وسأله :

“ من قال إنه مبتذل ؟”

ثم مدّ يده ليداعب شعره المبتل بالعرق وقبّله قبلة على وجهه المحمّر قائلًا :

“ أن أجعل شخصًا ما يشعر أن لقائي به كان حظًا… 

أظن أن هذا أعظم اعتراف أُمنح في حياتي .”


⸻———————


لكن الطبيب شين لم يتوقع أنّه بعد أن قال تلك الكلمات 

بوقت قصير ، سيقولها له شخص آخر أيضًا


مضت تسعة أشهر على ولادة شياوشياو ——

وجاء الشتاء في مدينة A كما هو معتاد


وبدأوا مستشفى جيهوا أيضًا في التحضير لبعض الأنشطة 

الصغيرة بمناسبة عيد ميلاد الطبيبة لين تشياو تشي

( ch59 )


كان جيانغ شو قد أعد خصيصًا باقتين من الأقحوان الأبيض ، 

وجلس ينتظر اتصالًا هاتفيًا ،


رنّ الهاتف بصوت مألوف صافٍ :  

" طبيب جيانغ أنا رين مياو هل تتذكرني ؟"  


التقيا أخيرًا عند تمثال الطبيبة لين ——


الفتاة التي بدت أطول قليلًا تحمل الزهور بين ذراعيها


ملامحها المريضة تحسّنت كثيرًا ، 

وبشرتها صارت ورديّة ، وظلّت تبتسم وهي تتحدث


ناولَت الزهور إلى رين هان التي جائت معها ، 

ثم التفتت إلى جيانغ شو قائلة :  

" أنظر ، ما زلتُ على قيد الحياة ."  


رفع جيانغ شو بابتسامة خفيفة وقال:  

" مم، وأنا ما زلت حيًّا أيضًا ."  


ابتسمت رين مياو بحلاوة :  

" إذن كلانا أوفى بوعده ، ولسنا مثل الجِراء بعد الآن ."  


حيّت رين هان جيانغ شو أيضًا ، ثم ترددت قليلًا وسألت :  

" هل الطبيب شين فانغ يو بخير؟ 

إذا رأيته هل يمكنك أن تبلغه سلامي ؟ 

أنا… أسأت إليه كثيرًا من قبل ."  


في الحقيقة، حين رأى جيانغ شو رين هان لأول مرة ، بالكاد تعرّف عليها


شعرها الفوضوي اختفى ، وملابسها لم تعد غريبة كما في السابق


بدت مثل أي فتاة شابة في أوج العمر ، مفعمة بالحيوية كزهرة صباحية


قال لها:  

" سأبلغه . هل صحتك بخير الآن ؟"  


أجابت رين هان :  

" نعم ، أنا حيوية وأقفز في كل مكان !"  


وضع الثلاثة الزهور أمام تمثال الطبيبة لين ، 

وقد غمرته بالفعل أكاليل كثيرة جعلته يبدو مهيبًا ومقدسًا .


قالت رين مياو وهي تنحني أمام التمثال :  

" شكرًا لبركاتك." ثم التفتت إلى جيانغ وتابعت : 

" وأيضًا… شكرًا لك طبيب جيانغ . 

شكرًا لأنك سمحت لي أن أعيش . 

لقاؤك كان أوفر حظ في حياتي ."  


فأجابها جيانغ شو:  

" ما زال أمامك عمر طويل ، وستلتقين حتمًا بالكثير من 

الأشخاص والأشياء التي ستجعلك تشعرين أنك محظوظة ."  


————-


وحين علم الطبيب شين فانغ يو بالأمر لاحقًا ، 

غار بشدّة حتى كأنّه شرب دلوين من الخل العتيق ، 

ومزح قائلًا:  

" يبدو أنّ عليّ أن أتعلم كيف أقول كلمات غزل منمّقة . 

لماذا حين يقولها الآخرون عرضًا تبدو بهذه الأهمية ؟"  


رمقه جيانغ شو بنظرة جانبية :  

" كل ما تقوله لي هو كلام غزل ."  


شهق شين فانغ يو بدهشة: " هاه…!

جيانغ شو !! أرى أنك صرت بارعًا فيها . 

بدأت أشعر بالتهديد . أظن أنك ستتفوق عليّ قريبًا ."  


ابتسم جيانغ شو وقال متحديًا :  

" هُراء ، ومتى كنتَ أنتَ قد تفوقت عليّ أصلًا ؟"  


―――  


تغيّرت الفصول، ومضى الزمن ———


في يوم عيد ميلاد شياوشياو الأول ، 

ستصبح أخيرًا طفلة مسجلة رسميًا


بعد أن أجاب على مكالمة تشنغ تشي ، تنفّس جيانغ شو 

الصعداء وقال لشين فانغ :

“ سأخرج لأحصل على شهادة ميلاد شياوشياو مع تشنغ تشي "


وبما أنّ شين فانغ يو كان مشغولًا بالتحضير لحفل عيد 

ميلاد شياوشياو، لم يستطع الخروج


حمل شياوشياو وأوصل جيانغ شو إلى الباب قائلاً :

“ حسنًا ، عد بسرعة وسنقيم مراسم أول قصة شعر 

لشياوشياو عند عودتك .”


قبل أن يغادر ، سأله جيانغ شو:

“ هل قررت على الاسم ؟”


عند التقديم لشهادة ميلاد شياوشياو، كان لابد من كتابة 

اسم الطفل عليها


وبعد أن تقرر تسجيل الطفلة تحت عائلة جيانغ ، 

كان من الطبيعي أن يكون الاسم الأخير ( اللقب )  ' جيانغ ' 


أجاب شين فانغ يو:

“ نعم… ما رأيك بـ ‘جيانغ شين’… يبدو جيدًا بعد سماعه لبعض الوقت ”


أومأ جيانغ شو برأسه ، وأخذ الوثائق ونزل إلى الأسفل


وبفضل مساعدة تشنغ تشي، لم تكن العملية معقدة جدًا


والمشكلة الصغيرة الوحيدة كانت أنّه بعد أن أخبر جيانغ 

شو الموظفين باسم الطفلة ، تغيّر فجأة وطلب منهم تغييره


رمق تشنغ تشي الاسم المعدّل على شهادة الميلاد وابتسم ابتسامة ذات معنى


بعد العودة إلى المنزل ، 

وضع جيانغ شو شهادة الميلاد على الملابس النظيفة التي 

طواها شين فانغ ثم التفت وأخذ الطفلة من يديه قائلاً:

“ الضيوف سيصلون قريبًا ، 

لماذا لا تلبس الآن حتى نتمكن من التقاط الصور معًا لاحقًا ؟”


أجاب شين فانغ يو:

“حسنًا ” ثم سلّم الطفلة ودخل غرفة النوم لتغيير ملابسه


أجاب جيانغ شو بهدوء: “ممم”، 

وما أن دخل شين فانغ ، 


حمل الطفلة وبدأ يتجسس بحذر من الفتحة الصغيرة 

للباب المغلق جزئيًا ، مضبطًا توقيت اللحظة ——


بعد اثنتي عشرة ثانية ، صرخ شين فانغ يو:

“ جيااااانغ شوووو أنت…” 

صوته متردد بعض الشيء : “ كيف…”


على الملابس النظيفة —- شهادة بحدود صفراء وخضراء، 

التقطها ببطء


السطر الأول يحمل اسم الطفلة ——


ثلاثة كلمات :

[ جيانغ مو شين ]


 ' مو ' تعني ' الحب والإعجاب ' 

لذا فاسم ' جيانغ مو شين ' يشبه القول : ' جيانغ يحب شين ' )

( كلنا ناكل طعام الكلاب ♥️ )


ارتعشت رموش شين فانغ يو قليلاً ، وذاب قلبه


ابتسم جيانغ شو خارج الباب وهمس للطفلة المبتسمة بين ذراعيه :

“ انظري إلى والدك ، كأنه لم يرَى العالم من قبل ، 

يتفاجأ بهذه السهولة .”


هزّت جيانغ مو شين رأسها وصفّقت يديها ، وكأنها توافق على رأيه


سألها:

“ هل تحبين اسمك الجديد ؟” ثم أضاف دون مجال للرفض:

“ ولكن إن لم يعجبك، سيتعين عليك الانتظار حتى تكبري لتغيير الاسم ”


جيانغ مو شين: “…”


نظر جيانغ شو إلى الطفلة التي كانت تعبّر عن استياء طفولي ، 

ولم يستطع مقاومة تقبيل وجهها الممتلئ الصغير ،


{ إذا كنا سنستخدم أسماءنا ، فليكن لي أن أعبر عن حبي في هذا الاسم }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي