Extra5 | DJPWNK
كان جيانغ شو يظن أنه لن يحتاج للقلق من الأولاد الصغار
الذين قد يعجبون بابنته قبل أن تبلغ على الأقل سن العاشرة
بل إنه كان يعتقد بتفاؤل أن استدعاءه كولي أمر أمرٌ لن
يحدث إلا بعد أن تبدأ شياوشياو المدرسة الابتدائية
لكن الأمور لم تسر كما خطط لها —-
فبعد بداية الفصل الدراسي بفترة قصيرة ،
تشاجرت شياوشياو مع زميلها وانغ يي تشي ،
فاستدعت المعلمة جيانغ شو بصفته ولي أمر
وفي مواجهة المعلمين ، لا يهم إن كنت أستاذًا أو رئيس
قسم ، عليك أن تتحمل التوبيخ
لم يسبق أن وُبِّخ جيانغ شو بهذه الشدة حتى خلال أيام
دراسته ، فلم يحتمل أكثر ، وسلّم الهاتف بانفعال إلى شين فانغ يو
كان شين فانغ يو جلده سميك ، فسأل المعلمة بكل مباشرة :
“ لماذا ضربت جيانغ مو شين وانغ يي تشي ؟”
في تلك اللحظة ، كانت جيانغ مو شين واقفة بجانب المعلمة ،
ويبدو أن الهاتف كان على مكبر الصوت، فصرخت باكية:
“ دااادي ، لقد عضّني…!”
بمجرد أن سمعا ذلك ، تغيّرت ملامح كل من جيانغ شو وشين فانغ يو
لحسن الحظ كانت الروضة قريبة جدًا من مستشفى جيهوا
لم يحظيا حتى بوقت لتناول الغداء ، فهرعا بأقصى سرعة
إلى الروضة ، خائفين أن تكون ابنتهما قد ظُلِمت
وهناك رأيا وانغ يي تشي بوجه متورم وأنف محشو بالمناديل ،
بينما شياوشياو تبكي بلا أي إصابات ظاهرة على جسدها
وبسبب أن شياوشياو تكبر بسنة عن عمرها المسجّل في شهادة الميلاد ،
ونمت أسرع من أقرانها ،
بدا وانغ يي تشي أقصر منها بنصف رأس
سألها جيانغ شو بقلق :
“ أين عضّك ؟”
رفعت شياوشياو ذراعها ،
وكان هناك أثر عضة سطحي صغير على ذراعها الصغير ،
حتى إنه لو تأخر والداها بضع دقائق أخرى لكان قد اختفى ~~
سارع جيانغ شو وشين فانغ يو لإحضار علبة من المسحات
القطنية واليود لتعقيم ذراع شياوشياو
كانت الصغيرة تبكي وتشهق ، لكنها أخيرًا توقفت عن البكاء
أما وانغ يي تشي —- الذي كان وجهه متورمًا وأنفه محشوًّا
بالمناديل “…”
حمل جيانغ شو ابنته مباشرةً واتجه نحو المعلمة تشي، وقال :
“ هل عضّ الطالب وانغ يي تشي ابنتي أولًا ؟”
تلعثمت المعلمة تشي بشيء من الإحراج :
“ لكن ابنتكِ ضربته بهذا الشكل…
كيف يمكن لفتاة أن تكون عنيفة هكذا ؟”
اقترب شين فانغ يو بعد أن أعاد حقيبة الإسعافات إلى مكانها، وقال بجدية :
“ أوضحي الأمر أولًا ، من الذي بدأ ؟”
سألت المعلمة باستغراب :
“ ومن أنت ؟”
فعادةً كان أجداد شياوشياو هم من يأتون لأخذها من الروضة ،
لذا لم تكن المعلمة تشي مألوفة كثيرًا مع جيانغ شو وشين فانغ يو
لكنها الآن رأت أن جيانغ شو يتحدث باستمرار ويقول ' ابنتي ' فاستنتجت أنه والد جيانغ مو شين،
لكنها لم تفهم من يكون شين فانغ يو ولماذا جاء ،
فسألت بعفوية
أجابها شين فانغ يو بلا خجل:
“ وكيل العدالة ! "
" هههههههههههه —” انفجرت شياوشياو التي ما زالت
قطرات الماء تلمع على رموشها، ضاحكة بصوت مرتفع
لكن حين لاحظت أن الجميع ينظر إليها،
سرعان ما استعادت ملامح الجدية،
متظاهرة بأنها تفكر بعمق في معنى الحياة ~~~~
المعلمة تشي: “…”
لكن، ومع وقوف رجلين طويلين يزيد طول كل منهما عن 1.8 متر في المكتب،
شعرت المعلمة ببعض الذنب واضطرت للاعتراف:
“ صحيح .. وانغ يي تشي هو من عض جيانغ مو شين أولًا،
ثم قامت جيانغ مو شين بضربه .”
أومأ جيانغ شو :
“ معلمة تشي ، إذا احتاج أهل الطفل لمصاريف علاج فسأتكفل بها ،
لكن لا أريد أن أسمع مرة أخرى عن أحد يتنمر على ابنتي .
وإلا فسأدعها تردّ بنفسها ...” ثم توقف قليلًا وتابع :
“ جيانغ مو شين لن تعود إلى الصف هذا المساء .
سأأخذها للمنزل لتستريح .”
وبعد أن أنهى كلامه ، لم يلقِ حتى نظرة على وانغ يي تشي ،
وغادر حاملًا شياوشياو بين ذراعيه
وفي الطريق إلى المنزل اشتريا بعض الوجبات الخفيفة لمواساتها،
لكن ما إن وصلا حتى تغيّر تعبير جيانغ شو وسألها بصرامة:
“ من علمك القتال ؟”
أجابت شياوشياو بلا تردد :
“ سون ووكونغ !”
( سون ووكونغ —- المعروف أيضًا بملك القرود ،
مقاتل بارع يمتلك قوى سحرية مثل تغيير شكله ،
وقوة خارقة ، والقدرة على استدعاء نسخ متعددة من نفسه )
جيانغ شو بنبرة حادة :
“ لا تكذبي .”
وحين رأت أن كذبتها قد انكشفت ، رمقت شين فانغ بطرف
عينها وبكل وقاحة باعت سره :
“ دادي هو من علّمني .”
نهض جيانغ شو وقال بحدة :
“ شين فانغ يو… أنت علمت ابنتنا القتال ؟”
رفع شين فانغ يو رأسه نحو السقف وقال:
“ لقد علمتها جيدًا أليس كذلك؟
انظر لذلك الصغير المزعج ، لم يستطع حتى أن يرد الضربة .
وإلا لكانت ابنتنا هي التي تعرضت للتنمر اليوم .”
زاد ذلك من فخر شياوشياو —- فبادرت فورًا بأخذ وضعية قتال صحيحة
لكنها ما إن رأت جبين جيانغ شو يعبس بشدة حتى سحبت
يديها ورجليها بسرعة وأنزلت رأسها لتقف مطيعة
جيانغ شو:
“ اسمعي كلام بابا ، لا يجوز ضرب الآخرين .
لا نحل المشاكل بالعنف .”
اعترض شين فانغ يو:
“ أأنت جاد ؟”
لكن جيانغ شو رمقه بنظرة حادة ، فغيّر نبرته سريعًا وقال:
“ لست مذنب . لست مذنب على الإطلاق .”
رفعت شياوشياو رأسها وقالت :
“ لكن يا بابا، أنت بنفسك قلت للمعلمة إنني أستطيع أن أردّ أليس كذلك ؟”
جيانغ شو: “…”
كان قد قال ذلك ليتأكد وانغ يي تشي يسمعه ،
ولأن محاولة المعلمة إخفاء الحقيقة أثارت غضبه
قالت شياوشياو وهي تُدلك التجاعيد عن جبين جيانغ شو:
“ بابا وجَدتي قالوا لي إنه لا يجوز أن أتنمر على الآخرين ،
لكن لا يجوز أيضًا أن يتم التنمر عليّ . بابا لا تعبس .”
تنهد جيانغ شو —- لم يتوقع أن تلحظ شياوشياو عبوسه
المستمر وتحاول أن تجبره على الاسترخاء
لقد كانت تشبهه في ملامحها ، وبعد أن اعتادت النظر إليه طويلًا ،
باتت تقلد تعابيره بدقة
وجهها المستدير الصغير عابس ، مما جعل جيانغ شو عاجزًا
بين الجدية والابتسام
وبعد لحظات ، استسلم وهو يرخّي ملامحه ،
ثم قرص خد شياوشياو وقال لشين فانغ :
“ إذن خذها إلى حصة تايكوندو في عطلة نهاية الأسبوع .
الأطفال عظامهم لينة ولا يتحملون السقوط مثلك .
لتتعلم من مدرب حقيقي ، لكن لا تدعها تُصاب ...”
وأضاف محذرًا شياوشياو:
“ يجب ألّا تبادري أبدًا إلى التنمر على الأطفال الآخرين ،
وإلا سأصادر جميع ألعابك .”
عادت شياوشياو إلى حيويتها فورًا وقالت :
“ حسنًا !”
انتهى الأمر أخيرًا بتسجيل شياوشياو في دورة تدريبية
أما والدا وانغ يي تشي فقد علما أن ابنهما هو المخطئ ،
فلم يطالبا جيانغ شو بأي تكاليف علاج ،
بل إن المعلمة تشي اتصلت بجيانغ شو لتعتذر على الأرجح
بدافع الشعور بالذنب
شعر جيانغ شو بالاطمئنان أخيرًا ،
لكنه لم يتوقع أنه بعد فترة قصيرة من التحاق شياوشياو
بالحصة التدريبية، سيقول الصغير المزعج الذي ضُرب
سابقًا إنه يريد أن يصبح حبيبًا لابنته
{ ما الذي يحدث ؟ }
في هذه الأيام يتعرض بعض الأطفال للمعلومات مبكرًا،
وكان جيانغ شو قد سمع من الآخرين أن أطفال رياض
الأطفال غالبًا يقلدون الكبار ويظنون أنه لا بد أن يكون
لديهم حبيبات أو أصدقاء ، لكنه اعتقد أن ذلك مجرد مزحة
لم يكن جيانغ شو يتوقع أن يهتم أحدٌ بابنته
لكن شين فانغ يو كان أكثر غضبًا منه —-
بحث عن رقم الهاتف الذي تركه والدا وانغ يي تشي في المرة السابقة،
وأخرج عصا الريش التي كانت والدة جيانغ تستخدمها
لضربه قديمًا
لولا أن جيانغ شو أوقفه، لكان ذهب ليلاقي ذلك الصبي بنفسه
قال جيانغ شو بصدمة وهو ينظر إلى العصا :
“ لماذا جلبت أمي هذا الشيء من بيتها القديم ؟”
أجاب شين فانغ يو بجدية :
“ إرث !!!! .”
اختنق جيانغ شو ، فاختار أن يتحدث مع الصغيرة التي
تستطيع التكلم بلغة البشر ~~ :
“ إذن لماذا يريد وانغ يي تشي أن تكوني حبيبته ؟”
سألها بصوتٍ ألطف، فأجابت شياوشياو بفخر:
“ قال إنني جميلة .”
جيانغ وشين: “…”
{ اهاااا ، صبي سطحي !! }
سألها جيانغ شو:
“ وماذا عنكِ أنتِ ؟”
ردّت شياوشياو بجدية :
“ لا أريد أن أكون حبيبته .
إنه ليس رائعًا أبدًا . أريد أن أكون حبيبة سون ووكونغ.”
{ حسنًا… لا بأس }
أعاد شين فانغ يو العصا إلى مكانها ،
أولًا لأنه لا يعرف من أين يجد سون ووكونغ،
وثانيًا لأنه حتى لو وجده ، فربما لم يتمكن من التغلب عليه
فسألها شين فانغ يو:
“ ولماذا تريدين أن تكوني حبيبته ؟”
فكرت شياوشياو قليلًا، ثم أمسكت عصا الريش ولعبت بها
وكأنها عصا الذهب الخاصة بسون ووكونغ وقالت :
“ لأنه قوي ويستطيع أن يمسك بالوحوش !”
كان السبب… بسيطًا ومباشرًا للغاية
ومع أن الأطفال يملكون دومًا أفكارًا خيالية لا تنتهي ،
إلا أنهم أبرياء لدرجة تجعلك تبتسم رغمًا عنك
وأخيرًا أوصى جيانغ شو:
“ إذا طلب منك أي طفل آخر أن تكوني حبيبته ، يجب أن
تعودي وتخبري بابا ودادي .
وأيضًا، لا تدعي أي صبي صغير يقبّلك أو يحضنك .”
فقال شين فانغ يو مباشرةً :
“ إذا قبّلك أو حضنك أحد ، اضربيه .”
أومأ شياوشياو رأسها بجدية وسألت :
“ هل يمكن لسون ووكونغ أن يعانقني ؟”
جيانغ وشين معًا:
“ لا، لا يمكنه .”
قالت شياوشياو على مضض : “ حسنًا ...”
ثم أخذت عصا الريش إلى الشرفة لتتدرب على حركات التحوّل ،
و بينما جيانغ شو ينظر إلى جسدها الصغير ، قال بقلق :
“ ماذا لو كبرت وخدعها الأولاد السيئون ؟”
وضع شين فانغ يو يده على كتف جيانغ شو وقال مطمئنًا:
“ دع تشونغ لان ولين تشيان يتحدثان معها أكثر .
لكنني أظن أن ابنتنا لا ترى في الأولاد العاديين شيئًا أفضل
من القرود… ربما لن تهتم بهم .”
لكن الاثنين قلّلا من شأن تعلق شياوشياو بهذا ' القرد ' —-
فبعد فترة قصيرة ، تلقى جيانغ شو اتصالًا آخر من المعلمة تشي
ليس بسبب شجار هذه المرة ، بل لأن الأطفال طُلب منهم
واجب منزلي برسم عائلاتهم
الجميع رسم والديه ونفسه ،
أما شياوشياو فرسمت صخرتين منقسمتين نصفين
أظهرت المعلمة تشي هذا ' الإبداع ' لجيانغ شو وقالت:
“ كيف تعلّم ابنتك ؟”
عاد جيانغ شو إلى المنزل وهو في حيرة ،
وأخذ اللوحة ينظر إليها
فرأى شياوشياو وجدتها منهمكتين في مشاهدة ' رحلة إلى الغرب ' ( انمي سون ووكونغ ) فسأل:
“ شياوشياو من قال لكِ إن والديكِ صخور ؟”
فقامت الصغيرة مباشرةً ببيع جدتها بلا تردد :
“ الجدة !”
سأل جيانغ شو والدته :
“ أمي؟”
ترددت والدة جيانغ وقالت :
“ أنا… قلت لها إنها مثل الصخرة و خرجت من شق .
هي تحب سون ووكونغ كثيرًا ، والمرة الماضية قالت إنها
تتمنى لو كانت قد قفزت من الشق مثله .
فسايرتها في كلامها…”
“…”
من الواضح أن كون المرء جدًا أو جدة يختلف تمامًا عن
كونه أبًا أو أمًا
فوالدا جيانغ لم يفرضا على شياوشياو نفس الصرامة التي
فرضاها عليه حين كان طفلًا
كانا إمّا يدللانها أو يسايرانها
تربية الأطفال مهارة ، وتعليمهم علمٌ قائم بذاته
لذا سلّم جيانغ شو المسؤولية بكل بساطة إلى شين فانغ يو:
“ اشرح لشياوشياو من أين جاءت ، وإلا ستنام الليلة على الأريكة !!! "
قال شين فانغ يو بغضب :
“ اللعنة يا جيانغ شو… لماذا تصبح أكثر قسوة يومًا بعد يوم ؟”
منذ وُلدت شياوشياو —- تقلّص وقتُهما الحميم كثيرًا
السنتان الأوليان كانتا مقبولتين ، لكن لاحقًا ، ومع كبر
شياوشياو وبقائها مستيقظة لفترات أطول ،
كانت تلاحقهما كلما عادا من العمل لتلعب معهما
الأطفال بحاجة إلى الصحبة ، والجدان جيانغ بحاجة إلى الراحة أيضًا،
ولهذا كانا يضطران للعمل ساعات إضافية بعد الدوام ليلعبا مع ابنتهما
التسلية مع الأطفال مهمة مُرهِقة بدنيًا ،
فكل مرة ينجحان فيها أخيرًا بجعلها تنام ،
يكونان منهكين تمامًا
يستحمان ثم يتمددان في السرير بلا طاقة لأي شيء آخر،
فضلًا عن الكلام
وفوق ذلك، كان في المنزل كبار في السن ،
فلا يمكنهما إصدار الكثير من الضوضاء
في المرات الأولى كان الأمر مثيرًا أن يكبتا صوتيهما،
لكن مع تزايد الخوف من إحداث ضجة،
صار الأمر أقل فأقل إرضاءً
أما منزل جيانغ القديم فكان مؤجرًا ،
لذا حتى مع وجود منزل ، كانا يضطران أحيانًا لاستئجار غرفة
في فندق ، يلهوان فيها مثل عاشقين جامعيين
والنتيجة أن شين فانغ يو نسي أن يُعيد بطاقة الغرفة آخر مرة ، فوضعها في جيبه ، وترك ثيابه في غرفة المعيشة
أخذت شياوشياو تلك الثياب لتصنع منها سريرًا ووسادة
لدمية الباربي خاصتها، فسقطت البطاقة وهي تلعب
لم تكن شياوشياو تعرف الكثير من الكلمات ،
فذهبت بحماس لتسأل جديها عن ماهيتها
تجاهلها والداه بلا اهتمام ، لكن حين عاد جيانغ شو إلى المنزل ، لمّح والده بعبارات ذات معنى :
“ أنا وأمك سمعُنا ثقيل قليلًا .
ننام قبل العاشرة عادةً ، وننام نومًا عميقًا ، فلا شيء يزعجنا .
وإذا كان الأمر غير مريح لكما…
سنبدأ بالنوم من التاسعة والنصف ! ”
في البداية لم يفهم جيانغ شو قصده،
حتى قال شين فانغ يو إن شيئًا ما في جيبه الأيسر انتقل
فجأة إلى جيبه الأيمن، وحينها أدرك جيانغ شو الحقيقة كاملة ~~
كاد الطبيب جيانغ الراحل أن يحزم أمتعته ويغادر الأرض،
بينما صار شين فانغ يو مقيمًا دائمًا على الأريكة بسببه ~~~
وبينما شين فانغ يو يواجه باب غرفة النوم المغلق بلا رحمة ،
تنهد مضطرًا ، وأخذ الجانية الصغيرة إلى غرفة المعيشة ليبدأ معها ' دوامًا إضافيًا ' وعقد اجتماع مصغر ~
⸻
حين قرر جيانغ شو أن يخرج ليراقب الموقف ،
كان الثنائي الأب والابنة يرويان حكاية
يبدو أنهما لمسَا وترًا حساسًا ، إذ كانت شياوشياو تحتضن
الأرنب الوردي الخاص بجيانغ شو ودموعها تنهمر حتى احمرّ أنفها
سألت باكية :
“ وماذا حدث بعد ذلك ؟ ماذا فعل العم أرنب ؟”
شين فانغ يو:
“ العم أرنب غادر المجموعة وهو يائس .
ومنذ ذلك الحين لم يره أحد .”
كان يحتضن شياوشياو ويُربّت على ظهرها ، بينما هي تشهق وتبكي بغضب :
“ لا أفهم لماذا كان على الأرنب الصغير أن يبوح بسرّ العم أرنب للجميع ؟
العم أرنب كان واضحًا أنه طيب جدًا مع الكل !”
شين فانغ يو :
“ صحيح …
لكن الأرنب الصغير لم يقصد ذلك، هو فقط ما زال صغيرًا
ولم يعرف أن الأرنب بابا وحده هو من يمكنه إنجاب الأرانب
في المجموعة ، فزلّ لسانه وتسبب بأن يظن الجميع أن
العم أرنب مختلف ، فتم عزله ...”
ثم نظر إليها بحنان وقال:
“ إذن يا شياوشياو، دادي سيخبرك بسر اليوم أيضًا .
لا تبوحي به مثل الأرنب الصغير وتؤذي العم أرنب . حسنًا ؟”
أومأت شياوشياو رأسها :
“ لن أبوح به .”
مسح دموعها وقال:
“ شياوشياو مثل الأرنب الصغير ، بابا هو من أنجبك .
بابا هو أروع أب في العالم . تحمّل الكثير كي يُنجبك .
لكن يا شياوشياو .. أصدقاؤك الآخرون، مثل أرانب المجموعة ، وُلدوا من أمهاتهم .
لذا يجب أن نحفظ سرّ بابا ونحميه .
لا يجوز أن يعرف الآخرون سره أو أن يؤذوه . فهمتِ ؟”
ابتسم وجه شياوشياو الممتلئ ، وبدت عيناها المستديرتان كحبات العنب تتلألآن :
“ مم!”
قبّل شين فانغ يو قبلة على خد ابنته وسألها :
“ إذا طلبت منك المعلمة المرة القادمة أن ترسمي ماما وبابا ، كيف سترسمين ؟”
أجابت شياوشياو:
“ سأرسمك أنت وبابا .”
تظاهر شين فانغ يو بالاعتراض:
“ مم؟”
فقالت بسرعة:
“ آه! سأحفظ السر ، إذن سأقول للمعلمة إنني لا أريد الرسم .”
ربّت شين فانغ يو على رأسها وقال :
“ حسنًا ، فقط قولي لهم إننا لا نريد الرسم .”
تنحنح جيانغ شو —- ثم دفع الباب نصف المفتوح ودخل
جلس القرفصاء أمامها وقال :
“ لقد تأخر الوقت ، دعيني أنا أضعك في السرير .
دادي سيذهب ليستحم .”
شياوشياو:
“ بابا لا داعي لتضعني في السرير الليلة ، أستطيع النوم وحدي .”
سألها جيانغ شو بدهشة:
“ هكذا مطيعة ؟”
أشارت له الصغيرة بيدها كي يقترب ،
وما إن انحنى حتى قبّلت قبلة كبيرة على وجنته
وقالت بمرح:
“ شكرًا على تعبك !”
تجمّد جيانغ شو للحظة ، بينما الصغيرة قد ركضت بالفعل
إلى غرفتها وأغلقت الباب،
لكن ذلك الدفء الذي تركته قبلتها ظل يتغلغل في قلبه
كانت رعاية الأطفال مرهقة في كثير من الأحيان ،
إذ يتطلب طاقة كبيرة ومشاعر حية للاهتمام باحتياجاتهم النفسية
و يجب الانتباه لكل حركة يقوم بها الطفل ،
والبقاء دائمًا على حافة اليقظة ،
خوفًا من أن يسقط أو يقول شيئًا خاطئًا أو يكتسب عادات سيئة
لكن كل رد فعل من الطفل يمكن أن يلمس بسهولة قلوب أحبائه
ذلك الشعور كان صعب الوصف بالكلمات، لكنه كان جميلًا بلا حدود
سحب شين فانغ يو جيانغ شو نحوه ،
وقام بتقليد شياوشياو، واضعًا قبلة على خده الآخر وقال بصوت ناعم :
“ شكرًا على تعبك حبيبي "
شعر جيانغ شو بالحرج من هذه المبالغة الأب-ابنة ،
فالتفت وسأل:
“ ما القصة التي حكيتها لها لتبكي هكذا ؟”
أجاب شين فانغ يو:
“ إنها قصة عن العم أرنب البطل .
العم أرنب ظل يحرس سلام قطيع الأرانب ،
ويقاوم غزو النسر…”
وأثناء حديثه ، شعر فجأة بثقل في صدره
عندها فقط لاحظ شين فانغ يو أن جيانغ شو قد غطّ في النوم
أمسك شين فانغ يو بيد جيانغ شو المعلقة على جانبه
واستمتع بلحظة استرخاء نادرة
لكنه قلق من أن النوم بهذه الطريقة لفترة طويلة قد
يزعجه ، فرفعه بلطف وأعاده إلى السرير
لكن على غير المتوقع، استيقظ جيانغ شو بمجرد أن وضعه على السرير
قال له شين فانغ يو مطمئنًا:
“ اذهب للنوم ، سأطفئ الأنوار .
سأذهب إلى الحمام لأغتسل ثم أنام هناك كي لا أزعجك .”
فرك جيانغ شو عينيه وهو يشعر بالنعاس قليلًا ،
وألقى نظرة كسولة نحو شين فانغ وقال:
“ سأنتظرك "
سنوات العيش معًا جعلت شين فانغ يو يفهم جيدًا
الدلالات الكامنة وراء كل كلمة يقولها جيانغ شو
خصوصًا في مثل هذه الأمور
شين فانغ يو:
“ لماذا هذا الاهتمام المفاجئ ؟”
التفت جيانغ شو، واضعًا نصف رأسه تحت البطانية، ولم يقل كلمة
سأله شين فانغ يو :
“ ألا تشعر بالتعب؟”
رد جيانغ شو بسخرية :
“ هل شعرت يومًا بالتعب ؟
وبالمناسبة… طالما لازلت أتنفس ، يمكنك أن تراهن أنني
سأتمكن من فعل أي شيء ”
همس شين فانغ يو ضاحكًا بخفة، وسحب الشخص من تحت البطانية قائلاً :
“ حسنًا إذاً .. لماذا لا ترافقني جولة في الحمام ؟”
تُرمى الملابس في سلة الغسيل،
بينما يخفي البخار الأبيض المتصاعد زجاج الحمام،
ويظهر فقط آثار الأيدي المتراكبة على الجدار
الضغط المكبوت لفترة طويلة ، مع الإثارة العاطفية لليل ،
جعلت القبلات أكثر إلحاحًا ،
وصوت اندفاع المياه غطى كل الأصوات الأخرى
شهق جيانغ شو :
“ أطفئ الضوء .”
شين فانغ يو مازحًا:
“ لا، لا تطفئه . من يطفئ الضوء أثناء الاستحمام ؟
وبالمناسبة…” اقترب وهمس في أذن جيانغ بصوت مكتوم:
“ تبدو رائعًا حقًا "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق