Extra7 | DJPWNK
فُتح الباب فجأة —- ودخلت فتاة نحيلة تحمل حقيبة ظهر على كتفها
وبينما تغيّر حذاءها، فتحت سحّاب حقيبتها
قالت وهي تندفع بحماس :
“ داااادي ! بسرعة ، بسرعة ، ساعدني !”
مدّت قلمًا وورقة إلى شين فانغ ، الذي كان منشغلًا بتزيين
برج كعكة عيد ميلادها
: “ بسرعة وقّع لي اسمك !”
أنهى شين فانغ يو بهدوء وضع الطبقة الأخيرة ،
ثم أخذ الورقة منها
وبعد أن ألقى نظرة على النتيجة البائسة المدوَّنة في الأعلى ،
ارتسمت على وجهه ابتسامة ساخرة وقال:
“ لا أستطيع أن أوقّع لك هذا .
لو عرف جيانغ شو سأضطر للنوم على الأريكة من جديد "
ضحكت وهي تشدّه من كمّه : “ دادي أرجوك ،
أنت الأفضل ! وقّع بسرعة قبل أن يرجع بابا .
اليوم عيد ميلادي الثاني عشر !
هل تستطيع أن ترضى برؤيتي أُعاقَب ؟
هل تستطيع أن تفسد مزاج بابا ؟”
قال شين فانغ يو بلا تردد :
“ لا تحاولي ابتزازي عاطفيًا . لن أوقّع .”
: “ دااااادددددي —” هزّت شياوشياو ذراعه بعنف : “ دادي
وقّع لي هذه المرة فقط . أعدك أنها الأخيرة !”
قال لها:
“ أنتِ فقط تخدعينني .
جيانغ مو شين ما زلت لم أحاسبك على المرة الماضية .
ما كانت المناسبة… آوه صحيح يوم التشجير !
قلتِ إنه يجب أن أحمي أزهار الوطن ولا أدع جيانغ شو
يوبّخك في ذلك اليوم ، فوقّعت لك.
ثم أفشى جدّك السر ، وأبوك عاقبني بالصمت ثلاثة أيام بلياليها .
طلبت منك أن تساعديني في إقناعه ، لكنك لم تفعلي !! ”
ابتسمت شياوشياو :
“ أنا بالتأكيد لن أخبر الجد والجدة أنني أخذت اختبارًا آخر "
شين فانغ يو: “…”
ثم تابعت بوجه عابس قليلًا :
“ على كل حال… أردت أن أساعدك فعلًا . لكن بابا عاقبني
بكم هائل من الأسئلة ، وقال لي إني لا أستطيع التحدث
معه قبل أن أنهيها .”
تنهد شين فانغ يو :
“ لم يمر سوى بضعة أيام . ماذا ستكون حجتك المرة القادمة ؟
هل ستستخدمين عيد تشينغمينغ لتأبين ورقة الامتحان المنحوسة !! ،
أم عيد العمال لإحياء كدّك في الحصول على هذه الدرجة المتدنية ؟”
أنزلت شياوشياو رأسها وهي تتملق :
“ لقد ساعدتني أصلًا في اختراع العذر… دادي أنت حقًا ذكي "
أومأ شين فانغ يو وهو يخترق نواياها:
“ أنت لا تريدين مني توقيع الورقة فعلًا ،
بل تريدين أن أتحمّل معك المسؤولية إذا انكشف الأمر .”
ضحكت الثعلبة الصغيرة بخجل بعدما فضحها الثعلب العجوز وقالت :
“ ففي النهاية… أنت أبرع مني في إقناع بابا .”
هزّ شين فانغ يو رأسه أخيرًا ، ووقّع اسم جيانغ شو على الورقة
“ خذيها "
قفزت شياوشياو بسعادة ، واحتضنته :
“ شكرًا دادي !”
نظر شين فانغ يو إلى ظهر ابنته وهي تركض إلى غرفتها بحذر ،
بينما بدأ يدلك جبهته على وقع أنغام ' الكونغهُو ' المنبعثة من الداخل
لم يكن يعرف إن كان السبب أن جيناتهم ' المشبّعة ' قد تحوّرت أكثر مما ينبغي ،
أو لسبب آخر…
لكن ابنتهما لم ترث منهما حب المنافسة ، بل على العكس ،
تعلمت مبكرًا كيف ' تصالح نفسها ' وباتت لا تبالي بشيء يومًا بعد يوم ،
لم تكن درجات شياوشياو عالية ولا متدنية ،
بل متوسطة في صفّها
وهي كانت راضية عن مستواها ،
لكن جيانغ شو كان يغضب لمجرّد أن يطّلع عليها
و يعلّق دائمًا :
“ حتى لو غفوت أثناء الامتحان ، أو أجبت وأنا نائم ،
ما كنت لأحصل على مثل هذه الدرجة المتدنية .”
لكن الحظ أسعف شياوشياو في مادة واحدة ، وهي اللغة الإنجليزية
فمنذ مرحلة الروضة أظهرت ميولًا واضحة نحوها
ومع اتساع حصيلتها اللغوية شيئًا فشيئًا ،
اعتاد والداها على استخدام الإنجليزية حين أرادا التحدث
في أمور لا تليق بسمعها
إلا أنّ ذلك ارتدّ عليهما في أحد الأيام ؛
إذ كان جيانغ شو وشين فانغ يو يتحاوران بالإنجليزية حول
أخذ فترة من الراحة لأنفسهما،
فإذا بشياوشياو تقاطعهما فجأة قائلة:
“ ولِمَا لا تصطحباني معكما إلى اللعب ما دمتمَا متفرغَين ؟”
تبادل الاثنان نظرات متفاجئة ، ثم شعرا بالارتياح لأن
مقاطعتها جاءت في الوقت المناسب، قبل أن يتفوها بما لا يليق
لم يستوعبا قطّ كيف فهمت شياوشياو — التي لم تدرس
الإنجليزية في الروضة أصلًا ، حديثهما
ولم يجدا تفسيرًا سوى أنّها سمعت من الأدب الإنجليزي
الكثير وهي ما تزال رضيعة ، فانطبع في أعماق وعيها الباطن
وحين دخلت الابتدائية ، علّق جيانغ شو عليها آمالًا عريضة ،
ثم أدرك بعد حين أنّها ليست من المتفوقين
فوضع قاعدة وسط : يكفي أن تنال ثمانين درجة في أي
مادة ، فتعفى من إعادة الامتحان ،
أمّا إن جاءت الدرجة أدنى من ذلك ، فعليها أن تحلّ ثلاثين
تمرين إضافي ، وهو بنفسه يتولّى مراجعتها ،
كانت شياوشياو تضيق ذرعًا بهذه العقوبة
ولحسن حظّها أنّ موادها لم تزد آنذاك على ثلاث رئيسية :
اللغة الصينية ، والرياضيات ، والإنجليزية .
لكنها سمعت أنّ المرحلة المتوسطة تتطلب موادًا أكثر
بكثير ، فمجرد التفكير في ذلك أورثها صداعًا
وحين عاد جيانغ شو مساءً ،
كان شين فانغ يو قد انتهى من إعداد العشاء ،
فسمع موسيقى خفيفة وسأل :
“ هل تعزف الآن على الكونغهو؟”
فأجابه شين فانغ يو: “ نعم… لقد صارت تفكّر فيه كل يوم "
كانت شياوشياو قد بدأت تعلم العزف على الكونغهو
( آلة وترية صينية قديمة) منذ الصف الأول الابتدائي
ففي أحد الأيام حين ذهبت للعب مع تشونغ لان ولين
تشيان ، صادفت لين تشيان تعزف على الكونغهو
وهذه الآلة قد اندثرت منذ قرون ، أما الكونغهو الحديث
فلم يظهر إلا حديثًا كآلة مجدّدة ذات أوتار مزدوجة جمعت
خصائص آلات أخرى
ولم يكد عمره يتجاوز ثلاثين أو أربعين عامًا، وما زال يعد آلة متخصّصة نادرة
وقد درست لين تشيان في الأصل آلة الغوتشين لكنها غيّرت
مسارها لاحقًا إلى الكونغهو ( الغوتشين من سبعه اوتار / الكونغهو 21 وتر )
وبعد تخرّجها ، غدت من القلائل الذين يدرّسون هذه الآلة الغريبة
وحين شاهدت شياوشياو الصغيرة لين تشيان تتدرّب في قاعة البيانو ،
اتسعت عيناها دهشة
فالآلة الفريدة ، التي تعادل طول إنسان ، كانت محفورة بنقوش دقيقة ،
وصوت أوتارها عذب صافٍ سماويّ… لقد كان مشهدًا
جديدًا ساحرًا لا يُقاوم
ومنذ ذلك اليوم أسرعت الطفلة إلى والديها ،
ملحّةً عليهما أن يسمحا لها بتعلّم الكونغهو
حين سمِعا برغبة شياوشياو في التعلّم ،
تشاور جيانغ شو وشين فانغ يو مع لين تشيان ،
ثم أرسلاها إلى صفوفها لتتلقى دروسًا في العزف على تلك الآلة
في البداية ، لم يأخذ أحد الأمر على محمل الجد ،
فالأطفال في مثل سنها يتبدل مزاجهم سريعًا ،
ويصعُب عليهم الالتزام بأمر واحد طويلًا ،
لكن لم يتوقّعا أنّ شغف شياوشياو بالكونغهو ازداد يومًا بعد يوم
وبعد نقاش بينهما ، قرّر الأبوان شراء آلة كونغهو خاصة بها لتتدرّب في البيت
وقبل لقاءهما بلين تشيان، لم يسبق للطبيبين أن شاهدا هذه الآلة من قبل
لكنّهما كلّما رافقا ابنتهما إلى صفوفها، ساورهما الشك فيما
إذا كانا قد اشتريا الآلة الصحيحة أصلًا
أما جارهما ، جان لي ، العامل في مصنع القطن ، فقد قال
حين سمع عزف شياوشياو:
“ إنه صوت أشبه بموسيقى الجنّيات "
لكن هذه ' الموسيقى ' لم تكن سوى أصوات خشنة
كأصوات قطن ممزّق ، تحمّلاها لعام كامل تقريبًا
حتى تطورت موهبة شياوشياو شيئًا فشيئًا،
وصارت قادرة على أداء تمارين بسيطة بسلاسة،
عندها فقط خلع الأبوان سدادات أذنيهما، وقد غمرتهما دموع التأثر
قال شين فانغ يو وهو يفكر في ورقة الامتحان التي عرضتها
عليه ابنته للتو ، ويستمع في الوقت نفسه إلى أنغام الكونغهو العذبة :
“ في الحقيقة… إن لم تكن تحبّ الدراسة ، فلا تشدّد عليها كثيرًا .
الالتحاق بمعهد موسيقي في المستقبل سيكون أمرًا رائعًا أيضًا ...”
وأضاف متذكّرًا:
“ أتذكر أنّها أمسكت بصندوق موسيقي في حفل شهرها الأول…
ربما كانت موهبتها واضحة منذ البداية ….”
ثم ألقى نظرة نحو باب غرفة شياوشياو وتابع :
“ ألم تقل لين تشيان إنّ هذه الآلة النادرة قد تكون أسهل
للقبول الجامعي لاحقًا ؟”
أحسّ جيانغ شو أنّ ثمة ما يريب، فسأل على الفور:
“ هل خضعت لامتحان آخر ؟”
ارتبك شين فانغ يو وقال بجدية :
“… بالطبع لا ! ”
ألقى جيانغ شو نظرة ذات مغزى ، لكنه قرر التراجع هذه
المرة ، احترامًا لعيد ميلاد ابنته
—————-
ومع اقتراب وقت العشاء ،
بدأ الضيوف يتوافدون
وكان والدا جيانغ شو — المقيمان في منزله القديم ، أوّل الواصلين
كما حضرت الجارتان تشونغ لان ولين تشيان على عجل
بعدما شاهدا مائدة الطعام العامرة التي نشرها شين فانغ يو
على حسابه ، فدفعهما الجوع إلى القدوم بلا تردّد
أما والدا شين فانغ يو وأخوه الأكبر ، فلم يستطيعوا الحضور
لبعد المسافة ، لكنّهم أرسلوا باكرًا هدايا كثيرة إلى شياوشياو
..
قبل سنوات حين عادت والدة شين إلى منزلها،
ظلّت تفكر طويلًا ثم تجرأت أن تسأل ابنها عن أصل الطفلة
وبعد أن استأذن شين فانغ يو من جيانغ شو — أخبرهم بالحقيقة
على الطرف الآخر من الهاتف ، لزم الأخ شين بايهان الصمت للحظة طويلة ،
ولم يزد على أن قال :
“ أنتم بخير… وإن واجهتم صعوبة ، فالأخ الأكبر والوالدان إلى جانبكم .”
لاحقًا سألت الأم مرات عدة إن كان بالإمكان إحضار شياوشياو إلى بيتهم ،
لكن منزلهم كان ضيق
كما أنّ والدي جيانغ شو كانا الأقرب إليها
رفض شين فانغ يو طلب أمه ، ولكنهم اعتادوا اصطحاب
شياوشياو في عطلات الشتاء والصيف لزيارة أهله وأخيه الأكبر
وربما تكمن لباقة الكبار في أنهم مهما حملوا من خلافاتٍ
فيما مضى ، فإنهم يوارونها أمام الأطفال
وعلى مرّ السنين ، ظلّت العائلتان تتعاملان كالأقارب،
ولا يزال الوئام قائمًا بينهم
بطبيعة الحال حين فتحت شياوشياو كتب التمارين التي
اختارها لها الأخ الأكبر لشين فانغ يو استعدادًا لامتحان
القبول في المرحلة المتوسطة، لم يكن شعورها على النحو نفسه
فبالمقارنة ، الفستان القصير الذي قدّمته تشونغ لان ،
والنوتات الموسيقية التي أهدتها لين تشيان ،
أكثر وقعًا في قلبها وإرضاءً لذوقها ،
وبعد أن أنهت تشونغ لان فتح الهدايا مع شياوشياو
ألقت نظرة إلى المائدة المليئة بالأطباق ،
وقالت على عجل:
“ لماذا لم يصل تانغ كي والبقية بعد ؟”
جاءها الجواب من الباب:
“ ها نحن ذا !
لقد علِقنا في زحام السير وأنا في طريقي لاصطحاب يو سانغ
وانتظرنا طويلًا في الطريق .”
دخل تانغ كي وهو يدفع الباب، يتبعه جمع صاخب من الأصدقاء
يو سانغ، وو روي، وتشانغ تشنغ وصلوا أيضًا،
محمّلين بالهدايا كبيرة وصغيرة،
يزاحمون بعضهم في المدخل لخلع أحذيتهم
استقبلتهم شياوشياو بابتسامة عذبة وصوت مرح،
فازداد سرور أولئك ' الأعمام ' وتألقت ابتساماتهم بصدق نادر
كان جيانغ شو قد أعلن عن علاقته مع شين فانغ يو بعد أن أصبح رئيسًا للقسم
في ذلك الوقت ، كانت النائبة كوي ، المشرفة السابقة على القسم ، على وشك التقاعد،
فاستدعت جيانغ شو وشين فانغ يو إلى مكتبها لمناقشة أمر الترقيات
ورغم أنّ كليهما قد رُقّي إلى منصب ' الطبيب الرئيسي ' في العام نفسه ،
فإن اللقب والمنصب أمران مختلفان
فالقسم يمكن أن يضم العديد من الأطباء الرئيسيين ،
لكن لا يُسمح إلا برئيس واحد للقسم
بدت النائبة كوي في حرجٍ شديد؛ فكلاهما من طلابها المقرّبين ،
وأعوانها الأوثق في العمل ،
ولم تستطع أن تجزم بتفوّق أحدهما على الآخر
لذا سلّمت سيرتيهما الذاتية كلًّا للآخر ، ثم قالت :
“ لقد قرأت سيرتيكما مرارًا خلال الأيام الماضية .
أستطيع القول إنكما متكافئان في كل جانب ،
حتى مؤشر H متساوٍ لديكما .
لكن عليّ أن أوصي بشخص واحد فقط ،
ولذلك لم أجد وسيلة سوى طريقة غبية وغير مناسبة ….”
توقفت قليلًا ثم تابعت:
“ فلنحسب مجموع النقاط الخاصة بالمقالات .”
فالقدرة البحثية هي المعيار الأهم في تقييم المستشفى للترقيات ،
وغالبًا ترتكز المؤشرات على معامل H للفرد ،
وعلى معامل التأثير للمقالات المنشورة ،
لكن الأرقام ليست قادرة على قياس كفاءة المرء حقًا ،
إذ يتذبذب معامل التأثير مع مستوى المجلة عامًا بعد عام ،
ومع ذلك، فهو أداة سريعة وكسولة للفصل بين شخصين متكافئين تمامًا
ولهذا ظلّت سياسة ' أعلى خمسة ' موضع انتقاد لسنوات
طويلة ، من غير أن يحدث تغيير فعلي
نظر جيانغ شو وشين فانغ يو أحدهما إلى الآخر ،
وبدآ يحسبان في صمت نقاط كل منهما
ولسبب ما، أعادهما ذلك المشهد إلى تلك الأيام التي كانا
يقارنان فيها أجوبتهما في مقهى الإنترنت قديمًا
وفي النهاية ، كتب كل واحدٍ منهما رقمه في الزاوية العليا
اليسرى من الورقة ، وقدّماها إلى النائبة كوي
لكن النتيجة ، بخلاف ما كان يحدث في الماضي ، لم تكن هذه المرة متطابقة
قال جيانغ شو:
“ المشرفة كوي ، لا أظن أن علينا الحساب بهذه الطريقة.
شين فانغ يو نشر بحث عن العملية القيصرية للذكور
حصدت معدل استشهاد مرتفع ،
لكنه آثر أن ينشرها في مجلة محلية دعمًا لبلدنا .”
كان شين فانغ يو متأخرًا عنه بثلاث نقاط ،
لكن لو كان قد قدّم بحثه إلى المجلة الأجنبية المرموقة التي
خطّط لها أصلًا ،
لما كانت تلك النقاط الثلاث ذات قيمة تُذكر
لذا اقترح جيانغ شو:
“ الأجدر أن يُؤخذ في الاعتبار معدل الاستشهاد الكلي "
نظرت المشرفة كوي في السِّيرتين ثم تنهدت :
“ لو اعتبرتُ هذه النتيجة فسأختارك أنت ،
ولو اعتبرت معدل الاستشهاد فسأختاره هو ،
لكن حين أنظر إلى المؤشرات بندًا بندًا ،
أعجز تمامًا عن اتخاذ القرار ….”
و تابعت بصراحة :
“ جيانغ شو لأكون صريحة ، ما فعلته الآن يشبه رمي النرد .
لا أعلم ما هو معامل التأثير للمقالات التي نشرتموها اليوم،
وربما بعد بضع سنوات ، لو حسبناها بالمقالات ذاتها ،
لكانت النتيجة مختلفة كليًا .
الفارق بينكما ضئيل للغاية ، ومن الصعب قياسه بالأرقام .
فإن قبلت بهذه النتيجة سأرفع التوصية ، وإن لم تقبل ،
فسأحاول أن أطلب لكما فرصة أخرى لتعرضا إنجازاتكما
أمام الإدارة العليا ، وتتنافسا مجددًا كما في السابق .”
فقال شين فانغ يو:
“ لا داعي لذلك .
كان اختياري أن أقدّم البحث لمجلة محلية ،
وقد اتفقنا سويًا أن نفصل الأمر وفق حساب النقاط البحثية .
وبما أن هذا الاتفاق قد جرى ، فيجب علينا الالتزام به.”
المشرفة كوي رئيسة القسم ونائبة مدير مستشفى جيهوا ،
وكان شين فانغ يو يعلم تمامًا قيمة توصيتها وثقلها
ولو أن سنوات المنافسة الطويلة بينه وبين جيانغ شو انتهت
بتولّي جيانغ شو رئاسة القسم، فذلك يعني ـ ببساطة ـ أنه خسر أمامه
ومع ذلك، لم يشعر لا بالندم ولا بالضغينة
ربما ـ كما قالت النائبة كوي ـ إن حساب معامل التأثير
لمقالات قديمة لا بد أن يشوبه بعض الخلل والتفاوت بمرور
السنين، فلا يكون معيارًا دقيقًا للترتيب
وإن كانت الهزيمة من نصيبه هذه المرة بسبب الحظ
فلا شيء يستحق أن يؤرقه
وربما فكّر شين فانغ يو، لو كان الأمر متعلّقًا بالخسارة ،
فقد خسر بالفعل منذ تلك اللحظة التي اندفع فيها ،
وفضح قلبه بقبلة متسرّعة إلى جيانغ شو ،
نظر إليه جيانغ شو — راغبًا في قول شيء ،
لكن وجود المشرفة كوي حال بينه وبين الإفصاح ،
لم يجد سوى أن يمد قدمه بخفة ليمسّ حذاء شين فانغ من تحت الطاولة
ولمّا شعر شين فانغ بحركته، انتبه، ثم التفت إلى المشرفة كوي قائلًا :
“ هل تسمحين لي بأن أتحدث مع جيانغ شو على انفراد قليلًا ؟”
وقف الاثنان في درج شبه خالٍ ، فقال جيانغ شو بوجه عابس :
“ لم ترغب في نشره في الخارج حينها بسبب شياوشياو، فلم أضغط عليك .
لكنك أنجزت جراحة معقدة كهذه ، ألا يجدر بك الآن أن
تدافع عن نفسك ؟”
قاطعه شين فانغ يو :
“ جيانغ شو أليس من مبادئك الالتزام بالقواعد ؟
وإلا لكنتَ قد وضعتَ اسمك على ذلك البحث منذ البداية .
فلماذا تحاول إقناعي الآن بعد أن اتفقنا أن نحتكم إلى القواعد ؟”
ارتبك جيانغ شو وانعقد لسانه فلم ينطق بشيء للحظة
ابتسم شين فانغ يو قليلًا :
“ لا داعي لأن تشعر بأي عبء نفسي .
وإن ثقل الأمر عليك فعلًا ، فبإمكانك أن تشاركني مكتبك
وموادك البحثية حين تصبح رئيسًا للقسم ….”
ثم أضاف مازحًا بنبرة مرحة:
“ مع أنني لا أرى حاجة حقيقية للمشاركة .”
{ حقًا ما أعجب الزمن !
لقد مرّت اثنتا عشرة سنة ، وما زلت أتذكر الشاب الذي
جلس يومًا في السيارة وقال لي : ' أنا لا أعزم إلا الفتيات على
العشاء… إدفع لي ثمن الوجبة ' ch2
في ذلك الحين كنا عدوان لدودان ،
أما الآن فنحن غارقان في علاقة يملؤها التفاهم والمحبّة }
وربما كانت أعظم صفة تجمعهما هي أنهما يشاركان نصف
حياتهما دومًا مع بعضهما البعض، وشين فانغ يو يهتم دومًا
بمكانته واعتباره لنفسه، فلا يريد أبدًا أن يكون مدينًا لأحد
قال شين فانغ وهو يضغط على كتف جيانغ :
“ حسنًا، على أي حال، النائبة كوي قد رشحتك فقط .
نجاحك في تجاوز المستويات الأعلى من التقييم يعتمد على قدراتك الشخصية ...
و هذا الـ جيانغ شو سيشعر بأنه مدين لي فقط ،،،”
قالها الطبيب شين بلا تحفظ ،
ثم استخدم عبارة مبتذلة وجديدة تعلمها للتو :
“ لأنك خاصتي .”
شعر جيانغ شو بقشعريرة شديدة في جسده كله بعد سماع
هذه الجملة ، وغادر بخطوات متثاقلة
و في ساعة متأخرة من الليل ،
لم يستطع الطبيب جيانغ النوم تمامًا بسبب تلك العبارة
———
تفاجأ شين فانغ يو أنه بعد أن أصبح جيانغ شو رئيس القسم ،
فعلاً خصّ شين فانغ يو بنصف مكتبه الجديد ، مع تسليمه المفتاح
الاثنان الموهوبان ، اللذان كانا عودان ، بلغا هذه المرحلة من التفاهم
أولئك في القسم الذين كانوا على دراية وعلم بعلاقتهما،
والذين لم يكونوا كذلك، صار لديهم بعض الفهم لما يجري بينهما
كان هناك شعور بالمفاجأة ، لكن الغالب كان شعور بأن هذا كان قدرًا محتومًا
إن قدرة الدماغ على تعديل الذكريات أقوى مما يتصور الناس
فقد مرت اثنتا عشرة سنة ،
وكادت تجعلهم ينسون الماضي حين كان بإمكانهما التقاتل
بمجرد النظر إلى بعضهما البعض
بالنسبة لهما ، بدا أنهما يتنافسان طوال الوقت ،
بينما كانا في الواقع يخطوان قدمًا إلى جانب بعضهما
لقد كان الأمر كأنهما خُلقا لبعضهما البعض ،
وكان من الصعب تخيل كل منهما مع شخص آخر ،
ومع ذلك ، لم يخبر جيانغ شو سوى عدد قليل من الأشخاص المقربين عن الطفلة
فمن جهة ، كانت علاقته بهؤلاء جيدة لدرجة أنه يعرف أنهم
لن يؤذوه أو يسخروا منه ،
ومن جهة أخرى ، طلب منهم المساعدة في تسوية الأمور
داخل القسم وإبقاء الأمر سرًا عن الآخرين ،
فبعد كل شيء ، بالنسبة لشياوشياو — كلما قلّ اهتمام
الناس بها ، ستكون حياتها أكثر سعادة
حين علم يو سانغ بالأمر لأول مرة ،
قفز من فرط الدهشة وكاد أن يُغشي عليه ،
واستمر يطلب فحص قلبه ،
وفي النهاية ، أجرى له جيانغ شو بنفسه تخطيطًا للقلب
أظهر أن كل شيء طبيعي
أما وو روي، كأخ أكبر، فظل هادئًا إلى حد كبير
وبعد سماعه للأمر ، شرب ثلاث أكواب من الماء الدافئ لتهدئة نفسه
وأخيرًا، مستحضرًا صورة ابنه الذي في نفس عمر شياوشياو تقريبًا ، مازح قائلًا :
“ هل نرتب زواجًا بين عائلتينا ؟”
لكنه قوبل بالرفض القاطع من شين فانغ يو الذي قال:
“ إنها تحب القرود فقط !! "
لذلك، في عيد ميلاد شياوشياو، أحضر وو روي دمية كبيرة
على شكل سون ووكونغ
فرحت شياوشياو جدًا، وحملت الدمية التي تكاد تعادل
طولها، وركضت بها حول المكان لتُريها للجميع دون أن تشعر بأي تعب
شياوشياو:
“ خالتي تشونغ لدي شيء آخر لأريكي إياه .”
وسط ضحكات كثيرة ، بدأت شياوشياو بطريقة ما تروي للخالة تشونغ عن أصدقائها في المدرسة ،
وحتى عرضت عليها بطاقات عيد الميلاد التي صنعوها لها أصدقاؤها
ركضت إلى غرفة النوم، لكن جيانغ شو أمسك بها وقال:
“ لا تركضي ، دعينا نريها للخالة تشونغ بعد أن ننتهي من الكعكة .”
فاحتضنت شياوشياو دميتها مطيعة ووقفت أمام جيانغ شو، قائلة للخالة تشونغ :
“ انتظري قليلًا ، خالتي تشونغ، سأحضرها لك بعد أن ننتهي من الكعكة .”
ابتسمت تشونغ لان :
“ حسنًا ، لا تتعجلي .”
فكّك جيانغ شو تسريحة شياوشياو المبعثرة قليلاً ،
ثم جمعه في عقدة على شكل كعكة ووضع على رأسها تاج
عيد ميلاد ذهبي
بدأت الدهون الطفولية على وجه الفتاة تتلاشى ،
وعند النظر إليها من الوهلة الأولى ، بدت الفتاة في الفستان
الطويل أنيقة ، مع لمحة من نضج امرأة صغيرة
الكعكة ثلاثية الطبقات ترمز إلى نمو شياوشياو خطوة خطوة ،
وكذلك إلى سعادة العائلة المكونة من ثلاثة أفراد ،
أخرج جيانغ شو الكاميرا ونوى التقاط صورة جماعية ،
لكن شياوشياو خطفتها منه وقالت:
“ دعني أفعلها !”
فأخذت هاتف شين فانغ يو ببراعة ووضعته على عصا السيلفي، ثم رفعته عاليًا
كليك ! تجمدت الصورة
الغرفة مليئة بالهدايا، وفي الأمام وقفت الطفلة مبتسمة بسعادة ،
ممسكةً بشخصيتها المفضلة سون ووكونغ
وراءها والداها ، بملامح متشابهة ووجوه وسيمة ،
ينظران إليها بمحبّة في عيونهما
وخلفهما أعمامها وخالاتها وأجدادها الذين يحبونها جميعًا
كان الجميع يضحك بسعادة ومرح ،
وكأنهم في هذه اللحظة ،
أمام هذه الطفلة البالغة من العمر اثني عشر عامًا ،
قد عادوا إلى براءتهم وسذاجتهم في نفس سن الثانية عشرة
أُشعلت الشموع الملونة وأُطفئت أضواء الصالة
فنفخت الفتاة الصغيرة باللهب البرتقالي الأصفر ،
وأغلقت عينيها وتمنّت أمنية وهي تدعو بيديها بخشوع ،
وغنى الجميع أغنية عيد الميلاد
وانتهى يوم كذبة أبريل ، دون أي خداع أو مكر ،
وسط الضحك والفرح ،
وكانت تلك الأمنيات الخاصة بعيد الميلاد تنتظر بصمت
مالكتها الصغيرة لتُحققها واحدة تلو الأخرى في العام الجديد …
— الــ 🥼🩷🍥 ـنـهـايــة —
نهاية اكسترا جيانغ وشين فانغ 🥹 يبقى 2 لـ لي يالي و هوو تشنغتونغ
و مقابلة لجيانغ وشين فانغ و 5 الباقية باقي ماتسربّت
تعليقات: (0) إضافة تعليق