القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

ch182 tgcf

 الفصل مئة واثنان وثمانين : البطل يُهزَم أمام بنس واحد -١-.






قبل أن تُغلَق المدينة بالكامل للقيام بعملية تفتيش صارمة، كان شي ليان ورفاقه قد سافروا طوال الليل حتى وصلوا إلى مدينة أخرى.


وكما فعل من قبل، وضع الملك والملكة في مكان معزول، ثم خرج هو وفنغ شين ليكسبا المال. غير أن من لم يتمكّن من كسب الكثير في مدينة واحدة، لن يصبح حظه أفضل في مدينة أخرى.


عملا ليوم كامل بأشغال شاقة، لكن ما حصلا عليه لم يكن سوى أجر زهيد كالمعتاد. إلا أن الفارق هذه المرة أن الثلاثة الذين لم يفترقوا يوماً صاروا اثنين فقط، ما جعل كلاً منهما يجد صعوبة في التكيف مع هذا الغياب. فعلى سبيل المثال، كان مو تشينغ هو المسؤول دائماً عن كيس النقود، يحصيها باستمرار. أما الآن، وبعد رحيله، فقد صرّح فنغ شين بصراحة أنه قد يضيّع الكيس سهواً، فلم يكن أمام شي ليان إلا أن يحتفظ به عنده. وكلما عدّ ذلك المبلغ الضئيل، لم يستطع أن يصدق أن هذا كل ما جناه بعد يوم كامل من العمل الشاق. ويجب أن يُعلم أن ما كان يمنحه للمتسولين في الماضي لم يكن أقل من هذا!


ومع غياب مو تشينغ، غاب أيضاً من كان يوصل الطعام إلى الملك والملكة، فاضطر شي ليان هذه المرة أن يأخذ فنغ شين معه ليقدّما شخصياً ما يحتاجانه من ضروريات الحياة. وبما أن الملكة بات بإمكانها رؤية ابنها كثيراً، فقد غمرها الفرح. وكلما فرحت، قصدت المطبخ. وفي ذلك اليوم، صنعت مجدداً حساءً جديداً، وأصرت أن يتذوقه شي ليان وفنغ شين، وسحبتهما إلى المائدة.


قالت بحنان:

"يجب أن تسمنوا قليلاً، انظروا كم أصبحتم نحيفين."


كان العرق البارد يتصبب من فنغ شين، وما إن لامس مقعده حتى وثب واقفاً وهو يلوّح بيديه:

"لا، لا يا جلالتك! فنغ شين لا يجرؤ، هذا لا يجوز أبداً!"


ابتسمت الملكة بلطف وقالت:

"بني ، ممّ تخاف؟ اجلس."


كيف له أن يقول لها الحقيقة؟ لم يجرؤ. وبعد أن أجبر نفسه على الجلوس، قدّمت الملكة بيدها ثمار تعبها. شهق فنغ شين وهو يرفع غطاء القدر. جلس شي ليان في صدر الطاولة، وما إن نظر كلاهما داخل القدر حتى شحب وجههما.


قال شي ليان بخفوت:

"هذه الدجاجة... ماتت ميتة مأساوية."


"..."ارتجفت شفتا فنغ شين:

"سموك ... ربما رأيتَ خطأ. لا دجاج هنا أصلاً."


تساءل شي ليان متعجباً:

"؟؟؟ إذن ما ذاك الشيء الطافي كالدجاجة الميتة؟"


أجاب فنغ شين:

"أظنها عجينة مطبوخة... لكن شكلها غريب بعض الشيء؟"


تأمّلا القدر طويلاً بلا جدوى. سكبت الملكة وعاءً كاملاً لشي ليان، فسارع فنغ شين هو الآخر لسكب وعاء لنفسه. وما إن ذهبت الملكة إلى الغرف الخلفية لتبحث عن الملك، حتى سكبا فوراً حساءهما خارج الأواني، وتظاهرا بمسح أفواههما وكأنهما ابتلعا الطبق دفعة واحدة ولم يشبعا بعد.


قالا بصوت واحد تقريباً:

"لقد شبعنا، شبعنا."


انبسطت أسارير الملكة.

"ألذّ كان؟"


أجاب شي ليان بمديح مجامل:

"نعم، كان لذيذاً!"


فقالت بحماس:

"إن كان كذلك، فخذوا المزيد!"


كاد شي ليان يختنق بحساء لم يشربه، ورفع منديله ليتظاهر بمسح فمه.


عندها، ترددت الملكة قليلاً قبل أن تقول:

"بني، أود أن أسألك شيئاً. رجاءً لا تعتبرني فضولية."


تصلّب شي ليان ووضع المنديل جانباً:

"ما الأمر؟ اسألي من فضلك."


جلست الملكة بجانبه وقالت:

"أين ذلك الطفل مو تشينغ؟ لمَ لم يأتِ منذ أيام؟"


كما توقع.


اشتدّ قلبه حين ذُكر مو تشينغ. فأجاب:

"آه... لقد كلفته بمهمة، فذهب إلى مكان آخر."


تنفست الملكة الصعداء وأومأت. ثم سألت مباشرة:

"ومتى سيعود؟"


قال شي ليان:

"قد يطول غيابه... لن يعود قريباً."


ظهر القلق على ملامح الملكة، ولم يفُت ذلك على شي ليان.


"هل هناك ما يزعجك؟"


أجابت سريعاً:

"لا، لا شيء."


لكن فنغ شين كان أذكى، فنطق فجأة:

"جلالتك... ما الذي أصاب يديكِ؟"


اليدان؟


نظر شي ليان، فصُعق. كانت يدا والدته الناعمتان المعتنى بهما دائماً تبدوان الآن بشعتين: مفاصل مقشّرة ومخدوشة، وبقع دم خفيفة. قفز واقفاً وأمسك بيديها:

"ما الذي حدث؟"


سارعت الملكة لتفسير الأمر:

"لا شيء. غسلتُ بعض الثياب والأغطية، لكنني لست ماهرة في ذلك."


قال شي ليان باندفاع:

"لماذا تقومين بالغسل بنفسك؟ كان يمكنكِ أن..."


لكنه توقف، عاجزاً عن إتمام الجملة. كان يمكن أن... ماذا؟ أن يقوم الخدم في القصر بالغسل؟ أن يتكفل مو تشينغ به؟ كل ذلك لم يعد ممكناً.


في طريق الهرب، كان مو تشينغ بمثابة الخادم الشخصي، يهتم بجميع الشؤون الصغيرة: العناية بولي العهد، والملك، والملكة. بغيابه، لم يبقَ من يقوم بكل تلك المهام.


لا طاهٍ، لا من يغسل، لا من يطوي الأغطية. ما كان يوماً حياة بسيطة أصبح فجأة شاقاً. أما شي ليان، فكان يحتمل الصعاب بلا اكتراث، إذ لديه ما يكفيه من هموم. لكن الملكة، التي عاشت في ترف وراحة، متى اضطرت لمثل هذا العمل الخشن؟ ومع ذلك، إن لم تقم هي به، فمن سيفعل؟


بعد صمت، قال شي ليان:

"لا تُرهقي نفسكِ بهذا. سأقوم أنا بالغسيل."


ابتسمت الملكة قائلة:

"لا داعي. اعتنِ بنفسك فقط. صحيح أنني لم أغسل ولم أطبخ من قبل، لكن بما أن وقتي فراغ، فقد أصبح القيام بالأعمال ممتعاً نوعاً ما. خاصة بعد أن استمتعتما بالوجبة، فهذا أسعدني كثيراً."


كان ذلك الحساء قد طُبخ بمثل هاتين اليدين. تبادل شي ليان وفنغ شين نظرة ملؤها الانقباض.


ثم قالت الملكة فجأة:

"آه، هناك أمر آخر. هل يمكنك أن تجلب بعض الدواء غداً؟"


اتسعت عينا شي ليان:

"دواء؟ أي دواء؟"


بدت الملكة مترددة:

"آه... لست واثقة. لكن لما لا تسأل في الصيدلية، عن دواءٍ يصلح لمن يعاني من سعال مصحوب بالدم؟"


شهق شي ليان:

"سعال بالدم؟! من الذي يسعل؟ أنتِ؟ أم والدي؟ لِمَ لم تخبريني؟"


ارتفع صوته، فأسرعت الملكة لإسكاته:

"اخفض صوتك!"


لكن الأوان كان قد فات، فجاء صوت غاضب من الغرفة الخلفية:

"قلتُ لكِ ألا تقولي شيئاً لا لزوم له!"


كان الملك. وما إن رأت الملكة أنه سمع، حتى لم تعد تحاول كتمان الأمر وقالت باتجاه الغرفة:

"لكن هذا لا يجوز إن استمرّ الوضع هكذا!"


اندفع شي ليان إلى الغرفة، فوجد والده متكوّماً على سرير بأغطية بالية. لم يلاحظ ملامحه عن قرب مؤخراً، أما الآن فقد رآه شاحب الوجه، خدّاه غائرين، مريضاً حتى العظم وسط غرفة كئيبة. لم يعد فيه أي مظهر ملكي، بل لم يكن سوى رجل عجوز بملامح منهكة.


لم يحتج شي ليان ليتحسس نبضه؛ كان واضحاً أنه مريض منذ وقت طويل، وأن المرض ليس هيّناً. بل إن الهواء في الغرفة كان مشبعاً برائحة خانقة من العِلّة. تذكّر قول الملكة إن الأعراض "سعال مع دم"، فاشتد اضطرابه وارتفع صوته:


"ما الذي يحدث هنا؟!"


قطّب الملك حاجبيه:

"ما هذا الأسلوب؟"


دخلت الملكة وفنغ شين إلى الغرفة أيضاً.


وبّخهم شي ليان:

"لا يهم الأسلوب! إن كنتَ مريضاً، لم لم تخبرنا من قبل؟"


غضب الملك:

"أتجرؤ على توبيخ ملكك؟ ما يجوز وما لا يجوز لهذا الملك أن يقوله، ليس أنت من يقرره!"


لم يصدق شي ليان أنه ما زال يتشدّق بمقامه، فهتف:

"لا يُعقل! أفي مثل هذا الوقت ما زلتَ تتشبث بلقبك؟"


ثار الملك:

"اخرج! اخرج من هنا فوراً!"


فسرعان ما سحبت الملكة وفنغ شين شي ليان للخارج، وقالت:

"ابني! لا تفعل هذا. إنه والدك، وهو مريض. تراجع قليلاً."


في وضعهم الحالي من هروبٍ ومرض، كان ذلك أشبه بإضافة صقيع فوق الثلج. دفن شي ليان وجهه بين كفيه.


"أمي! لِمَ لم تُخبِراني من قبل؟ لو قلتما شيئاً، لما تطور المرض حتى وصل لمرحلة السعال بالدم! هل تعلمين كم يصعب علاجه؟"


أو بالأحرى... في حالتهم هذه، علاجه مستحيل!


بدت الملكة قلقة ومغتمة:

"نحن... لم نكن نعلم أنه سيتفاقم إلى هذا الحد."


وأضاف فنغ شين:

"صحيح. ثم إننا كنا نهرب طوال الطريق من مطاردة يونغ آن، ولم يكن هناك وقت للتوقف."


رفع شي ليان رأسه من بين يديه وقال:

"سآخذه الآن لأبحث له عن طبيب في المدينة."


صرخ الملك من داخل الغرفة:

"لا حاجة!"


التفت شي ليان وهمّ أن يرد: "أنا من يقرر الآن"، لكن فنغ شين سبقه قائلاً:

"سموك ، إن أخذتَ جلالته إلى أطباء المدينة فسيتم التعرف عليكم لا محالة."


تجمّد شي ليان في مكانه فور سماع ذلك.


تدخلت الملكة أيضاً:

"هذا ما كنا نخشى منه، لذلك لم نقل شيئاً في الأيام الماضية. ابني، لماذا لا تفكر بطريقة تجلب بها بعض الدواء أولاً؟"


في الغرفة الخلفية، انطلق سعال الملك العنيف من جديد، فسارعت الملكة لتعتني به. ظل شي ليان واجماً للحظة، ثم استدار وخرج.


ناداه فنغ شين:

"سموك ! ما الذي تنوي فعله؟"


لم يجب شي ليان، بل بدأ يفتش الرفوف والصناديق في الكوخ.


سأله فنغ شين:

"عما تبحث؟"


لم يرد، وبعد قليل أخرج شيئاً من قاع أحد الصناديق. كانت سيفاً مقدساً عتيقاً.


تأمل فنغ شين المشهد وقال متسائلاً:

"لماذا تُخرج هونغ جينغ؟"


بعد لحظة صمت، أجاب شي ليان:

"سأرهنه."


صُعق فنغ شين وصاح فوراً:

"لا يمكنك ذلك!"


أغلق شي ليان الصندوق بعنف وقال:

"لقد رهنتُ من قبل الكثير من السيوف، وهذا واحد إضافي فقط."


طوال رحلتهم، ولكي يجمع ما يكفي من مال للعربات والرشاوى لعبور نقاط التفتيش، كان شي ليان قد رهن بالفعل نصف مجموعته من السيوف المقدسة الثمينة. وبما أنهم لم يستطيعوا دخول محلات الرهن الكبيرة والمزدحمة، فقد كانوا أحياناً يتعرضون للابتزاز من تجار مشبوهين اكتشفوا هويتهم، ويضطرون للبيع بأبخس الأثمان.


قال فنغ شين محتجاً:

"الأمر مختلف! أنت تحب هذا السيف كثيراً، أليس كذلك؟ وإلا لماذا لم ترهنه من قبل، وأخفيته في قاع الصندوق؟ ثم إن هذا السيف هدية من الإمبراطور لك، ألا ترى أن الأمر سيثير فضيحة إن انتشر؟"


قال شي ليان بتعب:

"مهما أحببته، فهو لا يساوي حياة. هيا بنا."


خرج الاثنان متجهين نحو المدينة والسيف بين يديهما، تبدو عليهما الكآبة. ولما وصلا محل الرهن، توقف شي ليان ونظر إلى هونغ جينغ في يده.


قال فنغ شين وهو يراقبه:

"لماذا لا نتراجع عن رهنه؟ لنجرب... نفكر بطريقة أخرى."


هز شي ليان رأسه:

"فات الأوان. ولا نعرف أصلاً إن كان هناك طريقة أخرى توفر المال المطلوب."


كان بوسعهما أن يسرقا أو يخدعا أو ينهبا، فلن يقدر أحد على صدّهما، وسيحصلان على المال بسرعة. لكن ما يجعل الأمر صعباً هو التزامهما بالبوصلة الأخلاقية، وبالقواعد البشرية، فيكسبان المال بطرق شريفة فقط.


بعد أن حسم أمره، قال شي ليان:

"لا بد من رهنه. بعد ذلك نشتري الدواء."


لكن قدميه ظلتا متسمّرتين في مكانهما.


كان فنغ شين يعلم أن صديقه متردد، فهذا آخر سيف مقدس تبقى له. فقال:

"لننظر في مكان آخر قليلاً."


وفجأة، جاء ضجيج من نهاية الشارع، صراخ وعويل:


"من هذا الذي يثير المشاكل؟!"


"يا لجرأته!"


"أمسكوه! أمسكوه!"


ارتبك الاثنان فوراً، فتراجع شي ليان للوراء بقلق:

"من؟!"


تفقد فنغ شين الأمر وعاد بعد أن اطمأن:

"لا شيء! لا تقلق! لا علاقة لنا بالموضوع. ليسوا جنود يونغ آن أيضاً."


عندها فقط خفّ توتر شي ليان وقال:

"ما الذي يحدث إذن؟"


أجاب فنغ شين:

"لست متأكداً. يبدو شجاراً بين بعض الخدم، هل تريد أن نلقي نظرة؟"


قال شي ليان:

"لنذهب ونرَ. لعلّه ليس من أعمال السرقة ."


اقتربا لمشاهدة ما يجري، فإذا به شجار بين بضعة رجال وسط دائرة من المتفرجين الذين كانوا يهتفون بحماس.


ربّت فنغ شين على كتف أحد المشاهدين وسأله:

"يا صديقي، ما القصة هنا؟"


ضحك الرجل وقال:

"ألا تعلم؟ الأمر مثير! الخادم يضرب سيده!"


أمرٌ عجيب! تجمّد شي ليان مذهولاً:

"كيف ذلك؟ ولماذا يعتبر هذا أمراً جيداً؟"


ردّ الرجل:

"بالطبع هو أمر جيد! هذا السيد لا يُطاق. خادمه رافقه منذ الصغر بإخلاص، لكنه كان يستغله فقط، لا يعطيه أجراً ويجعله يعمل حتى الإنهاك. لم يعد الخادم يحتمل، فانفجر غضباً، ها أنت ترى! إنهما يتشاجران!"


وبالفعل، كان الخادم ينهال بالضرب وهو يصرخ بعبارات مثل: "لقد سئمت منك منذ زمن!"، "فكّر ماذا أعطيتني؟!"، "عائلتي جائعة بلا طعام وأنت ما زلتَ تتعالى فوق رأسي!"، "من اليوم لن أكون كلبك بعد الآن!"، إلى غير ذلك. بينما كان السيد يتلوى وهو يحمي رأسه، والجموع تهتف، لكن أصواتهم جعلت قلب شي ليان يرتجف بقشعريرة غريبة. لم يتمالك نفسه فالتفت لينظر إلى فنغ شين.


لم يلحظ فنغ شين أي اضطراب في صديقه، بل علّق ببساطة بعد سماع تلك الأفعال المشينة:

"أفهم الآن، إذاً هذا السيد لا خير فيه، لا عجب أن خادمه تمرّد عليه."


لم يقصد شيئاً خاصاً، لكن كلمات بسيطة كهذه جعلت قلب شي ليان يتصدع، فقبض على هونغ جينغ بقوة.


وبعد طول معاناة، رهن شي ليان السيف أخيراً، وحصلا على المال اللازم. توجها فوراً للسؤال عن طبيب، واشترَيا أكثر من عشرة أنواع مختلفة من الأدوية ليأخذوها معهم.


كان دواء السعال المصحوب بالدم غالياً جداً، وكانت الكمية المطلوبة كبيرة. لم يكن مجرد رزم قليلة تُشفى في أيام، بل علاجات طويلة تحتاج مراقبة دقيقة. في المساء، جلس فنغ شين خارج الكوخ يغلي بعض تلك الأدوية في وعاء، يهوّي النار بمروحة ممزقة. بينما عاد شي ليان إلى تفتيش الرفوف والصناديق، حتى أخرج أخيراً حزاماً ذهبياً لامعاً.


في الأصل، كان يملك عدة أحزمة ذهبية، لكن مصيرها كان كالسيوف: كلها رهنت. لم يبقَ سوى هذا، وكان يريد الاحتفاظ به كذكرى. لكنه الآن قرر أن يستخدمه لشيء آخر.


وبالصدفة، رفع فنغ شين رأسه فرآه.

"سموك ، ماذا تفعل بهذا الحزام؟ لا تقل إنك تنوي رهنه أيضاً؟"


لكن شي ليان تقدم نحوه وقدّم الحزام له.


اتسعت عينا فنغ شين بدهشة:

"...ماذا تفعل؟ لماذا تعطيني هذا؟! سموك ، عندما أغلقتَ الصندوق قبل قليل، ألم تغلق معه عقلك أيضاً؟!"


"...!" تذكّر شي ليان حينها أن تقديم الحزام الذهبي في البلاط الأعلى له دلالة خاصة، فاسودّ وجهه وقال فوراً:

"تُبالغ كثيراً. لا أقصد شيئاً من هذا. اعتبره ذهباً عادياً فقط."


ثم ألقاه عليه. رفع فنغ شين الحزام الذهبي حول عنقه بامتعاض وحدّق به:

"لا. يجب أن تخبرني، لماذا تعطيني ذهباً فجأة؟"


أجابه شي ليان:

"اعتبره تعويضاً عمّا أدين لك به منذ زمن."


ارتبك فنغ شين وقال:

"لا أفهم... لِمَ الحديث عن تعويض الآن؟ الأفضل أن ترهنه وتشتري مزيداً من الدواء لجلالة الملك. أو إن لم تفعل، احتفظ به لنفسك. هذا شيء لا يملكه سوى المسؤولين السماويين."








يتبع...

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي