القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

ch223 tgcf

 الفصل مئتان وثلاث وعشرين : الالتفاف والإحاطة؛ الفراشات الفضية وفوانيس البركة درع واقي .






قال شي ليان:

"الجنرال باي... تلك المصفوفة وُجدت لحماية العالم من الأرواح الحاقدة التي اندفعت من الفرن. إذا تحطمت، فإن وباء الوجوه البشرية سينفجر للمرة الثالثة، وعندها على الأرجح..."


على الأرجح سيجلب الكارثة للعالم، ويفني كل حي.


فرك باي مينغ أنفه وقال:

"دعني أتأكد... جلالتك ... لم يمنحني خيارًا آخر، أليس كذلك؟"


قال جون وو:

"بل منحتك. إن نزلت، سأدعك تذهب؛ وإن لم تنزل، فسأدعهم يذهبون."


من "هم"؟


شوان جي، ورونغ غوانغ، وكي مو!


اشتعلت أعين الأشباح الثلاثة بضوء أخضر كأنهم جياع، وكان من السهل تخيّل ما سيفعلونه إن أُطلق سراحهم: خنقه حتى الموت، أو خدشه حتى الموت، أو طعنه حتى الموت، أو لكمه حتى الموت. اختر طريقة... أو كلها معًا.


أضاف جون وو:

"الصغير باي موجود أيضًا. وأظنّك تثمّن هذا السليل كثيرًا. فبعد كل شيء، لأجل الاحتفاظ به، كنتَ على استعداد للتغطية على جريمة إغراء الناس للموت في ممرّ بان يوي، بل حتى خططت لإلصاق التهمة بغيره."


ما إن سمع رونغ غوانغ هذا الكلام حتى تجددت أحقاده، فانهال يلعن باي مينغ لأنه صديق رديء، يفضّل حفيد حفيد حفيد حفيد حفيده على إخوته. أما شوان جي فبدأت هي الأخرى بالتذمّر والبكاء. ظل باي مينغ صامتًا وسط هذه الضوضاء الشيطانية التي تحاصر رأسه، وبعد طول تفكير، تنهد وقال:


"هل يسمح لي جلالتك بأن أفكّر أكثر قليلًا؟"


قال جون وو:

"نفد صبري، فلا أريد منحك الكثير من الوقت."


وما إن أنهى كلامه، حتى أشرق الفرح فجأة على وجوه الأشباح الثلاثة، إذ صار بإمكانهم الحركة، فانقضّوا فورًا!


أُغلقت أبواب قصر مينغ غوانغ، وسمع شي ليان صرخات تعذيب، وتمزيقًا وشقًّا ينبعثان من الداخل.


تغير وجهه وصاح:

"الجنرال باي! بان يوي!!!"


أراد الدخول ليرى، لكن يد جون وو ما تزال على كتفه، فدفعه قسرًا إلى آخر الشارع. ظل شي ليان يلتفت إلى الوراء، لكن جسده لم يعد ملكًا له.


صرخ بغضب:

"ماذا تخطّط؟!"


قال جون وو:

"التالي."


"التالي؟ ما التالي؟"


وبعد أن تقدّما مسافة قصيرة، توقفا مجددًا. كاد نفس شي ليان أن ينقطع.


قصر تاي هوا، قصر لانغ شيان شيو!


جاء شي رونغ أيضًا من الجهة المقابلة، وهو يحمل غوزي تحت ذراعه، وقد بدا عليه النشاط والانشراح، كأنما داس كل القصور الإلهية الكبرى، فصار راضيًا مغرورًا.


قال:

"لماذا استدعيتني إلى هنا؟"


لقد استدعى جون وو شي رونغ إلى قصر تاي هوا! شعر شي ليان بنذير شؤم، وزجره قائلًا:

"لا شأن لك بما هنا، اغرب حالًا!"


تبدّل وجه شي رونغ، وكاد أن يبصق في وجه شي ليان، لكن جون وو أمره:


"ادخل."


عاد شي رونغ يبتسم فرحًا وقال:

"هيهي، كلامك لا قيمة له هنا!"


ثم دخل رافعًا رأسه بروح عالية.


داخل قصر تاي هوا، كان لانغ شيان شيو عابس الوجه، يسير ذهابًا وإيابًا ويداه خلف ظهره. فلما رأى شي ليان وجون وو يدخلان، سأل بريبة:

"ما الذي تفعلانه هنا؟"


ثم رأى شي رونغ وراءهما، فشحب وجهه فجأة، وصاح غاضبًا:

"أنت!"


ارتعد غوزي من صرخته، لكن شي رونغ في هذه اللحظة لم يكن خائفًا أبدًا، بل جلس خارج القاعة عاقدًا رجليه، متباهٍ بنفسه حتى الغرور.


قال متبجّحًا:

"لا تخف يا ولدي العزيز! أجل، إنه أنا. يا لانغ شيان شيو، ألم تطاردني طويلًا لتقتلني؟ وفي النهاية... ألم تقع بين يدي؟"


ثار لانغ شيان شيو غضبًا، وانتفخت عروقه في جبهته ويديه، لكنه كان محبوسًا داخل القصر، لا يستطيع أن يخطو خطوة واحدة إلى الخارج. التفت إلى شي ليان وصاح بغضب:


"ما الذي تفعله بحق السماء؟! أتيتَ به لتتباهى أمامي؟!"


صرخ شي ليان: "لا!" ثم تابع: "اهدأ!"


قال لانغ شيان شيو:

"لقد كنت هادئًا! لكنني لا أفهم ما الذي يحدث أصلًا!"


قال جون وو:

"تاي هوا، انزل وحطّم تلك المصفوفة البشرية في العاصمة الملكية. إن فعلت، سأسلّمك عدوّك، الشبح الأخضر شي رونغ، لتديره بنفسك."


انفجر شي رونغ ضاحكًا:

"هاهاهاهاهاهاهاها! لانغ شيان شيو، أيها الأحمق من يونغ آن... ها؟ ماذا قلت؟؟ تسلّمني له؟؟ ماذا تعني؟!"


ظل يضحك طويلًا، ثم استوعب كلام جون وو، فوثب من مقعده فجأة. يا لسخرية القدر! أن يُسلّم للانغ شيان شيو؟ لقد قتل كل أسرته، فلا شك أنّ لانغ شيان شيو سيذبحه!


لم يلتفت جون وو إليه، بل واصل كلامه بهدوء:

"وإلا، فسأسلّمك أنت إلى الشبح الأخضر شي رونغ ليتكفّل بك، ويُضاف اسم آخر إلى قائمة العائلة الملكية في يونغ آن التي قُتلت على يده."


ازدادت ملامح لانغ شيان شيو سوادًا ورعبًا، وصاح شي رونغ: "انتظر؟!"


لم يعد شي ليان يحتمل، فصرخ:

"هل جننت؟! لماذا تجبرهم على مثل هذه الاختيارات؟! ما الذي تريد أن تُريني إياه؟!"


لقد كان لانغ شيان شيو يلاحق شي رونغ لقتله دائمًا، وبحسب طبيعة شي رونغ، فلو سنحت له الفرصة للتخلص من لانغ شيان شيو لكان بادر فورًا! لكن لو اختار لانغ شيان شيو بالفعل الذهاب لتحطيم المصفوفة، فلن يطيق شي ليان أن يشهد ذلك أيضًا!


قال جون وو:

"إن لم ترغب في رؤيتهم يتخذون القرار، فلماذا لا تحلّ محلّهم؟"


تجمّد شي ليان وقال مذهولًا: "ماذا؟"


قال جون وو:

"شيان لي، هذا كله نتيجة عنادك وطيشك. لو اتبعتَ توجيهاتي منذ البداية، لما اضطروا لمواجهة مثل هذه القرارات."


اهتز صوت شي ليان من فرط الغضب:

"أتقول إن هذا خطئي؟ لماذا تجبرني على هذا؟"


سأله جون وو:

"هل تكرهني؟ مجرد الكراهية لا جدوى منها! إن كنت تملك القوة، فاهزمني. لكن... هل تستطيع؟"


شدّ شي ليان قبضتيه بقوة حتى انطلقت فرقعة من مفاصله.


تابع جون وو:

"من الطبيعي أنّك الآن لا تملك القوة. لكن ربما إن حطّمت المصفوفة البشرية ستكسبها، إذ سأساعدك على إزالة القيدين الملعونين عن جسدك."


"...."


لقد ختم هذان القيدان جسده لثمانمئة عام. فماذا سيحدث إن فُكّا؟


أما شي رونغ، فظلّ ينظر بقلق شديد إلى داخل قصر تاي هوا، خائفًا من أن يختار لانغ شيان شيو تحطيم المصفوفة، فيتخلّى عنه جون وو ويسلّمه إلى خصمه. كانت عينا لانغ شيان شيو تتحركان بسرعة بين شي ليان وشي رونغ.


وفجأة، تراخت اليد الموضوعة على كتف شي ليان.


ارتجف شي ليان واستدار بسرعة. كان وجه جون وو هادئًا باردًا، رأسه مطأطأ قليلًا، يحدّق بالشفرة الفضية المنحنية المعلّقة عند عنقه.


إنها شفرة إي-مينغ.


ومن خلفه، كانت عينا هوا تشينغ مشبعتين بالكراهية، فقال ببرود:

"انزع يدك."


صرخ شي ليان:

"سان لانغ!"


لقد ظهر هوا تشينغ في النهاية.


تنفّس جون وو ببطء، ثم ابتسم لشي ليان وقال:

"شيان لي، أتجرؤ أن تعاشر ملك الأشباح تحت عينيّ؟ يا لجرأتك!"


قال هوا تشينغ باستهزاء:

"لماذا لا تنظر في المرآة أولًا؟ أيّ حق تملك لتفتح فمك أصلًا؟"


لم يكن شي رونغ قد جلس على الكرسي بعد، حتى قفز مذعورًا متلوّن الوجه، وهو يصرخ مرتجفًا:

"ه...ه...ه...ه...هوا تشينغ أيها اللعين؟! كيف صعدت إلى هنا؟!"


استلّ شي ليان سيف فانغ شين من خصره، وضرب به الحاجز الذي كان يقيد لانغ شيان شيو داخل القصر، محطّمه، وصاح:

"شيان شيو، اهرب!"


لكن لانغ شيان شيو كان ما يزال مشتعلاً بالغضب، فانقض على شي رونغ، وأمسكه ثم جذب السيف الطويل من ظهره، كأنه ينوي تمزيقه إلى سبعة أو ثمانية أشلاء. غير أن غوزي قفز فجأة أمامه، باسطًا ذراعيه ليحجب شي رونغ، وهو يصرخ:

"لا... لا تقتل أبي!"


صرخ لانغ شيان شيو:

"تنحى ! والدك هذا مسكون، لم يعد والدك أصلًا!"


لكن شي رونغ انقلب فجأة وأمسك بغوزي، مهددًا:

"لا تقترب! أحذّرك، خطوة واحدة أخرى وسآكل هذا الطفل! سأشق بطنه وألتهم أحشاءه أمام عينيك!"


توقف لانغ شيان شيو غاضبًا وصاح:

"أليس ابنك؟ لقد حماك، ومع ذلك اتخذته درعًا لك؟ يا لك من وضيع، شيطاني، بلا حياء!"


رمش غوزي بعينيه مندهشًا وهو في قبضته، فأجاب شي رونغ باستهانة:

"ابن رخيص! أستطيع أن أنجب غيره!"


قال جون وو بخفة:

"إن كان الأمر هكذا..."


وبمجرد أن سمع شي ليان نبرة صوته، غمره شعور بالخطر. ولم يطل الأمر حتى دوّى الصراخ في الخارج:


"نار! النار مشتعلة!"


"إنها تحترق!"


اندفع شي ليان خارج قصر تاي هوا، فرأى الليل قد أطبق، لكن السماء فوق العاصمة السماوية احمرّت بلظى ملتهب. العديد من القصور الإلهية أدناه غاصت في بحر من النيران!


التفت إلى الوراء وصاح:

"ما الذي تفعله بإشعال النار في العاصمة السماوية؟ جميع المسؤولين السماويين لا يزالون محبوسين بفعل قيودك!"


وكانت قواهم الروحية مختومة أيضًا. إن استمر الحال هكذا، ألن يُحرقوا جميعًا داخل قصورهم؟


قال هوا تشينغ ببرود:

"كأن الأمر يعنيه إن كانوا أحياء أو أموات."


حتى لانغ شيان شيو تجمّد من الدهشة، واستغل شي رونغ الفرصة فحمل غوزي تحت ذراعه وفرّ هاربًا وهو يزحف ويتلوى.


صرخ لانغ شيان شيو:

"توقف!"


لكن كيف لشي رونغ أن يتوقف؟


صاح شي ليان:

"شيان شيو! أطلق سراح باقي المسؤولين السماويين أولًا!"


أجاب لانغ شيان شيو بلا وعي:

"نعم، يا معلمي!"


ثم جمد الاثنان، ونظر لانغ إلى شي ليان نظرة عابرة، قبل أن ينطلق بسرعة.


في هذه الأثناء، سحب هوا تشينغ شفرة إي-مينغ، فانطلقت آلاف الفراشات الفضية تدور لتغلف جون وو، ثم قبض على يد شي ليان وجذبه:

"فلنذهب!"


لكن تلك الفراشات لن تقيّد جون وو طويلًا، فانطلق الاثنان في شوارع العاصمة. كان لانغ شيان شيو سريعًا، أطاح بعدد كبير من الحراس، وأطلق سراح كثير من المسؤولين السماويين، الذين اندفعوا إلى الشارع الكبير مذعورين مضطربين.


"لماذا تحترق؟ من أشعل النار؟"


"هذه ليست نارًا عادية، لا يمكن إخمادها!"


ومن بعيد، كان يمكن سماع عويل شي رونغ وهو يركض:

"اللعنة، اللعنة، اللعنة على جون وو! لقد جنّ بحق! هذا الجدّ ما يزال هنا، ومع ذلك يشعل النار ليحرق مملكته بنفسه! إنه مجنون تمامًا!"


خرج فنغ شين من قصر نان يانغ، واقفًا في الشارع كأنه يبحث عن أحد. وعلى الجانب، سأل مو تشينغ بوجه مكفهر:

"كيف نخرج؟"


لم يكن هناك سبيل للخروج!


"هل يمكننا الطيران؟"


"الجميع جرحى، وقواهم مقيدة، لا مجال للطيران..."


أي أن حتى بعد إطلاق سراحهم من القصور، ما زالوا عالقين في بحر النيران داخل العاصمة السماوية!


وفجأة، اهتزت الأرض بعنف تحت أقدامهم، فزاد ذعر الناس.

"ما الذي يحدث؟ زلزال؟"


صاح لانغ شيان شيو:

"كيف يكون؟ هذه عاصمة سماوية، مدينة في السماء! كيف يهتزّ لها أساس؟"


"إذن ماذا..."


لكن الكلمات انحبست في حناجرهم، إذ رفعوا أبصارهم مذهولين، وأشاروا بأصابع مرتجفة.


تمتم أحدهم:

"ما... ما ذلك الشيء..."


وسط السماء المضرّجة باللهب، ظهر في نهاية الشارع الطويل للعاصمة رأس عملاق يحدّق إلى مئات المسؤولين السماويين.


كان رأسًا هائلًا، أكبر من القصور الذهبية بعشرات المرات، يرتسم عليه ابتسام وديع ظاهريًا، لكنه بدا مخيفًا مرعبًا وسط هذا الليل الأسود والنيران القرمزية.


"...."


شهق أحدهم ممسكًا رأسه:

"...أأهذي؟"


"لقد صار سموّه ضخمًا!"


إنه التمثال الإلهي العملاق! لقد ارتفع إلى السماء!


تجمد شي ليان من الذهول. أليس ذلك التمثال في جبل تونغ لو؟ من دونه، لا يمكنه أن يطير! بلا أوامره ولا قوة روحية، كيف ظهر هنا؟


لكن حين نظر مجددًا، أبصر بريقًا متلألئًا يغمر جسد التمثال الحجري. وحين دقّق، أدرك أن البريق لم يكن من التمثال ذاته، بل من ملايين الفراشات الفضية وملايين فوانيس البركة التي التفّت حوله تحمله وتصعد به إلى السماء!







يتبع...

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي