الفصل مئتان وخمسة وعشرين : قلب العالم رأسًا على عقب؛ معركة الحصن الشيطاني المشتعل في السماء -٢-.
ذلك الحصن الشيطاني المشتعل، الذي كان فيما مضى "العاصمة السماوية"، أخذ يهتزّ في السماء، يتصدّع ويتشقق. وتناثرت قطع لا حصر لها من الركام المشتعل، متساقطة في الماء، فيما أخذ جسد الحصن يستدير ببطء.
كان في البداية مسطّحًا ممتدًا، لكنه الآن انتصب عموديًا وبدأ بالانقسام. القصور الإلهية الكثيرة التي كانت قائمة فوق أرض العاصمة السماوية أخذت تتحرك من أماكنها، وما كان حصنًا كاملًا متماسكًا بدأ يتفتّت إلى سبع أو ثماني كتل ضخمة!
أحد المسؤولين السماويين تساءل مذهولًا:
"هل أسقطناه؟ هل هو ينهار؟"
فقال شي ليان:
"كيف يمكن أن يكون الأمر بهذه السهولة؟ هذا على الأرجح..."
وقبل أن يُكمل، كانت تلك الأجزاء "المتكسّرة" من جسد الحصن تعيد تشكّلها بسرعة من جديد. وصوت احتكاك الصخور العظيمة لم يتوقف، ومع مشاهدتهم لذلك، اتسعت عيون المسؤولين السماويين أكثر فأكثر، حتى أن بعضهم فغَر فاه بدهشة.
ذلك الحصن الشيطاني المشتعل لم يكن يتفكك، بل كان يعيد بناء نفسه بعد أن انقسم إلى أجزاء مختلفة!
وبعد إعادة البناء، تحوّل إلى... عملاق ناري!
ذلك العملاق استيقظ من سباته العميق، ونهض واقفًا في الهواء. القصور الذهبية المتلألئة غطّت جسده بالكامل تقريبًا كدرع صلب متين. لقد حلّ محل العاصمة السماوية، وواجه التمثال الإلهي الحجري العملاق الخاص بشي ليان.
غير أنّ المقارنة بين الجانبين أظهرت أن جانب شي ليان بدا صغيرًا وضعيفًا، كطفل يقف أمام بالغ. هذا التمثال الإلهي الحجري يمكن اعتباره جسمًا ضخمًا، لكن العملاق الناري استحق لقب "المسيطر على السماء والأرض"، إذ كان أكبر بخمس أو ست مرات على الأقل، مرعبًا لدرجة تُقشعرّ لها الأبدان، وكأنه بخطوة واحدة قادر على سحق حصن تحت قدميه!
بعد أن اكتمل البناء تمامًا، التفت العملاق الناري ببطء، ومن فمه اندفع سيل من النيران، ليجتاح التنانين العظمية الأربعة. قطع جدار اللهب تيارات المياه التي كانوا يطلقونها، وحين رأت التنانين الأربعة أن الوضع يزداد سوءًا، غاصت جميعها في البحر هربًا من النيران. أما العملاق، فقد وطأ بقدميه سطح البحر كما لو كان يابسة، وأخذ يمشي بثبات نحو التمثال الإلهي الحجري العملاق.
وعلى رأس ذلك العملاق كان قاعة القتال العظمى ، وفي داخلها جلس جون وو على عرشه، تشعّ منه هالة قمعية خانقة. جميع المسؤولين السماويين كانوا يختنقون من هذا الضغط، وصرخوا:
"سموك ، لا تقف هكذا! أسرع بالابتعاد! إننا نموت هنا!"
"لا يمكننا الانتصار، لا يمكن على الإطلاق! استفق يا سموك ، إنه أكبر منك بملايين المرات!"
غير أنّ شي ليان أجاب بثبات:
"لا يمكننا الاستمرار في الهرب. حتى إن لم نستطع الانتصار، فلا مكان آخر يمكننا الذهاب إليه."
تفاجأ المسؤولون السماويون أول الأمر، ثم سرعان ما استوعبوا. أجل، لم يكن بوسعهم مواصلة الفرار على هذا النحو. إن توقف هوا تشينغ عن إمدادهم بالقوى الروحية، فبقواهم وحدهم سينهكون سريعًا، حتى يعجز التمثال عن الطيران، وفي النهاية لابد من مواجهة القتال.
وبدلًا من استدراج ذلك العملاق الناري إلى مكان مأهول، أليس من الأفضل إنهاء الأمر هنا؟ فعلى الأقل فوق بحر عرين شيطان المياه السوداء، لا يوجد أي نفسٍ بشري، فلا يُجرّ البشر الأبرياء إلى الكارثة!
ورغم أنّ هذه اعتبارات ينبغي أن يتحلّى بها أي مسؤول سماوي، إلا أنّ مواجهة عملاق ناري مرعب كهذا ـ بل وبظهور البحر الأسود خلف ظهورهم ـ أمر كفيل ببثّ الرعب في النفوس. لكن حتى مع ذلك، لم يجرؤ أحد أن يكون أول من يصرخ مطالبًا شي ليان بنقلهم إلى مكان مكتظ.
عندها قال شي ليان:
"تمسّكوا جيدًا، واحذروا أن تسقطوا! السقوط في مياه عرين شيطان المياه السوداء يعني الغرق حتمًا!"
هجم العملاق الناري على التمثال الحجري العملاق الأصغر منه بأضعاف، ومدّ يده محاولًا الإمساك به. فتفادى شي ليان بمهارة، قافزًا بقوة، فيما المسؤولون السماويون المتمسكون بالتمثال كانوا يتأرجحون بشدّة، يتقلّبون صعودًا وهبوطًا في مشهد مزعج ومثير، وصرخاتهم تتعالى وتهبط مع حركات التمثال. ومعظمهم لم يكونوا مسؤولين عسكريين ، بل يجلسون في قصورهم طوال اليوم، وحتى قلائل المسؤولين العسكريين لم يسبق لهم خوض معركة كهذه!
سمع شي ليان صوت شوان يي تشين يصرخ:
"ليس لديك سلاح! تحتاج إلى سلاح!"
ولم يتمالك المسؤولون السماويون أنفسهم أكثر:
"نعم يا سموك ! من الصعب الانتصار بلا سلاح!"
فأجابهم شي ليان:
"أنا أحاول التفكير بما يمكن استخدامه كسلاح!"
عندها لوى رويي جسده بحماس إلى عدة حلقات، واقترب يلتف حول وجهه بحنو، لكن شي ليان دفعه بعيدًا قائلًا:
"شكرًا، لكنك لا تصلح، فأنت صغير جدًا!"
وفي تلك اللحظة، تدخّل هوا تشينغ :
"ليس الأمر أنّه لا يوجد سلاح... لكن استعمل هذا مؤقتًا."
ثم سُمعت جولة جديدة من عواء مرعب. تلك التنانين العظمية الأربعة التي غاصت هربًا من لهب العملاق الناري، برزت من جديد، محيطة بالتمثال الإلهي الحجري العملاق.
ارتبك المسؤولون السماويون:
"ما الذي ينوون فعله؟"
لكنها لم تطوّق لأجل الهجوم، بل رآهم شي ليان يعضّ كل واحد منهم ذيل الآخر، ليكوّنوا تنينًا عظميًا واحدًا طويلًا بشكل غريب!
قفز ذلك التنين العظمي المترابط، محلقًا نحو الأعلى. وبلا تردّد، رفع شي ليان يده، فأمسك به التمثال الإلهي العملاق.
تمتم شي ليان بدهشة:
"هذا هو..."
سوط التنين العظمي!
يكفي أن يتحكم به كما يفعل مع رويي، وسيكون بخير!
رفع شي ليان يده عاليًا، فاندفع سوط التنين العظمي، مستهدفًا مباشرة رأس العملاق الناري. ذلك العملاق أيضًا رفع يده وأمسك بطرف السوط.
لكن، فجأة انقطع السوط من منتصفه، فتقدّم التمثال الإلهي خطوة إلى الأمام، وبالسوط في يده هوى مرة أخرى على رأس العملاق. بدا العملاق الناري وكأنه تلقى ضربة موجعة، فأرخى قبضته، وعاد الجزء المنفصل من السوط زاحفًا ليلتحم مجددًا ببقية السوط في يد شي ليان.
كان هذا سوط التنين العظمي قادرًا على الانفصال والالتحام، مرنًا إلى حد بالغ. أحيانًا ينقسم إلى اثنين، وأحيانًا إلى أربعة؛ وبما أنّ حركات التمثال الإلهي العملاق كانت أيضًا شديدة الرشاقة، فقد غدا من الصعب جدًا مجاراته. تطايرت شعور المسؤولين السماويين في كل اتجاه تحت عصف الرياح الدوّامة، حتى أن أطراف ثيابهم التصقت بوجوههم.
قال أحد المسؤولين السماويين بدهشة:
"لم أظن أنّ سموه يملك بالفعل بعض الحركات القتالية!"
وأضاف آخر:
"لطالما رأيته يجمع الخردة فقط؛ لم أتوقع أنه حقًا ينحدر من خلفية مسؤول عسكري !"
فقاطعه غوشي قائلًا:
"يمكنك حذف عبارة لم أظن من جملتك، ولا داعي للتشديد على مسألة جمع الخردة أيضًا!"
ضحك شي ليان محرجًا:
"أه... هاهاهاها..."
ذلك السوط العظمي المترابط، بطوله المهيب، بدا كسلسلة فولاذية بيضاء شاحبة، تتطاير شراراتها وهي تلتفّ حول خصمها. عندها غاص جسد العملاق الشيطاني المشتعل قليلًا، وسرعان ما استفاق المسؤولون السماويون.
"سريعًا، سريعًا! اسحبوه إلى البحر!"
فأسفل ساحة المعركة كان بحر عرين شيطان المياه السوداء؛ ومن يسقط فيه سيغرق لا محالة!
أمسك التمثال الإلهي الحجري بذلك السوط العظمي بإحكام، وعضّ شي ليان على أسنانه وهو يبذل جهده بكل قوته:
"انزل إلى الأسفل!"
وبالفعل، غاص العملاق المشتعل أكثر. فسارع المسؤولون السماويون، واضعين أيديهم وأقدامهم على التمثال الإلهي العملاق ليضخوا فيه قواهم الروحية، وهم يهتفون:
"اغرق! اغرق! هيا، أسرع بالهبوط!"
وأثناء سماعه أصواتهم تصرخ "اغرق" موجهة إلى جون وو، شعر شي ليان بقشعريرة في قلبه، ورفع بصره نحو قاعة القتال العظمى الجاثمة فوق العملاق المشتعل. ولسببٍ ما، رغم أنه لم يرى بوضوح ملامح الجالس هناك، إلا أنه أحسّ يقينًا بأن جون وو كان يسخر منهم.
تمّ سحب العملاق المشتعل إلى قاع البحر كما هو متوقّع، لكن ألسنة النيران التي غطّت جسده لم تنطفئ؛ بل ظلّت متقدة حتى تحت المياه، ومن أعماق السواد في قعر البحر انبعث ضوء أحمر ساطع، أخذ يخفت تدريجيًا كلما جرّته التنانين العظمية إلى أعمق فأعمق.
تنفّس المسؤولون السماويون الصعداء، لكن شي ليان لم يجرؤ على الاسترخاء بعد.
ساد الصمت لفترة، ثم تذكّر شي ليان أنّه لم يسمع جواب باي مينغ، ولا أصوات بان يوي والآخرين؛ فلا بد أنهم جُرّوا إلى البحر مع العملاق. هذه المرة ربما تكون أسوأ نتيجة لهم حقًا.
وفجأة، بدأ سطح البحر بالاضطراب والفوران.
فقاعات... فقاعات... أخذت تنتشر وتتصاعد، حتى تصاعد معها دخان أبيض؛ مياه البحر أخذت تغلي!
كان شي ليان على وشك الارتفاع للأعلى، لكن فجأة، اخترقت يد سطح الماء وأمسكت بكاحل التمثال الإلهي العملاق. شعر شي ليان بجسده يُسحب إلى الأسفل بقوة.
وانفجر ضحك جون وو عبر أرجاء البحر كله، يتردّد صداه في كل زاوية. لم يكن ضحكًا جامحًا ولا استهزاءً مباشرًا؛ بل شيئًا لا يمكن وصفه، لكنه أكثر رعبًا من أي تهكّم.
مع ذلك السحب، غاص نصف جسد التمثال الإلهي في المياه المغلية، واضطرّ المسؤولون السماويون المتمسكون بالأسفل إلى تسلّق الأعلى بسرعة. حتى شي ليان الذي كان واقفًا على قمة التمثال شعر بالحرارة الخانقة والبخار الخانق، وقد أخذ العرق يتصبّب من جبينه نزولًا إلى ظهره. لو سُحبوا بالكامل إلى البحر، فسوف يُطبخون من الرأس حتى القدم!
لا يصلح هذا... لا يمكن لأسلحة أخرى أن تُظهر كامل قوته. ما زال بحاجة إلى سيف!
وفجأة، سُمع صوت غوشي يصرخ:
"أيها الولد المجعَّد، ما الذي تفعله؟ لا ترمي جثةً عليّ هكذا؟ انتظر، ما الذي تنوي فعله؟؟"
تفاجأ شي ليان بدوره، وبينما يحافظ على ختم يده، صرخ إلى الأسفل:
"تشي يينغ؟"
لكن لم يرو سوى شخص يندفع صاعدًا على ساق التمثال العملاق، ثم يجري على ذراع العملاق المشتعل، متجهًا مباشرة نحو رأسه!
صاح شي ليان:
"تشي يينغ، عُد!"
لكن شوان يي تشين لم يصغي لأحد. وما إن اندفع على ذراع العملاق حتى اكتُشف أمره، فجاءت يد العملاق الأخرى صافعة عليه كأنه بعوضة تستريح على ذراعه. كانت سريعة ودقيقة للغاية، بااام! صُفعت مباشرة!
صرخ كثير من المسؤولين السماويين رعبًا، لكنهم حين دققوا النظر، وجدوا أنّ شوان يي تشين ما زال يركض! تبيّن أنّ الصفعة أصابت بالفعل، لكنّه تملّص إلى الفجوة بين أصابع العملاق الخمسة، ونجا من مصير أن يتحوّل إلى كتلة لحم دامية. قفز فوق الأصابع وأكمل اندفاعه. واصل العملاق محاولاته للصفع، فتفادى الأولى والثانية بصعوبة، لكن ربما لن يحالفه الحظ في الثالثة، إذ قد يُسحق سحقًا!
غير أنّ شوان يي تشين كان قد بلغ هدفه بالفعل. قفز داخل جمجمة التنين العظمي الملتف حول العملاق الناري.
وما إن قفز حتى أضاءت فجأة فانوسا النار الشبحيّتان في عيني التنين، وانفجر ضوءهما، حتى جسده أطلق طبقة رقيقة من النور الأبيض. رفع التنين رأسه وأطلق عواءً طويلًا، ملتفًا بقوة أكبر. سمع شي ليان صوت الصخور تُسحق سحقًا. وتحت هذا الخنق الشديد، رخى العملاق الناري قبضته، وأطلق كاحل التمثال الإلهي. وبمجرد أن تحرّر، حلق شي ليان فورًا في السماء، مادًا يده:
"تشي يينغ، تعال سريعًا! لا تتورط معه!"
لكن شوان يي تشين كان ممتطيًا سوط التنين العظمي، ولم يكتفي بعدم الإفلات، بل زأر بكل قوته، حاثًا التنين على الالتفاف أكثر فأكثر.
تساقطت شظايا وركام لا يُحصى إلى سطح البحر، حتى أنّ العملاق الناري فقد صبره، وخرج من البحر كليًا. ومن داخل قاعة القتال العظمى ، تصاعدت من جديد نيران الحرب، ملتهبة تغطي جسده بأسره.
والتنين العظمي الملفوف حوله بإحكام غُمر هو الآخر في بحر اللهب، ومعه شوان يي تشين!
"تشي يينغ!!!" صرخ شي ليان، واندفع للأمام، محطمًا سوط التنين العظمي المترابط بقبضته!
تهاوت مفاصل العظام المحترقة إلى البحر، وحين أوشك شي ليان على الإمساك بجمجمة التنين حيث كان شوان، باغتته يد العملاق صافعة الجمجمة، فأطارتها ثلاثة أو أربعة أميال بعيدًا. ومع تلك السرعة والمسافة، لم يكن بوسع التمثال العملاق الإمساك بالجمجمة في الهواء أبدًا، وحتى إن أسرع، فربما يكون شوان قد سقط في البحر المغلي مع التنين. والبحر الآن ليس إلا قدرًا يغلي، يطبخ كل من يقع فيه!
لكن في اللحظة الأخيرة، قفزت سمكة عظمية بيضاء عملاقة من سطح البحر، والتقطت رأس التنين، ثم كما لو أنها سمكة أفلتت من الشبكة، أسرعت تسبح بعيدًا جدًا، ملوحة بذيلها. كانت لحظة خوف، لكن لا خطر حقيقي. زفر شي ليان مرتاحًا، وأسرع ليرى.
بعد انفصال الجمجمة عن العملاق، كانت أسنانها ما تزال تصطكّ، لكن النيران انطفأت، وفمها يفتح ويغلق وكأنها تلهث. وكان شوان يي تشين ممدّدًا بداخلها، أسود اللون، وكأنه مشويّ، حتى أنّ شعره بدا أكثر تجعدًا! غير أنّ عظام الجمجمة شكّلت درعًا واقيًا، فلم يُحرق بشدة، وعلى الأرجح أنّ إصاباته سطحية ستشفى مع الوقت، فحياته قوية جدًا. أمّا التنانين الأربعة فقد كان حالها أفظع، محترقة وممزقة، جثثها متناثرة على سطح البحر، وبعضها ما يزال مشتعلًا. لم يستطع شي ليان إلا أن يشعر بمزيد من الحرج:
"لقد دمّرنا أيضًا أجساد حراس عرين شيطان المياه السوداء... هل هذا مقبول حقًا؟"
ابتسم هوا تشينغ قائلًا:
"لا تقلق. لا بأس."
فتمتم شي ليان:
"كم يا ترى يبلغ الدين الذي يدين به لك..."
رأى المسؤولون السماويون حالة شوان يي تشين المزرية، فقالوا:
"لا نصدق... سمو تشي يينغ، شجاع للغاية! خرج في لحظة الخطر وأنقذ الجميع..."
فتذكر شي ليان كيف كان شوان يلقى التجاهل في البلاط السماوي، وهزّ رأسه مفكرًا:
"لم يفعل ذلك لأنه أراد إنقاذ الجميع."
وفي تلك اللحظة، سُمعت أصوات طقطقة قادمة من بعيد. وعندما التفتوا، كان جسد العملاق مغطّى تمامًا بالنيران الهائجة. لكنه لم يندفع للهجوم، بل ارتفع عاليًا إلى السماء، عابرًا الغيوم، ثم اختفى هكذا فجأة.
أصيب المسؤولون بالذهول، ثم ابتهجوا وكأنهم نجوا من كارثة.
"هل تراجع عن مهاجمتنا؟"
لكن شي ليان لم يطمئن أبدًا:
"سان لانغ، كيف اختفى فجأة؟"
أجاب هوا تشينغ بجدية:
"لقد فعّل مصفوفة تقصير المسافات."
سأله شي ليان بقلق:
"إلى أين ذهب؟"
فقال هوا تشينغ بعينين حادتين:
"العاصمة الملكية."
وهناك كان شي شينغ شوان... ما يزال يحرس المصفوفة البشرية!
يتبع...
تعليقات: (0) إضافة تعليق