القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

ch226 tgcf

 الفصل مئتان وستة وعشرين : لهيب الكارما؛ مسؤول شيطاني يهبط على العاصمة الملكية -١-.





كان لابد أن يسارعوا إلى العاصمة الملكية!


قال هوا تشينغ:

"لا تقلق بشأن ما سيحدث هنا، فالأمور ستتدبر بنفسها."


وضع غوشي جثة يين يو على ظهر أحد عظام الأسماك، فحمل ذلك السمك العظمي جمجمة تنين العظم، ومعها شوان يي تشين ويين يو، وسبح مبتعدًا. وفي الوقت نفسه، راحت بقية الأسماك العظمية تلتقط عظام التنين المتناثرة وتعيد تركيبها، ببطء لكنها بثبات، وكأنها بالفعل ستتولى أمر نفسها.


لم يكن هناك لحظة لتضيع الوقت . دون أي كلمة أخرى، قاد شي ليان التمثال الإلهي العملاق ليطير عاليًا نحو السماء. عندها نادى المسؤولون السماويون جميعًا:


"يا صاحب السمو، إلى أين تذهب؟"


"لا تخبرنا أنك ستطارده؟ لقد أفلتنا للتو أخيرًا..."


قال شي ليان بحزم:

"علينا أن نلاحقه! لقد اتجه إلى مكان مكتظ بالبشر! لم يعد هناك وقت، تمسكوا جيدًا جميعًا!"


ألقى هوا تشينغ نردًا من بين أصابعه بصوت منخفض:

"غاغا ، هل أنت مستعد؟"


أومأ شي ليان برأسه. رمى هوا تشينغ ذلك النرد وقال:

"مصفوفة تقصير المسافة، انطلقي!"


استعاد التمثال الإلهي العملاق كل قواه الروحية وانطلق بأقصى قوته إلى الأعلى!


وكما كان متوقعًا، بعد أن اخترقوا الغيوم، ظهرت أمامهم الأفق المظلم وقد انعكس عليه وهج قرمزي متقد لجسد شيطاني عملاق مشتعل. لقد وصلوا إلى سماء العاصمة الملكية!


وعندما رأى الناس في الأسفل هذا الوحش الناري الهائل يهبط ببطء نحوهم، أصيب بعضهم بالذهول، وصرخ بعضهم الآخر، فيما كاد البعض ينهار خوفًا ويركض بعيدًا.


شهق شي شينغ شوان مرات عدة، لكنه سرعان ما استعاد وعيه، وصرخ بكل ما يملك في الحشد:

"لا تخافوا!!! لا داعي للذعر! لن ينزل، سيوقفه أحد! هناك آلهة في السماء تحمينا!!!"


فرد أحدهم مرتجفًا:

"هل هذا صحيح حقًا يا فينغ العجوز؟ لن يكون الأمر مضحكًا لو هوى هذا الوحش الضخم فوقنا!"


ضحك شي شينغ شوان بجنون:

"إنه صحيح! ألا ترون أنني هنا أيضًا؟ إن كان لا بد من موت أحد، فسأكون أنا أول من يموت! هاهاهاها..."


لقد كان مذعورًا إلى حد أنه فقد صوابه مجددًا.


قاد شي ليان التمثال الإلهي ليطير متفاديًا جدران النار التي كان ينفثها العملاق، وأمسك بالجسد الناري الهائل محاولًا بكل قوته سحبه إلى الأعلى، حتى لا يقترب أكثر من الأرض.


وفي الوقت نفسه، كان يصرخ:

"الجميع، انزلوا بسرعة!!!"


كان المسؤولون السماويون مرعوبين أصلًا من طريقة تحكم شي ليان بالتمثال، ولم يطيقوا الانتظار، فقفزوا واحدًا تلو الآخر كأنهم زلابية تتساقط. وما إن هبطوا ورأوا شي شينغ شوان حتى أصيبوا بالذهول.


"سيد الرياح؟ لماذا أنت هنا؟"


"ولماذا تبدو هكذا..."


غمرته السعادة وقال:

"لا تسألوا كثيرًا، هيا هيا انضموا إلينا بسرعة، شاركوا في المصفوفة البشرية وساعدونا على تثبيتها، لا يمكننا السماح للأرواح الناقمة في الداخل أن تنفلت!"


ظل معظم المسؤولين السماويين مترددين، إلى أن اندفع لانغ شيان شيو أولًا وهو يصيح:

"سأساعدكم!!!"


وبوجود من يتقدمهم، انضم الآخرون واحدًا تلو الآخر. توسعت المصفوفة البشرية وتقوت من جديد، وأصبحت أكثر صلابة. تنفس شي ليان الصعداء قليلًا، واستمر في سحب العملاق الناري للأعلى، لكن فجأة سمع صوت تحطم ضخم. لقد تفكك الجسد الناري العملاق مرة أخرى!


إحدى ساقيه انفصلت عن جسده وسقطت إلى الأسفل. وحتى لو كانت ساقًا فقط، فهي كفيلة بسحق عدد كبير من الناس، بل ربما تدمير الشارع بأكمله!


لكن بشكل غير متوقع، ما إن وصلت الساق إلى منتصف الطريق حتى تحطمت فجأة إلى عدة قطع، وانفجرت في الهواء!


تناثرت ملايين الشرارات اللامعة، متناثرة كذرات صغيرة ذابت في الظلام وانتشرت في السماء، مثل غبار دخان يتساقط بعد ألعاب نارية باهرة، بلا أي أذى.


تساءل شي ليان بدهشة:

"لماذا انفجرت من تلقاء نفسها؟"


وفجأة، ظهر شخص من وسط تلك الألعاب النارية، متجهًا إلى الأعلى عكس تيار الهواء. بعد قفزات قليلة، حط على جسد العملاق الناري.


تأمل شي ليان عن قرب، ثم هتف بفرح:

"الجنرال باي! أنت بخير، الشكر للالهة !"


لقد كان مستعدًا أصلًا لإقامة طقوس تأبين له!


كان باي مينغ يحمل سيفًا بيد، ويمرر الأخرى على شعره ليعيده إلى مكانه، شعره أنيق وسحره لم يتأثر. قال بابتسامة:

"لست بخير تمامًا، لكنني ما زلت على ما يرام."


لم يشوى أو يُسلق رغم كل ما مر به، حقًا إن المسؤول العسكري يملك حياة عنيدة للغاية.


سأله شي ليان:

"أين بان يوي وباي سو؟"


أجاب هوا تشينغ:

"غاغا ، انظر، إنهما هناك."


التفت شي ليان، وبالفعل، كانت بان يوي تقود باي سو وهبطا على سطح أحد المنازل. بدا أن قصر مينغ قوانغ قد أُغلق بإحكام، ولم تتسرب إليه مياه البحر الأسود تمامًا، فنجوا بأغلبهم.


ثم سأل شي ليان:

"وأين شوان جي والبقية؟"


فانطلقت إجابة متفاخرة:

"طبعًا، أنا من هزمهم!"


صدر الصوت من يد باي مينغ، ولم ينتبه شي ليان إلا حينها أن السيف الذي يحمله باي مينغ هو في الحقيقة مينغ غوانغ نفسه!


سأله مذهولًا:

"الجنرال باي، هل تجرؤ فعلًا على استخدام سيف مينغ غوانغ؟"


أجاب باي مينغ:

"الأمر أعقد من ذلك."


ضحك رونغ غوانغ بصوت خافت:

"هيهيهي، وما المعقّد في الأمر؟ ألم تكن راكعًا أمامي تعتذر وتقول إنك كنت مخطئًا، وتطلب مني أن أغفر لك؟؟ هاهاهاهاها، شعور رائع، مذهل!"


"...."


"...."


عندها أدرك شي ليان معظم ما جرى. على الأرجح أنه قبل أن تتمكّن الأشباح والشياطين الثلاثة من القتل، بدأوا بالاقتتال فيما بينهم بسبب "توزيع غير عادل". فاز رونغ غوانغ بجدارة وأطاح بشوان جي وكي مو جانبًا، وعندها فقط كانت الأرض تهتز من الخارج والأوضاع خطيرة، لكنهم لم يستطيعوا الخروج. لم يكن أمامهم سوى خيار التحالف. أجبر رونغ غوانغ باي مينغ على الاعتراف بخطئه، وحين فعل ذلك واعتذر كما أراد، شعر رونغ غوانغ بسعادة غامرة.


ذلك العملاق الناري لم يغضب رغم فقدانه ساقًا، بل بدأ يعيد بناء نفسه بهدوء. تحركت الصخور والقصور الذهبية نحو الشقّ، ولم يمضي وقت طويل حتى اكتمل بناءه مجددًا. ظلّ عملاقًا، لكن أصغر حجمًا قليلًا.


قبض باي مينغ على سيف مينغ غوانغ واندفع نحو قاعة القتال العظمى .


هتف شي ليان:

"الجنرال باي، احذر!"


غير أنه مع سيف مينغ غوانغ في يده، انفجرت قوّة باي مينغ الهجومية فجأة. فرغم أن شخصية رونغ غوانغ منحرفة وشريرة، إلا أنه بلا شك كان يستحق أن يكون تابعًا قديمًا له، وكان الاثنان يعرفان كيف يتعاونان معًا بأفضل شكل. على عكس شوان يي تشين الذي لم يستطع الاقتراب من القاعة قبل أن يُطرَد بعيدًا، فقد شق باي مينغ طريقه بعنف حتى اندفع مباشرة إلى داخلها!


من داخل سيف مينغ غوانغ، كان رونغ غوانغ يصرخ وهو يقاتل:

"أرأيت! قلت لك إنه لو اتحدنا سنصبح لا يُقهر لنا! لن يقف شيء في طريقنا! لو أنك أصغيت لي من قبل، أكنت ستظل مجرد الجنرال مينغ غوانغ بعد كل هذه القرون؟؟"


انتفخت عروق جبين باي مينغ.

"هل يمكنك أن تصمت؟؟"


كان شي رونغ يختبئ بجانب القاعة، وصرخ بتعجرف:

"أيها الزاني الحقير، أنصحك ألا تصعد إلى هنا لتلقى حتفك!"


صفعه مينغ غوانغ بعنف وصاح:

"ما هذا الشيء الأخضر اللعين؟ لا تعترض الطريق!"


دار شي رونغ تقريبًا عدة دورات من شدة الضربة، فأمسكه غوزي من ساقه بصعوبة كي يثبّت وقفته، وسأله بقلق:

"أبي... هل أنت بخير؟"


شعر شي رونغ بالإهانة أمام غوزي واشتعل غضبًا، لكن عندما رأى باي مينغ متألقًا بلهيب القتل، لم يجرؤ على مواجهته مباشرة. ومع ذلك ظل لسانه سليطًا:

"تستعمل أساليب دنيئة مجددًا!"


لكن، وبشكل غير متوقّع، لم يُجب غوزي. بل انهار فجأة على الأرض. وعندما نظر شي رونغ للأسفل، وجده بلا حراك. حمله وهو يهزّه بعنف من ياقة ثيابه، صارخًا:

"يا ابني الغبي، ما الذي تفعله؟"


كان غوزي كأنه غرق في سبات عميق، عيناه مغمضتان وجبهته حامية. بينما كان شي ليان يشدّ بقوة على العملاق الناري، لاحظ الموقف في الأسفل.


فصاح:

"شي رونغ! لماذا لم تغادر بعد؟ المكان كله يحترق ويهتز ويغرق! الطفل صغير جدًا، سيموت!"


رفع شي رونغ رأسه ليشتم:

"لا تجرؤ على تلقيني الدروس! من تظن نفسك لتخدعني؟ هذا الولد رخيص التربية، كيف يموت بهذه السهولة؟ تعتقد أنني لا أفهم أنك تريد خداعي لأغادر، وبمجرد أن أرحل ستقتلني!"


حتى لو لم يتحرّك شي ليان، فكان لانغ شيان شيو ينتظره في الأسفل أصلًا!


في الجانب الآخر، كان باي مينغ قد بدأ بالفعل قتال جون وو. تلسعه نيران الحرب مرة تلو أخرى، فيصرخ قافزًا متخبطًا محاولًا الهروب منها.


صاح شي ليان بغضب:

"أنت شبح ولا تستطيع تحمل النار، فهل تتوقع من طفل أن يتحملها؟؟"


كان وجه غوزي تحت ذراع شي رونغ يحمرّ من الحرارة، لكنه ظلّ يتشدّق:

"لن أرحل! لن أرحل! وآااااه!!!"


اندفع لهيب باتجاه وجهه، فراح يتدحرج مترنحًا قبل أن يقفز مجددًا صارخًا:

"آه، جـ... سيدي! ألا يمكن أن تكون نارك أقل وحشية قليلًا؟؟ لقد أحرقتني!"


شعر شي ليان أنه كان على وشك أن يقول: "جون وو، أيها العجوز الأحمق، لقد أحرقت جدك!" لكنه بلعها حفاظًا على حياته. أما جون وو فلم يكترث أصلًا، كان يقاتل باي مينغ وابتسامة مريبة ترتسم على وجهه. راحت النيران حول شي رونغ تزداد وتكبر، حتى لم يعد هناك مكان للوقوف. صحيح أنه شيطان ولن يموت من الاحتراق، لكنه كان عذابًا لا يُطاق. وبعد قليل، أطلق غوزي، الذي كان تحت ذراعه، صرخة مؤلمة، وكأنه احترق. رفعه شي رونغ ليتفحصه، فإذا بجبهته دامية، وثوبه مثقوب عند الكتف، محروقًا.


استفاق غوزي بالقوة من الألم، وبدأ يبكي ويعانق شي رونغ.

"أبي، يؤلمني! أنا خائف!"


تدفقت قطرات العرق البارد من جبين شي رونغ، وتيبست شفتاه، لا يعرف ما يقول.


غطّى غوزي جرحه بيده، وهو يبكي ويتنفس :

"أبي، هل سنموت حرقًا هنا؟"


تلعثم شي رونغ:

"أم... أأه، حسناً..."


شهق غوزي وقال:

"حتى لو كان مكانك هنا جميلاً، إلا أنه لا يبدو مكانًا جيدًا. الناس هنا ليسوا لطفاء معنا. ألا نبحث عن مكان آخر نعيش فيه..."


لم يتحمّل شي رونغ أكثر، فاندفع نحو القاعة يريد الإمساك بجون وو. لكنه لم يجرؤ على الاقتراب كثيرًا، فاكتفى بالصراخ من بعيد:

"دعنا نتحدث يا سيدي! لا بأس أن تستمر في إشعال النار، فهذا مكانك أصلًا، أشعل ما شئت، لكن، هيهيهي..."


كاد شي ليان يسقط من منصة التاج من شدّة الغضب من حماقته.

"لا تذهب لتبحث عن حتفك، فقط انزل! أعدك أنني لن ألمسك!"


لكن شي رونغ لم يستمع له أبدًا. وبما أن جون وو تجاهله تمامًا، ومع بكاء غوزي المستمر، شعر أنه يخسر هيبته أمام ابنه. فانقضّ وهو يصرخ:

"ما بالك أيها الغاضب؟ قلت لك توقف عن إشعال النار، ألم تسمعني؟؟"


"شي رونغ!!!" صرخ شي ليان.


وقبل أن يقترب حتى، رفع جون وو يده، وأحاطت كرة نارية ضخمة جسده بأكمله!


أطلق شي رونغ صرخة مذعورة.


صرخ شي ليان:

"غوزي!!!"


بهذا اللهيب العظيم، حتى لو لم يتحول شي رونغ إلى رماد، فإن روحه ستتضرر بشدّة، فما بال طفل صغير مثل غوزي؟ ألا يُحرق مباشرة حتى العظم؟


حتى باي مينغ، وهو يقاتل، لاحظ وجود طفل تحت ذراع شي رونغ، وفكّر في إنقاذه، لكن جون وو كان يسيطر على القتال، ولم يستطع الانفلات. حسب الوقت في ذهنه، كان الأمر قد فات أوان إنقاذهما.


قال محتجًا:

"جلالتك ، إنه مجرد طفل، لم يكن هناك داعٍ لهذه الوحشية!"


لكن شي ليان وباي مينغ كانا يعلمان أن أعين جون وو لم تعد ترى أطفالًا أو أبرياء. لم يرى سوى أعداء يقفون في طريقه. مدّ ذراعه، وأطلق كرة من اللهيب العنيف، لتندفع وتقذف باي مينغ بعيدًا.


صرخ المسؤولون السماويون في الأسفل بفزع:

"الجنرال باي اشتعلت فيه النار!"


في تلك اللحظة، هطل مطر غزير فجأة. ورغم أنه لم يطفئ نيران الحرب المشتعلة بجسد العملاق، إلا أنه أخمد النار التي التهمت باي مينغ. ومن وسط الحشود، قفز ظل أسود إلى السماء وأمسك بباي مينغ الساقط.








يتبع...

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي