الفصل مئتان واثنان وأربعين : على قمة جبل تايسانغ؛ آلاف أنواع الغبار تستقر.
فجأة، أصبحت ملامح جميع المسؤولين السماويين أكثر غموضاً حتى من ملامح باي مينغ.
كان المزارع ذو الثياب البيضاء قد رد التحية، بملامح هادئة مسالمة، وأسلوب سهل وأنيق. كان شي ليان.
رحب به الجمع قائلين: "سموك "
"سموك".
كانت تعابيرهم وكلماتهم كلها حذرة، مؤدبة، مهذبة. بادَلهم شي ليان التحية بأدب أيضاً، ثم تقدم بخطوة للترحيب.
"سيدة المطر."
كانت سيدة المطر قد جاءت أمام الكوخ المؤقت المبني هناك، تمسك بلجام ثور أسود ضخم حارس. أمالت رأسها نحوه في تحية.
على ظهر الثور الأسود صناديق ضخمة فوق صناديق مليئة بالمحاصيل، وهو سبب قدومها. قيل إنها تملك أثراً مذهلاً في تغذية القوى الروحية عند أكلها، لذا عندما سمع المسؤولون السماويون بذلك، اندفع جمع منهم متحمساً لتقسيم حصصهم. بينما بقي آخرون في أماكنهم، وكان شي ليان منهم.
قالت سيدة المطر:
"لقد جلبت شيئاً آخر لسموك."
ابتسم شي ليان:
"آه، شكراً مقدماً! ما هو؟"
أخرجت من كمّها شيئاً ملفوفاً بشريط صغير من الحرير الأبيض. وحين فتحته، أشرق وجه شي ليان على الفور.
"شكراً جزيلاً يا سيدة المطر! لقد بحثت في كل مكان عنه!"
اقترب فانغ شين ليلقي نظرة، وقال أيضاً:
"حرير نادر رائع! ممتاز! الآن تستطيع أخيراً إصلاح لعبتك تلك!"
أخرج شي ليان من كمّه رباط حرير أبيض مقطوع إلى نصفين، وقال بفرح:
"نعم، أخيراً وجدت المادة لإصلاح رويي! سأخيطها حالاً!"
لكن فنغ شين أوقفه:
"تخيطها؟ أنت؟! أنسى الأمر، ماذا ستصلح؟ اطلب من أحد غيرك ليساعدك." ثم التفت وصاح:
"مو تشينغ! تعال اعمل!"
تقدّم مو تشينغ بتكاسل، مجيباً ببرود:
"ماذا؟ ماذا تحاول أن تقول؟ أن أخيطها أنا؟"
قال فنغ شين:
"أليست هذه خبرتك؟"
أطلق مو تشينغ أنفاساً غاضبة:
"ألستما بارعين جداً في استغلال الناس؟ تعتبرانني خادماً تأمرانه متى أردتما، وغداً ستقولان لي امسح الأرض."
ضحك شي ليان:
"لا بأس، لا بأس. سأفعلها بنفسي."
لكن مو تشينغ كان قد أخذ بالفعل شرائط الحرير من يده، مقلّباً عينيه وهو يذهب للبحث عن إبرة وخيط.
بعد ذلك، جاء باي مينغ هو الآخر ليلقي التحية. كان ينوي التربيت على الثور الأسود، لكن ذلك الثور عضّ أسنانه بقوة، كاد يكسر أصابع باي مينغ. وعندما رأى أنه غير مرحب به، انسحب مسرعاً.
سألت سيدة المطر:
"ألم يشفى ذراع الجنرال باي بعد؟"
أجاب شي ليان:
"ليس بعد. حين عقد اتفاقاً مع رونغ غوانغ لاستخدام سيف مينغ غوانغ، كان عليه بجانب اعتذاره أن يدفع ذراعه ثمناً. وفي النهاية، تلاشت كراهية رونغ غوانغ حتى إنه لم يعد يطلب الذراع. وهذا أبقى له بعض الوجه، لكنه ظل مصاباً بجروح خطيرة."
قالت سيدة المطر:
"أفهم. لا عجب أن الجنرال باي بدا غريباً."
تمتم شي ليان في داخله:
"هذا ليس السبب بالتأكيد لغرابة مظهر الجنرال باي."
ففي الحقيقة، لم يستطع باي مينغ أن يتجاوز حقيقة أن سيدة المطر أنقذته مراراً، سواء في جبل تونغ لو أو في الحريق الكبير بالعاصمة السماوية. كان رجلاً ضخماً قوياً، يرى نفسه مهيمنًا على السماء والأرض، فلم يستطع احتمال أن يخسر ذرة من كرامته أمام امرأة، خصوصاً امرأة كان له خلافات معها في الماضي. بالنسبة له، قد يكون أكثر قدرة على تقبّل تصرفات شوان جي من أن يرى سيدة المطر. على أي حال، لم يكن يستطيع تجاوز ذلك، وكلما رآها شعر بالاضطراب، ولهذا بدا غريباً.
أما سيدة المطر، فلم تفهم مطلقاً اضطرابه، فكانت دائماً تبتسم له بأدب عند التحية. الاثنان على موجتين مختلفتين تماماً، في موقف غريب لا يُفسَّر.
قالت سيدة المطر:
"أوه صحيح، سموك، كيف حال شوان جي؟"
أجاب شي ليان:
"لقد حُبست عند سفح الجبل. هل ترغبين في رؤيتها؟"
بعد المعركة الكبرى، وضعت كل الوحوش والشياطين التي هربت من أختامها في البداية داخل زنزانة عند سفح جبل تايسانغ أقيمت مؤقتاً. قاد شي ليان الطريق، لكن قبل أن يصلوا إلى السجن سمعوا أصوات سباب قاسية. كان باي سو وبان يوي جالسين عند المدخل، بتعابير خالية.
في الوقت الحالي، كانوا يفتقرون إلى الأيدي العاملة الجادة، لذا أُرسِل الاثنان ليساعدا المحكمة العليا في حراسة السجن. بداخل السجن كان كي مو مقيداً، وما إن رأى أعداءه حتى احمرّت عيناه أكثر، وأمضى أيامه يصرخ ويلعن السماء والأرض بلا توقف عليهما. أما هما فكانا يتظاهران بأنهما لا يفهمان كلامه، جالسين جنباً إلى جنب مثل دميتين خشبيتين. وعندما دخل شي ليان وسيدة المطر، وقفا فوراً.
"سموك، سيدة المطر."
أعطتهما سيدة المطر صندوقاً من المحاصيل، وقال شي ليان:
"شكراً لجهودكما. سيدة المطر تريد رؤية شوان جي."
لكن باي سو تردد لحظة:
"شوان جي..."
لاحظ شي ليان أن هناك خطباً وسأل:
"هل من مشكلة؟"
دخل الاثنان السجن ووجدا مكان احتجاز شوان جي، فبهتا معاً. لم يكن هناك شيء داخل الزنزانة؛ كل ما بقي ثوب عرس أحمر ممزق.
قال باي سو موضحاً:
"شوان جي تلاشت ليلة البارحة."
لقد تلاشت كراهية شوان جي بالفعل، يا له من أمر مدهش. لم يمض وقت طويل حين كانت هذه المرأة غارقة في هوسها إلى حد أنها أمسكت بخناق باي مينغ رافضة أن تتركه.
قال شي ليان:
"ربما أدركت الحقيقة أخيراً."
أدركت كيف أنه خلال القرون الماضية، تحولت إلى امرأة حاقدة مجنونة حقيرة، بعيدة كل البعد عن كونها جنرالاً بطلاً، أو سيدة كريمة من بيت عريق. أدركت ما خسرته وما جَنَته، وبعارها وخجلها لم تعد تملك وجهاً لتلتفت إلى الوراء.
لقد أملت طوال الوقت أن تغير قلب الرجل الذي تركها، سواء باللين أو بالقوة، لكنها أدركت بعنف أنه لم يكن هناك فرصة للعودة منذ البداية. وهكذا فهمت أخيراً.
لكنها كانت تعتمد على مشاعرها الملتهبة، وعلى رفضها الاستسلام أمام باي مينغ، كي تبقى في هذا العالم. وبمجرد أن فهمت، لم يعد هناك أي سبب للبقاء. مجرد التفكير في الأمر بدا عبثياً.
جلست سيدة المطر على الفور، وكأنها تؤدي خدمة عبور لروحها. فشوان جي كانت الوحيدة المتبقية من مملكة يوشي غيرها. ولأنه سيكون من قلة الذوق أن يقاطعها، تراجع شي ليان وتركها.
بعد خروجه، رأى باي سو وبان يوي يقضمون الفواكه التي جلبتها سيدة المطر، فتوجه شي ليان والتقط واحدة، عازماً على الجلوس معهم ليأكل أيضاً. لكن فجأة شعر بشيء، فأدار رأسه بسرعة. رأى على بُعد، بين الشجيرات التي بلغ طولها نصف رجل، شيئاً مرّ مسرعاً.
رمى شي ليان الفاكهة وقال فقط:
"راقبوا المكان!"
ثم اندفع مسرعاً.
لاحظ الشيء في الشجيرات أنه كُشِف، فهرب أسرع. كان شي ليان قادراً على اللحاق به في ثماني خطوات، لكنه بعد أربع فقط اكتشف من يكون، فغيّر رأيه وأبطأ خطواته.
انتظر حتى ابتعد ذلك الكائن مسافة، ثم انحرف فجأة من الجانب ليقطع طريقه.
"السيدة جيان لان، هل تنوين الرحيل دون وداع؟"
كانت بالفعل جيان لان، متسللة وهي تحتضن روح الجنين بين ذراعيها. قفزت مذعورة لرؤية شي ليان وقد ظهر فجأة:
"أنت!"
كانت روح الجنين الشاحبة تكشر عن أنيابها في حضنها وكأنها تريد الهجوم، لكن جيان لان كبحتها.
قالت:
"هل جئت لتمنعني؟"
لم يرد شي ليان أن يثير قلقها أكثر، فقال:
"لا تقلقي، أردت فقط أن أعطيك شيئاً."
ثم أخرج شيئاً:
"ابنك تسو تسو يحمل حقداً قوياً، ويحتاج إلى تقييد. رغم أنه يخضع للتطهير، إلا أن مستواك في الزراعة ليس أعلى منه، لذا من الصعب ضمان عدم وقوع حوادث. ستحتاجين لهذا ليساعدك."
كان الشيء تعويذة حماية صنعها شي ليان بنفسه، حتى إنه شرح لها كيف تُستخدم ليُثبت أنه لا يوجد خداع بداخلها. راقبت جيان لان، وارتخت توتراتها بالفعل. فهذه الأداة نافعة. وبعد تردد، أخذتها.
"شكرًا."
"لا داعي"، قال شي ليان. "يكفي أنه عندما تستخدميها، اصرخي ثلاث مرات 'صاحب السمو باركني'، وسيعمل. هكذا سيُسجَّل الأمر تحت اسم قصرِي."
"...."
خطت جيان لان بضع خطوات، ثم توقفت لحظة. في النهاية لم تستطع كبح نفسها، فاستدارت وقالت:
"ألن تمنعني؟ لماذا؟"
كان شي ليان ينتظر منها أن تلتفت، فسألها بدلًا من الإجابة:
"إذن، يا سيدة جيان لان، لماذا يجب أن ترحلي؟ فنغ شين قال إنه سيتكفل بكما، وهو سيفي بوعده."
ارتجف تعبير جيان لان قليلًا، لكنها في النهاية تنهدت:
"أعلم أنه سيفعل. لكن... أنسى الأمر، هذا هو الأفضل. لم أعد أريد أن أكون معه."
تفاجأ شي ليان قليلًا:
"ألستِ... تحبينه بعد الآن إطلاقًا؟"
ربما تعبت جيان لان من الركض، فجلست على جانب الطريق.
"الأمر لم يعد متعلقًا بالحب. لا أريد أن يُجبَر على ربطنا به."
جلس شي ليان بجوارها وفكّر قليلًا:
"لا بد أنه يحبكِ حقًا. في ذلك الوقت كان قد استُنزف تمامًا، ومع ذلك رفض أن يتركك."
عند سماع هذا، بدا على جيان لان وكأنها تذكرت شيئًا من الماضي البعيد، فضحكت:
"بما أنك ذكرت ذلك، فقد تذكرت الآن. في ذلك الوقت، كان لا يزال ساذجًا بعض الشيء، يقضي ساعات طويلة لكسب المال، وبعد أن يجمع المال كان يشتَريني لليلة كاملة. لكن كل ما كان يفعله هو إحضار كرسي ليجلس بجانبي طوال الليل، دون أن يفعل شيئًا سوى التحدث معي. كان الجميع يسخرون منه، يا لها من مزحة!"
ابتسم شي ليان أيضًا:
"أرأيتِ، قلتُ لكِ إنه يحبك حقًا."
لكن جيان لان سحبت ابتسامتها:
"ما قلته كان عن الماضي. ما كان حبًا في السابق لا يعني أنه سيدوم. لست مهتمة بأن أكون عبئًا أو صدقة."
قال شي ليان:
"لماذا يراكِ عبئًا؟ ألا تعرفين نوع الشخص الذي هو عليه فنغ شين؟"
"أنت، يا صاحب السمو ولي العهد، لم تعش حياة العامة يومًا، لذلك بالطبع ستظن أن الأمر بسيط. لن يرانا عبئًا الآن، ولن يُظهر ذلك على السطح أيضًا. لكن، عندما يطول الزمن، فلن يكون شيء مضمونًا. لو كنتُ أريد البحث عنه، لفعلت منذ وقت طويل. ليس من الصعب العثور على معبد نان يانغ. في فترة ما، كان في كل مكان تقريبًا، ومع ذلك لم أرد.
لقد صعد، وأصبح يملك كل شيء، يبدو لامعًا ومهيبًا، لكننا نحن قد تحولنا إلى أشباح، فماذا أفعل أنا بالبحث عنه؟ مسؤول سماوي يحمل معه شبحين، أليس هذا مجرد عبء له؟
ركلته بعيدًا عندما كنتُ في أجمل حالاتي، وأظن أن ذلك جيد، مليء بالفخر والكرامة. هكذا سأظل دائمًا بتلك الصورة في قلبه، لا بهذا الشكل الحالي: مكياج رخيص ثقيل، وتجاعيد حول عينيّ."
أمسكت بوجهها بأصابعها. "لو اعترف بنا حقًا، واضطر كل يوم لرؤية وجهي هذا وهيئة تسو تسو هكذا، ونحن نجره إلى الأسفل، سيصبح أكثر تعبًا وانزعاجًا بمرور الوقت، وفي يوم ما سنصبح عبئًا حقيقيًا. فلماذا العناء؟ أليس ذلك مأساويًا جدًا؟"
بينما كانت تتكلم، كان الجنين الروحي يلعق وجهها بلسانه الرطب والزلق، في مظهر مقزز وغريب لكنه في الوقت نفسه مشاكس وفيه شيء من الطرافة. لكن بالنسبة لمعظم الناس، لم يكن ذلك سوى مقزز وغير مقبول.
داعبت جيان لان رأس ابنها الأصلع:
"على أي حال، وجود تسو تسو يكفيني. من لم يقطع وعودًا، أو يقسم للجبال والبحار عندما كان صغيرًا؟ يتحدثون عن المودة، والحب، والخلود. لكن، كلما طالت حياتي في هذا العالم، ازددت يقينًا أن 'الخلود' مستحيل. لن يكون ممكنًا أبدًا. مجرد الحصول عليه مرة كان كافيًا. لا أحد يستطيع تحقيقه حقًا. لم أعد أؤمن به."
قالت بصوت يائس:
"فنغ شين رجل جيد. لكن... لقد مر وقت طويل حقًا. كل شيء تغير، لذا من الأفضل أن نتركه."
استمع شي ليان بصمت، دون أن ينطق بكلمة، لكن في قلبه قال:
"لا."
كان هناك صوت في داخله يقول:
"الخلود موجود. هناك شخص واحد يستطيع تحقيقه حقًا. وأنا أؤمن به."
ومع ذلك، أخذت جيان لان تسو تسو ورحلت.
عاد شي ليان، وودّع سيدة المطر التي أنهت خدمة العبور لشوان جي، ثم عاد إلى جبل تايسانغ. كان يفكر في إخبار فنغ شين أن جيان لان قد رحلت، لكنه لم يجده. وبينما كان يبحث عنه وسط الجموع الصاخبة، صرخ أحدهم فجأة:
"في وقت مناسب، تاي هوا! هل لديك وقت؟ تعال وساعدنا في حل هذه الحسابات!"
كانوا ما زالوا يمسكون بأي شخص للقيام بالحسابات. كان لانغ شيان شيو يائسًا للهرب، فأجاب من بعيد:
"لا تجلبوا الكومة إليّ! عندي ما أفعله! ابحثوا عن شخص آخر!"
تنهد شي ليان، متسائلًا إن كان عليه أن يحاول مراجعة كل تلك الكتب، لكن بشكل غير متوقع، لم يخطوا سوى بضع خطوات حتى سمع صوتًا من خلفه:
"سي... سيدي... يا صاحب السمو."
التفت شي ليان، فوجد لانغ شيان شيو يقف خلفه مباشرة.
"هل لديك وقت لتتحدث معي على انفراد؟"
"بالطبع،" أجاب شي ليان.
وهكذا، سار هو ولانغ شيان شيو معًا خارج ذلك القصر الحزين الذي يشبه الكوخ. أثناء سيرهما، سأل شي ليان:
"كيف حال غوزي؟ هل هو بخير؟"
ابتسم لانغ شيان شيو بمرارة:
"لا أعرف إن كان يمكن اعتباره بخير. ذلك الطفل يسألني عن والده كل يوم، إنه أمر محزن جدًا. لم أجد حلًا سوى... جمع بعض جزيئات روح الشبح الأخضر ووضعها في مصباح. والآن يظهر أمامي كل يوم وهو يحتضن ذلك المصباح، يسألني متى ستكبر الروح داخله! حقًا..."
بمجرد النظر إلى ذلك الوجه الكئيب والمستسلم، استطاع شي ليان أن يفهم. لماذا كان عليه أن يفعل شيئًا كهذا من أجل شي رونغ، الذي قتل عائلته بأكملها؟ رفع شي ليان يده دون وعي ليربت على كتفه، لكنه تذكّر ما فعله هو نفسه في يونغ آن، فتراجع.
قال بلطف:
"لقد عانيت كثيرًا. إذن، ما الذي أردت التحدث معي بشأنه اليوم؟"
بعد بعض التردد، مدّ لانغ شيان شيو يده داخل رداءه وأخرج شيئًا، وقدّمه إليه.
"هذا."
توقف تنفس شي ليان عندما رآه.
كان لؤلؤة مرجان قرمزية صغيرة، فاخرة ولامعة ومضيئة.
ارتجف صوته:
"هذا...؟!"
قال لانغ شيان شيو :
"هذه لؤلؤة مرجان كانت كنزًا سريًا تركه المؤسس الأول لمملكة يونغ آن."
لم يدرك شي ليان إلا حينها أنها لم تكن تلك التي مربوطة في نهاية شعر هوا تشينغ ، بل اللؤلؤة التي كان قد أهداها ذات مرة إلى لانغ يينغ.
لم تكن تخص هوا تشينغ . شعر شي ليان بخيبة أمل بسيطة، لكنه أخذها على أي حال.
تابع لانغ شيان شيو :
"قال المؤسس الأول إن من أعطاه هذه اللؤلؤة القرمزية كان منقذه، شخصًا ساعده. "
"...."
اكمل لانغ شيان شيو "رجلًا طيبًا جدًا. لكنه مع ذلك فعل شيئًا جعل ذلك الرجل يخسر كل شيء. قال المؤسس إنه لم يندم على ما فعله، كان عليه أن يفعله. لكن لاحقًا عندما تذكر الأمر، شعر أنه قد ظلم ذلك الرجل."
"...."
سأله شي ليان:
"وماذا بعد؟"
أجاب لانغ شيان شيو :
"ثم، في ذلك اليوم في العاصمة السماوية، نظرت جيدًا إلى الخرز المربوط في نهاية شعر زهرة المطر القرمزي ، وكلما نظرت إليه أكثر، بدا لي أنه يشبه اللؤلؤة التي تركها لي أبي. وبعدها سمعت الجنرال شوان تشن والآخرين يتحدثون، وعلمت أن تلك اللآلئ كانت في الأصل زوجًا، وأنها تخصك. لذلك، جئت لأسألك، هل هذه لك؟"
بعد لحظة، أومأ شي ليان ببطء:
"إنها لي. كانت زوجًا من اللآلئ أهداها لي والديّ عندما كنت صغيرًا."
حك لانغ شيان شيو رأسه:
"إذن... أعيدها إليك."
لم يكن يعرف كيف يخاطب شي ليان، وبعد أن أعاد اللؤلؤة، تردد قليلًا قبل أن يغادر بصمت. وقف شي ليان في مكانه، وهو يقبض على لؤلؤة المرجان القرمزية في راحة يده.
لقد مضى أكثر من ثمانمائة عام. وبعد كل تلك المنعطفات، عادت النصف الآخر من زوج أقراط المرجان القرمزي إلى يده. كانت تخصه، وأيضًا تخصه.
لكن، كان ينبغي أن تكون اللؤلؤة الأخرى موجودة هنا أيضًا. كان يجب أن يكتمل الزوج.
وفي تلك اللحظة، دوّى صوت فنغ شين من أسفل الجبل، مفعمًا بالبهجة:
"سموك ! أيها الجميع! تعالوا بسرعة!"
يتبع...
تعليقات: (0) إضافة تعليق