Ch29 بانغوان
في عصر يوم الأحد ، لم يكن شارع يونجين مزدحم كما في العادة ،
لكن بما أنّه كان يجري بناء محطة مترو جديدة عند التقاطع ، فقد كان المرور ما يزال مزدحم
أصوات أبواق السيارات تدوي من كل جانب ، و الاستماع
إليها مزعجًا للغاية
أنهى تشو شو للتو دروسه التعويضية في المدرسة
لم يرغب في العودة إلى المنزل بعد ، فقرّر أن يتسكّع قليلًا
في شارع يونجين مع مجموعة أصدقائه المشاغبين
كان الآخرون يتناقشون بحماس حول المكان الذي ينبغي أن يذهبوا إليه ،
أمّا هو فلم يكن في مزاج يسمح له بالمشاركة
وهو يتأرجح بسلك سماعاته ، بدأ يركل بعض الحصى
الصغير على الأرض وهو يسير
لقد لازمته حالة الإحباط هذه منذ أيام ،
وذلك منذ أن خرج من القفص
ولهذا السبب فإن امتلاك ذاكرة قوية جدًا قد يكون عيبًا
أيضًا— فبعد أن يعيش تجربة مثيرة ، لا يستطيع استعادة
حماسه لأي شيء آخر حين يعود إلى حياته المملة اليومية
مع أنّه لم يدخل سوى قفص واحد ، إلا أنّه شعر بالفعل
بنوع من الإدمان
لكن لسوء حظه ، لن يأخذه أحد في مغامرة ثانية ، فوالدته
لم تكن لتسمح بذلك مطلقًا
عائلة تشانغ متفرّعة جدًا ، وأبناء كل فرع لديهم مهام خاصة يتعلّمونها
أمّا هو فكان الوحيد الذي يقضي يومه يتعلّم أشياء عادية
بين مجموعة من الناس العاديين
والأسوأ من ذلك أنّه كان مضطرًا لحضور دروس إضافية في
عطلة نهاية الأسبوع أيضًا
كان يعرف الكثير من الأمور طبعًا ، لكنه نادرًا يتمكن من
التحدث عنها، إذ كان من السهل أن يُعتبر مجنونًا لو فعل
وبالنسبة لشخص مثله ، ذو شخصية صاخبة وثرثارة ، كان
هذا الأمر يخنقه حتى الموت
وكلّما تذكّر ذلك ، ألقى باللوم أكثر على والدته تشانغ بيلينغ
فجأة دفعه أصدقاؤه : “ هيه!” وضحكوا بصوت عالٍ بعدما أخافوه : “ بماذا تفكّر يا أيها الخالد العظيم؟”
: “ اللعنة لا تلتفّوا حولي ، الجو حار جدًا .” قال تشو شو عابساً
كان من النوع الذي يعشق الاستعراض
وعندما لا يستطيع أن يكبح نفسه ، كان يتظاهر بالعمق
ويُسرب بعض اللمحات المتعلقة بفنون التعاويذ أو العِرافة
وأحيانًا يحوّل بعض الشائعات القديمة أو الحديثة عن
البانغوان إلى قصص أشباح مبالغ فيها ، يرويها كموضوعات هراء للتسلية
من جهة ، كان أصدقاؤه يستمتعون جدًا بالاستماع إليه ،،،
ومن جهة أخرى ، كانوا يجدونه غامضًا بعض الشيء وغريب الأطوار ،
ولهذا أطلقوا عليه لقب “الخالد العظيم”
قال سون سيتشي وهو الصديق الأقرب إلى تشو شو : “ ألو ؟ أيها الخالد العظيم ، ألم تكن تستمع لنا قبل قليل؟”
تشو شو : “ وما الذي كنتم تتحدثون عنه؟”
سون سيتشي: “ لاو لوو قال إنّ مكانًا جديدًا لغرفة هروب رهيبة افتُتحت في برج واندا
أردنا أن نذهب ونجربها ، ما رأيك ؟”
تشو شو: “ بالتأكيد .”
في الحقيقة، لم يكن تشو شو مهتمًا كثيرًا
{ طالما أنني لن أضطر للعودة إلى المنزل ، فأي مكان سيكون مناسب }
قال لاو لوو وهو يناوله هاتفه : “ هيه هذا رائع !
توجد فيها عدة مواضيع ، لقد راجعت التقييمات وأظن أن
هذه أفضلها .
أليس إحساسك السادس حاد جدًا ؟
هيا، ارفع يدك الإلهية عاليًا واختر لنا بشكل عشوائي أكثر غرفة مثيرة .”
فتح لاو لوو الصور على هاتفه ، لقد التقط لقطات شاشة
للغرف التي تثير اهتمامه، وأراد من تشو شو أن يختار واحدة منها بناءً على الصور
قلّب تشو شو الصور بكسل عدّة مرات ثم اختار آخر غرفة
: “ هذه .”
أخذ لاو لوو الهاتف مجددًا وقال بدهشة :
“ اللعنة ! أنت مضحك جدًا
الصور السابقة هي التي التقطتها من موقع غرفة الهروب،
لكنك اخترت الصورة الوحيدة لمكان لم يُفتتح أصلًا .”
عبس تشو شو بحاجبيه : “ كيف لي أن أعرف ؟ إذا لم يكن
مفتوح ، فلماذا وضعت صورته أصلًا ؟”
لاو لوو : “ كنت أبحث فقط . ولما رأيت أنّ معلومات
المتجر ما زالت موجودة على الإنترنت لسبب ما، أخذت لقطة شاشة .
لكن… أنت لا تعرف ؟ فعلاً لا تعرف هذا المتجر ؟”
ألقى تشو شو نظرة أخرى على الهاتف
كانت كلمتان واضحتان مكتوبة على الصورة
[ متجر سانمي ]
و سأل بفضول : “ ما قصة هذا المكان؟”
يبدو أنّ سون سيتشي قد سمع عن هذا المكان من قبل، فشرح قائلًا:
“ كان هذا المتجر موجود أصلًا في ذلك المجمع تحت
الأرض أمام برج واندا .
بعض الفتيات في صفّنا كنّ يتحدثن عنه وأنّه مرعب جدًا . أتذكر أنّ بعضهن أردن تجربته فعلًا ،
لكن لاحقًا حصل شيء
ما في المتجر فأُغلق .”
تشو شو: “ ما الذي حصل ؟”
فكّر سون سيتشي قليلًا :
“ أظن أنّ الأمر يتعلق بالموظفين . أحدهم أصيب باضطراب نفسي ، والآخر قفز من مبنى .”
تأمل تشو شو الأمر بعمق ، وربط القصة بلا وعي في ذهنه مع الأقفاص
ظل لاو لوو يستفزه من الجانب :
“ ألستَ أنت الخالد العظيم ؟ حتى هذا لا تعرفه ؟”
تشو شو بحدّة : “ انقلع .”
تدخّل سون سيتشي ليُلطّف الأجواء:
“ تعرفون ، لو أنه لم يكن يعرف أي شيء عن هذا المتجر
ومع ذلك اختار صورته بالصدفة، فهذا يعني أنّه فعلًا روحاني جدًا .
ولا شك أن هذه الغرفة هي الأكثر إثارة فعلًا .”
انفجر الآخرون بالضحك ، ورددوا كلمات التأييد
وفي وسط ضحكاتهم وضجيجهم، مرّ رجلان على الجانب
الآخر من الشارع
ألقى تشو شو نظرة سريعة نحوهما ثم قال من دون حتى أن يلتفت نحوهم :
“ انتظروا لحظة ، سأعبر الشارع .”
: “ لماذا ؟ إلى أين ذاهب ؟” سأله لاو لوو والبقية
: “ أقارب .” قالها وهو يعبر الطريق مشيرًا إلى الرجلين
وبما أنّه اعتاد أن يلتقي بما يسميه ' أقارب ' في أثناء تجوالهم ، لم يستغرب الآخرون
فأداروا ظهورهم وواصلوا مناقشة غرف الهروب
ظهر تشو شو فجأة أمام الرجلين كما لو أنه ظهر من العدم تقريبًا : “ دا دونغ !!!” أولًا حيّا الرجل الأصغر ، الأسمر البشرة ،
ثم نادى الرجل العريض ذا الوجه المربّع :
“ هاوزي-غا !”
ارتسمت على وجهيهما ملامح الانقباض والذعر لحظة
رؤيته ، كأنهما شاهدا شبحًا في وضح النهار
كان الاسم الحقيقي لـ دا دونغ هو تشانغ شياودونغ ،
بينما اسم هاوزي هو تشانغ هاو ،
كلاهما من أبناء عائلة تشانغ في أوائل العشرينيات
أحدهما تخصّص في طريق الدمى ،
والآخر في طريق التعاويذ ،
لكن مستواهما لم يكن مميز ، ولهذا كان عليهما أن يتعاونا في مهام الدوريات
جميع أبناء عائلة تشانغ الذين اعتادوا على القيام بدوريات ،
وكانوا يعرفون تشو شو
كانوا يتمنون لو بإمكانهم التجوال ووجوههم مغطّاة ،
لأنهم غالبًا يصادفونه في الشوارع
وعندها يبدأ هذا المراهق المشاكس في الإلحاح للانضمام
إليهم ومحاولة إقناعهم بأخذه إلى أحد الأقفاص
ومن ذا الذي يحتمل ذلك ؟
ابتسم دا دونغ ابتسامة متصنعة: “ شياو شو آه…
أم… ألا توجد لديك دروس اليوم ؟”
: “ انتهت للتو ، فجئنا نتسكع هنا ...” ثم سألهم تشو شو:
“ هل أنتم في مهمة دورية ؟ خذاني معكما !”
{ هل فقدنا عقولنا حتى نصطحبك معنا ؟ }
دا دونغ بسرعة : “ اليوم لا يصلح . حقًا ،
لان-جي كلّفتنا بمهمة ، وعلينا أن نبقى في المراقبة خلال هذه الأيام .”
وما إن سمع لان-جي حتى ازداد حماس تشو شو: “خالتي؟! أي مهمة ؟”
قال دا دونغ بنبرة مبهمة: “ ليس قفص . فقط مراقبة شخص ما.”
بعد أن ارتدّت تعويذة تتبع الأثر على وجه تشانغ يالين في المنزل،
سارع بالاتصال بالسيدة العظيمة تشانغ لان ليُعلمها
وما إن تأكدت من أنّ التعويذة عديمة الفائدة ، حتى تخلّت
عن التلميحات المباشرة وأصدرت أوامر صريحة لأبناء
العائلة المكلّفين بالدوريات بمراقبة فيلا شين
فمتى خرج تلميذا شين تشياو من المنزل ، يكون على أبناء
الدورية تعقّبهما لمعرفة ما يفعلانه
وإذا صادف وجود قفص في الطريق ، وجب عليهم إيجاد
طريقة لجرّ الاثنين إلى داخله ومراقبتهما
وكان دا دونغ وهاوزي قد عادا للتو من منزل آل شين ،
ولهذا كان وقتهما في غاية الضيق فعلًا
وبمجرّد أن سمع تشو شو أنهما لن يدخلا قفص ، قال بخيبة
أمل: “ آه، مراقبة شخص ما ؟
ما رأيكما لو—”
لكن حين التفت عبر الشارع ، وجد أنّ أولئك الأوغاد قد اختفوا ،
ولم يبقَى هناك إلا سون سيتشي الطيب الدائم
تردّد قليلًا وأراد أن يقول ' لا بأس إذن ' لكن نسمة رياح
باردة لامست أذنه فجأة
استدار بسرعة ، دا دونغ وهاوزي قد تلاَشيا بالفعل كخيطَي دخان
ولوّح هاوزي من بعيد وهو يقول: “ في المرة القادمة
بالتأكيد سنأخذك معنا !”
تشو شو بسخط: { اللعنة عليكما ! انقلع أيها الكاذب !
منذ متى وأنتم تقولون “ في المرة القادمة ”؟!
ثم ماذا بعد ؟! }
وعبر الشارع غاضبًا ، ثم سأل سون سيتشي مباشرةً :
“ هل هناك قنبلة على وجهي ؟”
سون سيتشي: “؟”
تشو شو : “ كل واحد منهم يهرب بمجرد أن يراني ...”
تمتم بالشتائم قليلًا ثم سأل: “ وأين الآخرون ؟”
أشار سون سيتشي نحو برج واندا : “سبقونا إلى هناك .”
: “ سيئون مثلهم تمامًا .”
عبس تشو شو وهو تنهد بلا سبب وجيه —-
ولما اقتربا من واندا ، غيّر رأيه فجأة :
“ لن أذهب بعد الآن ، يمكنك الذهاب وحدك .”
سون سيتشي: “ وماذا ستفعل أنت ؟”
أخرج تشو شو هاتفه وبحث عن موقع متجر سانمي
وقال:
“ سأذهب لإلقاء نظرة على ذلك المتجر المغلق .”
كان حدسه يخبره بوجود قفص هناك ، لكنه لا يعرف إن كان
قد فُك بالفعل أم لا
في البداية أراد أن يُخبر دا دونغ وهاوزي، لكنه كان غاضبًا الآن { فليذهبا إلى الجحيم —سأذهب بمفردي }
بدا سون سيتشي حائرًا من طريقة تفكيره الغريبة :
“ تريد الذهاب إلى متجر سانمي؟ لماذا فجأة ؟
إنه مغلق بالفعل ، ما الذي ستراه هناك ؟”
تشو شو: “ الباب "
سون سيتشي: “….”
كان تشو شو دائمًا شخصًا يفعل ما يخطر بباله
وباتباع برنامج الخرائط ، بدأ السير باتجاه المجمع التجاري تحت الأرض
تردّد سون سيتشي قليلًا ، لكنه في النهاية أرسل رسالة
قصيرة إلى لاو لوو والبقية على تطبيق ويتشات،
ثم تبع تشو شو نزولًا عبر الدرج
كان هنا في السابق مركز تجاري ضخم تحت الأرض
يبيعون ملابس وأحذية وحقائب وإكسسوارات مقلّدة
للماركات الشهيرة ، كما يوجد سوبرماركت أيضًا
لكن هذا المجمّع الأرضي كان يعاني دائمًا من تراكم المياه،
وكان يُغلق بين الحين والآخر لتصريف المياه وتنظيف المكان
لم يصمد السوبرماركت طويلًا قبل أن يُغلق ،
وبالمثل فرغت كل المتاجر الأخرى
أُغلقت المحلات وأزيلت الأكشاك
و تحوّل مكان شاسع كهذا إلى فضاء مهجور وخالٍ تمامًا
وبسبب رطوبته الموحشة ، خطر ببال أحد ' العباقرة ' فكرة
أنّ الأجواء مناسبة تمامًا ، فاشترى الموقع بأكمله ليحوّله
إلى غرفة هروب رعب مثيرة
هذه الغرفة كلها مؤلفة من طابق واحد فقط ،
وكان اسمها مطابقًا لاسم المتجر : متجر سانمي
ومنذ ذلك الحين ، صار اسم “متجر سانمي” يُستخدم
للدلالة على المتجر نفسه وعلى هذا المجمّع الأرضي بأكمله أيضًا
على جانبي الدرج ، تراكمت أكوام من القمامة غير المزالة
وفي الزاوية ، نبت عشب صغير
والمفاجئ أنّ آثار الأمطار التي هطلت قبل بضعة أيام ما زالت موجودة
الماء يتساقط عبر الدرج ليشكّل بركة صغيرة عند القاع
ومن حين لآخر ، صوت قطرات الماء يتردّد في جميع أنحاء
المكان تحت الأرض
بمجرّد أن نزل تشو شو —- أدرك كم أن المكان مظلم وكئيب ،
كأنّه عالم آخر بالكامل مختلف عن العالم في الأعلى ——
كان يرتدي تيشيرت قصير الأكمام
ومع أنّه لا يوجد أي هواء متحرك من مكيفات مركزية أو
رياح ، إلا أنّ قشعريرة سرت في كامل جسده
تشو شو: “ ألا يمرّ أحد من هذا المجمّع الأرضي؟”
“ المجمّع الأرضي ؟”
“ الأرضي ؟”
“ أرضي…”
تردّد صدى سؤاله ثلاث مرات خافتة ~~~~
تشو شو: “….”
سون سيتشي: “ منذ أن أُغلق متجر سانمي—لا
بل منذ أن افتُتح أصلًا ، لم يعد أحد ينزل إلى هنا تقريبًا .”
“ ينزل إلى هنا .”
“ إلى هنا .”
“ هنا…”
فقد تشو شو الرغبة في الكلام ~~
لقد كانت الأجواء مرعبة بحق في هذا المكان
شعر في داخله بالرهبة ، لكنه كان يائسًا في الحفاظ على مظهره ،
فشدّد على نفسه وأجبر نفسه على الالتفاف عند الزاوية
والسير أعمق في المجمّع
الاتصال في الأسفل سيئ للغاية ، حتى أنّ السهم في خريطة
التنقّل بهاتفه بدأ يدور بجنون
تشبّث بهاتفه ، مستعينًا بالضوء الخافت المنبعث من
شاشته ليحافظ على مظهره المتماسك
الممر يلتفّ حول المتجر ، والجدران مُغطاة بملصقات
مكبّرة ممتدة من طرف الممر إلى الآخر
لا توجد صور دموية بشكل مبالغ فيه —فقط عيون ، تحدّق
من فراغ في خزانة ،
و من تحت سرير ،
من فوق فاصل حمّام ، من وراء ستارة ، من داخل مرآة…
جميع تلك الأماكن التي تجعل الخيال ينفلت بعيدًا
وعند السير في الممر ، كان الشعور وكأن تلك العيون
المرسومة في الملصقات مثبتة عليه ، تحدّق في صمت إلى ظهره
{ هذا كثير بحق اللعنة }
لكنه قال بصوت مرتفع: “ ليس بالأمر السيئ "
ضحك سون سيتشي ضحكة جافة وأثنى عليه: “ أنت حقًا شجاع .”
تشو شو: “ طبعًا .”
{ كاذب… }
خفض تشو شو صوته ليقلّل من صدى الكلام :
“ في وقت سابق قلت إن هذا المكان مخيف جدًا ،،
ما المخيف فيه بالضبط ؟”
سون سيتشي: “غرفة الهروب هذه كانت تحتوي على الكثير
من الأدوات والديكورات التي جُمعت من أنحاء البلاد
ويُقال إن كل واحدة منها كانت مسكونة أصلًا .”
تشو شو: “….”
{ كم من الغباء كان في صاحب هذا المتجر ليقوم بفعل أحمق كهذا ؟ }
وأخيرًا ، ظهر فراغ في الملصقات ،
يوجد إطار باب في الجدار تتدلّى أمامه ستارة بلاستيكية مصفرّة
سون سيتشي:
“ بمجرد أن تدخل ، هناك المتجر .”
تنفّس تشو شو بلا مبالاة ، ثم دفع الستارة ودخل
وبالفعل ، كانت عبارة [ متجر سانمي ] مكتوبة بأحرف
كبيرة أمامه مباشرة
كان يظن أنّه سيرى بابًا زجاجيًا مقفلًا ،
وأغراض غير مستعملة متراكمة في الداخل ،
و كلها مغطّاة بطبقة من الغبار
لكن المفاجأة أنّ الباب الزجاجي كان موجود… إلا أنّه لم يكن مقفل
بل مفتوح على مصراعيه
ولم يكن المكان مظلمًا تمامًا كما توقع ، بل يوجد بعض
الأضواء الصغيرة والضعيفة مضاءة،
وخلف الطاولة جلست فتاة طويلة الشعر
شيء غريب جدًا بشأنها : فقد كان وجهها موجّهًا بالفعل نحو تشو شو لكن عينيها تأخرت نصف لحظة ثم اتجهت بالاتجاه نفسه
وحين تحولت نظراتها ببطء نحوهما ، ارتسمت على شفتيها ابتسامة عريضة ، وقالت:
“ هل جئتما من أجل غرفة الهروب ؟”
شعر سون سيتشي في هذه اللحظة وكأنه على وشك أن يبلل سرواله
تشو شو: “ ألم تقل إنها مغلقة ؟”
سون سيتشي وصوته يرتجف : “نعم…”
قالت الفتاة وعيناها شديدتا السواد تحدّقان فيهما :
“ مغلق ؟ نحن ؟ من قال إننا مغلقون ؟
دعاني أسأل إن كانت الغرفة جاهزة .
يمكنكما الجلوس أولًا .”
عقل تشو شو قد فرغ تمامًا
ومع ذلك ، ما إن طلبت منهما الجلوس حتى جلس هو
وسون سيتشي فعلًا على الأريكة
التقطت الفتاة جهاز اتصال لاسلكي وقالت:
“ شياو هوا ، شياو هوا ، هل الغرفة جاهزة ؟”
أصدر الجهاز طقطقة لبضع لحظات ، ثم خرج منه صوت رجل :
“ قريبًا ، اجعليهم ينتظرون قليلًا ، حتى ينتهي الزبائن قبلهم .”
وبمجرّد أن سمع تشو شو بوجود زبائن آخرين قبله، شعر ببعض الاطمئنان
همس قائلًا : “ هل تظن أنهم أعادوا افتتاح المكان ؟”
وبعد فترة، تلعثم سون سيتشي : “ ربما .”
لكن الحقيقة أنّه يفكر { حتى لو كانوا قد أعادوا فتحه ، فأنا
لا أريد اللعب أصلًا }
والواقع أنّ تشو شو كان يفكر بالشيء نفسه بالضبط،
لكنه لم يعرف كيف يقولها من غير أن يبدو جبانًا
وضعت الفتاة جهاز الاتصال ، ثم أمسكت بكيس على
الطاولة وبدأت تمضغ ما بداخله
كان أبيض اللون ، وفيه عظام هشّة
شفتاها حمراء قانية ، وإحدى وجنتيها الشاحبة انتفخت وهي تمضغ
روح سون سيتشي قد خرجت من جسده بالفعل ،
وهمس بصوت مرتعش :
“ يبدو أنها تأكل إصبع .”
تشو شو: “…إنها أقدام دجاج مخللة .”
سون سيتشي: “ لا أظن أنّ أقدام الدجاج بهذا الحجم.”
تشو شو: “ توقف عن الكلام !”
بصقت الفتاة عظمة ، وكأنها تذكرت شيئ ، فقالت لتشو شو:
“ أوه .. غرفة الهروب عندنا لا تبدأ إلا بثمانية أشخاص .
العدد غير مكتمل الآن ، لذا سيتعين عليكما الانتظار قليلًا .”
تشو شو { هذا رائع ! كنت أنتظر مهرب كهذا }
وقال متصنّعًا الأسف وهو يخفي سعادته :
“ العدد غير كافٍ ؟! إذن لا بأس، سنذهب إلى متجر آخر
لو انتظرنا ، بالتأكيد لن نستطيع جمع ما يكفي من—”
لكن قبل أن ينهي كلمة ' الأشخاص ' أزيحت الستارة البلاستيكية فجأة
رن جرس باب معدّل خلف الطاولة، وابتسمت الفتاة قائلة:
“ يا لحظكما ! دخل زبائن الآن ؟”
{ يا لحظنا التعيس ! أي أحمق دخل هنا الآن ؟ }
و بينما يلعن في سره ، التفت تشو شو برأسه…
{ اللللعننننة !!! شيه وون !!!
ومعه ذاك الرجل العجوز لاو ماو من متجره }
حتى شيه وون بدا متفاجئًا قليلًا حين رأى المشهد
رفع حاجبه، وألقى نظرة متفحصة على المكان، ثم استقر بصره أخيرًا على تشو شو وقال:
“ ما الذي تفعله هنا ؟”
تشو شو: “… جئنا لنلعب .”
شيه وون ساخرًا : “ أحسنت اختيار مكان اللعب .”
لكن فجأة اهتز هاتفه في يده
خفّض بصره وابتعد عن تشو شو ثم فتح قفل الشاشة
أول ما فتح كان رسالة من دا جاو ، ولم يكن فيها سوى كلمة واحدة :
[ الرئيس؟ ]
شيه وون: “؟”
لم ينتبه إلا بعدما عاد إلى الواجهة الرئيسية، ليكتشف أن شياوجاو كانت قد أرسلت له رسالة قبل ساعة تخبره فيها
أن وين شي وشيا تشياو سيغادران المنزل لكن التوأم مُنعا من اللحاق بهما
وفوق ذلك، كان شيا تشياو قد بعث له رسالة قبل أربعين دقيقة:
[ الرئيس شيه مررنا للتو على معرض شيبينغ
المحل مقفل، ألم تعد إلى هناك ؟ ]
فكر شيه وون قليلًا ثم رد عليه :
[ لم أرَى رسالتك إلا الآن .
ذهبت مع لاو ماو إلى السوبرماركت لشراء بعض الأغراض ]
هو لم يُخبر وين شي عن بحثه المتواصل عن روحه ، لأنه إن فعل ،
فسوف يتورط مع وين شي أكثر… وسيصبح تركه أصعب بكثير
بعد أن أرسل الرد ، سأل :
[ ولماذا خرجتَ أنت وأخوك أيضًا ؟ ]
حين وصلته الرسالة ، كان شيا تشياو يسير بالفعل مع وين
شي في اتجاه شارع يونجين،
يتبعان الطائر الورقي الصغير الذي يرفرف أمامهما
و تمتم : “الحديث عن هذا طويل فعلًا…”
في البداية —— ، رغب وين شي في الخروج من البيت فقط
لأن فتاتين فيه ظلّتا تحدقان به بلا انقطاع
فخرج إلى الفناء الخلفي، و التقط القطة الصغيرة التي بقيت
ملتفة في صندوق لثلاثة أيام،
وأدخلها في جيبه بحيث يبرز رأسها فقط
ثم رمى خلفه جملة مختصرة : “أنا مشغول” وغادر
ولحسن الحظ، كان شيا تشياو سريعًا بما يكفي للحاق به
وإلا لكان هذا الجدّ القديم قد تاه في أزقة المدينة الحديثة
بلا وسيلة تساعده
كانت محطتهم الأولى هي المستشفى
وحين علما أن لاو سونغ قد خرج بالفعل ، اتجها إلى أطلال وانغتشيوان
و في وضح النهار ، لم تكن الأطلال بذلك القدر من الكآبة أو الظلمة
صحيح أنها ما زالت مكسوة بالغبار،
لكنها بدت نابضة بشيء من الحياة
وكما هو معتاد ، جلست الخياطة شو في ركنها،
تعمل على ماكينة الخياطة،
ويوجد بالفعل زبونان يتناولان الطعام في مطعم الأرز
بالشعيرية ، رغم أن وقت الغداء قد مضى
وعلى الجانب المقابل ، متجر القرطاسية بالجملة قد فتح
أبوابه مجددًا بعد إغلاق طويل،
وجلس لاو سونغ خلف طاولة المحاسبة
بشرته لم تكن على ما يرام بعد، فما زال وجهه منتفخًا بعض الشيء،
لكن شعره وثيابه مرتبَين، ولم يكن يبدو محطمًا كما كان داخل القفص
وقف شيا تشياو بجانب مطعم الشعيرية يراقب وين شي
وهو يتجه نحو الجدار بجوار متجر القرطاسية
أخرج القطة الصغيرة من جيبه ووضعها أرضًا،
ثم شبك ذراعيه واتكأ على الحائط في انتظار ما سيحدث
تعثرت القطة وتدحرجت إلى داخل متجر القرطاسية
و أطلقت مواءً خافتًا ضعيف
كان لاو سونغ منشغلًا بدفاتره، لكنه رفع رأسه فورًا،
وأرجع كرسيه إلى الوراء وبدأ يبحث في أرجاء المكان
و بعد لحظات ، التقط القطة من تحت أحد الرفوف
كان يعرف أطلال وانغتشيوان جيدًا ؛ يعرف أصحاب كل
متجر وحيواناتهم الأليفة إن وُجدت
وهذه القطة على الأغلب مجرد ضالة تسللت لسبب مجهول…
وربما كان الأمر قدرًا
لم يسبق لـ لاو سونغ أن اعتنى بمخلوق صغير هكذا من قبل،
فتوتر وهو يحملها
دار بضع لفّات حتى وجد صندوق فارغ ،
فرش قاعه بقطع النايلون الفقاعي ، ووضع القطة داخله قرب مكتبه
و بعدها —— أسرع نحو محل الخياطة شو
رفع صوته وهو يسألها:
“ السيدة شو، ألم تعتني بالقطط من قبل؟
قطة بهذا الحجم، هل تُطعم فقط الحليب؟”
أومأت برأسها وقالت:
“هاه ؟ أي قطة؟ هل ولدت قطة أحد المحلات وأعطوك إياها ؟”
عبث لاو سونغ برأسه بإحراج :
“ وجدتها .”
قالت :
“ وهل تنوي الاحتفاظ بها؟”
أجاب بحزم :
“ نعم .”
…
من بعيد، رأى شيا تشياو أخاه الكبير وهو يعتدل مبتعدًا عن الحائط
مدّ وين شي يده إلى ياقة قميصه، شدّها قليلًا ليدخل
الهواء، ثم خطا عائدًا باتجاه شيا تشياو
وهو يمر بجانبه ، ربت وين شي على كتف شيا تشياو دون أن يتوقف، ثم صعد على السلم الكهربائي
و قال: “ لنذهب .”
في الأصل، كان من المفترض أن تنتهي الأمور هنا
كان شيا تشياو يريد أن يجر أخاه الأكبر إلى المتجر
المتخصص المجاور لشراء هاتف،
لكنهم ما إن وصلوا إلى الطابق السفلي حتى عاد الطائر
الورقي الذي أطلقه وين شي قبل قليل من المستشفى ، حاملاً معه آثارًا من روح ون شي
وبالتالي —- ، تبعوا الطائر الورقي حتى شارع يونجين
ونزلوا درج لم يُستخدم منذ وقت طويل، ودخلوا ممرًا تحت الأرض
ومجدداً ، قدّم شيا تشياو هاتفه لأخيه الأكبر باحترام وقال:
“ غا ، الرئيس شيه سألنا ماذا نفعل بالخارج .”
ألقى وين شي نظرة عابرة على الشاشة ،
وصادف أن رأى الرسالة التي أرسلها شيه وون قبل قليل ،
فقلدّه كما هي دون أي تعديل ~ و قال : “ أخبره أننا خرجنا
لشراء بعض الأشياء ~ .”
شيا تشياو: “….”
{ كان ينبغي لي أن أتعلم من المرة السابقة في معرض شيبينغ ..
أن وين غا فعلًا مهمل جدًا عندما يتعلق الأمر باختلاق الأعذار }
لكن عندما فكر بالأمر ، كان ذلك منطقيًا
لم يكن بإمكانها ببساطة أن يقولا للآخرين أنهما خرجا
للبحث عن روح وين شي
لذا أطاع شيا تشياو وكتب : [ نحن أيضًا خرجنا لشراء بعض الأشياء ]
ولكي يبدو الأمر أكثر واقعية ،
أضاف التلميذ الشاب تشياو : [ نحن الآن في منطقة بيع الإلكترونيات . أري أخي بعض الهواتف ]
بعد وقت قصير ، جاء رد شيه وون
عرض شيا تشياو الرسالة باحترام على أخيه الأكبر مجدداً ،
[ حسنًا ، أراكما الليلة ]
—————
تشو شو جالس متخشبًا في متجر سانمي كقطعة خشب ،
وهو يراقب شيه وون يتبادل الرسائل النصية بهدوء مع شخص ما
وبينما يشعر بانقباض قلبه، حاول أن يجد فرصة ليتكلم
وبعد أن انتهى شيه وون من إرسال رسالته ، أعاد هاتفه إلى
جيبه وسأل الفتاة خلف الطاولة بأدب :
“ كيف ندخل الغرفة ؟”
كانت الفتاة ما تزال تقضم وتكسر بأسنانها ذلك الشيء
الأبيض المرعب ،،، بصقت عظمًا آخر وقالت :
“ يدخل ثمانية أشخاص معًا . أنتم أربعة الآن ، لذا عليكم الانتظار قليلاً .
يمكنكم الدخول عندما يكتمل العدد .”
اغتنم تشو شو الفرصة ليقول :
“ من يعلم كم سنضطر للانتظار ... انسوا الأمر ، سنـ…”
لكن قبل أن تخرج كلمات ' نرحل أولاً ' من فمه ، رن جرس الباب من جديد
أزاح أحدهم الستارة البلاستيكية للمرة الثالثة ——-
استدار شيه وون ولاو ماو —- اللذان كانا من المفترض أن
يكونا في السوبرماركت، فالتقيا وجهًا لوجه مع وين شي وشيا تشياو —-
اللذين كان من المفترض أنهما يبحثان إلى الهواتف ~~~~~
المتسوقون في السوبرماركت: “…”
مشترو الهاتف: “…”
عدّت الفتاة خلف الطاولة بدقة : “ ما زلتم ناقصين شخصين .”
وما إن قالت ذلك حتى دوّى رنين آخر ، وانزاحت الستارة
البلاستيكية للمرة الرابعة ~~~
تشو شو قد أصيب بالخدر بالفعل ——
وبلا أي رغبة في الحياة ، نظر ليرى الشخصين اللذين دخلا
بعد وين شي—أحدهما ذا بشرة داكنة ، والآخر ذو وجه مربع
لم يكونا سوى الشابين من عائلة تشانغ، دا دونغ وهاوزي ،
اللذين أوكلت لهما تشانغ لان مهمة ما
وكانا قد تخلصا من تشو شو في الشارع في وقت سابق —-
القدر — حقًا ما أروعه بكلمات قليلة ~ —-
يتبع
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه 😭😭😭😭
معنى لقب هاوزي = فأر
يمه متت هههههههههههههههههههههههههه
ردحذف