القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch39 بانغوان

 Ch39 بانغوان




: “ اللعنة !” و قفز دا دونغ نحو النافذة وتشبّث بحافتها ، 

مطلاً إلى الأسفل


كان شيا تشياو قد ركض هو أيضاً ، لكن دا دونغ أزاحه جانباً


في عيني دا دونغ — أي شخص يملك مستوى قريب من قوة 

معلمه يُعدّ وجوداً هائلاً


وكان هذا التلميذ الأكبر لعائلة شين بوضوح واحداً من هؤلاء

و مع وجود شخص كهذا يشرف على الوضع ، شعر دا دونغ 

ببعض الأمان


لقد عثر أخيراً على ' فخذ ذهبي ' يتمسّك به

ولم يكن يريد أن يتذوّق طعم الخسارة بهذه السرعة


( ' فخذ ذهبي ' التمسك بفرصة رائعة أو شخص مذهل لتجاوز المستويات )


لكن ذلك لم يمنع الفخذ الذهبي من البحث عن المشاكل 

بنفسه ؛ لم يكن هناك مكان لا يجرؤ على القفز إليه 


شحب وجه دا دونغ :

“ انتهى الأمر… انتهى الأمر ...”


ارتعد شيا تشياو من ردة فعله وقال بقلق:

“ لا تنحس غا ، لماذا تقول انتهى ؟”


قال دا دونغ بجدية بالغة :

“ توجد مناطق خطرة كثيرة داخل القفص ، خاصة 

المختومة أو المجهولة . 

لا يمكنك أن تتصرف بتهور ما لم تكن مُلمّاً بالوضع جيداً . 

من السهل أن تقع في طريق مسدود أو في حلقة لانهائية ، 

لتُحبس إلى الأبد دون مفر . 

ألم يخبركم معلمكم بهذا من قبل ؟ 

هذا شيء يخبر به كل معلم تلاميذه .”


كان شيا تشياو يعرف أن وين شي قوي جداً ، 

بل ربما أقوى من أي معلم على قيد الحياة


ومع ذلك — لم يسعه إلا أن يشعر ببعض القلق بعد سماع كلام دا دونغ


إذا مددت يدك خارج النافذة ، فلن ترى أصابعك ؛ 

كان الظلام حالكاً كأنه مغموس في حبر كثيف


حتى نور الغرفة لم يستطع اختراقه


لم تكن عتمة الليل المعتادة ، بل فراغاً صرفاً — لا شيء 

موجود هناك ، ولهذا بدا كبحر من السواد


أخرج شيا تشياو النصف العلوي من جسده عبر النافذة، 

لكن دا دونغ جذبه بعنف للداخل و وبخّه :

“ هل نسيت ما قلته لك للتو ؟ 

هل تملك ذاكرة سمكة ؟!”


شيا تشياو بقلق وعلى وجهه علامات الاضطراب:

“ لا يمكنك حتى رؤية الأسفل من هنا .”


تمتم دا دونغ:

“ بالطبع ، لهذا السبب كنت أصرخ : انتهى الأمر .”


واجه شيا تشياو النافذة ونادى " غا " عدة مرات ، 

لكنه اكتشف أن صوته يتلاشى قبل أن يصل لأي مكان


كان مكتوماً ومختنقاً، حتى أنه لم يعد يشبه صوته


برد الدم في عروقه أكثر فأكثر


هذا الإحساس ذكّره بشيء —- في كل مرة يدخل فيها قفصاً ، كان يسير قليلاً ، 

ثم يختفي الذين بجانبه بلا أن يشعر


كل شيء كان مخيفاً وشريراً للغاية


اتكئوا على حافة النافذة وركزوا السمع طويلاً ، لكنهم لم يسمعوا أي رد


بدأ شيا تشياو يفقد صبره

استدار في مكانه ، ملامحه متجعدة بقلق ، وقال:

“ لا يصلح هذا… ربما عليّ أن أقفز أنا أيضاً ، لا أستطيع أن أدع غا يهلك وحده .”


دا دونغ: “…”

“ هل تسمع نفسك ؟ هل كلامك معقول ؟ 

هل يجب أن تهلكا معاً أيضاً ؟”

بدأ يشد شعره باضطراب ، والقلق ينهش صدره

تسللت نبرة سخط خفيفة إلى صوته وهو يقول :

“ يبدو أنه شخص ثابت وهادئ ، فلماذا صار من النوع الذي 

ينفجر بصمت ؟ لم يترك حتى خيط نجاة قبل أن يقفز !”


وبينما هو يتذمر ، جاء صوت آخر——- :


“ لقد ترك خيط نجاة . 

أنتم مررتم به خمس أو ست مرات ذهاباً وإياباً ، ولم يره أحد منكم . 

أخبروني إذن، من الذي يبدو أكثر تهوراً هنا ؟”


استدار دا دونغ —- فرأى شيه وون يتحدث


كان متكئاً بجانب النافذة ، وذراعاه معقودتان على صدره


الطاقة الرطبة الكئيبة في الخارج قوية جداً ، كافية لتجعل 

الأجساد تقشعر بالبرودة


وما إن أنهى كلامه حتى رفع يده إلى أنفه وبدأ يسعل ، 

وفي غمضة عين بدا وجهه الشاحب أضعف مما كان — 


هذا الشخص كان يتحدث دائماً ببطء وتهذيب ، 

لكن أي أذن يمكنها أن تلتقط بوضوح نبرة الاستياء المختبئة في كلماته


لكن هذا النوع من النبرة الساخطة كان غريباً للغاية


لسببٍ ما، كان يحمل نبرة شخصٍ مسنّ ، بل مسنٍّ بعيدٍ جداً


ارتبك دا دونغ على حين غرة ، وكاد ينحني برأسه اعترافاً 

بخطئه كرد فعل


ولحسن الحظ كانت إرادته قوية بما يكفي ليردع نفسه قبل 

أن ينفذ تلك الحركة فعلاً


سحب نفساً بارداً من بين أسنانه ، ورغب أن يردّ على شيه وون

لكنه شعر في الوقت نفسه أن الجدال الآن لن يكون فكرة جيدة


وفي النهاية —- شيا تشياو هو من دفع الجميع جانباً واندفع ليسأل بتوتر :

“ الرئيس شيه غا ترك شيئاً خلفه ؟ أين هو؟”


أشار شيه وون إلى زاوية إطار النافذة


اقترب الجميع وألقوا نظرة ، ليكتشفوا خيط قطني أبيض هناك


الخيط رفيع للغاية ، وقد انحشر في شق صغير من إطار النافذة ، 

بينما بقي الجزء الآخر منه متدلّياً بمحاذاة الجدار ، متماهياً مع بياضه ،


لولا أن نسمة عابرة هبّت في تلك اللحظة ، وجعلت الجزء 

المعلّق يتأرجح مع ظله في الهواء ، لكانوا على الأرجح 

سيستغرقون وقتاً طويلاً في البحث عنه


قال شيا تشياو بارتياح : “ إنه خيط دُمية!”


في تلك اللحظة ، شعر دا دونغ بحرارةٍ تتصاعد إلى وجهه الأسمر


فبصفته محرّك دمى ، كان عليه أن يكون الأكثر حساسيةً 

تجاه خيوط الدمى


ومع أن ذلك الشيء كان مثبتاً أمام عينيه مباشرةً ، 

إلا أنه لم يلاحظه إطلاقاً ، 

ليكون هذا ' المبتدئ ' شيه وون هو من وجّهه إليه


فرك وجهه وقال بضعف :

“ يا له من رعب… طالما أنه ترك لنفسه طريقاً للعودة ، فالأمر بخير .”


ثم سرق نظرة خفية إلى شيه وون، لكنه أدرك أن الآخر لم يكن حتى ينظر إليهم


لم يكن شيه وون قريباً من عائلة تشانغ


وبالأدق ، لم يكن قريباً من أي أحد


هذا ما سمعه دا دونغ قد من قبل، لكنه لم يعاشر شيه وون كثيراً


وهذه هي المرة الأولى التي يجد نفسه في مكانٍ واحد مع 

هذا الرجل لفترة طويلة


ومن خلال ملاحظته السطحية ، بدا له أن شيه وون ' لا ينظر 

إليهم ' بنسبة ثمانين في المئة من الوقت ، 

أو ما يُعرف عادةً بـ ' التكاسل ' 

وأكثر ما يميّزه هو سعاله المستمر —


والآن ، كان مثالاً واضحاً على ذلك


لم يركض ، ولم يقفز ، ولم يحمل أوزاناً ثقيلة


كل ما فعله أنه اتكأ بجانب النافذة ، محدقاً بعينيه نحو 

الخارج… لا —- بل بدقة أكبر ، محدقاً في الظلام الممتد أسفله


وهكذا ، فجأة ، اشتدّ سعاله المكتوم بشكلٍ حاد —- ، 

ولم يتوقف إلا بعد فترة طويلة —- ، 


انتقده دا دونغ { لو لم تكن تعلم الحقيقة ، لظننت أن شيه 

وون قد أنجز سراً أمراً شاقاً }


لكنه لم يجرؤ على البوح به بصوت مسموع


فالهالة التي تحيط بشيه وون، ذاك الذي خفَض عينيه 

محدقاً عبر النافذة، كانت هالةً تجعله صعباً على الاقتراب أو الإزعاج


و طال نظر شيه وون عبر النافذة ، حتى ضحك فجأة ضحكة 

مبهمة وسط سعاله المكتوم

ثم أبعد بصره بعيداً عن النافذة نحو داخل الغرفة ، 

وكأنه رأى شيئاً مثيراً للاهتمام ،


انتُشل دا دونغ من شروده بدهشة ، ولم يدرك إلا لتوه أنه 

كان يحدّق طويلاً بهذا 'المبتدئ المريض ' بنبرة شخص لا 

يجرؤ حتى على رفع صوته


{ ما اللعنة التي أصابتني؟! }

لعن نفسه في سرّه ، ثم تبع خطّ بصر شيه وون


وهناك ، وقعت عيناه على مشهدٍ غريب—


الخيط القطني الذي تركه كبير تلاميذ عائلة شين مشدوداً 

في إطار النافذة… تحرّك فجأة ، 

وكأن أحداً قد جذبه من الطرف الآخر ، فشدّته القوة ليصبح متوتراً



ظن دا دونغ أن كبير تلاميذ عائلة شين سوف يزحف إلى 

الأعلى خلال ثوانٍ قليلة مسترشدًا بذلك الخيط ، لكن ذلك لم يحدث


الخيط الذي بدا كحريرٍ فضّي اللون ، بدأ فجأة يتحرك بمهارة ، 

فالتف الجزء المعلّق ليكوّن خطوطًا تحدد شكلًا معينًا


و على الأرجح بسبب التعبير الغريب على وجه دا دونغ

انتبه شيا تشياو والجميع إلى هذا المشهد


قال سون سيتشي بحذر وهو يرى أن الخيط قد اتخذ شكل ما :

“ ما… هذا الشكل ؟”


دا دونغ ارتسم على وجهه تعبير غريب مشوّه : “ ورقة شجرة القيقب ؟

هذا لا يمكن أن يكون صحيح ، إنها أطول من ورقة القيقب .”


تشو شو : “ يد !”


: “ فعلاً يبدو أنها يد ”


حينها بدأ الفهم يتضح لديهم ، فازداد الجو غرابةً أكثر


لأن طول الخيط لم يكن كبيرًا فعليًا ، كان شكل اليد أيضًا 

صغيرًا بعض الشيء


كيف يمكن وصف ذلك… كان لافتًا ولطيفًا بطريقة ما


ثم، تلك اليد الصغيرة أشارَت إليهم بالإيماء


قال دا دونغ:

“…ما رأيكم ، ما معنى هذا الشيء؟”


أجاب تشو شو :

“ أعتقد أنه يوجّهنا إلى هناك .”


دا دونغ:

“ إلى أين هناك ؟”


تشو شو :

“ أليس واضحًا ؟ إلى الأسفل .”


صمت سون سيتشي للحظة ، مذهولًا

“ كيف نفعل ذلك ؟”


تشو شو :

“ القفز بالتأكيد .”


صمت الجميع للحظة ، وأعينهم مركّزة على تلك اليد ، ثم 

قال دا دونغ فجأة:

“ لماذا يبدو هذا مخيفًا هكذا ؟ 

أخوك … يبدو كشخص بارد الطباع ، ومع ذلك يفعل شيئًا كهذا ؟”


صمت شيا تشياو قليلًا ثم هز رأسه سريعًا وقال :

“ لا لا لا، هناك شيء خاطئ بالتأكيد ، غا ليس هكذا .”


لكن بمجرد أن قال ذلك ، سُمِع صوت شيه وون:

“ إنه هو "


 : “ من ؟؟؟” دار شيا تشياو برأسه بارتباك


ألقى شيه وون نظرة خاطفة إلى اليد ثم أبعد وجهه وسعل عدة مرات

وعندما عاد برأسه ، بدا في عينيه ابتسامة خافتة ، 

لكنها خفتت قليلًا ثم رفع عينيه وتحدث :

“ من غيره ، إنه أخوك .”


: “ هل أنت متأكد ؟؟؟” كان شيا تشياو لا يزال يحدّق باليد، غير مصدّق


شيه وون :

“ متأكد .”


لاو ماو من الأشخاص الذين يطيعون رئيسه دائمًا

ومع إشارة من شيه وون ، توجه لاو ماو بالفعل إلى النافذة ، 

وبدا من وضعه أنه على وشك القفز إلى الأسف ،


سحبه دا دونغ للخلف وقال لشيه وون باستغراب :

“ كيف تعرف ذلك ؟”


{ كيف أعرف ؟

لقد علّمته هذا بنفسي }



لكن بصراحة ، لم يكن ' تعليمًا ' حقيقيًا ، بل كان إقناعًا خادعًا


كان وين شي في صغره هادئًا جدًا ، لأنه طوال فترة طويلة ، 

كان هناك دائمًا من يصفه بـ ' الروح الشريرة '


التلاميذ المباشرون الذين عاشوا على الجبل عدّلوا 

سلوكهم بعد توبيخ تشين بوداو لهم 

ولم يذكروا شيئًا كهذا مجدداً 


لكن هناك الكثير من الناس عند سفح الجبل ، ولم يكن 

بالإمكان كبح الإشاعات السخيفة


وبدون جدوى ، كان دومًا هناك أشخاص لا يعرفون الحقيقة ؛ 

ينقل شخص كذبة لعشرة أشخاص ، فيتحول هؤلاء العشرة 

إلى مئة ، 

و جميعهم يهمسون بنفس الأمور المزعجة


وكان هناك دائمًا بعض الشائعات التي تصل إلى أذن وين شي


في صغره ، كان ذكيًا وعنيدًا جدًا


يخبئ كل ما يسمعه بعمق في داخله ولا يعبر عنه أبدًا


لكن بعد أن ينهي مهماته في تحريك الدمى ، كان يجلس 

يغيظ نفسه قليلًا على أعلى صخرة في شرفة أشجار الصنوبر ، 

مداعبًا ريش الدابنغ ذو الجناح الذهبي


في الماضي لم يكن هناك حدّ لعدد الدمى التي يمكن أن 

يطلقها تشين بوداو


وعندما يحتاج إلى واحدة ، كان يُخرجها بلا مبالاة بحركة إصبع ؛ 

كان يستطيع التحكم في أي شيء وتوجيهه


ورقة ، غصن ذابل ، زهرة ، حتى ندفة ثلج —حركة بسيطة 

خلف ظهره كانت كافية لخلق دمى تستطيع تحريك الجبال 

وقطع الأشياء


لم يكن يحتاج حتى إلى خيط في معظم الأحيان 


لاو ماو أول دمية تبقى بجانب وين شي بشكل دائم ، 

وكل ذلك من أجل إقناع وتهدئة تلميذه الصغير الباكي

ونتيجةً لذلك ، كان أول ظهور لـ ' دابنغ ذو الجناح الذهبي ' 

المهيب — الذي يستطيع برفرفة جناحيه تحطيم جبل كامل ، 

ويحمل مخالب تشبه السكاكين ، ويبعث رهبة كبيرة — على 

شكل طائر صغير يُصدر صوت صرير ، لم يكن حتى بحجم 

نصف كف اليد 

( يعني لاو ماو أساساً هو الدمية الدابنغ 

— وايش سبب صنعه ؟ ch27 )


في الواقع لم يكن مفهوم ' النمو ' موجود حقًا بالنسبة للدمية


الشكل الذي تُمنح عليه عند الإنشاء هو الشكل الذي من 

المفترض أن تبقى عليه


ومع ذلك ، حصل هذا الدابنغ ذو الجناح الذهبي على تجربة 

النمو تدريجيًا بطريقة غير متوقعة


يتذكر لاو ماو ذلك جيدًا : في ذلك الوقت ، اضطر للتنكر 

على شكل كرة صغيرة من الريش


كان وين شي أيضًا صغيرًا جدًا 

و بفضل بشرته الشاحبة البيضاء جداً ، بدا وكأنه شخص صغير مصنوع من الثلج


وقف لاو ماو على كتف ' رجل الثلج ' وغفا 


( لاو ماو يشبّه وين شي برجل ثلج بسبب بياضه وبروده وإنه مايتكلم )


لكن قبل أن يتمكن من القيلولة طويلًا ، كان ' رجل الثلج '

دائمًا يلتقطه ليداعب رأسه


في طفولته ، لم يكن وين شي يحب الكلام ، لكنه يمتلك 

العديد من العادات الصغيرة التي تظهر عندما يكون 

غاضب ، أو سعيد ، 

أو عندما يرغب في نوع معين من الطعام لكنه لا يعترف بذلك ، 

أو عندما يشعر بالإحراج ،


كانت كلها تصرفات لا واعية ، هو نفسه لم يكن يدركها ، 

لكن تشين بوداو كان يراها بوضوح كامل


ومع ذلك ، لم يقل لاو ماو شيئ ، بل استمر في أداء دوره 

كطائر صغير قادر على النمو بحرص واجتهاد


كان وين شي يرفض بحزم التحدث بلغة البشر


لكن تشين بوداو كان مختلف 


كان يستمتع بإغاظة تلميذه الصغير


و بين الحين والآخر ، كان تشين بوداو يكشف عن إحدى 

عادات وين شي الصغيرة عن طريق نبرة صوت تقول ' لقد كشفتك مجددًا '


كانت بشرة ' رجل الثلج ' ناعمة وسريعة الاحمرار في كل مرة يحدث فيها ذلك


وبما أنه لم يكن قادرًا على التفوق على تشين بوداو ، لم يكن 

أمامه سوى إمالة رأسه إلى الخلف ومواجهة هذا الشيفو بصمت


وبعد أيام ، كان يتوقف عن تلك العادة الصغيرة بهدوء


وبعد أيام قليلة ، تظهر عادة جديدة —-


هكذا وُلدت عادة وين شي في تدليك رأس دابنغ ذو الجناح الذهبي واستمرت لفترة طويلة


خلال تلك الفترة ، كان لاو ماو ممتنًا دائمًا لكون الدمى

 لا تصاب بالصلع على الأقل 


ومع ذلك ، لا يدوم غضب وين شي أكثر من نصف يوم ثم 

يشغله تشين بوداو بعدة طرق


أحيانًا يعلّمه شيئًا جديد ؛ 

وأحيانًا يشتري له طعامًا لذيذ يثير شهيته ؛ 

وأحيانًا يرفع طرف كمّه ليخرج بعض القطط والجراء

تتصارع وتلعب ثم تتوجه بصخب نحو وين شي لتشمّه



في الماضي ، شهد لاو ماو شخصيًا خمس قطط تتشبث 

بملابس وين شي وتتسلقه كأنه شجرة


وفي الوقت نفسه ، لم يجرؤ وين شي على تحريك أي عضو 

وهو يحدق في تشين بوداو


كلمات مثل ' روح شريرة ' و ' شيء قذر ' كانت تتلاشى بعيدًا عن ذهنه


و على الجانب الآخر ، يكون تشين بوداو دائمًا إما يغلي 

الشاي أو يحضّر نبيذ الصنوبر ، 

متكئاً على يده وهو يشاهد العرض من المقعد الخشبي


على أي حال ، كان في الأساس يمازح وين شي ويُدلَّله في الوقت نفسه


و منذ طفولة وين شي بدأ تشين بوداو يأخذه معه إلى الأقفاص ، 

وكان لاو ماو حاضرًا أيضًا


غالبًا تشين بوداو يتجول في المقدمة ، و وين شي يتبعه عن كثب ، 

ولاو ماو لا يزال واقفًا على كتفه 


و في شبابه ، كان وين شي يحب الحفاظ على تعبير ساخط على وجهه ، 

سواءً أثناء ممارسة تحريك الدمى أو أثناء المشي حتى ،


كان دائمًا يخشى أن يدوس على أكمام تشين بوداو الطويلة والخفيفة ، 

لذا كان يظل هادئًا ومركزًا للغاية حتى أثناء المشي ——


ومع ذلك ، لم يصلوا أبدًا بعيدًا حتى يمد تشين بوداو يده لوين شي ليُمسكه ، 

حتى لا يتعثر أو يختفي لحظة الطيش أو الإهمال 


ربما وقع هذا الحادث في المرة الثالثة التي أخذ فيها تشين 

بوداو وين شي إلى قفص


لم يستطع لاو ماو تذكر تفاصيل القفص جيدًا ؛ كل ما 

يتذكره هو وجود منطقة ميتة بداخل هذا القفص


المناطق الميتة أماكن يمكن أن تحاصر التلميذ البانغوان 

وتقتله إذا لم يكن متيقظًا حذراً


أحيانًا تكون هاوية أو فراغ ضيق ، 

وأحيانًا مجرد خزانة أو بئر جاف


ولأسباب خاصة ، تتحول تلك الأماكن إلى مناطق معادية

وشريرة جدًا داخل القفص


في ذلك الوقت ، لم يكن وين شي يعرف أي شيء عن ذلك، 

وكاد أن يخطو في إحدى المناطق الميتة لكن تشين بوداو أمسكه فوراً


و بعد ذلك ، لعدة أشهر تقريبًا ، لم يعد تشين بوداو يأخذ 

وين شي معه إلى أي قفص آخر


لم يعد وين شي يحتمل الأمر

كانت فيه روح الاستقلال الشرسة والوحدة ، ولم يحب إزعاج الآخرين ، 

لذا كلما رغب في شيء أو أراد القيام به، لم يكن يستطيع 

التعبير عنه بصوت عالٍ


كل ما كان يفعله هو التحديق دون اكتراث بتشين بوداو 

بعينين سوداء كثيفة


ظل ينظر إلى تشين بوداو هكذا لمدة ثلاثة أيام متواصلة —-


في النهاية—- ربّت تشين بوداو برفق على رأسه وقال: “ تحدث .”


كتم وين شي نفسه لبعض الوقت ثم تمكن من إخراج 

الكلمات : “ ألن تغادر ؟”


نظر تشين بوداو إلى قمة رأس وين شي وشعر برغبة غامضة في الضحك


بعد لحظة ، ربت على رأس وين شي وقال: “ في هذا العمر 

الصغير ، وأنت لم تبلغ حتى ارتفاع ساقي بعد — هل 

ستتولى مسؤولية كل شيء ، بما في ذلك ما إذا كنت أنا 

سأغادر الجبل أم لا ؟”


و مجدداً ، لم ينطق وين شي بكلمة لفترة طويلة  …. ثم رد : 

“ لا "


كان التقدم في حد ذاته هو أن يتحدث وين شي بمبادرة منه


لذا في النهاية لم يجعل تشين بوداو الأمر صعبًا عليه ، 

وضرب على الوتر الصحيح فيما يتعلق بأفكار وين شي : 

“ هل تريد الدخول إلى القفص ؟”


أومأ وين شي برأسه


تشين بوداو: “ عليك أن تتعلم شيئًا أولًا .”


رفع وين شي رأسه : “ ماهو ؟”


تشين بوداو: “ في المرة القادمة التي تدخل فيها القفص ، 

مهما كان المسار الذي تسلكه أو الغرفة التي تدخلها ، 

يجب أن تترك خلفك خيط دمية .” أراد تشين بوداو أن 

يجعل كلامه أكثر جدية وإرهابًا قليلًا ، لكنه اكتفى بذلك


وين شي هو من سأل بتفصيل أكثر : “ ما الفائدة من ترك الخيط ؟”


تشين بوداو: “ إذا ضعت ، يمكنني تتبع الخيط لأجدك .”


وافق وين شي على هذا الطلب بسهولة ، وامتثل لرغبة 

معلمه في تجربة الأمر على الفور


و أطلق خصلة من خيطه قبل أن يخرج من الغرفة ويغلق الباب


صوته ، الذي لا يزال يبدو طفوليًا بعض الشيء ، مكتومًا 

خلف الباب : “ هكذا ؟”


نظر تشين بوداو إلى خيط الدمية النظيف على الأرض وسخر منه : “ خيطك ساكن تمامًا . إذا لم ينتبه أحد ، سيدوسه مباشرةً .”


وقف لاو ماو على منصة الطائر يراقب بصمت هذا الهراء ، 

بينما الخيط يملك طاقة روحية وفيرة ؛ أي شخص حساس 

روحيًا كان سيلاحظه فورًا ، فضلاً عن تشين بوداو


سكت التلميذ الصغير خارجًا للحظة ثم همهم بـ “ أوه”


و بعد ذلك ، ارتفع خيط الدمية على الأرض كأفعى صغيرة 

وهز نهايته صعودًا ونزولًا


متكأ على رأسه — استمتع تشين بوداو بالمشهد قليلًا ثم 

تكلم مجدداً : “ لا يزال غير بارز بما فيه الكفاية .”


كان لاو ماو على وشك أن يدحرج عينيه ~~


سكت التلميذ الصغير مجدداً خارج الباب


وبعد بعض الوقت ، بدأ خيط الدمية يتحرك مجدداً 

تتشكل على هيئة يد تقريبًا بحجم كف وين شي نفسه ، 

ثم بدأ يلوح بجنون لتشين بوداو 


كان يلوح كثيرًا جدًا ، مما جعله يبدو حيًّا للغاية

حتى تشين بوداو فوجئ قليلًا


و مع انحناء إصبعه ، فتح الباب بصوت صرير


خلف اليد الملوحة بحيوية كان وجه وين شي الخالي من التعبير


ضحك تشين بوداو منخفضًا لفترة طويلة ثم نهض واتجه 

نحو المدخل

وعند مروره ، أنزل يده وربّت على رأس تلميذه الصغير  :

“ سأأخذك إلى أسفل الجبل .”


وين شي: “ لدخول القفص ؟”


تشين بوداو: “ لتناول شيء .”


منذ ذلك الحين ، كل مرة يدخل فيها وين شي إلى قفص ، 

كان يترك دائمًا خيط دمية خلفه إذا ذهب بمفرده


حتى بعد أن كبر من كرة صغيرة إلى مراهق ثم شاب ؛ 

وحتى بعد أن علم أن كل هذا مجرد مزاح من تشين بوداو 

— رغم أنه أصبح أكثر تحفظًا ونصف متحمس في الإشارة ، 


إلا أن هذه العادة لم تتغير أبدًا …….


حتى بعد أنه فقدانه للذاكرة ……


يتبع


تدرون في الفصل ١٦ كان مكتوب : { تفاجأ لاو ماو حتى كاد يرفرف بذراعيه }

😀 ولا شكيت إنه دميه 😃😃😃😃 كان تلميح إنه طائر ولا جا ف بالي حتى 😭


  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي