القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch44 برج الأبروش

 Ch44  برج الأبروش




على الرغم من أن تشن جيايو قال أنه لا داعي للعجلة ، 

إلا أن فانغ هاو دفع السيارة إلى أقصى سرعة مسموح بها في 

المسار السريع للطريق السريع ،،،،

وفي مثل هذا الوقت من الليل ، لم يستغرق الوصول إلى 

شوانغجينغ سوى أربعين دقيقة ،،

لقد بدأ بالاستماع إلى كتاب صوتي ، لكن بعد منتصف 

الطريق أدرك أنه لا يركز فيه ، فأطفأه ببساطة ،،،


تذكر فانغ هاو الأيام الأولى بعد نقله إلى مطار داشينغ ، 

حين انتقل ليسكن بالقرب من المطار — بعيدًا عن المدينة ، 

مما جعل المواعيد أو اللقاءات الاجتماعية أمرًا غير مريح ،

آنذاك ، شارك نظرية مع أصدقائه ، وصاروا يمازحونه 

ويسمونها “قاعدة الساعة الواحدة”

ومعناها : إن كان هناك شخص يجعله يقود ساعة كاملة إلى 

قلب المدينة ليلتقِ به ، فهذا يعني أنه شخص يستحق العناء حقًا

وتذكر كيف أنه قبل لقائه الثاني بـ ' غو تشون ' كان مترددًا 

طويلًا بسبب طول المسافة ، ولم يتم اللقاء إلا بعد أن وافق 

غو تشون أن يقابله في منتصف الطريق ، خارج حدود المدينة


أما الآن ، وهو يفكر في وضعه الحالي — إذ أنه قد استحم ، 

وغسل أسنانه ، وهمّ أن يتمدد على سريره — فإذا به يقود 

سيارته متجهًا نحو المدينة عند منتصف الليل ، فقط بسبب 

مكالمة هاتفية من تشن جيايو ،


يقود في عتمة الليل نحو الأضواء ، تحت السماء المليئة بالنجوم ، 

دون أن يطالبه الآخر بشيء ،

هو من فعل ذلك طوعًا ؛ تشن جيايو لم يطلب منه المجيء أصلاً ،

هذه إشارة واضحة إلى مقدار ما يعنيه له ، وكم يفتقده ، 

بل وربما كم يحبه بعمق ،

حين يكون تشن قويًا ، كان فانغ هاو يُعجب به ،

وحين يكون هشًّا ، قلبه ينفطر لأجله ، 

ذلك الرجل عرف كيف يتسلل إلى أعماقه ، ويصيب أوتار قلبه الحساسة بدقة ….


حين خطا فانغ هاو إلى شقة تشن جيايو ، أول ما شعر به 

هو البرودة — برودة في الجو وبرودة في المكان نفسه ،

الشقة بدت خالية ، والفراغ فيها جعل الإحساس بالبرودة أشد وقعًا


بكين قد فعّلت بالفعل نظام التدفئة المركزية للموسم ، 

ومع ذلك ، بدا منزل تشن كأنه يسبح في صقيع


رحّب به تشن وأشعل فورًا إنارات غرفة المعيشة ،

لم يبدُ أنه متأثر بالبرد ؛ و يرتدي ملابس منزلية بسيطة : قميص قطني، سترة بسحّاب ، وبنطال رياضي ،

بدا وكأنه استحم للتو هو ايضاً ، شعره ناعمًا منسدل بخلاف 

مظهره المعتاد المنسق بعناية


ارتعش فانغ هاو قليلًا وهو يسحب عنقه داخل ياقة سترته 


سأله تشن جيايو:

“ هل تشعر بالبرد ؟”


فرد فانغ هاو:

“ ألم تعمل التدفئة عندك بعد ؟”

كان يشعر ببعض الحرج ، إذ لم يكن متأكدًا إن كان عليه أن 

يخلع معطفه السميك أو يبقيه، خاصةً أنه لا يرتدي سوى 

قميص قطني خفيف


اقترب تشن جيايو ليتفحص أنابيب التدفئة ، وبعد أن لمسها للحظة قال:

“ إنها دافئة ، إن شعرت بالبرد، يمكننا تشغيل المكيّف على التدفئة .”


تساءل فانغ هاو بدهشة { هل يعقل أنه لم يلاحظ هذا 

الصقيع في غرفة المعيشة طوال الأسبوعين الماضية ؟ 

يبدو …. الأمر غريب }


وبينما تشن منشغلًا بفحص التدفئة ، اغتنم فانغ هاو 

الفرصة ليلقي نظرة على غرفة المعيشة ، لم تكن كما تخيّلها


صحيح أنها نظيفة ، لكنها بدت فارغة أكثر من اللازم — 

أشبه بصالة عرض مرتبة بإتقان ، تخلو من أي لمسات 

شخصية أو علامات حياة حقيقية


سأله فانغ هاو بدهشة :

“ منذ متى وأنت تسكن هنا ؟”


شعر تشن جيايو بأن فانغ هاو يقصد ما وراء السؤال ، فأجاب بهدوء :

“ أكثر من عام بقليل . المكان فارغ بعض الشيء ؛ ليس فيه 

ما يلفت ، ولهذا لم أدعُك من قبل .”


فكر فانغ هاو لحظة ، ثم قال:

“ إذن… كنت تقيم بالقرب من المطار ؟”


تشن جيايو:

“ كانت لي شقة هناك ، لكنني أجّرتها . أما معظم أغراضي… 

فهي في القبو الآن . لم أرتبها منذ أن انتقلت .”


لديه صور وميداليات وتذكارات أخرى ، لكنها معروضة الآن 

في منزل والديه ، 

وكان الأمر يحمل شيئًا من المفارقة ، إذ أنه طوال ثلاثين 

عامًا لم يتأكد من نفسه بعد إن كانت تلك الأشياء تعني له 

الكثير ، أم أنها تعني لـ والده أكثر ، 

ولم يدرك ذلك إلا بعد أن غادر شقته القريبة من المطار ، 

حين أصرّ تشن تشنغ على أن يضع ميداليتين من إنجازاته 

في غرفة المعيشة ، عندها أدرك فجأة وقال لوالده :

“ أبي، يمكنك أن تأخذها كلها .”


واستعاد الآن ذلك الموقف ، فشعر بضيق مكتوم ، لكنه

تمالك نفسه ، ودفع باب غرفة النوم قائلاً :

“ غرفة المعيشة باردة بعض الشيء ، ما رأيك أن نجلس في 

غرفة النوم ؟ سأجلب بطانية .”



جلسا لمشاهدة فيلم كوميدي تجسسي ، 

فإذا بالمصادفة تحمل مشهدًا عنيفًا لمطاردة جوية بين 

طائرات خاصة تتبادل إطلاق النار ،،

كان فانغ هاو غارقًا في متابعة الأحداث ، لا يعلم ما يحدث 

في صدر تشن جيايو، فسأل بفضول عابر :

“ ما نوع هذه الطائرة ؟ لم أرى مثلها من قبل .”


فعاد تشن جيايو بجدية إلى بضع لقطات سابقة ، وأمعن 

النظر في العدادات قبل أن يجيب:

“ أظنها بايبر ، وعلى الأرجح طراز ساراتوغا ، 

إنها الطائرة نفسها التي كان يقودها جون كينيدي الابن حين تحطمت .”


أما الطائرات التجارية ، فقد كان بوسعه أن يميزها مغمض 

العينين ، بلمسة خاطفة فحسب ،

فبعد سنوات من الطيران ، صار جسده يختزن ذاكرة عضلية 

لا تخطئ : سواء كانت بوينغ أو إيرباص ، أي طراز كان ، 

ما دام مرخّصًا له، فإنه يتعرف إليه في الحال ،

لكن الطائرات الخاصة… فمصنّعوها كثر ، وموديلاتها متباينة


استمر فانغ هاو على نفس الموضوع وسأله:

“ هل تحمل رخصة للطيران الخاص ؟”


تريّث تشن جيايو لحظة قبل أن يجيب:

“ نعم، لدي رخصة PPL. أستطيع قيادة نوعين من طائرات سيسنا. 

حصلت عليها أيام كنت في مهمة خارجية ، لكن الغالب أنها انتهت الآن . 

فالرخصة يجب أن تُجدَّد كل عامين . 

أستطيع أن أبحث عنها إن شئت .”


بينما قال ذلك ، بدأ ينهض ليبحث عن الرخصة ، 

كما لو أنه طالب مجتهد يبحث عن ورقة نتائجه ، 

فانغ هاو ، الذي تسلى بهذا ، أمسك بخصره وأوقفه ، 


: " حسنًا، حسنًا، أنا أصدقك. كنت فقط أسأل ."


تشن جيايو : " هل تفكر في الحصول على رخصة خاصة ؟" 

تذكر أنه رأى بعض كتب النظريات على رف كتب فانغ هاو 

في ذلك اليوم عندما كان فانغ هاو قد ذهب للجري


بشكل مفاجئ أومأ فانغ هاو : " نعم، فكرت في ذلك."


تنهد تشن جيايو. " لكن المجال الجوي هنا... أنت تعرف أفضل مني " 


المجال الجوي للطيران العام في البلاد يخضع لسيطرة صارمة من قبل الجيش ، 

ومع عدم وجود مطارات صغيرة للطيران العام ، 

يكون من المستحيل عمليًا تعلم قيادة طائرة خاصة 

أو الحصول على رخصة طيار خاص محليًا ،


فانغ هاو : " نعم، إنه أمر مزعج . الإدارة تتحدث عن فتح 

المجال الجوي بالكامل منذ سنوات ، ولكن منذ أن بدأت 

العمل ، لم يكن هناك تقدم حقيقي ."


تشن جيايو : " ربما يومًا ما "


و للحظة لم يتكلم أي منهما ، استمرا في الجلوس على 

السرير ، يستندان على الحائط ، يشاهدان الفيلم ،


التلفزيون في غرفة المعيشة ، ولكن في غرفة النوم ، لديهما 

جهاز عرض يلقي الصورة على الحائط الأبيض المقابل للسرير


خلع فانغ هاو سترته الثقيلة وأحضر تشن جيايو بطانية 

ليغطيهما، على الرغم من أن معظمها كان على فانغ هاو


لاحقًا، عندما انزلقت البطانية، سأل تشن جيايو : " ما زلت تشعر بالبرد ؟" 

ثم جلس خلف فانغ هاو ، يعانقه وهما يشاهدان الفيلم


كان صدره يشع بالدفء ، وفكر فانغ هاو أن درجة حرارة 

جسد تشن جيايو لا بد وأنها أعلى بدرجة من درجة حرارته


كان العناق شاملًا جدًا ؛ و يدا تشن جيايو تتحركان بلطف ، 

تداعبان كتفي فانغ هاو ، وصدره ، وبطنه بإيقاع هادئ ، .

كان الأمر حميميًا ولكنه ليس جنسيًا ، 

على الرغم من أنه ما زال يرسل أفكار فانغ هاو في دوامة 

فوجد صعوبة في التركيز على بقية الفيلم ، 

ولم يلتقط سوى أجزاء متفرقة من الحبكة بعد مشهد 

إطلاق النار الدرامي بالطائرة


لكن تشن جيايو ما زال يحترم الفيلم ، فكبح نفسه حتى بدأت شارة النهاية ،،

عندها فقط مال ليقبل ببطء وبلا تسرع


لم تتوقف يداه أبدًا ، إحداهما فوق صدر فانغ هاو يداعبه ، 

و يشعر بالإيقاع الثابت لدقات قلبه ، 

لم يأتِ فانغ هاو وبداخله أي توقعات ،،، لقد جاء لأن تشن 

جيايو بدا مستاءً على الهاتف ، ولكن الآن ، بعد أن اتجهت 

الأمور في هذا الاتجاه ، اجتاحته الرغبة أيضًا ، 

وبمجرد أن استحوذت عليه الفكرة ، أصبح من المستحيل أن يتخلى عنها


دفن تشن جيايو رأسه بالقرب من أذن فانغ هاو ، وشعره يداعب عنق فانغ هاو ، 

ودفء أنفاسه يداعب أذنه اليمنى


: " هل تريد؟" سأل


همهم فانغ هاو بموافقة خافتة 


عزفت شارة النهاية لفيلم التجسس مع الأوتار الدرامية 

لتخفي أنفاسهما المتقطعة


——————- 🔞


هذه المرة جربا وضعية جديدة ، 

فانغ مستلقي على ظهره في السرير و تشن جيايو فوقه 

و يدخل فيه بقوة ، ساقا فانغ هاو الطويلتان على جانبيه ، وخصره يرتفع قليلاً لمواجهة كل دفعة


و للحفاظ على التوازن وتثبيت فانغ هاو في مكانه ، أمسك تشن جيايو بيديه وثبّته

و مع كل دفع ، كان جسد فانغ هاو يتأرجح إلى الأمام 

والخلف ، مقيدًا بالقبضة على يديه ، يتمايل مثل قارب


والمكان الذي كانا فيه متصلين مثل مرساة ، مثبت بقوة في مكانه 


عندما كان يدخل بعمق أو بقوة أكثر من اللازم ، كان فانغ 

هاو يتمسك بذراعيه بقوة ، وأصابعه تحفر فيه وراحتا يديه تبتلان بالعرق


لم يدرك فانغ هاو مدى ارتفاع صوته إلا عندما انقطع صوت 

الفيلم بشكل مفاجئ ،،

وأغلق فمه كرد فعل ، 


لكن تشن جيايو أوقف حركاته ومال 

إلى الأسفل بلطف ليداعب قضيب فانغ هاو : " لماذا توقفت ؟ 

استمر في إصدار تلك الأصوات " ألقى نظرة على ذراعه ، 

ملاحظًا العلامات الحمراء التي تركها فانغ هاو من شدة 

التمسك ، وهذا المنظر جعله أكثر إثارة


ضحك فانغ هاو ضحكة خافتة : "مم "


لم يكن كثير الكلام بشكل خاص اليوم ، ولكن بعد أن داعبه 

تشن جيايو مرتين ، 


نادى فانغ هاو باستسلام : " جيا غاا .. افعلها بقوة أكبر "

{ دعنا نرى من هو الأكثر كبتًا } 


في الواقع بعد المرة الأولى ، على الرغم من أن فانغ هاو قال 

أنه لن يناديه بـ ' غا ' مجدداً ، إلا أنه ما زال يفعل ،


في الأماكن العامة خاصةً حول الأصدقاء الذين لم يكونوا 

على علم بعلاقتهما ، كان يناديه باحترام ،

لقد اعتاد على ذلك ، 

لكن في الخفاء ،، كان هذا اللقب مخصصًا للحظاتهما الأكثر حميمية

مثلًا في الصباح ، عندما يكون تشن جيايو ما يزال نصف 

نائم ، كان فانغ هاو يقول: " جيا غا حان وقت النهوض " 

أو عندما يتوق إلى لحم تشن جيايو المطبوخ ،

 يرسل له رسالة [جيا غا أنا أتوق إلى اللحم المطبوخ "

وفي السرير ، كان يعرف أن تشن جيايو يحب سماع ذلك، 

وكان سعيدًا جدًا بتلبية رغبته ،،


الغرفة مظلمة ، و ملاءات تشن جيايو الرمادية الداكنة بالكاد مرئية ،،


الضوء الوحيد يأتي من الوهج الخافت لشارة النهاية النهائية للفيلم ،،

كان تشن جيايو قد كبت كل شيء طوال اليوم ، فوضى من المشاعر دون متنفس ، 

والآن يبحث عن مخرج ، و بطبيعة الحال ، كان أكثر من 

راغب في الغوص في هذا العناق ، باحثًا عن ملجأ في جسد فانغ هاو


كانت ساقا فانغ هاو القوية والطويلة مفتوحين له، 

وعضلات بطنه مشدودة ، وخطوط عضلاته السفلية ترتعش مع كل دفعة ،

و بسبب الظلام أدرك تشن جيايو أنه استخدم الكثير من المزلّق ، 

فكل شيء يشعر بأنه غارق ، وزلق ، ولزج ، ولكنه كان أيضًا حارًا وضيق ، مما جعله يُجَّن

لم يستطع تشن جيايو تحمل مدى قوة ضيق فانغ هاو عليه ،



هذا الضيق جعل حركات تشن جيايو أكثر يأسًا ، وخصره يتحرك إلى الأمام وهو يضغط على فانغ هاو بقوة أكبر مع كل دفعة ،


في البداية كان فانغ هاو يتنفس بصعوبة ، صدره يرتفع ويهبط ، ولكن سرعان ما تأوه مع إيقاع تشن جيايو بأنين

خافت ، 

وارتفع هذا الأنين، ليصبح صوتًا ثابتًا ، وتغيرت حدته مع كل دفعة ، 

أحيانًا يتوسل إليه أن يتباطأ ، وأحيانًا يحثه على أن يدفع أسرع ،

كاد تشن جيايو يضحك من المفارقة 


معه رجل يكسب عيشه من إعطاء أوامر دقيقة ، 

يصدر له الآن تعليمات متناقضة وغير واضحة ، 

لكنه عرف أن لـ فانغ هاو كبرياءه ، ولم يرغب أن يفسد 

المزاج بالإشارة إلى ذلك ، 

و فكرة أن شخص مثل فانغ هاو يمكن أن يفقد السيطرة ، 

ولو للحظة واحدة ، كادت تطغى عليه


الرغبة مثل بئر لا قاع لها ، وبدا أن لا أحد منهما يكتفي ، 


سواءً أراد فانغ هاو ذلك أسرع أو أبطأ ، فإن تشن جيايو 

ببساطة يتبع إيقاعه الخاص ، متجاهلاً الأوامر تمامًا


كافح فانغ هاو لإبقاء عينيه مفتوحة ، يراقب الطريقة التي 

تتحرك بها كتفا تشن جيايو الواسعة وخصره الضيق


ذراعاه القويتان تمسكه على السرير بقوة بدت شبه ملكية ، 

لا تترك له مجالًا للحركة ، شيء مسيطر بشكل واضح حول هذا الأمر ،


أنفاس تشن جيايو المنخفضة مثيرة بنفس القدر ، 

وهذه المرة كان فانغ هاو مصممًا على مراقبته عن كثب ،


احتوت عينا تشن جيايو على عاصفة من المشاعر ، 

والشعر المبعثر على جبهته ، 

بغض النظر عن مدى خشونة الدفعات ، يوجد دائمًا طبقة من الحنان في نظرته ،


لم يستطع فانغ هاو تحمل الأمر بعد الآن ، و صوته مجهدًا 

وهو يتوسل: " جيا غا دعني أقذف "


أخيرًا أرخى تشن جيايو قبضته ، سامحًا لـ فانغ هاو أن يلمس نفسه ،


كلما كان فانغ هاو قريبًا من النشوة ، كان يغلق عينيه دائمًا ، 

ويعبس بحواجبه بتركيز  ، هذه الطريقة التي يستسلم بها 

فانغ هاو للمتعة ، كانت علامة واضحة لـ تشن جيايو أنه كان يقوم بعمل جيد ،

أحب مراقبة وجه فانغ هاو في لحظات كهذه ؛ 

غارق تمامًا في الرغبة ، و كل جزء من تعابيره لا يظهر شيئًا سوى المتعة ،


حفظ تشن جيايو العلامات الصغيرة التي تخبره متى يكون فانغ هاو قريب من القذف : التشنج المفاجئ في عضلات 

مؤخرته وفخذيه ، و الطريقة التي يرتعش بها جسده وكأن 

قشعريرة مرت فيه ، يعض شفته ، ويداه تتشبثان بيأس بأي 

شيء في متناول اليد ، أحيانًا الملاءات ، وأحيانًا الملابس 

التي نُزعت نصفها ، وأحيانًا ظهر تشن جيايو أو ذراعيه ،


و مع تغير أنفاس فانغ هاو إلى أن تكون أكثر تقطعًا، 

لم يستطع تشن جيايو أن يكبح نفسه بعد الآن ولحق به مباشرةً ، ووصل إلى ذروته بعد لحظات قليلة من فانغ هاو



————————🔞


بعد ذلك ، خيّم بين تشن جيايو وفانغ هاو صمت مريح ، 

لم يتبادلا فيه الكثير من الكلمات ، وبعد ترتيب وتتظيف سريع ، 

استدار فانغ هاو وأسند رأسه إلى عظمة ترقوة تشن جيايو وصدره ، تاركًا دفء جسده يتسرّب إليه


لم يكن يشعر بالبرد— فبعد تلك اللحظات العاصفة كان 

جسده في غاية الحرارة — لكن ما كان يريده حقًا هو هذا 

القرب ، حرارة بشرة تشن جيايو الملاصقة لبشرته ،


مدّ تشن جيايو يده ، وبدأت أصابعه تداعب شعر فانغ هاو 

برفق و قال بنبرة خافتة :

“ هل فكرت يومًا أن تطيل شعرك قليلًا ؟ 

أظن أنه سيبدو جميلًا عليك ”


فانغ هاو:

“ ليس في السنوات الأخيرة ، الشعر القصير أسهل في 

العناية ، خصوصًا مع الركض والتدريبات "


ذلك كان أحد الأسباب ، لكن ليس السبب الحقيقي —— 


فقد كان يجري سابقاً وهو بشعر أطول ، 

بل إن هناك صورًا تشهد على ذلك ، 

مثل التي التُقطت يوم تخرّج أخيه فانغ شنغجي 


كان شعره أطول قليلًا ، وربما تلك الصورة بالذات هي التي 

رآها تشن جيايو — ولهذا سأله


أما السبب الحقيقي لعدم إطالة شعره مجددًا —— ، 

فكان أبسط بكثير : حبيبه السابق لو جياوي كان مولعًا 

بشعره الطويل ، يفتن به خاصة أثناء الجنس ، 

كان يشدّه باستمرار ، ويمسكه بقوة كي لا يستطيع فانغ هاو الحركة ، 

وبالأخص أثناء … تلك اللحظات الحميمية ، 

وبعد الانفصال ، وفي لحظة من المرارة ، كاد فانغ هاو يحلق 

شعره بالكامل ، لكنه اكتفى بقصّه قصيرًا دون إفراط ، 

ومنذ ذلك الحين صار يقصّه كل ثلاثة أشهر تقريبًا ، 

حتى تحوّل الأمر إلى عادة ،،

وهذا لم يكن شيئًا مستعدًا لمشاركته مع تشن جيايو بعد ،


ولكن راودته فكرة أنه لو أصرّ تشن جيايو ، فلن يمانع أن يُطيله من أجله ،

فالساعات التي جمعتهما كافية لمحو الكثير من الذكريات القديمة ، 

تاركةً مساحة قليلة لعودة صورة لو جياوي ، 

لكن تشن جيايو لم يُلحّ في الأمر ، ولم يذكره مجددًا ،


وفي وقت لاحق ، وربما بسبب الإرهاق وامتداد الليل ، 

اكتفى الاثنان بحمام سريع ثم توجّها مباشرة إلى السرير


لم يفسّر تشن جيايو السبب وراء سوء مزاجه في وقت 

سابق ، ولم يحاول فانغ هاو الضغط عليه — كان يظن أن 

الأمر يرتبط بمرض والدته ، ومثل هذه الأمور لا يمكن أن 

تُنتزع بالقوة ، وإنما تحتاج إلى وقت حتى يبوح بها صاحبها متى شاء


ناما متقابلين بظهريهما، واستسلما إلى نومٍ قلق


و كما يقول المثل [ ما يشغل بالك في النهار يتسرّب إلى أحلامك في الليل ] 

وقد أمضى تشن جيايو نهاره مستغرقًا في التفكير في أحداث مضت ، 

ثم جاء الفيلم التجسسي ليغذّي تلك الأفكار ، 

فانتهى به الأمر إلى كابوس ما إن أغمض عينيه


لكن هذا الحلم لم يكن واضح الملامح كالاحلام السابقة ؛ 

لم يتذكر تفاصيل قمرة القيادة ولا المشاهد خارج النافذة ، 

بل بقيت الأحاسيس الغامرة وحدها : أصوات تصمّ الآذان ، 

الأرض تندفع نحو الزجاج الأمامي بسرعة هائلة ،  

و شعور بالتحرر من الوزن ، وصفارات إنذار تصرخ من كل جانب


تلك الضوضاء الكابوسية أفزعته من نومه … و جلس فجأة ، 

صدره يعلو ويهبط بأنفاس متلاحقة ، مدركًا أن كل الأصوات 

لم تكن إلا جزءًا من حلم ، وفي سكون الغرفة ، لم يبقَ سوى 

صوت تنفسه المضطرب


أيقظت الحركة المفاجئة فانغ هاو الذي قد غفا للتو

و بالكاد فتح عينيه ، وتمتم بكسل :

“ ما الأمر ؟”


جلس تشن جيايو للحظة ، ثم عاد ليغطي نفسه بالبطانية قائلاً : “ لا شيء… هل أيقظتك ؟”


ومن غير أن يفتح فانغ هاو عينيه ، استدار بغريزته ليعانق 

تشن جيايو بذراعيه ، يعانقه بقوة دون تردد


ارتجف قلب تشن جيايو ،،،، 

كان يعلم أن فانغ هاو مرهق و بالكاد في وعيه ، 

ومع ذلك جاءت تلك الحركة عفوية ، طبيعية ، ودون أدنى تفكير


همس تشن جيايو وهو يُبعد ذراع فانغ هاو برفق : 

“… عُد للنوم فقط.”

ثم سحب البطانية عنه وهمّ بالنهوض ، 

لقد توقع أنه سيجد صعوبة في العودة للنوم ، 

ولم يرغب أن يزعج فانغ هاو ، لذا خطط للذهاب إلى 

الصالة والنوم على الأريكة بدلًا من ذلك


في البداية لم يتدخل فانغ هاو وهو ما يزال نصف نائم.ك ، 

لكن بعد خمس دقائق ، حين بدأ تشن جيايو بالفعل بترتيب 

الأريكة في غرفة المعيشة ، أدرك فانغ هاو أن الأمر ليس 

مجرد ذهاب للحمام ، بل أنه ينوي النوم بعيدًا ،

وبرغم النعاس ، لم يستطع تجاهل ذلك 

و نهض من السرير متكئًا على الحائط ليدعم نفسه ، 

وسار نحو غرفة المعيشة ، 

وما إن رأى تشن جيايو يجهز الأريكة حتى توقّف مكانه مصدوم


و قال بصوت مثقل بالنوم :

“ هذا منزلك… فلماذا تنام في غرفة المعيشة ؟ 

إذا لم تستطع النوم ، سأبقى مستيقظًا لأحادثك "

{ من أجل تشن جيايو قد أسهر الليل كله إن لزم الأمر ،،

فليس لدينا عمل في الغد ، وبإمكاننا تمضية الليل في الحديث }


قال تشن جيايو مترددًا ، وهو يراقب عزيمته رغم النعاس :

“ أنا…” ثم ابتسم باستسلام : “ حسنًا ،،، هل نومك ثقيل ؟”


فانغ هاو:

“ مم، ثقيل جدًا ،، كانت أمي تقول إنني أستطيع أن أنام حتى لو حدث زلزال ”


ضحك تشن جيايو :

“ إذن فلنعد إلى السرير ”


سأل فانغ هاو وهو يُسند رأسه بتعب على كتف تشن جيايو:

“ هل ما زلت تريد التحدث ؟”


أجابه بابتسامة هادئة :

“ لا حاجة… دعني فقط أنظر إليك ، النظر إليك سيجعلني أغفو بسرعة "


هذه المرة لم يستلقيا متقابلين بظهريهما، بل كما اعتاد 

تشن جيايو بعد لحظاتهما الحميمية ، سحب فانغ هاو إلى أحضانه 


أما فانغ هاو الذي كان يفضل النوم على بطنه ، فقد دفن 

نصف وجهه في الوسادة ، تاركًا خصلات شعره العشوائية 

تتناثر أمام عيني تشن جيايو


وبهدوء ، بدأ تشن جيايو يضبط أنفاسه على إيقاع أنفاس 

فانغ هاو—شهيق، زفير—إلى أن تزامن إيقاعهما معًا ، بطيئًا وثابتًا


ولم تمضِ فترة طويلة حتى غلبه النوم ….


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي