القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch45 برج الأبروش

Ch45 برج الأبروش



في اليوم التالي ، نام كلاهما نومًا عميقًا ، 

ولم يستيقظا إلا بعد الساعة العاشرة صباحًا بوقت طويل ، 

بعد استيقاظه ، تلقى تشن جيايو رسالة من تشو تشيتشن 

يدعوه لتناول وجبة ،

ذكر تشو تشيتشن أنه في المرة السابقة حين كان يقود 

الرحلة رقم 371 وتقاطعا على قناة الاقتراب ، 

خططا لتناول وجبة معًا لكنهما لم يحصلا على الفرصة ،

بالإضافة إلى ذلك ، خلال عيد ميلاد فانغ هاو ، لم تتاح لهما 

الفرصة للتحدث كثيرًا ، لذا كان هذا اللقاء بمثابة تعويض ،


هذه المرة لم يرفض تشن جيايو الدعوة ، بل أضاف قائلاً:

[ الغداء ؟ سأصحب فانغ هاو معي ]


لم يُولِ تشو تشيتشن الدعوة الكثير من التفكير ، فهو غالبًا لديه خمسة أيام عمل 

ويومان راحة ، لذا كان الحصول على 

يوم كامل للراحة بدون تعويض فرق التوقيت فرصة نادرة


وكان تشن جيايو يعلم أن جدول تشو تشيتشن أكثر فوضوية 

من جدوله ، فلما سنحت الفرصة ، أرسل بسرعة تأكيده للغداء في ذلك اليوم


فانغ هاو لا يزال مستلقيًا في السرير يتصفح هاتفه عندها 

اقترب منه تشن جيايو وفي فمه فرشاة الأسنان يسأله:

“ ما الذي تشتهي تناوله ؟ تشيتشن دعاك للغداء "


أجاب فانغ هاو دون أن يرفع عينيه :

“ هو دعاك أنت ، ليس أنا . أنا لم أحضر حتى أي ملابس .”


قال تشن جيايو دون أن يمنحه فرصة للرفض :

“ فقط تعال معي ، سأجد لك شيئًا ترتديه .” ثم اتجه 

مباشرة إلى خزانة الملابس وبدأ يبحث عن شيء مناسب—

لم يكن من الممكن أن يخرج فانغ هاو وهو يرتدي البنطال 

الرمادي الذي كان يرتديه بالأمس ،


في هذه الأثناء تذكر فانغ هاو شيئًا وفتح صفحة تشو 

تشيتشن على ويتشات ، تصفح الـ ' اللحظات ' ووجد أنه

على الرغم من أن تشو تشيتشن نادرًا ينشر صورًا لنفسه ، 

إلا أنه قد نشر مؤخرًا صورة لنبيذ أحمر وطبق رئيسي في مطعم غربي ،

و يوجد طبقان متطابقان ، و شمعة بجانبهما ، مما أضفى جوًا رومانسيًا ،

هذه الصورة مدفونة بين العديد من اللقطات العشوائية 

وربما لم يلاحظها معظم الناس ، لكن عيون فانغ هاو الثاقبة 

لم تفوّت ذلك ، وهو مبتسم ، أراها لتشن جيايو وقال :

“ انظر إلى هذا . هل تعتقد أن الأخ تشيتشن يواعد أحدًا ؟”


ابتسم تشن جيايو :

“ هو لا يأكل الطعام الغربي أبدًا "


تبادلا نظرات مليئة بالفهم وضحكا


قال فانغ هاو بثقة :

“ أراهنك بعشرة يوان أنها لانغ فنغ "


سأل تشن جيايو غير متأكد تمامًا من المعلومات الداخلية 

التي قد يعرفها فانغ هاو:

“أنت متأكد لهذه الدرجة ؟”

 

لكن في قرارة نفسه ، فضل تشن جيايو أن يصدق أنه لانغ فنغ ، 

وحتى الآن ، مجرد التفكير في لانغ فنغ كان يجعله 

يشعر بعدم الراحة ، 

فانغ هاو لم يوضح أبدًا السبب الذي جعله يرفض لانغ فنغ، 

وطالما احتفظ بهذا السبب لنفسه، لم يستطع تشن جيايو 

إلا أن يشعر ببعض القلق ، 

لذا كان يأمل سرًا أن يلتقط تشو تشيتشن الشاب ، 

أو أن يتخذ لانغ فنغ قراره مع تشو تشيتشن—أي شيء 

يمنعه من أن يتجول وحيد أمامهما  ~~~


وبهذه الأفكار في ذهنهما ، توجّه الاثنان للقاء تشو تشيتشن


ارتدى فانغ هاو بنطال كاجوال من تشن جيايو مع القميص 

الأبيض الذي كان يرتديه بالأمس ، وفوقها ارتدى سترة 

صوفية دافئة من اللون الكحلي العميق ، 


وعندما نظر فانغ هاو في المرآة ، اعتقد أنه بينما سيبدو 

تشن جيايو رائعًا بهذه الملابس ، فإنه هو الآخر لم يكن سيئًا في مظهره


————————


بمجرد جلوسهم في الغرفة الخاصة ، 

كانت أول كلمات تشو تشيتشن كما توقعوا بالضبط:

“ جئتما معًا ، أليس كذلك؟”

و تلألأت عيناه بلمحة من المزاح


حيّا فانغ هاو تشو تشيتشن بحماس قائلاً :

“ الأخ تشيتشن ”، ثم أضاف بصراحة :

“ نعم ، نادرًا آتي إلى المدينة .”


ثم بدأ تشو تشيتشن بالكلام :

“ إذن، أنتما…”


هذه المرة وضع تشن جيايو ذراعه على ظهر كرسي فانغ هاو وأومأ برأسه

“ مم، كما ترى .”


تذكر تشو تشيتشن كيف أخبره فانغ هاو مرة بشكل غامض 

' أنها قصة طويلة ' لكن الآن ، بدا كل شيء أوضح : 

“ هل أنتما معًا الآن ؟”


أجاب تشن جيايو:

“ حسنًا، ليس رسميًا بعد .”

لم يقل فانغ هاو شيئ ، واكتفى بابتسامة صغيرة كرد


أما تشو تشيتشن، المعروف بلباقة اجتماعيته ، فقد غيّر 

الموضوع بسرعة وهو يبتسم :

“ حسنًا ، إنها مسألة وقت فقط إذن ،،

هل هذا يعني أنكما تدفعان اليوم عني ؟”


ورغم أن النبرة كانت مرحة ومزاحًا، لم يتردد تشن جيايو:

“ بالتأكيد سأدفع .”


جلس الثلاثة بعدها وتحدثوا بشكل ودي وعفوي لفترة قصيرة


لم يمض وقت طويل حتى نهض فانغ هاو قائلاً أنه سيذهب 

إلى الحمام ليغسل يديه

وبمجرد أن ابتعد فانغ هاو ، خطرت فكرة لتشن جيايو و التفت إلى تشو تشيتشن وسأله:

“ منذ متى وأنت تطير على الأيرباص الآن ؟”


و دون تردد أجاب تشو تشيتشن:

“ 2,530 ساعة ”


سأل تشن جيايو بدهشة طفيفة :

“…هل تتذكرها بدقة بهذا الشكل ؟”


اكتفى تشو تشيتشن بالإيماء برأسه ، فقد كان يحتفظ بسجل 

الطيران الخاص به، ويتتبع ساعات طيرانه بدقة منذ أول يوم 

ترك فيه الجيش وأصبح طيارًا مدنيًا

و كل صباح كان يعيد حساب الساعات حسب نوع الطائرة 

المختلفة—وقد قام بالحساب مجددًا قبل مغادرته المنزل اليوم ، 

وقد مر أكثر من ألف يوم على ذلك ،،،


ولكن كان للسجل معنى آخر أقل مجدًا : فقد كان يسجل 

الأيام منذ أن قطع علاقته مع عائلته —- وهو أمر لم يشاركه مع أحد أبدًا


غيّر تشن جيايو الحديث قليلًا :

“ كنت أريد أن أسألك شيئًا ... في هونغ كونغ ، قلت إنني لو 

لم أدفع الدواسة إلى 70%، لما كان الهبوط بهذه 

المخاطرة ،، هل لا تزال تعتقد ذلك ؟”


ترك تشو تشيتشن السؤال يطفو في الهواء للحظة ولم يرد فورًا ، 

لكنه تذكر ذلك اليوم ،

وتذكر أن ذكرى حادثة الاقتراب الخطيرة في هونغ كونغ قريبة ، 

و أجاب :

“ عندما دفعتها حينها ، لم تكن تعرف أنها ستعلق ولن 

تستطيع سحبها ، أليس كذلك ؟”


كان جوابه مشابهًا لما قاله تشن تشنغ ، لكن تشن جيايو 

شعر براحة أكبر عند الحديث معه :

“ كان بإمكاني أن أحاول سحبها عند 30% وربما مجدداً عند 50% "


قال تشو تشيتشن مبيّنًا احتمالًا آخر:

“ لو أنك حاولت السحب عند 30% وانحشر الصمام ، 

لكنت عالقًا هناك ، غير قادر حتى على العودة إلى مطار هونغ كونغ .”


قابله تشن جيايو بردّ :

“ أو… لو أنني لاحظت مشكلة دواسة الوقود في وقت أبكر ، 

لما دفعتها إلى 70% دفعة واحدة ، ولما كان الاقتراب 

سريع إلى هذا الحد .”


كانت هناك احتمالات كثيرة ، وسيناريوهات لا حصر لها لكل 

منها نتيجة مختلفة ، 

ولهذا لم تكن فكرة المحاكاة أمرًا سخيفًا—بل على العكس، 

كان من المنطقي استكشافها ، 

لكن عدم اليقين في النتائج جعل تشن جيايو يشعر بعدم الاطمئنان ،


أما تشو تشيتشن وكعادته المباشرة ، فلم يجمّل كلماته ويُنمقّها وقال :

“ حسنًا … يمكنني القول إنه كان بإمكانك أن تكتشف تلوث 

الوقود بطريقة سحرية وتفحص العطل بالأشعة في تلك اللحظة ،

كل طارئ يتطلب قدرًا من التخمين ، 

لو كنا نعرف سبب كل حادثة مسبقًا ، فما فائدة التحقيقات إذن ؟ 

في مثل هذه المواقف ، تتخذ القرارات وأنت تسبح في الظلام ، 

لم يكن أحد يملك كل المعلومات، لذا من الصعب قول ' ماذا لو ' "


كانت كلماته صريحة ، لكنها بلا شك كانت تهدف إلى طمأنة تشن جيايو


قال تشن جيايو موافقًا:

“ ممم .” ولم يستطع أن ينكر ذلك


ثم أضاف تشو تشيتشن بنبرة مازحة:

“ لقد حلّقتَ على الأيرباص 330 آلاف الساعات ، فلماذا 

تسألني عن هذا فجأة ؟”


بدأ تشن جيايو يبرر :

“ أنا أفهم المنطق…”


فقاطعه تشو تشيتشن مكملًا عنه :

“ لكن لا تستطيع تقبّله عاطفيًا ؟”


أجاب تشن جيايو مترددًا :

“ ليس الأمر كذلك…” ثم تلاشى صوته


في الحقيقة لولا مسألة المحاكاة الأخيرة ، لما عاد تشن 

جيايو أبدًا إلى تلك الفرضية المرهقة ' ماذا لو ؟ ' 

لكن بما أنّها قضية داخلية تخص شركته ، وتشو تشيتشن 

يعمل لدى خطوط هاينان الجوية ، لم يكن من جدوى ذكرها ،

فهو لن يفهم التفاصيل الدقيقة ، ولن يستطيع تقديم 

المساعدة ، لذا قرر تشن جيايو الصمت ،


في هذه اللحظة ، عاد فانغ هاو دافعًا الباب ،،


رفع تشن جيايو عينيه إليه ، ثم رمى قائمة الطعام نحو تشو تشيتشن قائلاً:

“ لماذا لا تطّلع عليها وتقرر ما تريد أن تأكل ؟”


لقد كان يغيّر الموضوع عمدًا ، إذ لم يرغب في مناقشة هذه الأمور أمام فانغ هاو


وكعادته ، فهم تشو تشيتشن الأمر بسرعة ،

فعلى الرغم من أنّ علاقة تشن جيايو وفانغ هاو كانت في بداياتها ، 

إلا أنّ الحدود والتحفّظات بينهما لا تزال قائمة بوضوح ،

ومن الطبيعي أن يترك تشو تشيتشن الموضوع جانبًا ،


قدّم فانغ هاو بعض الاقتراحات الشكلية بخصوص الطعام ، 

لكنّ معظم القرارات كانت بين تشن جيايو وتشـو تشيتشن ،

وبعد أن تمّ الطلب ، تذكّر فانغ هاو شيئًا وبدأ يمازح قائلًا:

“ أراك مؤخرًا تأكل كثيرًا من الأطعمة الغربية ، وليس فقط 

تلك الموجودة في مطعم جيوفاني بالمطار "


وضع تشو تشيتشن قائمة الطعام جانبًا، وألقى عليه نظرة مع ابتسامة:

“ فقط قُل ما يجول في بالك ~ "


فانغ هاو لم يتردّد :

“ هل ذهبت مع لانغ فنغ؟”


تحوّلت ابتسامة تشو تشيتشن إلى شيء ماكر قليلًا ، لكنه أومأ إقرارًا :

“ صحيح ، ذهبت معه "


صفق فانغ هاو على كتف تشن جيايو ضاحكًا :

“ حوّل لي المال بسرعة ، واضح أن مساعيّ في التوفيق لم 

تكن فاشلة بعد كل شيء "


صبّ تشن جيايو الماء للجميع وشاركهم المزاح :

“ حسنًا هذا لأن تشو تشيتشن بذل جهدًا أليس كذلك؟” 

حتى أنه أشار إليه بذقنه مازحًا


أجاب تشو تشيتشن:

“ الأمر يحتاج إلى طرفين كي يكتمل ~ ”، وكان ذلك بمثابة تأكيد غير مباشر


وبعد أن تناولوا الطعام لبعض الوقت ، طرح تشو تشيتشن موضوع جديد :

“ ما خططكما للعام الجديد ؟” سأل كلًّا من تشن جيايو وفانغ هاو


كان تشن جيايو قد فكّر في الأمر ، لكن لم يذكره وهو يعلم 

أنّ وضع عائلة تشو تشيتشن ليس سهلًا للخوض فيه ،

فعلى الرغم من أنّ الأجواء بينه وبين عائلته متوترة ، 

إلا أنّهم ما زالوا يجتمعون مع الأقارب من حين إلى آخر ، 

محافظين على بعضٍ من روح الأعياد ،


أما بالنسبة إلى تشو تشيتشن، فالوطن كان مكانًا لا يستطيع 

العودة إليه، وهو ما جعل وضعه مختلفًا جذريًا


ظلّ الاثنان صامتين ، فبادر فانغ هاو بالكلام:

“ على الأرجح سأكون في العمل ، من ليلة رأس السنة وحتى 

اليوم الخامس من السنة الجديدة ، سأكون في نوبات عمل 

لثلاثة أو أربعة أيام—تمامًا كما حدث العام الماضي ،

ماذا عنكما أنتما ؟”


فمع أنّ معظم الأعمال تغلق أبوابها في فترة العيد ، إلّا أنّ 

الطيارين ومراقبي الحركة الجوية لا يحصلون على عطلة أبداً ،

فهم مطالبون بالعمل على مدار الساعة ، طوال 365 يومًا 

في السنة ، لضمان استمرار الرحلات الجوية بانسياب ،


أجاب تشو تشيتشن:

“ سأكون على الأرجح أطير بلا توقف ، محاولًا أن أستلم أكبر 

عدد ممكن من الرحلات الدولية ، حتى لا أضطر للبقاء داخل البلاد "


أما تشن جيايو :

“ أخطط للذهاب مع والدتي إلى اليابان—على الأرجح قبل رأس السنة مباشرةً "


كان هذا أمرًا لم يسمع به فانغ هاو من قبل، لم يذكر تشن 

جيايو ذلك حتى طرح تشو تشيتشن السؤال


سأله فانغ هاو وهو يلتفت إليه:

“ هل تحدد الموعد بالفعل ؟”


تشن جيايو:

“ المواعيد محددة ، لكن التذاكر لم تُحجز بعد .” ثم ألقى 

نظرة سريعة على فانغ هاو وكأنه أراد أن يفسّر أكثر لكنه لم 

يكن واثقًا من كيفية البوح بذلك


حاول تشو تشيتشن أن يخفف الأجواء بمزاح :

“ يمكنك اللحاق برحلة من رحلاتي ،

في الآونة الأخيرة أطير كثيرًا بين مطار بكين داشينغ ومطار طوكيو هانيدا "


فتجاوب تشن جيايو مع المزحة ، على الرغم من أنّ الجميع 

كانوا يعرفون أنّه على الأرجح سيطير مع خطوط إير تشاينا 

فواحدة من مزايا عمل الطيار هي حصوله على عشر تذاكر 

سفر مجانية سنويًا له ولعائلته عبر شركته الخاصة


————————


بعد مغادرتهم المطعم ، توجّه تشو تشيتشن مباشرةً إلى المطار ، 

لديه رحلة ليلية في المساء ، 

وبعد أن دفع تشن جيايو الحساب ، خرج هو وفانغ هاو 

يسيران كتفًا إلى كتف باتجاه مواقف السيارات ،

ولم يسأل فانغ هاو عن الأمر حتى وصلا إلى السيارة ، حيث قال:

“ إذًا .. قبل رأس السنة… متى بالضبط ستغادر؟ 

وكم ستبقى ؟”


فتحا أبواب السيارة في الوقت نفسه تقريبًا ، وجلسا في 

مقعديهما بحركة متزامنة ، 

حتى إغلاق الأبواب جاء متناسقًا ،

عندها التفت تشن جيايو إلى فانغ هاو بابتسامة خفيفة وقال :

“ منتصف يناير ... أخذت إجازة عشرة أيام من العمل .”


اكتفى فانغ هاو بإيماء رأسه بهدوء ، من دون أن يقول شيئ آخر


شعر تشن جيايو بمزاجه ، فبادر بالشرح :

“ لم يُحسم الأمر إلا مؤخرًا ،، الأسبوع الماضي فقط كنت ما أزال أرتب جدول رحلاتي ، 

لم يتبقَّ لي الكثير من أيام الإجازة هذا العام ، وأخذ بعض 

الوقت حتى تتم الموافقة على طلبي ،

لهذا السبب لم أذكر لك الأمر من قبل .”


فكّر فانغ هاو في كلامه مليًّا ،،، لم يكن الأمر كبيرًا—مجرد 

عطلة—فلم يُعره كثير اهتمام وقال:

“ لا بأس ،، فأنا سأكون في العمل خلال العيد على أي حال، 

ولم يكن بوسعنا أن نقضيه سويًا "


ألقى تشن جيايو عليه نظرة أخرى ،، كانوا يقتربون من 

تقاطع ، فأدار السيارة إلى الوضع المحايد ثم مد يده بخفة 

ليلمس ذراع فانغ هاو قائلًا :

“ هل كنت ترغب في أن تسافر معي ؟”


الغريب أنّ فانغ هاو لم يفكر في ذلك من قبل ،،

أولًا ، علاقتهما لم تصل بعد إلى مستوى الالتزام الكامل ؛ 

فما زالا في طور التودد والتعارف ، يحاولان فهم بعضهما ،

ومع انشغال نهاية العام لكليهما ، كان لقاؤهما مؤخرًا أقرب 

إلى اقتناص اللحظات أكثر من التخطيط لفعاليات ' تقليدية ' بين ثنائي ، 

لكن الآن ، بعدما طرح جيايو الفكرة ، وجدها فانغ هاو جذابة فأومأ بحزم:

“ لنخطط لرحلة في العام المقبل ، إلى أين تود الذهاب ؟ 

هل نحجز إجازاتنا السنوية قبل سنة كاملة ؟”


ابتسم تشن جيايو و عينيه على الطريق:

“ لن أبقى أطير على الخطوط الداخلية دائمًا "


فهم فانغ هاو المعنى الضمني —— فجيايو لم يقتصر على 

الرحلات الداخلية إلا ليبقى قريبًا من والدته ،

تردّد قليلًا في أن يفتح الموضوع ، ثم سأل أخيرًا:

“ بالمناسبة… بخصوص رحلة اليابان ، كيف تشعر حيالها ؟”


ألقى تشن جيايو نظرة سريعة وقال :

“ ماذا تقصد ؟ بكيف أشعر ؟”


حاول فانغ هاو أن يوضح:

“ أعني… هل أنت سعيد بها ؟”


تفاجأ تشن جيايو من السؤال ، نادرًا سأله أحد عن مشاعره 

بشكل مباشر—إلى حد أنّه كاد ينسى أنّ له الحق بأن يكون 

سعيدًا أو حزينًا ،

فمنذ حادثة الهبوط الاضطراري في هونغ كونغ ، انقسمت 

حياته إلى فئتين : ما يجب أن يفعله ، وما لا يجب أن يفعله ؛ 

ولم يعد الأمر يتعلق بما يريده أو لا يريده ——

وفقط مؤخرًا بدأ هذا يتغير —— 

أما الآن ومع سؤال فانغ هاو الصريح ، اضطر لأول مرة أن 

يواجه مشاعره الخاصة تجاه الأمر ،،،،


قال بهدوء :

“ كلمة ’سعيد‘ ليست دقيقة تمامًا ،، أقرب إلى شعور بالوفاء ، 

لكن بالتأكيد لن أشعر بالراحة ،

هذه آخر أمنية لوالدتي ، و بعد العطلة ، لا أعلم إلى متى ستستطيع الصمود .”


فطمأنه فانغ هاو بهدوء :

“ أنا واثق أنها ستكون سعيدة… لقد حققت لها ما أرادت ، 

ولن يكون هناك ما يدعو للندم .”


همهم تشن جيايو بهمهمة إقرار خافتة ،

فمع أنّه عادة يكون لبقًا سريع البديهة ، إلا أنّه غالبًا يجد 

نفسه عاجزًا عن الكلام أمام موضوعات ثقيلة كهذه



ساد الصمت للحظة داخل السيارة ،

وبعد أن اندمج تشن جيايو في الطريق السريع ، 

قطع فانغ هاو الصمت مجددًا ، غير راغب في ترك الموضوع يمضي :

“ في الحقيقة… السبب في أنك لم تخبرني في وقتٍ أبكر لم 

يكن مجرد مسألة إجازة أليس كذلك ؟”


لاذ تشن جيايو بالصمت لحظة ….. 

وقد وُضع بين خيار حفظ ماء الوجه أو الصراحة ، اختار الصراحة :

“ لا، لم يكن كذلك. الأمر فقط… صعب أن أفتحه "


ففي ذهنه، كان يدرك أنّهما ما يزالان في فترة تجريبية—

فإن لم يستطع أن يكون صادقًا مع فانغ هاو الآن ، 

فكيف يمكن أن ينجحا في علاقة حقيقية لاحقًا ؟


لكن ما لم يتوقعه هو أن يعود فانغ هاو إلى موضوع قديم قائلاً


فانغ هاو :“ إذًا… عندما قلت فجأة إنك ستأخذ إجازة 

وتذهب إلى هانغتشو قبل عيد ميلادي… كان ذلك أيضًا بسببها ؟”


لم يظن تشن جيايو يومًا أن فانغ هاو سيدقق في الأمور بهذه الحدة


فعادةً يكون فانغ هاو مباشرًا وصريحًا ، لكن فيما يخص 

الأمور المتعلقة بجيايو يكون حدسه لافتًا بشكل غريب ،

قرار السفر المفاجئ إلى هانغتشو لمرافقة والدته تساو 

هوي في عطلتها لم يُذكر لا في ليلة اعترافهما لبعضهما ولا 

في الأسابيع التي تلتها ،

لكن من الواضح أن فانغ هاو لم ينسى


اعترف جيايو:

“ نعم، خمنتَ بشكل صحيح ،

حينها شعرت ببساطة أنّه لم يعد بوسعي الاستمرار في التأجيل ، 

فبعض الأمور ، إن أردت فعلها ، فعليك أن تُقدم عليها مباشرةً "


ثم التفت إلى فانغ هاو الذي يحدق أمامه في الطريق ، 

و بدأ يتأمل ملامحه الجانبية —الخطوط الواضحة لوجهه ، 

أنفه المستقيم ، وشفتيه الناعمة وأضاف:

“ كنت أتصرف باندفاع في الفترة الأخيرة ، لكنني لا أرى أنّ ذلك أمر سيئ "


فهم فانغ هاو ما كان يقصده —— فبطريقة ما، عادت 

المحادثة لتدور حول علاقتهما —— 

ابتسم ابتسامة خفيفة ، سعيدًا بالانتقال إلى جو أخف :

“ صحيح ، الاندفاع جيد ، 

لولاه… لما كان يوجد ’أنا وأنت‘ "


عندها نظر إليه تشن جيايو وابتسم ابتسامة لطيفة 

——- شعر بالرغبة في أن يكون متهورًا مجدداً——-


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي