القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch47 بانغوان

 Ch47 بانغوان



: “ 1918…” تمتم وين شي وهو يقرأ السنة بصوت منخفض


: “ 18؟” لم يجرؤ شيا تشياو على التدخل كثيرًا ، لكنه مع 

ذلك ارتبك عندما مدّ عنقه ورأى التاريخ : “ كيف يمكن أن تكون 1918؟ 

اليوميات كانت واضحة ، مكتوبة أنها 1913—”


قبل أن ينهي جملته ، رفع رأسه فرأى شيه وون


حينها تذكّر ما قاله شيه وون في وقت سابق 

ليس كل ما يرد في القفص صحيح 

و غالبًا يتأثر بوعي سيد القفص ويختلف إلى حدّ ما عن الحقيقة


قال وين شي دون أن ينظر إليه : “ شخص ما كتب كل 

الإدخالات في اليوميات .”


ارتباك شيا تشياو لم يخفّ ، لكنه مع ذلك أومأ برأسه بطاعة


بشكل غير متوقَّع ، كان شيه وون هو من ألقى نظرة إعجاب على وين شي وأضاف : “ بعض الأشياء تُكتب عن قصد فقط ، لمجرد أن يقرأها الآخرون . 

على سبيل المثال ، اليوميات في جيب أخوك .”


وأشار إلى الدفتر الملفوف في جيب بنطال جينز وين شي 

وتابع : “ إذا كان حتى الـ ‘ أنا ’ في اليوميات مزيفة ، فلماذا 

ما زلت تصدّق ما ورد فيها ؟ 

لإرضاء الشخص الذي كتبها فقط ؟”


أسرع شيا تشياو بإيماء رأسه ، بتصرّف شخص أدرك أنه قال شيئًا سخيفًا


وما إن انتهى من إقناع شيا تشياو 

حتى تغيّرت نبرة صوت شيه وون قليلًا ، 

وألقى نظرة على وين شي: “ و مع ذلك ، شخص ما كتب كل 

الرسائل أيضًا ، لذا لا يوجد فرق كبير .”


وين شي: “…”

{ هذا الشخص حقًا لم يكن هنا سوى لإثارة المتاعب }


رفع وين شي رأسه وحدّق في شيه وون بتعبير جامد على وجهه


ثم فتح الظرف وقلبه ليُريه القسم المختوم ، مباشرة أمام عينيه


وين شي: “ انظر إلى ختم التوقيع .”


في الواقع لم يكن هناك أي داعٍ لتفسير تفاصيل كهذه له. 

ففي النهاية، وين شي هو من يفكّ القفص


لم يكن ممكنًا لشيه وون أن يفعل ذلك بقدراته ؛ تمامًا مثل 

شيا تشياو والآخرين ، لن يغيّر شيئًا سواء عرف شيه وون الحقيقة أم لا


لكن أمام شيه وون، لم يستطع وين شي أن يمنع نفسه


كان من الصعب تحديد السبب الدقيق وراء هذا القرار


ربما لم يرغب أن يبدو وكأنه يعتمد فقط على وجهة نظره الذاتية


ومع الظرف يكاد يلامس طرف أنفه ، ابتسم شيه وون 

وتراجع قليلًا ليترك بعض المساحة : “ أراه .”


الرسائل كانت بالفعل مكتوبة بخط يد إنسان


و من الناحية الصارمة ، لم تختلف كثيرًا عن اليوميات ، 

لكن الأمر لم يكن كذلك مع ختم التوقيع


و كما قال وين شي سابقًا ، كان عليهم جمع كل المعلومات 

والأدلة بالضبط لأن ليس كل شيء في القفص دقيقًا


وبعد المقارنة سيكون من الأسهل بكثير تحديد ما هو 

حقيقي وما هو زائف


حتى وإن كان وعي سيد القفص يتحكّم في المعلومات المقدَّمة ، 

فلن يتمكّن أبدًا من ضبط كل التفاصيل ،

دائمًا يكون هناك شيء يتسرّب وسط الأكاذيب ،


الختم الدائري على الظرف يحمل تاريخ : 6 مايو 1918


كما أن هناك تاريخ على الختم يشير إلى إعادة الرسالة إلى 

المرسِل : 17 مايو 1918


وكلاهما تطابق مع التاريخ المدوّن في توقيع السيد لي بنهاية الرسالة


أخذ شيه وون الرسالة من يد وين شي

وبينما يتصفحها قال: “ ما كان التاريخ في اليوميات؟”


أخرج وين شي اليومية من جيبه وفتح على الصفحة المثنيّة الزاوية


وعند رؤيته للتاريخ ، عبس قليلًا : “ 19 مايو "

وبينما شيه وون يمسك صفحات الرسالة ، تابع : “ يا لها من 

صدفة ، إنه نفس يوم وفاة المربية .”


لم يكن السيد لي قد ذكر السنة الدقيقة لوفاة المربية


ولكن عندما نظر وين شي إلى اليوميات ، خامره فجأة شعور 

قوي أن “19 مايو 1913” لم يكن على الأرجح تاريخًا اعتباطيًا كُتب عابرًا


بدأ وين شي يفتش في صندوق الرسائل من جديد


هذه المرة كان هدفه واضحًا للغاية — إن كانت المربية قد 

شنقت نفسها فعلًا في ذلك اليوم من تلك السنة ، فهناك 

احتمال كبير أن السيد لي قد ذكر الأمر في رسالة ، 

نظرًا لعادته في مراسلة زوجته باستمرار ——-


كان السيد لي شخصًا منظّمًا ؛ فقد رتّب جميع الرسائل التي 

تلقّاها حسب التاريخ

و بسرعة عثر وين شي على الرسائل من قبل خمس سنوات، 

وانتقى ثلاث رسائل مؤرخة بعد شهر مايو ——


وقبل أن يشرح وين شي سبب ذلك ، كان شيه وون قد انتزع بالفعل رسالة من يده

“ رسالة لكل شخص . هكذا سننتهي أسرع .”

 

عندما سمع شيا تشياو ذلك، أخذ بدوره رسالة، رغم أن 

ملامحه كانت متحيرة للغاية


شيه وون: “ هل تعرف ما الذي تبحث عنه؟”


كان وجه شيا تشياو قد احمرّ بالفعل ، ولونه هذا دلّ 

بوضوح على أنه لا يملك أدنى فكرة


اتجهت نظرات شيه وون نحو وجه وين شي، 

لكن لم يكن واضح ما الذي يدور في ذهنه في تلك اللحظة


ربما كان يتأمل الفارق الكبير بين وين شي وشيا تشياو

رغم أنهما ' أخوان ' من نفس العائلة


شيه وون: “ تحقق مما إذا كانت الرسالة تذكر شيئًا عن وفاة المربية .”


أومأ شيا تشياو بسرعة وبدأ بفتح الرسالة


فتح وين شي فمه ليتحدث ، لكنه أغلقه مجددًا ، 


وخفّض نظره وبدأ يمزق الظرف


وبعد لحظة قصيرة ، لم يستطع منع نفسه من أن يسأل: “ كيف عرفت ذلك ؟”


رفع شيه وون بصره نحوه سريعًا ثم انحنت عينيه بابتسامة 

وهو يفتح الرسالة : “ وهل أنت الوحيد المسموح له أن يكون ذكيًا ؟”


كان ينبغي لوين شي أن يردّ ساخرًا أو يتجاهله كعادته


لكن هذه المرة ، 

حدّق في شيه وون للحظة طويلة ، 

ثم فجأة أبعد نظره وقال ببرود : “ نعم .”


صدر صوت طقطقة قريب—كان شيا تشياو قد رفع رأسه بسرعة مفرطة 

نظر إلى الغا خاصته بدهشة ، وللحظة لم يستطع أن يقرر 

ما إذا كان غا يتصرف بغرابة فحسب ، أم أن أحدًا قد انتحل هويته


حتى شيه وون ألقى نظرة نحوه


لكن وين شي لم يتحدث مجددًا


فقط انحنى برأسه وبدأ يقرأ محتوى الرسالة في يده


هذه رسالة جوابية من زوجة السيد لي، شو يارونغ


تاريخ الختم كان 2 يوليو 1913، بينما توقيع الرسالة مؤرخ في 14 يونيو 1913


وبمجرد أن وصل إلى السطر الثاني ، وجد ما يتعلق بالمربية 


[ في الماضي كنتَ تكتب دائمًا عن كبير الخدم وعن الشاب من عائلة شين ، 

لكن هذه الأخت تساي لم تكن تُذكر كثيرًا . 

قلت فقط إنها جاءت للإقامة في منزل عائلة شين مع ابنها آ جون ، 

لذا لم أتوقع أن تكون إشارتك إليها هذه المرة مرتبطة بمثل هذا الحادث . 

إن الأمر حقًا محزن للغاية ، لماذا قد تشنق نفسها فجأة هكذا ؟

ذلك الابن آ جون، أليس في نفس عمر الشاب من عائلة شين—تسع أو عشر سنوات؟ 

وهو بلا أحد يعتمد عليه في هذا العمر الصغير 

ماذا سيفعل من الآن فصاعدًا ؛ عليكم أن تعتنوا به جيدًا ]


رغم أن الرسالة لم تحتوِي على الكثير ، إلا أنها كافية لتؤكد 

شيئًا واحدًا—المربية تساي توفيت بالفعل في 19 مايو 1913


ركّز وين شي على السؤال الأول في الرسالة ثم رفع رأسه فجأة ويسأل :

“ من معه رسالة أغسطس ؟”


شيه وون: “ أنا "


وين شي: “ هل ذكر سبب شنق المربية نفسها ؟”


عادةً ، بما أن شو يارونغ قد سألت عن سبب انتحار المربية المفاجئ ،

 فالأرجح أن السيد لي ناقش الأسباب في رسالته التالية ،

 وفي هذه الحالة ، من المحتمل جدًا أن شو يارونغ 

قد أشارت إلى ذلك في ردّها


وكما كان متوقع ، أشار شيه وون إلى سطر في رسالته وقال: “ حريق .”


اختيار تلك الكلمة كان قديمًا بعض الشيء ، ونظر وين شي 

إلى شيه وون بنظرة ثم أخذ الرسالة منه


كُتب فيها —-

( رسالة رد من الزوجة ) 

[ على الرغم من الخطر الشديد لاشتعال ستائر السرير ، 

إلا أن الآنسة شين ( شين مانيي ) قد نجت في النهاية ، ولم تُصب بأي أذى . 

كل ما كان على المربية تساي فعله هو تقديم اعتذار صادق 

وإيلاء المزيد من الاهتمام في المستقبل . 

في أسوأ الأحوال بإمكانها الاستقالة من وظيفتها والعودة إلى منزل عائلتها ،،،

لماذا كان عليها أن تأخذ الأمر بهذه القسوة ؟

آههخ لست في مكان يسمح لي بالتعليق ، إذ إن هناك الكثير 

مما لا أعلمه . 

أشعر فقط أن هذه المربية تساي كانت أيضًا مثيرة للشفقة .

هل تعافت الآنسة شين ( مانيي ) ؟ 

في رسالتك ، قلت إن الحمى لم تخفّ . 

أنا قلقة بعض الشيء أيضًا ، فهي في نفس عمر نانان خاصتنا . 

ليس لدي أي فكرة عن شكل الفتاة الشابة ، لكن عقلي 

يمتلئ بوجه حبيبتنا في كل مرة أراك فيها تذكر الآنسة شين في رسالة . 

إنه أمر مرعب دائمًا إذا أصيب طفل بالحمى ، لذا يجب أن تعتني بها جيدًا ، فهي لا تزال في طور النمو ]


على الرغم من وجود بضعة أسطر فقط ذات صلة في الرسالة ، 

إلا أنه لا يزال بالإمكان فهم الموقف العام منها


يفترض أن المربية تساي كانت مهملة بعض الشيء في ذلك 

اليوم وأشعلت النار في شيء ما في الغرفة ، 

وكادت أن تتسبب في حادثة مع شين مانيي


و لحسن الحظ تم إخماد الحريق في الوقت المناسب ، 

وتجنب وقوع مأساة ؛ و كان الأمر مجرد إنذار كاذب


لكن المربية تساي لم تستطع التغلب على ذلك


تمامًا كما قال السيد لي في رسالته ، كانت في السابق فتاة 

شابة في عائلة محترمة ، 

وجاءت إلى منزل عائلة شين فقط بعد أن عانت أسرتها من 

صعوبات مالية ، لذا كانت غالبًا تكون مكتئبة



ربما كانت خائفة من أن تُلام على الحريق ، أو ربما اعتقدت 

أن حياتها اليومية لا تحمل الكثير من المعنى 

و بغض النظر ، في لحظة يأس ، أقدمت على إنهاء حياتها


في الرسالة التي أخذها شيا تشياو التي تعود لشهر أكتوبر ، 

كان هناك ذكر أقل لهذه الحادثة


كانت السطور الوحيدة ذات الصلة هي: [ هل ما زلت تتذكر 

عائلة تشو من مقاطعتنا ؟ 

كان طفلهم الثالث يعاني من حمى شديدة عندما كان صغير ، وانتهى به الأمر في هذه الحالة أيضًا . 

مرضه مشابه تمامًا لمرض الآنسة شين ( مانيي ) ]


قام وين شي بطي الصفحات مجدداً ووضعها في أظرفها 

ثم اتجه نحو باب الفناء حاملًا الصندوق 


وضع تلك الرسائل ، التي كانت في يوم من الأيام مدفونة في 

قاع البئر ، في يدي السيد لي


حدّق المعلم الذي يرتدي السترة بشكلٍ فارغٍ في الصندوق النحاسي


ثم رفع نظره إلى الأعلى ، كما لو أنه لا يزال جالسًا في ذلك 

البئر المظلم الخالي من السماء


باستثناء أنه هذه المرة ، كان قادرًا على رؤية حواف السقف والقمر


بأصابع مرتعشة ، فتح الصندوق النحاسي على عجل وقلّب محتوياته بتوتر 


بمجرد أن رأى أن مرسِل كل رسالة هو تشو يارونغ، هبطت 

كتفاه أخيرًا ببطء


بعد ذلك، عانق الصندوق قريبًا منه كما لو أنه يحمل كل ممتلكاته بين ذراعيه


في تلك اللحظة انطلقت خصلات الضباب الأسود التي تطفو 

حوله فجأة، مثل حشد من الأفاعي التي استيقظت فجأة، 

وبدأت تظهر عليها علامات الهيجان



تذكر هذا الشخص المشوّش أخيرًا ما كان يريده ،،،


تذكر كل ما لم يستطع تحمّل فراقه ،،، 


كل ما لم يستطع التخلي عنه ،،، 


تذكر هوسه الأقوى والأعمق قبل الموت ،،،


 تذكر السبب الذي جعله يدور في هذا العالم لفترة طويلة 

دون أن يرحل أبدًا ،،،


تمامًا مثل شين مانيي في وقت سابق …….


مثل السيوف غير المتحكم فيها 


النحيلة مثل أوراق شجر الصفصاف ، 


تحرك الضباب الأسود إلى الخارج ، 

تاركًا عدة جروح رقيقة للغاية ولكنها عميقة للغاية عندما 

مرّت بذراعي وين شي


ومع ذلك ، لم يتجنّب وين شي الضباب ، ولم يبتعد


وسط الضباب الأسود الملتوي والمدمر ، انحنى وسأل 

السيد لي: " ما نوع المرض الذي كانت تعاني منه شين مانيي ؟"


حدّق به السيد لي ثم التقط غصن وكتب بصلابة في طين الحديقة :

 [ لا تحتفظ بالذاكرة ، 

ولا يوجد نمو جسدي أو عقلي ]


التفت وين شي لينظر إلى شين مانيي


بينما تدلّك أصابعها ، مالت الفتاة الشابة برأسها إلى الخلف 

وحدّقت به في حيرة


وين شي : " كم عمركِ؟"


بدأت الفتاة الشابة في العدّ على أصابعها


على الرغم من أنها عدّت بوضوح حتى ستة عشر ، قالت 

بهدوء: " أنا في الحادية عشرة ."


كانت على وشك الموت في حريق ، 

وشهدت أيضًا بنفسها المربية تساي—الشخص الذي ساعد 

في تربيتها، الشخص الذي خاط لها الشرائط  —وهي تشنق 

نفسها من عارضة السقف …..


نافذة تلك الغرفة تطل على الحديقة الخلفية


في الماضي عندما كانت شين مانيي تتأرجح على الأرجوحة المعلقة ، 

كانت المربية تساي تجلس بجوار النافذة وتعمل على خياطتها


و كل فترة ، كانت ترفع نظرها نحو شين مانيي وتحذرها من 

التأرجح عالياً جداً وإلا قد تسقط


كانت النافذة مفتوحة في ذلك اليوم أيضًا


كانت المربية تساي لا تزال بجوار النافذة — كانت معلقة 

عالياً في الهواء


و عندما هبت الرياح إلى الغرفة ، دارت ببطء في دائرة على الحبل



أصيبت شين مانيي بحمى متقطعة لأكثر من نصف شهر ، 

وكانت تحلم طوال تلك الفترة


حلمت أنها كانت تلعب الغميضة مع أشقائها الصغار وآ جون


و أخذت الأمر على محمل الجد واختبأت تحت السرير ، 

ملفوفة بستائر السرير المتدلية ، 

لكنها نامت عن طريق الخطأ


و عندما استيقظت من سباتها وفتحت عينيها مرة أخرى، 

كانت محاطة بالنيران


حلمت أيضًا أنها زحفت خارج النار وقابلت مشهد حذاء 

المربية تساي المطرز معلقًا عالياً في الهواء



نامت لفترة طويلة جدًا واستيقظت تدريجيًا فقط عندما 

توقفت عن رؤية تلك الأحلام


من تلك النقطة فصاعدًا ، توقف الزمن إلى الأبد بالنسبة لها، 

وتجمدت في ذلك الصيف من عام 1913



خلفت الحمى آثار


استمر شقيقها وشقيقاتها الأصغر في النمو ، وكذلك آ جون، 

لكنها ظلت بنفس الحجم من البداية إلى النهاية


و كلما تمزقت ملابسها ، كانت تذهب وتجلس على السرير 

في غرفة النوم في الطابق السفلي وفسّاتينها بين ذراعيها 

وتنتظر المربية تساي لتأتي وتصلح التمزقات


كلما حلّقت عالياً على الأرجوحة ، كانت تدير رأسها لتنظر 

إلى النافذة وتلوّح في اتجاهها


لم يعد السيد لي يصرّ على أن تكمل واجباتها المدرسية، 

وتوقفت المربية تساي أيضًا عن تعليمها الفنون المنزلية


ونتيجة لذلك، كان لديها وقت فراغ وفير للّعب



أكثر ما أحبته كان في الواقع الأرجوحة ، ولكن لسبب ما، كان 

الناس في منزلها دائمًا غير سعداء


أرادت أن تجعل الجميع يضحكون ، لذا ابتكرت العديد من 

الألعاب وجعلت الكثير من الناس يلعبون تلك الألعاب معها



كان آ جون الأكثر تعاسة ، ولهذا السبب كانت دائمًا تتأكد من إحضاره معها


فبعد كل شيء كانت هي الأخت الكبرى


باستثناء — لم تستطع هذه الأخت الكبرى اللعب مع 

أشقائها الصغار لفترة طويلة حتى ماتت في صيف عام آخر


كان آ جون حزينًا بشكل خاص في ذلك اليوم ، لذا فعلت كل 

ما في وسعها لإسعاده ؛ 

ضحكت وعبثت ، طوال الطريق حتى اختبأت في الأريكة



كان ذلك اليوم هو التاسع عشر من مايو


وهو نفس اليوم الذي طاف فيه طرف فستان المربية تساي 

لأول مرة عبر عتبة النافذة


في ذلك العام ، كان كل من أخوها مانشنغ وآ جون في 

الخامسة عشرة من العمر


كانا طويلين بالفعل مثل البالغين ، بينما لا تزال في الحادية 

عشرة من عمرها ، فتاة شابة نحيلة


يوجد غبار وشباك عنكبوت تحت الأريكة ، تمامًا مثل 

المساحة الموجودة تحت السرير ، والتي كانت تختبئ فيها 

عندما كانت تلعب الغميضة


كان الفرق الوحيد هو أنها لم تكن بحاجة إلى ثني رقبتها 

وأطرافها للعب الغميضة ، ولم يكن الأمر مؤلمًا


كان الأمر كما لو أن كل شيء قد سافر عبر الزمن : حياة مقابل حياة


جثمت الفتاة الشابة بجوار باب الفناء


شيئًا فشيئًا ، تلاشى تعبيرها الحائر ، وانسحبت زوايا فمها ببطء إلى الأسفل


في تلك اللحظة ، ما كان يربطها بالقفص ارتخى لفترة وجيزة ، 

واهتز قصر شين بأكمله كما لو أنه قد أصيب بزلزال غير متوقع


بسؤال واحد —— ، أيقظها وين شي



أصيب شيا تشياو بالخوف ، وثبّت نفسه من خلال الجلوس 

في نصف قرفصاء و قال في حالة من الذعر: "ما الذي يحدث ؟"


شيه وون: " القفص سيتفكك قريبًا ."


شيا تشياو: " حقا ؟ لماذا ؟"


: " تخيل أنك تختبئ خلف ستارة وفي قبضتك عدد لا بأس به من الكرات ،،

و فجأة تسقط بعض تلك الكرات بشكل لا يمكن السيطرة عليه ،،، ألن تسرع للخروج والتقاطها ؟"


: " نعم "


: " الأمر ينطبق على نفس المبدأ هنا ..." بدأ شيه وون 

بالسير نحو وين شي : " أخوك الأكبر يستدرج سيد القفص للخارج ."


عندها شعر شيا تشياو فجأة أن لا شيء آمن حولهم

و بدا وكأن شخص ما يحدّق بهم دائمًا من الخلف ؛ 


ففي النهاية ، لم يظهر سيد القفص بأي شكل من الأشكال


: " أين يمكن أن يكونوا مختبئين؟"



دون أن ينظر إلى الخلف ، قال شيه وون: " أي مكان ممكن ، 

طالما أن الشخص يستطيع الظهور فيه ."


{ أي مكان ؟ }

ألقى شيا تشياو نظرة متوترة خلفه ثم أسرع في اللحاق بهم


عندما توقف شيه وون بجوار وين شي، رفع يده وأبعد أثر من الضباب الأسود

و بينما يفعل ذلك، سمع وين شي يسأل السيد لي 


: " أين كنت تحاول الذهاب بصندوق الرسائل ؟"



تأرجح السيد لي بسبب الهزات وكتب كلمتين على الأرض 

باستخدام الغصن: [ مركز الشرطة ]



بعد فترة وجيزة ، أضاف كلمة أخرى تحت الكلمتين 

الأولى [ المنزل ] ( منزله مع زوجته وبنته )


: " كنت ستذهب أولاً لتقديم بلاغ في مركز الشرطة ، 

ثم كنت ستعود إلى المنزل برسائلك ، ولن تعود أبدًا . 

هل هذا صحيح ؟"


لقد مر وقت طويل جدًا منذ أن فكّر السيد لي آخر مرة في 

موضوع هذا السؤال ، 

لذا عندما غادرت هذه الكلمات فم وين شي بوضوح، 

انكمش السيد لي لا شعوريًا إلى الخلف


كان هذا موقفًا من الخوف والنفور


و بعد فترة جيدة ، انتهى به الأمر بضمّ يديه إلى قبضتين 

وأومأ برأسه 


هذا صحيح ، لقد نسي كل شيء تقريبًا


كان سيذهب لتقديم بلاغ في مركز الشرطة ، وبعد ذلك ، 

كان من المفترض أن يعود إلى المنزل


لم يكن شخصًا شجاعًا بشكل خاص


حتى لو اكتشف حقيقة شيء ما، فلن يقول أي شيء بشكل صريح


في ذلك الوقت، كان قد خطّط لكل شيء بدقة : بمجرد أن 

يحلّ الليل ، سيأخذ صندوقه النحاسي الثمين ، 

بالإضافة إلى رسالة ليسلمها للشرطة

ثم سيغادر عبر الفناء الخلفي حتى لا ينبه أي شخص آخر


لم يكن الجدار المحيط بالفناء الخلفي طويل

و إذا قام بتكديس حجر فوق البئر ، يمكنه الوقوف على 

أطراف أصابعه والقفز بسهولة فوق الجدار ؛ 

لم تكن مشكلة حتى لشخص في مثل طوله



و خوفًا من أن يبالغ الآخرون ( ساكني المنزل ' الاولاد 

والموظفين ) في التفكير به أو يشعروا بالقلق عليه ، 

ترك ملاحظة قصيرة على طاولة القهوة تفيد بوجود أمر 

عاجل قد طرأ في منزله ، يتطلب رحيله المؤقت ،


بعد ذلك ، شقّ طريقه إلى جدار الفناء الخلفي وهو يحمل 

أهم ممتلكاته بين ذراعيه


لكنه لم يتوقع أبدًا أن يكون شخص ما في انتظاره بالفعل هناك



و بينما يسقط في البئر والحبل الملفوف حول عنقه ، 

سمع ساعة الجد في صالة معيشة قصر شين تدق مرة واحدة ، 

مثل دقات جرس عند مدخل العالم السفلي


في تلك اللحظة ومضت العديد من الأفكار في ذهنه


و فكّر { ما كان يجب أن أعدّل الوقت على ساعة الجد


كل ليلة عندما تدق الساعة ، يستيقظ كبير الخدم لفترة 

ويقوم ليشرب كوبًا من الماء

لو لم يتم تعديل الساعة ، لكان كبير الخدم قد استيقظ في 

وقت أبكر قليلاً ، ولكان بالتأكيد قد اكتشف ما كان يحدث 

في الفناء الخلفي …. 

و ربما كان كبير الخدم قد يُنقذ حياتي …


لن يتمكنا تشو يارونغ ونانان من استلام رسائلي مجدداً ،،

هل سيبكيان بسبب هذا ؟


كم سيكون رائعًا لو كان كل هذا مجرد حلم …


هذا بالتأكيد حلم … }


منذ ذلك اليوم ، كل ليلة طويلة لا تنتهي ، كان السيد لي 

يجلس دائمًا على سريره في تلك الغرفة بعد أن ينام الجميع


يدون ملاحظاته للخادم ، ثم قبل أن يستيقظ أي شخص ، 

يتجه إلى الخزانة للبحث عن صندوق رسائله النحاسي


كان ذلك مملوكًا لعائلته و لطالما احتفظ به فسيكون قادرًا 

على مغادرة هذا المكان


لكن رغم أنه بحث عنه كل ليلة ، لم يستطع أبدًا العثور 

عليه… حتى اليوم


عانق صندوق الرسائل بإحكام وكتب بكثافة كلمات أخرى 

على الطين باستخدام الغصن : [ هل يمكنني العودة إلى المنزل الآن ؟ ]


عندما كتب الكلمة الأخيرة ، بدأ قصر شين يهتز بعنف أكبر


متذكرًا ما قاله شيه وون سابقًا ، بدأ شيا تشياو بالعدّ في 

صمت : كرتان قد سقطت


كان من المحتمل أن سيد القفص بدأ يشعر بالقلق حقًا ، 

لأن القصر كله امتلأ فجأة باللون الذهبي المحمر

و انعكست ألسنة اللهب المتلألئة على الجدران ، 

ويوجد عدة ظلال ترتجف في اللهب


تبع ذلك موجة لا تنتهي من الأصوات المقرمشة ، مثل 

صوت حرق الحطب في فرن


ثم اجتاحتهم رياح حارة قادمة من أعماق الممر ، 

وأدت موجات الحرارة إلى تشويه كل الخطوط المستقيمة في المكان


بدا وكأنهم في وسط حريق غريب — كل شيء موجود إلا النيران


وبمجرد أن مرت هذه الفكرة في ذهنه ، رفع وين شي رأسه ونظر نحو نهاية الممر


صرخ أحدهم من بعيد : “ أغلقوا الباب !!!”


لم يكن الصوت عالياً أو واضحًا بشكل خاص ، لكنه قويًا بما 

يكفي ليخترق آذانهم مباشرةً


و قبل أن تنتهي الكلمة الأخيرة من “الباب”، اندفعت عدة 

هيئات من الزاوية وركضت نحوهم بجنون


تداخلت خطواتهم الفوضوية وارتدت صداها عبر الممر كله ، 

مما خلق جوًا متوترًا وقلق


دا دونغ في مقدمة المجموعة

و أثناء ركضه ، لوّح بذراعيه وهو يصرخ : “ حريق ! الحريق يلاحقنا !”


استيقظ كل من كانوا نائمين في غرفهم على الفور بطريقة ما


رغم أنهم لم يكونوا كثيرين ، إلا أنهم نجحوا في خلق مشهد 

مثير للخوف أثناء الركض


شيا تشياو كان مرتبكًا تمامًا ، وصرخ : “ما الذي يحدث ؟”


: “ لقد حلمت!” تجاوز سون سيتشي بسرعة دا دونغ متجهًا 

مباشرة نحو شيا تشياو

و نظرًا لقوة اندفاعه ، اضطر شيا تشياو للتراجع عدة 

خطوات عندما اصطدم به سون سيتشي ، وارتطما بالجدار


: “ أنا—كنت تلك— الجدة ! ( الطباخة ) ” كافح سون 

سيتشي للوقوف بجانب الحائط : “ كنت متجهًا إلى تلك الغرفة الصغيرة لتجديد زيت شموع الخلود ، 

لكن الغرفة اشتعلت فجأة !”


تجمد شيا تشياو : “ ماذا حدث بعد ذلك؟”


سون سيتشي : “ بعد ذلك، اشتعل الحريق فعليًا ! 

بدأ المبنى كله يحترق !”


وين شي : “ من أشعل الحريق؟”


: “ آ جون!” تفاجأ سون سيتشي للحظة عندما خرج هذا 

الاسم من فمه


بدأ المبنى يهتز أكثر ، وبدأت النوافذ في الطابقين تهتز بعنف


كان واضح أن سون سيتشي اندمج مع شخص ما في القفص عبر حلمه ، 

مما جعله يحلم عن تجارب طباخة عائلة شين


عادةً في مثل هذه الحالات ، كان ينبغي أن يظل نائمًا حتى 

يقوم وين شي بفك القفص ، لكنه استيقظ بشكل غير متوقع


وين شي : “ كيف استيقظت ؟”


غطى سون سيتشي خده بيده وأشار إلى شخص خلفه : 

“ لاو ماو صفعني عدة مرات !”


رفع وين شي رأسه ورأى لاو ماو يركض في آخر المجموعة


وعندما استدار لاو ماو حول الزاوية واندفع نحوهم ، 

اندفعت موجة طويلة من النيران مباشرةً نحوه مع دوي


و في لحظة ، ابتلع اللهب الأشخاص الذين كانوا لا يزالون يركضون


صرخ سون سيتشي وشيا تشياو في آن واحد ، وشعروا 

بقشعريرة تجمد دماءهم


في تلك اللحظة بالذات ، ارتجفت أصابع شيه وون في الهواء إلى جانبه


وفورًا بعد ذلك ، انطلق صرخة طويلة وعميقة من النار


مثل عاصفة رياح تصفر عبر سلسلة من التلال المليئة بأشجار الصنوبر


جناح ضخم مغطى بالكامل بالذهب مرّ عبر بحر النيران ، 

تاركًا خلفه جدارًا هائلًا لا يُقهر من الرياح ——-


و اصطدم اللهب الغاضب مباشرةً بجدار الرياح وتفجر على 

الفور إلى الخارج مثل زهرة لوتس نارية ضخمة


ومع ذلك —- لم تتطاير أي شرارة على بقية الفريق


خرج دا دونغ ، تشو شو ، ولاو ماو من النيران ، 

سالمين تمامًا بفضل مرور الجناح الذهبي


و بانعكاس ضوء اللهب ، استداروا للنظر خلفهم مذعورين ، 

لكن كل ما رأوه كان صورة باقية لجناح ذهبي


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي