القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch48 بانغوان

 Ch48 بانغوان



كان تشو شو في حالة من الذهول : “ما هذا ؟”


أما دا دونغ فكان مذهولاً أكثر منه : 

“ طائر الدابنغ ذو الجناح الذهبي على الأرجح .”


ما إن نطق بذلك ، حتى ضعفت ركبته ، وكاد يسقط على ركبتيه


لم يكن يحاول التمثيل أو المبالغة—فدا دونغ شعر فعلاً بدوار شديد ، 

كما لو أنه ركض ماراثونًا كاملاً وروحه الآن تسبح خارج جسده ،

فمدّ ذراعه حول كتفي تشو شو محاولًا استجماع أنفاسه


أما تشو شو — فكان غير مدرك تمامًا ، فالتفت إلى دا دونغ 

بدهشة : “ أنت من استدعاه يا الرجل القوي ؟”


{ ما علاقتي أنا بهذا ؟؟ }


كان دا دونغ على وشك الرد ، حين لاحظ أنه قد أطلق فجأة 

خيط الدمى الملفوف حول أصابعه ؛ امتد الخيط إلى أعماق 

النيران المتراجعة —- وهكذا ، صُدم دا دونغ أيضًا


إلا أن الدوار أعاق قدرته على التفكير


وفي لحظة اتساع عينيه ، تقيأ قليلًا وجلس على الأرض

 

سار تشو شو مسرعًا لدعمه : “ ما بك ؟!”

ثم نادى لاو ماو للمساعدة ، إلا أنه اكتشف 

بسرعة أن لاو ماو لايزال مذهول ، قال تشو شو لدا دونغ :

“ هو خائف أيضًا ”

و بسبب طائر الدابنغ ذو الجناح الذهبي الوسيم للغاية الذي 

ظهر قبل قليل وساعدهم ، انحنى تشو شو بإعجاب وفرك 

ظهر دا دونغ لطمأنته


بالطبع، لم يكن لاو ماو خائفًا —- فهو من أطلق تلك الضربة 

الجناحية ، فلماذا يخاف منها ؟ 

علاوةً على ذلك، لم يكن سوى ظل جناحه الذي أرسله 

بحركة من يده خلف ظهره


لم تكن صورة جناحي طائر الدابنغ ذات الجناح الذهبي 

الحقيقية ، بل مجرد صورة غير مادية


{ لكن هؤلاء الحمقى الصغار لن يدركوا الفرق لأنهم لا يعرفون ،،،  وكلمة طائر الدابنغ ذو الجناح الذهبي 

أول ما جاء على ألسنتهم … يا له من هدر لجهدي }


لقد ذُهل لاو ماو لأن هناك شيئًا آخر لم يستطع تفسيره—{ خفق جناحي الواحد يكفي لإضعاف جوهر القفص إلى حد معين ، ومن يقف قريب جدًا قد يشعر بعدم استقرار روحه


أما هذه النار ، فهي مجرد نار عادية ، فلماذا شعر رئيسي 

فجأة بضرورة التدخل ؟


لإلغاء القفص ؟ لا يمكن لشيه وون إلغاء أي قفص في الوقت الحالي ...


لإنقاذ الناس ؟ هذا ليس ضروريًا أيضًا ، فوين شي قادر 

تمامًا على التعامل مع هذا الموقف …. 

حتى لو لم يفعل شيه وون شيئ ، لما أصاب هؤلاء الأشخاص أي مكروه .. }


لكن لاو ماو فهم الأمر سريعًا ، 

لأنه بين الأماكن التي اجتاحت فيها النيران ، التقط رائحةً معينة ——-


كانت رائحة روح 


تحتوي على عطر خافت وبارد من البرقوق الأبيض ، 

وتسرّبت بشكل شبه غير محسوس من زاوية مجهولة


لاو ماو كان مألوفًا جدًا بهذه الرائحة …


هو بالضبط ما يبحث عنه وين شي


المخلوقات الروحية ، بطبيعتها ، شديدة الحساسية لهذا 

النوع من الروائح


فعلى سبيل المثال ، هذا ينطبق على الدمى ، أو شين مانيي 

والسيد لي في هذا القفص… 

وكذلك وين شي نفسه ، الذي لم يكن حيًا ولا ميتًا


ومع ذلك —— ، في هذه اللحظة —— ، 

لم يلتفت وين شي إلى الرائحة —— ، لأن كل انتباهه كان 

منصبًا على الضربة الجناحية التي حدثت قبل قليل —— ،


حدق بلا رمش إلى نهاية الممر ، 

على الرغم من أن أثر الجناح الذهبي الضخم قد اختفى بالفعل

و لم يبقَى سوى اتساع الظلام ، مع أصوات فارغة للحديث بين الناس


كانت محادثة تشو شو ودا دونغ تتردد في الممر مثل 

ضوضاء بيضاء غير واضحة ومصطنعة


أما صوت شيا تشياو فلم يكن واضح أيضًا، 

كما لو أنه يتحدث من خلف طبقة من الزجاج المثلج


“ يا غا هل كان ذلك حقًا طائر الدابنغ ذو الجناح الذهبي؟”


انفتح فم وين شي وهو ينطق بصوت منخفض وخشن قليلًا :

“ لا ”


فالرياح التي أحدثها طائر الدابنغ ذو الجناح الذهبي كانت عاصفة عنيفة ، عاصفة هوجاء


أي شخص يشهدها سيفقد بصيرته


أومأ شيا تشياو برأسه ، وصار صوته أصغر وأقل وضوحًا :

“ إذًا لماذا تواصل النظر إلى هناك ؟”


لأنه تذكّر شيئًا… ———- 


في اللحظة التي لوّح فيها الجناح الذهبي الضخم، تذكر 

فجأة أن هناك شخص قد وقف طويلًا خلفه يومًا ما


وبينما عاصفة شديدة تتدفق على حافة الجبل ، 

مدّ هذا الشخص يده ليغطي عيني وين شي


و قال الشخص : “ لا يجب أن تنظر إلى هذا ”


و تحت حماية اليد ، قال وين شي: “ أريد أن أعرف الشكل 

الحقيقي لطائر الدابنغ ذو الجناح الذهبي .”


الشخص: “ إذن استمع .”


ومن ثم سمع صوت الرياح وهي تنساب عبر أشجار الصنوبر اللامتناهية ؛ 

و سمع تغاريد عشرة آلاف طائر تغني معًا


كل الأجيال اللاحقة علمت أن طائر الدابنغ ذو الجناح 

الذهبي كان الدمية التي بقيت بجانب تشين بوداو لأطول فترة ، 

لكنهم لم يعرفوا يومًا شكل طائر الدابنغ الحقيقي


كل ما استطاعوا فعله هو التخيل


تخيلوا شكله المحتمل ، لون جناحيه — تخيلوا مدى 

عظمته وروعة منظره وهو يحلق في السماء


و بناءً على الشائعات المتداولة عبر السنين ، يمكنهم رسم صورته التقريبية


بعيدًا عن تشين بوداو وطائر الدابنغ نفسه ، لم يشهد أحد 

في هذا العالم الشكل الحقيقي لطائر الدابنغ ذو الجناح 

الذهبي من قبل ، بما في ذلك وين شي نفسه


ومع ذلك ، عندما رأى ذلك الجناح الذهبي يمر عبر الممر ، 

شعر وكأنه يلتقي بصديق قديم من جديد ——-



سمع شيا تشياو يتحدث مجدداً ، عن رائحة تشبه عطر 

البرقوق الأبيض الذي ظهر على وين شي سابقًا


سحب شيا تشياو وين شي إلى عمق الممر ، ورأوا دا دونغ 

جالس على الأرض ، وخيط دمية طويل ممتد من يديه


وكان لاو ماو وتشو شو يحاولان رفعه عن الأرض


انفتح فم تشو شو وواصل الحديث عن شعوره عند رؤية 

الجناح عن قرب، عن شدة الرياح، وبريق الريش الذهبي


قال إن الحالة الروحية لدا دونغ لم تكن قادرة على تحمل 

قوة الانفجار ، ولهذا السبب استغرق تعافيه وقتًا طويلاً


وأضاف أنه من المؤسف أن ضربة جناح واحدة فقط هي التي تجلت


لو أنهم تمكنوا من رؤية الطائر ذو الجناحين بالكامل ، 

لكانت بالتأكيد تجربة مذهلة تفوق الوصف


جلس دا دونغ هناك وعيونه واسعة، يومئ بلا وعي وهو يلف 

خيط الدمية ببطء


كل شيء منطقي و معقول ومتسق ، ولم يكن هناك أي ثغرة في المنطق


وقد قبل شيا تشياو والبقية ذلك بالفعل على أنه الحقيقة


لو كان وين شي قد خرج لتوه من بوابة النسيان ولا يتذكر 

شيئًا على الإطلاق ، ربما كان ليصدّق ذلك أيضًا


أو بالأحرى ، لم يكن ليهمّ إن صدّق أم لم يصدّق، 

لأن هؤلاء الأشخاص في الأصل لا علاقة لهم بالأمر


والحادث الذي وقع قبل لحظة ، كان ليزول وسط حماس 

ودهشة الآخرين دون أن يثير أي أثر يُذكر


لكن ، للأسف ، لم يكن هذا وين شي الحالي وين شي السابق


لقد تذكّر أجزاءً من ماضيه ، فلم يعد بمقدوره التظاهر 

باللامبالاة أو الهدوء


و صدفةً كان وين شي قد استغل دا دونغ كوسيلة لتحقيق غاية في وقت سابق ch32

ونتيجةً لذلك ، عندما رأى خيط الدمية الذي أُلقي فجأة ، 

لم يكن حدسه الأول أن شخصًا ما قد أطلق فجأة قوة كامنة بداخله مثلما فعل 


فمهما امتلك دا دونغ من إمكانات خفية ، لم يكن بمقدوره 

أبدًا إصدار شيء يبدو مألوفًا لوين شي بهذا الشكل


لم يكن ذلك إلا مجرد تمثيل ——


{ مما يعني…


أنه … بخلافي ، يوجد شخص آخر في هذا القفص قادر على 

القيام بمثل هذا الفعل —


عن طريق التحكم في الدمى — هذا الشخص قادر على 

التحكم في دا دونغ عن بُعد مثلما فعلت سابقاً 

وجعله يطلق خيطه دون أن يدرك ذلك على الإطلاق


و دميته تحتوي على ظل طائر الدابنغ ذو الجناح الذهبي—

ليس كما رُوي في الشائعات ، بل الطائر الحقيقي ، الذي 

حتى أنا شعرت أنه مألوف …


و ربما هذا الشخص يعرف ويفهم أكثر من أي شخص آخر حاضر ، ولهذا السبب لم يكن يومًا مضطربًا أو مرتبكًا ، 

ونادرًا شعر بالمفاجأة أو أنه قُبض عليه غير مستعد 


لا يحب أن يكون وسط الحشد ، و دائمًا يقف على الأطراف، 

مستمعًا ومراقبًا

ولم يذكر أي شيء أو يقدم يد المساعدة إلا في اللحظات الحاسمة ، 

دون أن يترك أي دليل ملموس على فعله


حتى أنا بنفسي لم أكن قادرًا على تحديد أي شيء … }


من الماضي إلى الحاضر ، كان وين شي على علم بشخص واحد فقط قادر على إنجاز كل ذلك ، 

و أيضًا على معرفة شخصية بهذا الفرد —


{ تشين بوداو ….


و هذا الشخص يجب أن أناديه بـ ' شيفو ' 


لكن كما بدا في ذكرياتي المتقطعة وأحلامي المحدودة 

لا يبدو أنني ناديته بهذا اللقب يومًا 


كنتُ دائمًا أناديه تشين بوداو }


وعندما تذكّر هذا الاسم ، اندفعت فجأة داخله مشاعر غير 

قابلة للشرح أو الوصف ، 

بقوة أعظم بكثير مما كان متوقعًا


تمامًا كما حدث في المرة الأولى التي لمس فيها ديون الكارما التي تملأ شيه وون ، 

محيطه أصبح فجأة فارغ في غمضة عين ، كالصمت 

الطويل الذي يكسو قمة جبل سونغيون في ساعات الليل المتأخرة


و وسط ذلك الصمت ، ظهر شعور بالحزن دون سبب ظاهر 

Ch15


وأخيرًا فهم سبب تحدث شيه وون أحيانًا بطريقة مضللة قليلًا 


{ إنها نبرة صوت …. لقد شعرت أنها غريبة نوعًا ما وغامضة قليلًا }


وعند التفكير في ذلك الآن ، كانت كل تلك الأمور على الأرجح 

مجرد سهو غير مقصود ، قوة عادةً غير مقصودة


روحان قديمتان تعرفتا على بعضهما من قبل في هذا العالم 

البشري ؛ لقاء لم يُكشف بعد عن تفاصيله


لأن أحدهما قد نسي الماضي ، بينما الآخر لم ينوِي الكشف عن الحقيقة 


{ لكن ؟، لماذا لم يكشفها ؟ }



كان شيا تشياو في خضم جدال مع تشو شو حول الرائحة 

غير القابلة للكشف

فعلى الرغم من أنه شَمَّ كل أنحاء الطابق وكل زاوية ، إلا أنه 

لم يتمكن من العثور على مصدرها


من ناحية أخرى ، لم يستطع تشو شو أن يشم شيئًا على الإطلاق


ولم يكن الأمر يقتصر على تشو شو فقط


فقد ظل كل من دا دونغ وسون سيتشي يهزان رأسيهما 

بالنفي ، مما أثار قلق شيا تشياو بعض الشيء


كان خائفًا للغاية من أن تكون الرائحة مرتبطة بروح الغا الخاصة به، 

وأنهم ربما قد فوتوا دليلًا مهمًا بسبب الإهمال


وبما أن هذا الأمر لم يكن شيئًا يمكن مناقشته بسهولة مع الآخرين، 

لم يكن أمامه خيار سوى البحث عن وين شي


وبعد أن باءت محاولاته للعثور على شيء بالفشل ، 

أسرع شيا تشياو للعودة—ليجد وين شي واقفًا هناك صامتًا، 

وكأنه غارق في التفكير


كان طويل القامة للغاية ، وحتى مع انخفاض رأسه ، كان 

حوله هالة من الرزانة والوقار


شعَر شيا تشياو بطريقة غريبة ، بأنه لا ينبغي له إزعاج وين شي

فتردد للحظة ثم اقترب منه بحذر

وعندما اقترب، رأى الغا يلقي نظرة خلفه


كان في يد شيا تشياو الفانوس وعندما استدار وين شي ، 

انعكس الضوء عبر عينيه ، وفي هذه اللحظة ، 

بدا أن أعماق عيني وين شيء قد تلونّت بالاحمرار


فُزِع شيا تشياو فتوقف عن الحركة ، واختنق من شدة الدهشة


ولم يستطع سوى تتبع اتجاه نظرة وين شي


في الطرف الآخر من الممر ، كان شيه وون واقفًا في البعد البعيد


و كل من شين مانيي والسيد لي اللذان استيقظا بالفعل بجانبه ، 

وملأ الضباب الأسود الهواء من حولهم ، متداخلًا في كل مكان


وبين الممر الطويل والضباب ، لم يتمكن أحد من رؤية وجه الآخر بوضوح


انسحب شيا تشياو بنظره مترددًا


وتحت ضوء الفانوس ، كانت عينا الغا نصف مخفية في الظل ، بينما النصف الآخر مضاءً بالضوء


بدا وكأن اللمحة الحمراء السابقة كانت مجرد وهم ناتج عن زاوية النظر ، 

أو ربما مجرد خداع بصري من جانب شيا تشياو


وقد أظهر الضوء الخافت جانبًا واحدًا من ملامح وين شي


ورغم أنه جعل لون شفتيه يبدو شاحبًا ، إلا أن ملامح جسده 

كانت داكنة جدًا ، 

وبرزت خطوط حنجرته ورقبته بشكل واضح


كان جمالًا باردًا ولكنه حاد ، لا يمكن لمسه — صارم ؛ 

جمال لا يجرؤ الناس على الاقتراب منه


ارتجف شيا تشياو ووقف هناك بلا حراك


انتظر طويلًا حتى استدار وين شي أخيرًا


وعيناه عابسة قليلًا ، حدق وين شي بنظرة منخفضة على 

مساحة فارغة وهو يدّلك مفاصل أصابعه


ثم شد خيط الدمى الملفوف حول قاعدة أصابعه


قال شيا تشياو بهدوء: “ غاا .. هل… هل أنت بخير ؟”


رفّ جفن وين شي برفق، كما لو أنه خرج للتو من حالة ذهول


همهم بهمهمة غير واضحة ، واستمر في ترتيب خيط الدمى


كان صوته منخفضًا وعميقًا ، ولسبب ما، كان مبحوح قليلًا 


شيا تشياو: “ هل سمعت كل ما كنت أقوله سابقًا ؟”


: “ لا "


كان اعتراف وين شي مباشرًا للغاية ، فاختنق شيا تشياو 

للحظة ثم كرر على الفور : “ إنها تلك الرائحة ، هل تشمها الآن ؟ 

أشعر دائمًا أن الرائحة موجودة هنا في مكان ما ، 

فأنا أشمها في كل مكان أذهب إليه ، 

ولكني لا أستطيع العثور على مصدرها .”


قال وين شي، دون أن يرفع رأسه: “ إنها آتية من سيد القفص .”


: “ سيد القفص؟” اندفع العرق البارد على جسد شيا تشياو 

من شدة الخوف { إذا كانت الرائحة تأتي من سيد القفص، 

وكانت أيضًا عالقة من حولهم دون أن تتلاشى ، 

ألا يعني هذا … أن سيد القفص بجوارنا مباشرةً ؟ 


لكن هذا المكان له نفس تخطيط الطابق العلوي


الممر الطويل يعتمد فقط على المرايا على كلا الجانبين 

لتوسيع مجال الرؤية ، لكنه في الواقع ليس واسع جدًا


ونحن الوحيدين هنا 

وقد فتحت بالفعل الخزانتين ، 

ولم يكن هناك أي مكان آخر يمكن أن يختبئ فيه شخص


إذن ، أين سيد القفص ؟ }


أراد أن يسأل وين شي لكن بدا أن هناك شيئًا غير طبيعي في الغا الآن


ولذلك لم يجرؤ على الكلام في هذا التوقيت

وبدلاً من ذلك، سأل تشو شو بهدوء: “ هل رأيت أي شيء 

عندما كانت النار تلاحقكم ؟”


: “ لا ...” ثم بدأ يدكر تشو شو ماحدث : “ بعد أن أفاقتني 

المربية مخيفة ، اكتشفت أنك لم تعد موجود وكنت وحدي 

على السرير . ثم اندفع دا دونغ والبقية وأمروني بالخروج بسرعة . 

وما إن غادرت الغرفة ، حتى رأيت النار تتدفق من الدرج ، 

وبدأنا في الركض بعدها . 

أذكر أنه عندما كنت أستدير عند الزاوية ، كدت أتعثر بكتلة 

سوداء ما .. 

ربما كانت فروعًا جافة أو—”


في منتصف جملته ، اختنق تشو شو فجأة بكلماته


تبادل نظرة مع شيا تشياو —- بينما شحب وجههما في 

الوقت نفسه —كيف يمكن أن تظهر فروع جافة في منتصف 

ممر سليم تمامًا ؟؟


صوت شيا تشياو ارتجف: “ كم كان حجم الفروع الجافة ؟ وأين كانت ؟”


أشار تشو شو إلى المسافة وهو يقول : “ هُناك ، بالقرب من الحمام .”


لقد كانوا في حالة ذعر شديدة أثناء الركض ، فلم يستطع 

أحد الانتباه لأي شيء آخر


لم يكن لاو ماو يعلم أن تشو شو قد تعثر بشيء ، وعندما 

سمع ذكر ذلك الآن ، ارتبطت مخيلته بأمر غير سار


كان تشو شو يشير إلى المنطقة خلف الزاوية مباشرةً


و استدار الجميع ورفعوا الفوانيس عالياً في الهواء، ليضيئوا الكتل على الأرض


كانت بالفعل تشبه الفروع الجافة ، لكنها مشوهة الشكل إلى حد غريب ، 


كما لو أن عدة أشجار ميتة ملتوية التصقت ببعضها ثم 

سقطت في الحمام

وامتد جزء منها خارج الباب—القسم الذي تعثر عليه تشو شو


الفريق قد مر بهذا المكان مرات عديدة من قبل ، لكنهم

 لم يروا هذا الشيء من قبل ، فكانوا متأكدين أن النار جلبته


الجميع يعلم أنه مهما احترقت الفروع العادية ، فلن 

تلتصق معًا بهذا الشكل


وبدا أن هناك احتمالًا آخر …


في اللحظة التي خطرت فيها هذه الفكرة المرعبة في أذهانهم ، 

لاحظ لاو ماو—الذي انحنى للنظر عن قرب—وجهًا بشريًا في 

أحد طرفي ما بدا كـ ' الفروع '


لم تكن فروع على الإطلاق


بل كانوا بشرًا احترقوا حتى الموت وهم يتشبثون ببعضهم 

البعض ويتجمعون معًا


تراجع شيا تشياو والبقية على الفور من شدة الخوف، 

متعثرين وساقطين على الأرض


وقف لاو ماو وحده وهو يعبس، يعدّهم بصمت


وبعد لحظة ، استدار وقال للآخرين : “ أربعة أشخاص .”


الكتلة المشوهة الملقاة على الأرض والمشابهة للفروع 

كانت في الواقع أربعة أشخاص


أصدر سون سيتشي صوتًا شبيهًا بالقيء وكاد أن يغمى عليه 

في الحال، وارتفعت عيناه إلى الأعلى، ثم صفعه تشو شو 

ليعود إلى وعيه : “ انتظر لحظة!”


على الرغم من أن شخصية تشو شو لم تكن ممتعة بشكل خاص، 

ولم يكن شجاعًا جدًا، إلا أن دماغه كان يعمل بسرعة : 

“ أنت قلت أنك حلمت بالطباخة ، أليس كذلك ؟”


تقيأ سون سيتشي عدة مرات أخرى، وبشحوب صحح نفسه: “ حلمت أنني أنا الطباخة ،،

النار انتشرت من الطابق الثاني ، وكنت أركض من أجل 

حياتي نزولًا على الدرج ... كما أنني تعثرت وسقطت .”


: “ وماذا بعد ذلك؟” سأل تشو شو


: “ ثم رفعني الخادم ...” حاول سون سيتشي تذكر الحلم بدقة 

: “ على أي حال ، كانت النار في كل مكان ولا يوجد مهرب ، 

لذا قلنا إنه علينا الوصول إلى مكان فيه ماء ..

لكن في منتصف الطريق ، بدأ الطابق الثاني ينهار بسبب النيران ، ولم يكن هناك مخرج من أي جانب 

بعد ذلك ، صفعني السيد لاو ماو لأستيقظ .”


في هذه اللحظة شعر شيا تشياو بنوع من الخوف المتأخر ، 

لأن ذلك الحلم كان واقعيًا جدًا


لم يستطع إلا أن يفكر { لو لم يقم أحد بإيقاظ سون سيتشي ماذا كان سيحدث له ؟ 

هل كان سيحترق حتى الموت حقًا ؟ }


تشو شو : “ حسنًا ، إذًا هذا يعني أنك نظير الطباخة  ...” 

و بعد أن أشار إلى سون سيتشي، 

أشار إلى دا دونغ وتابع : “ أنت نظير المربية المتوفاة ، 

ولاو ماو يقابل إحدى ابنتي شين الصغيرتين . 

أما أنا ، فقد حلمت أولاً بأن شخصًا ما كان يصرخ بشأن النار ،،

بعد ذلك حلمت أن المربية كانت واقفة بجانبي مرتدية 

ملابس الدفن ، وقالت  : ‘استيقظ ، أنت نائم في المكان الخطأ ’”


تأمل قليلاً حلمه


وعلى الرغم من أنه لا يزال يشعر أن المشهد الأخير كان مرعبًا للغاية ، 

إلا أنه يعلم أنه لو لم تخيفه المربية ، ربما كان ليعلق في 

الحلم حقًا ، عاجزًا عن الاستيقاظ


ابتلع تشو شو وأكمل: “ عندما كنا في الطابق العلوي ، كنت 

محبوس في غرفة إحدى الفتيات ، بالإضافة إلى ما قالته 

المربية ، يظهر أنني على الأرجح أحد بنات شين الصغيرات أيضًا 

هاوزي نظير شين مانيي ، والضعيف نظير المعلم السيد لي، و الأخ شي نظير كبير الخدم—”


وبينما يتحدث، التفت نحو شيا تشياو : “— وهنا تكمن المشكلة 

من هو بالضبط نظيرك ؟”


أجاب شيا تشياو بشكل تلقائي : “ السيد الشاب الأصغر شين مانشنغ؟ 

كنت محبوسًا في غرفة السيد الصغير في وقت سابق .”


ومع ذلك، أدرك أن هناك خطأ فور قول ذلك


كان هناك شخصان يشتركان في غرفة شين مانشنغ—

يشاركها مع ابن المربية — جون-غا


إقامة عائلة شين تضم تسعة أشخاص ، 

بينما فريقهم يحتوي على ثمانية أشخاص فقط


طوال الوقت كان شيا تشياو يظن أنه نظير السيد الشاب الصغير شين مانشنغ

وأن الشخص المفقود هو سيد القفص آ جون


ولكن الآن ، أدرك فجأة مسألة أخرى


هو دمية ، لذا لم يكن من السهل تضليله أو إدخاله في الأحلام


ومع ذلك، كانت هذه الهوية مجرد صدفة غير متوقعة


{ ماذا لو كنت إنسانًا عاديًا ؟ تمامًا مثل الآخرين ، 

كنت سأنغمس في نوم عميق في غرفة النوم ثم سأحلم 

بنظيري وأعيش حياتي في الحلم 


إذا كان نظيري هو السيد الشاب لعائلة شين ، 

فماذا كنت لأحلم ؟ 

لو حلمت بحياة السيد الشاب ، ألن يكون هناك المزيد من 

الثغرات في تقليد آ جون للسيد الشاب ؟ }


إذا فكر في الأمر بعناية ، توجد بالفعل أشياء قليلة جدًا 

مرتبطة بشين مانشنغ في هذا القفص


لم يكن شين مانشنغ مثل شين مانيي ، التي تضحك وتلعب 

مع الآخرين لعبة العروس الحقيقية والعروس المزيفة ؛ 


ولم يكن مثل السيد لي، الذي يسمع دائمًا صوت حبل 

القنب مشدودًا فوقه ؛ 


ولا كان مثل المربية ، التي وُضعت بجانب السرير زوج من 

الأحذية المطرزة


حتى الآن ، بعد أن تم حل قلب القفص ، وبعد أن اجتاحت 

النار القصر ، وبعد أن خرج باقي أعضاء المنزل ، 

لم يكن هناك أي أثر لشين مانشنغ ——


كان وجوده باهتًا للغاية


كل ما يرتبط به قليلًا ظهر فقط بسبب آ جون ——

الواجبات الكتابية ، صورتهم الجماعية ، اليوميات …


هذا بحد ذاته انعكاس للوعي الباطن لسيد القفص —

يضع نفسه فوق كل شيء بينما يقلل في نفس الوقت من 

شأن الشخص الذي يحاول التنكر بأنه هو


بمعنى آخر —- ، السيد الصغير لعائلة شين ليس موجود 

في هذا القفص إطلاقاً


لم يكن سيقاوم أو يدافع عن نفسه ، ولهذا استطاع آ جون 

تقليده بتلك الطريقة المفرطة


لذا ، على الرغم من أن القصة الخلفية وصفت تسعة 

أشخاص يعيشون في منزل شين، كان هناك في الواقع 

ثمانية أشخاص فقط في القصر حاليًا ، نظير لكل شخص في مجموعة شيا تشياو


قال شيا تشياو بعد أن فهم الأمر تمامًا : “ أفهم الآن …

أنا لست شين مانشنغ، أنا آ جون "


صمت الجميع على الفور


: “ إذا كنت آ جون ، فأين… نظيرك ؟” قال تشو شو بهدوء


هز شيا تشياو رأسه : “ لا أعلم ، لكنه على الأرجح كان يتابعنا 

منذ فترة طويلة . على الأقل ، هو بالتأكيد هنا الآن .”


لأن وين شي أخبره أن الرائحة تأتي من سيد القفص


وفي تلك اللحظة ، كان شيا تشياو لا يزال يشم عطر البرقوق 

الأبيض ، مما جعله يرتجف من الخوف


وبينما جميعًا يحدقون ببعضهم بعيون مليئة بالذعر ، 

لاحظ شيا تشياو—من زاوية بصره—أن غا خاصتن قد أنهى 

أخيرًا ترتيب خيط الدمية الملفوف حول يديه 

ثم فجأة ، لف أصابعه إلى الداخل


برزت خطوط العضلات والعظام بوضوح على ظهر يديه، 

اللتين كانتا رقيقتين ولكنهما قويتان ، بينما جمع الخيوط 

بين أصابعه المثنية قليلاً

و بعد ذلك ، مع دوران معصميه ، أطلق الخيوط مباشرةً إلى يساره ويمينه


دوى صوت صفير الرياح وصرير الشفرات الحادة 

المتصادمة في الوقت نفسه 


عندما التفت الجميع ، رأوا أن وين شي قد ثبّت كل خيط في 

يده على جدران المرايا على جانبي الممر


انعكس شكل شيا تشياو في المرايا ، و أطراف خيوط الدمى 

الأخرى مثبتة بكثافة على انعكاسه في كل الجوانب


تداخلت البيئة داخل وخارج المرايا ، مضاعفةً صورة خيوط 

الدمى عشر مرات


بدا وكأن وين شي قد نشر شبكة لا مفر منها


صُدم شيا تشياو فلم يجرؤ على التحرك


ولكن —— ' هو ' في المرآة وقف ساكنًا قليلًا وسط الشبكة 

ثم التفت ببطء ليحدق في الجميع


طوله مشابهًا لطول شيا تشياو، لكن وجهه مختلف تمامًا



يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي