القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch86 بانغوان

Ch86 بانغوان




عندما خرجوا من القفص ، كان الظلام ما يزال يكسو الليل


في مكانٍ مجهولٍ بعيد ، علت أصوات الزيز بأصدائها 

الطويلة الممتدة ، 

يتخللها صمت إيقاعي رتيب ، 

وسط تلك الصرخات ، فتح وين شي عينيه


تأرجحت ظلال الأشجار خارج النافذة ، وتسرّب نور مصابيح 

الشارع عبر الزجاج ليسقط على جسد وين شي،

 بدا خافتًا بفعل الظلال التي ألقتها الأشجار


ضيّق عينيه قليلًا بسبب الضوء ، وتملكه لحظة ارتباكٍ لم يدرك فيها أين هو


مضى وقت طويل حتى يستوعب أخيرًا— هذه هي السيارة 

التي قادها لاو ماو إلى تيانجين ، وهو الآن جالس في المقعد الخلفي


المقعد الأمامي مرتفع جدًا ،، ومن زاوية رؤية وين شي، لم 

يُرى عبر الفراغ بين المقعد وباب السيارة سوى ذراع شيه وون، مائلًا ليسند رأسه

و بدا وكأنه استيقظ للتو أيضًا


أصابعه انقبضت قليلًا ثم تراخت ، وبعدها سحب ذراعه 

بعيدًا عن حافة النافذة تمامًا


أصدر المقعد الجلدي أنينًا خافتًا وهو يغيّر جلسته مائلًا 

بجسده ليلتفت إلى الخلف ناظرًا نحو وين شي


الأقفاص حقًا ظواهر غريبة


قبل لحظةٍ فقط كانا عالقَين في قبلة ، شفاههما متشابكة 

بإحكام ، في حميمية لا يمكن أن تكون أعمق


لكن في غمضة عين، صار أحدهما في المقعد الأمامي 

والآخر في الخلف، تفصلهما مسافة ثقيلة؛ فبدت الأحداث 

السابقة وكأنها غامضة وخفية


نظر وين شي إلى شيه وون


وعندما التقت نظراتهما ، بقي في عيونهما أثر خافت من شيء أعمق


كان الأمر كما لو أن وين شي ما يزال يشعر بملامسة إبهام 

شيه وون وهي تتراقص فوق بشرته—وكأن أنفاسهما 

المتشابكة ما تزال تتساقط على شفتيه


وفجأة، تذكّر كيف كان شيه وون قد أرخى جفونه أثناء 

تقبيله، محدّقًا في شفتيه بنظرة لا تفارقه للحظة 



: “ أين نحن؟” ظهر صوت شيا تشياو فجأة ، ممتزجًا 

بأصوات أنين المقعد الجلدي


شعر وين شي بالمقعد بجواره يهبط قليلًا ، فحرّك بصره 

بعيدًا بسرعة قبل أن يلتفت إلى شيا تشياو


أجاب شيه وون بتراخٍ بعدما أبعد وين شي عينيه عنه :

“ في السيارة ”


: “ أعلم ، لكنني كنت أقصد أن أسأل—” فرك شيا تشياو 

عينيه ، وعدّل جلسته ليستقيم ، ثم بدأ يحدّق حوله بارتباك 

وضياع ، وبعد أن نظر إلى المكان ، عاد ينظر إلى وين شي 

وأضاف بدهشة: “ هييه غاا لماذا أنت محمرّ هنا ؟”


كان من السيئ بما يكفي أن يقول ذلك بصوتٍ عالٍ ،  

لكنه زاد الأمر سوءًا بأن مدّ يده ملوّحًا من أذنه حتى أسفل 

عنقه ليُظهر مكان الاحمرار


وين شي: “…”

{ بشرتي فاتحة ،،  أثر جانبي من التقبيل ! 

لا شأن لك }


كان بمقدوره أن يسمع بالفعل ضحكة شخصٍ بعينه


تجاهله وين شي و كأنه لم يسمع شيئ و قال ببرودٍ لشيا 

تشياو وعلامة انزعاج تلوح في ملامحه : “ خانق جدًا .

هذا بسبب الحر .”


نظر شيا تشياو إلى نافذة السيارة التي فُتحت قليلًا ، 

حيث النسيم ما بعد المطر يتسلل من الفراغ ، باردًا على غير المتوقع

تردّد قليلًا ثم اقتنع بأن روح الـ غا خاصته لا بد وأنها حُشرت داخل سلة باوزي 


{ حسنًا ، الجو حار فعلًا… كما تقول }

استسلم شيا تشياو فورًا. ثم استأنف سؤاله السابق: 

“ أين أوقفنا السيارة ؟”


انحنى إلى الأمام وحدّق عبر الزجاج الأمامي، 

رأى أمامهم مبنى صغير ذو طابقين


السيارة محاطة بمكان صغير من الإسمنت ، أشبه بموقف 

بسيط صنعه أحدهم يدويًا


رمش شيا تشياو بعينيه : “ هاه ؟ لماذا يبدو هذا المكان…؟” { مألوف ؟ }


رفع وين شي رأسه باتجاه المبنى مشيراً : “منزل لو ونجيان ”


: “ أوه—” كتم شيا تشياو كلمة ' اللعنة '  قبل أن تخرج، 

وحدّق بدهشة قائلاً: “ ألم نخرج من القفص بالفعل ؟ 

تشو… ذاك اللاوزو الموقر بو نينغ أخبرني أن القفص قد تم حلّه ، فلماذا ما زلنا متسكعين حول منزلها ؟”


وين شي : “ فكّر قليلًا فقط . دخلنا القفص من هنا ، 

فبالطبع سنخرج من هنا أيضًا .”


عندها فقط تذكّر شيا تشياو أنهم دخلوا القفص أولًا عندما 

قادوا السيارة إلى هذا المبنى الصغير


كانت نيتهم الأصلية أن يسألوا والدي لو ونجيان إن كان 

بوسعهم المبيت عندهم لليلة ، لكن ميت فتح الباب لهم بدلًا من ذلك


والآن بعدما خرجوا من القفص ، بقيت السيارة كما هي، 

وبقي المنزل كما هو، لكن الطارق على الباب لن تستقبله 

بعد الآن تلك المرأة بعينيها وابتسامتها


أومأ برأسه وأطلق “ أوهه”، متنهّدًا بحزنٍ خافت


فجأة، أشار شيه وون إلى وين شي وقال :

“ تناديه بـ غا ، وتناديني أنا بـ الرئيس شيه ، 

بينما تخاطب بو نينغ بـ لاوزو الموقر ، 

أليست هذه الهرمية مختلّة قليلًا ؟”


ارتبك شيا تشياو : “ حسنًا، لا يمكنني أن أناديه فقط بـ بو نينغ، أليس كذلك ؟”


ربما كان الأمر مقبولًا حين لم يكن يعرفه بعد ولم يذكره سوى عرضًا


أما الآن، وقد التقى به وتعرّف إليه ، فإن مناداته باسمه مباشرةً بدت وقاحة


ولكن تعليق شيه وون بدا منطقيًا عند التفكير فيه أكثر


فبو نينغ هو شيشيونغ وين شي، وهو في الوقت نفسه تلميذ 

شيه وون، أي أن مرتبته تقع بينهما


مما يعني أن طريقة المخاطبة الحالية لشيا تشياو تشوّش الترتيب فعلًا


فكّر شيا تشياو بالأمر مليًا ثم قرر أن يبدأ من الجذور—

بتصحيح ألقابه لهذين الاثنين أولًا


نظر صامتًا إلى وين شي وفتح فمه


إلا أن وين شي أدرك على الفور ما يدور في رأس ذلك الأحمق 

“ انزل من السيارة حالًا إن كنت ستناديني بـ لاوزو الموقر !! ”


أغلق شيا تشياو فمه طائعًا : “ أوه " 


ثم حوّل نظره صامتًا إلى شيه وون


كان وين شي أيضًا فضوليًا ليرى كيف يخطط هذا الأحمق 

لتغيير طريقة مناداته لشيه وون

وفوق ذلك، لم يعد الجو في السيارة “ خانقًا ” تمامًا كما كان، 

لذا تبِع خط نظر شيا تشياو وألقى نظرة أيضاً


في زاوية بصره ، رأى شيا تشياو يفتح فمه—


لكن شيه وون ألقى نظرة نحو وين شي وقال :

“ ما رأيك بهذا . كيفما تناديه ، نادني أنا بالطريقة نفسها .”


شيا تشياو: “…”


بدأ يساوره الشك في أنه يُعامَل كالأحمق


{ ألن تختل الهرمية أكثر إن ناديتهم بمستوى الاحترام نفسه ؟؟ }


بالطبع لم يجرؤ على قول ذلك بصوتٍ عالٍ


بل لم يملك إلا أن يُظهر تعبيرًا مذهولًا كأنه يقول ' أأنت تسخر مني ؟ ' 


وبعد أن اكتشف هوية شيه وون الحقيقية ، لم يعد قادرًا 

حتى على التفوّه بكلمة “الرئيس شيه”. كل ما كان يستند 

عليه هو شجاعة لاو ماو… لكن لاو ماو كان ما يزال “ ميتًا ” في مقعد السائق


ظلّ شيا تشياو مترددًا طويلًا ، لكنه في النهاية تمتم بتردّد:

“… الرئيس شيه ، ألست شيفو غا خاصتي ؟”


رأى وين شي شيه وون يومأ رأسه بالإيجاب : 

“ نعم، أنا كذلك ...”

ثم التفت إلى وين شي — وصمت لحظة و تابع :

“ لكن هذا ليس كل شيء .”


صفّ من علامات الاستفهام بدأ يتصاعد ببطء فوق رأس شيا تشياو


أراد أن يقول ' وما الذي يمكن أن يكون أيضًا ؟ 

لا تقل لي إنك تقصد كونك مستأجره أيضًا '

لكنه حين استدار نحو وين شي، وجده قد أنزل زجاج النافذة 

بأكملها بوجهٍ خالٍ من التعابير

و اندفعت الرياح الباردة إلى داخل السيارة ، 

محمّلة برطوبة ما بعد المطر ، وضربت وجه شيا تشياو


بدا مذهولًا قليلًا { لا بد أن غا يشعر بالحر فعلًا }


وفي اللحظة التي كان وين شي يُنزل فيها النافذة ، انفتح باب 

المبنى ذي الطابقين فجأة


وخرج منه شخصان ، طويل وقصير ، نزلا درجًا إسمنتيًا ثم تقدما نحو السيارة


كانا زوجين مسنين


الرجل العجوز ذو شعر فضي ، مرتديًا زيًا في غاية البساطة

فانيلة بيضاء بلا أكمام وبنطال رمادي طويل


أما العجوزة فكانت ترتدي سترة رقيقة مزركشة بالورود، تتبعه من الخلف


شيه وون قد فتح الباب وخرج من السيارة بالفعل


قال العجوز مبتسمًا ما إن رأى شيه وون : “ أوه يا إلهي ، إنه أنت !” 

وأشار إلى أذنيه مضيفًا : “ لقد كبرت في السن وبدأ سمعي يضعف . 

لم أخرج إلا لأن جارنا هوانزي طرق بابنا الخلفي قبل قليل 

وأخبرنا أن سيارة متوقفة منذ وقت طويل أمام بيتنا . 

كنت أتساءل من يكون ، لكن لم أتوقع أن يكون أنت .”


شيه وون: “ كنا نمرّ من هنا ، فأردت أن ألقي زيارة .”

وتعمّد أن يقف عاكسًا ظهره للضوء


ورغم أن نصف وجهه كان ما يزال مضاءً نسبيًا، إلا أن 

النصف الآخر غطّته الظلال، فحجب تمامًا علامات الذبول 

التي لم تختفِ بعد


كانت رؤية العجوز ضعيفة ، فلم يلحظ شيئ

وبدأ يثرثر بحماس للحظة ، ثم لمح السيارة والتقط 

مصادفةً شكل وين شي من خلال النافذة المفتوحة


ومن باب اللياقة ، خرج وين شي هو الآخر من السيارة


كان في منتصف جبهة العجوز شامة صغيرة


في المكان نفسه تمامًا حيث كانت لدى لو ونجيان، 

وكان واضحًا منذ النظرة الأولى أنهما مرتبطان بالدم


{ لا بد أنه كان وسيمًا جدًا في شبابه ،، وحتى في هذه السن، 

بقيت آثار وسامته القديمة موجودة بشكلٍ خافت }



ابتسم الرجل العجوز بلطف لوين شي ثم نظر نحو شيه وون :

“ وهذا هو…؟”


أشار شيه وون إلى العجوز وقال لوين شي:

“ لو شياو "


ثم عرّف الرجل العجوز بدوره :

“ وين شي ”


كان العجوز ما يزال معتادًا على أسلوب التعامل التقليدي القديم ، 

فانهمر على معارفه الجدد بالمديح والإطراء ، 

ثم سأل بلا وعي:

“ هل أنتما زميلان في العمل ؟ أم صديقان ؟”


فالعلاقات التي قد تدفع شخصين للسفر معًا لمسافات 

طويلة لا تخرج عادة عن هذه الخيارات


بشكل تلقائي، اختار وين شي في نفسه إجابة ' أصدقاء ' ردًا 

على ما طرحه لو شياو ، لكن قبل أن ينطق ، 

سمع شيه وون يقول للعجوز بعد ثوانٍ من التفكير :

“ جيا جُوان ( عائلتي ) " 


( لفظ صيني تقليدي نفس كلمة ' الأهل ' عندنا ~ زوجتي بس محترمة ورسميه ~ )


{ جيا جُوان … }


كان هذا وصفًا نادر الاستخدام في الأحاديث اليومية هذه الأيام


لكن قبل زمن بعيد، كان يُستعمل للإشارة إلى شخص استثنائي


كلمة رقيقة دافئة، تنبض بعاطفة صافية وصلات عميقة


و لم يكن جواب شيه وون موجهًا إلى لو شياو بل كان 

مقصودًا بالكامل لوين شي


بدا الارتباك واضحًا على العجوز للحظة حتى استوعب الأمر

ثم أومأ قائلاً :

“ آه فهمت ، أنتما عائلة . لا عجب ، فملامحكما كلاكما 

رفيعة المستوى…”


واستمر يهذر بحماس ، بينما زوجته تضيف تعليقًا بين 

الحين والآخر إلى جانبه ،، وأشار بيده نحو باب بيته قائلاً:

“ بما أنكما هنا بالفعل ، فكيف يمكن أن لا تبيتا عندنا الليلة ؟ 

لدينا الكثير من الطعام في الداخل . 

لا يمكن أن ندعكما ترحلان بمجرد المرور هكذا  .”


لكن وين شي لم يعد يصغي

بملامح هادئة ، كان ينظر إلى الزوجين العجوزين مؤدبًا ، 

و يومأ برأسه في الأوقات المناسبة ، بينما يده تفرك أذنه 

التي في جهة شيه وون


لقد بدا له أن شيه وون حين قال “جيا جُوان ” قد حمّل 

الكلمة شيئًا من المشاعر الواضحة العميقة ، 

و تسللت إلى أذنه بصوتٍ منخفض عميق


خرج شيا تشياو من السيارة أيضًا ، فانطلقت جولة أخرى 

من التحيات والمجاملات


وبدأ ينادي لو شياو وزوجته بـ “جدي” و”جدتي”، مما أبهج 

الزوجين وأغرقهما في سعادة غامرة


نادرًا ما كانا يحظيان بمثل هذه الحيوية حولهما ، لذا لم 

يكونا مستعدين مطلقًا لتركهم يغادرون بهذه السهولة

و أصرّا بإلحاح على إدخالهم إلى المنزل للجلوس قليلًا ، 

وتناول شيء من الطعام ، والمبيت عندهم


كانت دعوة صادقة يصعب ردّها


جُرّ شيا تشياو إلى الداخل وسط إلحاحهما وتدليلهما


أما شيه وون فألقى نظرة عليهم ، ثم التفت وقال لوين شي:

“ فلنذهب .”


أصدر وين شي صوتًا غامضًا استجابةً ، وكان على وشك أن 

يتبعهم، حين مد شيه وون يده فجأة ولمس المكان أسفل أذنه مباشرةً


تركت أطراف أصابعه أثرًا ملموسًا واضحًا


تصلّب وين شي قليلًا وحدّق به قائلاً :

“ ما الذي تفعله ؟”


فرك شيه وون أصابعه وقال :

“ لا شيء ، أردت فقط أن أرى إن كان هذا الاحمرار سينطبع .”


وين شي: “…”

{ أتريد الموت ؟ }


وبينما لو شياو يرحب بضيوفه بمرحٍ داخل البيت ، حدثت 

حركة عند البيوت المجاورة على جانبي منزله

و خرج عدة جيران مرتدين النعال مسرعين ، وبدأوا يتجهون 

نحو الطرف الشرقي من القرية ؛ بدا وكأنهم ذاهبون لمشاهدة مشهد ما


توقف لو شياو والبقية في مكانهم

رفع صوته متحمسًا وسأل:

“ ماذا هناك، هوانزي؟ لماذا يركض الجميع نحو الشرق ؟”


أشار الجار هوانزي إلى المسافة وقال:

“ أحدهم ضغط على دواسة الوقود بالخطأ وكاد أن يسقط 

بسيارته في النهر هناك . 

ويبدو أن السيارة ليست من هنا أيضًا . سمعت أن مقدمتها 

باتت شبه غارقة في الماء ، ولم يبقَ على الضفة سوى 

نصفها الخلفي—أنا ذاهب لأتفقد الأمر .”


هكذا هي القرى دائمًا : مجرد لمحة من حدث طارئ تكفي 

لأن يتجمّع أهل القرية جميعًا لرؤية ما يحدث


لكن وين شي والبقية ، حين سمعوا أن السيارة ليست من 

أهل المنطقة ، تبادرت إلى أذهانهم بعض الوجوه…


وكما خمنوا تمامًا ، فإن الذين ضغطوا على دواسة الوقود 

بدلًا من الفرامل وكادوا يحوّلون سيارتهم إلى قارب لم 

يكونوا سوى تشانغ لان والبقية


فحين كانوا يلاحقون سيارة وين شي سابقاً ، لم يجرؤوا على 

متابعتهم علنًا ، فاختاروا طريقًا آخر للدخول إلى القرية ، 

واتجهوا نحو الجهة الشرقية ، حيث وجدوا مدخلًا آخر 

للقفص ودخلوا من هناك


والآن، بعد أن خرجوا من القفص ، وجدوا أنفسهم في 

المكان نفسه كما كانوا من قبل


ما إن فتح الأشقاء تشانغ أعينهم حتى كانت ردة فعلهم 

مشابهة تمامًا لردة فعل وين شي ورفاقه


إذ إن بقاؤهم داخل القفص لفترة طويلة جعلهم للحظة 

عاجزين عن استيعاب أين كانت أجسادهم الحقيقية


لكن رأس الدمية شياو هاي كان أول من استوعب ، 

جالسًا في مقعد السائق ، شغّل السيارة بانضباط وهو ينتظر الآخرين


و مع هبّة هواء بارد من المكيّف ، سرعان ما استعاد تشانغ 

لان وتشانغ يالين وعيهما أيضًا


كان هاتف تشانغ لان يهتز بلا توقف — لا أحد يعلم كم 

مكالمة ورسالة فائتة تجاهلت

وبينما تأمر شياو هاي بأن يقود خارج القرية أولًا ، فتحت هاتفها


وما إن همّت لتفقد من يبحث عنها ، حتى سمعت صوت 

شخص آخر يعود تدريجيًا إلى وعيه ويتمتم بصوت مبحوح:

“ أين هذا المكان ؟”


ارتجف تشانغ لان وتشانغ يالين في اللحظة نفسها والتفتا 

نحوه معًا بشكل لا إرادي و قال باحترام:

“ هذا قرية يا لاوزو ، ربما لا تدرك ، لكن هذا هو المكان 

الذي دخلنا منه القفص في البداية .”


أضافت تشانغ لان:

“ نحن نستعد الآن للعودة إلى نينغتشو ،، 

لست متأكدة إن كان لدى لاوزو أي خطط أخرى ، أو مكان 

آخر يرغب أن نساعده بالذهاب إليه ؟”


وتابع تشانغ يالين :

“ يمكنك أيضًا أن تعود معنا إلى نينغتشو، أيًا يكن ما تريده، لاوزو "


وأكدت تشانغ لان:

“ نعم صحيح أي شيء ترغب به "


ظلّ السلف يحدق بهما صامتًا لوقت طويل ، ثم لعق شفتيه الجافة وقال :

“ يوجد متجر صغير هناك . أريد بيبسي .”


ارتجف قدم شياو هاي، فداس دواسة الوقود خطأً ~~~~

فانطلقت السيارة فجأة إلى الأمام باتجاه النهر ثم ضغط 

على الفرامل بعجلة


تشانغ لان: “؟”

تشانغ يالين: “…”

السلف: “ سبرايت أيضًا لا بأس به .”


ساد الصمت التام داخل السيارة


بعد أن استعاد السيطرة على القيادة ، استدار شياو هاي 

ببطء لينظر خلفه


وجه كل من تشانغ لان وتشانغ يالين صارخًا بكلمات غير 

منطوقة ' ما الجحيم الذي تقوله؟ ' وهما يحدقان في هذا 

الشخص الذي يطلب مشروبًا غازيًا


وبعد وقت غير قصير ، صاحت تشانغ لان بحدّة :

“ تشووو شوووو  ؟؟؟”


تشو شو: “ همم ”


: “ همم ماذا—” ابتلعت تشانغ لان بصعوبة سيل الشتائم 

الذي كاد يتدفق منها، ثم ارتمت في مقعدها بيأس : 

“ إن كنت قد عدت فعلًا ، ألم يكن يجدر بك أن تقول ذلك فورًا ! 

هل الاستمتاع بإخافتنا أنا وتشانغ يالين لعبة عندك ؟”


وبما أن الأمر اتضح أنه تشو شو — لم يعد تشانغ يالين 

مضطرًا للتحمل —- فقال بغيظ:

“ لا بأس ، المهم أنك عدت . اختر أي مشروب تريده ، 

سنشتري لك أي شيء . اعتبرها مناسبة للاحتفال ”


تشو شو: “ احتفال بماذا ؟”


قالت تشانغ لان نيابةً عن أخيها :

“ بالاحتفال برحيل أولئك الأجداد أخيرًا ”



تشو شو “ أووووه ” مطوّلة ، وقد غابت نظراته في المسافة 


تشانغ لان :

“ ما معنى هذا ؟”


تشو شو: “ لا شيء… فقط أفكر في كيفية قول ما عندي 

بلطف حتى لا أخيفكما . وأيضًا حتى لا تساوركما رغبة في ضربي .”


رمشت تشانغ لان بعينيها اللوزيتين ، ثم اعتدلت فجأة في 

مقعدها، وقد تسللت إليها شعور سيء :

“…ماذا تقصد؟ لا تلتف حول الكلام إن كان لديك شيء لتقوله . لماذا سنريد ضربك ؟”


تشو شو:

“ في الحقيقة… كنت قادرًا على رؤية وسماع كل ما يحدث داخل القفص . 

لقد كنت فقط أعير جسدي لذلك الشخص مؤقتًا .”


بدأ الاخضرار يعلو وجه تشانغ لان : 

“ وأيضاً ؟”


تشو شو: “ وأيضاً… بما أننا مرتبطون أصلًا بالتناسخ ، فيبدو 

أننا أساسًا الشخص نفسه ،، 

ولأنني شعرت ببعض الذنب من تركه هائمًا بلا مأوى—

سمحت له أن يبقى معي .”


انكسرت نبرة السيدة تشانغ العظيمة :

“ سمحت لمَن بالبقاء أين ؟؟؟”


: “ بو نينغ ” 


في الماضي كان تشو شو يضيف لقب ' لاوزو ' احترامًا ، 

لكن بعد أن عرف أنه وهذا السلف كانا شخصًا واحدًا في الأصل ، 

ألقى التشريف جانبًا دون تردد 


تابع : “ سمحت له بالبقاء في جسدي .”


وبعدها مباشرةً ، تغيّرت ملامحه وقال بأدب :

“ أعتذر عن الإزعاج .”


ثم تبدلت ملامحه في اللحظة نفسها ، وأجاب :

“ بحق السماء ، لا إزعاج على الإطلاق . أنت أنا ، فما الحاجة 

إلى المجاملات ؟”


تشانغ يالين: “…”

كان على وشك أن يفقد أعصابه


أما أخته فقد فقدتها بالفعل ~~,


و هاتف تشانغ لان أسوأ حالًا منهما معًا

ظل يهتز وكأنه للأبد ، ثم أجابت أخيرًا بذهول ، 

فجاءها صوت من الطرف الآخر فورًا:

“ لان-جي أين أنتم ؟ هل رأيتِ لوحة سجل الأسماء ؟ 

اللعنة لقد حدث شيء جلل، هل تعلمين ؟ 

بو نينغ—ذلك اللاوزو الجليل بو نينغ ! اسمه فجأة أضاء بشكل مذهل !”


يتبع


الفصل من ترجمة : Jiyan 

تدقيق : Erenyibo 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي