Ch88 بانغوان
تردّد آ تشي على نحوٍ غير متوقَّع للحظة ، ثم قال بجدّية :
“ لا، لن يتم استدعاؤه . لقد شُطب اسمه ، ولم يَعُد مُسجَّلاً
على جدارية سجلّ الأسماء ، كما أنه لم تَعُد له أي صلة متبقية بعائلتنا .
لِمَ نستدعي شخصًا كهذا ؟”
ومع أنّ آ تشي لم يذكر اسم شيه وون صراحةً ، إلا أنّ وصفه
كان كافيًا تمامًا لـ تشانغ تشنغتشو كي يفهم عمّن يتحدّث
فبعد كل هذه السنين ، بدا أنّ تشانغ تشنغتشو لا يزال يتذكّر
بوضوح كيف أنّ تشانغ وان قد قطعت روابطها مع العائلة ،
فقال على الفور ببرود :
“ شؤون عائلة تشانغ والبانغوان لم تَعُد تعنيه .
ما الفائدة من استدعائه !”
تلا ذلك صوت عصا تُضرَب بقوة على الأرض
تشانغ لان: “…”
غطّت بصمتٍ مكبّر الصوت في هاتفها ، خائفةً من أن يكون
شيه وون قد سمع ما قيل
{ شؤون عائلة تشانغ والبانغوان لم تَعُد تعنيه…
يا إلهي …
من ناحية البانغوان، هو المؤسِّس ..
ومن ناحية عائلة تشانغ، كنا نحن السبب الأكبر في أن يُختم ويُسجن ….
فأيّ صلة أوضح من هذه الصلة ! }
كلما أمعنت تشانغ لان في التفكير ، ازداد شعورها أنّ جدّها يلعب بالنار
وبرغم أنّها وتشانغ يالين لم يكونا على مقربة من تشانغ
تشنغتشو— بل أصبحا يخشيانه كثيرًا بعدما كبرا —إلا أنّها
لم تستطع الجلوس مكتوفة الأيدي ومشاهدة العجوز يُثير مثل هذه المتاعب
ثم تذكّرت ما قاله تشو شو قبل رحيلهم مباشرة إلى تيانجين ،،،،
فعندما كان يحدّق في مقرّ عائلة تشانغ الرئيسي ، تمتم
بشيء على غرار : “ لماذا يبدو هذا المكان وكأنّه على وشك الانهيار ؟”
في ذلك الحين ، كانت هي وتشانغ يالين قد افترضا أنّ تشو شو ذلك الفتى المنحوس ،
لم يكن سوى يطلق كلمات شؤم بلسانه ، فلم تُعيراه اهتمام كبير
لكن بمعرفتها الآن بحقيقته — شعرت بتوتّر عارم وقلق
شديد تجاه ما نطق به سابقًا
بللت شفتيها المتشقّقتين بطرف لسانها ثم أبعدت قبضتها
وقالت مباشرةً :
“ حسنًا ، فهمت . سنرى ما سيحدث .”
لم يفهم آ تشي مقصودها :
“ ماذا تعنين بسنرى؟ ألم أقل لكِ بوضوح ؟
من الأهمية القصوى أن تعودي—”
لكن تشانغ لان أغلقت الخط
⸻
في المقرّ الرئيسي لعائلة تشانغ،
جميع الأفنية مضاءةً بإشراق في هذه اللحظة
وقف آ تشي مذهولًا للحظةٍ صامتًا وهو يمسك بهاتفه ،
ثم استدار وقال لـ تشانغ تشنغتشو:
“ قالت آ-لان أنها تفهم .”
: “ همم…” أمسك تشانغ تشنغتشو بعصاه ، تتقلّب أصابعه
بين الفتح والقبض ، و ينقر ببطء إيقاعًا على مقبضه
هذه عادته كلما غاص في التفكير العميق
لاحظ آ تشي ذلك على الفور ، ولم ينبس ببنت شفة كي لا
يُقاطع تفكيره ؛ بل وقف جانبًا ، مطأطئ الرأس منتظرًا
الأجيال دائمًا يتركون أثرًا بعضهم في بعض ….
فجيل الأبناء عادةً يرثون بعض العادات أو الحركات عن
الجيل الذي سبقهم ، وخصوصًا تلك التي تُضفي على
الشخص هيبة وهيمنة في حضرة الآخرين ،
كان هذا التقليد—النقر بإيقاع خافت أثناء الغرق في التفكير
— يُعَدُّ رمزًا لكون المرء كبير العائلة
لم تكن لدى تشانغ تشنغتشو هذه العادة حين كان أصغر سنًّا ،
لكن بعد أن أصبح هو رئيس العائلة ، بدأ يقتبسها شيئًا
فشيئًا من جيل والديه
كل فرد من الأجيال الأصغر سنًّا—بل وحتى آ تشي، الذي
رافق العائلة جيلاً بعد جيل—كانوا يقفون على نحو لا إرادي
أكثر انتصابًا ويصمتون بمجرد أن يلاحظوا ظهور تلك العادة
كان قد انتشر سرًّا ذات مرة إشاعةٌ بخصوص هذا التقليد
مفادها أنّ آ تشي قد وُجد منذ زمنٍ طويل ، حتى أنّ هذه الدمية يمكن اعتباره أكبر سنًّا من رؤساء عائلة تشانغ المستقبليين
ومن أجل الحفاظ على الدمية تحت السيطرة ، ومنحه
الوهم بأنّ ' سيّده لم يتغيّر قط ' كان كل رئيس من رؤساء
العائلة يتعمّد تقليد بعض حركات أو إيماءات الجدّ الأوّل،
ويمرّرها جيلًا بعد جيل ،
وفي نهاية المطاف وصلت تلك الإشاعة إلى مسامع آ تشي
وبعد أن سمعها ، لم يُبدِ سوى “ أوه ”، ثم لم يتغيّر شيءٌ في سلوكه أو أقواله
حينها فقط تلاشت الشائعة وانطفأت
بينما تشانغ تشنغتشو غارقًا في تأمّلاته ، وقف الشبّان
الآخرون في الغرفة مصطفّين برؤوسٍ منحنية، يكتمون أنفاسهم
كانوا هم دا دونغ والبقية ——
فهم الذين شهدوا بداية تغيّر الجداريّة
ولهذا السبب ، ولأول مرة في حياتهم ، وُجّهت لهم دعوة
للدخول إلى جناح إقامة رئيس العائلة ،
و أيضًا المرّة الأولى التي تقع فيها أعينهم على وجهه ،
أما انطباعهم الأوّل ، فكان… أنّه بدا مسنًّا بحق
تشانغ لان وتشانغ يالين في أوائل الثلاثينات من عمرهما،
أمّا جدهما تشانغ تشنغتشو فقد شارف على التسعين
وبالنسبة للبشر العاديين ، فهذا يُعتبر عمرًا متقدّمًا ،
ومن الطبيعي أن يبدو على صاحبه شيءٌ من الخَرَف أو الوهن
لكنّه لم يكن بشرًا عاديًّا—بل كان بانغوان
إنّ البانغوان يحلون ويعالجون الديون الكارمية ويستهلكون
الطاقات الشريرة ،
فإذا عجزوا عن استيعاب تلك الطاقات ، أصبحت عبئًا ثقيلًا عليهم ،
لكن إن استطاعوا ترويضها وامتصاصها ، صارت بركةً تدفع
بمسيرتهم في الزراعة الروحية ،
ولهذا غالبًا البانغوان يعمّرون إلى ما بعد المئة عام ،
ويظلون في الثمانين أو التسعين بكامل قوّتهم وصحتهم
كان من النادر حقًّا أن يُرى بانغوان تبدو عليه الشيخوخة
المفرطة كما بدت على تشانغ تشنغتشو
ولـ دا دونغ والبقية ، فإنّ مظهر تشانغ تشنغتشو هذا
هو تأكيد لبعض الشائعات الأخرى
فقيل إنّ عائلة تشانغ قد لعبت دورًا محوريًّا في ختم تشين
بوداو قبل سنوات طويلة ،
وبرغم أنّهم لم يُبادوا لاحقًا كما حدث مع التلاميذ المباشرين ، إلا أنّه يُشاع أنّهم عانوا الأمرّين
بل يمكن القول إنّ مصيرهم كان الأشد مأساوية بين جميع البانغوان الذين نجَوا
ففي النهاية—حتى ان كان الختم بنيّة حسنة—لم يستطيعوا
الفرار من وصمة “ تلاميذ خانوا وتخلّوا عن معلمهم”
ويُقال إنّ أقدم أسلاف عائلة تشانغ كان رجلاً ذا مبادئ ، وقد
اختار أن يتحمّل كل العواقب بنفسه ،
ولهذا السبب ، كان كل رئيس عائلة من بعده يُعاني من قصر
العمر ويهرم بسرعةٍ شديدة — وكأنّهم جميعًا قد لُعنوا من
قِبل المؤسِّس الموقّر نفسه ——
ولموازنة تلك السِمة الفريدة ، فتحت عائلة تشانغ أبوابها
على مصراعيها لقبول التلاميذ ، ووسّعت شبكة نسلها بشكل واسع
كان الوريث المُختار يتسلّم منصب رئيس العائلة بمجرد
بلوغه الخامسة والثلاثين من العمر ،
أمّا الرئيس السابق ، فلم يكن يومًا متردّدًا في التنازل عن
مكانته ، ولا حتى أجّل الانتقال ليومٍ واحد ،
و استمرّ هذا النمط جيلاً بعد جيل ، وبفضله وحده
استطاعت عائلة تشانغ أن تنمو وتزدهر إلى ما بلغت من قوّة
وكانوا العائلات الأخرى ينظرون بإعجاب شديد إلى نزاهة
سلوك سلف آل تشانغ، ولهذا كانت راغبة في التنازل عن
بعض تلاميذها لصالحهم ،
ومع مرور الوقت ، نشأ بالفعل فجوة واضحة
وكان هذا هو التفسير الأكثر قبولًا لسبب تضخّم عائلة
تشانغ وبلوغهم ما بلغوه من سلطة بعد واقعة الختم
لقد تربّى دا دونغ والبقية على سماع تلك الرواية طيلة حياتهم
ورغم أنّ الحقيقة الكاملة يستحيل معرفتها ،
إلا أنّ رؤيتهم لـ تشانغ تشنغتشو بأعينهم جعلتهم يتيقّنون
على الأقل أنّ ما قيل عن “الشيخوخة المبكّرة” لم يكن محض كذب
ولم يسعهم سوى التساؤل : هل سيصمد هذا العجوز أصلًا
إلى أن يبلغ تشانغ يالين الخامسة والثلاثين؟ أم أنّه سيتنحّى
قبل ذلك بوقت ؟
كانت بشرة وجه تشانغ تشنغتشو رخوةً إلى حدٍّ ما،
وزوايا فمه متدلّية حين لا يتحدّث ،
وبهذا بدا أكثر رهبةً وجبروتًا في صمته
وبعد أن نقر بعصاه لفترة ، قال أخيرًا:
“ إذًا… كلكم سمعتم . أنه حيّ مجددًا — هل كانت آ-لان هي من قالت هذا ؟”
أومأ دا دونغ والبقية بتردّد، ثم أضافوا:
“ لقد اتصلنا بـ لان-جي عندما لاحظنا التغيّر على جدارية سجلّ الأسماء .
وبعد أن شرحنا لها الوضع، ردّت علينا بتلك العبارة .”
أصغى تشانغ تشنغتشو إلى حديثهم ، لكنّه لم يُبدِ أي إيماءة
لقد كان أصلًا شخصًا نادرًا يظهر أفكاره أو مشاعره على وجهه ،
أمّا أمام هؤلاء التلاميذ الأصغر سنًّا الذين لم يألفهم ،
فقد بالغ أكثر : حتى أبسط الإيماءات — كهزّ الرأس أو إيماءة
بالقبول—لم يقم بها
ثم طرح سؤالًا آخر :
“ كم مرّة اتصلتم بها ؟”
أجاب دا دونغ:
“ عدد لا بأس به. لم يُفتح الخط في المحاولات الأولى ،
لكنه اتّصل أخيرًا في النهاية .”
سأل تشانغ تشنغتشو:
“ وهل كانت تلك الاتصالات متتالية ؟”
: “ نعم.”
واصل تشانغ تشنغتشو النقر بعصاه
وبعد لحظة ، رفع ذقنه باتجاه دا دونغ والبقية
ومن دون أن يتفوّه تشانغ تشنغتشو بأي كلمة ، تقدّم آ تشي على الفور وقال لهم:
“ رئيس العائلة ليس لديه مزيد من الأسئلة .
لقد أُعدّ لكم الشاي في الفناء الأمامي ، ويمكنكم الاستراحة هناك لبعض الوقت ،،
من الأفضل أن تبيتوا الليلة في المقرّ الرئيسي، فالعائلات الأخرى في طريقها إلى هنا الآن.”
وما إن سمع دا دونغ والبقية ذلك ، حتى غادروا القاعة على عجل
وما إن أُغلِقَت الأبواب خلفهم،
قال تشانغ تشنغتشو لـ آ تشي:
“ إذا كانت الاتصالات المتتالية لم تُجب في البداية ،
فالأرجح أنّ آ-لان كانت داخل قفص وقتها ،
وعندما اتصل الخط أخيرًا ، فلا بد أنّها خرجت للتوّ .”
أومأ آ تشي برأسه
تشانغ تشنغتشو:
“ أي أنّه تقريبًا في الوقت الذي خرجت فيه من القفص…
عاد بو نينغ لاوزو إلى الحياة .”
آ تشي في النهاية مجرد دمية ، آلي إلى حدٍّ بعيد ،
لذا استغرق عقله بعض الوقت للحاق بالمعنى ،
صمت للحظة ثم أومئ وقال :
“ نعم، هذا صحيح .”
قبض تشانغ تشنغتشو على عصاه ، يدقّ بها ببطء واتّزان في الأرض ،
محفرًا طرفها في الخشب ،
وبعد أن أدارها عدة مرات ، قال بصوتٍ خافت :
“ هل يمكن لمثل هذه المصادفة أن توجد في هذا العالم ؟”
آ تشي: “ ربما "
تشانغ تشنغتشو:
“ أنا لا أصدّق ذلك .”
تردّد آ تشي قليلًا :
“ سيدي ، هل تقصد…”
أجاب تشانغ تشنغتشو:
“ عودة بو نينغ للحياة لا بد أن لها صلة بالقفص الذي دخلته آ لان ،،
لقد علمت بذلك قبل أن تجيب المكالمة — وربما شهدت الأمر بعينيها .”
تأمل قليلًا ، ثم تقدّم ببطء متّكئًا على عصاه نحو الحائط،
حيث توجد جدارية سجلّ أسماء أخرى
لم يكن من الغريب وجود جدارية هنا ، فكل فرد من عائلات
البانغوان تقريبًا يملك نسخة تخصّه ،
لكن نسخته كانت مختلفة قليلًا عن البقية
بدت أقدم عمرًا ، وحافتها متآكلة في مواضع عدّة
و على ما يبدو واحدة من أقدم النسخ ، المتوارثة جيلاً بعد
جيل منذ ما يقارب الألف عام
حدّق تشانغ تشنغتشو باسم بو نينغ المنقوش على الجدارية ، ثم قال:
“ تلك الفتاة آ لان… لقد علمت أنّ بو نينغ قد عاد إلى
الحياة ، وربما رأت ذلك بنفسها ، ومع ذلك، حين أجابت
المكالمة لم تذكر كلمة واحدة بهذا الخصوص ،
بل بدت مراوِغة بعض الشيء أيضًا ، لماذا برأيك ؟”
فكّر آ تشي بجدّية ، ثم أجاب بخضوع :
“ لا أعلم . إنني بطيء الفهم قليلًا .”
: “ لا، لا، لست كذلك ...” لوّح تشانغ تشنغتشو بيده دون أن يلتفت :
“ في رأيي ، على الأرجح أنها واجهت موقفًا صعبًا لم تعرف
كيف تتعامل معه ،،
وأظن أنّ الأمر ما زال مرتبطًا بعودة بو نينغ ،،
تلك الفتاة دومًا مفعمة بالكبرياء ، ولن تفصح بشيء حتى لو
وقعت في ورطة حقيقية ،،
لن نحصل منها على أيّ جواب .”
كل ما استطاع آ تشي أن يرد به هو :
“ هذا صحيح .”
سأل تشانغ تشنغتشو:
“ من أيضًا قلتَ إنه دخل القفص مع آ لان ؟”
عدّ آ تشي بأصابعه :
“ يالين جاء ليستأذن موافقتك قبل المغادرة ، إذن لا بد أنه معها .
كانوا ذاهبين للعثور على تلميذَي عائلة شين لأنهم أرادوا
اختبار قوّتهم ، وهذا يعني أنّ من المحتمل أن التلميذين
كانا حاضرين أيضًا… آووه و أيضًا شياو شو "
تشانغ تشنغتشو بهدوء :
“ في جوهره ، يالين يشبه أخته كثيرًا : كلاهما يملكان كبرياءً شديدًا .
في الواقع، آ-لان أكثر صراحةً منه قليلًا ، لذا إن لم نستطع
الحصول على شيء منها، فلن نستطيع منه أيضًا .
أما تلميذا عائلة شين…”
تمتم لنفسه قليلًا ، ثم صمت
وبعد وقتٍ طويل ، تكلّم مجددًا :
“ اتصل بـ تشو شو في وقتٍ لاحق من المساء ،
إن لم يكونوا ينوون الذهاب إلى مكان آخر ، فلا بد أنهم
سيبحثون على الأقل عن مكان ليبيتوا فيه ،
وما إن يصبح تشو شو منفصلًا عن آ-لان ويالين ،
اتصل به حينها .
عقليته بسيطة ، وغالبًا لا يخفي شيئًا ولا يزيّن كلماته .
اسأله عمّا حدث ، لعلّنا نفهم ما يجري .”
أومأ آ تشي:
“ مفهوم ”
————
لم تكن تشانغ لان تعلم ما الذي كان يدور في ذهن تشانغ تشنغتشو
فمنذ أن كبرت، لم تستطع يومًا أن تفهم تمامًا ما يفكر فيه جدّها
على أي حال كانت قد حسمت أمرها بالفعل —
سيبقون هنا الليلة ليكسبوا بعض الوقت ، لكن غدًا —
مهما كان الثمن — لا بد أن تجد وسيلة للهروب مع تشانغ يالين
لم تكن تكترث إطلاقًا بما ستناقشه العائلات أو بالطريقة التي ستفعل بها ذلك
كل ما تعرفه هو أنها لن تعيد أيًّا من هؤلاء الأسلاف إلى منزل العائلة ، بما فيهم تشو شو
إلا إذا فقدت عقلها
لذلك ، عندما التفت شيه وون ووين شي إليها، وضعت
هاتفها جانبًا وقلّلت من أهمية المكالمة ، قائلة:
“ لطالما كان في عائلتنا قاعدة تنص على
أنه لا يمكن ليالين ولي أن نبتعد في الوقت نفسه لفترة طويلة .
أرأيتم ؟ لقد بدأوا فعلًا في استعجالنا للعودة .
قالوا إنه لا بد أن نعود إلى نينغتشو غدًا "
وعندما وصلت إلى الجزء المتعلق بالعودة غدًا ، لم تستطع
إلا أن تلقي نظرات خاطفة على شيه وون ، محاولةً التقاط ردة فعله
شيه وون مختلف تمامًا عن تشانغ تشنغتشو ؛ لأنه لا لم يتصنّع هالة ترهيب ،
و أياً ما يُقال ، كان يكتفي بالإيماء برأسه مرة واحدة ليدلّ
على أنه استمع وفهم ،
لكن ذلك كان كل شيء— لم يكن هناك شيء أكثر من ذلك
لأنه غالبًا يغيّر الموضوع مباشرةً بعد ذلك ،
وكأن أي أمر لم يكن يستحق منه اهتمامًا كاملًا ،
يسمع ، ثم ينهي الأمر عند هذا الحد
وكما توقعت ، ربت شيه وون على كتف وين شي بعد أن أومأ ،
ثم بدأ الاثنان بالعودة نحو القرية مع العجوز لو شياو و قال:
“ لنعد أولًا .”
⸻
على غير العادة ، كان منزل عائلة لو يعج بالحياة ،
فقد انشغل الزوجان العجوزان جيئةً وذهابًا ،
و يملآن المائدة بما لذّ وطاب من الطعام
للأسف كان لاو ماو ما يزال فاقدًا للوعي ؛ ولم يكن واضحًا
إن كان السبب أنه تعرض لصدمة قوية فأفقدته الرغبة في
الحياة، أو أن هناك أمرًا آخر كليًا
فمنذ أن وُضع على الأريكة لم ينهض منها مجدداً ،
وبالتالي لم يتمكن من الوصول إلى طاولة الطعام أيضًا
أما الأشقاء من عائلة تشانغ، فقد كانوا محاطين بالأسلاف،
مثقلين بالهموم ، فلم يكن لديهم أدنى رغبة في الأكل
لم يريدوا أن يأكلوا ، لكنهم أيضًا لم يجرؤوا على عدم الأكل
لذا لم يكن أمامهم سوى أن يحشروا الطعام في أفواههم
دون أن يتذوقوا طعمه حقًا ،
كل ما أرادوه هو أن تمر الليلة بسرعة
في المقابل ، كان تشو شو يتمتع بشهية واسعة
فقد كان من النوع الذي يمرض بسهولة بعد الخروج من قفص
وبرغم أنه قد بدأ بالفعل يُظهر أعراض إصابته بنزلة برد
—إذ صار صوته أنفيًا قليلًا— إلا أن ذلك لم يكن شيئًا أمام
روحه المعنوية العالية التي كبحت بقية الأعراض المرضية
ومع ذلك ، لم يكن يأكل كما ينبغي…
لأنه كان مشغولًا جدًا بالفضول والتدخّل في شؤون غيره
في الأصل لم يكن عليه سوى أن يأكل ما يشتهي فحسب ،
لكنه غيّر رأيه فجأة وقرّر أن يأخذ في الحسبان ذوق الصديق
الآخر القابع داخله
رغم أنّ عينيه ملتصقتين بلحم الخنزير المقدّد ، أصرّ تشو شو على السؤال:
“ هل لديك أي قيود غذائية ؟ أطعمة يجب أن تتجنبها ؟”
شيا تشياو، الجالس بجانبه، نظر إليه مذهولًا، ثم هزّ رأسه وقال :
“ لا، ليست لدي أي قيود . ولماذا تهتم أصلًا بما يمكنني أو
لا يمكنني أن آكله ؟”
دحرج تشو شو عينيه : “ لم أكن أكلمك "
شيا تشياو: “؟”
تشو شو: “ كنت أسأل نفسي "
شيا تشياو: “؟؟؟”
كان لو شياو وزوجته قد كبرا في السن ، ولم يعودا يحتملان الكثير من الصدمات
لذا مهما أكثر تشو شو من إزعاج بو نينغ ، ظلّ بونينغ يتظاهر بالموت ولا يردّ إلا في لحظة قصيرة
حين يكون الزوجان العجوزان منشغلَين بالحديث مع أحدٍ آخر ، فقال بسرعة :
“ لا داعي لأن تضعني في الحسبان ، كل ما تشتهي ”
لكنّ تشو شو غيّر نبرته فورًا، وأجاب بجدية:
“ لا يصلح ذلك . ماذا لو أكلت شيئًا لا يناسبك وسببت لنا حرجًا ؟
مثلًا خالتي لا تلمس أي شيء له رائحة زَفَرة ،
مجرد لقمة كافية لتجعلها تتقيأ في الحال .”
اسودّت ملامح تشانغ لان وقالت ببرود :
“… توقف عن الكلام وكل ، أرجوك . الخالة تتوسلك ”
ضحك تشو شو بصوت عالي ، ثم اعتدل جالسًا من جديد وقال بأدب مصطنع :
“ أعتذر بصدق ، رجاءً سامحونا .”
كان يتنقّل بين حالاته بسهولة مذهلة ، بينما بقي شيا تشياو
مذهولًا من هذا التبدل الغريب في شخصيته
كان منشغلًا جدًا في مراقبة هذا ' الانقسام ' بجانبه لدرجة أنه نسي أن يأكل ،
حتى بعد مرور وقت طويل ، لم يدخل بطنه سوى القليل
أما وين شي — فراح يتأمل الطاولة المليئة بهؤلاء الغرباء
الأطوار من حوله ، لا يعرف ما يقوله ، سوى أنّ قلبه امتلأ بالتهكم
في البداية ظنّ أنّه سيحتاج لبعض الوقت ليعتاد الطعام العادي مجددًا ،
لكن ربما لأن بيت آل لو كانوا يطبخون باستخدام الموقد التقليدي ، فقد تسلّل عبق الحطب عبر أرجاء المنزل ،
والدخان يتصاعد من المدخنة ملتويًا في الهواء
وفجأة اجتاحت ذاكرته مشهد من سنوات مضت
تذكر تلك الفترة حين كان يسير جنبًا إلى جنب مع تشين
بوداو
عبر الشوارع والأزقة النابضة بضحكات الحياة اليومية
كانا قد وجدا مأوى مؤقتًا أثناء سفرهما ، وكانت داجاو
وشياوجاو تنتظرانهما للعودة إلى البيت
تعلّمت الفتاتان آنذاك الطبخ بقدور نحاسية من منطقة في
الجنوب ، وصارت تلك طريقتَهما المفضلة لإعداد الطعام
وفي مرة ، اضطر هو إلى مغادرة المائدة في منتصف الوجبة
لأمر لم يعد يتذكره ، وعندما عاد ، التقط عصيان الأكل ، لكن
تبين أنها ليست عصيه
أخذ بعض الخضار وبدأ يأكل ، ثم لاحظ عيني الفتاتين
تحدقان به متسعتين بدهشة
عندها فقط أدرك أنّه كان يستعمل عيدان تشين بوداو
أما الأخير، فكان يمد يده أمامه ، كفه للأعلى ، في انتظار أن يعيدها
كان من الصعب وصف ما شعر به في تلك اللحظة…
كان يظن : إن كان هناك يوم انتبه فيه تشين بوداو
لمشاعره ، فلا بد أنه كان ذاك اليوم …..
على أية حال، لم يستطع إكمال الوجبة
ولحسن الحظ كان ذلك اليوم الأخير في رحلتهما معًا
فمع أول شروخ بدأت تظهر في واجهته المتماسكة — افترق كلاهما عن الآخر
وبعدها لزمن طويل ، كان وين شي يكرر استخدام مصفوفة تطهير الروح
والآن ، عندما استعاد ذكراه ، بدت له كأنها حلم
ومع ذلك ، كانت تلك بعضًا من أكثر أيام شبابه حرية وراحة ،
إلى درجة أنّ رائحة الحطب وحدها تكفي دومًا لفتح شهيته …
ولهذا بدا الطعام الذي أعدّته عائلة لو شهياً على نحو غير متوقع
لكن الزمن طال منذ آخر مرة تذوق فيها مثل هذا الطعام ،
فلم يعرف من أين يبدأ
وبينما كان غارقًا في شروده ، وُضع شيء فجأة في وعائه
رفع وين شي رأسه ، فرأى يد شيه وون
كانت يده اليسرى الذابلة جزئيًا مخفية تحت الطاولة طوال
الوجبة لئلا يراها الزوجان العجوزان ،،
أما يده اليمنى السليمة ، فقد أبقاها ظاهرة
أصابعه طويلة ، وطريقة إمساكه بالعصي أنيقة إلى حد
يلفت الأنظار ،، وبينما يبتسم ويتبادل الأحاديث مع
الزوجين ، التقط بعض الطعام ووضعه في وعاء وين شي
ثم، وفي لحظة سكون خفيفة وسط الضحكات والكلام ، مال
بالقرب منه وقال بصوت خافت في أذنه:
“ لقد راقبتك شارداً منذ حين ، ولم تلمس طعامك .
كل كما ينبغي .”
ما إن همَّ وين شي بأن يرد بشكل لا إرادي ، حتى أضاف شيه وون بنبرة متراخية :
“ لا تقلق ، لم أستخدم هذه العيدان بعد "
وين شي: “…”
رفع عينيه فجأة إلى شيه وون ، لكن الآخر قد عاد بالفعل
إلى الحديث مع الزوجين العجوزين ،،
كبار السن غالبًا يطيلون الحديث ، قادرون على إعادة تكرار
نفس المواضيع الصغيرة مرارًا وتكرارًا
ومع ذلك، كان شيه وون يُنصت إليهما بصبر ، وابتسامة
خفيفة في عينيه ،، لم يكن يقاطعهما ، ولم يُبدِ مللاً
لكن وين شي لم يتخلّص من شعوره بأن تلك الابتسامة لم
تكن إلا لأنه يستمتع بإغاظته
ولهذا ، وقبل أن يمد يده إلى الطعام ، قرر أن يرفع كوبه
ليشرب بعض الماء ، لعلّه يصفّي ذهنه ويهدأ قليلًا
لكن ، وما إن ابتلع بضع رشفات ، حتى رآه شيه وون يلقي
عليه نظرة أخرى ويقول :
“ لكنني شربتُ من هذا الكوب .”
وين شي: “…”
أنزل الكوب على الطاولة مستعدًا لمواجهته
لم يُحدث الكوب صوتًا عاليًا حين لامس الخشب ، لكنه بدا
واضح وسط ضجيج الأحاديث
صاحبة الملامح الداكنة ، وصاحب الشخصية المنقسمة ،
وذلك الذي كان مذهولًا مما يشهده… جميعهم توقفوا
للحظة ، واستداروا نحو وين شي بتساؤل
ابتلع وين شي ردّه الحاد
شد شفتيه معًا ، وأبعد آخر قطرات الماء عن فمه ، ثم ألقى
نظرة جانبية إلى هذه المجموعة الغريبة من المتفرجين
بعدها استرخى على كرسيه ، ودفع الكوب قليلًا أمامه مباشرةً
و بصوت خافت لا يسمعه إلا شيه وون ، قال :
“ هذا صار لي الآن ، اذهب واجلب واحدًا آخر "
لم يفهم شيا تشياو والبقية ما يجري ، لكنهم لم يعيروا الأمر اهتمامًا
و سرعان ما صرفوا نظرهم ، وعادوا لحديث جانبي آخر ،
فعاد الضجيج ليمتلئ به المكان
أما الزوجان ، فقد واصلا أحاديثهما أيضاً
وسط هذا الضجيج ، انحنت عينا شيه وون بابتسامة
و دون أن يلتفت إلى وين شي قال بصوت هادئ ومسترخٍ:
“ يا لك من متعجرف . من الذي دلّلك هكذا ؟”
وين شي: “…”
وبشكل غريزي ، كان على وشك أن يردّ بـ ' أنت '
لكنه كبح نفسه في اللحظة الأخيرة ،
وقال بوجه خالٍ من التعابير :
“ هل تحاول استدراجي بشيء ؟”
همهم شيه وون بهمهمة غامضة ، ثم أدار وجهه وبدأ يضحك بخفوت
ذلك الضحك أيقظ لاو ماو من سباته الشبيه بالموت
كانت حالة الذبول التي يعاني منها لا تختلف كثيرًا عن حالة
شيه وون — لم تختفِ بعد من نصف جسده الأيسر
و حاول جاهدًا أن يغطيها بملابسه كي لا يتسبب بصدمة للزوجين
رفع نفسه ببطء عن الأريكة ، وأمسك بوسادة بحركات أشبه
بمصاب بشلل نصفي
اتكأ عليها ، ثم اتجهت نظرة ناقمة نحو شيه وون ووين شي
ظلّ يحدق فيهما قليلًا ، ثم أغلق عينيه بصمت ، مثل طائر ميت
كان الزوجان ودودَين للغاية
ظنّا أنه في مثل سنّهما ، فبدآ يكلمانَه كما لو أنه أخًا أصغر،
محاولَين إقناعه بالانضمام إلى المائدة
لكن لاو ماو، بوجه يفيض أسى واعتذارًا ، رفض بلطف
قال: “ أشكركما ، لكن معدتي لا تحتمل شيئًا الآن…
أشعر بدوار شديد .
هل يمكنني أن أرتاح قليلًا في إحدى الغرف بالطابق العلوي ؟”
أجابه لو شياو: “ بالطبع ! هناك غرف عديدة ، اختر ما تشاء .”
وبعد أن فتح لاو ماو الطريق بهذا العذر ، سارع الشقيقان تشانغ إلى تقليده
استأذنا من المائدة أيضًا ، مبررين أنّ الدوار قد أصابهما
وأنهما يرغبان في التوجه للنوم مبكرًا
كان تصميم المنزل مطابق تقريبًا لبيت لو ونجوان في القفص
ربما لأن لو ونجوان كانت قد اشتاقت إلى منزلها كثيرًا ،
أو ربما لأن البيت الورقي الذي أحرقه العجوزان لها كان مبنيًا على الواقع
كان في الطابق العلوي أربع غرف ، تمامًا كما في المرة السابقة
ولأن الجميع قد بات هنا من قبل ، فقد كان من المنطقي
أن ينقسموا بنفس الطريقة التي فعلوها آنذاك
لكن تشانغ يالين رفض
في المرة السابقة ، قد شارك الغرفة والسرير مع تشو شو ،
وهذا يعني أنه إذا قُسِّمت الغرف بنفس الطريقة مجددًا ،
فسوف يضطر للنوم مع تشو شو وبو نينغ في سرير واحد
ماذا لو نطق أحدهم فجأة في منتصف الليل—وكان
المتحدث هو “بو نينغ-لاوزو” بالذات؟؟
{ انسَ أمر النجاة ، سأموت من الرعب قبل أي شيء }
وجد تشو شو نفسه منبوذًا بشكل غير مبرَّر ، فسأل تشانغ يالين :
“ إذن مع من تريد أن تنام ؟ لا يوجد هنا سوى هؤلاء
الشباب ، من ستختار ؟”
فكَّر تشانغ يالين { لن أختار أيًّا منهم ، كلهم متعبون بالنسبة لي }
وبعد أن تردّد طويلًا ووازن جميع الإيجابيات والسلبيات، قال أخيرًا:
“ سأنام في شرفة أختي .”
الجميع أصيبوا بالخرس
وبالطبع لم ينم في الشرفة في النهاية
يوجد أريكة في غرفة تشانغ لان ، وقرّر أن يكتفي بها ليقضي الليل عليها
بل وأكثر من ذلك… لم يكن متأكدًا حتى من أنه سيتمكن
من الصمود حتى الصباح
و انسحب الأشقاء من عائلة تشانغ إلى غرفتهم
وبحكم العادة ، كاد شيا تشياو أن يتبع وين شي
لولا أن تشو شو أمسكه وأوقفه
تشو شو: “ ماذا تفعل ؟”
شيا تشياو: “ ذاهب لأنام ”
تشو شو: “ مع من ؟”
ارتبك شيا تشياو وقال: “ مع غا ”
سحب تشو شو إياه أقرب وهمس : “ هل أنت أحمق ؟”
شيا تشياو: “ أنت—”
أراد أن يقول { لديك الجرأة لتشتم الآخرين وأنت ما زلت مجرد مراهق }
لكن تذكَّر أن “بو نينغ” يسكن أيضًا في جسد تشو شو
وذلك الشخص في الحقيقة أكبر سنًا بكثير من مجرد مراهق
لم يجد شيا تشياو خيارًا سوى أن يحدّق فيه بعينين غاضبة :
“ لماذا تشتمُني ؟ فسِّر لي كلامك .”
تدحرجت عينا تشو شو وهو يغيّر زاوية وقوفه بحيث يحجب
خط نظر وين شي
ثم التفت نحو شيا تشياو شش ورفع إبهاميه وبدأ يحركهما
بخفة وهو يطلق أصواتًا غامضة غير مفهومة
شيا تشياو: “ هاه ؟”
تشو شو: “…قلت !”
كان مليئًا بالحماس ، لكنه حرص على إبقاء صوته منخفضًا للغاية ،،،
وأثناء ذلك أشار بيديه عدة مرات وهو يقول بتمتمة غامضة:
“ الغا خاصتك … والضعيف… أقصد ، المؤسس الموقر —هما م م م، ألا تعلم ؟”
شيا تشياو: “ما معنى م م م؟”
حدّق فيه تشو شو بصمت ، وكاد يفقد صوابه
كانت أجواء حديثهما الخافت غريبة بعض الشيء ، مما دفع
وين شي إلى إلقاء نظرة باتجاههما
وفي تلك اللحظة ، كان شيا تشياو منهمكًا في تقليد تشو شو
وقد مدّ إبهاميه محاولًا إعادة نفس الحركة
ارتجف جسد تشو شو كله ، وتغيّر مزاجه وتعابير وجهه في الحال
أمسك بيدي شيا تشياو فجأة وقال : “ لا تفعل—”
لكن تحذيره جاء متأخرًا ؛ إذ أن وين شي قد وصل بالفعل وهو يقول :
“ ما الذي يحدث هنا؟”
نظر إلى إبهامي شيا تشياو المتلاصقين
وقبل أن يتمكن من قول شيء آخر ، انحنى تشو شو بعمق وضمّ كفيه قائلًا :
“ شيـدي، أعمق اعتذاراتي .”
عبس وين شي : “ لماذا تعتذر؟”
بو نينغ: “ أنا أيضًا لم أعلم إلا لاحقًا أن تشو شو مرتبط بي
بينما كنا داخل المصفوفة ”
وين شي: “………………”
في البداية لم يفهم ما كانا يفعلانه ، لكن مع انحناءة بو نينغ،
استوعب الأمر كله
فتح شفتيه قليلًا ، وأمر ببرود :
“ أخرج لي تشو شو حالًا "
بو نينغ: “ سأحاول "
ومع ذلك ، ومهما فعل ، ظل تشو شو متظاهرًا بالموت
ورفض أن يظهر مجددًا ~~~
لم يسع بو نينغ إلا أن ينحني مجدداً أمام وين شي محاولًا
ترميم الفوضى التي سبّبها شخص آخر ,
عندها أطلق شيا تشياو فجأة “ آهــاااااا ” طويلة ، وكأن أمرًا ما قد اتضح له للتو
لم يعد بو نينغ قادرًا على الحفاظ على مظهره المتزن
مد يده بسرعة ليغطي فم شيا تشياو وقال على عجل: “ نلتمس العذر ”،
ثم جره إلى أقرب غرفة وأغلق الباب خلفهما
ولم يكتشفوا أنهم دخلوا غرفة لاو ماو إلا بعد أن أغلق الباب بالفعل
ومع ذلك، اتفق الثلاثة جميعًا على أنهم يفضلون الانزلاق
معًا في غرفة واحدة على أن يعودوا إلى الخارج في تلك اللحظة
وقف وين شي في الممر مقابل شيه وون
ولم يستطع أن يقول شيئ للحظة طويلة
وبعد مضي وقت ، لم يتمالك نفسه أكثر ، فشتم بصوت منخفض
كان من الصعب تمييز كلماته بدقة ، لكنها بدت أقرب إلى: “ مجموعة من الحمقى "
ارتسمت ابتسامة على وجه شيه وون
قال وين شي بحدة : “ لماذا تضحك بحق الجحيم .”
ثم استدار وتوجه نحو إحدى الغرف الفارغة
وبما أن أولئك الحمقى احتلوا غرفتين فقط ، فقد تبقت
غرفتان خاليتان لِـ وين شي وشيه وون
والحق أنه كان بإمكانهما ببساطة أن يأخذ كل واحد منهما غرفة
دخل وين شي إحدى الغرف ، وبدأ تلقائيًا يسحب الباب ليغلقه خلفه
لكن عندما اصطدم القفل بإطار الباب ، توقف فجأة في مكانه
ظل واقفًا لثوانٍ قليلة ، ثم دفع الباب ليفتحه قليلًا من جديد
كان الاستياء مرسومًا على وجهه، ومعه لمحة من البرود المتكبّر
لكن رغم ذلك، حين فتح الباب، كان بصره مثبتًا بثبات على شيه وون
كان شيه وون يقف بجانب الغرفة مباشرةً
نظر إلى الفراغ الصغير الذي تركه وين شي—بعرض نصف
جسد فقط—ثم ألقى نظرة سريعة نحو الغرفة الفارغة الأخرى وقال:
“ الأمر عائد إليك .”
وبعد أن حدق فيه وين شي طويلاً ، دفع الباب ليفتحه على اتساعه
يتبع
الذبول في يد شيه وون :
الفصل من ترجمة : Jiyan
تدقيق : Erenyibo

تعليقات: (0) إضافة تعليق