القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch89 بانغوان

Ch89 بانغوان



لحظة دفع وين شي الباب ليفتحه بالكامل ، بدا شيه وون في الواقع متفاجئًا قليلًا


من منظور وين شي ، ذلك التعبير بدا أشبه بتردّد وشك ،

ورغم أنه اختفى في غمضة عين ، إلا أنه لاحظه


في الغالبية العظمى من المواقف ، كان شيه وون دائمًا لا مباليًا ومتزنًا


لم يكن يصبح شديد الحساسية إلا أمام هذا الشخص فقط


لذا أبعد وين شي بصره عن شيه وون فور أن لمح ذلك التعبير ،، 

وتصلّب قليلًا وهو يقول : “ نم حيثما تشاء ، لا فرق .”


كان صوته هادئًا جدًا ، وكأنه غيّر رأيه في اللحظة الأخيرة 

وحسب ، لكن عبوس حاجبيه اللاواعي فضحه بالكامل


و بدأ بسحب الباب ليغلقه دون وعي

لكن حين صار نصف مغلق فقط ، امتدت يد فجأة وأوقفته عن الإغلاق أكثر


رفع وين شي رأسه ورأى ظهر يد شيه وون يستند إلى حافة الباب 


شيه وون : “من الذي يتراجع بوقاحة هكذا في منتصف الطريق ؟”


: “ لست أنا ...” صمت وين شي بضع ثوانٍ ثم تكلم مجددًا : 

“ إن لم تكن راغبًا حقًا بالدخول ، فلا تدخل .”


كانت المشاعر في صوته أوضح بكثير هذه المرة


بعض الانزعاج ، وبما أنه لم يعد يخفيه ، لم تعد كلماته 

تبدو باردة وقاسية ،، 

بل بدت أشبه بأشواك ناعمة مغلّفة بتظاهر بالصلابة


حين سمع شيه وون ذلك ، وقع بصره على وجه وين شي


لم يكن واضحًا ما الذي رآه ، لكنه ظل ينظر إليه طويلاً


ثم مال قليلًا للأمام ودخل الغرفة ، مغلقًا الباب خلفه


وفي أثناء إمساكه بمقبض الباب ، انتهى به الأمر إلى حصر 

أصابع وين شي تحت أصابعه ، لكنه لم يفلته 


انغلق الباب بصوت طقطقة ، حاجبًا كل الضوء القادم من الممر


حرّك وين شي أصابعه ، لكنه لم يستطع تحريرها


كل ما استطاع فعله هو الوقوف أمام شيه وون ، قريب جدًا 

لدرجة أنه لو مال أحدهما برأسه قليلًا فقط للأمام ، لتبادلا قبلة


سأل وين شي : “ ماذا تفعل ؟”


اتكأ شيه وون إلى الوراء على الباب ، 

ممسكًا اليد و شدّ على أصابع وين شي مع مقبض الباب خلفه ، 

بدا ذراع وين شي وكأنه ملتف حول خصره ؛ للوهلة الأولى ، 

بدا الأمر وكأنهما يتعانقان : “ أما زلت لا تفهم—إنني أضعك تحت الإقامة الجبرية .

حتى حين كنت صغير ، كان طبعك صعبًا للغاية ،

إن لم تكن راضيًا عن شيء ، كنت تستطيع أن تعبس شهرًا كاملًا . 

بالطبع يجب أن أصفّي الجو قبل أن أدعك تذهب .” 


( فان آرت )


يده الحرة هي يده الذابلة ،، عادةً يخفيها عن أعين الغرباء 

حتى لا يفزعوا ، لكنه مع وين شي كان أكثر راحة


أمسك وجه وين شي وحركّه برفق نحوه وسأله : “ لِمَ تظن أنني لا أريد الدخول ؟”


افترّت شفتا وين شي قليلًا ، لكنه لم يعرف كيف يجيبه ، 

فاختار أن يلتزم الصمت


انزلقت أصابع شيه وون إلى جانب عنق وين شي


كانت تبدو مزيجًا بين العظم والخشب المتحجر 


حادة قليلًا ، لكن ليس إلى حد إحداث ألم

و استقرت أصابعه بخفة على بشرة وين شي، مثيرةً حكة في 

قلبه وهي تمسح على عنقه


أمسك وين شي هذه الأصابع الذابلة وقال بقلق خفيف : “ حين فتحتُ الباب ، بدوتَ متفاجئًا .”


لم يفهم شيه وون في البداية : “… أنا بدوتُ متفاجئًا ؟”


حدّق وين شي به


الغرفة مظلمة جدًا ، إذ لم تُشعل أي أنوار بعد


أدّت الستائر دور الغربال ، فجعلت الضوء القادم من الخارج 

يتسرّب إلى الغرفة في ضباب باهت ؛ 

فغدت الظلال التي أبرزها الضوء ضبابية وغير واضحة


لكن رغم ذلك، واصل وين شي التحديق به بعناد


اضطر شيه وون للتفكير قليلًا قبل أن يفهم أخيرًا ما قصده 

وين شي ،،، قال: “ لقد تفاجأتُ لأن…”


توقف فجأة في منتصف جملته ، وكأنه يفكر في شيء


انتظر وين شي قليلًا ، لكن حين لزم شيه وون الصمت ، 

عقد حاجبيه وقال: “ لأن ماذا ؟”


لم يستطع شيه وون أن يمنع نفسه من الضحك قليلًا ، 

ضحكة عميقة ثقيلة ، مكتومة في حنجرته

تلتها لحظة توقف طويلة ثم قال ببطء : “ لأنك كلما رغبتَ 

في شيء أو أردت أن تفعل أمرًا ، كان لا بد أن تختلق الكثير 

من الأعذار وطرق التبرير . لكن لم يكن الأمر كذلك اليوم .”


كان وين شي هكذا منذ أن كان طفلًا


لم يستطع شيه وون أن يستخرج من داخله بادرة طبع أو 

لمحة اندفاع خفيفة — غالبًا غير ضارة — إلا بعد أن بالغ في تدليله واحتوائه


لكن جولات قليلة في ' مصفوفة تطهير الروح ' كانت كفيلة بأن تجرف جميع روابط وين شي الدنيوية ، 

فارتد في النهاية إلى حالته الأولى تمامًا


ومع تقدّمه في العمر ، بدأت أفكاره تثقل عليه أكثر ، 

وبدأ أيضًا يشع بهالة باردة متحفظة تُبقي الآخرين على مسافة


إن كان يبحث عن شيفو، فهذا لأنه واجه موقفًا صعبًا


إن كان يعود إلى جبل سونغيون، فهذا لأنه يحتاج للبحث بين بعض اللفائف القديمة


إن كانا يسافران معًا ، فهذا لأنه صادف أنه يسلك الطريق 

نفسه ، ولم يكن أمامه مسار آخر ليسلكه




الجميع لديهم رغبات ، لكن وين شي كان متحفظًا قليلًا في رغباته


في كل مرة أراد شيئًا من شيه وون ، كان عليه أن يلتف في 

طرق متشعّبة ويختلق لنفسه شتى الأعذار


لم يكن قادرًا على النطق إلا حين يحشر نفسه في طريقٍ 

مسدود لا رجعة فيه، ويغطي ذلك كله بطبقة إضافية من 

التظاهر باللامبالاة


وبمرور الوقت ، أصبح هذا تقريبًا طبعًا راسخًا فيه


ومع ذلك ، كان هذا الشخص البارد المتحفظ تحديدًا قد 

أظهر للتو لمحة نادرة من الصراحة الخالصة —

لم يكن هناك أي التفاف أو مبررات إضافية


و بيدٍ على مقبض الباب ، كل ما فعله أنه نظر إلى شيه وون 

ثم دفع الباب ليفتحه بالكامل


وللحظة ، كان فيه شيء فاتن ، كروح جبلية أثيرية محاطة 

بالصقيع والثلج ، تحمل في نظر البشر فتنة باردة آسرة



وين شي : “ وماذا بعد ؟”


شيه وون: “ ماذا ؟”


وين شي: “ بماذا كنت تفكر عندما تفاجأت؟”


: “ كنت أفكر…” تحركت أصابع شيه وون النحيلة الذابلة 

قليلًا ، فانزلقت أطراف أصابعه من غير قصد عبر عنق وين شي


ابتعد وين شي قليلًا ، رسم خطًا مشدودًا وجميلاً بين فكّه وعنقه


تحركت تفاحة آدم أسفل أصابع شيه وون حين ابتلع


حدّق شيه وون في حلق وين شي وهو يقول بنعومة وبطء: “ لقد عشتُ سنين لا تُحصى ، ومِتُّ سنين لا تُحصى ، 

لكن يبدو أنني أخيرًا بدأتُ أعود إلى عالم البشر ”


و بعينين نصف مغمضتين ، انحنى برأسه وقبّل قبلة على 

تفاحة آدم وين شي


حتى قبلاته كانت مفعمة بأناقة ووقار خالدان—ومع ذلك، 

المكان الذي اختاره مرتبطًا غالبًا بالرغبة اللامحدودة


أغلق وين شي عينيه للحظة وجيزة ، وتحرّك حلقه مجدداً رغمًا عنه



بدا شيه وون مستمتع قليلًا من هذا

و تراجع شيء بسيط ومسح تفاحة آدم لدى وين شي 

بأصابعه ثم قبّله قبلة أخرى في نفس المكان 


“ أنت…”


لكن ما إن بدأ وين شي بالكلام ، حتى سُرق صوته بلمسة على حنجرته


حينها تذكّر حلمًا شديد السخف رآه منذ سنوات طويلة


في الحلم ، كان جالسًا على سرير ، أرديته مفكوكة متراخية حوله


شعره لا يزال مربوطًا إلى الخلف في ذيل حصان عالٍ كعادته ، بلا خصلة في غير مكانها ، 

مما أضفى عليه مسحة من كبرياء متعجرف ؛ ومع ذلك ، 

فإن أطراف شعره كانت مبعثرة داخل أرديته  ، 

أو ملتصقة بعنقه من العرق


لقد صاح المشهد بشوق يائس ، واستهلاك كامل بالرغبات الدنيوية


و كان تشين بوداو واقفًا بجانب السرير ، رداءه مرتب تمامًا ، 

مثالًا على الصفاء والنقاء الخالص


راقب وين شي وهو يمد يده نحوه


بطرف إصبعه التقط قطرة عرق انحدرت من عنق وين شي 

نحو أرديته ، ثم فركها بين أصابعه


لم يحتمل وين شي هذا وشد شفتيه وأبعد وجهه بعيدًا


حاول لاشعوريًا أن يصد الآخر بخيط الدمية المربوط حول 

أصابعه ، لكن تشين بوداو أمسك بالخيط وأوقفه بسهولة


وحين التفت ثانيةً ، كان بانتظاره مشهد خيط دميته — الذي 

صار الآن تحت سيطرة تشين بوداو—يلتف بإحكام حول سيّده الأصلي


الأحلام عادةً تقفز بين المشاهد بلا ترتيب


كل ما تذكّره بعد ذلك هو نهاية الحلم —- 

كان تشين بوداو جالسًا على طرف سريره ، رداؤه ما يزال نظيفًا كما هو ،

 لكن تلك اليد الجميلة النقية مخبأة تحت رداء وين شي تنساب بداخله


و ارتفع ساق وين شي وارتفع قماش ردائه الأبيض كالثلج

و أرجع رأسه إلى الخلف ، 

عيناه نصف مغمضتين ، و ظهره ملتصق بالجدار ..


مال تشين بوداو بجسده نحو جانبه ، 

وألقى لمسةً خفيفة وعابرة على تفاحة آدم عنده ———


ثم استيقظ مذعورًا 



أمسك وين شي فجأة يد شيه وون ، وسأله : “هل سمحت 

لك مصفوفة تطهير الروح أن ترى أحلامي؟”


شيه وون: “ لم تفعل .”


تردّد وين شي لحظة …. خفّف قبضته المحكمة على يد 

شيه وون قليلًا ، لكنه لم يفلته تمامًا


لمع شيء في عيني شيه وون : “ لماذا ؟ عمّ حلمت ؟”


كان تنفّس وين شي غير منتظم قليلًا بسبب القبلات على 

حنجرته والحلم الذي عاد فجأة إلى ذاكرته من العدم


شد شفتيه بإحكام ورفض الإجابة ، لكن كتفيه ظلا يصعدان 

ويهبطان قليلًا ؛ بينما أخفى الظلام كل شيء آخر


أراد شيه وون أن يرى تعابيره في هذه اللحظة ، فرفع يده 

وأضاء أنوار الغرفة


عائلة لو  يستخدمون المصابيح المتوهجة القديمة ، 

فأومضت بضع مرات حتى أضاءت بالكامل


وفي تلك اللحظة ، رأى أن وين شي لا يزال بلا أي تعبير ، لكن 

احمرارًا خافتًا تسلل عبر معظم عنقه

و تفاحة آدم حمراء على وجه الخصوص


: “ حقًا لم تستطع أن تراها ؟” صوته لا يزال منخفض وبارد : “ اقسم ”


لكن كلماته بدت شرسة بعض الشيء


: “ أقسم ...” تابع شيه وون فورًا : “ لكنني الآن أكثر فضولًا ،،

ما كان الحلم ؟”


{ انقلع } 

من جهة ، كان وين شي مقتنعًا أن هذا الشخص يطرح عليه 

هذه الأسئلة عمدًا ،،، 

ومن جهة أخرى ، كان مترددًا بعض الشيء …


ففي نظره ، هذا الشخص دومًا يمتلك صورة زائر سماوي ، 

غير ملوث بعالم البشر ، 

لقد دام هذا التصور لأكثر من ألف عام 

{ ربما حقًا … لا يعرف تشين بوداو أي نوع من الأحلام كنت أقصد }


لم يعرف وين شي كيف يرد ، ولم يستطع أن يتفادى الأمر


ونتيجة لذلك، أطفأ الأنوار ثانيةً بعزم ثم مال ليقبّل شيه وون عند زاوية فمه


: “ يا رجل الثلج ...” داعب شيه وون ذقن وين شي بأصابعه 

التي بدت متحجرة ، وبعد وقفة عابرة ، سأل: “هل أنت… 

تتعمد المراوغة عن السؤال ؟”


: “ كلا . اصمت .”


الحرج يجعل وين شي يغضب قليلًا  ، 

وما إن همّ وين شي بالاقتراب مجددًا ليُسكته ، 

حتى أمسك شيه وون بذقنه برفق وقال بصوت خافت : 

“ إذًا افتح فمك ”


————


في إحدى الغرف المجاورة ، 

لاو ماو ممددًا على الأريكة ، بدا وكأنه قد شاخ كثيرًا


عيناه فارغة ، وهو يعانق وسادة إلى صدره بشدة ، 

أشبه بعجوز تُرك في عشٍّ فارغ


أما شيا تشياو —- فقد كان يشعر بالفراغ أيضًا


جلس على حافة السرير وعانق عمود السرير ، مستغرقًا 

بصمت في معالجة المعلومات الجديدة التي علم بها للتو


بو نينغ الوحيد الذي لا يزال واقف — أنيقًا ومهذّبًا ، 

وقف بجانب السرير محاولًا استمالة تشو شو ليخرج مجددًا


قال: “ الشيدي والشيفو كِلاهما في الغرفة المجاورة ،،

هذا المنزل قديم وريفِي ، لكنه بُني بعناية وإتقان ، وجدرانه متينة جدًا ،،

لا يمكنهما سماع ما نقوله في هذه الغرفة ، لذا فأنت حرّ 

بالخروج والتحدث من جديد .”


ظلّ تشو شو صامتًا تمامًا


تنهد بو نينغ تنهيدة وأكمل إقناعه بصبر : “ رغم أن الشيدي 

قد يبدو باردًا متحفظًا ، من النوع الذي يلقي بخيط دميته 

عليك ويشدّك جيدًا ليعطيك درسًا صارمًا إن أخطأت بكلمة 

واحدة… في الحقيقة —”


{ في الحقيقة … كان بالفعل من هذا النوع }


في تلك الأيام ، كان تشونغ سي هو الأشقى بينهم جميعًا ، 

و المرات التي يربطه فيها وين شي ويعلّقه في قمة الجبل كثيرة جداً


كان يتركه معلقًا هناك لساعتين كاملتين أحيانًا ، متعمدًا 

اختيار الأوقات التي يستريح فيها تشين بوداو لفعل ذلك ~~


لم يكن تشونغ سي يعرف كيف يكون مطيعًا إلا في تلك 

الفترة من اليوم ، لأنه كان يخاف من إزعاج الشيفو


و كانت هذه الطريقة في التأديب بالتأكيد أفضل قليلًا 

من متاهات بو نينغ المرهقة 


توقف بو نينغ قليلًا

ولأجل تهدئة هذا الجبان ، أمعن التفكير في كلماته ثم خفّف 

عمداً من وقع الأمر : “ في الحقيقة ، لم يكن يُبقي أحدًا 

مربوطًا لفترة طويلة ، ودروسه كانت تختلف باختلاف الأشخاص ~ ”

{ على سبيل المثال ، كان قد يُبقي تشونغ سي معلقًا لساعتين، 

لكن بالنسبة إلى طائر الدابنغ لم يربطه سوى المدة التي 

يستغرقها شرب كوب شاي ، 

أما بالنسبة إلى الشيفو… 


فغالبًا لم ينجح في ذلك قط }



فجأة ، عاد بو نينغ بذاكرته إلى أيام شبابه ….


ففي كل مرة يرى فيها تشوانغ هاوهاو وين شي وهو يحدّق 

بتهديد في اتجاه تشين بوداو كان يحاول أن يثنيه عن ذلك:

“ شيدي .. هذا لا يجوز ، لا يجوز ،،، كيف لك أن تعامل شيفو بهذه الطريقة ؟ 

إن كان يشغلك أمر ما، فلنطرحه جانبًا عند سفح الجبل . 

هذا الشيشونغ سيرافقك ما دمت تحتاج . 

وإن لم تكن ترغب في مقابلة أحد من أهل القرية هناك ، 

غيّر ملامحك فقط — سأذهب لأسأل تشونغ-شيدي عن بعض التعويذات .”


لكن للأسف ، غالبًا ما كان خيط الدمى الخاص بوين شي 

يتجه مباشرةً نحو تشين بوداو قبل أن يتمكّن تشوانغ 

هاوهاو حتى من إنهاء كلامه


عندها كان تشوانغ هاوهاو يتنهد تنهيدةً كبيرة ، بينما يهرب 

تشونغ سي بعيدًا قدر استطاعته ليختبئ ويراقب ما يجري


وبالطبع لم يكن خيط الدمى قادرًا أبدًا على إصابة تشين بوداو


كان الأخير دائمًا يمسك بالخيط ويطويه في كفّه في لمح البصر ، ثم يسأل وين شي:

“ أهذه محاولة لاستخدامي في التدريب ، أم أنك تحاول مباغتتي ؟”


تشين بوداو في معظم الوقت معتدل المزاج ، لاتوجد أشياء 

كثيرة في العالم قادرة على لفت انتباهه بحق


ولهذا لم يكن هناك عواقب لهجمات وين شي المباغتة ؛ 

كان الأمر يُطوى دائمًا ببضع كلمات مازحة


وفي كل مرة يحدث فيها شيء كهذا ، كانوا يبذلون جهدهم 

لإقناع وين شي بالتوقف ، لكن وين شي ما يزال يجرؤ على 

تكرارها من جديد ، 

ومع الوقت ، صار ذلك أشبه بجزءٍ من روتينهم اليومي ، 

إحدى طرقهم الفريدة في التعايش ،


وفي بعض المناسبات النادرة جدًا ، حين لا يكون وين شي حاضرًا ، 

كان تشوانغ يي يغتنم غيابه ليضمّ كفيه معًا ويتنهد تنهيدة عميقة :

“ إنني حقًا معجب بشجاعة الشيدي خاصتنا .”


كلما استرجع بو نينغ ذكريات كهذه ، يتمنى بصدق لو أن 

تشونغ سي وتشوانغ يي عادا ليروا بأنفسهم كم أصبح 

الشيدي خاصتهم “ جريئًا ” في هذه الأيام


————


وخلال استراحة على العشاء ، بعد أن غادر أشقّاء عائلة 

تشانغ الطاولة ، سأل شيه وون ووين شي بو نينغ عن الوضع 

الحالي لجبل سونغيون —-


أخبرهم بو نينغ أن تشونغ سي وتشوانغ يي ما زالا يتعافيان 

داخل مصفوفته ؛ وربما تكون هناك فرصة لهما ليستفيقا 

مجددًا ويلقيا نظرة أخرى على العالم الذي غادراه بتسرّع ذات يوم


ولتجنّب أي إزعاج لتعافيهما ، ما تزال المصفوفة العظمى 

التي تخفي جبل سونغيون نشطة ، وهذا يعني أنّ الناس 

العاديين لن يتمكنوا من العثور على الجبل أو الدخول إليه بالخطأ


كما أنّ الأرواح الاثني عشر الخاصة بالمصفوفة ما تزال تحرسهم أيضًا ، ملتزمين بتوفير السلام والهدوء


…..


و بينما بو نينغ يتأمل بمشاعر حنين الماضي ، إذا بأصوات 

أزيز متتابعة تملأ الأجواء فجأة


و مصدر الاهتزاز كان شيئ مضغوط عند فخذه


ارتجف بو نينغ-لاوزو بذعر وصرخ : “ تشووو شوووو !” 

و سحب الشيء المهتز من جيب بنطاله الجينز ثم نادى على 

اسم تشو شو عدة مرات : “ إني لا أعرف أبداً كيف أستعمل 

هذا الشيء —سيكون مؤسفًا لو فاتك أمرٌ مهم .”


حدّق بذهول إلى الأرقام المتقافزة على الشاشة محاولًا تفسيرها


عندها فقط عاد تشو شو إلى وعيه


وبعد رجفة اجتاحت جسده كله ، انهار على أول كرسي وجده وقال:

“ راقبني جيدًا حسناً ؟ هذا يُسمى ‘هاتف’

إذا اهتز مجددًا بهذا الشكل ، كل ما عليك فعله هو تمرير إبهامك هكذا .”


ثم استقام فجأة على الكرسي وقال بونينغ بانزعاج طفيف : 

“ كم مرة أخرى تنوي أن تتظاهر بالموت ؟”


ثم تراخى ثانيةً : “ حسنًا ، من يدري ؟ أليست هناك مقولة 

هكذا : لا أحد يعرف أيهما يأتي أولًا ، الغد أم حادث مفاجئ—”


وبينما يشرح لبو نينغ كيف يجيب على الهاتف بالكلام ، 

كان يرفض المكالمة مباشرة


و توقف الهاتف عن الاهتزاز فورًا


ساد الصمت في الغرفة لفترة طويلة ثم بدّل جلسته إلى 

هيئة أكثر تهذيبًا


نظر إلى الشاشة السوداء للهاتف ، ضغطه إلى أذنه واستمع 

لحظة ، ثم سأل: “ لماذا لم تتحدث مع أحد ؟”


رغم أن هذا الجدّ بو نينغ لم يكن يعرف كيف يستخدم 

الهاتف، إلا أنه رأى الشقيقين تشانغ يجيبان على المكالمات 

من قبل، لذا كان يعرف غامضًا غرضه


: “ حسنًا !” بدأ تشو شو يدير هاتفه بين أصابعه ؛ وكان بارعًا 

في هذه الحركة، إذ كان غالبًا يدوّر الأقلام في المدرسة : 

“ الأرقام المجهولة مثل هذه تكون تقريبًا دائمًا مكالمات مزعجة . 

أتلقاها كثيرًا—أشياء تسويقية مثل ‘خدمات دعم دراسي 

بخبرة’، ‘دروس خصوصية شاملة’، إلى آخره

أو تتعلق ببداية بيع عقار ما في نينغتشو بزعم أنه ‘جاهز 

للسكن و مزوّد بديكور فاخر’ كلها هراء—”


وفي منتصف ثرثرته ، بدأ الهاتف يهتز من جديد


كان الرقم المجهول نفسه من قبل ، فرفض تشو شو 

المكالمة ثانيةً دون تردد : “ مجدداً ؟ هذا الأحمق عنيد جدًا "


ثم لانت نبرته فجأة وهو يعظ نفسه ( بونينغ) : “يجب أن 

تمتنع عن استخدام لغة سوقية كهذه .”


استعاد تشو شو السيطرة وقال بلا مبالاة : “ ليست سوقية حقًا ،،،  

إنها تنساب بسهولة من اللسان .”


بدأ الهاتف يهتز للمرة الثالثة


استسلم تشو شو


لم يرفض المكالمة هذه المرة ، بل مرر إبهامه على الشاشة ليجيب ، وهو يتمتم : “ اللعنة، ألا يكفون ؟ 

حسنًا، فلنواجه هذا الأحمق—”


وما إن خرج آخر مقطع من فمه ، حتى دوّى صوت عجوز 

ينتمي إلى كبير عائلة تشانغ —- تشانغ تشنغتشو من هاتفه: “ هل هذا شياو شو؟”


تشو شو: “…”

{ اللعنة ….

لقد شتمن للتو رئيس عائلة تشانغ الموقّر }


ناداه تشانغ تشنغتشو مجددًا : “ شياو شو؟”


لم يستطع تشو شو تأجيل الرد أكثر ،،، نهض وقال: “نعم…”


: “ هل هذا تشو شو؟”


: “ جدي ، إنه أنا هءهءهء .” ضحك تشو شو ضحكة جافة 

و غطى أسفل هاتفه وأخذ نفسًا عميقًا


بالطبع لم يكن تشانغ تشنغتشو جده حقًا ،، 

لكن أثناء إقامة تشو شو في المنزل الرئيسي وهو طفل ، 

كان تشانغ لان وتشانغ يالين قد طلبا منه أن يخاطب الرجل 

بهذا اللقب ليقرّب بينهما


والحقيقة أن مجرد “جدي” لم يكن كافيًا لتغيير أي شيء—

على الأقل ، لم يشعر تشو شو أن تشانغ تشنغتشو مهتم على 

وجه الخصوص بالتقرب منه


رغم أنه عاش في المنزل الرئيسي بضع سنوات ، كان بإمكانه 

أن يعدّ على أصابع اليد عدد المرات التي رأى فيها تشانغ تشنغتشو فعليًا


وقد أبرز هذا حقيقة أنه لم يكن حتى يحفظ رقم تشانغ تشنغتشو في هاتفه


سأل تشو شو ضاحكاً ضحكة أخرى متكلّفة : “ إذن يا جدي 

لماذا تتصل بي؟”


ربما لأن تشو شو كان لا يزال صغير ، فقد استخدم تشانغ 

تشنغتشو نبرة صوت ألطف معه مما يفعل مع تشانغ لان 

وتشانغ يالين 

لقد جعله يبدو كأحد أولئك كبار السن الذين يستمتعون 

حقًا بسنين شيخوختهم ، لكنهم لا يزالون غير قادرين على 

التوقف عن القلق على الجيل الأصغر


قال تشانغ تشنغتشو: “ليس أمرًا مهمًا جدًا—فقط وقع 

حادث صغير مع جدارية سجل الأسماء في وقت سابق اليوم . 

لا بد أنك سمعت خالتك والآخرين يتحدثون عنه ، أليس كذلك؟”


{ خالتك … }


استغل تشو شو حقيقة أن تشانغ تشنغتشو لا يمكنه رؤيته ، 

فصنع وجهًا ساخرًا بصمت ، 

ففي الماضي ، كان تشانغ تشنغتشو دائمًا يشير إلى تشانغ 

لان باسم “ آ-لان” فقط ، ولم يقل يومًا شيئًا مثل “خالتك”


بعد قليل من التفكير ، قال تشو شو: “ لا ، أي حادث ؟”


بدا وكأن تشانغ تشنغتشو اختنق قليلًا على الطرف الآخر من المكالمة


لم يكن لأنه لا يستطيع التفوق على شخص من الجيل 

الأصغر—بل إن تشانغ تشنغتشو كان يظن ببساطة أنه مع 

شخصية تشو شو —- لا بد أنه كان سيذهب مباشرة ليلحّ 

على تشانغ لان لتخبره بالمزيد عن الوضع بمجرد انتهائها 

من التحدث إلى تشانغ تشنغتشو وآ-تشي



فبعد كل شيء ، كان تشو شو من النوع الذي يريد دائمًا أن 

يعرف كل شيء ويشارك في كل شيء


لكن لحسن الحظ لم يبقَ تشانغ تشنغتشو عاجزًا عن الكلام طويلًا ، 

وقرر الدخول في صلب الموضوع : “ خالتك لم تذكر شيئًا 

مهمًا مثل عودة لاوزو بو نينغ إلى الحياة ، وأنت أيضًا لم 

تسأل عنه ؟ هذا ليس من عادتك .”


بدا وكأنه يمزح في النهاية


ضحك تشو شو قليلًا : “ لم أسأل ! أنا أصبح أكثر حكمة —

لم أزعج خالتي بالأسئلة . مع أنني أعرف ما الذي يتحدث عنه جدي !”


لسبب ما، ساد الصمت مجددًا في الطرف الآخر من المكالمة


وبعد أن أصغى قليلًا ، أردك تشو شو أن العجوز قد أغلق ميكروفون هاتفه ليتمكن من مناقشة 

الأمر مع الدمية آ-تشي


لم يدم التوقف طويلًا وعلا صوت العجوز مجدداً : 

“ كنتُ فقط أتحدث مع آ-تشي

شياو شو، كن صريحًا مع جدك 

لقد دخلت قفصًا مع خالتك والآخرين ، أليس كذلك؟ 

هل واجهتم شيئًا غريبًا ؟”


تبع ذلك مباشرةً تنهيدة أخرى بدت مثقلة بالقلق ، 

وأضاف : “ لقد طلبتُ من آ-تشي أن يتصل خالتك سابقًا ، 

لكن تلك الفتاة كانت على عجلة من أمرها ، وأغلقت الخط 

قبل أن يتمكن آ-تشي من إنهاء كلامه ،، 

ولم يجب أحد عندما اتصلنا للتو — ربما كانت قد نامت أو 

دخلت للاستحمام وفاتتها المكالمة .


لكن حتى بعد التفكير ، لم يطمئن قلب الجد وأراد أن 

يسألك عن الأمر . 

كما تعلم، آ-لان ويالين شخصيتان قويتان وتعتادان على 

إخفاء الأخبار غير السارة . 

كلما واجها أمرًا مزعج ، يفضلان أن يتحملا العبء وحدهما أولًا .”


أومأ تشو شو ورد: “ صحيح .”


تشانغ تشنغتشو: “ تخميني أن عودة لاوزو بو نينغ قد يكون 

لها علاقة بالقفص الذي دخلتموه ، بما أن التوقيت متزامن 

إلى حد شديد . 

ناهيك أن خالتك كانت تلتف قليلًا في كلامها سابقًا ، 

فخشيت أن هناك خطبًا ما ، 

وبما أنني لم أعرف إن كانت تكتم الأمر أم لا 

فقد جئت أسألك خصيصًا . 

ما رأيك أن تخبر جدك بما حدث ، لتبدد قلقه ؟”


وافق تشو شو دون تردد ، مما جعله يبدو فارغ الرأس قليلًا :

“ بالطبع. ماذا تريد أن تعرف يا جدي ؟”


سأل تشانغ تشنغتشو: “ هل شهدتم جميعًا عودة لاوزو بو نينغ إلى الحياة ؟”


تشو شو: “ نعم ،، لقد كان مشهدًا عظيماً بحق .”


تشانغ تشنغتشو: “ أين وقعت العودة ؟”


تشو شو: “ في القفص .”


تشانغ تشنغتشو: “…الجد يقصد : أي نوع من الأقفاص كان ؟ 

وأين موقعه بالتقريب ؟”


تشو شو: “ آه—كان مجرد قفص كبير في تيانجين .”


كان صبر تشانغ تشنغتشو قد بدأ بوضوح ينفذ من هذا 

الخط المؤلم من الاستجواب البطيء ،،، 

فقرر أن يسأل مباشرةً : “ هل يمكنك أن تروي للجد كيف 

حدثت عودة لاوزو بو نينغ إلى الحياة ؟ صفها قليلًا .”


تشو شو: “ حسنًا… ذلك القفص كان في قرية ، وتلك القرية 

كان فيها ممر . بعد المرور عبر الممر ، 

كانت هناك قرية أخرى فيها بعض الحجارة . 

وما إن رأى شياو هاي تلك الحجارة ، حتى جثا على ركبتيه 

وقال إنها حجارة مصفوفة لاوزو بو نينغ .”


تشانغ تشنغتشو: “ أوه ؟ وبعد ذلك ؟”


تشو شو: “ ثم دخلنا المصفوفة ، ولاوزو بو نينغ عاد للحياة هكذا فقط .”


تشانغ تشنغتشو: “ كيف حدثت العودة ؟”


تشو شو: “ جدي ، لأكون صريحًا ، أنا حقًا لا أعرف . 

لقد فقدت الوعي قبل أن يظهر السلف حتى .”


تشانغ تشنغتشو: “…”


في تلك اللحظة ، اشتبه تشو شو أنه لو لم يكن على العجوز 

أن يحافظ على صورته ، لربما لعنه فوراً


سأل تشانغ تشنغتشو: “ في تلك الحالة ، متى استيقظت مجددًا ؟”


تشو شو: “ بعد أن خرجنا من القفص .”


تشانغ تشنغتشو: “……………”


تشانغ تشنغتشو : “ إذن فقدت الوعي قبل أن يظهر لاوزو بو نينغ 

وبقيت غائبًا عن الوعي حتى غادرتم القفص؟ 

أنت بارع فعلًا في الإغماء ….” ضحك ضحكة قصيرة ، 

صورة طبق الأصل لعجوز يمازح أحد أبناء الجيل الأصغر 

بشأن هفوة صغيرة : “ لقد فاتك لاوزو بو نينغ تمامًا إذن؟”


قال تشو شو بنبرة واقعية : “ حسنًا، ليس بالكامل ،،، 

يوجد أيضًا ما حدث بعد القفص ، أليس كذلك ؟”


أخيرًا التقط تشانغ تشنغتشو شيئًا يثير اهتمامه : 

“ هل خرج السلف من القفص معكم جميعًا ؟”


: “ صحيح .”


: “ في تيانجين ؟”


تشو شو: “ نعم ،،، لكنه لا يملك جسد ، فقط روحه ”


فجأة ازدادت حماس تشانغ تشنغتشو. بصوت منخفض 

كرر: “ لا يملك جسد ؟”


: “ أجل ، بلا جسد ”


تشانغ تشنغتشو: “ إلى أين ذهب بعد خروجه من القفص ؟”


تشو شو: “ لا مكان . لا يزال معنا ”


: “ مع…” توقف تشانغ تشنغتشو لحظة : “ حسنًا

لا عجب أن خالتك كانت مراوغة في حديثها سابقًا ، 

على الأرجح أنها لا تعرف كيف تتعامل مع هذا السلف . 

بما أن السلف يتبعكم جميعًا ، يمكن اعتباره نوعًا من 

البركة… ومع ذلك ، لا يزال هناك ما يثير الريبة قليلًا في هذا 

الوضع ، وعلينا أن نتصرف بحذر .


ما رأيك بهذا—كنت أخطط في الأصل لاستدعاء كل العائلات 

إلى المنزل الرئيسي لمناقشة هذا الأمر ، 

لكن إن كان السلف نفسه في تيانجين ، فلا سبب يجعلنا 

نحن الأحفاد نتجنب لقاؤه . 

ومهما يكن ، علينا أن نرحب أولًا بهذا السلف الجليل ونعيده معنا . 

يمكنك أن تخبر خالتك والآخرين بذلك . فقط قل—”

ساد تردد لحظة …. ثم تابع  : “ لا بأس . 

سنغادر الليلة بمجرد وصول الجميع ، لكن من يدري كم سيستغرق ذلك . 

يمكنك إخبارهم بعد أن نصل إلى تيانجين .”


فكر قليلًا وأضاف : “ أما بشأن السلف ، فلا تُعلمه في الوقت الراهن .”


بعد ذلك، ودّع وأغلق الخط


{ اييييه …

هل يُعتبر أن يتصل بنفسه بالسلف تنبيهًا له ؟؟؟ }


وقف تشو شو جامدًا لوقت طويل ، والهاتف في يده ، 

ثم تمتم لنفسه بصوت عالٍ : “ ربما… عليك فقط أن 

تتظاهر أنك لم تسمع شيئ ؟”


يتبع 


الفصل من ترجمة : Jiyan 

تدقيق : Erenyibo 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي