القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch90 بانغوان

Ch90 بانغوان



: " تصرّف كأني لم أسمع شيئًا…"

ظلّ تشو شو واقفًا في مكانه متجمّدًا للحظة أطول ، 

ثم تبدّلت ملامحه فجأة إلى تفكير عميق ، وتمتم قائلًا :

“ بدأت أشعر ببعض الارتباك .”


بعد وقفة قصيرة ، عاد صوته ليغدو خشنًا :

“ ماذا ؟ ما الذي يربكك ؟”


قال بو نينغ، الذي ظلّ مسيطرًا على الجسد لوقت أطول 

هذه المرة وبدت لديه رغبة في الحديث أكثر من المعتاد:

“ أنت جزء من روحي أنا من انقسم عنها . منطقياً ، حتى لو 

فصلتنا ألف سنة ، وحتى لو اختلفت تجاربنا وطباعنا ، 

كان ينبغي أن يبقى بيننا رابط ما ،،

كنت أظن أنني سأفهمك مباشرةً ، لكن بعد أن سمعت 

محادثتك مع رئيس عائلة تشانغ، لم أعد واثقًا من ذلك ...”


رغم أنّه كان دائم التهذيب في حديثه مع الآخرين ، إلا أنّه 

خفّف من هذه الرسمية قليلًا مع تشو شو ، ليبدو أكثر صراحة ، 

وحتى بعد أن فكّر للحظة ، قال مباشرةً :

“ هل أنت حقًا بهذا الغباء ، أم أنك فقط تتظاهر ؟”


ظلّ تشو شو واقفًا مذهولًا لثانية ، ثم عاد ليستعيد السيطرة على جسده ، 

جلس بجانب شيا تشياو —- مدّ إحدى ساقيه فوق الأخرى 

وبدأ يهزّها بينما أرجع رأسه للخلف وقال:

“ دعني أخبرك ، لو كان أيّ شخص آخر هو من طرح عليّ 

هذا السؤال ، لكنت شتمته حالًا ! 

لكن معك الأمر مختلف … كأنني أكون أسبّ نفسي ، 

وذلك لا يناسبني . 

اسمع، لست غبيًا ، ولم أكن أتظاهر ….”

بدأ يعدّ بأصابعه :

“ في هذه العائلة ، خالتي وعمّي —”


ثم توقّف فجأة في منتصف الجملة ،، وحين تحدّث مجددًا ، 

بدا صوته وكأنّه يلقي محاضرة :

“ ذانك الشقيقان من عائلة تشانغ تجمعهما رابطة دم ،،

فإذا كنتَ تنادي إحداهما "خالتي"، فالأجدر بك أن تنادي 

الآخر "خالي" كذلك ، فلماذا تصرّ على مناداته "عمّي"؟ 

لقد سمعتك تخطئ في ذلك أكثر من مرة ، ولم أعد قادرًا 

على كبح نفسي .”


وبعد أن أنهى ' درسه ' نقر بلسانه مستاءً وبدأ يهزّ ساقه من جديد :

“ كنت أعاني من مشكلة في النطق عندما كنت صغير ، 

فكنت ألفظ كلمة " خالي " مثل كلمة " كاحلي "

هو نفسه لم يعد يحتمل ذلك ، وأمرني أن أغيّرها إلى " عمّي " ،،

ومنذ ذلك الوقت ، مضت أكثر من عشر سنوات وأنا أناديه 

هكذا—على أية حال ، الأمر مجرد لقب ، فما كل هذه الضجة ؟


المهم… قضيت طفولتي أكثر مع خالتي وعمّي أكثر من أمي نفسها . 

كما أن كليهما قويّ للغاية ، وهذا أحد الأسباب التي جعلتني 

دائمًا أنظر إليهما بإعجاب .”


شخصية تشو شو كانت أكثر حيوية من هدوء ، وصوته يميل إلى الجَلَبة ،

حتى وهو يتحدث بجدية ، لم يجلس باستقامة ، 

ولم يُبدِ أي نيّة للدخول في حديث عاطفي عميق ، 

ومع ذلك، كان بو نينغ يعلم أنه جادّ في هذه اللحظة ، 

لذا لم يقاطعه 


“ أما عن مدى حبّهما لي؟ حسنًا… ليس كثيرًا ... 

حتى أن خالتي ضربتني مرة عندما كنتُ صبيًا مشاغبًا ، 

وعمّي كثيرًا ما ضاق ذرعًا بي لدرجة أنه كان يحكّ أصابعه 

شوقًا ليربطني بخيط دماه ،، 

لكن باستثناء تلك اللحظات ، فقد كانا حقًا جيدَين معي .


لقد علّموني الكثير ، وجعلوني أخوض تجارب عديدة ، 

بل وساعدوني حتى في الحفاظ على المظاهر . 

قد لا يعني ذلك شيئًا أمام مجموعة من كبار السن ، 

لكنه بدا رائعًا جدًا أمام الآخرين ! لذا ، حتى مع وجود رابط 

عميق بيني وبينك ، يبقون خالتي وعمّي هما خالتي وعمّي . 

لا أستطيع فجأة أن أنقلب عليهما وأخونهما بالهرب 

والإضرار بهما ، أليس كذلك ؟”


ظلّ صامتًا قليلًا ثم علّق بونينغ بنبرة هادئة :

“ مفهوم .”


: “ لكن !” غيّر تشو شو الموضوع فجأة : “ أنا لا أحب ذلك الجد”


بو نينغ: “…”


سارع تشو شو ليضيف: “ أوه صحيح ، لا أقصدك أنت .”


بو نينغ: “؟”


“ رغم أنك تجاوزت الألف سنة ، إلا أنك ما زلت تبدو شابًا . 

وفوق ذلك ، أنت مقيم لديّ الآن ، ومع الأخذ بعين الاعتبار كم أنا وسيم —”


لم يجد بو نينغ غير أن يقاطعه: “ من الأفضل أن تقول ما تريد قوله مباشرةً .”


قُطع تشو شو في منتصف مباهاة نفسه ، فأطلق شخيرًا ساخطًا ثم تابع :

“ تسسسسك ،،، حسنًا ، سأقولها إذن . 

أنا لا أحب جدّ هذه العائلة ، الذي اتصل بي للتو . 

لا أريد أن أُسيء إلى خالتي وعمّي ، لكنني أيضًا لا أرغب في 

الإصغاء لذلك الجدّ . 

لذا حين بدأ يطرح عليّ كل تلك الأسئلة ، لم أجب إلا على ما 

أردتُ الإجابة عنه ، وتجاهلت البقية . لا يهمّني ما يظنه بي. 

لم أكذب في شيء ، لكنني أيضًا لم أخبره بكل شيء . 

ومع عمرك الكبير—”


مجدداً لم يتمالك بو نينغ نفسه وبرز ليقاطع :

“ لم أكن قد بلغت الثلاثين حين ختمت نفسي داخل المصفوفة . 

وُلدتُ في الشهر الثاني عشر من السنة ، وعند لحظة الختم 

كنت ما زلت على بعد عامين من الثلاثين . ( 28 )

إذاً لم أعش حتى تسع سنوات كاملة من بعد العشرين .”


لقد كان دائمًا من النوع الهادئ ، الرصين ، الرقيق ، وبقاؤه 

داخل المصفوفة لعدد لا يُحصى من السنين كان كفيلًا 

بجعله باردًا لا يتزعزع ،

لكن—سواءً كان ذلك بسبب تأثير الوعاء الشاب ، 

أو انجذابًا بطيئًا نحو النصف الآخر من روحه الذي يقيم مع 

تشو شو— فقد وجد نفسه على نحو غير متوقّع يجادل حول 

مسألة تافهة كهذه ، وكأنه عاد إلى أيام شبابه قبل بلوغه سن الرشد


وبعد تصحيحه ، هزّ رأسه وضحك


استعاد تشو شو السيطرة من جديد 

وقد بدا مذهولًا وهو يقول:

“ يا رجل ، لم تكمل حتى التاسعة والعشرين ؟ 

لقد كنت رائعًا ، لكن أيضًا بائسًا للغاية .”


بو نينغ: “؟”


أصيب السلف بالذهول أمام وقاحة نصفه الآخر الذي لا يعرف الخجل ، 

فعمّ الصمت للحظة طويلة ثم تنهّد أخيرًا وقال :

“ هذه هي الكارما ، على ما يبدو . أكمل .”


تشو شو : “ أوه…كنت أحاول أن أقول إن التاسعة والعشرين 

أكبر بكثير من عمري الحالي ، وهذا يعني أنك قابلتَ أناسًا 

أكثر بكثير مما قابلتُ أنا . 

فلا بد أنك تدرك أن جدّ هذه العائلة لا يحبني أبدًا .”


لم يستطع بو نينغ أن يرد ؛ لم يكن من المناسب أن يومئ برأسه أو ينفي ، لذا فضّل أن يبقى صامت


تابع تشو شو كلامه :

“ تعرف ، لقد كنت مذهلًا وأنا صغير . يُقال إنه منذ سن 

مبكرة جدًا ، كانت طاقتي الروحية بالفعل خارقة .”


بو نينغ: “…”


: “ طبعًا، الآن أعلم أن كل ذلك كان بفضلك أنت . 

لكن وماذا في ذلك ؟ ما هو لك فهو لي ، صحيح ؟” 

كان وعيه بنفسه واضحًا جدًا ، لدرجة أنه لم يجد حرجًا في قول أي شيء. “وفوق ذلك ، كنت وسيمًا جدًا 

ولطيفًا وأنا طفل ، 

لذا كنت مميزًا عن باقي أقراني . 

ذلك الجدّ كان في الواقع هو من اقترح أن أعيش في 

المسكن الرئيسي ، لكنه على الأرجح بدأ يكرهني منذ اللحظة التي رآني فيها .”


: “ لماذا ؟”


: “ لأن—” بدأ تشو شو بالرد بشكل عفوي ، قبل أن يُدرك أن 

السؤال لم يصدر من بو نينغ ، بل من شيا تشياو الجالس إلى جانبه



تشو شو : “ أوه ؟ وااو ! لقد كان الأمر صعبًا عليك لكنك أخيرًا عدت للحياة من جديد ؟” ضحك ضحكة ساخرة : 

“ لقد كبرت قليلًا ، أليس الأمر أن الغا خاصته و المؤسس الموقر —”


أشار شيا تشياو نحوه بإصبعه : “ توقّف عن الكلام ! 

لقد انتهيت للتو من استيعاب كل شيء ...”

ثم تذكّر أن بو نينغ موجود أيضًا في جسد تشو شو — فسحب إصبعه بهدوء : “ لكن ما زال هناك أمر واحد 

لا أستطيع فهمه . 

لقد كنت مع غا طوال هذا الوقت ، فمتى… أمم ، 

تطوّر بينهما— تعرف ما أقصد . كيف لم ألاحظ شيئ ؟”


قال تشو شو لنفسه : “ ترى ؟ هذا ما يبدو عليه الأحمق الحقيقي .”


لزم بو نينغ الصمت بضع ثوانٍ ثم استعار جسد تشو شو ليدير رأسه جانبًا


فإذا بالأريكة تدخل في مجال رؤيته ، وهناك ' الأحمق الحقيقي رقم 2 — لاو ماو ' يحدّق به ببرود قاتل و شرّ 


بعد أن أدار رأسه بخجل إلى الأمام ثانية ، قرّر تشو شو 

متابعة قصته : “ أمم… الأمر هكذا ... في هذه العائلة يوجد 

عدد هائل من القوانين الموروثة عبر الأجيال . 

أحد هذه القوانين هو أن الأطفال مثلي ، الموهوبين وذوي 

الطاقة الروحية ، عليهم أن يؤدّوا طقوس الاحترام عبر 

السجود أمام رئيس العائلة عند زيارتهم للمسكن الرئيسي ….”


لم يستطع بو نينغ أن يتمالك نفسه مجددًا ،

فعقد حاجبيه قليلًا وقال بنبرة مستنكرة : “ حتى عندما 

قُبلتُ رسميًا تلميذًا ، كل ما كان عليّ فعله هو الانحناء مع 

ضمّ اليدين فقط .”


رغم أنّه كان يشير إلى تشوانغ يي كـ' شييشونغ ' 

إلا أن مراسم قبولهما أجريت في العام نفسه


في ذلك الوقت كان تشوانغ يي يكبره بعام ، لذا كان أعلم 

وأكثر إتقانًا لآداب السلوك ،

و أثناء المراسم ، كان على وشك أن يسجد بعمق أمام تشين بوداو 

لكن ما إن بدأت ركبته بالانحناء ، حتى لوّح تشين بوداو بكمّه 

الطويل فهبت نسمة جبليّة رفعت تشوانغ يي من جديد


و قال تشين بوداو حينها 


تشين بوداو : “ لستَ بحاجة للسجود عند رؤية السماء 

أو الأرض ، فلماذا تسجد لي أنا ؟”


كان بو نينغ وتشوانغ يي مذهولين وحذرين ، 

أشبه بعصفورين مذعورين ؛ 

خشيا أن يُظهرا أي رد فعل خاطئ قد يثير استياء شيفو ،

و ربما لأن الذعر في أعينهما كان واضح للغاية ، 

أضاف تشين بوداو ممازحًا : “ إلا إذا كانت ساقاك ضعيفتين 

للغاية ، ولا تستطيع الوقوف مستقيمًا .”


ثم جلب لهما بضع وسائد منسوجة ليتهاوى عليها تلميذاه 

الصغيران المترنّحان


ومنذ ذلك الحين لم يفعلا أكثر من الانحناء بعمق عند تحية تشين بوداو


قال تشو شو في حيرة : “ لم تكن مضطرًا للسجود ؟ 

هذا لا يمكن أن يكون صحيح ،، 

الكتب تقول إن جميع التلاميذ في ذلك الوقت كانوا 

مضطرين للسجود كلما رأوا المؤسس الموقر ، حتى غطّوا 

الأرض بأجسادهم . 

كما أنهم لم يكونوا يرفعون رؤوسهم ، 

من ناحية — لأن المؤسس الموقر كان يمتلك هالة مهيبة للغاية ، 

ومن ناحية أخرى لأنه لم يكن يحب—”


لكن قبل أن يتمكّن من إنهاء جملته ، اندفع بو نينغ إلى المقدّمة مجددًا

وبملامح جادّة ، همّ بالكلام لكن قاطعه لاو ماو أولًا : “ هراء "


كان من الواضح من نبرة هذا الطائر مع من نشأ وكبر


لم يستطع بو نينغ أن يتفوّه بالشتم ، لكنه أومأ برضا بعد 

سماع مقاطعة لاو ماو ،

و قال : “ من أين وجدت مثل هذا الكتاب ؟ ما هذا الكذب .”


لكن قبل أن يردّ تشو شو — تكلّم لاو ماو مجددًا : 

“ الكتب التي كُتبت لاحقًا امتلأت كلها بمثل هذه الأشياء . 

لستُ متأكدًا من هو الذي بدأ ذلك .”



تشو شو: “ على أي حال ، لقد قلّبتُ العديد من الكتب في 

المسكن الرئيسي ، وحتى بعض الكتب من العائلات الأخرى . 

فيما يخص هذا الأمر ، كان المحتوى متشابهًا تقريبًا ، 

والوصف متناسق في جميعها ،،

من الواضح أن هذا شيء جرى تداوله قرابة ألف سنة ...” 


وبينما يتحدث ، خطر بباله فجأة أن تلك الكتب باتت مألوفة 

جدًا في أيامنا هذه ، 

ويسهل العثور عليها لأي شخص لديه رغبة… 

{ مما يعني على الأرجح أن شيه وون قد اطّلع عليها أيضًا… }



للوهلة الأولى ، بدت تلك الحكايات وكأنها من مصادر 

واضحة وجلية ، موثوقة وشرعية ،

ورغم أن لا شيئ منها حقيقي ، إلا أن الكتب كانت قادرة على 

خداع الأحفاد وجعلهم يصدّقون صحتها ——


{ من يدري ما الذي دار في ذهن شيه وون حين صادف تلك الكتب ؟

هل اعتبرها سخيفة ومثيرة للضحك ؟ 

أم أنه تصفّح صفحاتها باستخفاف ومضى ؟ }


فجأة، شعر تشو شو بوخزة مشاعر في داخله ….

في الماضي ، كان غالبًا يحسد الأشخاص الذين جرى ذكرهم 

مرارًا في تلك الكتب ، و كانت حياتهم مليئة بالعظمة والدراما ، 

تتأرجح بين قمم شاهقة وحضيض سحيق ،

سواء كانوا أخيارًا أم أشرارًا ، 

فإن حياتهم كانت مثيرة على الأقل ….


لكن لمّا التقى بهم بالفعل ، أدرك أمرًا آخر : 

حياة مثل حياته — ساكنة كالبركة الهادئة ، 

مع بعض العثرات أحيانًا وبعض المسرّات المفاجئة أحيانًا 

أخرى—كانت أيضًا حياة يحلم بها كثيرون دون أن ينالوها


قال شيا تشياو وقد ضاق صدره من تقطّع القصة وتوقفها مرارًا :

“ إذن عليك أن تسجد عندما تقابل لأول مرة رئيس عائلة تشانغ ،، 

ثم ماذا بعد ذلك ؟”


سُحب تشو شو من أفكاره : “ أوه ، لم يكن الأمر مجرد سجود ، 

يكون عليك أيضًا أن تقدّم له ماء التعويذات !” 


( مياه ممزوجة برماد تعويذة )


شيا تشياو: “ تقدّم ماء تعويذات ؟؟؟”

{  هل هذا الرجل مجنون ؟

معظم الناس يعبّرون عن احترامهم لكبار السن بتقديم الشاي لهم ،، 

فهل كان رئيس عائلة تشانغ يمتلك أذواقًا غريبة إلى هذا الحد ؟ }


رمقه تشو شو بنظرة، ولوّح إصبعه نافيًا : “ لقد فهمت الأمر خطأ تمامًا . 

ماء التعويذات لم يكن للشرب ، بل ليغمّس فيه أصابعه .”


شيا تشياو: “ ولماذا قد يحتاج لغمس أصابعه فيه ؟”


أشار تشو شو إلى منتصف جبينه : “ لكل الأحفاد الأصغر 

سنًا ، يبلّل رئيس العائلة أصابعه بماء التعويذات وينقر هذا المكان مرتين .”


ما إن قال ذلك ، حتى اهتزّ جسده قليلًا ، ليظهر بو نينغ من جديد:

“ هل أنت متأكد أنه كان ينقر منتصف الجبين ؟ 

وبأي طريقة ؟”


تشو شو استعاد السيطرة بضجر وقال: “وكيف لي أن أعرف. 

على أية حال، كان الأمر في مكان ما من الجبين . 

حين أخذتني خالتي وعمّي إلى قاعة الجدّ وقتها ، 

كنت عنيدًا للغاية ورفضت السجود ،،

وكلما حاولوا إجباري ، كنت أتفادى ،،

كما أنني كنت مشاغبًا جدًا—فلم أكتفِ بسكب ماء 

التعويذات الذي كان آ-تشي يحمله ، بل كسرت الوعاء أيضًا


لهذا السبب لست واثقًا من تفاصيل النقر تحديدًا ،،

لاحقًا ، سمعت أن أفعالي ذلك اليوم عُدّت مشؤومة للغاية ، 

وأنني خالفت بضعة محظورات ،

لكن الجدّ كان متسامحًا وقتها ،، و قال لي ألا أقلق ، وأن كل 

شيء سيكون على ما يرام ، ثم طلب من خالتي وعمّي أن 

يخرجاني من القاعة ،، 

ومنذ ذلك الحين ، لم يُبدِ الكثير من الاهتمام بي "


ذلك الغبي شيا تشياو علّق: “ في الواقع… هذا أمر مفهوم "


فأصلًا لم يكن تشو شو حفيدًا مقرّبًا جدًّا ، وأيضاً كان عاصي ،،

لذا كان من الطبيعي أن لا يشعر رئيس العائلة بارتباط خاص تجاهه ،،


دحرج تشو شو عينيه بطريقة مبالغ فيها وقال:

“ أعرف ذلك ، لكنني لم أنهِي حديثي بعد . 

بعد ذلك ، أخبرت أمي خالتي في النهاية بأن روحي لم تكن مستقرة كثيرًا ، 

و سيكون من المفيد أن أتعلم بعض الأمور 

التي تساعد على تقوية روحي ، لكنني لم أكن مناسبًا لدخول 

الأقفاص أو أن أصبح بانغوان ،،

على الأرجح وصل هذا الكلام إلى جدي، وبعد بضع سنوات، 

قيل لي أن أعود إلى المنزل .”


شيا تشياو: “ اوه …”


وبصراحة — في البداية اعتقد رئيس العائلة أن هذا حفيد 

صغير ذو موهبة فطرية مذهلة ، فأراد أن يجلبه إلى المقر 

الرئيسي ليُركّز على تربيته ،

لكن بعد أن اكتشف أن الطفل لديه عيوب أخرى ولم يكن 

مطيعًا على وجه الخصوص ، انتهى به الأمر بإرساله إلى منزله مجددًا


ولو أردنا التدقيق ، لم يكن في هذا التفكير خطأ فادح ، 

لكن كان جافًا من الناحية العاطفية ، بل وربما جارحًا قليلًا


تشو شو: “ بصراحة ، لو كان الأمر يخصني وحدي ، لما كان بتلك الأهمية . 

فأنا لم أكن مطيعًا أصلًا ، وسيكون من المنطقي ألا يحبّني . 

لكن جدي عامل خالتي وعمّي بنفس الطريقة أيضًا… 

هما لم يخبراي بذلك يومًا ، لكنني سمعت من الآخرين ….


حين كان والدهما لا يزال حيًّا ، كان جدي قريبًا منهما إلى حدّ ما، 

وكان يستدعيهما كثيرًا إلى حجرته ليلعبا ،

لكن حين توفي والدهما ؟ 

في تلك السنة ، بدأ جدي يتقرّب أكثر من والدة الضعيف… اووه ، تشانغ وان 

ولم يتذكّر أن لديه حفيدين عزيزين إلا بعدما رحلت تشانغ وان ….”


وبينما يتحدث ، لم يستطع منع نفسه من الانفعال قليلًا : 

“ على أي حال ، أنا فقط أرى أن ذلك العجوز نوعًا ما تافه . 

أعلم أنه بصفته رئيس العائلة ، عليه أن يقيّم مؤهلات 

الأجيال اللاحقة ويحدد المرشح الأنسب ليكون خليفته ، 

ولهذا يقول كثيرون أنه يفعل ذلك لمصلحة عائلة تشانغ بأكملها ، 

لكنني ما زلت لا أحبه ،،

و أيضًا…”


شيا تشياو: “ و  أيضاً ماذا ؟”


تشو شو: “ وأيضاً كنت أعاني كوابيس باستمرار أثناء إقامتي في المقر الرئيسي ،،،

لم أكن أستطيع النوم جيدًا ، وكنت أمشي أثناء النوم أيضًا ، 

السرير كان قاسي للغاية ، وكانت العتبات في الغرف كثيرة . 

لم أسقط أسناني اللبنية بشكل طبيعي ! بل كلها اقتُلعت 

حرفيًا لأنني كنت أسقط كثيرًا أثناء المشي في النوم !!  

لكنني ما زلت ممتنًا لأن السقوط كان يوقظني . فالأحلام تلك كانت مرعبة .”


شيا تشياو وجد نفسه خائفًا وفضوليًا في آن واحد ،،

أراد أن يعرف المزيد ، لكنه كان مترددًا في السؤال ،،

فتباينت شفتاه بالفتح والإغلاق مرارًا ، كسمكة تلتقط الهواء


في النهاية بادر تشو شو إلى التفصيل من تلقاء نفسه :

“ لقد مرّ وقت طويل ، لذا لا أتذكر تلك الأحلام بوضوح بعد الآن ،،

إذا حاولت أن أسترجعها ، ستومض بعض المشاهد في 

ذهني ، لكن إن أردت مني وصفها ، فلن أجد كلمات مناسبة ….

انتظر لحظة ! ….” خطرت له فجأة فكرة : “ أنت ، ألستَ 

الآن داخل جسدي؟ 

في الجوهر ، نحن نُعتبر شخصًا واحد ، أليس كذلك ؟ 

هل يمكنك أن ترى ما كنت أحلم به؟”



الشخص الذي لُقّب بـ “أنت” ظل صامتًا للحظة ثم تولى 

السيطرة وقال: “ إنه تصرّف غير لائق أن أـ…”


قاطع تشو شو: “ أنا أسمح لك أن ترى، فما المانع إذن ؟”


بو نينغ سأله: “ ولماذا… ترغب أن أراه ؟”


بعد أن ظلّ يثرثر كثيرًا ، صمت تشو شو لأول مرة ولم يرد فورًا


مرّت فترة طويلة—إلى أن اضطر بو نينغ أن يحثه أكثر من 

مرة— حتى رد تشو شو أخيرًا :

“ حسنًا… الأمر هكذا ...”

لعق شفتيه وقال بتردّد : “ بالحقيقة ، عندما كنت طفلًا ، 

كنت أشعر أن تلك لم تكن أحلامًا ،،،،، بل أشياء شهدتها فعليًا ، 

لكن لم أستطع إثباتها أو شرحها .”


كان هذا أمرًا لم يبوح به لأي شخص من قبل — وأثناء 

كلامه ، عبث بشعره باضطراب


وبعد لحظة ، أكمل : “ المشكلة الرئيسية — أنه لم يكن 

هناك أحد يمكنني التحدث معه بشأنها .”


في ذلك الوقت كان تشانغ لان وتشانغ يالين هما من يتوليان رعايته ،،

ورغم أن الجد تشانغ تشنغتشو نفسه لم يكن سهل المراس ، إلا أن تشانغ لان وتشانغ يالين ما زالا يكنّان احترامًا كبيرًا لجدهما ،،


أما تشو شو — فكان شخصًا مباشرًا في كلامه ،،

مما أعطى الآخرين انطباعًا بأنه يتحدث دون تفكير ،،

ورغم أنه لا يمكن اعتباره ذكيًا ، إلا أنه ليس أحمق أيضًا ،،


على أقل تقدير ، كان مدركًا تمامًا أنّ هناك أمورًا لا يستطيع 

أن يخبر بها تشانغ لان وتشانغ يالين ، مهما كان قريبًا منهما


الشخص الوحيد الذي ربما كان بإمكانه إخباره هو والدته ، تشانغ بيلينغ


لكن كانت له عينان — كان يرى بوضوح أنّ تشانغ بيلينغ 

كانت معارضة بشدّة للتورط في شؤون عائلتهم ؛ 

وكان يرى أيضًا أنّها لم تكن ترغب في أن تُربط بهم كثيرًا ، 

إذ كانت دائمًا تدفع بنفسها عمدًا نحو الهامش ——


لقد تساءل تشو شو ذات مرة — لو أنّ شخصية والدته 

كانت أكثر شجاعة ، أكثر صلابة ، 

هل كانت لتقطع صلتها بعائلة تشانغ وتغادر نهائيًا كما 

فعلت تشانغ وان ؟


لكنها ، في الوقت نفسه ، كانت ترسل بعض الهدايا إلى 

المسكن الرئيسي كل عام جديد ،، و لم تكن تذهب بنفسها ، 

بل كانت تطلب من أحد شبّان عائلة تشانغ المناوبين في 

الدوريات ذلك اليوم أن يوصلها ، 

أو كانت تجعل تشو شو يأخذها بنفسه ،،

وفي كل مرة ، كان الصندوق الخشبي المنحوت نفسه ، 

مكدّسًا بطبقات عديدة من قطع الحلوى الصغيرة التي صنعتها بيديها


كان الأمر متناقضًا للغاية


شعر تشو شو بالارتباك لمجرّد ملاحظته لتصرفاتها


بل إنه سألها عن ذلك مرة ، فأجابته : “ بغضّ النظر عن كل 

شيء آخر ، ما زال عليّ أن أضع آداب اللياقة في الحسبان ، 

كما أنّه عيد كبير .”


لهذا السبب لم ينتهِي الأمر بتشو شو إلى إخبار تشانغ بيلينغ 

بأي شيء أيضاً ، رغم أنه فكّر في ذلك عدة مرات


وبفضل سنّ المراهقة ، لم تكن بينه وبين تشانغ بيلينغ تلك 

العلاقة التي تتيح لهما مصارحة القلب ، 

كما أنه لم يرغب في أن يثقل كاهل والدته بمزيد من 

التناقضات فوق ما كانت تعانيه أصلًا ،


و احتفظ بالأمر في قلبه لسنوات عديدة ،

وعلى الرغم من أنه كان يتمنى أن يناقشه مع شخص قريب ، 

فقد اكتشف أنّه لا يجد أحد يتحدث إليه ،


و كثيرًا ما يستخدم نبرة متباهية ومبالغًا فيها عندما يشير 

إلى أشخاص من عشيرة تشانغ ويعلن أنهم “ من عائلته ”

لكن الواقع أنّ لا أحد منهم اعتبره جزءًا من العائلة حقًا


لم يكن غبيًا ؛ كان يفهم ذلك 


ومع مرور الوقت ، نسي ببطء كل تلك الأحلام التي كان يظنها يومًا ما حقيقة


إلى أن جاء الآن…


الآن، تغيّر كل شيء ... 

لقد أحاط به فجأة عدد أكبر بكثير من الناس مقارنةً بالسابق ، 

ولكلّ منهم خلفية استثنائية مميزة به ،

وفوق ذلك ، كان كل منهم مرتبطًا به بطريقة ما، وكان الأبرز بينهم بو نينغ


بدا الأمر وكأنه عثر فجأة على أشخاص خاصين به فقط  — 

أشخاص يمكنه أن يتحدث معهم عن تلك الأحلام


كان بو نينغ قادرًا على استشعار مشاعر تشو شو من دون أن يشرح له شيئ


لذا تخلّى عن أي تحفظ متبقٍّ بشأن اللياقة أو الوقاحة ، 

وقال بهدوء : “ أغمض عينيك وركّز ... 

حاول أن تستحضر الحلم .”



شعر تشو شو وكأن شيئًا يتسلل إلى عقله


لقد كان إحساس غريب للغاية ، أشبه بأنّ أحدهم يصب في 

دماغه تيارًا من الماء البارد قليلًا ، 

بينما يدلك صدغيه بلطف في محاولة لإراحته


كان ذلك اندماجًا مؤقتًا بين نصفين من الروح نفسها


سيظلان كيانًا واحدًا حتى يبدأ كل منهما برفض الآخر


كل ما يخطر في ذهن تشو شو سيمرّ أيضاً في ذهن بو نينغ


وبهذا ، استغل بو نينغ هذه اللحظة ليرى حلم تشو شو



الحلم : —— في المسكن الرئيسي لعائلة تشانغ ——


مبنى مركّب قديم الطراز مكوّنًا من أبنية ذات أسقف 

مرفوعة الحواف ، 

صامتًا خاليًا على نحو استثنائي في وقت متأخر من الليل ،، 

وبالنسبة لطفل مثل تشو شو، كان ذلك المركب مخيفًا بفراغه المترامي


ومع ذلك ، تمكن بطريقة ما من شق طريقه عبر الفناء 

المليء بطبقات من الصخور الجبلية المتدرجة


في الماضي ، كان هناك دائمًا من يتولى نوبة حراسة في الفناء ، مهما تأخر الوقت 


وعندما كانوا يرونه يتجول نائمًا ورأسه مائل إلى الخلف ، 

كانوا يعيدونه إلى غرفته بلا استثناء


لكن في تلك الليلة بالذات لم يكن هناك أحد في الفناء


وهكذا ، لم يمنعه أحد من السير حتى وصل إلى الأجنحة الخلفية من المسكن حيث يعيش جدّه الأكبر


وببساطة ، وجد نفسه أمام باب غرفة النوم


وما إن اقترب ، حتى باغته عبير خشب الصندل القوي


كان البخور يُحرق دائمًا في مكان ما من المسكن الرئيسي


على سبيل المثال ، كان تشانغ يالين غالبًا يُشعل بضع أعواد 

ليضعها قرب صندوقه الخشبي الصغير


مثال آخر : الغرفة التي تحتوي على سجلات العائلة وألواح 

الذكرى لرؤساء العائلة السابقين ، 

حيث كان البخور يُشعل فيها بدورة لا تنقطع ،


كانت تلك الغرفة بجوار غرفة تشانغ تشنغتشو — لذا كان 

من الطبيعي أن يظهر هذا العبير هنا


لكن الرائحة في تلك الليلة كانت مركّزة جدًا ، 

كأنّ أحدهم أشعل عشرة مجامر دفعة واحدة ، 

فامتلأت الغرفة بلفائف الدخان الخانق ،

وفوق ذلك ، كانت الرائحة نفسها غريبة بعض الشيء 


يختلط بها أثر خافت لمذاق نحاسي ——- ( دم )


كان تشو شو طفلًا صعب المذاق في الطعام


لم يكن يأكل الأحشاء الداخلية أو أي نوع من كتل الدم، 

وكان يكره بشدة الجزء من السوق الذي يقطعون فيه اللحم الطازج


ولهذا كان حساسًا للغاية تجاه روائح معينة ، فارتجف فور أن 

وصلت تلك الرائحة إلى أنفه


استيقظ وهو مذهول ومصدوم —- رأى نفسه يقف أمام باب غرفة النوم وهو يسدّ أنفه ، ثم قرر أن يرحل


لكن ما إن استدار ، حتى شعر بأن الباب الخشبي المنحوت 

قد اهتزّ قليلًا ، 

كأن نسمة عابرة اجتازت الغرفة ، فتسببت في فتحه فراغ ضيق للغاية


كان تشو شو في ذلك الوقت ولدًا مشاغبًا ، ولم يكن من 

النوع الذي يلتزم بالقواعد ،

وما إن لمح ذلك الفراغ الضيق في الباب ، حتى استغل قصر 

قامته واستلقى أرضًا ليطلّ خلسة عبر الفتحة


وما واجهه كان مشهدًا غريبًا للغاية…


عينان أخرى على الجانب الآخر من الباب —- 

ملتصقتين بالفتحة الضيقة نفسها التي ينظر منها تشو شو ، 

و تحدّقان بثبات نحوه ——-


تجمد تشو شو مكانه من شدة الذعر ، عاجزًا عن الحركة


وبعد وقت طويل جدًا ، تراجعت تلك العينان قليلًا ——


وما إن ابتعدت بما يكفي ، حتى رأى تشو شو أنّ تلك العينين 

تعودان في الحقيقة إلى شخص — شخص يزحف على الأرض


يرتدي رداءً أسودَ خفيف من الحرير ، بشرته المكشوفة 

جعلته شاحبة على نحو مرعب


لحمه يتدلّى مترهلًا حول معصميه وكاحليه، 

و عروقه تنتفخ بارزة كالتلال المتعرّجة ، 

بشرته الرمادية باهتة اللون و مُنقطة ببقع ، 


لم يستطع تشو شو أن يميّز إن كانت بقع شيخوخة أم شيئ آخر تمامًا


مثل عنكبوت عملاق ، أطرافه ترتكز على الأرض وهي مثنية 

بزوايا حادة وغير طبيعية


عنقه طويل إلى حدّ مفرط ، يهتز ويلتف بإيقاع غريب


وكل ذلك كان مصحوبًا بأنين منخفض مكتوم ، 

يشبه إلى حدّ ما التأوهات التي يطلقها العجائز تحت وطأة الألم


مجامر البخور مصطفة على شكل دائرة في أرضية الغرفة


في كل مجمرة ثلاث أعواد بخور ، وكل عود منها مغروز في 

ورقة صفراء من ورق الجوس


وبالفعل ، كانت الغرفة مليئة بلفائف الدخان اللاذع إلى حدّ يلسع العيون


و هذا الكائن الغريب ذو الرداء الأسود الحريري يزحف حول دائرة المجامر


وكلما اقترب من إحداها ، كان يستنشق بعمق ، ثم ينكمش مبتعدًا بسرعة


وكأنّ تلك المجامر كانت تمدّه بالغذاء ، ولكنها في الوقت نفسه تسجنه


وعلى بعد غير بعيد ، رأى حاجز قابل للطي ملصق عليه 

حرفا “السعادة” و”طول العمر”، 

وقد تُركا من احتفالات رأس السنة ،

القصاصات حمراء فاقعة بشكل واضح ، كأنها تقطر دمًا ، 

متناقضة بحدة مع هذا الشيء الزاحف على الأرض


وحينما زحف أعمق داخل الغرفة ، خفّت الرائحة النحاسية كثيرًا


ثم نبح كلب في مكان بعيد ، فارتجف تشو شو وانطلق هاربًا بسرعة


وأثناء ركضه عبر الفناء عائدًا نحو مقدمة المسكن ، 

تعثر بعتبة الباب وسقط أرضًا ، لينفجر بعدها أخيرًا في بكاء


وكأن بكاءه قد حرّر حاجزًا خفيًا غير مرئي 


و فجأة امتلأ المسكن الرئيسي ، الذي كان صامتًا كالموت ، 

بالأصوات من جديد


وفي ذاكرته ، كان الدمية شياو هاي أول من خرج من غرفة تشانغ يالين ، 

فالتقط تشو شو من العتبة وقال لمن بداخل الغرفة : 

“ يسير نائمًا مجددًا "


ثم وهو يمسك قماش بنطال تشو شو أضاف : 

“ على الأرجح كان يحلم بكابوس أيضًا—سرواله رطب قليلًا "




طُرد بو نينغ من عقل تشو شو


و صرخ تشو شو مثل كلب صيد : “ قلت لك أن تنظر إلى 

الحلم ، لمَ بحق الجحيم نظرت إلى كل ذلك !”


قفز شيا تشياو ولاو ماو مذعورَين


لم يرَى الاثنان الحلم ، فلم تكن لديهما فكرة عمّا حدث ، 

كل ما رأياه هو الاحمرار الذي غطّى وجه ' سموّ ' تشو شو ، 

وتلك الملامح التي أوحت وكأنه على وشك أن ينقضّ ليعضّ أحدهم في أي لحظة


شيا تشياو بذهول: “ ما الأمر ؟”


ورغم أنّ ' سموّه ' ظلّ بوجه محمرّ ، بدأ بونينغ معتذرًا فجأة ، وضمّ يديه بتحية تقليدية : “ المعذرة ، لم أتوقع أن 

يكون الأثر الجانبي بهذا الشكل—”


فقاطعه تشو شو فورًا ليستعيد زمام الموقف : 

“ أيمكنك أن تتوقف ؟!” وبذلك نجح في إسكات بو نينغ


في أعماقه ، كان يعلم أنّ بو نينغ لن يفضحه أبدًا بخصوص 

تبليل سرواله خوفًا في ذلك الوقت ، لكن الأمر أطلق بداخله غريزة الهرب أو القتال


وسرعان ما واسى نفسه قائلًا في داخله { حسنًا، ومن منا لم 

يبلل سرواله بضع مرات في طفولته !


لو كان ذلك الجبان شيا تشياو هو من شهد مشهدًا كهذا ، لكان تبول على نفسه أيضًا ، 

سواء أكان في الخامسة أم في الخامسة عشرة ! }


وبعد أن انتهى تشو شو من مواساة نفسه ، جلس واضعًا 

ساقًا فوق الأخرى وبدأ يهزّها في استعراض شجاعة زائفة


لكن بو نينغ تحدث مجددًا بعد لحظة قصيرة


مغيرًا إلى جلوس أكثر وقارًا ، و قال بصوت منخفض : “ بغض النظر عن كل شيء آخر ،

 فالأرجح أنّ ذلك لم يكن حلمًا . 

بل كان بالفعل شيئًا رأيته في الواقع .”


تشو شو مرتفع الصوت قليلًا : “ حقًا ؟! أنت متأكد ؟  

كيف عرفت ؟”


لم يكن بالضرورة سعيدًا بذلك—كان فقط متحمسًا قليلًا ، 

لأن الشك الذي ظلّ مدفونًا في داخله لزمن طويل قد تأكد 

فجأة وصار حقيقة


بو نينغ : “ تسع من أصل عشرة حالات ، مشهد كهذا يدلّ 

على وجود تقنيات شريرة ،

وذلك ليس شيئ يراه طفل عادةً ،

أما إذا قد شهدت مثل هذا الأمر في سن الخامسة وتمكنت 

من إعادة تصويره في أحلامك بهذا الشكل ، 

فاعتبر كلامي السابق ملغى .”


تدخل لاو ماو من جانبه : “ تقنيات شريرة ؟ أي واحدة ؟” 

ورغم أنه لم يرَى حلم تشو شو إلا أنه كان شديد الحساسية 

تجاه مثل هذه العبارات


تريّث بو نينغ قليلًا ثم أجاب بحذر : “ يصعب القول ،،

وفقًا لفهمي ، من الممكن لعدة تقنيات مختلفة أن تؤدي 

إلى مثل هذا الشكل إذا عجز المرء عن التحكم بها جيدًا . 

شيـفو يعرف أكثر مني—الأفضل أن نسأله 

و… يجب أن نخبره أيضًا عن وصول عائلة تشانغ الوشيك .”


كان بو نينغ دومًا معتدل الطبع ، وقد التقى بمختلف الناس 

وواجه شتى المواقف عبر حياته ، 

حينما كان لا يزال يتلقى الإرشاد من الشيفو على جبل سونغيون، 

كان من النوع الذي يقيم الأشخاص بناءً على خصالهم الذاتية ؛ نادرًا أظهر تفضيلًا أو نفورًا واضحًا تجاه أحد


لذا حتى بعدما سمع عبر الهاتف أن عائلة تشانغ تخطط “للترحيب” به ، لم يأخذ الأمر على محمل الجد كثيرًا


لكن الوضع مختلف الآن


فإذا كان هناك أمر أكثر ظلامًا متورطًا ، فإن القضية تصبح 

أعقد من مجرد موقفه الشخصي


وكان واثقًا من أن شيفو ووين شي سيتفقان معه على ذلك


وبينما بو نينغ غارق في التفكير ، تقدّم تشو شو إلى الأمام 

وطرح السؤال الذي كان على ألسنة الجميع : 

“ حسنًا، ها هي المشكلة…” وأشار إلى الغرفة المجاورة 

قائلًا : “من سيطرق الباب ؟”


فبدا وكأن بو نينغ قد أصيب بالصمم فجأة


أما شيا تشياو فقد بدأ يعبث بأصابعه ، وكأن جلد ما حول 

أظافره صار فجأة شيئًا مثيرًا للغاية


لم يجد تشو شو حلاً سوى أن يوجه نظره إلى لاو ماو : 

“ بما أنك الدابنغ الذهبي للمؤسس الموقر ، فلا بد أنك 

تتحلى بخصال أرقى منّا ،،، 

في هذه الغرفة ، أنت الأعلى مقامًا ، وبالتأكيد لن تجادلنا 

نحن الأصغر سنًا حول هذا ، 

لذا…”


لاو ماو { من بحق الجحيم قال إن الدمى يمكن أن تُرتّب 

مراتبها جنبًا إلى جنب مع البشر ! }


وفورًا شعر برغبة عارمة أن يرفع جناحه ويلطم هذا الصغير 

الملعون على رأسه ، لكنه بالنهاية نهض بصمت

وأشار إلى نصف جسده الذابل ، ليلعن تشو شو قائلًا : 

“ يا عديم الإنسانية !”


ثم استدار


تابعه تشو شو وشيا تشياو بقلق ، معتقدَين أنه سيتوجه نحو الباب ، 

لكنه بدلًا من ذلك دار ومشى باتجاه الشرفة


العجوز لو شياو وزوجته يعيشان في الطابق الأول من المنزل


أما الغرف الأربعة في الطابق الثاني فكان من المعيب أن تظل فارغة ،

 لذا طلبا من أحد البنّائين في القرية أن 

يساعدهما على إعادة تهيئتها وتحويلها إلى غرف للضيوف


كانت كل واحدة مجهّزة بحمّام بسيط وشرفة


وبما أنّ المنطقة تشهد مشاريع بناء تستلزم مسوحات 

للأراضي أو أعمال إصلاح ، فقد كان العمّال يستأجرون أحيانًا 

بعض الغرف في القرية ليقيموا فيها


مال لاو ماو فوق درابزين الشرفة ، وألقى نظرة على الغرفة المجاورة ، ثم بنصف-تحوّل إلى هيئته الأصلية ، 

وباستعراض مبهر… أطلق ريشَتين باتجاه تلك الغرفة


والحقيقة أنّه لم يكن قادرًا حتى على رؤية أي شيء ، 

لأن نوافذ الغرفة الأخرى كانت مغلقة بإحكام ، 

كما أنه لم يكن واقفًا في زاوية مناسبة ، و اصطدمت 

الريشتان بالنافذة بنقرة خفيفة ثم التحمت بالزجاج ، 

مثل إعلان محاط بخطوط من الضوء الذهبي المتوهج


في هذه اللحظة ، وين شي جالس عند مقدمة السرير ، 

مسندًا ظهره


الحلم الذي لم يكن قادرًا حتى على ذكره ، يُجسَّد الآن في الواقع

و محاصرًا بدهشة مشوشة ، لم يستطع أن يفهم كيف انتهى 

به المطاف إلى هذا الوضع


و طرف قميصهه القطني الأبيض ممسوكًا بين أسنانه


و بعينين مثقلتين ، أنزل رأسه فرأى يد شيه وون


تلك اليد التي كانت يومًا قد أمسكت بيده ، وربّتت على رأسه ، 

وشدّت خيط دميته لتجمعه بقوة — الآن مدفونة وسط 

طبقات القماش



شد وين شي جفنيه بإحكام ، وبرز خط فكه المشدود من 

شدّة عضّه على ملابسه


تسارع نَفَسه فجأة ، وارتعشت رموشه المبللة ، 

و غشى بصره ضباب فلم يعد قادرًا على التركيز


وفجأة ارتفعت ساقاه الطويلتان إلى الأعلى، وأمسكت يده—

التي كانت مسنودة إلى جانب السرير—بمعصم شيه وون


و انقبض حاجباه قليلًا بينما تجولت نظراته على وجه الآخر

ثم أفلت معصمه ليضع يده على كتفه بدلًا من ذلك


وقبل أن يتمكن من إصدار أي صوت ، مال إلى الأمام وقبّل زاوية فمه وفكه


حينها تمامًا ، صفعت الريشتان النافذتين بوقع رنان حاد


كان وجه وين شي مدفونًا عند تقويسة عنق شيه وون، فرفع نظره نحو الصوت


غشاوة الدموع ما تزال عالقة في عينيه ، وفي أطرافها بقي أثر من الرغبة


ضيّق عينيه للتركيز ؛ و مرّ وقت حتى يستعيد تركيزه بالكامل


ثم رأى الضوء الذهبي ينساب على طول الريشتين ، يلمع كاثنين من العيون


وين شي: “…”


لقد كان من الصعب حقًا وصف المشاعر التي اجتاحته في هذه اللحظة


ولو أراد أن يمنحها اسمًا ، فربما كان سيكون ' استياء '


قال ، بصوت مبحوح ثقيل مشوب بشيء لا يمكن تفسيره 

من العذوبة : “ الدابنغ خاصتك…”


همهم شيه وون ثم ألقى نظرة بعينيه نحو حافة النافذة

وبعد لحظة ، قال: “يا له من مخلوق ممتاز ربّيته .”


كان صوته مبحوح بعض الشيء أيضاً ، ورغم أنّ نبرته بدت 

كما هي دائمًا ، إلا أنّ صوته قد أصبح أعمق بكثير


لكن حين التفت مجددًا نحو وين شي ورأى الانفعالات 

الصريحة مكشوفة على وجهه ، لم يستطع إلا أن يضحك ، 

و تلتها سلسلة طويلة من الضحكات المكتومة الخافتة


تبدّل وجه وين شي كما لو أُدير مفتاح


قبل لحظة فقط ، كانت عيناه الضيقتان الطويلتان تحدّقان 

بشفتي شيه وون وقد أثقلته الرغبة


أما الآن فقد بارد بلا أي تعبير ، وهو يُبعد نظره عن النافذة 

لينظر مباشرةً إلى شيه وون وهو يضحك


لكن الحمرة التي لوّنت أطراف عينيه جعلت حتى ملامحه 

المظلمة توحي بشيء آخر


قال شيه وون وهو يربّت عليه ثم رفع رأسه باتجاه الحمّام 

البسيط الصغير: “ اذهب واستحم .”


: “ وماذا عنك أنت ؟” سأل وين شي و حاجباه معقودان


كان رجل الثلج عازمًا تمامًا على تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل ، لكن الريشتين قد قطعت عليه الأمر


و تبدد معظم الجوّ الحميمي ، وأصبح الاستمرار من حيث 

توقفا يبدو قسريًا بعض الشيء


: “ لا تهتم بي ...” دفعه شيه وون مجدداً وقال : “ تفضّل "


حدّق وين شي فيه للحظة ، عيناه نصف مغمضتين ، 

ثم نهض باستياء


و سقط قميصه الواسع الواسع مغطّيًا كل شيء


للوهلة الأولى ، بدت الجينز مشدود بإحكام على ساقيه الطويلة ، لكن حين انحنى ليلتقط ملابس للتبديل ، 

بدا البنطال واسع قليلًا عند خصره


..

السيد لو شياو وزوجته من النمط المرتّب النظيف ، ورغم 

بساطة الحمّام الصغير ، إلا أنه كان شديد النظافة والترتيب


أمسك وين شي بياقة قميصه وجرّه ليرفعه عن جسده ، 

لكن تركيزه بقي مشدودًا إلى غرفة النوم


لم يسمع أي حركة من شيه وون لوقت طويل


فتح دش الماء و تساقطت قطراته الدافئة ببطء من أعلى رأسه ، ولم يكاد يبدأ يشعر بحرارتها حتى سمع بخفوت 

صوت خطوات شيه وون


وبعد أن أنهى استحمامه ، خرج وهو يجفف شعره بالمنشفة


كان شيه وون حينها قد أزال عن نفسه كل أثر من تلك 

الفوضى الموحية النادرة ، واستعاد مظهره المعتاد تمامًا


النافذة مفتوحة ، والنسيم المسائي يهب عبر الغرفة ، 

يبدّد آخر ما تبقى من حرارة


كان شيه وون على وشك فتح باب غرفة النوم ، وبين أصابعه يمسك بريشتي الدابنغ المتلألئتين بضوء مذهب


علّق وين شي منشفة التجفيف على ظهر الكرسي القريب، 

وسأله: “ ما معنى هذه الريشات ؟ لاو ماو يريدنا ؟”


أومأ شيه وون : “ همم ،،، 

سأذهب لأتفقد الأمر في الغرفة المجاورة .”


وين شي: “ معًا "


بعد لحظة تفكير ، قال شيه وون: “ أأنت متأكد ؟”


وين شي بِـ حيرة : “وما الذي يستدعي الشك ؟”



لكن عندما دخل الغرفة المجاورة فهم سبب سؤال شيه وون


فما إن وطئت قدماه الغرفة حتى ثبّت تشو شو—الأحمق 

الذي رغم صغر سنه كان يفهم كل شيء — عينيه فورًا على 

خصلات شعره المبتلة ، ولم يُبعد نظراته عنها


لحسن الحظ كان هذا الأحمق أكثر وعيًا بالموقف من ذلك الأحمق شيا تشياو .. فلم يطرح أي أسئلة زائدة ولم يتفوه بما لا لزوم له ،، بل دخل في صلب الموضوع وقال مباشرةً : 

“ بو نينغ يريد التحدث معكما .”


بو نينغ: “…”


جلس لاو ماو بارتياح على الأريكة ، مادًّا ساقيه


جلس شيه وون إلى جانبه ثم أشار إلى وين شي، معلنًا أن 

ثمة مكانًا فارغًا بجانبه ،،

و بعدما جلس وين شي بجانبه ،، التفت إلى تشو شو وقال بنبرة لطيفة : “ يبدو أن لديكم طاقة فائضة لتظّلوا تتحدثون 

كل هذا الوقت . هاتوا ما جرى ، أسمع .”


تسلّم بو نينغ جسد تشو شو على عجل ، 

وبدأ يروي المكالمة مع كبير عائلة تشانغ، تشانغ تشنغتشو، 

إضافةً إلى المشهد الذي قد شهده تشو شو في الماضي


وخلال سرده ، كان شيه وون يستمع بعينين للأسفل وهو 

يمسح معصمه الذابل بيده السليمة ، 

لم يكن واضح ما الذي يدور في ذهنه


أما وين شي —- فلم يستطع إلا أن يطلق نظرات متكررة نحو معصمه

و سأله بصوت خافت : “ هل يؤلمك ؟”


: “ همم ؟” رفع شيه وون نظره نحوه ، ولم يبدُو أنه يدرك ما الذي يعنيه


أشار وين شي إلى يده الذابلة


حينها فقط توقف شيه وون عن لمسها وقال : “ لا ،، 

هذا القدر من الذبول ليس كافيًا ليسبب ألمًا .”


ومن ملامحه ، لم يكن يبدو وكأنه يتصنّع الكلام ليواسي وين شي 

وبعدها لم يعد يلمس معصمه ثانيةً


وبينما وين شي يستمع إلى بو نينغ ، لم يستطع إلا أن يعيد 

التفكير في الموقف


وفجأة تذكّر صورة روح شيه وون التي رآها مرارًا في الماضي


في ذاكرته ، كان معصم شيه وون دائماً يلتف به خيوط من الخرز و يتدلّى منها ريشة خضراء مزرقة …


وحركات شيه وون السابقة —كانت وكأنه ، لا شعوريًا ، يعبث بتلك الخرزات


حين رأى وين شي روح شيه وون لأول مرة ، اجتاحته أسئلة كثيرة


مثلًا: ما هي تلك الكلمات السنسكريتية الممتدة من جانب 

وجهه إلى ما فوق قلبه ؟ 

وما تلك الخرزات ، والريشة ، والخيط الأحمر الملفوف حول معصمه ؟ 


لكن لأسباب مختلفة ، لم تتح له الفرصة قط ليسأله عنها


وبعد أن قال شيه وون إن جسده ليس سوى دمية أطلقها، 

افترض وين شي تلقائيًا أن السنسكريت ، والريشة ، 

والخرزات وُجدت للمحافظة على استقرار الجسد في عالمهم


لذا، لم يسأله أبداً


لكنه بدأ الآن يفكر أنّ افتراضه السابق لم يكن صحيحًا تمامًا


{ منذ متى كانت الخرزات أو الريشة أو الخيط الأحمر 

مرتبطة بفنون التحكم بالدمى ؟ 

لكن إن لم تكن مرتبطة بالدمى ، فبماذا إذن ؟ }


يتبع


حطيتلكم اول صورة الخرازات والكلمات السنسكريتية 

وقلتلكم ركزوا عليها ، للتذكير : 






الفصل من ترجمة : Jiyan 

تدقيق : Erenyibo 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي