Ch91 بانغوان
في ذكريات طفولة وين شي، نادرًا كان تشين بوداو يعلّمه
عبر الشرح بالكلمات ،، بل إمّا أن يورّثه معرفته عبر
الممارسة العملية ، أو يجعله يتعلّم داخل أحد الأقفاص
كان يقول دائمًا إن تراكم الخبرة يتبعه الإتقان بطبيعته
لكن وين شي قد اختبر بالفعل ما يفوق طاقة طفل في عمره
— أكثر بكثير مما يجب أن يعيشه
ولذا سأله يومًا :
“ ماذا لو واجهتُ قفصًا أو تعويذة أو مصفوفة لم أرها من قبل ؟
كيف أتابع ؟”
حينها أجابه تشين بوداو مازحًا :
“ كل ما عليك هو أن تكون أكثر طاعة . لا تحاول نصب
الكمائن لشيفو أو عصيانه طوال الوقت .
لا تخن معلمك ولا إخوتك التلاميذ . لا تكن عنيدًا .
ونادِ الشيفو بلقبه الصحيح عندما تلقي التحية عليه .
إن فعلتَ كل ذلك ، فمهما واجهت ، ستستطيع دائمًا أن تأتي وتسألني ….”
ومع ذلك ، في النهاية أعطاه إجابة جادّة :
" حتى إن كان ما تواجهه شيئًا لم تره من قبل— من صنع
شخص آخر— فسيظل هناك دائمًا أدلة يمكنك حلّها .
يمكنك أن تحاول استخدام ما تعرفه لتستنتج غايته "
بعد سنوات طويلة —— حين كان وين شي يسافر وحده من
مكان إلى آخر ، اكتشف أن نصيحة تشين بوداو كانت بالفعل فعّالة —
فالأشخاص ذوو المواهب الاستثنائية كانوا شائعين نسبيًا،
لكن العباقرة محدودين ،
يوجد أشياء كثيرة بدت بلا معنى عند النظرة الأولى ، لكن مع
قليل من الاستدلال ، تنكشف الأدلة بسرعة ،
في أغلب الأحيان ، حين واجه شيئًا جديدًا وغريبًا ، كان في
الواقع تعديلًا على شيء مألوف لديه ،
و أغلب المستجدات المربكة التي خرجت عن نطاق فهم
وين شي لم يكن مبدعها سوى الشيفو خاصته — تشين بوداو
كان تشين بوداو يمتلك معرفة واسعة ومتنوعة، وأيّ تركيب
عشوائي من جانبه قادر على إنتاج شيء جديد بالكامل
على سبيل المثال : الخيط الأحمر ، والخرز ، والريشة المائلة
إلى الأزرق والأخضر المربوطة حول معصم روح شيه وون…
حاول وين شي استنتاج غايات كل واحد منها —
للخيط الأحمر استخدامات لا حصر لها : بعضها جميل ،
وبعضها مروّع ،
تُستخدم به الروابط العاطفية المقرّرة سلفًا ، وكذلك تبادلات القدر ؛
بل ويمكن استعماله لارتكاب آثام جسيمة ،
كان من الصعب جدًا استخراج معنى محدد منه ——
لكن دلالة الخيط نفسه كانت معيارية دائمًا
فهو يُستخدم لـ “الربط” أو “الوصل”—إمّا لخلق صلة بين
عنصرين غير مرتبطين، أو لتعميق رباط موجود بالفعل
أما الخرز المربوط حول معصمه فكان يحمل دلالة العدّ ،
وأيضًا محو الديون الكارمية وطرد الشرور
الريشة المائلة إلى الأزرق والأخضر هي الشيء الوحيد الذي
لم يتمكّن وين شي من إيجاد استخدام شائع له
لو عرف أصل تلك الريشة ، لربما استطاع استنتاج الغرض
الدقيق من الأشياء المربوطة حول معصم شيه وون…
وبينما وين شي يستغرق في التفكير في ذلك ، لم يستطع
منع نفسه من التحديق بثبات في معصم الآخر ،
حتى بدت عيناه السوداء عميقة وبعيدة في تركيزه
وبعد وقت ، مال شيه وون برأسه قليلًا نحو وين شي وقال
بصوت لم يسمعه غيرهما :
“ عد إلى رشدك . لا توجد يد يمكنها أن تتحمل نظراتك هذه ،
إذا استمريت في التحديق، فستصبح حمراء ”
فردّ وين شي لا شعوريًا وهو يسحب نظراته المباشرة :
“ مع قلّة دمك ، كم يمكن أن يحمرّ أصلًا ؟”
بصفة وين شي شخص كان قادرًا في ذروة قوته على التحكم
في اثنتي عشرة دمية أسطورية في الوقت نفسه ، لم يكن
يواجه أي مشكلة على الإطلاق في تقسيم انتباهه إلى نصفين أو حتى أثلاث
حتى وهو غارق في التفكير بشأن الأشياء المعلّقة على
معصم شيه وون، لم يفته أيٌّ من الكلمات التي خرجت من
فم بو نينغ ، لذا لم يؤثّر تعدد المهام عليه كثيرًا
رفع وين شي عينيه وأعاد تركيزه على تشو شو والآخرين
بوجه خالٍ من التعبير
تمتم شيه وون بفتور وقال:
“ أتذكر أنني علمتك ألا تقارن ما تملكه أكثر بما يملكه الآخرون أقل ”
أطلق وين شي نفخة قصيرة من أنفه ، وكان ذلك بمثابة رده
لكن بعد أن أجاب ، أدرك أن في كلام شيه وون شيئًا غريبًا
{ إن قصدها بجملتي السابقة ، سيبدو الأمر أكثر غرابة ...
القول إن لديّ “دمًا أكثر”… أليس معناه أنني أحمرّ بسهولة ؟ }
شد وين شي شفتيه قليلًا ، وضاقت عيناه بأدنى حد
في تلك اللحظة بالذات ، أنهى بو نينغ روايته لكل ما حدث
فالتفت إليهم وقال:
“ وعليه ، فما رآه تشو شو في ذلك الوقت كان على الأرجح
استخدامًا لأساليب شريرة من قِبل أحد أفراد عائلة تشانغ ”
فقاطعه تشو شو ودفع نفسه إلى الأمام:
“ أحد أفراد العائلة ؟ تلك كانت غرفة جديد، والرداء
الحريري الذي رأيته… إن لم أكن مخطئ ، كان أيضًا رداء جدي .
أليس واضحًا جدًا أنه هو من كان يقوم بتلك الأفعال التي
تتحدث عنها ؟ ما معنى قولك : أحدهم ؟”
احتاج الأمر إلى وقت ليتنقّل الصوت بين الاثنين
وقبل أن يخرج بو نينغ ليشرح، تكلّم وين شي أولًا:
“ فكّر في كلمة ‘أحدهم’ كبديل لبقٍ لطيف ”
كان بو نينغ على وشك أن يشرح بنفسه، لكنه لم يُتح له ذلك،
إذ دفعه ذلك الأحمق تشو شو إلى الخلف مجدداً وقال:
“ آه—فهمت الآن . مجرد كناية بلا فائدة .”
بو نينغ: “…”
{ بعض الأشخاص لا يتغيرون أبدًا : إن وُضع 'شخص معيّن'
( وين شي ) في موقف غير مريح بسبب الشيفو ،
فإنه يعتبر الجميع في جبل سونغيون مذنبين بالارتباط ،
الفرق الوحيد هو أنه في الماضي ، لم يكن تشونغ سي يعرف
كيف يضبط لسانه ، و بغباء يجرّ على نفسه غضب هذا
الشخص— و بصراحه يستحق ذلك ~ }
لكن تشونغ سي لم يكن حاضرًا الآن ، لذا أصبح بو نينغ
ضحية مزاج وين شي بدلًا عنه
تنهد بو نينغ داخليًا تنهيدة باهتة ، ثم لخّص الوضع بقوة:
“ باختصار ، هذا تقريبًا هو الوضع الراهن .
وبناءً عليه، أسأل شيفو—”
توقف قليلًا
لو كان هذا في الماضي، كل ما عليه فعله هو أن يسأل عن
خطط الشيفو خاصتهم ،،
فطالما أن الشيفو حاضر ، فالتلاميذ يُعتبرون جماعة واحدة بطبيعتهم ،،
وما إن يسمعوا رأي شيفو ، حتى يلتفوا سويًا في غرفة
ويناقشوا وجهات نظرهم
لكن الآن…
حتى لو اجتمع مع الشيدي في غرفة ليناقش الموقف ، فلن
يكون هو ذلك الشخص الجالس إلى جانبه
بعد لحظة صمت ، غيّر بو نينغ بقية الجملة في ذهنه وقال بهدوء:
“…وشيدي .. ما رأيك ؟”
وين شي:
“ أنت تعرف عن الأساليب الشريرة أكثر مما أعرف .”
فكل ما يُعتبر “ أسلوبًا شريرًا ” كان يحمل ثمنًا يصعب على
الشخص العادي تقبله
علاوة على ذلك ، تكون تلك الأثمان غالبًا خطيرة ومؤلمة
وفي معظم الأحيان ، كان الذين يتمسّكون بهذا الطريق عنادًا ، رغم إدراكهم التام للثمن الذي سيدفعونه ،
يشتركون جميعًا في طموحات تنبع من نفس الرغبات البدائية الأربعة —
الخلود ، الحب ، الشهرة ، والثروة
أو ربما كانوا يحاولون التحرّر من ألم أعظم وأعمق
لعلم العرافة والمصفوفات أعمق الصلات بتلك الأساليب،
مع وجود بعض التعاويذ والتمائم أحيانًا
أما فن الدمى فكان الأقل استخدامًا في هذا النوع من الأمور
ومن بين جميع تلاميذ جبل سونغيون ، بو نينغ أكثر من
احتك بالأساليب الشريرة
فالبقية واجهوها بطرق مختلفة واعتنوا بها بأساليبهم الخاصة ،
لكن بو نينغ كان مختلف : يعرف كيف يفككها و يعرف كيف
ينشئ التشكيلات اللازمة لها
وثاني أكثر شخص بعده كان تشوانغ يي
منطقيًا ، كان ينبغي أن يكون تشوانغ يي الأكثر فهمًا لتلك الأساليب
فهو كان متخصصًا في الفنون المختلطة ، أي يعرف القليل
عن كل شيء ، و من السهل جدًا عليه استيعاب المكوّنات
الأساسية حتى لأكثر الأساليب الشريرة تعقيدًا
لكن ما باليد حيلة ؛ فقد كان تشوانغ يي بطبعه مفرط
الاستقامة ، نقيًا مثاليًا في معتقداته
وكان الشيشونغ الأكبر خاصتهم لا يذكر الأساليب الشريرة
أبدًا إن استطاع تجنب ذلك
صحيح أنه كان بارعًا في إبطالها ، لكنه لم يكن راغبًا في
تعميق معرفته بكيفية عملها
أما شخص يعرف أكثر حتى من بو نينغ — فعلى جبل
سونغيون لم يكن هناك سوى تشين بوداو
لأنه عاش أطول واكتسب خبرة أكثر من الجميع
وبمعنى ما، كان أشبه بمن يقبل كل الكائنات ، و مستوى
تسامحه أعلى بكثير من معظم الناس
فعلى سبيل المثال ، كان يطلق على الضباب الأسود—الذي
يراه الآخرون نجسًا—اسم “ روابط دنيوية ”، وهو مصطلح
محايد خالٍ من الأحكام
وبالمثل، كانت هناك أساليب يعتبرها غيره شريرة ، لكنه كان
يراها مجرد أداة ، والخلل يكمن في المستخدم أو في الهدف المقصود
كان الخير والشر موجودين في كل إنسان ، وطالما أن المرء
يسير في الاتجاه الصحيح عمومًا، كان تشين بوداو نادرًا يتدخل أو يعترض
كما أنه لم يطلب يومًا من تلاميذه أن يسلكوا نفس طريقه
أو يفكروا بنفس طريقته
ولهذا ، ورغم أن بو نينغ سمّاها “ أساليب شريرة ”، فإن شيه وون استمع دون أن يعترض
فالأمر كان بالفعل أكثر سهولة لوصفها بذلك اللفظ ليتضح المعنى للجميع
قال بو نينغ وهو يضم يديه بتحية نحو شيه وون:
“ معرفتي في هذا المجال محدودة أيضًا .
كل ما يخطر في بالي هو بعض المصفوفات المرتبطة
بإطالة العمر ، لكن لا أجرؤ على إصدار افتراضات متسرعة .
هل سبق لشيفو أن رأى شيئًا آخر قد يكون ذا صلة ؟”
شيه وون :
“ لقد رأيت الكثير . ومع ذلك ، فأنت لست بعيدًا كثيرًا عن
الصواب في هذه المرة .”
نادراً تشين بوداو يُفاجأ ، ولا شيء تقريبًا يثير دهشته ،
وقد اعتاد التلاميذ منذ زمن بعيد على طباعه وأسلوبه في الكلام ،
لذا أومأ بو نينغ برأسه وهمهم بـ “أوه” خافتة حين سمع جوابه ،
وكأن تلك الكلمات وحدها تكفي لتؤكد حقيقة الأمر
لكن وين شي كان مختلف
فمن بينهم جميعًا ، كان هو من تفاعل مع تشين بوداو
أطول وأكثر من غيره ، كما أنه قضى لحظات لا تُحصى
يراقبه سرًا دون انقطاع ،
ومن الطبيعي أن يكون قادرًا على تمييز الفوارق الدقيقة والخفية في تصرفاته ،
و بعد أن حدّق في شيه وون لعدة ثوانٍ ، قال :
“ كنت تعرف مسبقًا ؟”
فاستدار تشو شو وشيا تشياو على الفور نحوهما
أما لاو ماو —- ، فجلس مطيعًا في ركنه على الأريكة دون أن
ينظر أو يتكلم ، وكأنه كان على دراية مسبقة بالحقيقة
قال شيه وون وهو ينظر إلى الشخص الذي تغيّر سلوكه كليًا
منذ أن خرجا من غرفة النوم بنظرة غاضبة :
“ لماذا تفضحني دائمًا ؟”
أعاد وين شي صياغة سؤاله السابق على هيئة تأكيد :
“ إذن كنت تعرف .”
“ إلى حد ما "
: “ وماذا يعني ذلك ؟”
تذكّر وين شي حين كان مرتبطًا مع شيه وون بخيط الدمية
داخل المصفوفة على جبل سونغيون—وكيف أنه من خلال
ذلك الاتصال رأى العالم بعينيه ، وعاش ما كان يعيشه ،
وسمع منه سبب عودته إلى عالم الأحياء ،
لكن في ذلك الوقت ، كانت مشاعره مضطربة وكل شيء في
فوضى ، ولم يكن يركّز إلا على حقيقة أن شيه وون على
وشك أن يرحل ، و لم يكن لديه متّسع ليفكّر في البقية ،
ولم يتذكّرها إلا الآن ،
فقال وين شي بعبوس :
“ قلتَ إنك خلقت هذا الوعاء لأنك تنبأتَ يومًا بحدوث شيء بعد ألف عام . هل كنتَ تقصد هذا ؟”
هزّ شيه وون رأسه :
“ الأحداث المتوقعة في العرافة لا تكون محددة بهذا
الوضوح ،،، كل ما كنت أعرفه أنه سيكون أمرًا مزعجًا إلى حد ما "
لو كان في الماضي لاكتفى عند هذا الحد
لكن وين شي ظلّ يحدّق فيه ، و حاجباه معقودان بعناد ،
ينتظر استكمال الحديث ،،
وبعد لحظة من التفكير ، قرر شيه وون أن يوضّح أكثر قليلًا:
“ حين اكتسب هذا الجزء من وعيي الروحي إدراكه ، كان موجودًا بالفعل داخل هذا الوعاء .
أظن أن ذلك كان قبل نحو عامين .”
لم يكن يعتاد حساب الزمن بدقة ، فأعطى تقديرًا تقريبيًا
تابع قائلًا :
“ لا أستطيع أن أرى الحالة الحالية لمصفوفة الختم ،
لكن بفضل وعيي الروحي ما زلت قادرًا على استشعار بعض الأمور ،
تلك المصفوفة يجب أن تكون مختومة بإحكام حتى الآن ، لكن أحدهم عبث بحوافها …."
لم يكن شيه وون من النوع الذي يتجنب الحديث عن الختم ؛ كان الأمر كما لو أنه يناقش
حدثًا تافهًا وعاديًا من الماضي
: " في البداية ظننت أن الأمر من فعل بعض الأحفاد ، أولاد متهورين بلا خوف ،
ربما الختم أثار اهتمامهم فأرادوا العبث به بتهور ،
أو حتى محاولة تعطيله تمامًا ،
لكنني اكتشفت لاحقًا أن الأمر لم يكن كذلك .
فبعد فترة قصيرة من يقظتي بفضل هذا الوعاء ، صادفتُ
قفص دوّامة قرب تيانجين ...”
سكت لحظة ثم نظر إلى وين شي:
“ ربما نسيتَ هذا من قبل ، ولا أعلم إن كنتَ قادرًا على
تذكّره الآن ، لكن منذ زمن طويل أخبرتك عن هذا النوع من الأشياء—قفص الدوامات .”
تساءل وين شي مرتبكًا :
“ متى ؟”
فكّر شيه وون قليلًا ، ثم رفع يده في الهواء عند ارتفاع ساق طاولة تقريبًا وأشار وقال :
“ حين كنت بهذا الحجم ، وتذرف الدموع بصمت لأتفه الأسباب .”
وين شي: “…”
شيا تشياو وتشو شو شهقا بخفوت وقالا بدهشة :
“ اللعنة ؟!” ثم رمقاه مصدومَين
{ … اللعنة على جدتك يا كلب } و تجمّد وجه وين شي برودة ، مما أجبر هذين الغبيين على
إعادة وجهيهما للأمام
بسبب الهالة الجليدية المنبعثة منه
قال وهو يضغط كلماته من بين شفتيه شبه المغلقتين :
“ لا أتذكر . نسيت كل شيء .”
سأله شيه وون:
“ ألا تتذكر أي شيء على الإطلاق ؟”
ظلّت هالته الجليدية تغمر المكان للحظة ، ثم أخرج شيئًا
من ذاكرته التي بدأت بالتعافي تدريجيًا ، إذ لم يرغب أن
يبدو وكأن في رأسه خللًا :
“ قلتَ إن قفص الدوامات ليست شائعة كثيرًا ، لكن إن ظهر
فإنه يكون دائمًا بالقرب من مقابر جماعية ، أو مجاعات ،
أو أوبئة ، أو حروب مستمرة .”
لأن عدد الموتى هناك كبير جدًا — وعدد الروابط الدنيوية كذلك
ولا يمكن تطهير المنطقة في وقت قصير ، مما يؤدي إلى
تشكّل قفص الدوامات طبيعي
على سبيل المثال ، في المدينة التي وجد فيها شيه وون وين شي، كانت كل عائلة قد ذُبحت بسبب الحرب
قال تشو شو فجأة :
“ لكن يوجد الكثير من قفص الدوامات هذه الأيام .”
فأجابه شيه وون:
“ ليس ذلك فحسب ، بل من الممكن أن تظهر في أي مكان .”
قال تشو شو وهو يومئ برأسه بحماس :
“ صحيح ، تمامًا .”
: " هذا هو النوع الذي رأيته في تيانجين … " قال شيه وون
وهو يرفع رأسه ليمسح الغرفة بنظرة ثم أشار إلى السقف :
“ منزل أصغر من هذا المكان تحوّل بشكل غير مبرر إلى
قفص دوامة ، رغم أنه لم يكن على مقبرة جماعية قديمة
ولا موقع كارثة سابقة ، وقبل أن أتمكن من الاقتراب ، أطلق
عدة أشخاص من خلفي تعاويذ خلسة في محاولة لإجباري على تغيير مساري .”
قال تشو شو بملامح محرجة على وجهه ونبرة ساخرة :
“ هذه الحيلة تبدو مألوفة… عادةً ، رئيس العائلة وعدد من كبار السن ،
إضافةً إلى خالتي وعمّي هم المسؤولون عن
قفص الدوامات .
ربما صادفتَ بعض أبناء عائلة تشانغ في دورياتهم اليومية
حول المنطقة . إنهم يخشون أن يدخل الناس إلى الدوامات
عن طريق الخطأ ، ويخافون أيضًا ألا يتمكنوا من شرح الأمر
بوضوح ، فيلجأون غالبًا إلى أساليب خفية لإبعاد الآخرين
دون التفكير كثيرًا بالأمر .”
لكن بعد سماع القصة الآن…
فهم حقًا لم يفكروا بالأمر ولو قليلًا
وإن اكتشف أولئك الأشخاص يومًا ما أنهم أطلقوا تعاويذ في
وجه المؤسس الموقر بنفسه ، فمن يعلم ما ستكون ردّة فعلهم
أما تشو شو نفسه… فمن المؤكد أنه سيكون ' ميتًا اجتماعيًا ' بعد ذلك
شيه وون :
“على الأرجح أن أولئك الأشخاص قضوا وقتًا طويلًا قرب
قفص الدوامات ، فالتصقت بهم بعض الروائح ،
حينها تعرّفت عليها فور أن شممتها ،،
كانت مطابقة تقريبًا لتلك الموجودة في المصفوفة الختم .”
شهق تشو شو:
“ اللعنة ! أليس هذا يعني…”
أجاب شيه وون:
“ لو كانت واحدة أو اثنتين فقط ، لكان من الممكن اعتبارها مجرد صدفة .
لكن حين تتبعت أولئك الأشخاص حتى نينغتشو —-
اكتشفت المزيد على الطريق .
كان هناك تسعة قفص دوامات في المنطقة المحيطة
بنينغتشو ، فما بالك بالمناطق الأخرى ؟”
قال وين شي بوجهٍ يزداد ظلامًا :
“ لهذا السبب قلت إن أحدهم استدرج الأشياء المحبوسة
بداخلك ، مما جعلها تنتشر وتتحوّل إلى قفص دوامات .”
{ كلها أماكن ما كان ينبغي أن تتحوّل إلى قفص دوامات ، وكلها تحمل رائحة المصفوفة الختم …..
بالإضافة إلى حقيقة أن أحدهم عبث بأطراف المصفوفة ،
وأن عائلة تشانغ هم المشرفين على قفص الدوامات…
الأمر واضح !! }
تشو شو :
“ بكلمات أخرى—الوحش الذي رأيته وأنا طفل ، والذي قد
يكون جدي ، وتلك التقنية الشريرة… كلها مرتبطة بقفص الدوامات ؟”
لقد التقط طوال حياته شتى أنواع الشائعات والقيل والقال
من عند تشانغ لان وتشانغ يالين
لديه مخزون هائل من المعلومات في رأسه ، وفورًا ربط بينها وبين احتمالات كثيرة
وكما هو متوقع ، جاء بو نينغ ليؤكد له:
“ إن كان الأمر متعلقًا بقفص الدوامات ، فأنا أعرف أي نوع
من التقنيات الشريرة هي ”
ورغم أن وين شي لا يعرف عن هذا المجال بقدر بو نينغ ،
إلا أنه في طريقه للخروج من القفص السابق الذي احتوى
على مقابر العامة ، التقى بتشانغ وان وسمع منها بعض الكلام
قالت إن أحد التلاميذ الخارجيين ، وكنيته تشانغ ، حوّل كارثة كانت على وشك
أن تضرب جبل سونغيون إلى قرية
ليو بدلًا من ذلك —- وجرّها معه في العملية ، فدخل الاثنان
في دورة تناسخ موسومة بختم ' سخط السماء ' و صار لزامًا
عليهما سداد الديون في كل حياة ،
ولقيا نهاية مأساوية في كل مرة ،
و هذه المرة —- تجسدت من جديد باسم تشانغ وان
أما ذلك التلميذ الملقب بتشانغ، فقد وُلد من جديد كرئيس
العائلة الحالي—تشانغ تشنغتشو
وهكذا ، اتّضح كل شيء —
اكتشف تشانغ تشنغتشو أنه يحمل وسم سخط السماء ،
وأن تطهيره يحتاج إلى عدد لا يحصى من الحيوات ،
حياته هذه محكومة بالمعاناة سلفًا ،
وربما شعر أن من الظلم أن يُثقل بمثل هذا الدين الكارمي
الرهيب منذ ولادته ؛ أو لعلّه لم يكن مستعدًا للاستسلام لمصيره ،
ولهذا، أراد أن يستعد مسبقًا ويغيّر قدره بمساعدة تقنيات شريرة
قال تشو شو في ذعر :
“ لكن ما زلت لا أفهم لماذا كان عليه أن يخلق هذا العدد
الكبير من قفص الدوامات .
لا تقل لي إنها يمكن أن تمنح طاقة وحيوية !”
ردّ شيه وون :
“ صدق أو لا تصدق نعم يمكنها .”
: “ كيف يكون هذا ممكنًا ؟! أي مخلوق يمكنه أن يستعيد
عافيته باستخدام قفص الدوامات ؟”
شيه وون:
“ مثل الهُويغو ”
حدّق تشو شو فيه فارغ النظرات لثوانٍ ، ثم فجأة شهق بحدة
{ … الهُويغو
مخلوقات وُلدت من أرضٍ مشبعة بالضغائن والطاقة المليئة بالحقد
تظهر باستمرار على شكل دفعات لا تنتهي ، وحتى لو قُتلت ،
فإنها لا تُباد ولا تُستأصل
فطالما أن ذلك المكان ' المدنّس ' ما زال موجود ، فهم سيظلون موجودين أيضًا
هم شديدي الحساسية تجاه روائح الحظ والثروة والازدهار
وطول العمر ،
بالإضافة إلى أرواح الأحياء ؛ فهذا غذاءهم الأساسي
بعض العشائر الذين لا يلتزمون بالقوانين كانوا يخفون
القليل منهم في السر لمساعدتهم أحيانًا على تتبع الأشياء
المشبعة بالطاقة الروحية
أما طريقة تربيتهم فكانت بملء منطقة صغيرة بطاقة خبيثة
وضباب أسود ، محصورة في نطاق يمكن السيطرة عليه مع ضمان بقائها
ومع ذلك ، فالأمر ينطوي على مخاطرة
وبالمقارنة مع منطقة صغيرة مخفية داخل المنزل ،
فإن استخدام قفص الدوامات المنتشرة خارجيًا أكثر أمانًا
لا عجب أن قلة قليلة فقط من عائلة تشانغ كانوا مسؤولين عن قفص الدوامات
و على الصغار في الدوريات مجرد رفع تقارير عن حالتها—
ولم يشاركوا في أي شيء
ولا عجب أن لا أحد يُرسَل لمعالجة الدوامات ، إلا عند الضرورة القصوى
كانوا يدّعون أن السبب هو صعوبة التعامل معها ، لكن من
يدري ما كان السبب الحقيقي ؟ }
لم يستطع تشو شو إلا أن يسترجع المشهد الذي رآه في
صغره داخل غرفة نوم تشانغ تشنغتشو —
عدد لا يُحصى من المباخر مبعثرة على الأرض
في كل مبخرة ثلاث عيدان بخور مربوطة بورق أصفر للقرابين
و ' المخلوق الغريب ' يزحف على الأرض مثل الهُويغو
ويقترب أحيانًا من مبخرة ليمتص نفسًا عميقًا من الدخان
وكأنه… كان يمتص شيئًا آخر عبر الدخان، مكتسبًا بذلك حيوية
تجمّد دم تشو شو من هول الفكرة
تشانغ تشنغتشو—رئيس العائلة الذي عاش كل تلك
السنوات في المقر الرئيسي، والذي خضعت له كل عائلات
البانغوان الأخرى—كان في الحقيقة مثل هذا الوحش
فرك وجهه ورفع رأسه بقلق ، ليقابل تعبير وين شي البارد
كجليد ، الذي ينبئ بعاصفة قادمة
سأل تشو شو : “ م-مالأمر معك؟”
لكن بو نينغ هو من أجاب بدلًا عنه:
“ قفص الدوامات انتشر في كل مكان نتيجة حماية عائلة
تشانغ له ونادرًا قاموا بحلّه . يومًا بعد يوم ، وسنة بعد سنة،
يُستدرَج الأبرياء إلى الأقفاص أو يتعرضون للتآكل بسبب قربهم منها .
وعندما تتراكم الضغائن والأحقاد بداخلهم لدرجة معينة ،
فإنهم قد يتحولون بدورهم إلى أقفاص تُمتَص لاحقًا في الدوامة .
ومن هنا تبدأ دائرة خبيثة ، إذ يكبر قفص الدوامات أكثر
فأكثر ، ويتمدد ببطء نحو الخارج…”
تشو شو { يا له من أمر سيئ }
تابع بو نينغ:
“ ومع ذلك ، في جوهرها ، الطاقة الخبيثة في قفص
الدوامات قد استُدرجت أصلًا من داخل شيفو ، لذا لا بد أن
يكون هو من يتحمّل المسؤولية .”
هذه المرة، شعر تشو شو بالرعب فعلًا : “ اللعنة ...”
{ لقد أدركت أخيرًا لماذا بدا وين شي كأنه تجسيد لعاصفة جبلية وشيكة…
في الحقيقة ، مهما بدا وجه الآخر ، فسيكون الأمر مفهومًا }
وفي هذه اللحظة ، بدأ هاتفه يهتز فجأة
أخرجه تشو شو فرأى رقمًا مألوفًا غير مسجّل يسطع على الشاشة
لم يكن قد حفظه بعد ، لكنه قد حفظ الأرقام في ذاكرته
كان تشانغ تشنغتشو
قال أحد الموجودين في الغرفة :
“ أجب ”
ارتعشت يد تشو شو قليلًا وأجاب دون كلمة إضافية
وفي غرفة ممتلئة بالأسلاف ، قال تشو شو كلمة “مرحبًا”
وهو تحت نظراتهم الصامتة المثبتة عليه
وفورًا جاء صوت تشانغ تشنغتشو من الطرف الآخر:
“ شياو شو الجد هنا .”
قفز قلب تشو شو في صدره :
“ أين أنتم ؟”
تشانغ تشنغتشو:
“ عند مدخل القرية ”
تشو شو { أنت حتى لم تسألني عن اسم القرية ، فكيف عرفت مكاننا ؟
لكن بالتفكير مجدداً —فالعالم يحوي أشياء مثل تعاويذ
التتبع، لذا لم يكن بحاجة لأن أخبره بالمكان أصلًا }
وبعد قليل من التفكير قال تشو شو: “ ربما ،،، ربما من
الأفضل أن تصعدوا أنتم—”
لكن وين شي قاطعه قبل أن ينهي جملته
في لحظةٍ ما، كان قد لف بالفعل خيوط الدمى حول أصابعه ، متدلية بأطوال متفاوتة ، وقال :
“ لا داعي . نحن من سينزل ”
وحين أنهى تشو شو المكالمة ، خطرت في باله فجأة خمس كلمات
{ ها قد أتى إله الموت }
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق