القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Extra5 tgcf

 الفصل الخامس : الحادثة الغريبة لسمو ولي العهد: ذاكرة الأمير ولي العهد تتلاشى -٤-.

ألتقيت بك مجددًا.

كانت التوجيهات التي أعطاها الشخص ذو قناع الشبح بسيطة: اتجه جنوبًا بضعة أميال إلى جبل معين وعش معين. كان شي ليان واثقًا من أنه لا أحد يستطيع مجاراته في السرعة، وأنه سيصل إلى الموقع قبل تابع سان لانغ.

وبالفعل، بعد ساعة، شق طريقه إلى المكان في معركة شرسة منذ دخوله الجبل، وسط صرخات وعويل الأرواح والوحوش. وأخيرًا، وجد ذلك الجبل وذلك العش.

على الرغم من أن الوحش كان يبدو ذو نفوذ، مع وجود ثلاثمائة إلى أربعمائة تابع قوي يحرسون المدخل له، بالنسبة إلى شي ليان، لم يكن هذا مختلفًا عن وجود ثلاثة أو أربعة تابعين أقوياء يحرسون المدخل. 

في البداية، كان قلقًا من أن يكون العدو قويًا للغاية، ولم يتصرف بتهور، ولكن بعد أن راقب المكان بصبر لفترة من الزمن، واستمع إلى الدردشة العابثة للتابعين، اكتشف أن الوحش قد مر بظروف صعبة خلال الأيام القليلة الماضية.

"نعم، نعم، شان تشو بالكاد تمكن من الهرب من مزارع نتن بصعوبة. كان خائفًا حتى الموت وعاد مصاب. بمجرد أن عاد، ترك مخبأه الأصلي في ذعر كبير وهرب إلى هنا."

"فهمت! كنت أتساءل لماذا أستدعى جميعنا فجأة - لذا، كان ذلك لأنه يخاف من أن يعود المزارع للانتقام!"

"لا يوجد سبب للخوف. ذلك المزارع تعرض للعض عدة مرات من شان تشو. حتى لو استيقظ الآن، سيكون مشوشًا بالتأكيد، غير قادر حتى على تحديد الاتجاه الشمالي."

"كيف لا يمكنه أن يخاف؟ شان تشو يبلغ عمره عدة قرون وهو وحش مشهور، ومع ذلك، سمعت أن هذا المزارع ظهر فجأة من العدم، وبضربتين فقط هزمه حتى انحنى أنفه واغمضت عيونه. لولا أن المزارع كان يبدو عليه بعض الإصابات، مما أعطى شان تشو فرصة لتوجيه بعض العضات، أخشى أن شان تشو لم يكن سيتمكن من العودة."

"اللعنة، كيف يمكن لمزارع بري أن يكون قوياً هكذا!"

بعد الاستماع إلى هذا، شعر شي ليان أن هذا كان كافيًا تقريبًا. خرج عرضًا، وحياهم بحرارة، قائلاً، "مرحبًا."

تفاجأت مجموعة الأتباع الصغيرة وقفزوا، صارخين، "من هناك!"

"من أين جاء هذا الفتى الوسيم؟"

أعطى شي ليان ابتسامة صغيرة، وبدون أن يترك لهم أي وقت للشرح، دخل المخبأ مباشرة. بمجرد مد يده للإمساك بهم، كان يمسك بعشرات منهم؛ وبمجرد إلقائهم بعيدًا، كان يلقيهم عشرات الأميال . حتى بدون استخدام القوة الروحية ، تمكن من إخافة مجموعة الأتباع بشدة، حتى امتلأت الصرخات الحادة في الهواء بدون توقف: 

"ما بال هذا الفتى الوسيم!!! يبدو مهذباً! لماذا هو عنيف جداً!!!"

وهكذا، بهذه الطريقة المشابهة لاقتلاع الأعشاب البرية، دخل شي ليان المخبأ دون معوقات. كان مستعدًا لخوض معركة كبيرة مع وحش كبير، ولكن من كان يعلم أنه عند دخوله المخبأ، ما رآه كان مخلوقًا اتخذ شكل إنسان، وكان يتدحرج على الأرض، ممسكاً ببطنه ويتألم ويئن.

في البداية، اعتقد شي ليان أنه يتظاهر فقط، ولكن بعد نظرة أخرى، لم يكن الأمر كذلك. كانت بطنه منتفخة للغاية، كما لو كان قد ابتلع شيئًا مخيفًا للغاية، ولذا، انحنى شي ليان وقال، "ما بك؟"

ربما كان ذلك الوحش في ألم شديد لدرجة أنه كان يهذي، فعند رؤية شي ليان، أطلق صرخة كبيرة، "لقد أتيت في الوقت المناسب! أنت! لن أكل بعد الآن! لا أجرؤ على الأكل مرة أخرى! دعني أعيد لك الشيء الذي ابتلعته! لا أستطيع هضمه، لا أستطيع هضمه!"

قال شي ليان، "هل تخلط بيني وبين شخص آخر؟ لم تبتلع شيئًا يخصني، فما الذي تعيده لي؟"

ولكن الوحش استمر في التدحرج على الأرض بألم شديد، ولم يكترث بالرد. شعر شي ليان بالحيرة، فقام برسم تعويذة أولاً، وقرر القبض عليه أولاً قبل توضيح الأمور معه. ولكن من الغريب، أن اللحظة التي وضع فيها التعويذة، تحول الوحش بشكل غير متوقع إلى دمية داروما كبير ومدور، مع بطن أكبر وأكثر استدارة من أي دمية أخرى، بشكل مضحك للغاية. 

وجد شي ليان الأمر مضحكاً ومفاجئاً في نفس الوقت. فحص التعويذة التي رسمها، متسائلاً كيف يمكن أن تتحول إلى هذا. هل رسم بضعة خطوط بشكل خاطئ؟

ولكن هذا لم يكن مشكلة كبيرة. كانت هذه المعركة سهلة للغاية، وعندما خرج شي ليان من أعماق الجبل، كان اليوم قد أضاء. وضع دمية الداروما في كمه، وسارع بالعودة إلى المدينة.

الآن وقد فعل شيئًا من أجل سان لانغ، شعر شي ليان بالسعادة، وبدأ يفكر بالفعل في كيفية تقديم الوحش الذي قبض عليه إلى سان لانغ. حذر نفسه سرًا بأنه إذا أظهر سان لانغ تعبيرًا مندهشًا، فعليه أن يحافظ على مظهره المتحفظ، وألا يظهر أي سعادة. 

بعد أن كان يتجول ويركض طوال الليل، كانت ساقا شي ليان تؤلمانه، فجلس عند كشك في الطريق، وحصل على وعاء شاي مجاني ليشربه.

بينما كان يشرب، سمع فجأة شخصًا من خلفه يندفع نحوه ويصرخ، "شي ليان!"

على الفور، وضع شي ليان وعاء الشاي جانبًا.

من كان هذا الشخص، ليجرؤ على مناداته باسمه في وسط الشارع الرئيسي؟ حتى بين أفراد العائلة الملكية، قليلون من كانوا يظهرون قلة احترام كهذه؛ ألم يكن الجميع ينادونه بلقب "سمو الأمير " بكل وقار واحترام؟

وعند التفت له، اتضح أن ذلك الشخص كان شخصًا عاديًا. كان يحمل صندوقًا خشبيًا كبيرًا، وكان يتقدم بخطوات واسعة، وهو يصيح، "انتظر! انتظر! لقد نسيت شي ليان! أحضره أيضًا!"

إذًا لم يكن يناديه هو، بل شخصًا يحمل نفس اسمه! لكن هذا جعل شي ليان أكثر فضولًا. على الرغم من أنه لم يكن يهتم كثيرًا بالمحظورات المتعلقة بالأسماء، لكن أن يتجرأ أحد على حمل نفس اسمه بالضبط، كان ذلك مفاجئًا!

لكن سرعان ما أدرك أن "شي ليان" الذي تحدث عنه الشخص لم يكن إنسانًا.

كان رجل يجلس بالقرب من شي ليان. الشخص الذي كان يحمل الصندوق مشى وجلس بجانبه. ضرب الصندوق الخشبي وقال، "أحضرت شي ليان. تذكر أن تأخذه إلى ذلك الشخص الذي تخدمه عائلتك اليوم! لا تتجاهل الخرافة. إذا لم تعرض الاثنان معًا، سيكون هناك الكثير من الحظ السيء!"

"نعم، نعم. بالطبع، أعلم ذلك......"

شي ليان لم يتمكن من التحمل أكثر، وفتح فمه قائلاً، "عذرًا......"

وفي نفس الوقت، التفت الشخصان ونظرا إليه. قال شي ليان، "أرجو المعذرة على التدخل. عذرًا، ما الذي في هذا الصندوق؟"

قال ذلك الشخص، "ألم أقل ذلك بالفعل. إنه شي ليان بالداخل."

لم يفهم شي ليان: "لكن...... أليس شي ليان هو الأمير ولي العهد ؟"

بدا الشخصان وكأنهما يجدا الأمر مضحكًا جدًا، قائلين، "لم يقل أحد إنه ليس الأمير ولي العهد آه. كان دائمًا كذلك. انظر!" قائلين ذلك، فتحوا الصندوق.

اتسعت عينا شي ليان. بشكل غير متوقع، كان داخل ذلك الصندوق الخشبي مذبح عبادة صغير، وداخله تمثال صغير لإله، لمزارع يرتدي ملابس بيضاء مع قبعة قش على ظهره.

لم يتعرف عليه.

"...."لم يتمكن شي ليان من استيعاب الأمر، وقال، "هل تقولون إن هذا التمثال هو للأمير ولي العهد شي ليان من مملكة شيان لي؟"

"من غيره؟"

بدأ الناس يتجمعون حولهم، نصفهم ينظرون إليه كما لو كان شيئًا نادرًا: "أنتم الشباب غريبون حقًا، وتبدو وكأنك مزارع أيضًا، فكيف لا تعرف هذا الأمر البسيط؟"

النصف الآخر كانوا ينظرون إلى هذا "تمثال الإله": "واو! نحت هذا الاله جامع الخردة ليس سيئًا! يبدو بائسًا بما يكفي."

"نعم، مليء بالحزن والبلاء. نظرة واحدة وتشعر على الفور أنه يمثل سوء الحظ!"

"رائع، رائع! كلما كان شكله قبيحًا الآن، كان أفضل عندما يساعده الآخر على الفكاك. اعرضهم معًا لمدة ثمانية أيام على الأكثر وستظهر النتائج."

"...."

بجهل، قال شي ليان، "الاله جامع الخردة؟ كيف أصبح اله جامع الخردة؟"

الجمهور المحيط قال، "ايها مزارع، أنت غريب حقًا آه! شي ليان كان دائمًا اله جامع الخردة!"

"...."

شي ليان عمومًا لم يكن شخصًا يسهل إغضابه، لكنه في تلك اللحظة شعر ببعض الانزعاج.

عندما يسمع شخص ان الناس يضحكون ويسخرون منه لكونه يجمع الخردة لن يشعر بالسعادة. 

في لحظة، وقف شي ليان وقال بصوت عميق، "هل لدى الجميع بعض الاستياء من العائلة الملكية في شيان لي؟ حتى إذا كان هناك، فإن الطريقة التي تهينون بها ولي العهد ليست مناسبة."

نظر الجمهور إلى بعضهم البعض وضحكوا عليه قائلين، "ماذا تقول؟ وفقاً لأي آداب مملكة؟ دمرت مملكة شيان لي منذ أكثر من ثمانمائة عام!"

——

بعد ساعة، كان شي ليان لا يزال في حالة من الارتباك وهو يسير في الشارع الرئيسي.

كان الأمر مخيفًا للغاية. كل ما تلقاه الآن كان ببساطة مخيفًا للغاية بالنسبة له.

"كيف دمرت مملكة شيان لي؟ أليس والدي ووالدتي لا يزالان على قيد الحياة وبصحة جيدة؟ وكيف يمكن أن تدمر بسببي؟ خسرت معركة؟ دمرت بلدي؟ ونفيت مرتين؟ أصبحت جامع خردة؟"

سأل نفسه مراراً وتكراراً وأجاب: "هذا مستحيل. مستحيل. مستحيل!"

حاول إقناع نفسه: "كل هذا ليس حقيقياً، لابد أن هناك شرير يفتعل المشاكل من وراء الكواليس."

ولكن كل شيء كان يشعره بالغرابة: اللهجات الغريبة، الملابس الغريبة والمباني الغريبة، وحتى فنغ شين ومو تشينغ الغريبين، كلهم كانوا يخبرونه أن هذا لم يكن كابوسًا، وهذا المكان لم يكن وهمًا. لا يمكن لأي شيطان أو وحش أن يخلق مثل هذا الوهم الواسع والواقعي.

حقًا مرت ثمانمائة عام.

كيف يمكن أن تمر ثمانمائة عام هكذا؟

كيف أصبح على هذا الحال بعد ثمانمائة عام؟

دمرت مملكة شيان لي؛ والده ووالدته ماتا؛ فنغ شين ومو تشينغ صعدا. وأصبح هو جامع خردة.

كيف أصبح الأمر هكذا؟

لا يمكن أن يكون هكذا. لا يجب أن يكون هكذا!

أخذ شي ليان يمشي أسرع وأسرع، حتى بدأ في النهاية يركض، كما لو أن ظلامًا واسعًا ولا نهائيًا كان يلاحقه، على وشك أن يلتهمه. 

فجأة، مر ظل أحمر وظهر شخص نحيل أمام عينيه، قائلاً، " داوزانغ ، أين كنت؟ بحثت عنك في كل مكان لفترة طويلة."

كان سان لانغ. كان لا يزال يبتسم، وعندما قال ذلك، اقترب من شي ليان ليمسك بيده، لكن عند رؤيته، شعر شي ليان بقشعريرة في جسده كله، وصاح بصوت عالٍ، "لا تقترب مني!!!"

صرخته كان لها تأثير فوري. توقف سان لانغ، لكن تعبيره لم يتغير. قال، "ما الأمر؟"

شد شي ليان قبضتيه بشدة وقال ببرودة، "من أنت بحق الجحيم؟ ما الذي تخطط لفعله؟"

قال سان لانغ، "كنت أعتقد أننا اتفقنا جيدًا بالأمس، ولم نعد نهتم بهذه المشاكل الصغيرة."

قال شي ليان، "لقد كذبت علي."

بعد لحظة من الصمت، قال سان لانغ، "إذن، عرفت بالفعل."

قال شي ليان، "عرفت بالفعل أن الوقت الآن هو..." بعد ثمانمائة سنة.

عادةً، لم يكن ليأخذ وقتًا طويلاً لاكتشاف أن هذه الأمور لم تكن صحيحة، لكن هذا الشخص تعمد إخفاء الأمور عنه، مما جعله مسحورًا ومضللاً ومشوشًا حتى لم يكن يعرف الاتجاه الشمالي؛ وإلا، كيف اكتشف الحقيقة بعد يوم واحد فقط؟

خطا سان لانغ خطوة نحوه قائلاً، " سموك ."

تراجع شي ليان عدة خطوات، وصاح، "لا تقترب!!! إذا اقتربت أكثر، سأضربك!"

كلا صوته وجسده كانا يرتجفان. كان شي ليان خائفًا جدًا.

ما كان يخافه لم يكن شيطانًا أو وحشًا، ولا حتى الرجل أمامه الذي يمكن أن يكون نواياه جيدة أو شريرة. كان خائفًا من هذا العالم الغريب بأسره. في هذا العالم، كان بدون مجد يمكن أن يفخر به، بدون رعايا مخلصين، بدون والدين يحبانه، بدون وطنه، بدون مؤمنين يحبونه ويحترمونه. لا شيء، لا شيء، لم يكن لديه أي شيء على الإطلاق!

لكن سان لانغ خطا خطوة أخرى نحوه قائلاً، "لا تخف، سموك ."

"...."

عند سماع هذه الجملة، تغير تعبير شي ليان.

تذكر فجأة، في تلك الذكريات المجزأة، الرجل الذي قال بصوت عميق في أذنه، "لا تخف، سموك ."

كيف لم يدرك ذلك؟

أسلوب الكلام وصوت كلا الرجلين كانا متطابقين!

لشدة غضبه ارتجف شي ليان، وقال، "أنت... إنه حقًا أنت..."

عند التفكير في كيف خدعه هذا الشخص وجعله يدور في دوائر، بينما كان يشعر بالامتنان ولم يكن يحمل سوى مشاعر طيبة، وحتى أنه ناداه بـ "غاغا" - لم يستطع شي ليان تحمل الأمر، وزاد غضبه. هاجم بضربة قائلاً، "أيها الكاذب!"

هذه الضربة أصابت صدر سان لانغ مباشرة. استعد شي ليان لتوجيه ضربة ثانية، لكنه اكتشف أنه لم يكن قادرًا على الحركة.

كان جسده هو الذي يمنعه!

لم يستطع شي ليان فهم ما يجري، لكن سان لانغ أمسك بيده. فوجئ شي ليان، وصاح فورًا بصوت متقطع، "لا تلمسني! أنت، أيها الكاذب، لقد كذبت علي. لن أصدقك مجددًا. أنت..."

لكن سان لانغ قال بهدوء، " سموك، صدقني."

صرخ شي ليان بغضب، "لن أصدقك!!! لن.…."

لكن، كما توقفت هجمته، لم يتمكن من نطق الكلمات التي كان يجب أن تتبعها.

كان القلق والألم في عيون هذا الرجل حقيقي تمامًا. أي شخص يرى شخصًا يظهر تعبيرًا كهذا لشخص آخر، لن يشكك في صدقه بعد الآن.

كما لو كان يرغب في حماية شي ليان من هذا العالم الغريب الذي يرعبه، أخذه سان لانغ في النهاية إلى حضنه، وقبّله بلطف على شعره، وقال بصوت دافئ وحنون، "لا تخف، سموك . كل شيء انتهى. سموك . لقد تجاوزت الأمر."

"...."

بعد فترة طويلة، تهاوى جسد شي ليان أخيرًا.

الآن، متجاهلاً كل خجله وإحباطه، وبعد التفكير بعناية: في المشاهد المجزأة في حلمه، كان صوت الرجل الذي ناداه دائمًا دافئًا وحنونًا إلى أقصى حد، دون أي أثر للإكراه.

أما هو. رغم أنه طلب الرحمة وبكى، إلا أنه كان بإمكانه أن يلاحظ من الاستماع أنه لم يكن هناك أي شعور بعدم الرغبة. فقط، قبل الآن، كان غير راغب في مواجهته مباشرة، ولذا لم يكتشفه.

على الأقل، عرف شي ليان أخيرًا لماذا كان، منذ اللحظة التي رأى فيها هذا الرجل، لا يستطيع إلا أن يثق به. للأسف، العلاقة بينه وبين سان لانغ بعد ثمانمائة عام كانت... ليست بسيطة.

استسلم تمامًا لمقاومة جسده، وذهب مع رغبة قلبه، ودفن وجهه في صدر سان لانغ. قال، بصوت مكتوم، "نحن.…."

قال سان لانغ، "نعم."

بعد صمت طويل، تمتم شي ليان، "لماذا... ماذا حدث في هذه الثمانمائة عام؟ لماذا نسيت كل شيء فجأة؟"

قال سان لانغ، "هذا خطأي. في الليلة السابقة، تلقيت صلاة في منتصف الليل وغادرت بسرعة كبيرة. لم أساعدك في استعادة قوتك الروحية ، ولم أخبرك في الوقت المناسب أن الوحش عندما يعضك، فإنه يبتلع ذكرياتك."

قال شي ليان، "إذاً هذا ليس خطأك. لقد كنت غير حذر."

قال سان لانغ، " سموك لن يكون مخطئاً أبداً."

أجبر شي ليان نفسه على الابتسام، ثم قال بروح محبطة مرة أخرى، "إذاً، سان لانغ، كيف... تسببت في تدمير مملكة شيان لي؟"

بعد كل شيء، كان يعتز بشعبه كثيراً، وكان طموحه أن تستمر شيان لي في الازدهار لألف سنة أخرى.

عانقه سان لانغ بشكل أكثر إحكاماً، وقال بثقة، "لم يكن ذلك خطأك."

تمتم شي ليان، "كيف فشلت بهذا السوء؟ كيف أصبحت هكذا؟"

من لم يكن لديه رغبة في تحقيق إنجازات عظيمة تحرك السماء والأرض، وتعيش عبر العصور؟ ربما واحد من كل مليون شخص فقط يمكنه تحقيق هذا الحلم حقاً، لكن شي ليان لم يشك أبداً في أنه سيكون ذلك الواحد من المليون.

ربما كان هذا هو السبب في أن سان لانغ لم يدعه يكتشف أن ثمانمائة عام قد مرت.

قال سان لانغ، "لم تفشل."

هز شي ليان رأسه، قائلاً، "لكن لم يعد لدي أي مؤمنين."

قال سان لانغ، "لديك."

مجرد التفكير في ذلك جعل شي ليان يشعر بالحزن. قال، "أنا إله يجمع الخردة. أجمع الخردة. بالطبع لن يكون لدي أي مؤمنين، ولن يأخذني أحد كإله. من سيحترم إلهاً يجمع الخردة؟"

هذا كان مختلفاً تماماً عن ما كان يحلم به.

لكن سان لانغ قال، "ألم أخبرك بالفعل؟ لديك مؤمن."

رفع شي ليان وجهه. أعطاه سان لانغ ابتسامة صغيرة، قائلاً، " سموك ، قلت أنك ستلتقي بهوا تشينغ قريباً جداً. الآن، لقد التقيت به."

"...."

رفع شي ليان رأسه، ونظر إلى وجهه، قائلاً بارتباك، "سان لانغ، أنت... متى تعرفت علي؟"

قال هوا تشينغ ، "منذ وقت طويل، طويل جداً، حتى قبل أن تصعد."

رمش شي ليان ببطء.

قال هوا تشينغ مرة أخرى، " سموك ، ربما "أنت" الآن تشعر أن "أنت" بعد ثمانمائة عام هو فشل كبير. ربما تشعر بخيبة أمل، وغير قادر على قبول ذلك. لكن من فضلك صدقني، الأمر ليس كذلك."

عينه اليسرى المضيئة كانت تنظر إلى شي ليان، والنظرة في عينه كانت ناعمة ولطيفة مثل صوته.

قال، "لقد أنقذتني. كنت دائماً أنظر إليك."

"في هذا العالم هناك عدد لا يحصى من الأشخاص الذين هم أكثر "نجاحاً" منك، لكن لا أحد منهم كان يمكنه أن ينقذني كما فعلت، ولا أحد منهم كان يمكنه أن يفعل تلك الأشياء التي فعلتها "

"ليس لديك فكرة عن مقدار الشجاعة التي أعطيتني إياها، لكي أصبح أنا كما أنا اليوم."

"في قلبي، أنت دائماً إلهي الوحيد."

قال شي ليان، "وأنت دائماً مؤمني الأكثر إخلاصاً."

لم ينته من الحديث، حتى استعاد وعيه. تلك الجملة التي قالها الآن، كانت شيئاً قاله بشكل غريزي في اللحظة كرد فعل، كما لو كان قد سمع مثل هذا الوعد الثمين من قبل. لكن سان لانغ بدأ يبتسم، ورفع يده، وقبّل ظهر يده، وقال، "نعم."

"...."

بعد فترة طويلة، بدا أن شي ليان قد اتخذ قرارًا ، وأخرج دمية الوحش من كمه، قائلاً، "هل كان هذا الوحش هو الذي ابتلع ذكرياتي؟"

استلم هوا تشينغ ذلك الوحش، قائلاً، "إذاً كان سموك هو الذي دمر مخبأه الجديد."

أومأ شي ليان برأسه، قائلاً، "لاستعادة ذكرياتي، يجب أن أتصرف عليه هنا، أليس كذلك؟"

داخل كف هوا تشينغ ، فتحت تلك الدمية فمها الكبير. من فمه طارت بضعة بقع من الضوء، مثل اليرقات ، التي طارت وأحاطت بشي ليان. قال هوا تشينغ ، "التقطها، وستتمكن من استعادة ذكرياتك التي تعود لثمانمائة سنة."

سمع شي ليان هذا، ومد يده نحوهم. ومع ذلك، قبل أن يلمسهم، توقف.

استعادة هذه الذكريات التي تعود لثمانمائة عام، سيكون مثل إعادة عيش تلك الثمانمائة سنة، مرة أخرى تجربة كل ما حدث: الألم الناتج عن الطعن بمئات السيوف في قلبه، العار الناتج عن الهزيمة الكاملة، الغضب من كونه عاجزاً وغير قادر على فعل أي شيء.

حتى وإن كان يعلم أن كل هذا سينتهي في لحظة، لكن أطراف أصابعه كانت ترتعش قليلاً.

كان هوا تشينغ يقف خلفه، مما يجعله يشعر كما لو أن ظهره يستند إلى جدار متين. سمع صوت هوا تشينغ من خلفه، "لا تخف، سموك ."

أمال شي ليان رأسه قليلاً للخلف، ولف هوا تشينغ ذراعيه حول خصره، قائلاً، "صدقني. بغض النظر عن المدة التي تستغرقها، سأنتظرك دائماً. ستلتقيني مرة أخرى."

هذا صحيح. سيلتقون مرة أخرى.

وهكذا، مد شي ليان يده نحو الأضواء.

مثل النجوم، ذابت بقع الضوء في أطراف أصابعه. كان هناك سطوع كبير أمام عينيه، كما لو أن شيئاً حاراً كان يقترب. قبل أن يصل ذلك الضوء الساطع إليه، قال شي ليان، "أنا سعيد جداً بلقائك."

بعد أن قال هذه الجملة، ذابت بقع الضوء في جسده واختفت. سقط شي ليان ببطء إلى الأمام، وأمسك به هوا تشينغ .

بعد فترة طويلة، بدأ شي ليان يتحرك أخيراً. في اللحظة التي فتح فيها عينيه، قال هوا تشينغ بصوت منخفض، " غاغا؟"

ابتسم شي ليان ببطء، ومد يده، مداعباً وجه هوا تشينغ ، وقال، "ألتقيك مرة أخرى."

بدأ هوا تشينغ يبتسم أيضاً، قائلاً، "ألم أقل لك. ثق بي."

تنهد شي ليان وقال، "هل يُعتبر هذا كأننا انتظرنا بعضنا البعض مرة أخرى لمدة ثمانمائة سنة أخرى؟"

قال هوا تشينغ ، "ألم أقل لك، بغض النظر عن المدة التي تستغرقها، سأنتظرك دائماً. ومع ذلك..."

سحب شي ليان للأعلى. وقف الاثنان وجهاً لوجه، وأمسك هوا تشينغ بيده بقوة، قائلاً بابتسامة، "الآن، لا أريدنا أن ننفصل مرة أخرى ولو للحظة واحدة."

لا يمكن تغيير الماضي.

قبل ثمانمائة عام، لم يكن شي ليان البالغ من العمر سبعة عشر عاماً، والذي كان فخر الجميع، يعلم ما الذي يحمله المستقبل له. كان القدر قد أعطاه بابين. طريق الإله العسكري ترك انطباعاً عابراً ولكنه لا يُمحى؛ في لحظة وجيزة التقى شبح بإله على جسر. وقد فتح كلا البابين.

بعد ذلك، كان وحيداً في أمواج مضطربة، عاجزاً وغير قادر على العودة إلى السماء ، وكافح ليكسب رزقه عبر تلك السنوات الطويلة والمعذبة. ألم، غضب، خيبة أمل، كراهية، يأس، جنون. قلب بارد مثل رماد ميت.

وبعد ذلك، أُعيد إحياء الرماد الميت إلى الحياة.

ومع ذلك، كل هذه كانت بالفعل في الماضي.

" غاغا ، أهلاً بعودتك."

"هم..."

"انظر، قلت لك أنك ستلتقيني مرة أخرى. لم أكذب عليك."

نظر شي ليان إلى هوا تشينغ ، وقال، "حقاً؟"

ابتسم هوا تشينغ قليلاً، وقال، "بالطبع. متى كذبت على سموك ؟ غاغا ، أنا..."

"...."

"...."

مد شي ليان يده إلى داخل رداء هوا تشينغ ، وأخرج قطعة ورق، وقرأ بصوت عالٍ، "بعد تلقي عناية سان لانغ غاغا ، لا يوجد لدي طريقة لرد الجميل، وأنا على استعداد لاستنزاف ما لدي من قوة قليلة، لمساعدة غاغا في حل مشاكله، لذا سأغادر لفترة. لا تقلق يا سان لانغ غاغا ، سأعود قريباً بعد مغادرتي."

رفع سان لانغ حاجبه، ووضع يديه خلف ظهره ولم يتكلم. بعد أن أنهى شي ليان القراءة بصوت عالٍ، قلد سان لانغ ورفع حاجبه، قائلاً، "سان لانغ غاغا، غاغا الجيد، أنت حقاً جيد آه."

ضحك هوا تشينغ ، قائلاً، "سواء كنت جيداً أم لا، ألم يكن غاغا واضحاً بشأن هذه النقطة منذ وقت طويل؟

تحول وجه شي ليان إلى اللون الأحمر قليلاً، وقال بشكل غامض، "... لست متأكداً مما تتحدث عنه. على أي حال، لقد تجاوزت الحدود في هذين اليومين، وعليك أن تتأمل."

قال هوا تشينغ بجدية، " غاغا، لا تكن هكذا. في هذين اليومين، كنت أتعامل معك بأدب واحترام، وكان من الصعب جداً مقاومتي."

قال شي ليان، "منذ متى تعاملت معي بأدب واحترام. أنت بوضوح... بوضوح..." بوضوح كان يمزح معه، ويمزح بفرح شديد. عند التفكير في كيف أنه في هذين اليومين، أصبح الولد الصغير الساذج والمحبوب ذو السبع عشرة عاماً، يُقلب ويدار بواسطة هوا تشينغ ... 

عندما تذكر شي ليان مرة أخرى ما حدث بوضوح تام، لم يكن قادراً ببساطة على النظر إلى نفسه مباشرة، ولم يستطع إلا أن يتنهد ويدلك صدغيه. بوجه جاد تماماً، قال هوا تشينغ ،

 "حقاً، حتى وإن تم توبيخي باعتباري وغداً، بلا اخلاق، بذيئاً، لا يهمني."

"...."

"إذا كان غاغا غير سعيد، يمكنه أن يستمر في توبيخي. لا يهمني."

لم يعد شي ليان قادراً على الاستماع أكثر.

دلك صدغيه وانسحب. عندما أدار هوا تشينغ رأسه، كان الشخص الآخر قد اختفى. قال، " غاغا؟ لا تهرب، حسناً، إنه خطأي، غاغا !"

لا تناديني غاغا بعد الآن!



يتبع ......

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي