القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch20 الخطاف الخلفي

Ch20 الخطاف الخلفي



خلال الأيام التالية ، 

عاش تشو تشيتشن حياةً مقلوبة بين الليل والنهار ، 


فحين كان لانغ فنغ يحاول التأقلم مع فارق التوقيت ، 

كان هو يرافقه في السهر حتى ساعة متأخرة من الليل ،


في الليلة الأولى ، بقي لانغ فنغ في المستشفى بجانبه حتى الفجر ، 

أما في الليلة الثانية فكان ينوي البقاء أيضًا ، لكن تشو 

تشيتشن استعان بالممرضة شياو شو لطرده ' بلطفٍ حازم' ~


كان يعرف جيدًا نقطة ضعف لانغ فنغ — فهو لا يستطيع 

رفض أحد الغرباء إذا طلب منه شيئًا بجدية ، 

خصوصًا إن كان الأمر يخص راحة الآخرين


الممرضة شياو شو كانت ذكية بما يكفي ، ولم تحتاج إلى 

كثير من الشرح لتفهم أن تشو قلق على هذا الوسيم 

الذي لم يذق طعم النوم منذ يومين كاملين ، 

فوقفت أمام لانغ فنغ بوجهٍ رسمي وقالت :

“ السيد لانغ إن بقيت هنا طوال الوقت ، فلن يتمكن 

المريض من الراحة 

الأخ تشو لم ينم منذ الأمس ، وإذا علم الطبيب بذلك 

فسيلومه حتمًا .”


أجاب لانغ فنغ بهدوء : “ أوه ، حسنًا .”

ثم التقط سترته وخرج مطيعًا


ضحك تشو تشيتشن ، سعيد بذكائه الذي مكّنه من ' اختراق 

دفاعات ' لانغ فنغ أخيرًا 

لكن سعادته لم تدم طويلًا ، إذ تلقى بعد قليل رسالة منه على ويتشات


[ هل أزعجتُك بوجودي ؟ ]


ثم لحقتها أخرى :


[ هل آتي غدًا أيضًا ؟ ]


أدرك تشو تشيتشن عندها أن لانغ فنغ أخذ كلامهم على 

محملٍ جدي. فسارع إلى الاتصال به وقال ضاحكًا:

“ يا رجل لم أقصد هذا أبدًا . 

أنا فقط قلقت عليك ، لم تنم منذ يومين ، والمستشفى 

ليس مكانًا مريح . 

طبعًا تعال غدًا ، بدوني ستموت الملل !”


حين سمع لانغ فنغ ذلك ، اطمأن قلبه تمامًا ، وردّ بثقةٍ ودفءٍ مألوفين :

“ حسنًا ، سأرتاح قليلًا وأعود في الصباح ”


———-


في الليل ، اتصل لانغ فنغ بأخته الصغرى لانغ يي ليطمئن 

على حالها بعد عمليتها


لكنها، كعادتها، سرعان ما جرّت الحديث إلى موضوعٍ آخر — موعده الأخير


ولأن والديهما لم يكونا بجانبها الان ، فقد أخذت راحتها تمامًا ، 

تثرثر بالإنجليزية وتضحك بخفة أخت تعرف كل أسرار أخيها ،


أما لانغ فنغ فلم يُخفِ شيئًا هذه المرة ، 

و حكى لها بالتفصيل كيف تعرّف إلى تشو تشيتشن ، 

وكيف تطورت علاقتهما، وحتى ما جرى في المستشفى ،

وحين انتهى ، سخرَت لانغ يي ضاحكة :

“ تركتني في المستشفى لتلحق بحبيبك ؟ 

نسيْت أختك من أجل الحب ؟”


ابتسم لانغ فنغ لكنه لم يبادلها المزاح ، بل قال بهدوءٍ صادق :

“ أعرف أني قصّرت ، كان عليّ أن أبقى معك أكثر . 

لكن عندكِ والداي ودانيال ، أما هو… فليس له أحد سواي "


ساد الصمت للحظة في الطرف الآخر ، 

و همست لانغ يي برقة:

“ إيفان… سأُصلِّ الليلة من أجلكما "


——-


وربما استُجيبت صلاتها فعلًا —


فبعد أسبوعٍ من العملية ، اجتاز تشو تشيتشن جميع 

الفحوص بنجاح وغادر المستشفى


أما لانغ فنغ — فبعد أن انتهت إجازته الطارئة الخاصة بالعائلة ، 

تقدّم بطلب إجازة إضافية أسبوع آخر ليبقى في بكين بجانبه ،


وهذه أول مرة يزور فيها منزل تشو تشيتشن ——

شقة صغيرة ، مرتبة كما هي عادة من يعيش بمفرده ، 


صالة المعيشة فوضوية قليلًا ، بأثاث بسيط وعدد محدود 

من الأشياء ، 


أما غرفة النوم فكانت مختلفة تمامًا — فاخرة بتصميمٍ أنيق 

وسريرٍ كبير يتسع لشخصين





خلال الأسبوع الأول ، كان تشو تشيتشن يحتاج بشكل 

أساسي إلى البقاء في السرير ، 

فساعده لانغ فنغ في ترتيب الغرفة ، 

وطلبا طعاماً جاهزاً وشاهدا الأفلام معاً في منزله ، 

كما رافقه في الأحاديث وشرب الكحول ، 


كان بإمكان تشو تشيتشن الآن أن يشرب القليل من الكحول



عند الغسق ، فتح النافذة وأشعل سيجارة ويدخنها ببطء


في كل مرة كان يفرغ ذهنه ويذكّر نفسه بضرورة الاعتدال 

في كل شيء — سواء كان التدخين ، أو الشرب ، أو الجنس ، 

أو لانغ فنغ نفسه


كانا يمضيان كل ساعة وكل دقيقة معاً ، 

وكانت الإثارة تشتعل بينهما مرات لا تُحصى ، 

ولكن بسبب ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب ، 

لم يجرؤ لانغ فنغ على جعله يتحرك بعنف ، 

فكانا يضطران إلى الانتهاء بسرعة باستخدام اليدين فقط ،


ومع ذلك ، كانت الأجواء مثيرة للغاية ؛ فكان لانغ فنغ يفتح 

أزرار ملابسه ، يضع في يده المزلق ، وهما مستلقيان على الجانب ، و يداعب قضيبهما معاً ، 

ويعض عنقه ببطء ، ويفرك ظهره وصدره بين الحين والآخر


شعر لانغ فنغ قد قُصّ للتو ، و خشونته تداعب خد تشو تشيتشن


يتهامسان بعبارات حب بأصوات خافتة ، 

وفي معظم الأحيان كان تشو تشيتشن هو من يداعبه ، 

ويرد لانغ فنغ باختصار شديد ، 

و ما قاله تحديداً ، فقد ضاع من ذاكرة تشو تشيتشن


كل ما يتذكره هو رائحة ما بعد الحلاقة التي استخدمها لانغ فنغ


رائحة دافئة ، وفي وسط هذه الرائحة المحيطة ، قذف وهو يرتعش


بعد النشوة ، كانت العلاقة دائماً حميميه جداً


لم يكن تشو تشيتشن غريباً عن النشوة ، لكنه كان غريباً 

جداً عن هذا النوع من الحميمية والمودة


كان لانغ فنغ يضع رأسه على كتفه ، ويده على خصره ، 

ويداعب بشرته ببطء

و بعد فترة ، يده تنتقل إلى فخذه ، فيُثار تشو تشيتشن مجدداً ، 

لكنه يكبح جماح نفسه بسبب الإصابة التي تمنعه من الحركة


تذكرا ليلتهما الأولى ، وسأله تشو تشيتشن عما إذا كان قد 

انجذب إليه من النظرة الأولى ، 


فأجاب لانغ فنغ بعد تفكير جاد : " لقد شعرت ببعض 

الانجذاب ، ولكن الأمر كان يتعلق بالهالة أكثر ، 

شعور يصعب تفسيره ….

وبعد تلك الليلة ، لم نتبادل أي قبلة ، 

لذا كنت أتذكر تلك الليلة دائماً ."


أدار تشو تشيتشن رأسه، وداعب أذنه وجانبه، ومنحه قبلة: 

" خذ هذه تعويضاً ، أما الباقي فسيكون ديناً عليك ."


أدار لانغ فنغ رأسه أيضاً ، ونظر إليه بعينين حادة ومفعمة بالحياة ، 

بعد فترة ، قال: " لكن هناك شيئاً قلته في تلك الليلة أرى 

أنه غير صحيح ، 

قلت إنني 'مقيد بالقواعد'، بينما أرى أن إيماني يمنحني 

الحرية ، إنه ليس قيداً ، 

وبوجوده أشعر بالطمأنينة في كل ما أفعله ."


أومأ تشو تشيتشن برأسه ، 

ثم سمع لانغ فنغ يتابع ، 


: "في كل مرة ، قبل أن أقود الطائرة ، أفكر فيك ، و أُصلِّ لك 

أيضاً ، أُصلِّ لك ولنفسي برحلة آمنة ، 

وعندها أشعر بالاطمئنان والهدوء ."


أجاب تشو تشيتشن بـ " ممم "، ثم دفعه الفضول فجأة 

ليسأل: " كيف تصلِّ ؟"


قال لانغ فنغ وهو ينظر إليه : " كل ما عليك هو أن تقول : 

' يا إلهي العزيز ' ( dear god ) ثم تقول ما تريد ... 

و طالما أن قلبك صادق ، وطالما أن هدفك ليس أناني بالكامل ، 

يمكنك الصلاة .

في الواقع ، يمكنك أنت أيضاً أن تصلِّ ."


فهم تشو تشيتشن قصده ، لكنه شعر أن الأمر غير واقعي 

إلى حد ما، فابتسم وقال: " الإله لا يعرف من أنا " 

اعتبر نفسه شخص عملي للغاية ، وإذا كانت الصلاة مجدية ، 

لكانت معاناته التي دامت أكثر من عشر سنوات من حياته بلا جدوى ،


لكن لانغ فنغ أصبح جاداً في هذه اللحظة ، وقال بصوت 

خافت ، وبجدية شديدة بجوار أذنه : 

" إنه يعرفك. إنه يعرف كل شيء ."


كان تشو تشيتشن ، كما يقول المثل العامي ، شخص ' تتأثر عيناه بسهولة ' ( ذو مشاعر عميقة )، 

لكن هذه الجملة العادية جعلت حلقه ينسد ، 


أدرك لاحقاً أن المشاعر التي انتابته في تلك اللحظة يمكن 

تلخيصها على الأرجح في ' اهتزاز للروح ' 


كان الأمر وكأنك تجوب العالم وحيداً لأكثر من ثلاثين عاماً، 

ثم فجأة ، يخبرك صوت ما ' كل تقلباتك ، كل قصصك ، 

كل معاناتك ، كل الأسباب والأحداث والنتائج ، 

وكل أسباب حبكما لبعضكما البعض ، قد رآها أحد ، 

وعلم بها ' 


لا يعلم كيف يبدو الإله ، لكن في تلك الليلة عندما أغمض 

عينيه ، استدار ببطء ضمن حدود الحركة المسموح بها من 

قبل الطبيب ، وعانق كتفي لانغ فنغ بقوة من الخلف 


بعد عدة أيام ، أصبح بإمكانه المشي بحرية ، 

لكنه لا يزال ممنوع من ممارسة الأنشطة العنيفة ،


كان تشو تشيتشن يفكر في أن لانغ فنغ مدين له بأربع مرات ، 

ولكن لا يمكنه تنفيذ ذلك  ….. 


يتبع 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي