القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch81 برج الأبروش

 Ch81 برج الأبروش




منذ أن بدأ تشن جيايو الطيران على طائرة الـA330 مجددًا، 

كانت معظم رحلاته إلى أستراليا وأوقيانوسيا — من بكين 

إلى سيدني ، من بكين إلى ملبورن، ومن بكين إلى أوكلاند


أحيانًا يوجد توقف في قوانغتشو، شنتشن، أو هونغ كونغ ،

ونظرًا لأن هذه رحلات دولية طويلة ، فغالبًا توجد رحلة 

واحدة فقط في اليوم ، و عدد طواقم الـA330 المكلفين 

بهذه الرحلات قليل عبر الشركة ، مما جعل جدوله أكثر 

قابلية للتنبؤ ، 

وباستثناء بعض التأخيرات العرضية الناتجة عن لوجستيات 

الطائرة ، لم تكن هناك تغييرات مفاجئة بسبب تعديل 

الطواقم ، و هذا الاستقرار سهّل عليه التخطيط مسبقًا 

ودمج أمور أخرى في حياته ،


وبما أنه يغيب عن بكين يومين أو ثلاثة في الأسبوع ، 

كلما عاد، قضى معظم وقته مع فانغ هاو ، باستثناء بعض 

الزيارات لوالده في ليجينغ ، 

وبحلول ذلك الوقت ، كان فانغ هاو قد انتقل فعليًا إلى 

شقته في بلو هاربر ، أدواته الشخصية ، ملابسه ، وحتى 

مشترياته موجودة هنا ، كان حضوره محسوس في كل مكان ،


حتى أن تشن جيايو مازحه ذات مرة قائلاً : “ لماذا لا تجلب 

ماكينة القهوة الخاصة بك أيضًا ؟”


فانغ هاو لم يوافق في ذلك الوقت ، و اكتفى بالضحك 

قائلاً : “ ماكينة القهوة هي روح شقتي !! إذا أحضرتها هنا، 

فلن يبقى شيء في شقتي !! 

من الأفضل أن أقوم بتأجيرها ~ ”


توقف للحظة بعد قوله ذلك ——- لم يتحدثا سابقاً عن 

العيش معًا ، ولكن الآن بعد أن ظهر الموضوع ، لم يرغب في التهرب منه


رد تشن جيايو بسهولة : “ أعني ، لما لا ؟ 

هذه الأيام كلما كنت في بكين ، نحن فعليًا نعيش معًا بالفعل ، 

ووالدي لا يزور شقتي على أي حال ”


أومأ فانغ هاو : “ دعنا نتحدث عن ذلك مرة أخرى في نهاية العام ،،،

الأمور مشغولة بعض الشيء الآن ، بين التدريب للسباق والعمل ،،، 

إذا قررنا العيش معًا، سنحتاج وقتًا لترتيب كل شيء .”


يتذكر فانغ هاو تلك اللحظة بوضوح —— 

كان قد عاد للتو من الجري و خرج لتوه من الحمام ، 

ممسكًا بالمنشفة يجفف شعره ، 


وكان تشن جيايو في المطبخ يقطع الخضروات ويعد 

العشاء ، وعندما وصلوا إلى هذا الجزء من المحادثة ، نظر 

تشن جيايو إليه بابتسامة هادئة في عينيه 


في الخارج الشمس تغرب ، وقد خفتت أضواء المطبخ مع 

ضوء الغروب ، ولكن بما أن جيايو كان هناك لبعض الوقت، 

فمن المحتمل أنه لم يلاحظ ذلك


كانت يد فانغ هاو على مفتاح الإضاءة …. تردد للحظة ، ثم تركها


الطريقة التي نظر بها تشن جيايو إليه كانت أكثر دفئًا من 

غروب الشمس ،، وقف فانغ هاو ، يحدق فيه في صمت ، 

وفي تلك اللحظة، استطاع بالفعل تخيل شكل حياتهما المشتركة في المستقبل ——-


سيستيقظان على منبهات مختلفة في الصباح ، 

وينامان في أحضان بعضهما البعض في الليل ،


في بعض الأيام سيتسوقان لشراء الاحتياجات ، 

و يذهبان لمعارض فنية ، يشاهدان فيلم ، أو يطبخان وجبة 

بسيطة معًا—تمامًا كما يحدث الآن


فجأة ، أصبح كل شيء في الحياة يبدو سهلًا ،


و كل الشكوك والتردد بدا وكأنه استقر ،


الآن ، سواءً كان الأمر يتعلق بالسعادة أو بالاستقرار ، أصبح 

كل شيء في متناول اليد


عمره قد بلغ الثلاثين ، و قبل علاقته بـ تشن جيايو 

جرب متعة الحرية في حياة العزوبية وإثارة الوقوع في 

الحب—لكن لم يشعر أبدًا بأي شيء مثل هذا


هذا الشعور جديد


كأن كل العقد قد فُكّت ، وكأن الطريق أمامه ممتد وواضح ، 

ولأول مرة يمكنه رؤية الأبدية بنظرة واحدة


و بهذا الشعور ——- ، وقف فانغ هاو على خط البداية 

لسباق هونغ كونغ لمسافة 100 كيلومتر ——— ،


ليكون جيايو موجود من أجل فانغ في السباق، خطط لجدوله مسبقًا —- 

قام بتبديل مناوباته مع طاقم آخر مكلف برحلة هونغ كونغ-

سيدني ، حتى يتمكن فانغ هاو من السفر معه إلى هونغ 

كونغ والحصول على يومين للراحة والاستعداد ، 

و بينما يستعد فانغ هاو ، كان تشن جيايو سيقلع إلى سيدني 

ويعود في الوقت المناسب لمتابعة آخر ساعات السباق —


في البداية شعر فانغ هاو أن الخطة معقدة قليلًا —

صحيح أن الرحلات الدولية مثل تلك إلى سيدني تحتوي 

على طاقمين كاملين، لكن أي شيء قد يحدث


فإذا كانت هناك تأخيرات غير متوقعة ، قد لا يتمكن تشن 

جيايو من العودة في الوقت المناسب ، وعلاوة على ذلك ، 

لم يكن هناك ضمان بأن فانغ هاو سيكمل السباق نفسه


لقد تدرب على مسافة 60 إلى 70 كيلومتر فقط من قبل ، 

ومع أن تلك الجلسة كانت ناجحة ، إلا أن السباق الحقيقي 

قصة مختلفة تمامًا ، 

يجب أن توازن سرعتك ، و تحافظ على الترطيب ، وتدير 

تغذيتك— كل تفصيل مهم ، 

خطأ صغير قد يقلب كل شيء ، 

لم يرغب أن تذهب متاعب تشن جيايو سدى


لكن تشن جيايو تجاهل الأمر وقال إن فان رولان مشغولة 

بالعمل ، وفانغ شنغجي في المملكة المتحدة ، 

و شخص ما يجب أن يكون عند خط النهاية من أجلك ، 

لذا من الطبيعي أن يكون موجود ، 

و حتى لو تأخر ساعة أو ساعتين ، فإنه سيصل في الوقت المناسب


و حجز تشن جيايو خصيصًا تذكرة درجة أولى لفانغ هاو على 

رحلة بكين-هونغ كونغ ، 

كان يعرف مدى تعب فانغ هاو مؤخرًا ، وهو يحشر مناوباته 

فقط ليأخذ يومين إضافية ، لذا على الأقل ، أراد أن يسافر 

براحة ويستريح أثناء الرحلة


و في الخامسة صباحًا ، قاد تشن جيايو السيارة إلى المطار


توجه لتسجيل الوصول بينما سار فانغ هاو عبر الأمن ،

من الناحية التقنية ، بإمكان فانغ هاو المغادرة بعد نصف 

ساعة — موعد تسجيل الرحلات الدولية قبل ساعتين من 

الإقلاع ، و قد أنهى مناوبته الليلية في اليوم السابق ،

لكنه أصر على الذهاب معًا ، لذا استقلا نفس السيارة


عندما حان وقت الصعود ، دخل فانغ هاو المقصورة برأس 

منخفض وسماعات أذن في أذنيه ، 

وقفت المضيفات عند المدخل ، يرحبن بكل راكب 

ويساعدنهم في إيجاد مقاعدهم ، 

وعندما رفع فانغ هاو رأسه ، فوجئ برؤية تشن جيايو واقفًا 

خارج قمرة القيادة ، مبتسمًا له


فانغ هاو قد سافر كثيرًا سابقاً —و يعرف أن الطيارين عادةً 

يكونون مشغولين بقوائم التحقق أو يبقون داخل قمرة 

القيادة أثناء الصعود ، التحية للركاب لم تكن جزءًا من عملهم ، 

{ مما يعني… أن تشن جيايو أنهى الفحوصات المسبقة قبل 

الرحلة مبكرًا وخرج عمدًا … 

و مستندًا على باب قمرة القيادة فقط لينتظرني }


وبسبب طوله ، اضطر للانحناء قليلًا وهو واقف هناك


الهواء في أكتوبر أصبح بارد ، ولم يعد يرتدي زي الصيف ذو 

الأكمام القصيرة — اليوم يرتدي الزي الكامل : قميص طويل 

الأكمام ، ربطة عنق ، وسترة


حينها أدرك فانغ هاو—أن هذه هي المرة الأولى التي يرى 

فيها تشن جيايو في وضع العمل الكامل —- و للحظة، وقف 

مذهولًا ، كأنه يرى شخصًا يفوق الواقع


ابتسم فانغ هاو ، وقبل أن تسأل المضيفة ، سلّم بطاقة 

الصعود لتشن جيايو مازحًا


المضيفة لم تفهم ماذا يحدث و عبست في حيرة 

{ كيف يمكن للكابتن أن يساعد الركاب في إيجاد 

مقاعدهم ؟ } و بسرعة مدّت يدها وقالت : “سيدي، دعني 

أرى بطاقة الصعود الخاصة بك "


لكن تشن جيايو لوّح لها بيده قائلاً : “ لا بأس ، إنه صديق ” 

ثم التفت إلى فانغ هاو: “ 7A — مقعد بجانب النافذة على اليسار…”


لا يزال فانغ هاو مبتسمًا من المرح، ورد قائلاً : “ شكرًا لك 

كابتن تشن "


اقترب تشن جيايو أكثر ، وما زالت بطاقة الصعود في يده ، 

وقال بصوت خافت لا يسمعه إلا هما الاثنين : 

“ حاول أن تنام قليلًا . لقد سهرّت كثيرًا الليلة الماضية .”


أجاب فانغ هاو بصوت خافت : “ مم ” 


هذا الاهتمام العفوي جعل جسده كله يشعر بالدفء ،

شعور النعاس الناتج عن خمس ساعات نوم فقط اختفى فجأة ، 

لكن بما أن الركاب الآخرين لا يزالون يصعدون ، لم يستطع قول المزيد


ذكره تشن جيايو أن ينتظر عند البوابة لبضع دقائق بعد 

الهبوط ، ثم عاد إلى قمرة القيادة


…….



بعد الهبوط اضطر تشن جيايو على الفور للتحضير لرحلة 

إلى سيدني مع نفس الطاقم والطائرة ، 

وخلال التوقف القصير لتزويد الوقود ، استغل الوقت للخروج من الطائرة


وكما توقع ، كان فانغ هاو ينتظر عند البوابة يحمل حقيبته ،

اندفع تشن جيايو نحوه بخطوات طويلة وسريعة ، وأمسكه 

في حضن مشدود وسط الزحام


همس بجانب أذن فانغ هاو: “ حظ سعيد حبيبي

سأراك عند خط النهاية ، يمكنك فعل ذلك .”


فانغ هاو اكتفى بالتمسك به بصمت …..

استغرق الأمر نحو عشر ثوانٍ جيدة حتى يتركه ، 

: “ أريد أن أقبلك الآن ، ماذا أفعل ؟”


ضحك تشن جيايو بخفة ، لقد خطر له نفس الفكرة ، 

لكن مع تواجد الناس حولهما ، وهو يرتدي زي الكابتن 

الكامل ، لم يكن الوقت أو المكان مناسبين ، 

لذا قبّل طرف اصبعه ثم لمس بها خد فانغ هاو : 

“ سأدين لك بذلك ! يمكنك استلامها عند خط النهاية .”



…..


تعلّقت هذه الكلمات بعقل فانغ هاو مثل تعويذة —— ، 

حتى عندما انطلقت صافرة البداية ——-


سباق الماراثون الفائق لمسافة مئة كيلومتر هو سباق 

استعد له فانغ هاو لمدة تسعة أشهر منذ يناير ،

على الرغم من أن جدوله كان يتعرض للتعطيل بسبب 

النوبات الليلية وساعات العمل الطويلة ، إلا أنه واصل 

التدريب والتزامه ، 

و عندما وقف على خط البداية ، شعر بالفعل وكأنه فاز 

بنصف المعركة


آخر رسالة في هاتفه من تشن جيايو — أرسلها من مطار 

سيدني قبل الإقلاع مباشرةً ،

بينما فانغ هاو يبدأ الركض ، كان تشن جيايو بالفعل في 

السماء ، و الرسالة ما قاله له دائمًا :

[ حظًا سعيد ، لكني أعلم أنك لا تحتاجه . 

يمكنك فعل ذلك ،، أحبك ،، أراك عند خط النهاية ]


تمكن فانغ هاو من الحفاظ على وتيرة ثابتة حتى علامة 

الـ50 كيلومتر ،

تحتوي سباقات الماراثون الفائقة على محطات إمداد بين 

الحين والآخر ، توفر المياه والإلكتروليتات ووجبات الطاقة ، 


قبل عامين ، لم يكن قادرًا على إنهاء سباق بكين لأنه لم 

يستطع الاحتفاظ بأي شيء في معدته


و الآن عند تجاوزه علامة الـ70 كيلومتر ، عاد الشعور نفسه يراوده ….. 

الأدرينالين يدفعه بشدة ؛ لم يشعر بالجوع—فقط حرارة 

تحترق في جسده كله ، وقلبه يركض كما لو أنه لن يتوقف أبدًا


الحرارة والرطوبة في هونغ كونغ جعلت الأمر أكثر صعوبة ،

لم يكن المكان مثالي لمثل هذا السباق


أجبر نفسه على التوقف عند محطة الإمداد التالية ، وابتلع 

قليلًا من لحم البقر المجفف وعبوتين من منتجات الطاقة


عندما بلغ فانغ هاو علامة الـ75 كيلومتر ، بدأ التعب 

الحقيقي يسيطر عليه …..


حتى هذه اللحظة ، لا يزال قادرًا على الاستمتاع بالمناظر ، 

الاستماع إلى الموسيقى في سماعاته ، وترك الوقت يمر ، 

كان يعلم أن قدرته البدنية تستطيع تحمّل المجهود ،

لكن الآن ، في هذه المرحلة الحرجة من السباق ، بدا كل 

كيلومتر ضعف الطول ، وكل خطوة شعر وكأنه يسحب أوزانًا من الحديد


شد على أسنانه وركز كل طاقته على دفع جسده لتجاوز الانزعاج ، 

بالنسبة لفانغ هاو ، فالركض دائمًا الرياضة الأكثر مللًا 

والأكثر إثارة في الوقت نفسه ، 

ملل ، لأنه مجرد إيقاع واحد يتكرر مرارًا — قدم يسار ، قدم 

يمين ، مئات الآلاف من الخطوات دون أي تغيير ،

لكن مثير ، لأنه يمنحه مساحة للتفكر بعمق ، 

بين الناس العاديين ، كان دومًا عدّاءً جيدًا ، 

في الجامعة تدرب على سباق 10,000 متر ، رغم أنه لم 

يصنع اسمًا لنفسه



ومع ذلك اكتشف من خلال ذلك سباقات الماراثون الفائق 

والركض لمسافات طويلة جدًا ، ومنذ ذلك الحين ، أصبح 

الركض أكثر من مجرد سرعة ، 

لم يعد مجرد اختبار للجسد — بل أصبح اختبار للعقل ، 

طريقة ليكون وحيدًا مع نفسه ، تعلّم كيف يدير الألم ، 

و كيف يتعامل مع الإرهاق ، والأهم من ذلك ، كيف يحافظ 

على هدوء ذهنه


عندما بلغ علامة الـ80 كيلومتر ، بدأ المطر يهطل —- 

أصبح الطريق زلق وصعب للركض ، شعر أن ساقيه ممتلئتين بالرصاص


في هذه اللحظة ، منح نفسه الإذن أخيرًا لفتح صندوق 

كنزه السري—الشيء الوحيد الذي احتفظ به حتى يحتاجه حقًا


أوقف الموسيقى ، وتوقف عن النظر إلى المناظر ، 

وبدلاً من ذلك بدأ في إعادة مشاهد السنة الماضية مع 

تشن جيايو —- لحظة بلحظة ، في ذهنه —- 


بدأ كل شيء بعجلة انفجرت في رحلة لخطوط KLM ،

في ذلك الوقت ، كان تشن جيايو يصرخ عليه باستمرار—

يتحدّى قراراته مرارًا وتكرارًا ، رغم أنه لم يعرف التفاصيل 

الكاملة للطوارئ ، كان يفعل ذلك لمصلحة رحلته ، لكن مع 

ذلك ، تصادم الاثنان بشدة ، 

ولكن عندما واجها بعضهما البعض أخيرًا ، اكتفى فانغ هاو 

بجملة واحدة لتراجع تشن جيايو —— و بهذه البساطة 

لقد عرف متى يتنازل— عرف كيف يحترم موقف الآخر ولم 

يضغط على الأمر أكثر من ذلك


لاحقًا في عشاء وداع لو يان ، جلس تشن جيايو بجانبه مباشرةً ، 

تلك الليلة ، وبعد بعض المشروبات ، كان تشن جيايو هو 

من أوصله إلى المنزل ،


تلك المرة الأولى التي تحدثا فيها فعليًا عن أيام الجامعة ، 

تذكر فانغ هاو أنه كان ثملاً أكثر من اللازم ، 

بينما تحدث تشن جيايو بصبر وكأنهما صديقان قديمان 

يتبادلان أطراف الحديث بعد غياب طويل


ثم—بعد ذلك—بدأ تشن جيايو يلاحقه بإصرار هادئ ، 

يطلب 17L كل يوم كما لو أنها جزء من مهمة رومانسية ما ،

كانت لعبة يلعبانها برغبة مشتركة ؛ أحدهما يدفع والآخر 

يسمح بحدوث ذلك —-

لم يدرك فانغ هاو في ذلك الوقت ، لكن عند النظر إلى 

الوراء ، كانت علاقتهما في تلك الفترة مليئة بالتوتر 

والغموض ، المزاح ، والمغازلة — على بعد نصف خطوة 

فقط من شيء أكثر جدية ،،،، 

ولكن عندما كان التوتر على وشك الانفجار ، أفسد سوء 

تفاهم أضواء الهبوط كل شيء ———-


لن ينسى فانغ هاو أبدًا كيف ابتعد تشن جيايو تلك الليلة 

الممطرة— و كيف نظر إليه من على بعد أمتار قليلة ، لكنه 

بدا وكأنه بعيد آلاف الأميال


لحسن الحظ وعده تشن جيايو لاحقًا : أن فانغ هاو لن 

يضطر أبدًا لرؤية ذلك النوع من النظرات على وجهه 

مجدداً ، ليس في هذه الحياة …


تجاوز فانغ هاو علامة الـ80 كيلومتر ، ثم الـ85 ،

وأثناء الركض ، استمر في تذكر تلك الحرب الباردة 

الغريبة التي مروا بها بعد حادثة أضواء الهبوط ،

لم يدرك فانغ هاو مقدار ما فقده حتى ضربه الفراغ ، 

عندها حاول بصدق إصلاح الأمور ، ورغم أن تشن جيايو كان 

أحيانًا بطيئًا في الفهم ، فقد أعاد بالمثل ، شارك مشاعره 

بشأن الهبوط الاضطراري في هونغ كونغ ، وفي تلك اللحظة ، 

وقع فانغ هاو في حبه بالكامل وبصدق …..


تذكر فانغ هاو كيف لمس تشن جيايو عينيه برفق ليلة عيد 

ميلاده… وتذكر عندما لم يستطع تشن جيايو النوم و جاء 

فانغ هاو على الفور لمشاهدة فيلم معه ،

تلك الليلة أحبًّا بعضهما البعض في الظلام ، متشابكين في 

ضباب من الدفء والأنفاس المتلاحقة ،


تذكر الليلة قبل الذكرى الثالثة للهبوط الاضطراري في هونغ كونغ ، 

عندما رفعه تشن جيايو على حافة خزانة العرض ، 

وهو يمسكه — وكيف انتهت تلك الليلة في فوضى متشابكة ومختلطة 


كان يحب كل شيء فيه — رقته ، شغفه ، حيويته الجامحة ، 

لمساته الصغيرة من المشاكسة التي حاول إخفاءها ، 

وحتى طفولته أحيانًا


و عند علامة الـ90 كيلومتر ، أخرج فانغ هاو هاتفه لإلقاء نظرة سريعة

وبالتأكيد وجد رسالة من تشن جيايو  : 

[ لقد هبطت للتو ،، أتابعك عبر الموقع الإلكتروني ،، 

استمر ]


بعد دقائق قليلة ، وصلته رسالة أخرى : [ أنا هنا ،، أنتظرك ]


جميع العدائين يرتدون شرائح رقمية تتعقب موقعهم في 

الوقت الفعلي ، و بإمكان الأصدقاء أو العائلة متابعتهم عبر 

أرقامهم ، يعرف فانغ هاو أن تشن جيايو قد تحقق من 

الموقع لحظة هبوطه ، حتى قبل أن يتوجه نحوه


كان لدى فانغ هاو وقت لقراءة الرسائل ، لكنه لم يجد طاقة للرد


و في هذه المرحلة ، كل خطوة كانت ترسل ألمًا حادًا في 

باطن قدميه ، وعضلاته تصرخ من الإرهاق ، 

جسده تجاوز الحد الأقصى ، والحفاظ على وتيرته فقط كان 

أصعب بمئة مرة من قبل


ثم استرجع فانغ هاو كل ما حدث بعد رأس السنة—التوتر 

الذي حمله تشن جيايو منذ الهبوط الاضطراري في هونغ كونغ ، 

والأشياء التي أخفاها عن فانغ هاو ، بدأوا يتشاجرون ، 

وابتعدوا عن بعضهم البعض ، وعندما وقع الحادث الثاني 

مع الرحلة 1713، فُتحت الجروح التي ظنوا أنها شُفيت


ولكن حتى في أدنى مستوياته — عندما كان الألم في أقصى 

حده وكل شيء بدا ميؤوسًا منه— لم يخطر في بال فانغ هاو 

مرة واحدة فكرة الانفصال ،

لم يخطر بباله ذلك حتى عندما سألَه تشن جيايو ذلك 

السؤال ، —— ، فكرة إنهاء العلاقة لم تتسلل إلى ذهنه أبدًا 


لم يجرؤ فانغ هاو على طرح السؤال مجدداً إلا بعد شهور ، 

بعد أن هدأت الأمور ، وأعاد السؤال إلى تشن جيايو :

“ هل فكرت يومًا في إنهاء الأمور ؟”


أجاب تشن جيايو : “ لم أفكر أبدًا في ذلك—لم أكن لأتركك أبدًا ،، 

لكنني فكرت… إذا كانت هناك أدنى فرصة أن تفكر أنت بطرحه…”


تذكر فانغ هاو بوضوح كيف ارتعشت كلمات تشن جيايو في تلك اللحظة


تابع جيايو : “ أعتقد أنني كنت سأشعر بخيبة أمل شديدة .. 

لكن يوجد شعور آخر— كأن هذه الحكاية الخيالية لم تكن حقيقية أبدًا ، و كأن القدر سيأخذك مني دائماً ، 

لو سألتني أنك تريد الانفصال سأوافق و لكن سأندم ، 

لأني في النهاية... لم أكن أستحقك."


حينها احمّرت عينا فانغ هاو بالدموع ، 

وتعثرت كلماته في سرعة رده : " بل أنت تستحق يا تشن 

جيايو … أنت تستحق ... حتى لو كنت أنا - وأنا لا أقول إني 

رغبت في الانفصال ولا مرة - لكن حتى لو لم أكن أنا ، 

فأنت مع ذلك تستحق كل شيء "


كان فانغ هاو دائما يملك إيمانا بكثير من الأشياء ، 

بينما تشن جيايو قليل الإيمان ، 

فمنحه فانغ هاو كل ما عنده من إيمان ،


وحيث كان فانغ هاو يفتقد الرومانسية والاندفاع ، 

عوض تشن جيايو عن ذلك ويصب في علاقتهما دون تحفظ ،


و بالنظر إلى الوراء ، شعر فانغ هاو أنه في كل لحظة من 

قصتهما—من لحظة لقائهما، إلى فهم بعضهما ، 

إلى كونهما معًا فعليًا—قدّم كل منهما التنازلات ، 

و بذلا الجهد معًا ،

لم يعطِي أحد أقل من اللازم ، ولم يعطِي أحد أكثر من اللازم ، 

كان الأمر كما لو أنهما بدآ المشي معصوبي العينين من 

طرفي جسر ، ليلتقيان تمامًا في المنتصف — 

و كلمة واحدة تصف ذلك : التناسب — هذا هو شعور ' المثالي تماماً '


والآن ، في هذه اللحظة ، فانغ هاو يركض بلا كلل على طريق 

مجهول في جزيرة هونغ كونغ— واحد من بين أكثر من ألف 

مشارك في السباق 

و من الأعلى ، فانغ مجرد نقطة سوداء صغيرة تتحرك ببطء 

ولكن بثبات إلى الأمام


وفي مكان ما في السماء أعلاه ، و بينما كان عند خط 

الانطلاق ، كان تشن جيايو قد حلّق بالفعل ، يقود طائرته من 

نوع إيرباص ، ويمر عبر إجراءات لا تحصى ، 

و من يدري فوق أي بحار أو جزر يحلق ؟


لكن كلما اقترب فانغ هاو من خط النهاية ، كلما شعر أنه 

يركض أبعد— وأن تشن جيايو كان قريبًا أيضًا


الحياة طويلة ، لكنها تُعاش يومًا بيوم ، 

تمامًا مثل سباق 100 كيلومتر يُقطع خطوة خطوة ،


و عند علامة الكيلومتر 95 —- مع بقاء ثلاثين دقيقة فقط 

قبل النهاية ، جسده مخدرًا ومتصلب وثقيل ، 

وكل خطوة آلية ،

لكن قلبه لم يشعر أبدًا بخفة كهذه ،

كان يعلم أن تشن جيايو سيكون في انتظاره في خط النهاية


ومع اجتيازه الخمسة كيلومترات الأخيرة وسط المطر 

والضباب ، شعر وكأنه يركض عبر كل ذكرياتهما المشتركة—

ويمكنه بالفعل تقريبًا رؤية وجهه ، تلك العيون ثابتة عليه بثبات


ويعلم فانغ هاو أيضًا أن بعض الأشياء في هذا العالم لن تتغير أبدًا ...


يتبع


( صندوق كنز فانغ هاو في النص الأصلي اللفظ هو 月光宝盒 يعني صندوق كنز ضوء القمر ، 

وهو إشارة إلى صندوق كنز يسافر عبر الزمن من فيلم 

الكوميديا الكلاسيكي الصيني A Chinese Odyssey Part One: Pandora’s Box.

جملة 'ضوء القمر الأبيض' في الثقافة الصينية يعني 

الشخص المثالي الموجود في الذاكرة والقلب بشكل مستمر

ماتقدر تنساه او تتخطاه —- )


وقت المشي —- الناس تتسمع أغاني او تفكر في أي شيء

عشان يعدّي الوقت وينجز ،،،

فانغ بعد هالمسافات الي عداها قرر يفتح صندوق كنزه ' جيايو'

يعني يشغل نفسه بتفكيره فيه عشان يوصل للنهايه


تم تحديث الـ ch78 لقيت الصورة الأولى في هدية فانغ لـ جيايو  : 




  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي