Ch32 SBS
بسبب تلك الجمل القليلة من باي يو—ولأنه اشترى له
تاكوياكي عند خروجهما من القاعة—عاد مزاج يي شي إلى
حالته الجيدة بسرعة ،
لم يملك خيارًا — لم تكن لديه أي مبادئ حين يتعلق الأمر
بباي يو — وأيضاً التاكوياكي كان لذيذًا بحق ،
أدخل قطعة أخرى في فمه ،
كانت الأخبار مؤخرًا تتحدث عن مطاعم قدمت أخطبوطًا
أزرق الحلقة بالخطأ ،
لي روي —- الذي يهوّل كل شيء — ، ظل يثرثر بأن
التاكوياكي خطير ، مما منعه من التسلل لشرائه —
لكن من الواضح أن باي يو — يملك عقلًا منطقيًا ويعرف أن
لا ذنب للتاكوياكي في شيء
شعر يي شي بالرضا الشديد —-
حمل صندوق الورق الصغير وسار إلى جانب باي يو في
شارع المدرسة ،
الرياح تضرب وجهه ، لكنه لم يشعر بالبرد
في مهرجان الثقافة هذا العام ، إلى جانب الصالة الرياضية
وقاعة المسرح ، تم استخدام بعض الزوايا الخارجية المظللة أيضًا
و كل بضع خطوات ، توجد خيمة تحمل اسم فصل مختلف
— منهم من يبيع الأودين،
وأخرى يقدمون تجارب ارتداء الهانفو ،
وثالث يعرضون مسرح خيال الظل ،
توقف باي يو عند كشك لعبة التصويب ،
ولعب بضع جولات ،
وفاز في النهاية بأرنب صغير محشو ليي شي ،
أمسكه يي شي بيديه ،
وفكر في ميدالية الدب التي أهداها له باي يو العام الماضي ،
لطالما بدا أن باي يو يحب أن يهديه ألعابًا محشوة ولطيفة ،
فنظر إليه يي شي بنظرة حائرة قليلًا
{ أنا أحب كل ما يعطيني إياه باي يو…
لكن عمري سيتجاوز الثامنة عشرة قريبًا —
لقد تخطيت سن النوم مع دمى محشوة منذ زمن }
كان يفكر في هذا حينها نطق شخص ما قريب منه بصوت
عالٍ بما يشبه أفكاره :
“ يان جيانغباي هل جننت ؟
لستُ طفلًا في الثالثة !
لماذا أحتاج إلى هذه الوسادة الدلفين ؟”
أومأ يي شي رأسه موافقًا في صمت
{ نعم، صحيح } —مع أنه لم يجرؤ على قول هذا لباي يو
: “ سأكون أكثر سعادة لو أعطيتني سبيكة ذهب ،
بصراحة أنا من النوع الذي يحب المال .”
{ مهلًا ، لا— } كان يي شي على وشك الإيماء موافقًا مجددًا ، لكنه توقف
{ هذا لا ينطبق عليّ !
أنا فعلاً أميل إلى الدلال قليلًا ، لكنني لست محبًا للمال }
ومع ذلك… مالّ برأسه بفضول ،
راغبًا في رؤية هذا الشخص ذو الروح المتشابهة ،
لكن ما إن نظر ، حتى التقت عيناه بتلك العيون الحادة لوجه
مألوف—رئيس مجلس الطلبة الحالي ، يان جيانغباي الذي
مرّ على الكشك سابقًا اليوم
عرفه يي شي فورًا { آه-هو إذاً }
وبالطبع كان يقف أمامه تاو تشي — الشاب ذو الجاكيت
الأبيض الذي أشار إليه لي روي سابقًا — ذقن حاد ،
و عينان مرفوعتان بجمَال ملامح ثعلب
ربما لأن نظرات يي شي أثناء متابعة النميمة كانت مكثّفة جدًا ،
فقد لاحظه الاثنان خارج الخيمة في اللحظة نفسها ——
وانتقلت أعينهما إليه فورًا وبشكل متزامن
في هذه اللحظة ، رفع باي يو ستارة الخيمة وخرج قائلًا :
“ يي شي لنذهب…”
فجذب انتباههما فورًا ——
{ حسنًا، الآن أصبح الموقف محرجًا للغاية }
ثماني عيون تلاقت —-
رئيس مجلس الطلبة السابق والحالي التقيا أمام كشك
صغير في المدرسة
كلاهما كانا يومًا ما من أبرز الشخصيات في المدرسة
لكن الآن… أحدهما كان يحمل حقيبة يي شي الجانبية على كتفه ،
والآخر يمسك كأس تاو تشي المعدني ، إضافةً إلى دمية دلفين محشوة ،
وأعطيا معًا إيحاء غريبًا بكونهما رجال عائلة محترمين ~
ساد الهواء سكون طفيف
يان جيانغباي هو أول من أومأ برأسه : “ مرحبًا سينباي "
فقد عملا معًا سابقًا في مجلس الطلبة ،
لذا كان هناك نوع من الألفة بينهما
بعد بضع دقائق ، وجد الأربعة كشكًا صغيرًا يبيع أودين ولحمًا مطهوًا ،
فجلسوا تحت مظلة شمسية نصبها البائع ،
وبما أنهم على الأقل يعرفون بعضهم، فإن المغادرة دون
قول شيء بدت باردة جدًا
وفوق ذلك ، كان يي شي جائع ، لذا اقترح باي يو تناول شيء
سريع في الطريق
نظر يان جيانغباي إلى باي يو بنظرة غريبة بينما — الأخر
يمسح الملعقة بعناية ثم قدمها إلى يي شي
لم يكن لدى يان جيانغباي أي سجل لهذا الشخص في
قاعدة بياناته الذهنية
كان يعرف جيدًا دائرة باي يو الاجتماعية ،
فمن خلال عملهما السابق ، كان على علم بمن يتعامل معه عادةً
لكنه … لم يرَى يي شي مِن قبل مطلقًا
فسأل :
“ سينباي… من هذا ؟”
شد باي يو شفتيه قليلًا —- لطالما كان يقول للآخرين إن يي شي هو أخوه الصغير ،
لكن قول ذلك أمام طالب أصغر منه بمنزلة ' سابق في
الإدارة ' بدا متكلّفًا بعض الشيء
فأعاده مجبرًا إلى صلة تشنغ يانغ
: “ إنه الأخ الأصغر لتشنغ يانغ.” رد باي يو بنبرة عابرة ،
لكنه شدّد بشكل ملحوظ :
“ أعرفه منذ كنا صغارًا ،
لكن… في المدرسة لأننا من مرحلتين مختلفين ، نادرًا رأيته يأتي إليّ "
في الحقيقة ، نادرًا جدًا جاء يي شي إليه بمحض إرادته ،
و تذكراً بهذا ، خفتت ابتسامة باي يو قليلًا
لكن يان جيانغباي لم يكن من النوع الذي يتدخل كثيرًا ،
شعر بأن قصة باي يو فيها ثقوب من كل الاتجاهات ،
لكنه اكتفى بإيماءة غير مبالية ،
ثم نظر نحو تاو تشي بجانبه —
منذ جلوسهم ، لم ينطق تاو تشي بكلمة واحدة ،
وظل يأكل الأودين ورأسه منخفض ،
وكأنه لا يريد أي علاقة بالمحادثة الدائرة ،
و لسبب ما، أثار هذا استياءه ،
فأخذ زمام المبادرة ليعرّفه :
“ هذا تاو تشي —- في نفس صفي ،
قد لا تعرفه بما أنني لم أقترب منه إلا هذا العام .”
كانت مقدمة رسمية جدًا… ودقيقة جدًا
لكن تاو تشي ضحك ضحكة باردة
تلألأت عينا باي يو قليلًا
لم يكن غبيًا—فقد أدرك فورًا أن هناك أمرًا غير طبيعي بين الاثنين ،
لكن لم يظهر ذلك على وجهه ، بل ابتسم بأدب وقال لتاو تشي :
“ تشرفت بلقائك "
أما يي شي —- فكان ينظر إلى تاو تشي بفضول ظاهر
لم يحصل على فرصة لرؤيته عن قرب سابقًا ،
ولم يلاحظ الأمور جيدًا ، لكن الآن فقط انتبه — تاو تشي كان
وسيماً للغاية
بشرة بيضاء ، ملامح دقيقة ،
وهالة جذابة هادئة مشوبة بالإغراء ،
يجلس بجانب يان جيانغباي وهو عابس ،
لا يتحدث مطلقًا ، بالكاد يلمس طعامه ،
لكن الجمال هو الجمال—وحتى غضبه زاده جمالًا …
فكر يي شي بذلك وهو يضع قطعة من اللحم المطهو في
فمه—ليحترق بعدها بثانية ، ملوّيًا وجهه من الألم
وبعد أن انتهوا من الأكل ، لم يبقَى ما يُقال ، فتفرق الجميع
يان جيانغباي وتاو تشي ذهبا إلى المكتبة ،
بينما أراد يي شي التجوّل قليلًا في السوق
فانفصل الأربعة عن بعضهم
راقب يي شي يان جيانغباي وتاو تشي يمشيان جنبًا إلى جنب ،
ورغم أن تاو تشي بدا منزعجًا ، إلا أنه أخذ دمية الدلفين
الصغيرة التي فاز بها جيانغباي من أجله ،
وبفضل تلميحات لي روي في وقت سابق ،
حصل يي شي على إلهام مفاجئ ،
وحدّته الإدراكية جعلته يرى الأمر فورًا — { هذان الاثنان
بوضوح… ثنائي
حتى لو كانا في وسط شجار عشّاق ،
فالجو بينهما ما زال لزجًا … وحلوًا …
يا للروعة }
كاد يي شي يتحول إلى ليمونة من الغيرة —
{ إنه الشتاء ، ومع ذلك بدا أن الجميع يعيش قصة حب ملتهبة
أما العُزّاب… فهل لم يعد لنا أي مساحة للعيش ؟ }
نظر بحزن إلى باي يو بجانبه
لكن باي يو لم يفهم تلميحه مطلقًا وسأل بصوت منخفض:
“ ما الأمر ؟
هل ما زلت تشعر بالحرارة ؟”
{ يا له من أبله كبير } فكر يي شي بوقاحة
لقد أصبح أكثر جرأة بعد أن قضى وقتًا أطول مع باي يو،
وبدأ حتى يشتمه في سره
لكن رغم كل تذمره… بعد أن سارا قليلًا ،
جذب يي شي طرف كمّ باي يو برفق ،
وسأله :
“ باي غا يوجد حفلة نار مخيّم الليلة ، مخصصة لطلاب
السنة الثالثة فقط ،
قالوا إنها لرفع المعنويات ،
هل تستطيع البقاء أيضًا ؟”
رفع عينيه نحو باي يو
وبالطبع ، كان باي يو على علم بالمناسبة ،
فقد صادف أحد المعلمين عند وصوله ودُعي —باعتباره
خريجًا— للمشاركة
ولو أراد، كان بإمكانه حتى إلقاء كلمة للطلاب الأصغر سنًا
لكنه رفض
لكن أمام دعوة يي شي… لم يتردد لحظة
“ بالطبع أستطيع "
——-
عند الساعة السابعة مساءً ،
وصل باي يو ويي شي معًا إلى ساحة المدرسة ،
شعلة النار في وسط الملعب قد أُضرمت للتو ،
ولمخاوف تتعلق بالسلامة ، لم تكن النار كبيرة ،
بل محاطة بإجراءات صارمة — رمزية أكثر ،
لكنها تلقي ضوءًا دافئًا في ليل الشتاء القاتم ،
لكن هذا لم يقلل من حماس الطلاب ،
وبالقرب منهم ، بعض أولياء الأمور الذين بقوا يلتقطون الصور
توجه يي شي إلى نقطة التوزيع وتسلّم فانوسًا على شكل
بيت ثلجي صغير ، ومعه ورقة صغيرة وقلم
كل طالب في السنة النهائية يحصل على واحد
الهدف من هذا الحدث هو كتابة الطلاب لأمنياتهم
المستقبلية وللجامعة التي يحلمون بها ،
ثم وضعها داخل الفانوس ،
ووضع الفوانيس على رفّ متعدد الطبقات أعدّته المدرسة خصيصًا
بعد امتحانات القبول الجامعي ، وفي صيف الثانوية الأخير ،
الطلاب سيستعيدون فوانيسهم ليروا إن كانت أمنياتهم قد تحققت ،
لكن يي شي وهو يمسك القلم ، بدا عليه التردد
فحتى هذه اللحظة… لم يكن لديه أي جامعة أحلام ،
ولم يكن يعرف حتى ما التخصص الذي يريد دراسته
سأله باي يو وقد لاحظ تعبيره ، وكأنه خمن السبب :
“ ما الأمر ؟ لا تعرف ماذا تكتب ؟”
أومأ يي شي، وبدا حزينًا قليلًا : “ مم ،،
أنا حتى لا أعرف أي جامعة أستطيع دخولها …
الخيارات قليلة أصلًا .”
ورغم أنه بفضل تدريس باي يو له، أصبح بالكاد فوق خط
القبول الجامعي، إلا أن خياراته ما زالت محدودة جدًا
ابتسم باي يو :
“ صحيح… هذا يسبب بعض المشاكل "
ثم جرّ يي شي جانبًا حتى لا يعيقا الآخرين عند منصة التوزيع
أخذ الورقة الوردية من يده—فارغة تمامًا
وقال:
“ في الحقيقة ، أنا رتبت لك بعض الخيارات من قبل ،
لا يزال يوجد عدد من الجامعات الجيدة ،
مثل معهد تشن هوا التقني — معدل قبوله للفرع الإنساني ليس عاليًا .
أو جامعة جيانغ يان للمعلمين—أقسامها الإنسانية ممتازة ،
والمرافق فيها جيدة… على الأقل سكن الطلبة محترم .”
لم يخطط لملف تقديمه الجامعي بهذا القدر من الدقة
عندما كان في الثانوية ،
ومع ذلك ، وبينما يركض طوال اليوم مهتمًا بشؤون
الجامعة ، كان يعود للمنزل ويبحث عن جامعات مناسبة لِيي شي
ثم سأله :
“ ماذا عنك… هل لديك أي تفضيل أو فكرة ؟”
تجمّد يي شي في مكانه —-
لم يتوقع أبدًا أن باي يو كان يخطط لأجله
نظر إلى باي يو… ولم يعرف ما يقول
لطالما اعتقد أن لا أحد يهتم أي جامعة سيدخلها—حتى هو
نفسه لم يكن يهتم
ولم يخبر أحد — ولا حتى لي روي يعرف تمامًا — أن حلم
حياته كان أن يشتري بيتًا صغيرًا في هولندا ،
يُفضّل أن يكون أمامه طواحين هواء … ويقضي أيامه بلا
عمل ، و ربما مع كلب لطيف يمشي معه ،
لم تكن لديه أي طموحات عظيمة — كل ما أراده هو قراءة
المانهوا والروايات بسلام … دون إزعاج
حياة هادئة ، بلا صخب ، لا يزعج فيها أحدًا ولا يزعجه أحد
لكنه لم يتوقع… أن باي يو سيكون مهتمًا
مهتمًا حقًا أي جامعة سيدخل
ومهتمًا لدرجة أنه خطط له بكل جدية—مثل والد
كان يقلق بشأن المرافق الجانبية و
يقلق إن كان سيعيش مرتاحًا هناك ،
فشعر يي شي بأن حلقه يضيق
كان ينوي أن يقول لباي يو:
لماذا لا نكتب أي شيء فقط ؟
أنا لن اذهب حتى… سأرحل بعيدًا ، وأترك كل هذا وراء ظهري
لكن وهو ينظر إلى باي يو… لم يستطع أن يقول ذلك
كان باي يو ما يزال ينظر إلى الورقة الفارغة وقال له:
“ هل تريد البقاء قريبًا من المنزل ؟
في الحقيقة… أنا أظن إن البقاء هنا في مدينتنا خيار لطيف…”
وهذا بالضبط… ما كان يريد قوله حقًا
لم يكن يرغب أن يبتعد عنه يي شي
لكن قبل أن يتمكن باي يو من إنهاء كلامه أو عرض كل
الأسباب التي أعدّها ليقنع يي شي—
رآه يي شي يومئ برفق
قالها يي شي بصوت خافت : “ مم،
أريد أن أبقى في هذه المدينة أيضًا "
نظر إلى باي يو… وفجأة ،
أصبحت فيلّته الهولندية وطواحين الهواء حلمًا ضبابيًا بعيدًا ،
كل الأشياء التي أراد الهرب منها يومًا…
باتت خفيفة لا وزن لها ،
ثم نظر مباشرةً في عيني باي يو وقال ، كلمةً كلمة :
“ أريد… أن أبقى في مكان قريب منك ،
عندما أدخل الجامعة ، أريد أن أستطيع أن آتي لرؤيتك بين المحاضرات...”
ثم سأل بصوت صغير ومرتجف قليلًا ، رغم يقينه من الإجابة :
“ هل أستطيع باي غا ؟”
باي يو لم يكن يتوقع جوابًا كهذا —-
من حولهما ،
الطلاب يضحكون ويتحدثون ،
وتحت سماء ليلة شتوية ليست باردة جدًا ،
كان صوت الحطب يتشقق داخل النار الهادئة ،
بعض الطلاب وضعوا بالفعل فوانيسهم على الرف ،
وهم ينادون بأصوات مرتفعة بأسماء الجامعات التي يحلمون بها
أجاب باي يو : “ بالطبع تستطيع ...”
عكس ضوء النار في عينيه شعلة صغيرة بدت وكأنها
اشتعلت داخله أيضًا :
“ قلت لك—متى ما رغبت برؤيتي ، تستطيع دائمًا أن تأتي "
كتب يي شي على الورقة الوردية :
[ معهد تشانغ هوان للّغات
قسم التاريخ ]
لقد اختار التخصص بنفسه ، و تمتم قائلًا :
“ التاريخ هو الشيء الوحيد الذي ابرع به قليلًا… سأدرسه ،
على الأقل لن يجعلني أصلع "
ضحك باي يو و مشى معه ليضعا الفانوس الأبيض الصغير على الرف
وما إن ضغطا على الزر أسفله ، حتى أضاءت الشمعة الإلكترونية فيه
وقف الفانوس بثبات ، وبدا من بعيد وكأنه أمنية متوهّجة
أمنية شاب في الثامنة عشرة—مشعة كالنار وسط الجليد والثلج
باي يو:
“ في العطلة الشتوية يجب عليّ حضور معسكر دراسي ،
وبعدها سأذهب مع عائلتي إلى هولندا ،
ربما لن يكون لدينا وقت كثير لنلتقي .”
كان يي شي قد سمعه يذكر ذلك من قبل ،
ورغم خيبة الأمل التي شعر بها ،
إلا أنه تفهّم تمامًا :
“ لا بأس…”
لكن قبل أن يكمل ، تابع باي يو قائلاً :
“ سأحاول العودة باكرًا ،
قبل أن تنتهي عطلتك الشتوية…
وقبل أن ينتهي يوم ميلادي "
التفت إليه
وفي هذه الليلة الشتوية المظلمة ،
جعل ضوء الفوانيس الخافت ملامحه تبدو أكثر رقّة ،
رموشه طويلة وثقيلة ،
يمكن رؤية كل شعرة بوضوح ،
: “ إن عدتُ في الوقت المناسب…
اقضِي يوم ميلادي معي يي شي "
يوم ميلاد باي يو هو 28 فبراير— يوم واحد فقط يفصله عن
أن يكون مناسبة تأتي مرة كل أربع سنوات
شعر يي شي بالدهشة للحظة ، ثم أدرك المعنى …
وامتلأ قلبه بالسعادة —-
“ حسنًا…” أجاب بصوت خافت
طرف أنفه أحمر من البرد ،
ينظر إلى باي يو وهو يبتسم … ابتسامة بلهاء لا يستطيع كبحها ،
————
ليس بعيدًا عنهما—
كان تشنغ يانغ يضع فانوسه على أحد الرفوف —
وبما أنه قد ضمن مقعده الجامعي مسبقًا ،
فلم يكن لديه ما يكتبه حقًا ،
لذا اكتفى بملء الفراغ بشكل روتيني
وبعد أن وضع فانوسه ، بدأ ينظر في أنحاء الساحة باحثًا عن
يي شي راغبًا في الاطمئنان على مستقبل أخيه الصغير
ولحسن الحظ ، مع أن المكان يعج بالناس ،
والفوضى تعمّ ، والطلاب يركضون ككلاب حرّة …
إلا أنه استطاع أن يعثر على هدفه بسرعة ،
كان يي شي يقف أمام رف آخر ، وباي يو واقف إلى جواره تمامًا
تنفّس تشنغ يانغ الصعداء ، وسار بخطوات مريحة باتجاههما
لكن ما إن قطع بضع خطوات فقط—حتى رأى باي يو
يمسك بيد يي شي، وهما يعلّقان الفانوس الثلجي عاليًا… معًا
وبعد لحظات ، وبينما يتحدثان ، اصطدم أحد الطلاب بِيِي شي دون قصد
و على الفور ، مدّ باي يو ذراعيه ليحميه —
ووضع يده على ظهر يي شي وربّت عليه بخفة ،
كأنه يهدّئ طفلًا صغيرًا ،
حتى بعد أن اعتذر الطالب وغادر ، لم يبعد باي يو يده
ظل ممسكًا بِيِي شي،
والاثنان واقفان بجانب الرف يتحدثان بقرب واضح
عندها…
توقّف تشنغ يانغ عن المشي تمامًا —
لا يرى وجه يي شي من زاويته ، لكن بفضل كل تلك
الفوانيس المضيئة على الرف—كان يرى وجه باي يو بوضوح شديد
رأى ابتسامته —-
ورأى تلك النظرة الهادئة الدافئة ، التي تشبه الماء… بينما
ينظر إلى يي شي
كان من النادر جدًا أن يرى تشنغ يانغ ابتسامة كهذه على وجه باي يو
لقد عرفه عمرًا —
نشآ معًا ، وتشاجرا معًا ، وكانا قادرين على قراءة أفكار
بعضهما بنظرة واحدة
… وفي اللحظة التالية…
رفع باي يو رأسه فجأة ،
والتقت عيناه بعيني تشنغ يانغ وسط الحشود ——
وعندما رأى باي يو تشنغ يانغ، اختفت ابتسامته للحظة قصيرة —
لحظة واحدة فقط.
لكنه لم يتحرك —-
و لم يبعد يده عن يي شي ،
بل استمر في احتضانه أمام عيني تشنغ يانغ مباشرةً—
وكأنه يحتضن عالمه كله ….
يتبع
تم ترجمة هذا الفصل بواسطة : رور
التدقيق : erenyibo
erenyibo : يوم ميلاد باي يو هو 28 فبراير— يوم واحد فقط يفصله عن
أن يكون مناسبة تأتي مرة كل أربع سنوات
( يوم واحد فقط يفصله عن أن يكون مناسبة تأتي مرة كل أربع سنوات ) الكاتبة تقصد : إنه لو انولد في يوم 29 فبراير
كان بيصير يحتفل كل اربعه سنوات
لانه يوم 29 فبراير تاريخ يتكرر كل اربعه سنوات ،
استخدمت الوصف لتمييز شخصية باي يو
إنه شخص مميز — يكون وجوده في حياتك كـ ' يوم 28 فبراير' – قريب جدًا من أن يكون معجزة ' 29 فبراير '
محظوظ في توقيته ، يجعل كل لحظة تقضيها معه تشعر
بأنها ثمينة ولا تتكرر ،
كيف بالله الشرح ؟ بدعّت ؟
غصب —- مافيها ون تو أصلاً

تعليقات: (0) إضافة تعليق