Ch33 SBS
حين اندفع تشنغ يانغ غاضبًا نحوهما ، كان يي شي ما يزال
غارقًا في دوامة من الارتباك ،
فقبل لحظات فقط قد اصطدم بأحد الطلاب فسقط داخل
ذراعي باي يو ،
كان قلبه يخفق بجنون ، فانتهز الفرصة ليتدلّل قليلًا—فكل
فرصة تتيح له الاستفادة من الموقف كانت ثمينة
لكن قبل أن يقرر ما إذا كان عليه أن ' يتظاهر ' بالاحتكاك
بعنق باي يو—
سُحب بقوة مفاجئة من أحضان باي يو —-
يي شي { من ذا الذي يجرؤ على هذه الوقاحة ؟! }
و استدار عابسًا — ورغم أنه لم يتفاجأ تمامًا عندما رأى وجه
تشنغ يانغ
{ … كنت أعرف ذلك ….
من غيره سيكون بهذه الوقاحة —يتعمد إفساد لحظة
رومانسية وسط حفلة نيران
وتصوير تذكاري مع الأصدقاء ؟ }
عقد ذراعيه أمام صدره ،
فاختفى تمامًا ذلك التعبير الرقيق المفعم بالحب الذي قد
أظهره قبل قليل أمام باي يو ،
ذلك الخفقان ، تلك النبضات المتسارعة —
تلاشت بمجرد أن رأى وجه تشنغ يانغ ——
قال له: “ هل لديك مشكلة ؟”
لم يكن تشنغ يانغ قادرًا حتى على شرح سبب اندفاعه ،
كل ما كان يعرفه أنه تصرف بدافع غريزة بحتة ،
لو ترك باي يو ويي شي يعانقان بعضهما أكثر ،
لكان سيحدث شيء سيئ بالتأكيد ،
لكن بالطبع ، لم يكن هذا سببًا يمكنه قوله بصوت مسموع
نظر إلى باي يو بنظرة جانبية ،
أما باي يو — فلم يكن سعيدًا بكونه دُفع فجأة ،
لكنه حافظ على هدوئه تحت نظرات تشنغ يانغ ،
وقف بثبات قرب يي شي،
بل وألقى على تشنغ يانغ ابتسامة صغيرة
وهذا تحديدًا ما زاد غضب تشنغ يانغ ——-
فقال بصوت منخفض ، لا هو غاضب ولا صاخب ،
بل كئيب ومكتوم :
“ اثنان من الفتية يعانقان هكذا—كيف يبدو هذا ؟”
كان صوته أقرب إلى شخص يفتعل شجارًا لمجرّد أنه مرّ بالمكان
حدّق في يي شي قائلًا :
“ أمام الجميع حاول أن تضبط نفسك .”
يي شي في هذه اللحظة كان يتمنى أن يحطّم فانوسًا فوق رأسه
{ لو استمر تشنغ يانغ على هذا المنوال، لبدأت أشك بأن
لديه مشاعر تجاه باي يو! }
لكن سوء علاقتهما أمر قديم
ومهما كان الأمر مزعجًا ،
فلم يكن تشنغ يانغ مخطئًا تمامًا—فإحداث فوضى أمام
الجميع سيكون كارثة
لذا أخذ يي شي نفسًا عميقًا ،
وكبح رغبته في لكم شقيقه في وجهه ،
و قال : “ لا تتدخل فيما لا يعنيك ،،
وما المشكلة في أن يعانق فتيان بعضهم ؟
المكان كله مليء بالعناق ،
أم أنك ما زلت عالقًا في عصور الظلام ؟”
رفع ذقنه وهو ينوي أن يُري تشنغ يانغ صخب الفتيان حولهم ولهوهم
لكن عيناه وقعتا صدفة على—
لي روي وهو يتشبّث بشينغ يوهي ——
كان الاثنان بارزين تمامًا وسط الحشود ——
شينغ يوهي طويل القامة ، وكان يتلقى عناقًا قسريًا
من لي روي الذي بدا كأنه يرغب في تقبيله فعلًا ~ ——
شينغ يوهي —- ظهر عليه الانزعاج الشديد ،
عقد حاجبيه محاولًا التراجع —
أما لي روي فكان يبدو في غاية الرضا ،
بل إنه وقف على أطراف أصابعه مقلّدًا حركة قبلة ،
مما أرعب شينغ يوهي ودفعه إلى التراجع خطوة كبيرة —-
يي شي: “……”
فجأة، تلاشت مصداقية مثاله تمامًا ،
أدار وجهه سريعًا ، وسعل بخفة ،
وتظاهر وكأنه لم يرى شيئًا على الإطلاق ،
أما تشنغ يانغ — ، فكان ينظر بين لي روي وشينغ يوهي وباي يو
وقد غرق في حيرة عميقة
كان يبدو مضطربًا—قريبًا من الانهيار
{ لا يعقل…
هل يوجد كل هذا العدد من المثليين في العالم ؟
أم أنّ هذا… هو أسلوب الفتيان في
التعبير عن المودة هذه الأيام ؟ }
كان تشنغ يانغ تائهًا تمامًا
—-
لم يرغب يي شي في التعامل مع تشنغ يانغ بعد الآن،
لكن الأخر التصق به كالظل،
رافضًا الابتعاد عن جانبه وجانب باي يو ——
فلم يجد يي شي خيارًا سوى سحب الاثنين معه للّحاق بلي روي
وبحلول ذلك الوقت ، كان الجميع قد وضعوا فوانيسهم ،
وبدأت الفعالية تقترب من نهايتها
العميد يلقي خطابًا حماسيًا من فوق المنصة ،
تجمع الطلاب حول نيران المخيم ،
يحتسون أكواب الشاي الساخن ويأكلون قطع الخبز
الصغيرة التي وزّعتها المدرسة
قال لي روي — واقفًا بجانب يي شي ووجنتاه محمرّتان
تتوهجان بضوء النار:
“ مدرستنا إنسانية فعلًا "
شينغ يوهي قد غادر قبل قليل ، لذا تعلّق لي روي هذه
المرّة بيي شي
أومأ يي شي رأسه موافقًا
ثم سمع العميد يقول:
“ لا يهم ما يتوقعه الآخرون منكم ، المهمّ على الأقل أن
تكونوا أوفياء لجهودكم…”
ألقى يي شي نظرة خفيفة إلى الخلف باتجاه باي يو —-
كان باي يو يقف إلى جوار تشنغ يانغ ،،
و وما إن لاحظ نظرته حتى ابتسم له —-
فاستدار يي شي بسرعة ، لكنه لم يستطع منع نفسه من
الابتسام أيضًا
…
بعد انتهاء الخطاب ، بدأ الطلاب بالتفرق تدريجيًا
الغد بداية عطلة الشتاء ،
وبعض الطلاب غادروا فورًا مع عائلاتهم
أما يي شي ولي روي ، لأنهما يعيشان في السكن ،
فكان عليهما ترتيب أمتعتهما وسيغادران في اليوم التالي
سأل باي يو بقلق :
“ هل تريدني أن أساعدك في الترتيب ؟”
هزّ يي شي رأسه بسرعة : “ لقد أنهيت معظم الأمر ،
سآخذ أغراضي غدًا فقط ، والسائق سيساعد .”
كان تشنغ يانغ واقفًا بجوارهما ، عاقدًا ذراعيه ،
يستمع إلى حديثهما المليء بالعذوبة وهو بالكاد يمنع
تعليقاته من الانفجار
قال موجّهًا كلامه إلى باي يو:
“ يكفي . إن لم تنم أنت ، فلن ينام يي شي كذلك ؟
سأرسل ثلاث خادمات من المنزل غدًا ليساعدنه في حمل
حقائبه ، فلا داعي لقلقك .”
نظر يي شي إلى ساعته — التاسعة مساء فقط
{ من الذي ينام في هذا الوقت ؟ }
لكن باي يو كان قادرًا على رؤية أن تشنغ يانغ
وصل إلى حدّه ، فلم يجادل
قال:
“ معك حق ، تأخر الوقت—يجب أن ترتاح "
ثم نظر إلى يي شي:
“ الجو بارد ،، عد إلى السكن .
واتصل بي خلال العطلة .”
عندها فقط بدأ يي شي يسير مبتعدًا بتردد ،،
و كان يلتفت كل بضع خطوات ،
ملوّحًا بيده إلى باي يو أمام باب السكن ثم دخل أخيرًا تحت
نظرة المشرفة المستغربة
وما إن اختفى يي شي عن الأنظار ،
حتى اختفت ابتسامة باي يو
استدار ليواجه تشنغ يانغ —— كان الاثنان طويلين، نحيفين،
يرتديان معاطف سوداء طويلة ،
يقفان تحت أضواء الشارع في ليلة شتوية
لأي مارّ — كان من الممكن أن يبدوا كأنهما شقيقان حقيقيان
باي يو:
“ إذن إلى أين ستذهب ؟ إلى المنزل ؟”
{ … إلى المنزل؟ مؤخرتي } حدّق تشنغ يانغ في باي يو
بظلام يملأ عينيه ،
بينما ذهنه غارقًا في فوضى عارمة ،
يعرف باي يو جيّدًا ،، في فعالية الفوانيس قبل قليل ،
كان يراقبه طوال الوقت—وقد رأى كيف كانت نظرات باي يو
تتجه نحو يي شي وحده تقريبًا
وحين جاء فتى من صف آخر ليتحدّث مع يي شي
ربما لم يلحظ الآخرون شيئ ، لكن تشنغ يانغ فورًا رأى ذلك
التغيّر الخفيف جدًّا في تعبير باي يو— برودة طفيفة ، بالكاد تُرى
ومع ذلك ، ما إن التفت يي شي إليه ، حتى ارتدى باي يو فورًا
ذلك الهدوء الحنون ، اللطيف ، وكأنه لم يشعر بغيره
{ هذا ليس طبيعي …
ليس طبيعي أبداً }
وفي هذه اللحظة ،
اتصلت كل شظايا الماضي المبعثرة في ذهنه ،
كأنها ترتّبت أخيرًا في صورة واضحة —-
ففي الحقيقة ، قد لاحظ منذ مدة أنّ باي يو يُولي يي شي
اهتمامًا يفوق الحدّ —-
وربما لم يكن الآخرون يدركون هذا ،
لكن تشنغ يانغ كان الرابط الأقرب بين الاثنين ،
لذا كان يشعر دائمًا بأنّ هناك أمرًا غير مريح…
أمرًا لا يستطيع تحديده ،
لكن الآن ، فهم ما كان ذلك الخلل —-
كان حرص باي يو على يي شي مفرطًا —-
ومع ذلك… كان هناك شيء آخر —
شيء يشبه التملّك —-
الإحساس بالسيطرة ——
وذلك… لم يكن شعورًا يجب أن يحمله أحد
تجاه ' شقيق صديقه الصغير '
ومع أنه كان يرى باي يو الآن—ويرى السنوات الطويلة التي
جمعتهما ، والصداقة العميقة ، وكم يعرفه جيدًا —
لم يستطع أن ينطق بها بسهولة
كل ما استطاع فعله هو أن يحدّق فيه بوجه ساكن كالماء الراكد
أما باي يو —- فقد التقط كل ما في صمت تشنغ يانغ من ارتباك —-
ضحك بخفوت —
“ يبدو أنك لا تنوي العودة إلى المنزل "
وأشار له أن يخرج معه
تردّد تشنغ يانغ لحظة ، ثم تبع خطاه على مضض
سيارة باي يو مركونة في الخارج —-
وما إن غادرا بوابة المدرسة ،
حتى أخرج باي يو علبة سجائر من جيب معطفه ،
وسحب واحدة
طق —
انبثق لهيب صغير بلونٍ برتقالي في الظلام ،
ينعكس على رموشه الطويلة السوداء كريش الغراب ،
وعينيه العميقتين الباردة كبحيرة متجمّدة ،
وملأ النيكوتين رئتيه ، أكثر لذعًا من المعتاد في ليل الشتاء الحادّ
أمسك بالسجارة بين أصابعه ،
ونفث خيطًا رقيقًا من الدخان الأبيض ،
قال مبتسمًا، وهو يلوّح بالسجارة قليلًا:
“ أقلعتُ عن التدخين طوال الأشهر الستة الماضية
كي لا يزعج هذا يي شي "
كان صوته هادئًا ، ونظراته ثابتة لا تهتز :
“ وهذه… أول واحدة أدخّنها منذ ذلك الحين ،،
أعلم أن لديك الكثير من الأسئلة الآن ….”
فتح باب السيارة ، ونظر إلى تشنغ يانغ قائلًا :
“ اصعد . سأخصص قليلًا من الوقت لأتحدّث معك .”
أتحدّث معك —-
هذه الكلمات سقطت ثقيلة في قلب تشنغ يانغ ——
كان يفضّل لو أن باي يو تهرّب أو أخفى الحقيقة ،
بدل أن يكون واضحًا وصريحًا بهذا الشكل ….
يتبع
erenyibo : اتوقع لاحظتوا إنه المقصود في المقدمة بكلمة ( معقّد ) سايكو بس ألطف شوي
هههههههههههههههههههههههههههههههههههه ما كنت ابغا افجعكم ~ ~
سايكو ع خفيف !! دونت ووري !!
تم ترجمة هذا الفصل بواسطة : رور
التدقيق : erenyibo
تعليقات: (0) إضافة تعليق