القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch34 SBS

 Ch34 SBS



حين صعد تشنغ يانغ إلى سيارة باي يو — كان قد هيّأ نفسه 

نفسيًا لليلة مزعجة —-

لكنّه لم يتوقع أن يكون باي يو بهذا القدر من انعدام الحياء


أخذ طالبًا في الثانوية إلى بارٍ فخم ، ليس ليُقدّم له مشروبًا 

كما يفترض ، بل وضع أمامه كوب من كوكاكولا مثلّجة —

حسنًا ، صحيح أن مكعبات الثلج كانت منحوتة بشكل 

جميل ، وقشرة برتقال كـ زينة — منحوتة بعناية…

لكن… في النهاية… كانت مجرد كوكاكولا


إهانة صريحة ——


فهو  قد تفوّق على جدّه في سهرة عيد رأس السنة قبل 

سنوات قليلة في الشرب ، 


قال تشنغ يانغ بحدة وهو ينظر إلى باي يو بنظرة مظلمة ، 

وأمام الأخير كأس ويسكي فاخر :

“ هل جننت ؟ 

من هو الأحمق الذي يشرب كوكاكولا في بار ؟”


ارتشف باي يو مشروبه برفق وقال:

“ القاصرين لا ينبغي لهم الشرب ، 

ولسوء حظّك ، ما زال أمامك شهر قبل أن تصبح قانونيًا ،

وأيضاً —— لا أريدك أن تسكر وتفتعل فوضى—لستُ متفرغًا 

لأرعاك "


راود تشنغ يانغ شعور حقيقي برمي الكوكاكولا على وجهه 


أضاف باي يو — وهو يضع كأس الويسكي على الطاولة ، 

و أنامله تستقر بخفة على الزجاج الشفّاف الذي تنساب 

قطراته الباردة على سطحه :

“ وبصراحة… لا أظنك جئت لتشرب معي ،

ظننت أنك تريد الحديث عن يي شي "


يي شي —


سقط الاسم في سمع تشنغ يانغ كقطعة جليد داخل زيت يغلي


فأظلم وجهه فورًا


{ بالضبط —- }


لذا لم يعد يجادل في الكوكاكولا مقابل الويسكي


كان الجو دافئًا قليلًا داخل البار ، 

فخلع تشنغ يانغ معطفه ورفع أكمام قميصه ، 

مستعدًا لكمّ باي يو إن قال كلمة مستفزة واحدة —-


لكن باي يو بقي هادئًا تمامًا، 

عيناه الداكنة الساكنة تراقبانه تحت إضاءة البار الخافتة ،

وقال وهو يشعل سيجارة أخرى:

“ تفضل واسأل "


لقد أقلع عن التدخين من أجل يي شي، 

عاش نصف عام كامل كراهب، 

لكن الليلة كانت استثناء ،

{ وأيضاً يي شي لن يعلم }

ابتسم لتشنغ يانغ :

“ أي سؤال لديك ، اسأل الآن دفعة واحدة "


صمت تشنغ يانغ

كان يريد أن يعترف باي يو من تلقاء نفسه 

لكن الآن ، قلب باي يو الطاولة عليه ، 

دافعه إلى الدفاع بدل الهجوم —


ومع ذلك ، وبالنظر إلى وجه باي يو المتعجرف ، 

كان يعرف تمامًا —إن لم يسأل ، فلن يجيب ——


أغمض عينيه قليلًا ، 

وبدأ يعبث بالولاعة الموضوعة على الطاولة بعصبية ،

آلاف الأسئلة تتلاطم في رأسه ، تتشكل كلمات ببطء


وبعد تفكير طويل ، طرح الأهم بينها :


“ ما مشاعرك بالضبط تجاه يي شي؟”

شدّ فكه وعبس حاجبيه :

“ لا تحاول المراوغة ، أنا أرى بوضوح — 

مشاعرك تجاهه ليست بريئة أبدًا ، ماذا تعتبره ؟”


السؤال الأول —-

باي يو { ما هذا الملل ؟ طفولي جدًا }

قال بجفاف تام ، من دون أدنى تردد :

“ ماذا أعتبره ؟ زوجتي المستقبلية "

ثم نظر إلى تشنغ يانغ مباشرةً :

“ ولماذا أكذب ؟ أنا أحب يي شي ،

وهذا ليس مخالفًا للقانون ، 

فلماذا يجب أن أخفيه ؟”


بانغ ——-

ضرب تشنغ يانغ الطاولة بعنف ، 

فارتطمت الماصة المعدنية بكأس الكوكاكولا وسقطت بصوت حاد


صرخ:

“ ألا تخجل ؟!”

كان يرتجف من شدّة الغضب

{ زوجته ؟ حقًا ؟

لا أحد سوى باي يو يملك الجرأة على قول شيء بهذه الوقاحة } 


“ يي شي طفل ! 

ألم يبقى لديك ذرة حياء ؟ 

رأيته يكبر أمام عينيك ، 

إن كنت تحب الرجال لهذه الدرجة ، فاختر غيره — 

نصف هذا البار غالبًا مثليين ، 

لماذا يجب أن تستغل يي شي؟”


رفع باي يو حاجبه قليلًا


لم يكن متأكدًا حتى إن كان عليه أن يذكّر تشنغ يانغ—

فهو نفسه لم يتجاوز العشرين إلا قريباً ، 

ليس كأن بينه وبين يي شي قرنًا كاملًا من العمر ،

لكنّه لم يكلف نفسه عناء الرد على هذا التفصيل

{ لا بأس… فلنتحمل … سيكون أخ زوجتي في النهاية ، 

فما الحاجة للجدال ؟ }

أجاب ببرود :

“ وماذا في ذلك إن كنتُ قد رأيته يكبر ؟ 

هذا يجعلنا أصدقاء طفولة فحسب ، 

لو لم أذهب إلى منزلكم كثيرًا ، لما التقيت يي شي 

ولما أحببته "

ابتسم ابتسامة ماكرة:

“ في الحقيقة… عليّ شُكرك لأنك لعبت دور الخاطب بيننا "


{ اذهب إلى الجحيم } تشنغ يانغ على وشك الانفجار —

شد قبضته على الكوكاكولا حتى ابيضّت مفاصل أصابعه ، 

جاهزًا لرميه في وجه باي يو


لكن قبل أن يتحرك ، باي يو قد رأى النية في عينيه —- 

أمسك معصمه بقوة من حديد ، ثابتًا كقفل لا ينفك

و قال بصوت بارد :

“ وفّر قوتك ، إن دخلنا في شجار فعلي ، 

أضمن لك أنك ستكون الشخص الذي سيُحمَل إلى الخارج "

أضاف:

“ ومن الذي علمك أن تنفجر بالانفعالات كلما واجهت مشكلة ؟ 

هل يغيّر ذلك شيئًا ؟”


تشنغ يانغ  : " تسسسك " { يغيّر ماذا بالضبط !

هل هذا ما يسميه باي يو حلّ الأمور ؟ }


لقد عرف باي يو لسنوات—وكان يعرف جيدًا ما هو نوع 

الرجل الذي أمامه


منذ اللحظة التي قال فيها إنه يريد التحدث ، 

لم يكن ينوي حل شيء ——

بل أراد إعلان الأمر فقط —-

وأراد منه أن يتقبّله —-


انتزع تشنغ يانغ معصمه بعنف ، 

وقد اشتعل الألم في مكان ضغط قبضته —-

{ يا للسخرية ….

لو دخل يي شي في علاقة مع باي يو 

فلن ينجو أبدًا إن ساءت الأمور }

حدّق في باي يو بنظرة باردة ،

وبعد صمت طويل ، 

طرح سؤاله الثاني:

“ متى بدأت تشعر بشيء تجاه يي شي؟”


كان هذا السؤال أصعب في الإجابة —


رمش باي يو قليلًا وهو يسترجع الذكريات:

“ صعب أن أحدد ، 

ربما في سنته الأولى ، عندما أخذته لركوب الخيل وسقط في 

حضني بالصدفة ،

أو ربما الهالوين في منزلكم ، حين ارتدى قناع اليقطين وظل 

متشبثًا بي طوال الليل ،

لا أستطيع تحديد لحظة دقيقة ، 

كل ما أعرفه… أنه حين أدركتُ ذلك ، 

لم أعد قادرًا على إبعاد نظري عنه .”


تذكّر يي شي بلباسه الأبيض الفضفاض ، يجرّه خلفه 

وهو يتسلل خلف باي يو ليُخيفه —-


لكن حين نزع قناع اليقطين ، 

بدا وجهه المحمّر المتعرّق… 

جميلاً فاتنًا حدّ الخطر —-


والتفت شفتا باي يو إلى ابتسامة بلا وعي


“ الحب ليس شيئًا يمكن شرحه بدقة ، 

إعجابي بيي شي طبيعي… بديهي… كالتنفس ،

إنه … سهل أن تُحبّه ….”

ولم يضيّع فرصة للسخرية من تشنغ يانغ:

“ أما أنت ، يا الكلب الأعزب فلن تفهم .”


فكّر تشنغ يانغ بظلام { وقاحة مطلقة … 

يي شي كان في السادسة عشرة وقتها— نضج للتو—

و باي يو قد وضع عينه عليه بالفعل .. }


رفع تشنغ يانغ الكأس وأخذ جرعة كبيرة من الكوكاكولا 

المثلجة ليبرد غضبه قبل أن يضرب أحد ،

قال تشنغ يانغ باحتقار :

“ صحيح أني أعزب… لكن بخلافك ، لا أفرض شيئًا واضح أنه لا يجوز ،

تتظاهر بأنك تعلّمه فقط لتقترب منه ، 

وتعانقه أمام الناس—”

ضحك ضحكة ساخرة :

“ لا يهمّني من تحب ، حقًا لا يهم ، ولو اعترفت بميولك 

للجميع ، سأكون أول مَن يلوّح بالعلم الملوّن لك ،

لكن يي شي مستقيم ، أليس كذلك ؟ بأي حقّ تجبره ؟”


فكّر باي يو لثانية—لم يستطع إنكار الجزء الأول ،،

أن يقول إنه لم يُغوِي يي شي قط، أو لم يشجّعه بخفاء على 

الاعتماد عليه… سيكون كذبًا ،،،

لكن الجزء الأخير—هذا كان افتراءً صريحًا



نفض رماد سيجارته داخل المنفضة الزجاجية   

السيجارة على وشك الانتهاء ——

ثم ارتشف من كأس الويسكي ، 

والكرة الجليدية داخله تلمع كجوهرة ضخمة ، وقال ببرود :

“ أنت تقلق كثيرًا ،،

يي شي على الأغلب يحب الرجال أيضًا—لا داعي لأن تلعب 

دور المدافع عن العدالة .”


كاد تشنغ يانغ يختنق بالكوكاكولا

سعل بعنف ، مرتين ، ثلاثًا ، أكثر…

وبعد أن هدأ أخيرًا ، بقي وكأن أحدًا أمسك بحنجرته ؛ 

لم يستطع نطق حرف لوقت طويل

وبعد لحظة ثقيلة ، خرج صوته مختنقًا :

“ ما هذا الهراء ؟ 

لا تختلق قصصًا فقط كي تجعلني أتقبّل …”


أطفأ باي يو سيجارته في المنفضة ، وقال بجفاء:

“ حقيبة يي شي ممتلئة بمجلدات BL، 

وهاتفه مليء بغلافات مجلات موجهة للرجال المثليين ، 

وأثناء فترات الاستراحة في الدروس الخصوصية ، يدخل 

ليتسكّع في تعليقات المشاهير الرجال ، 

ويكتب لهم: ' أوبا ، أنت وسيم جدًا ' "

وهو يحدّق مباشرة في تشنغ يانغ :

“ أخبرني… ما احتمالية أن يكون مستقيمًا ؟”


لم يكن غبيًا —

لن يغامر بالتقرب من شخص من دون أن يتأكد من ميوله أولًا —-

لقد قرب يي شي منه تحت غطاء التدريس لأسباب عديدة :

ليخلق المزيد من الوقت بقربه ،

وليذكّره بدرجاته المريعة ،

وليراقب ميوله بدقة ،

ولو كان يي شي مستقيمًا فعلًا ، لكان الوضع معقدًا ،

و كان عليه أن يتحلّى بالصبر أكثر ،


لكن لحسن الحظ، هذه المرة… كانت السماء إلى صفّه


ومع رؤية وجه تشنغ يانغ يتحول إلى حجر ، 

وجسده يبرد تدريجيًا ، 

لم يستطع باي يو منع نفسه من توجيه ضربة إضافية :

 “ أنت لا تعرف حتى ميول أخيك ، طبيعي إذًا أن يتهرّب 

منك يي شي "

ابتسم بسخرية



حدّق تشنغ يانغ في النقوش على الطاولة أمامه ، 

صامتًا تمامًا لعشر دقائق كاملة —

{ يا له من خراب 

مستحيل …

السماء سقطت للتو }


هذه الجمل تكررت في ذهنه ، 

متشابكة كشبكة عنكبوت ، حتى تعطّل عقله ،

رغم أنه لم يكن الأقرب إلى يي شي، فقد عاشا تحت سقف 

واحد لسنوات طويلة ،

لم يخطر بباله أبدًا أن يي شي يحب الرجال


في ذهن أي أخ أكبر ، مهما كان شقيقه الصغير مزعجًا ، 

ومهما كان موهوبًا أو عاديًا ، فحين يكبر…

من الطبيعي أن يمسك يد فتاة ، ويعيش حبه الشبابي الأول


قد تكون زميلة من الجامعة ، 

أو فتاة مرحة من لقاء تعارف ،

هذا هو الطبيعي


لأن هذه…

كانت الصورة التي تخيلها دائمًا


لكن الآن…

تلك ' زوجة الأخ المستقبلية ' التي تخيّلها طوال حياته —

تحوّلت فجأة إلى رجل طويل ، عريض الكتفين ~

وأخاه الصغير… بدلًا من أن يمسك يد فتاة ، 

صار مهددًا بأن يُحشر إلى الحائط ويُقبَّل بالقوة —-


مجرد تخيّل ذلك جعل بؤبؤي تشنغ يانغ يرتجفان

{ مستحيل !

هذا غير طبيعي ! }

قال بانفجار ، وكأنه يستيقظ من كابوس :

“ أأنت تختلق هذا ؟ 

تظن أن تشويه سمعة يي شي بهذه الطريقة سيجعلني…”


لكن باي يو قاطعه بهدوء قاتل:

“ أنا لست من النوع الذي يطلق الشائعات ...”

بسخرية باردة:

“ أتظن أن كون يي شي مستقيمًا سيؤثر عليّ ؟ 

و أني سأتراجع لمجرد أنه يحب الفتيات ؟ 

لا تقل إنك ساذج لهذه الدرجة .”


تشنغ يانغ { … وهذا صحيح

هذا الوغد ليس لديه أي حدود أخلاقية أصلًا — هو فقط 

يتظاهر بالنقاء }

أغلق فمه ، لكن وجهه ازداد ظلمة ،

رفع كأس الكوكاكولا وشرب منه رشفة ثقيلة 

والآن فقط فهم لماذا لم يقدّم له باي يو أي كحول—بعد كل 

هذه الصدمات ، 

لو كان أمامه أي مشروب مسكر لربما شرب حتى أغمي عليه


“… منحرف "

تفلتت الكلمة من بين أسنانه ، 

والغضب داخله يغلي حتى يكاد ينفجر


أما باي يو، فبقي ثابتًا، لا يرد، ولا يتزحزح


وبعد أن أخذه الغيظ  ، حدّق تشنغ يانغ في وجهه طويلًا وقال:

“ ألست خائفًا أنني أخبر يي شي بما تفعله ؟”

بصوت ثقيل ، جادّ للغاية :

“ تتظاهر أنك الأخ الأكبر النبيل… تدرّسه ، ترافقه ، وتحتويه ، 

بالنسبة له — ربما أنت أقرب إليه مني ، 

لو عرف نواياك الحقيقية… تظن أنه لن ينهار ؟”


لم يكن يهدده—كان يعني كل كلمة —-

لقد رأى بوضوح مدى تعلّق يي شي بباي يو… 

وكيف يعامله دائمًا أفضل مما يعامل أخاه الحقيقي


و أن يكتشف شخص يعتبره كأخٍ كبير أن هذا الأخ… يريده سرًا ؟

أي إنسان سينهار —-

ولو كان هو مكان يي شي… لكان رمى ذلك الرجل في الجدار 

بقبضة واحدة


لزم باي يو الصمت

وبين كل ما قاله تشنغ يانغ هذه الليلة… هذه النقطة 

الوحيدة التي أصابته فعلًا


لكن بدلًا من مواجهتها ، تهرّب منها ، وقال ببرود قاسٍ:

“ هذا لا شأن لك به ، 

ما بيني وبين يي شي أمر يخصّنا ،

سواء قبلني أو رفضني… 

هذا مشكلتي أنا، وليس مشكلتك "


رأى كيف أن كلمات كهذه جعلت تشنغ يانغ ينتعش قليلاً—

وكأنه وجد أخيرًا نقطة ضعف

لكن باي يو ضحك ضحكة ساخرة


أخرج سيجارته الثالثة لهذه الليلة ، وانتزع القداحة من يد 

تشنغ يانغ

أشعلها، فانبثقت شرارة صغيرة ، 

وتوهّج طرف السيجارة بلون أحمر قاتم ، 

انعكس في عينيه المظلمتين


عضّ على الفلتر

{ لو كان يي شي هنا ، لنظر إليّ بعيونه الواسعة البريئة قائلاً 

' باي غا .. أنت تدخّن كثيرًا… هذا ليس جيدًا ' }


لكن أمامه كان تشنغ يانغ 

فنفث الدخان بكامل راحته — مثل الفوضى التي تعصف 

برأسه هذه الأيام 


ثم نظر إلى تشنغ يانغ نظرة هادئة… بل باردة


: “ لا تتوهم أنك أمسكت عليّ شيئًا وستذهب تركض لتخبر يي شي

أنت تعرف جيدًا… من الأهم في قلبه—أنا أم أنت ؟”


بينما يمسك السيجارة بين أصابعه ، 

حدّق باي يو مباشرةً في تشنغ يانغ ،

كان يعرف أن كلماته ستجرحه… لكنها ضرورية

تابع بوضوح ، كلمة كلمة :

“ يي شي يعتمد عليّ ، يثق بي ، لو قلت له أن يبتعد عنك ، 

وألا يصدق كلمة مما تقوله —برأيك ، من سيصدّق ؟”


تغيّر وجه تشنغ يانغ فورًا ، 

وعبس كأنه ضُرب على مكانه الحساس ،

جلس بوجه مظلم ، يحدّق في باي يو بصمتٍ ثقيل


يجلسان على مقعدَين مرتفعَين عند البار ،

حولهما ضجيج وصخب ، موسيقى ورقص ، 

والناس يتحركون في أنماط راقصين ،

النادل ، غير البعيد عنهما ، ألقى نظرة فضولية ، 

لكنه لم يقترب


و على المسرح ، أغنية رقص صاخبة تهزّ المكان ، 

لكن هذا الركن من البار… كان مثل قبوٍ جليدي


سنوات طويلة جلسا فيها جنبًا إلى جنب هكذا—

لكنهما لم يسبق أن جلسا في جوّ مكهرب كهذا


تنهد باي يو في داخله

{ يا لها من ورطة حقًا ….

فالواقع أن تشنغ يانغ بالنسبة لي … أشبه بأخ صغير حقيقي 

أكثر من يي شي نفسه … }


لقد نشأ أمامه …

كلما تورّط في مشكلة ، كان باي يو هو من يمد يده وينقذه


أخذه لتسلّق الصخور ، وللتزلج ، وهو الذي علّمه التنس


لم يكن يريد أن ينظر إليه تشنغ يانغ بهذه الطريقة—

بهذا التوتر، و هذا الغضب المحتقن … لم يكن يرغب بهذا 


أنزل باي يو عينيه قليلًا : 

“ حسنًا، توقف عن النظر إليّ هكذا ...”

وأشار إلى النادل 

وفي النهاية… طلب لتشنغ يانغ كوكتيل منخفض الكحول


سحب الكأس ودفعها نحوه

وقال ببرود واقعي:

“ لا أفهم سبب مبالغتك في ردّة فعلك ،

أنا جادّ بشأن يي شي ،

لست ألعب أو أتسلى ، ويي شي أصلًا يحب الرجال ،

ما الخطأ بي؟ 

أم أنك تفضّل أن يخدعه أحد الوغاد الغرباء ؟”


ارتعش فم تشنغ يانغ، وكأنه يقاوم انفجارًا جديدًا

{ ما هذا المنطق الملتوي ؟ 

هل مات بقية الرجال في العالم باستثنائك ؟ 

يعني إذا لم يختارك يي شي سيصبح ضحية وغد ؟ 

الوغد الوحيد في هذا المشهد… فهو أنت ! }


لكنه لم يقل شيئ ، بدأ يحرّك المشروب بعصبية ،

كان غاضبًا أكثر من أن يجادل


مرت عشر دقائق بصمت خانقة ،

تشنغ يانغ شرب الكوكتيل دفعة واحدة ، 

حتى لم يبقَى في قعر الكأس سوى كرزة حمراء واحدة


ومع ذلك… لا يزال عقله يرفض التصديق

{ باي يو و يي شي ؟ 

الأول رجل احترمه منذ كنتُ طفلًا ، 

والآخر اشترك معه بنصف دمي ،

والآن… هذان الاثنان متورطان ببعضهما ؟ }


نظر إلى الكرزة الحمراء الداكنة …

وفجأة ، لم يعد كل شيء غير معقول كما بدا في البداية


{ كان يجب أن أُلاحظ ….


تلك الهدايا التي اختارها باي يو بعناية ليفاجئ بها يي شي…


تلك النظرات من بعيد …


تلك اللحظات حين يبدو وكأنه يتحدث معي ، بينما عيناه 

معلقتان على يي شي فقط 


كان عليّ أن أدرك ...

فـ باي يو لم يكن من النوع الذي يتصرف بدفء واهتمام مع 

أي شخص —— لماذا كان دائمًا يركز على كل مشاعر يي شي؟ }


وبعد لحظة صمت ، 

أخذ تشنغ يانغ القشة المعدنية وغرسها في الكرزة —-

تدفقت عصارة حمراء لزجة… كقطرة دم

ثم سأل  :

“ قلت كل هذا… لكن… لو أن يي شي لم يُعجب بك ؟”


ماذا ستفعل حينها ؟


تجمّد وجه باي يو للحظة قصيرة

{ هذا… سيكون مزعجًا قليلًا …

لكن بإمكاني أخذه إلى فيلتي في تلك البلدة الإيطالية النائية

— المليئة بالخضرة ، الهادئة ، 

ذات الكروم الصغيرة ، 

حيث يمكنه أن يستلقي عند المسبح في الصيف ، 

تحت الشمس…

مكانٌ خاص جدًا …

مكان يمكن أن… يبقى فيه يي شي لفترة طويلة… 

حتى يلين قلبه نحوي .. }



لكن على السطح ، لم يظهر باي يو أي اضطراب 

بل قال بثقة باردة :

“ ولم لا يُعجب بي ؟ مظهري لا بأس به ، نتفاهم جيدًا ، 

عائلتي مرموقة ، ودرجاتي ممتازة ، 

وهو شاب ، بدأ للتو يفهم معنى الحب ، 

أليس من الطبيعي أن يختارني ؟”


{ … اااععععع !! } كاد تشنغ يانغ يتقيأ من شدة الاشمئزاز

{ يا عديم الخجل… يا مغرور… يا—}

لكنه ضغط شفتيه ، وتحوّل نظره إلى مكان آخر

لئلا يراه وهو يكاد ينفجر :

“ كفّ عن هذا ...”

بنظرة باردة :

“ لا يهمّني ما تفكر به ، إن لم يكن يي شي يحبك، فلن 

تستطيع إجباره ، 

وأيضاً ما يزال في سنته الثالثة في الثانوية ، 

وأنت بالغ —كان عليك أن تتحلّى ببعض ضبط النفس

لا تلمسه قبل أن يتخرج .”


ضحك باي يو ضحكة خفيفة

{ إذن ما الذي يُعدّ تجاوزًا للحد ؟

لم أعطيه مخدر ، ولم أدفعه إلى الحائط لأُقبّله بعد —

وبهذه المقاييس ، أُعتبر رجل مهذب تقريبًا }


لكن رغم ذلك، فهم ما يقصده تشنغ يانغ

لو قال تشنغ يانغ هذا الكلام ، 

فهذا يعني أنه يدرك أنه لا يستطيع منعه…

فقط يمكنه أن يضع له حدود


فابتسم باي يو ابتسامة عابرة مهذبة ، وقال :

“ هذا لا يعنيك .”



هذه الليلة انتهت باتصال باي يو بسائق عائلة تشنغ يانغ ليأتي ويأخذه


أما هو — فقد رتّب له النادل سائقًا خاصًا يقوده إلى المنزل


وقبل أن يصل السائق ، ظلّ وجه تشنغ يانغ قاتمًا ، 

وكأن أحدهم مدين له بثمانية ملايين يوان ،

و يحدّق بثبات في باي يو


كان معطف باي يو الطويل مفتوحًا ، كاشفًا عن عنقه 

الطويل الشاحب


وقف تحت سماء الشتاء الداكنة ، والضوء الأصفر للمصباح 

يصبغ كلماته وظلاله بضبابٍ خفيف


واقفًا طويلًا ، أنيق ، ملامحه مصقولة كاليشم—

تمامًا مثل عالِم وسيم من حكايات ' غُرباء من استوديو 

الصين '، لكن بصورة مقلوبة… 

حيث يغوي هو الشياطين ، وليس العكس


وبوجه شاحب ، وشفاه محمرة قليلًا بفعل البرد ، 

نظر باي يو إلى تشنغ يانغ وقال بلا أي مجاملة :

“ هل تذكر ما حذرتك به قبل قليل ؟ 

حديثنا اليوم—من الأفضل أن تدفنه في معدتك ”

بصوت منخفض :

“ إلى أن يتخرج يي شي، لن أفعل شيئًا حقًا ، 

لأني أريد أيضًا أن ينهي المرحلة الثانوية بسلام وسعادة ، 

لكن… لو تفوّهتَ أمامه بأي شيء مشبوه أو غامض ، 

فلن أضمن أي شيء بعدها ، مفهوم ؟”


كان هذا تهديدًا

تهديدًا صريح ، واضح


صرّ تشنغ يانغ أسنانه في غضب ، لكنه يعرف باي يو جيدًا—

هذا شخص… ينفذ حرفيًا كل ما يقوله


لذا حدّق فيه بنظرة ثقيلة ، 

ثم استطاع بعد جهد أن يخرج صوتًا خافتًا :

“هممم "


وبعد دقائق ، وصلت سيارة بنتلي التابعة لعائلته


نزل السائق وفتح الباب له بانضباط


تشنغ يانغ صعد دون أن ينظر خلفه حتى ، 

وأغلق الباب بعنف —

ليُظهر مقدار غضبه من باي يو


ضحك باي يو بخفة

{ لا يزال طفلًا… وربما أكثر طفولية من يي شي نفسه }


أخرج هاتفه ونظر إلى الساعة : 11:32 مساء 

{ هل نام يي شي الآن ؟ }


وبينما يفكر بذلك—


اهتز الهاتف في يده


فتح ويتشات، فرأى صورة كابيبارا الخاصة بيي شي قد 

أرسل محادثتين :


[ باي غا سأنام الآن ، 

شكرًا لقدومك إلى المهرجان الثقافي اليوم ، 

ولحضورك فعالية التشجيع . تصبح على خير .]


ملصق لشخص يذهب للنوم بطاعة


في هذه اللحظة…

لانت ملامح باي يو تمامًا


تحوّل من الشخص البارد القاسي الذي كان يهدد تشنغ يانغ 

قبل لحظات…

إلى شخصٍ دافئ كليًا ، بعينين ناعمة


{ يا له من طفل مطيع… }

ثم رفع الهاتف إلى شفتيه ، وهمس بصوت خافت :

“ حسنًا. تصبح على خير "




“ واااااه !!”


وفي اللحظة نفسها ، داخل سكن أحد طلاب الثانوية ، 

ركل يي شي ساقه فجأة بقوة حتى اهتزّ سرير لي روي المقابل له


انتفض لي روي ورأسه يخرج من الستارة ، مذعورًا :

“ ما الذي حصل ؟! هل هناك زلزال ؟!”


امتلأ وجه يي شي بالحرج 


لم يتوقع أن يردّ باي يو بهذه السرعة —

فانفعل إلى درجة أنه ركل الهواء


قال وهو يتكور تحت بطانيته بخجل:

“ لا شيء… فقط… باي يو قال لي ‘تصبح على خير’… 

برسالة صوتية … فتحمست قليلًا "


“….”


اختفى لي روي بصمت خلف ستارته ،

تمتم بنبرة مكتومة حزينة:

“ التباهي بعلاقتكم يجب أن يكون جريمة قانونية…”


يتبع


تم ترجمة هذا الفصل بواسطة : رور

التدقيق : erenyibo 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي