القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch36 SBS

 Ch36 SBS



بعد ساعة ، 

عاد يي شي إلى المنزل وهو يحمل باقة من ورود الإكوادور ، 

حقيبته ممتلئة بكتبه المصوّرة المفضّلة وبعض المقتنيات ، 

وفي يده صندوق كعك صغير ،





وهو يدخل ، لا يزال يفكّر في أمر واحد—


حتى لو لم ينشر صورةً للزهور ، أو يرسلها إلى باي يو ، 

فلن تذهب سدًى…


فالورود جميلة على أي حال


لكن ما إن دخل ممسكًا بهذه الباقة الضخمة ، 

حتى صار يتسلّل بحذرٍ بالغ ، 

خائفًا حتى الموت من مصادفة تشنغ يانغ ،


ففي الآونة الأخيرة ، صار تشنغ يانغ يتصرّف بغرابة ، 

على غير عادته —- 

ولو رآه الآن وهو يحمل باقة بهذا الحجم ، 

فسوف يحقق معه بالتأكيد ،


بل حتى لو لم يقل شيئ ، نظرة واحدة غريبة من تشنغ يانغ 

كافية لجعل يي شي يحفر حفرة ويدفن نفسه فيها


ولحسن الحظ حين ألقى نظرة خاطفة نحو صالة المعيشة—

لم يرى أحد ،

لم يكن ظاهرًا سوى وعاء فاكهة طازجة على الطاولة ، 

تفوح منه رائحة حلوة زكية


{ ممتاز } و انطلق يي شي صاعدًا الدرج كالبرق ، 

حاملًا الباقة بين ذراعيه


ولم يلتقط أنفاسه إلا بعدما أغلق باب غرفته خلفه بقوّة ، 

ثم ربت على صدره مطمئنًا


……


لكن يي شي لم يكن يحتاج لكل هذا الارتباك—فقد كان 

تشنغ يانغ خارج المنزل أصلًا


يقف الآن في الشارع ، ينتظر سيارة باي يو


باي يو أرسل هدية يوم الحب إلى يي شي من الخارج ، 

لكنه أخطأ في العنوان… فأرسلها إلى منزله هو 


ولهذا ، اضطر السائق إلى إيصال الهدية خصيصًا إلى تشنغ 

يانغ ، ليقوم هو بتسليمها


قال تشنغ يانغ وهو يرفع حاجبيه متذمرًا :

“ أنت فعلًا شخص مختل "


لقد أنهى للتوّ نزهة مع بعض أصدقائه — ففي غياب باي 

يو الذي كان عادةً يفسد عليه مزاجه ، 

ذهب للتزلّج مع الشباب دون أي إزعاج


لكن ما إن انتهت الفعاليّة ، حتى اتصل باي يو


قال تشنغ يانغ بسخرية ، مستغلًا الفرصة ليُفرغ شحنة 

الكبت التي تراكمت في صدره:

“ لا أدري أيّ «يوم حب» هذا الذي تحاول عيشه ،

هل صار يي شي حبيبك الآن ؟ تُرسل له هدايا يوم الحب ؟ 

أنتم حتى لستم على علاقة ، 

بل إنك لا تملك حتى المكانة التي تؤهّلك لتكون… 

مجرد عشيق جانبي .”



في الخارج — وباي يو محاطًا بزملائه ، حافظ على ابتسامته 

الراقية المعهودة ، 

لكن من يُمعِن النظر جيدًا سيدرك أنّ تلك الابتسامة لم 

تصل إلى عينيه أبداً ،


باي يو ببرود :

“ تُحب الثرثرة هاه ؟ 

ألم أخبرك بما عليك قوله لِي يي شي؟ 

إنه سيتقبّل الأمر ، لا حاجة لتدخّلك .”


: " ههءء " ضحك تشنغ يانغ ضحكة أكثر سخرية ، 

وبحلول هذا الوقت — سائق باي يو قد وصل ،

لم ينتظر تشنغ يانغ لحظة ، 

بل ركب السيارة فورًا وأمر السائق بأن يعيده إلى المنزل

تابع مستهزئًا :

“ أنت فعلًا شيء يُرثى له ،

تريد إعطاء شخص هدية لكنك لا تجرؤ على فعلها بنفسك، 

فتستخدمني غطاء ؟ 

كم هذا مثير للشفقة .”


باي يو أدرك أنّ تشنغ يانغ في السيارة ، 

ولم يرغب في سماع المزيد ؛ و أنهى المكالمة فقط


سمع تشنغ يانغ صوت انقطاع الاتصال ، فلعن برضا خافت

ثم التفت إلى المقعد الخلفي ، 

حيث يوجد كيسان من الهدايا مغلّفتين بعناية بالغة ،

فحص الهدية المخصّصة لِي يي شي، ثم نظر إلى هديته هو


ولمّا رأى محتواهما—من شرائط مزخرفة وبطاقة مكتوبة 

بخط اليد—تحولت ملامحه تعبير اشمئزاز خالص


{ يا للغباء… العشاق يفقدون عقولهم حقًّا }


عند عودته للمنزل ، تردّد تشنغ يانغ طويلًا ،

فكّر بإلقاء الهدية أمام باب يي شي… أو ربما ، 

وبطريقة ' حاسمة ' رميها في حوض الأسماك —-


لكن في النهاية ، وجد نفسه واقفًا أمام باب غرفة يي شي


استغرق منه الأمر عشر دقائق كاملة ليحشد شجاعته 

ويطرق الباب


في عقله — يسبّ باي يو ويلعنه بكل ما أوتي من قوة—


{ هو الذي يلاحق شخصًا ما فلماذا أتحمّل العناء ؟! }


ومع ذلك ، رفع يده وطرق الباب ثلاث مرّات—حازمة ، لكن 

غير عنيفة


وبوضوح ، يي شي قد سمعها


بعد ثوانٍ قليلة ، جاء صوت خطوات خفيفة ، ثم فُتح الباب


ظهر يي شي بهدوئه المعتاد —لكن عينيه اتّسعت فور رؤيته :


{ ما هذا بحقّ السماء ؟

هل فقد عقله ؟

وإلا… كيف سيكون تشنغ يانغ واقفًا أمام بابي ؟! }


أمّا تشنغ يانغ فلم يكن حاله أفضل كثيرًا


ما إن وقع بصره على وجه يي شي، حتى تجمّد في مكانه —


كان يي شي قد ارتدى بيجامة بيضاء ناعمة ، وبدا عليه 

نعاس لطيف ، وعيناه نصف مغمضتين كأنه يبحث عن 

سبب الإزعاج 


الباب لم يكن مفتوحًا بالكامل ، 

بل فتح فراغ صغير ، ويده معلّقة على المقبض ، ونصف 

جسده مخفيّ ، تمامًا كطفل يطلّ بحذر من خلف الباب


شد تشنغ يانغ شفتيه وتصلّب


لا يعرف لماذا ، لكن صورة قديمة خطرت في باله فجأة—

يوم جاء يي شي للعيش معهم أول مرة


في ذلك الوقت أيضًا كان يي شي يقف خلف الباب بهذا 

الشكل ، يرتدي رداء أرنب صغير ، يراقبه بخجل


قال يي شي بحذر وهو ينظر إليه بعينين يقظتين :

“ هل تحتاج شيئًا ؟”


مدّ تشنغ يانغ كيس الهدية نحوه —- 

عقله يضجّ بالفوضى ، لكن ملامحه بقيت باردة 

“ هذا من باي يو . يقول إنه ذهب مع أصدقائه في الخارج 

لزيارة مصنع شوكولاتة عمره أكثر من مئة سنة ، 

لا يبيعون إلا محليًا ، فاشترى بعض القطع وأرسلها إلى 

المنزل . واحدة لي، وواحدة لك "


شد تشنغ يانغ أسنانه ، مجبرًا نفسه على نطق الجملة 

الأخيرة التي أملاها عليه باي يو :

“ وقال… بما أنه يوم الحب ، فلتُحتسب كهدية يوم حب "

{ يا للغثيان …

مجرد قول عبارة ' هدية يوم حب ' شعرت بالرغبة في التقيّؤ 

لا أصدق أن باي يو يملك الجرأة ليقول شيئًا بهذه الوقاحة… 

وفوق ذلك يجرّني معه في هذا الهراء 


وكأن الأمر يعنيني أصلاً ! أنا لا أحتفل بـ يوم الحب من الأساس ! }


رفع تشنغ يانغ عينيه بصمت إلى السقف ، 

وكأنه يدعو السماء أن تخلّصه من هذا الموقف المزعج


أما يي شي — فقد تجمّد


لقد استعدّ لكل الاحتمالات :

أن يكون تشنغ يانغ جاء ليتشاجر بلا سبب…

أو ليلقي عليه سخرية جديدة …

أو أن كارثة حقيقية وقعت —

فقط عندها ، وفقط عندها ، يطرق تشنغ يانغ بابه بنفسه


لكن…

اتضح أن تشنغ يانغ جاء ليُسَلّمه هدية


وفوق ذلك—هدية من باي يو


توهّم يي شي للحظة أنّه يحلم


نظر إلى تشنغ يانغ الواقف في الممر المضاء بإنارات دافئة ، 

بلبس سترة بيضاء ، فبدا أشبه بحمامة بيضاء ضخمة


قال تشنغ يانغ وقد بدأ ينفذ صبره بلا سبب واضح :

“ هل تريدها أم لا؟ إن لم تردها ، سأرميها "


ولوّح بالكيس أمامه ، بل وكأنه يهمّ بسحبه مجددًا ليغيظه


: “ أريده!” انتزعه يي شي فورًا من يده


وفي لحظة — وووششش — أصبحت يد تشنغ يانغ فارغة تمامًا


تحرّك يي شي بسرعة مذهلة ، كأنّه يملك ' يدًا بلا ظل ' 

من أساطير الفوشان


لم يستطع تشنغ يانغ إلا أن يرفع حاجبه بدهشة طفيفة


توقف الاثنان عند عتبة الباب، واقفين في حرج، يحدّقان 

ببعضهما بصمت


يي شي — الذي يعانق الهدية أمام صدره ، 

شعر فجأة أنه ربما بالغ في ردّة فعله ——

{ تشنغ يانغ… ربما لم يكن سيرميها حقًا }


لكن تشنغ يانغ ظلّ واقفًا مكانه ، لم يتحرّك

يقف عند الباب ، ينظر إليه ، غارق في شرود غريب


لم يجد يي شي ما يقوله سوى همسة خجولة :

“… شكرًا لأنك أحضرتها "


ألقى نظرة داخل الكيس ، فرأى صندوق شوكولاتة على ما يبدو ، 

ثم سأل تشنغ يانغ ليملأ الصمت :

“ هل… هل أعطاك باي يو شوكولاتة أيضًا ؟”


تشنغ يانغ باختصار ساخر { طبعًا لا ! 

مجرد الفتات من بقايا دفعتك }

لكن بصوتٍ مسموع قال ببرود :

“ لا. أعطاني علبتي كوكيز وسلسلة مفاتيح "



جاء صوته رتيبًا ، وكأنه يقول : خذها أو ارمِها ، لا يهمني


وبعد أن نطق ذلك ، استدار ليغادر

فهو ويي شي لم يكن بينهما حديث طويل يُقال


سنوات من الفجوة والمسافة جعلتهما شقيقين قريبين في 

الاسم ، بعيدين في الروح


ولكن ما إن خطا تشنغ يانغ خطوة إلى الأمام ، 

حتى ناداه يي شي:


“ انتظر لحظة "

تردّد يي شي قليلًا ، لكن بما أن تشنغ يانغ توقف ، 

عاد بسرعة إلى داخل غرفته ، ثم خرج يحمل صندوقًا ورقيًا 

بلون بيج أخذه من الثلاجة الصغيرة


قال بخجل لطيف :

“ هذا… أحضرته من المقهى ، 

تذكّرت أنك تحبّ الـ بافاريه ، فاشتريت واحدًا لك "


لم يكن يكذب ، ومع ذلك عضّ يي شي شفته بتوتر ،

فعندما كان يطلبه وقتها ، شعر لا بد أنه فقد عقله —

{ هل يحتاج تشنغ يانغ حقًا إلى قطعة كعك مني ؟

فالطاهي الخاص في المنزل يجهّز لهذا الأمير الصغير كل ما 

يرغب به على مدار الساعة ، 

وإذا خطر بباله شيء ، فهناك من يذهب ليجلبه له فورًا }


لكن ربما كان تشنغ يانغ قد أصبح أرقّ قليلًا في معاملته له مؤخرًا

شعر يي شي ببعض الحيرة ، وقليل من الانزعاج ، 

وكأنّه مضطر للرد بالمثل —-

وأضاف :

“ الكعك في ذلك المقهى لذيذ جدًا ، ففكرت أن أحضر 

واحدة لك ، لكن إن لم ترغب بها فلا بأس "


وأثناء كلامه ، حاول استرجاع الصندوق إلى يده

لكن هذه المرة كان تشنغ يانغ هو من تقدّم بسرعة وأمسك بالصندوق 

: “ ومن قال إنني لا أريده؟” قال بوجه صارم ، محدّقًا في يي شي


وقف الاثنان صامتين في عتبة الباب لبعض الوقت، 

حتى شعر تشنغ يانغ بالحرج، 

فالتفت ليغادر دون أن ينطق بكلمة أخرى


راقب يي شي اختفائه خلف زاوية الدرج ثم أغلق الباب ببطء



ما إن عاد إلى غرفته ، حتى فتح الهدية بحماس ، 


{ لقد أرسل لي باي يو هدية ….

هدية بمناسبة يوم الحب !! }


ورغم أنه يعلم أن باي يو ربما يمزح فقط—وحتى أنه أرسل 

هدية لتشنغ يانغ أيضًا—إلا أن مجرد سماع

 كلمات ' يوم الحب ' جعل فقاعات وردية تطفو في ذهنه


فتح يي شي كيس الهدية ، ووجد داخله علبة حديد بيضاء 

جميلة ، منقوشة بنقوش زهرية و الأزرق ، 

وبداخلها شوكولاتة تشبه الجواهر


وبجانبها علبة مخملية وردية ، تحتوي على زجاجة عطر صغيرة


كانت دقيقة الشكل ، تشبه قطعة شوكولاتة— شيء يمكن 

للفتاة أن تحمله في راحة يدها


وبجانبها بطاقة بريدية


التقط يي شي البطاقة ، فرأى خط باي يو الحرّ المتدفّق ،

بدا واضحًا أنه مكتوب بعفوية وبتسرع لطيف


[ العطر ذو رائحة الشوكولاتة حسب قول صاحب المتجر ، 

هذا هو المكان الوحيد في العالم الذي يمكنك شراءه منه . 

لذا أحضرت لك واحد أيضًا ، 

قد يكون حلوًا أكثر من اللازم وغير مناسب فعليًا للشبان ، 

لكن آمل ألا تمانع ، اعتبره مجرد ذكرى .


أما الشوكولاتة ، فهي بنكهات البرتقال ، والنعناع ، والكرز بالليكيور ، 

لقد صنعتها بنفسي ، لذا قد لا تبدو رائعة الشكل ، 

لكن طعمها لا ينبغي أن يكون سيئًا— لقد تذوقتها .


الآن هو الخامس من فبراير ، لكن بحلول الوقت الذي تصل 

فيه هذه الهدية إليك ، سيكون يوم الحب .


يوم حب سعيد يي شي . ]


و بجانب السطر الأخير ، آخر طرف لحرف ' شي ' مقوسًا 

قليلاً ، مع نقطة صغيرة تتبعه — كأن الكاتب تردّد ، غير 

متأكد إن كان يجب أن يضيف شيئًا آخر 

لكن في النهاية ، لم يكتب أي شيء إضافي


حدّق يي شي في البطاقة البريدية ، 

و يتخيّل باي يو وهو يكتبها

تلك اليد النحيلة ، الفاتحة كاليشم ، 

الأظافر مرتبة ومستديرة … حتى مسكة القلم مثالية ، 

والكتابة سريعة ، مائلة قليلًا

و عندما كتب السطر الأخير ، ربما ابتسم باي يو


لم يستطع يي شي إلا أن يبتسم أيضًا

كان يعلم أن هذه مجرد لفتة مجاملة—باي يو يقدّم نفس 

الاهتمام لكل من يي شي وتشنغ يانغ


{ ربما يوم الحب لم يحمل معنى خاصًا فعليًا ….

ربما كتب باي يو ذلك السطر بنبرة دعابة لطيفة }


لكن مع ذلك ، تخيّل يي شي باي يو وهو يختار العطر بعناية، 

ويضع الشوكولاتة المصنوعة يدويًا في العلبة، ويرسلها عبر 

البحر، لتصل إلى جانبه


شعر قلبه وكأنه يغمره ماء دافئ، يلين شيئًا فشيئًا


لأنه، في يوم الحب ، تلقّى هدية ممن يحب ،

وفي هذا اليوم ، في مدينة تشانغهوان، تساقط أول ثلج في الشتاء ،

كان أجمل من أي حكاية خيالية 


“ باي-غا…”

همس يي شي — بصوت يتخلله تنهد خفيف


{ حتى لو لم يمنحني باي يو أي ذرة من المشاعر في النهاية …

إلا أن باي يو ما زال أرقّ شخص قابلته في حياتي }


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي