Ch38 SBS
دردش يي شي مع باي يو حتى انتصف الليل في أستراليا ،
وعلى الرغم من أن الوقت لم يتجاوز العاشرة لديه ،
إلا أنه هو من بدأ يشعر بالنعاس أولاً ،
ولم يستطع منع نفسه من التثاؤب ،
لكنه لم يرغب في إنهاء المكالمة ،
و دفن نصف وجهه في البطانية ،
يرمش نحو باي يو بخمول لطيف ،
لكن باي يو لم يرغب بأن يسهر يي شي طويلاً ، فسأله
بصوت خافت جداً :
“ ما الأمر ؟
هل سهرت لوقت متأخر البارحة ؟ تبدو متعباً جداً "
خجل يي شي من الاعتراف بأنه ظل يقرأ مانهوا حتى الفجر ،
فاكتفى بإيماء رأسه
باي يو : “ إذن اذهب للنوم ،،
لنُنْهِي مكالمة الفيديو هنا ،
سأتواصل معك خلال بضعة أيام "
كان يي شي غير راغب في ذلك
لكن النعاس قد غلبه تماماً ، و جفونه تقاوم بصعوبة لتبقى مفتوحة ،
ولو استمر هكذا أكثر ، قد يراه باي يو ينام أثناء المكالمة
فكّر يي شي بقلق { وذلك… لا يمكن
— ماذا لو سال لعابي وأنا نائم ؟
ستكون كارثة حقيقية ! }
وبعد ثلاث ثوانٍ من التردّد ، اضطر للاستسلام
: “ حسناً إذن ...” قال بنبرة ناعسة ،
دافئة ومحمّلة بالكسل — بعيدة كل البعد عن نبرته الهادئة
المعتادة : “ سأنام الآن ،
يجب أن ترتاح مبكراً أيضاً باي غا … تصبح على خير "
: “ تصبح على خير "
قالها باي يو —- لكنه لم يضغط زر إنهاء المكالمة
ظل يحدّق في صورة يي شي على الشاشة
وفي النهاية ، يي شي هو من أغلق المكالمة ، متردداً ،
مرتبكاً قليلاً
ووش—اختفى ذاك الجمال النعسان من الشاشة فوراً،
ولم يبقَى سوى ظلام صامت
شعر باي يو فجأة بفراغ صغير في قلبه
رفع عينيه إلى السماء الليلية ، ثم إلى التقويم بجانبه
{ 17 يوم أخر حتى أعود إلى جانب يي شي }
……
مضت الأيام التالية بسرعة… وببطء في نفس الوقت
وبحلول الوقت الذي أنهى فيه يي شي آخر واجباته
الشتوية ، قد اقتربت عشية رأس السنة الصينية
وقبل ثلاثة أيام من العام الجديد ،
غادر تشنغ يانغ منزل عائلة تشنغ ،
فهذا العام ، سيقضي العطلة مع والدته ، لذا لن يمكث طويلاً
وكأن الأمر قد تم التخطيط له لتجنب لقائه ،
فبمجرد أن بدأ تشنغ يانغ بحزم أمتعته للمغادرة ،
وصلت والدة يي شي—السيدة يي شيوي— حاملةً حقائبها
كان وصولها هادئاً بسيطاً
أكثر من اثنتي عشرة حقيبة أُدخلت واحدة تلو الأخرى
بواسطة الخدم ،
فيلا عائلة تشنغ كبيرة بما يكفي—و هي تقيم في الطابق
الثالث ، وأحياناً في المنزل الصغير المجاور ،
لذا حتى حين تكون في المنزل ، يمكنها بسهولة تجنب تشنغ يانغ
ترتدي شال و فستان أنيق منقوش ، بياقة صينية سوداء ،
بشرتها شاحبة كبياض الثلج ،
وشفاهها مطلية بلون وردي هادئ ،
وقفت في وسط صالة المعيشة تُعطي تعليماتها للخدم
بنبرة لطيفة لكنها حازمة بينما يضعون ساعة أثرية جديدة
اشترتها مؤخراً
وفي هذه اللحظة ، نزل تشنغ يانغ ويي شي من الدرج واحداً
بعد الآخر
كان تشنغ يانغ يتثاءب ، لكن بمجرد أن لمح المرأة في
الصالة ، تجمّد تعبيره
هبطت يده ، وارتسمت على وجهه علامة عبوس
نظَر إليها تلقائياً ، ثم ألقى نظرة سريعة على يي شي بجانبه
شد يي شي شفتيه قليلاً ، وكان من الواضح أنه أكثر صدمة
من تشنغ يانغ—إذ لم يكن لديه أي فكرة أن والدته ستعود اليوم
لاحظت يي شيوي وجودهما
رتبت شالها بلطف ، وابتسمت لتشنغ يانغ :
“ يانغ يانغ أنت هنا ؟ لقد وصلت للتو —هل أزعجتك ؟”
كان صوتها ناعماً هادئاً، وابتسامتها آسرة ،
لا شك امرأة فاتنة الجمال
بعد كل هذه السنين ، لم يعد تشنغ يانغ يُظهر اشمئزازه من
يي شيوي على وجهه كما كان يفعل في طفولته
لكن ذلك لا يعني أنه أحبّها يوماً
اكتفى بإيماءة باردة نحوها ، ومشى متجاوزاً إياها دون كلمة
واحدة ، ثم جلس إلى المائدة ليصبّ لنفسه كأس ماء
وبينما يشرب ، رفع رأسه ورأى يي شي يقترب
بتردد من يي شيوي ثم يحييها بصوت خافت :
“ أمي "
ورغم أنّ وجه يي شي بقي خالياً من التعبير ،
وأنّه وقف أطول منها —بل أطول بكثير —إلا أنّ تشنغ يانغ
شعر بغرابة بلمحة حزن خافتة في تلك الكلمة الواحدة
فعمّق عبوسه
رفع تشنغ يانغ صوته موجهاً كلامه ليي شي :
“ ألن تأتي وتتناول الطعام ؟ ما الذي تقف هناك لأجله ؟”
تجمّد يي شي لحظة ، لكنه لم ينزعج من نبرة تشنغ يانغ ،
بل بدا وكأنه وجد مهرباً مناسباً ، فأومأ
: “ حسناً "
مشى وجلس في الجهة المقابلة لتشنغ يانغ
راقبته يي شيوي وهو يبتعد إلى جانب تشنغ يانغ، وومضة
سخرية خاطفة مرّت في عينيها
لكن مراعاةً لتشنغ يانغ ، لم تقل شيئ
دفع تشنغ يانغ طبقاً من البيض الفرنسي المخبوز باتجاه يي شي
: “ خرج للتو من الفرن—طعمه جيد " قال ذلك وهو يشرب قهوته
نظر إليه يي شي بدهشة طفيفة ، لكنه لم يعترض ،
و أخذ الطبق مطيعاً
……
بعد الإفطار ، توجّه تشنغ يانغ إلى منزل والدته
فعندما تطلق والداه ، وُقِّع اتفاق يضمن مكانته في ميراث
العائلة ، ولهذا كان غالباً مضطراً للبقاء في منزل عائلة تشنغ
للمظهر العام
لكن الحقيقة أنه كان يفضّل لو بقي مع والدته طوال الوقت
وقبل أن يصعد إلى السيارة ، التفت لينظر إلى يي شي
نادراً يخرج يي شي لوداعه —- لكن تشنغ يانغ قد أسقط
شيئاً قبل قليل ، فساعده يي شي في التقاطه
ولم يزد الأمر عن ذلك — سلّم يي شي الغرض إليه ،
ورافقه إلى الباب كأن الأمر عابر تماماً ،
ثم استدار ليعود مباشرةً إلى الداخل
لو أنه لا يعرف يي شي جيداً ، لما عرف أنّ هذه هي — طريقة يي شي الغريبة في التوديع
ارتفعت زاوية شفتي تشنغ يانغ بابتسامة خفيفة ، لكنها
اختفت فوراً
صعد إلى سيارة عائلة رُوَان ، وظل يراقبه والسيارة تخرج
ببطء خارج ملكية عائلة تشنغ — وانعقد حاجباه قليلاً
قبل صعوده —- ، قد لمح يي شي يعود بخطوات سريعة
إلى الداخل ،
وللحظة خاطفة ، راوده شعور غريب…
رغبة بأن يأخذ يي شي معه إلى منزل والدته أيضاً
ربما لن يصدّقه أحد ، لكن والدته —السيدة رُوَان وينشي—
لم تكن تكره يي شي
زواجها من والده كان صفقة تجارية ،
دون أي مشاعر حقيقية ،
وحين دخلت والدة يي شي في الصورة ،
لم تكن السيدة رُوَان غاضبة من تلك المرأة ، بقدر ما كانت
منزعجة من تهوّر والد تشنغ يانغ
لكنها سرعان ما استغلّت الموقف لصالحها— بالبكاء أمام
الجد ، وبالتحالف مع عائلة رُوَان للضغط ،
إلى أن أجبرت والده على توقيع مجموعة من الاتفاقيات ،
وبحلول الثالثة من عمر تشنغ يانغ، كانت قد تطلّقت منه
بنجاح ، وعاشت حياتها بارتياح
وهكذا ، حين بدأ تشنغ يانغ في استهداف يي شي بدافع
الغضب ، بقيت رُوَان وينشي غير متأثرة
بل إنها حاولت أن تُقنعه وتهدئه :
“ ذلك الطفل مثير للشفقة ،
ولد لأبوين كهذين ، وقد عانى بما يكفي ،
ليست هناك حاجة لأن تجعل الأمر أسوأ "
سخر تشنغ يانغ قائلاً :
“ يا للقدّيسة ما الذي يثير الشفقة فيه ؟
إنه من نفس طينة أمه ! "
لكن بعد سنوات ، حين رأى يي شي ذو الاثني عشر عاماً يكاد
يفقد سمعه من صفعة تلقاها من والدته ،
فهم أخيراً ما كانت تعنيه ——-
فالأطفال غير الشرعيين ليسوا جميعاً مثيرين للشفقة ،
بعضهم مدلّل و متعجرف لا يعرف شيئاً عن قسوة العالم ،
لكن يي شي لم يكن واحداً من أولئك
لقد وُلد في هذه العائلة كشيء أشبه بنبتة ،
أو أداة لكسب الودّ — ليس كطفل خُلِق ليُحَب ،
وكلما كبر ، ازداد نضجاً وصمتاً ،
لا يستفز أحد ، ولا يحاول إرضاء أحد ،
كلما فكر تشنغ يانغ في هذا الأمر ،
كان يشعر بانزعاج لا يمكن تجاهله ….
……
بعد مغادرة تشنغ يانغ —- شعر يي شي أن المنزل أصبح
فارغاً فجأة
عادةً يشعر أن وجود تشنغ يانغ صاخباً بعض الشيء ،
لكن الآن—ومع وجود والدته في الصالة—كاد يتمنى لو يعود
فعلى الأقل… تشنغ يانغ شخص طبيعي
لكن بينما حاول يي شي تجنّب يي شيوي،
كانت هي لا تنوي تركه يذهب
: “ تعال هنا "
رفعت نظرها من على الأريكة وثبّتت عينيها عليه
: “ لقد وصلني تقرير نتائجك النهائية ،
قال معلمك إنك تحسّنت —من الخامس من الأخير إلى
الخامس عشر من الأخير ،
إنجاز كبير ،
أي شخص آخر كان سيظن أنني أنجبت عبقرياً "
تقدّم يي شي ببطء ….
واقفاً فوق السجادة الناعمة ، بوجه خالٍ من التعبير
كان يسمع السخرية في صوتها بوضوح ، لكنه لم يهتم
رؤية لامبالاته تلك جعلت غضب يي شيوي يشتعل
وضعت فنجان الشاي بقوة على طبقه ، بصوت أعلى مما ينبغي
: “ انظر إلى نفسك ،، ما الذي تظن أنك عليه ؟” سخرت :
“ هل أنت كلب ؟
يناديك تشنغ يانغ فتركض إليه ؟”
أظلم وجه يي شي
{ تشنغ يانغ على الأقل أفضل منك —
حتى إنه ساعد في إيصال هدية باي يو }
ومع ذلك، لم يقل شيئ
اكتفى بالتحديق في السجادة ، تاركاً لها أن تتفوه بما تشاء
رؤية هذا العناد الصامت منه جعل غضب يي شيوي يتصاعد أكثر
لكن يي شي لم يعد ذلك الطفل الذي تستطيع أن تشكّله بأهوائها
ضحكت ضحكة باردة ، شرب رشفة شاي، ثم قالت:
“ أتظن أنني أريد الاهتمام بك؟
ستبلغ الثامنة عشرة قريباً ،
يجب أن تكون أذكى ،
عائلة تشنغ تمنح كل طفل هدية بلوغ ،
أنت لست نداً لتشنغ يانغ في نظر العجوز ، لكن ما هو لك سيظل لك ،
بإشارة واحدة منه ، يمكنك أن تعيش مرتاحاً بقية حياتك .
لذا… كن مطيعاً "
رفعت نظرها إليه
عيناها، المزيّنتان بخط الكحل ، كانتا لامعتين بالجمال —
لكن كلماتها ثلج خالص
: “ عليك أن تفهم… هذا كل ما تبقّى من قيمتك "
للمرة الأولى ، لم يستطع يي شي التحمل
نظر إليها… وضحك بخفوت
: “ أهكذا إذاً ؟ كنت أظن أنني ما زلت ذا قيمة "
عيناه تشبهان عينيها ، لكنهما أبرد… بلا أي سحر
وقال بهدوء:
“ لو لم تنجبيني ، فبماذا كنتِ ستتميّزين بين كل عشيقات والدي ؟”
لدى تشنغ لوو العديد من العشيقات حتى قبل زواجه ،
ولم يكن طلاقه من رُوَان وينشي بسبب يي شيوي فعلياً ،
لذا، بعد الطلاق ، لم يسارع تشنغ لوو إلى الزواج من جديد ،
أمضى سنوات يعيش كما يشاء — إلى أن ظهر يي شي —
طفله غير الشرعي الوحيد ،
ليمنح يي شيوي فرصتها الذهبية لتأمين مكان لها في العائلة
وقبل أن يُنهي يي شي جملته ، لنسكي كوب شاي ساخن على وجهه
و التصقت بضع أوراق شاي بخده ، فبدا المشهد مضحكاً…
ومؤلماً في آنٍ واحد
وقفت يي شيوي — والغضب المظلم في ملامحها
لقد لمس نقطة حسّاسة — انشد فكّها
ورفعت يدها لتصفعه
لكن يي شي أمسك معصمها —-
“ يكفي "
كان صوته هادئاً
لم يهتم بالشاي على وجهه — لم يتفادَاه في الوقت المناسب
: “ أعرف أنك لا تريدينني ابناً لك ،
وأعرف أن وجودي يزعجك ،
لكننا على وشك استقبال رأس السنة ، وأبي سيعود قريباً ،
حاولي أن تَكبحي نفسك .”
نظر إليها بهدوء ، ومسح الشاي عن وجهه :
“ إن لم يكن لديك شيء آخر ، سأصعد لغرفتي "
استدار وغادر دون أن يمنحها حتى نظرة أخيرة
وعندما وصل إلى منتصف الدرج، سمع تحطم خزف—
يبدو أن يي شيوي رمت شيئاً آخر
عاد يي شي إلى غرفته
أغلق الباب بنقرة خفيفة
تقدّم نحو مكتبه ونظر من النافذة إلى الحديقة الشتوية الهادئة
وللحظة قصيرة… شعر بإرهاق شديد يبتلعه
فتح النافذة
هبّت رياح باردة على وجهه ، تحمل رائحة الثلج والجليد
أزهار البرقوق قد تفتّحت خارجاً ،
و عطرها الخفيف الأنيق ملأ الأجواء — تماماً مثل ذلك اليوم
حين كان في الثانية عشرة ،
راكعاً في غرفة المكتب عقاباً ، يشمّ نفس الرائحة عبر النافذة
{ كم مضى من الوقت...
ربما أنا الطالب الوحيد في العالم الذي يتوق فعلاً لعودة المدارس
جميعهم يتمنّون إجازة أطول…
أما أنا ، فأُفضّل العودة إلى المدرسة }
——————-
في الأيام التالية ، ظلّت حياة يي شي هادئة نسبياً ،،
فبعد عودة والده — تشنغ لوو كبحت يي شيوي برودها الحاد ،
وتحولت إلى امرأة لطيفة ذات صوت رقيق ،
تتحدث مع تشنغ لوو بنبرة حلوة متدلّلة ،
أما تشنغ لوو فقام بواجبه العائلي ،
فسأل يي شي باهتمام ظاهري فقط عن المدرسة ،
بينما كان واضح أنه لا يستمع حقاً ،
وكان يي شي يدرك ذلك أيضاً ، فاكتفى بإجابة مختصرة ،
واستمر في شرب الحساء الحلو أمامه ،
لاحقاً، تبع تشنغ لوو ويي شيوي للعودة إلى فيلا عائلة تشنغ
للاحتفال بالعام الجديد ،
وقدّم التهاني للوالد الأكبر — الجد تشنغ —ولمجموعة من
الأقارب الذين لم يستطع حتى تمييز أسمائهم
لكن يي شي صمد ليومين فقط من أيام السنة الجديدة ،
ثم بحث عن عذر للمغادرة ،
قال إنه سيزور أحد زملائه ، لم يهتم تشنغ لوو ،
بل مثّل أمام الأقارب دور الأب اللطيف :
“ اذهب ، من الجيد الحفاظ على علاقة مع زملائك .”
فأسرع يي شي بالهرب إلى منزل لي روي ،
و ارتمى على أريكته ،
وبدآ يلعبان الألعاب على الإنترنت معاً ،
استقبلوه عائلة لي روي كلهم بحرارة … حتى والد لي روي
خبز له كعكة ،
وأخوه الأكبر اصطحبهما للتزلج و ميدان الرماية
أما والدة لي روي —- فكانت تجرب أطباق قليلة الدهون وصحية ،
وعندما تقدمها لهما لقمة للتذوق ،
يتبادلان يي شي ولي روي نظرات المعاناة المطلقة
كان يي شي سعيدًا للغاية في منزل لي روي
ولو لم يشعر بالذنب من كثرة إزعاجه ، لكان بقي هنا إلى الأبد
وعندما جاء اتصال باي يو —- كان يي شي لا يزال ممددًا
على السرير يلعب غوموكو مع لي روي
هاتفه على الوضع الصامت ، وعيناه معلّقتان على لوحة اللعب
“ مرحبًا ؟ من المتصل ؟”
“ أنا… يا يي شي "
ظهر صوت باي يو من الطرف الآخر
سقط الجهاز الأبيض من بين أصابعه وتدحرج فوق البطانية
وفي الجهة المقابلة ، اتسعت عينا لي روي، وقد انتصبت
أذناه بتركيز ليسمع كل كلمة
ضحك باي يو بخفوت عبر الهاتف:
“ عدتُ قبل يوم ميلادي ، أنا الآن في صالة منزلك ، .
لكن أين ذهبت ؟ لماذا لست في المنزل ؟”
تجمّد يي شي تمامًا
تفقد الوقت على هاتفه — وكان الخامس والعشرين بالفعل
لقد استمتع كثيرًا في منزل لي روي لدرجة أنه فقد إحساسه بالأيام
{ مصيبة ! }
قفز من السرير دفعة واحدة ، يغمره الشعور بالذنب
رد بسرعة : “ سأعود حالًا !
باي غا انتظرني !”
قفز لي روي هو أيضاً واندفع يرتدي معطفه ،
و بدأ الاثنان يركضان في أرجاء الغرفة كالمجانين ——
وبعد عشر دقائق نجح لي روي في إقحام يي شي داخل سيارة العائلة
لي روي للسائق : “ انطلق ، انطلق !”
تحدث لي روي وهو يضع لشفتي يي شي مرطّب
: “ شفاهك جافة جدًا—ماذا لو أراد باي يو أن يقبّلك؟”
ضحك يي شي رغم توتره—فقد خفّف لي روي الأجواء كعادته
بعد نصف ساعة ، وصل إلى منزله —-
عاد السائق وأنزله عند المدخل ، بل وحذّره من الأرضية الزلقة
: “ شكرًا يا عمّ .” قال يي شي بأدب ثم تعجّل للدخول
لكن ما إن دخل الحديقة … حتى رأى شخصين يقفان تحت شجرة البرقوق
أحدهما كان تشنغ يانغ، طويل القامة، يرتدي جاكيت قصير ،
والآخر… يرتدي معطف صوفي رمادي داكن ،
بياقة مائلة ولمعة حريرية خفيفة ،
عنقه الطويل واضح ، ويده في جيبه ،
يقف بطريقة هادئة وهو يقول شيئًا لتشنغ يانغ
توقّف يي شي في مكانه
لم يصدر صوت —-
ومع ذلك—بدى وكأن باي يو أحسّ بوجوده —-
فاستدار فجأة
والتقت أعينهما
وقفا مقابل بعضهما ، يفصل بينهما بركة صغيرة
شهر واحد فقط قد مرّ — لكن لحظة اللقاء هذه حملت شيئًا غريبًا…
فحتى يي شي، الذي يحفظ ملامح باي يو عن ظهر قلب، شعر بالتوتر—
كأنه يعود إلى منزله بعد غياب طويل
لكن سرعان ما ارتسمت على وجهه ابتسامة ناعمة
“ باي غا سنة جديدة سعيدة !”
قالها بصوت مرتفع ، بينما عيناه —
عينا الفينيق الهادئة —تنحنيان كقمرين هلاليين وسط هذا الشتاء بارد —-
يتبع
تم ترجمة هذا الفصل بواسطة : رور
التدقيق : erenyibo
تعليقات: (0) إضافة تعليق