Ch41 SBS
بعد العشاء ،
الوقت ما يزال مبكرًا ، فبدأ الأربعة يتجوّلون قليلًا في البلدة الصغيرة ،
لا ترجد مباني شاهقة هنا — معظمها مكوّن من طابقين أو ثلاثة ،
مطلية بالرمادي والأبيض ،
الشوارع نظيفة ،
وعلى جانبيها أكوام من الثلج الذي لم يذوب بعد ،
وتحت حواف بعض الأسقف ، تعلّقت أجراس نحاسية صغيرة ،
بيننا عُلّقت داخل النوافذ فوانيس صغيرة بلون برتقالي مائل
إلى الأحمر على شكل اليوسفي ،
في ليلة شتوية ، ورغم وجود الكثير من السيّاح ،
كان المكان هادئًا وله جوّ خافت ،
ومن خلف النوافذ الشبكية السوداء ،
بدت داخلية المحلات المضاءة باللون الدافئ كأنها مكعّبات
سكر صفراء تتوهّج
كان المشهد لا يزال أشبه بلقطة من فلم أثر الثلج
لكن قبل أن يُشهرها الفيلم ، كانت هذه البلدة مشهورة
بالفعل بصناعة الفخار ومصانع التخمير
لذا اصطفّت على جانبي الشارع محلات صغيرة كثيرة
يبيعون أدوات خزفية وأنواع مختلفة من المشروبات الكحولية
ولجذب السيّاح ، عرضت معظم الواجهات زجاجات جميلة
لخمور الفواكه الملوّنة ، فلفتت أنظار الجميع
جلس لي روي ويي شي القرفصاء أمام إحدى الواجهات ، يتفحّصانها طويلًا
قال لي روي:
“ هل نشتري بعضًا منها ؟ يبدو أنها ليست قوية "
تذكّر يي شي الفوضى التي أحدثها آخر مرّة شرب فيها
الكحول—فارتجف قليلًا
ولم يستطع منع نفسه من رفع عينيه نحو باي يو
لكن نظرة يي شي تلك جعلت باي يو يفهم الأمر بشكل
خاطئ ، لذا انحنى وسأله بهدوء :
“ هل تريد أن تشتري ؟”
وبوضوح ، كان باي يو يتذكّر حادثة سُكر يي شي السابقة
أيضًا ، ابتسم وأضاف:
“ يمكنني أن أشتريها لك ، لكن لا يجوز أن تشرب كثيرًا "
ثم أشار إلى يي شي ولي روي ودخل إلى المحل
بعد عشر دقائق ، خرج وهو يحمل كيسًا ممتلئًا بالزجاجات
نبيذ اليوزو ، نبيذ الليتشي الأبيض ، نبيذ الفراولة ،
نبيذ البرقوق…
ورغم أنه قال ليي شي ألا يكثر من الشرب ،
فقد اشترى كمية لا بأس بها ،
والحق أن أكثر من نصفها كان من اختيار تشنغ يانغ ،
لحسن الحظ الزجاجات كلها صغيرة الحجم —
وربما هذا يعني أنها لن تكفي لدرجة السكر ،
بعد شراء النبيذ ، توجه يي شي ولي روي إلى متجر فخار ،
ثم زارا متجرًا صغيرًا مشهورًا على الإنترنت بتقييمات عالية
المتجر في الغالب مصنوع من الخشب ،
وهذا ليس غريبًا في هذه البلدة الثلجية ،
وقد بُني على ضفة النهر ،
تتلألأ فيه نافذة زجاجية ملوّنة فاتنة ،
ولأن المتجر يبقى مضاءً على مدار الساعة ،
كان يبعث ضوءًا ناعمًا دافئًا طوال الوقت ،
خارج المتجر ، بنى صاحبه جدار من الثلج فيه أقسام صغيرة
تضمّ تماثيل خزفية ومصابيح صغيرة ،
كان منظرًا لطيفًا للغاية
انحنى يي شي للحظة يتأمل ، وفجأة تذكّر التمثال الطيني
الذي منحه له باي يو
لقد أخذه معه إلى المنزل ، وهو الآن موضوع على طاولة جانبه
وفي هذه اللحظة ، انفتح باب المتجر ،
أخرجت شابة ترتدي مريول أزرق رأسها من الداخل ،
وابتسمت ابتسامة دافئة وهي تقول:
“ هل ترغبون في الدخول لتدفئوا أنفسكم ؟
الجو بارد قليلًا— أستطيع إعداد بعض الشاي لكم .”
الشابة طويلة القامة ، بشعر مرفوع في ذيل حصان عالٍ ،
بشرتها شديدة البياض ، بياضًا يحمل لمحة برودة ،
عيناها ، اللتان تشبهان عيني ثعلب ، مائلتان قليلًا إلى الأعلى،
وشفاهها نحيلة لكنها حمراء براقة ،
مما منحها جمالًا باردًا قويًا لافتًا للنظر
عند رؤيتها لأول مرة ، لم يستطع باي يو إلا أن يرفع حاجبيه
بدهشة ، ثم ألقى نظرة نحو تشنغ يانغ بجانبه ، وكما توقّع—
فبمجرد أن نظر تشنغ يانغ إلى الشابة ، اضطرب على الفور
قبل لحظات فقط كان يتكئ بكسل على الدرابزين ويضايق
يي شي كطفل وهو يحدّق في الدمى الخزفية ،
أما الآن فقد وقف مستقيمًا فجأة —-
ضحك باي يو بخفة { كما توقعت تمامًا ،،، صاحبة المتجر
هذه من النوع الذي يُعجب تشنغ يانغ—المرأة الجميلة ،
الهادئة ، ذات الحضور القوي }
وفي هذه الأثناء ، لي روي قد انساب إلى الداخل مع يي شي
وكأنهما يعرفان المكان منذ زمن
حيّا لي روي صاحبة المتجر بحماس : “ رائع ، رائع!
جي -جي وجدنا متجرك على الإنترنت ،
قالوا إنكم تبيعون شاي الحليب بالمربّى المصنوع منزليًا
وحلوى الأوسمانثوس —أشياء لا نجدها في أي مكان آخر "
ابتسمت صاحبة المتجر وتراجعت قليلًا لتفسح لهم المجال
: “ نعم، لكن بوسعكم التذوق أولًا قبل الشراء .” قالت ذلك
بابتسامة وهي تلتقط صينية صغيرة ،
ثم وضعت عليها بعض الحلوى الصغيرة ،
وسكبت قليلًا من شاي الحليب في أكواب ورقية صغيرة ،
وقدّمتها إلى يي شي ولي روي :
“ إن لم يعجبكما ، فلا بأس —لا داعي للشراء .”
وضع يي شي إحدى قطع حلوى أوسمانثوس في فمه،
لكنه وجد طعم الورد ينساب داخله
: “ لذيذ ؟”
اقترب باي يو وسأله
: “ همم.” أومأ يي شي والحلوى ما زالت في فمه،
ثم التقط قطعة صغيرة أخرى من الصينية ليعطيها لباي يو
كان يقصد أن يسلّمه إياها بيده…
إلا أن باي يو وضع قفازيه على الطاولة القريبة ،
ثم مال نحوه ببساطة… وقضم الحلوى مباشرةً من بين أصابع يي شي
تجمّد يي شي في مكانه ،
وانكمشت أطراف أصابعه لا إراديًا ،
أما باي يو فظلّ هادئًا تمامًا
أمسك الحلوى بين أسنانه ، ثم بدفعة خفيفة من لسانه
دحرجها إلى داخل فمه
قال يشرح :
“ لقد لمستُ قطةً خارجًا —
يداي قد تكونان متسختين قليلًا "
أومأ يي شي رأسه بسرعة : “ أوه ، أوه "
فقد صادفوا بالفعل قطة من متجرٍ آخر في وقت سابق ،
و باي يو اشترى لها بعض السمك المجفف ليطعمها ،
لكن يي شي قبض أصابعه إلى الداخل بقلق ، وكأن أطرافها تشتعل حرارة
لم يرَى لي روي ولا تشنغ يانغ هذا المشهد مطلقًا ،
تشنغ يانغ يتلعثم بينما يتحدث مع صاحبة المتجر ، التي
كانت تعرّفه بأنواع شاي الأزهار
قالت بابتسامة :
“ هذا النوع يناسب من يحبّون الطعم الحلو ،
وإن أردته هدية ، نوفّر علب معدنية ،
أمّا إن كان للاستخدام الشخصي ، فالكيس الورقي يكفي "
لم يستطع تشنغ يانغ سوى الإيماء، وأذناه تحمران بوضوح
أما لي روي فكان يراقب المشهد باهتمام شديد ،
وعيونه تتلألأ وكأنه يودّ تصوير كل شيء ،
وفي النهاية ، أمضوا ما يقارب الساعة داخل هذا المتجر الصغير
⸻
في الخارج ،
بدأت أمطار خفيفة بالهطول ،
ومع قلّة الزبائن سمحت لهم صاحبة المتجر بالبقاء مدة أطول
جلس يي شي ولي روي ، غير مباليين بما إذا كان بإمكانهما
النوم لاحقًا أم لا وكلّ منهما يمسك بكوب من شاي الحليب
وهو يحدّق عبر النافذة
في بلدة صغيرة وهادئة كهذه ، تحت المطر والثلج ،
وكل شيء يغمره ضباب رقيق ، والأضواء دافئة ولطيفة…
شعرا وكأنهما مختبئان في كوخ خشبي مضاء بعيد عن العالم
قال لي روي بصدق وهو يتنهّد :
“ هكذا تبدو الحياة الحقيقية ،،
لا أريد العودة إلى المدرسة أبدًا ،
أريد فقط أن أحمل حقيبتي وأتجول في كل مكان .”
أومأ يي شي رأسه بجدية
كان يشعر بالأمر نفسه — فمجرد التفكير في عودة الدوام
بعد أيام قليلة كان يصيبه باليأس
تشنغ يانغ — وقد ضَمِن مقعده الجامعي مسبقًا، لم
يستطع تحمّل هذا الكلام من طالب كسول مثل يي شي ،
نظر إليه بارتباك ،
{ لم يكن الأمر منطقيًا ...
نصف جيناتنا مشتركة
و والدة يي شي البيولوجية لم تفتقر إلى الذكاء أيضًا ..
كيف أنجبت والدة يي شي مثل هذا الفتى الغبي الصغير ؟ }
خلفهم ، باي يو عند طاولة الحساب ،
الأشياء التي اختارها يي شي وتشنغ يانغ ولي روي موضوعة
بشكل منظّم داخل ثلاث أكياس
وباعتباره الأكبر بينهم ، كان من واجبه أن يدفع للجميع—
حتى لتشنغ يانغ المزعج
لكن حين التفت ورأى طلاب الثانوية الثلاثة يجلسون على
الكراسي العالية بجوار النافذة—يي شي يحرّك قدميه في
الهواء وهو يتكئ على لي روي لالتقاط الصور ،
وتشنغ يانغ يزاحمهم رغم أنه لا يهتم أصلًا — ضحك باي يو
ضحكة خفيفة
{ حسنًا… على الأقل في هذه اللحظة
يمكنني أن أغفر لتشنغ يانغ لأنه أفسد
رحلتي الخاصة مع يي شي }
…لكن تلك الطبقة الرقيقة من الدفء لم تدم نصف ساعة
بعد نصف ساعة ، أخذوا العربة المعلقة عائدين إلى الفندق
في أعلى الجبل
أصرّ تشنغ يانغ بإصرار عنيد على مشاركة حوض الينبوع
الساخن مع باي يو — ودفع يي شي ولي روي إلى الحوض المجاور
لم تستطع حيل لي روي هذه المرة أن تزيحه قيد أنملة
كان تشنغ يانغ ثابتًا كالجبل ، متشبثًا بباي يو:
“ لا، لا يهم ،
لستُ مقرّبًا من هذين الاثنين ، ولن أشعر بالارتياح في نفس الحوض .”
اتّسعت عينا لي روي بدهشة :
“ ماذا ؟ أتظن أنني سآكلك ؟
نحن زملاء في نفس المرحلة ، وحتى أننا تبادلنا التحية أكثر
من مرة ! هل أبدو لك وحشًا ؟”
{ يا للوقاحة !
هذه أول مرة يعاملني أحد بازدراء هكذا ،
حتى شينغ يوهي لم يجرؤ يومًا على رفضي بهذا الشكل المباشر }
انتفخت وجنتا لي روي غضبًا وهو يحدّق بتشنغ يانغ بنظرة
جريحٍ لا يُصدّق ما يحدث
تشنغ يانغ تردد لثانية ، لكن ما إن وقعت عيناه على يي شي
الشاحب ، الواقف مرتبكًا وهو يعانق رداءه ، حتى تصلّب
موقفه فورًا
تمتم بصلابة :
“ لا يهمني ،
أنتما الاثنان لستما مسموحَين في الحوض نفسه معي .”
{ أن أترك باي يو في حوض ماء ساخن مع يي شي؟ مستحيل !
يي شي فائض الجمال أصلًا ، أشبه ببياض الثلج…
فكيف إذا احمرّ وجهه بحرارة الينبوع ؟
كيف سيمكن لباي يو أن يقاوم ذلك المنظر ؟ }
ومن دون تردد ، جرّ تشنغ يانغ باي يو وهو يهدد :
“ هيا ، لا تتباطأ .”
ضغط باي يو على أنفه بيأس ،
كان يفهم تمامًا ما يدور في رأس تشنغ يانغ ،
وإذا لم يتعاون ، ربما سيشنق تشنغ يانغ نفسه هنا
لم يستطع إلا أن يبتسم ليي شي ابتسامة مستسلمة
أما لي روي — فلم يجد حلاً غير أخذ يي شي إلى الحوض الآخر
⸻
كان الحوضان قريبين من بعضهما، تفصل بينهما سحابة ضباب خفيفة
ومع الإضاءة الخافتة في الحديقة ، أصبحت الرؤية باهتة وغير واضحة
اتكأ لي روي على الصخرة ، متنهداً تنهيدة ارتياح حقيقية
وهو يشرب عصير الفندق البارد ، كأنه يطفو فوق الماء
لكن لي روي انحنى وهمس في أذن يي شي:
“ بصراحة ، لا أستطيع التعامل مع تشنغ يانغ ،،
إنه أصعب من كلب جدي الألماني ،
دائمًا في حالة تأهب قصوى "
وألقى نظرة مريبة نحو الحوض الآخر
{ إذا استمر الوضع هكذا ، سأبدأ فعلًا بالشك في أن تشنغ
يانغ قد اكتشف مشاعر يي شي تجاه باي يو…
وإلا فلا تفسير منطقي لكل هذا ! }
ازدادت ملامح يي شي كآبة ،
اقترب أكثر من لي روي وهمس بقلق حقيقي:
“ هل تعتقد أن تشنغ يانغ قد يكون معجبًا بباي غا ؟
وإلا لماذا هو مهووس بالبقاء بجانبه ؟
لقد كان ملتصقًا به طوال الرحلة "
كلما فكر في الأمر ، بدا له أكثر احتمالًا ، وتجعدت حاجباه بحدة
{ مستحيل…
فضيحة عائلتي مع تشنغ يانغ كافية لوحدها …
و إذا أُعجبنا بالرجل نفسه… كيف سيستمر العالم ؟ }
فجأة ، تذكر يي شي عدد لا يحصى من روايات ' أصدقاء
الطفولة ' التي قرأها
مثل قصة الفتى اللطيف الذي أحب جاره سرًا لسنوات ،
لكنه لم يجرؤ على الاعتراف… حتى تلك الليلة الماطرة
المحرّمة حين سكرا معًا…
أو قصة الصديقين اللذين على ملعب كرة السلة كانا
مستعدين للتضحية بكل شيء من أجل بعضهما، ثم فرق
بينهما سوء فهم… ومع ذلك لم يستطع أي منهما مقاومة
الآخر في النهاية
قال يي شي بجدية قاتمة :
“ هذا شيء محتّم … باي-غا ممتاز جدًا ،
من الطبيعي أن يقع تشنغ يانغ في حبه "
كاد لي روي يبصق العصير : “ شكرًا جزيلاً ،
لا تروي قصصًا مخيفة في منتصف الليل ”
سعل قليلًا ثم ابتلع العصير بصعوبة و ربّت على يي شي مطمئنًا :
“ اهدأ ،، تشنغ يانغ كان يحمر خجلًا أمام صاحبة المتجر سابقًا ،
إنه مجرد فتى مستقيم في مرحلة البلوغ ”
“…آوه " تنفّس يي شي بارتياح ، لكنه عاد فورًا لفضوله ،
مستندًا ذراعيه على الصخرة وهو يحاول التجسس على جهة تشنغ يانغ
: “ حقًا ؟
يعني أنّ تشنغ يانغ مُعجَب بصاحبة المتجر ،
تلك الجي جي التي رأيناها قبل قليل ؟”
: “ نعم ، هي جميلة ومرِحة ، وهي تمامًا من النوع الذي يعجبه ،
كان وجهه أحمر لدرجة أنه كان يبدو وكأنه ينزف ،
أعطته حلوى ولم يجرؤ حتى على أخذها ،
وعندما غادرنا ،، كان يجرّ قدميه جَرًّا ، وكأنه يتمنّى لو يمكث
وقتًا أطول .”
ضحك يي شي :
“ غريب… لم أكن أعلم بذلك قط ،
لكن ما دمنا سنبقى هنا أيام ، لِمَ لم يطلب رقمها ؟”
: “ حتى لو طلبه ، لما أعطته إيّاه ،
سألتُها قبل قليل—فاتضح أنّ عمرها ثمانية وعشرون عامًا.
أمّا تشنغ يانغ فما يزال طفلًا لم يكتمل نضجه بعد ،
لا أمل له "
ومع استمرار الحديث ، بدأ حماسُهما يتزايد ،
وارتفعت أصواتهما من غير أن ينتبها
بل إنّ يي شي بدأ يكشف قصص إعجابات تشنغ يانغ القديمة ،
مثل أيام المتوسطة حين كان يُصرّ على مرافقة الفتيات
الأكبر سنًّا إلى منازلهن ،
بينما كنّ يعاملنه معاملة الأخ الصغير لا أكثر ،
وكان باي يو في الحوض المقابل يسمع كل شيء ،
ينظر إلى تشنغ يانغ بابتسامة نصف ساخرة ،
“ حقًا ؟ وكيف لم أسمع بهذا من قبل ؟”
احمرّ وجه تشنغ يانغ حتى غدا كالجمر ،
ضرب سطح الماء بيده غاضبًا وصاح نحوهما :
“ يي شي! لن تفلت مني !”
سقط صمت تام —- وتوقّف النمّامان عن الكلام
لكن بعد لحظة ، عاد صوت يي شي يعلو عنيدًا ،
مُصرًّا على متابعة الفضيحة:
“ لكن هذا صحيح ، حتى أنك كنت معجبًا بقائدة فريق
التشجيع في الصف الثالث من المتوسطة ،
وقفت تنتظرها بعد التدريب رغبة في الاستعراض ،
وفي النهاية ذهبت وارتبطت بقائد فريق كرة السلة .”
قفز تشنغ يانغ من الحوض وهو يكاد يغلي :
“ يي شي! لن تفلت هذه المرة !”
لكن يي شي لم ينتظر ،
قفز خارج المسبح ، وخطف رداء الحمّام ولفّه على عجل
حول جسده ، ثم اندفع راكضًا إلى الداخل
وبحلول الوقت الذي دخل فيه باي يو ولي روي
كان الاثنان قد عادا إلى التشابك من جديد
لكن مهارات تشنغ يانغ في القتال لم تتحسّن قيد شعرة
طوال تلك السنين ، فسُرعان ما طرحه يي شي أرضًا
رفع يي شي ذقنه بتعالٍ وقال :
“ أتستسلم؟”
لكن قبل أن يتمكن تشنغ يانغ من الرد ،
أدرك في وسط العراك أن رداء يي شي قد انفلت تمامًا ،
فانزلق نصفه كاشفًا كتفًا وظهرًا ناصعين كالثلج ،
و قطرات الماء تنساب على عموده الفقري خطًا شفافًا يلمع تحت الضوء
وحين رفع عينيه نحو باي يو غير البعيد ، بدا أنه تجمّد للحظة
عندها اشتعل غضب تشنغ يانغ مجددًا ،
نهض بعنف ، وأمسك بالرداء وأغلقه على يي شي بقوة ،
ثم شدّ الحزام ،
وقال بصوت خافت غاضب:
“ ما هذا المنظر ؟ قلة حياء… وقلة أدب "
حدّق به يي شي مذهولًا ، وكأنّ تشنغ يانغ قد تحوّل أمامه
إلى بوابة عفّة قائمة بذاتها ،
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق