Ch45 SBS
عمّ الصمتُ القاتم أرجاء السكن —-
لم ينطق أحد بكلمة لوقت طويل—لم يُسمع سوى سعال يي شي
استغرق وقتًا حتى هدأ تمامًا ،
حدّق في لي روي غير مصدّق:
“ ماذا قلت ؟”
{ باي يو… قبّلني ؟!
كيف يعقل أنني لا أعلم بهذا أبداً ؟! }
اتّسعت عينا يي شي إلى أقصى حدّ —-
قال لي روي بهدوء :
“ تلك الليلة حين كنّا نلعب الورق—أنت وأنا وتشنغ يانغ
كنّا جميعًا مخمورين ،
فقط باي يو كان ينظّف خلفنا ،
كنتُ ممدّدًا على السرير ، نصف نائم ، وعندما فتحتُ
عيني… رأيته يقبّلك .”
يي شي “…………”
{ هاااه ؟ }
هذه المرة أصبح دور يي شي لينظر إلى لي روي وكأنّ مسًّا أصابه
بل إنه رفع يده قليلًا ليلمس جبين صديقه ليتأكد أن الحمى
لم تفتك بعقله
{ أي هراء هذا الذي يتفوه به في منتصف الليل ؟ }
مع أن كلام لي روي كان… جميلًا للغاية—
بالقدر الذي جعل يي شي يسرح بخياله للحظة قصيرة—
إلا أنه سرعان ما أحس بالإحباط :
{ يبدو أن ضغط آخر سنة دراسية
قد دفع لي روي إلى حافة الجنون }
قال يي شي بيأس ممزوج بالضحك ، غير مصدّق كلمة واحدة :
“ عمّ تتحدث ؟ كنتَ مخمورًا — كيف ستَرى شيئًا بوضوح ؟
ربما حلمتَ أن باي يو قبّلني ، وعندما استيقظتَ ظننتَ
أن الأمر حقيقي ؟”
تنهد
{ مهما بدت كلمات لي روي رائعة…
من سيأخذ كلام شخص سكران على محمل الجد ؟ }
دوّى صوت طَق حاد ——
وتحطّم هدوء لي روي في لحظة
أمسك كتفي يي شي وهزّه بعنف:
“ إنه صحيح !”
كان يقترب من فقدان صوابه —-
{ لماذا إثبات الحقيقة صعب إلى هذا الحد ؟ }
فجأة شعر بمعاناة ' دوو إير ' في قصتها عن الظلم ،
أراد أن يقف فوق كرسي
ويُشرف على رأس يي شي كي يُرغمه على التصديق
شدّد بحدّة :
“ لماذا لا تصدّقني ؟
ذلك اليوم لم أشرب كثيرًا ،
أنت وتشنغ يانغ شربتما زجاجتين أو ثلاثة ،
أما أنا فلم أشرب سوى القليل ،
ما زلت أتذكر باي يو وهو يربت على كتفي ويقول لي أن
أستلقي على السرير— ذلك أيقضني قليلًا "
بالطبع تساءل إن كان ما رآه مجرد حلم ،
هو يعرف كم يبدو هذا سخيفًا ،
لكن كلما تذكر تلك اللحظة ، ازداد يقينًا ،
حتى إنه تذكّر بوضوح الساعة الغريبة الشكل على الطاولة
الجانبية ،
و كانت تشير إلى 00:03
لوّح لي روي بذراعيه وهو يعيد تصوير ما جرى :
“ لم أكن نائمًا بعمق ، بعد أن ناداني باي يو أتذكّر أنه
حملك إلى السرير ،
كنت متعبًا جدًا لأفتح عيني ،
لاحقًا بدأتما تهمسان بشيءٍ ما، فاستيقظت قليلًا
فتحت عيني—ورأيت باي يو يقبّل جبينك ...”
ثم صفع وسط جبين يي شي بقوة وتابع :
“ هنا بالضبط !”
وكاد يي شي يرى النجوم من قوة الضربة
: “ أتحاول قتلي؟” تمتم يي شي وهو يفرك جبينه ببطء
صرخ لي روي فورًا:
“ تستحقه ! هذا ما تناله لأنك لا تصدّقني !”
عضّ على أسنانه غضبًا :
“ وتقول إنني كنتُ أحلم ؟ كن منطقيًا—إن كنتُ أحلم ،
فلماذا لا أحلم بأن شنغ يوهي يقبّلني أنا ؟
لماذا أحلم بباي يو يقبّلك أنت ؟
هل أنا قديس أمنحك الفوائد حتى داخل أحلامي !!!؟”
انفجر يي شي ضاحكًا
في الحقيقة… كان كلامه منطقيًا قليلًا ،
فصديقه العزيز ، المهموم به دائمًا ،
يبدو أنّه حتى أحلامه غزتها تراهات باي يو وعلاقته المزعومة
كان ذلك مؤسفًا بعض الشيء
ومع ذلك ، لم يستطع يي شي تصديق الأمر ،
وسرعان ما وجد نقطة يطعن بها كلامه :
“ حسناً ، لنقل إنك محق ،
لكن تلك الليلة ، أنت وتشنغ يانغ كنتما في الغرفة ،
قرب رأسي تمامًا ،
فكيف يجرؤ باي يو على تقبيلي علنًا ؟
أليس هذا مجازفة شديدة ؟ ألا يخشى أن تستيقظا ؟”
ضحك يي شي وهو يقولها
حتى هو لم يستطع قولها بوجه جدي ،
{ يا إلهي ، باي يو يسرق قبلة مني وأنا نائم—
احتمال حدوث ذلك كاحتمال عودة الديناصورات للحياة
وطهي وجبة لأجلي
وحتى لو قلبنا الموقف…
أنا لن أجرؤ على سرقة قبلة بينما يوجد أناس في المكان }
وقع لي روي في حيرة
{ صحيح أنّ الأمر كان محفوفًا بالمخاطر… }
لكنّه تمتم معترضًا بسرعة :
“ وما أدراك ؟ تظن أن باي يو جبان مثلك ،
ربما هو جريء… متهور… مستعدّ للمخاطرة من أجل الشهوة ،
فالشهوة تجعل المرء متهوّرًا ، تعلم ذلك…”
اشتدّت ضحكات يي شي أعلى وأوضح
نادراً يضحك بهذه الطريقة—ارتجفت كتفاه واهتزّ جسده كله ،
محاولًا كتم صوته بذراعيه لكنه لم يستطع
لي روي: “…”
{ اللعنة !
يي شي… سترى ما سأفعله بك لاحقًا }
شد على أسنانه ، نادمًا أشد الندم على أنه لم يصوّر ما رآه
تلك الليلة
{ لو فعلت … لصفعت يي شي بالفيديو الآن }
: “ حسنًا ، حسنًا .” قال يي شي أخيرًا بعدما هدأت ضحكته ،
ولما رأى وجه لي روي المنتفخ غضبًا ، شعر ببعض الوخز
في ضميره ورفع يده كإشارة للتهدئة
وبعد لحظة تفكير ، حاول مواساته بجديّة :
“ ربما لم تخطئ أو تحلم ،
ربما عندما حملني باي يو إلى السرير ، تحرّك بطريقة ما،
ومن زاويتك بدا وكأنه قبّلني "
وكان يعتقد بصدق أن هذا تفسير محتمل ،
فبعد أن رأى لي روي متشبثًا بإثبات كلامه إلى هذا الحد ،
لم يستطع تجاهل الأمر تمامًا ،
فبدأ يفكّر بجدية ، محاولًا إيجاد تفسير منطقي ؛
لعلّ شيئًا ما حدث فعلًا ، لكنه فُهِم على نحوٍ خاطئ ،
لكن لي روي دحض كلامه فورًا :
“ هذا مستحيل ، لقد رأيتُ شفتيه تلمسان جبهتك "
ضيّق عينيه وهو يعقد ذراعيه ،
ونظرته تزداد عتمة وهو يحدّق في يي شي
ثمّ انتقلت عيناه إلى ساعة السكن… وفجأة تذكّر تفصيل آخر:
“ انتظر… هل هنّأتَ باي يو بعيد ميلاده في منتصف
الليل تلك الليلة ؟
ألم تضبط منبّهًا خصيصًا لذلك ؟”
تجمّد يي شي —-
و نظرة تلقائية انزلقت إلى هاتفه ،
واتّسعت عيناه قليلًا بينما حدق في لي روي بدهشة…
{ كيف علم بالأمر ؟ }
ابتسم لي روي بسخرية :
“ هاااه !!! "
من ردّة فعل يي شي، أدرك أنّه أصاب الهدف
فانقضّ عليه فورًا:
“ قلتَ له عيد ميلاد سعيد صحيح؟ تتذكّر هذا ؟”
عضّ يي شي على شفته :
“ لا أدري…”
بدأت ملامحه تفقد توازنها ، نظر إلى هاتفه ،
ثمّ إلى لي روي مجدداً ،
لقد أوقعه السؤال المفاجئ في ارتباك كامل
: “ نعم … لقد ضبطتُ منبّه ،
لم أكن أظنّ أنّني سأنام بهذه السرعة ، لذا أردتُ أن أهنّئه
عند حلول منتصف الليل تمامًا ،
لكنّني كنتُ ثمِلًا تلك الليلة ، وعندما استيقظتُ في اليوم
التالي لم أتذكّر شيئ ،
فظننتُ أنّني لم أفعل ،
لكن…”
تحرّكت تفاحة آدم لديه ببطء وهو يبتلع ريقه
تذكّر ارتباكه في صباح اليوم التالي حين أمسك بهاتفه
: “ لكن المشكلة هي… أنّ هاتفي لم يُظهر منبّهًا فائت .
لقد حملّت تطبيق —إن لم أُطفئ المنبّه بنفسي لسبب
مهم ، يعود للظهور كل ساعة كتذكير ،
لكن في اليوم التالي… لم يكن هناك شيء ،
ولا إشعار واحد "
وكلما تقدّم يي شي في كلامه ، خفت صوته أكثر ،
وتلاشت ملامحه المطمئنة كليًا ،
و ارتعشت رموشه قليلًا ، وتوهجت عيناه بحيرة عميقة
{ لم أعد أعلم …
هل ما يقوله لي روي يقودني إلى أوهام ،
أم أنّ ذاكرتي تستيقظ حقًا من غفلتها ؟ }
لكنّه كان يشعر وكأنه يتذكّر —
{ تلك الليلة ، عانقت عنق باي يو بذراعي ،،،،
يبدو … أنني قلت شيئًا حقاً … }
رفع رأسه ببطء، مذهولًا ، والتقت عيناه بعيني لي روي
ازدادت غرفة السكن صمتًا
صمتٌ لم يُسمع فيه سوى هبوب الرياح خارج النافذة
والآن، حان دور لي روي ليتباهى
تلألأت عيناه بانتصار واضح ،
وحدّق في يي شي بنظرة تكاد تشفق عليه من سذاجته
وقال بثقة ، رافعًا يده كأنه يدفع نظّارة وهمية وصانعًا
وضعية شارلوك هولمز :
“ لا خطأ في الأمر ، أنا استيقظت بسبب ذلك المنبّه ،
كنتُ نصفَ نائم ، وسمعتك تتمتم بشيء عن عيد ميلاد ،
وعندها فتحتُ عيني — ورأيتُ باي يو يقبّلك ،
بل إنني نظرت مباشرةً إلى الساعة ، كانت 00:03 ،،
كلّ التفاصيل تتطابق .”
هذه المرّة ، بدا لي روي راضيًا تمامًا ،
وارتسمت على شفتيه ابتسامة ممتلئة بالفخر :
“ أرأيت ؟
حتى أنا لم أكن أعلم أنّك ضبطت المنبّه عند منتصف الليل ،
هل لا تزال تظنّ أنني كنتُ أحلم ؟”
والآن جاء دور يي شي ليصمت
حدّق في لي روي بعدم تصديق ، واتّسعت عيناه…
: “ مستحيل كيف يحدث ذلك ؟”
تمتم ، وكأن الكلمات تتعثّر في فمه
حاول أن يصدّق شهادة لي روي ، لكن ذهنه كان فوضى
عارمة ، يدور فيه مئة وثمانية احتمال
“ لماذا يُقبّلني ؟ فقط لأني هنّأته بعيد ميلاده ؟”
“ أم لعلّي أنا من طلب ذلك ؟
هل استغللتُ سُكري وتصرفتُ بوقاحة ؟”
كلما تكلّم يي شي —- ازداد اضطرابًا ،
وكأن دماغه لوحة كهربائية محمّلة فوق طاقتها ،
توشك على الاحتراق ،
{ ممتاز… الآن يجب أن أبدأ بالشكّ في أنّ باي يو فقد عقله ،
أو ربما كان ثمة خللٌ في هواء ذلك المكان ،
كأن أحدهم سمّم باي يو …
سمّمه حتى فقد صوابه ،،
وبصراحة ، فكرة أن يُقبّل باي يو تشنغ يانغ أكثر
معقولية من أن يُقبّلَني أنا … }
راقب لي روي يي شي الذي بدا مدهوشًا ومصدومًا تمامًا،
كمن تلقّى صدمة مباشرة وفقد القدرة على التفكير
: " ههء " ضحك لي روي ضحكة قصيرة ساخرة
{ هل كان من الصعب إلى هذا الحدّ أن يتقبّل المرء تبادُل
المودّة مع الشخص الذي يحبّه ؟
عليه أن يسجد شكرًا للسماء على هذه النعمة ! }
تنفّس لي روي بعمق وصاح في وجه يي شي:
“ ولماذا تظن غير ذلك !
لقد قلتُ لك بالفعل : باي يو معجب بك !
إنه معجب بك! ألا يمكنك مواجهـة الأمر بجدية الآن ؟!”
{ يا للحسد !
لا مقدار ذرة من الاحترام لخبرتي الخرافية في شؤون الحب ! }
سقطت كلماته على يي شي كأنها صفعة
خلا ذهن يي شي تمامًا ، توقف عن التمتمة ،
وبدت على ملامحه دهشة عاجزة ،
جالسًا على الكرسي يحدّق في لي روي بشرود كامل ،
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق