Ch48 SBS
في الشهر التالي ،
انغمس يي شي تمامًا في اختبارات التدريب ——
لم يكن غبيًا أصلًا — بل يمتلك موهبة فطرية في التعلّم—
لكنّه ، ومنذ المرحلة المتوسطة ، لم يأخذ الدروس على
محمل الجد ، ولهذا تدهورت علاماته ،
والآن، بعد أن ساعده باي يو على إعادة بناء أساسياته ،
بدأ يفهم المسائل واحدة تلو الأخرى بسهولة أكبر ،
وعند امتحانات شهر أبريل ،
ارتفعت مرتبته على مستوى الدفعة عشرين مركزًا إضافيًا ،
الأمر الذي فاجأ المعلم وانغ ، مشرف الصف —
قال مبتسمًا ابتسامة عريضة :
“ ليس سيئًا ، تقدّم ملحوظ بالفعل .”
ورغم أنّ المدرسة كانت دائمًا منقسمة من حيث الدرجات،
ولا يستطيع الأساتذة فعل الكثير لأجل الطلاب في نهاية
الترتيب ،
إلّا أنّ رؤية طالب يجتهد ويسعى للتحسّن كانت دائمًا أمرًا
يثلج الصدر ،
ربت على كتف يي شي بمرح قائلاً :
“ واصل على هذا المنوال ،
وإن واجهتَ ما لا تفهمه ، تعال واسألني .”
ثم التفت إلى لي روي ، الذي كان يحاول جاهدًا أن يتوارى
عن الأنظار بينما يُدخل شيئًا إلى درج مكتبه بخفة ،
لم يستطع المعلم وانغ إلا أن يضحك :
“ حسنًا ، توقف عن إخفائه ، تلك الورقة أنا من صححتها ،
أتظن أني لن أتذكر ؟”
ابتسم :
“ لقد أحرزت تقدّمًا أنت أيضًا ، ممّا تخاف ؟ لن أوبّخك ،
الصعود خمس مراتب يُعد رائعًا .”
وبعد مغادرة المعلم وانغ ، أخرج لي روي ورقته على مضض
لم يكن خائفًا حقًا، بل كان يكره فكرة أن يتحمس المعلم
وانغ ، فيسحبه إلى المكتب لتحليل الأخطاء سطرًا بسطر،
محاولًا انتزاع بضع درجات إضافية منه
مضغ علكة النعناع ليبقى متيقظًا ،
واصل حل المسائل لفترة ، ثم نكز يي شي وقال :
“ هيه ، هل ستذهب إلى منزل باي يو هذا الأسبوع ؟”
: “ مم .. " وضع يي شي ورقته من التعب الناتج عن حل
الأسئلة ، وهزّ معصمه قليلًا :
“ لقد انتهت للتو نهائيات مسابقته ، وفريقه فاز بالمركز
الأول على مستوى البلاد ، لذا سيبقى في المنزل هذا
الأسبوع .”
عبث بوجهه وهو يتذكر ما قاله باي يو الليلة الماضية ،
وشعر بشيء من الخجل :
“ قال إنه سيعدّ لي أرز اللحم فويي "
: “ واااااو ، محظوظ ...” تنهد لي روي منهارًا فوق مكتبه
{ لقد حلّ الربيع حقًا ، وتفتحت أزهار الخوخ حول زميلي في كل مكان }
لكن ولدهشته — عاد يي شي ونكزه مرة أخرى :
“ هل تريد القدوم معي ؟”
“ هاه؟” حدّق لي روي به بذهول : “ لماذا ؟”
: “ لأن تشنغ يانغ سيكون موجود أيضًا ...”
قال يي شي بنبرة ميتة تمامًا وهو يخرج الدفتر الذي أعطاه
له باي يو - وبدأ بتدوين بعض الملاحظات :
“ لا أعلم ما الذي أصابه ، لكنّه أصرّ على المجِيء ،
وقال إنه يريد الاحتفال بفوز باي يو بالمركز الأول .”
لي روي: “…”
{ يا له من عجلة ثالثة عملاقة حقًا }
ولكن بما أنّ تشنغ يانغ ذاهب أصلًا ، فلم يجد مانعًا ،
“ حسنًا ، أخبر سينباي باي يو أنني سأأتي أيضًا ،
لم أذهب إلى منزله من قبل .”
لقد كان فضوليًا بالفعل ،
ففي أيام الثانوية ، كان باي يو يبدو دائمًا باردًا ، بعيدًا ،
لا تمتد إليه يد العالم الدنيوي ،
وأراد أن يرى بنفسه كيف يكون يي شي وباي يو في منزلهما
———-
السبت بعد الظهر ،
وصل يي شي إلى منزل باي يو وقد جرّ خلفه لي روي معه
والذي فتح الباب لهما —- تشنغ يانغ ——
تشنغ يانغ يرتدي بدلة رياضية حمراء فاقعة ،
و جمبري مقلي في فمه ، لا يظهر منها سوى الذيل ،
وحين لمح قالبَي الكعك في يدي يي شي ولي روي ، رفع حاجبه وقال:
“ حسنًا ألا تريان نفسيكما رسميين جداً ؟”
في هذا الوقت لم يعد يي شي يشعر بذلك النفور القديم
تجاه تشنغ يانغ — بعدما أدرك أنّه ليس سوى صاحب لسان لاذع ،
فقال له مباشرةً :
“ ابتعد "
وأشار إليه كي يبتعد من الطريق
تشنغ يانغ لوى شفتيه ، لكنه تراجع جانبًا
وبعد أن بدّلوا أحذيتهم ، أسرع يي شي باحثًا عن باي يو
لقد مرّ شهر منذ التقيا آخر مرة بعد رحلة جبل الثلج
كان باي يو في المطبخ ، يتحدّث في الهاتف بينما المقلاة
تُصدر فرقعة الزيت ،
وسماعة بلوتوث معلّقة على أذنه
قال:
“ مم، التقرير في الدرج الثاني على اليسار ، خذه فحسب .
وقد رتّبت مواد البروفيسور شو—خذها معك أيضًا "
وحين أنهى المكالمة ، اقترب منه يي شي على رؤوس أصابعه
ثم وخزه في خصره
في البداية —- اعتقد باي يو أنّ تشنغ يانغ يعبث مجددًا،
وكاد يوبّخه
لكن في اللحظة التالية ، أدرك أنّ هناك أمرًا مختلفًا
تجمّد ، ثم استدار ،
وتحت ضوء المطبخ الأصفر الدافئ ، رأى يي شي يبتسم له
: “ باي غاا ” قالها يي شي بنعومة
باي يو : " ممم "
لم يمر سوى شهر واحد ، لكن شعر يي شي أصبح أقصر ،
بأطراف مرتّبة وواضحة ، كاشفًا عن رقبته الشاحبة الرقيقة ،
كعنق بجعة صغيرة
تقدّم باي يو — والتقط جمبري مقلي طازج ، وقرّبها من شفتي يي شي
ففتح يي شي فمه، وقضمها ، لكنه لم يبعد عينيه عن باي يو
قال باي يو ونظره مثبت عليه : “ كنت بانتظارك ،
أظنّ .. أنك ازددت طولًا مجدداً ؟”
رفع يي شي أصابعه مبيّنًا مقدار صغير للغاية :
“ سنتيمتر ونصف إضافي ...” بفخر : “ أصبحت مئة وخمسة
وسبعين ونصف الآن !!!! "
و ضحكا معًا
……
بعد نصف ساعة ،
وحين وصل عامل التوصيل ومعه الأطباق الأخرى التي طلبها
باي يو — بدأت المائدة رسميًا
وأصبح لدى تشنغ يانغ خصم جديد ——
فمنذ نشوء صداقتهما الصاخبة في الرحلة الماضية ،
لم يتوقف هو ولي روي عن المشاحنات منذ جلوسهما إلى الطاولة ،
وبسبب انشغاله بالمبارزة الكلامية ، لم يعد لديه وقت
ليراقب يي شي وباي يو
أما باي يو — فكان يقشّر أرجل السلطعون ليي شي
يغمسها في الصلصة ، ويضعها في طبقه
ثم سأله :
“ ألن تقيم مدرستكم حفل البلوغ الأسبوع القادم ؟”
فلطالما حافظت مدرستهم الثانوية على هذا التقليد—
وقبل امتحانات القبول الجامعية ، يقيمون حفل بلوغ جماعي للطلاب
وعادةً يُقام في أوائل شهر مايو ،
ويُعدّ آخر فرصة للطلاب كي يسترخوا قبل امتحانات القبول الجامعية
وبينما رجل السلطعون معلّق بين أسنانه ، أومأ يي شي بصمت
وتذكّر بروش الأوبال الذي منحه له باي يو
وبعد أن ابتلع اللقمة ، سأل بخفوت :
“ باي غا هل ستأتي ؟”
من حيث المبدأ ، من المفترض أن يدعو الطلاب والديهم ،
لكنّ هو — بطبيعة الحال ، لم يتوقع شيئًا من عائلته ،
و والده —- لا حاجة للحديث عنه أصلًا ،
يي شيوي في اليونان ، وعلى الأرجح لا تبدي أي اهتمام به أيضاً ،
وبمجرد أن طرح هذا السؤال ، كان يي شي يعلم مسبقًا أنّ باي يو لن يرفض ،
وكما توقّع ، أومأ باي يو دون أي تردد :
“ سآتي "
لكن بعد لحظة ، قشّر باي يو رجل سلطعون أخرى ووضعها
في وعاء يي شي ،
وبنبرة هادئة ، قال بصوت منخفض ، وكأن الأمر عابر :
“ في الحقيقة ، لقد طلبتُ خياطة بدلة مخصّصة من أجل
حفل بلوغك . إنها في غرفتي .”
ابتسم :
“ أعلم أن شيئًا كهذا قد يكون أكثر معنى لو جاء من عائلتك ،
لكنني مع ذلك…”
وتوقّف عند هذا الحد ،
كأنّه يبحث عن العبارة الأنسب — أو لعلّه أدرك أن كلامه
تجاوز الحدود قليلًا ،
وأنه ينطوي على الكثير من الدلالات — فاكتفى بأن ترك
الكلمات عالقة عند شفتيه ، عاجزة عن الخروج
لكن في النهاية ، تابع :
“ و مع ذلك… أردت أن أُعدّ لك شيئًا بنفسي "
وبعد أن أنهى كلامه ، اكتفى بالتحديق بصمت في يي شي
وتحت هذه النظرة ، لم يشعر يي شي إلا بأن شفتيه جفت
اشتدت قبضته على عيدان الطعام ،
وتحرّكت تفاحة آدم في حلقه
وبجوارهما ، لي روي وتشنغ يانغ ما يزالان يتشاجران بحماس ،
لكن وسط هذا الضجيج ، وصل إلى يي شي سؤال باي يو الخافت :
“ هل ترغب في تجربة تلك البدلة ؟”
“…مم " أومأ يي شي بثبات ، وقد احمرّت وجنتاه ،
وبينما شعر أنّ الإجابة بدت مختصرة أكثر من اللازم ،
أضاف بصوت خافت :
“ أرغب بذلك "
لكن سوء الحظ كان حاضر ——-
فبمجرد أن قالها ، وصلت مشاحنة لي روي وتشنغ يانغ إلى هدنة مؤقتة
والتقط الاثنان العبارة المفتاحية ، فاستدارا نحوهما
ضيّق تشنغ يانغ عينيه بشك وقال :
“ ما معنى ’ أرغب بذلك ‘؟”
…
وهكذا انتهى الأمر بأن وقف الثلاثة يشاهدون يي شي وهو يبدّل ملابسه ~
وكان من الواضح أنّ باي يو غير راضٍ عن ذلك ،
أظلم وجهه ، وشد أسنانه وهو يخاطب تشنغ يانغ :
“ انسَى أمر الحذاء الرياضي محدود الإصدار "
نفس الحذاء الذي تمكن للتو من الحصول عليه له
تشنغ يانغ رفع ذقنه بعناد قائلاً :
“ لا أريده أصلًا " { ومن يهتم }
غيّر يي شي ملابسه في غرفة الضيوف ،
وكان الأمر غريبًا للغاية—حتى لو كان الهدف مجرد التأكّد من المقاس ،
لكن، ومع معرفته بأن ثلاثة أشخاص مصطفّين بالخارج
بانتظاره ،
لم يستطع التخلص من الشعور العبثي بأنه يشارك في
اختيار محظيات البلاط الإمبراطوري ~
ومهما كانت أفكاره ،
لم يتأخر في تبديل الملابس والخروج ،
نادراً يرتدي شيئ بهذه الرسمية ،
فقد اختار له باي يو بدلة ثلاثية القطع باللون الرمادي الداكن ،
و القصّة محددة بعناية ،
والخطوط مشدودة ،
والتفصيل مصمم خصيصًا لهيئته ،
يبرز قامته ويُحدد خصره بالقدر المناسب ،
فبدا أطول قامة وأكثر استقامة ،
وبينما يي شي يغلق الأزرار واحدًا تلو الآخر ،
وجد الأمر غريبًا حتى بالنسبة إليه
{ كيف يعرف باي يو مقاساتي بدقة هكذا …؟ |
أربكته هذه الفكرة —- لكن سرعان ما هز رأسه ،
طاردًا ما اعتبره محض هلوسة ،
وبعد دقائق ، فتح الباب ،
ومشى بتصلّب إلى صالة المعيشة ، أمام الثلاثة —-
وتنوّعت ردود أفعالهم —-
صفّق لي روي بحماس مبالغ فيه ،
وانهال بمديح مضخّم جعل يي شي يحمر خجلًا ويُنزل رأسه
أما تشنغ يانغ —- فقد دحرج عينيه متذمرًا :
“ لابأس "
فنال ركلة من لي روي ——-
وأما رأي الشخص الذي أراده يي شي أكثر من الجميع—
فقد اقتصر على نظرة صامتة ،
كانت عينا باي يو تحملان إعجابًا وانبهارًا لم يحاول إخفائها ،
فمنذ اللحظة التي خرج فيها يي شي ،
لم يُبعد باي يو عينيه عنه ،
: “ إنها تناسبك تمامًا ...” قالها باي يو بهدوء ، وهو يرفع
عينيه نحو يي شي من فوق الأريكة : “ جميلة "
كان يتوقّع وجود بعض التفاصيل التي تحتاج إلى تعديل ،
لكن في اللحظة التي خرج فيها يي شي مرتديًا البدلة —
القميص الحريري الأبيض ، وأزرار الأكمام المزخرفة بأزهار
السوسن على شكل صليب ،
واقفًا أمامه بخجل— كانت مطابقة تمامًا لما تخيّله باي يو
{ كمال تام }
ومن دون أن يكترث لوجود تشنغ يانغ بجانبه ،
رفع باي يو يده ، وأمسك يد يي شي ، واقتاده ليجلس إلى جواره
ومُحدّقًا فيه من الأسفل ، مرّت أصابع باي يو برفق على
أطراف أصابع يي شي :
“ في يوم بلوغك ، ارتدِي هذه البدلة حسنًا ؟”
كان صوته وديعًا، لكنه لا يحتمل الرفض
و تحت هذا النظره ، شعر يي شي بأن وجهه كله يشتعل
أومأ بسرعة :
“ حسنًا "
إلى جانبهما ، كاد تشنغ يانغ أن يدحرج عينيه حتى السماء ،
أما لي روي فغطّى وجهه بصمت { يا للسماء…
سأدفع تسعة يوان ، ألا يمكن لكما الإسراع والتوجّه إلى
مكتب الزواج فحسب ؟ }
…
وفي يوم الحفل ،
ارتدى يي شي البدلة التي أعدّها له باي يو ،
وثبّت أيضًا بروش الأوبال على صدره — ذلك التصميم
اللامع على شكل قلب ، المستقر فوق الجهة اليسرى
كانت المدرسة نابضة بالحياة اليوم ،
تعجّ بالطلاب وأولياء الأمور ،
وبعد مراسم قصيرة ، بدأ الجميع بالتقاط الصور
الفتيات في صفه باهرات الجمال ،
فساتينهن الملوّنة أشبه بحديقة متفتّحة ،
وكان باي يو قد أعدّ باقات من الورد لكل من يي شي ولي
روي وتشنغ يانغ
و قال بابتسامة : “ بلوغ سعيد "
شعر لي روي بالإحراج —لم يتوقّع حصوله على واحدة ،
لكن ، في الحقيقة ، كان هو أكثر من يحمل باقات في هذا
المكان ، فإلى جانب باي يو — كان أخوه و شينغ يوهي قد
قدّما له باقة أيضًا ،
لكن أخاه اضطر للمغادرة مبكرًا ، فبقي شينغ يوهي وحده
مكرهًا في الموقع
حتى إنّ باي يو سلّم على شينغ يوهي ، وظلّ بصره يتنقّل
بينه وبين لي روي ، وارتسمت على شفتيه ابتسامة خافتة ،
ذات مغزى لا يخفى
وفي نهاية اليوم ، التقطوا جميعًا صورة على السجادة الحمراء
ليانغ تشان قد مرّت بالمصادفة ، فاستُدرجت لتكون المصوّرة
وضع باي يو يده على كتف يي شي—قريبًا للغاية ، لكن دون تجاوز
أما تشنغ يانغ فوقف في المنتصف ممسكًا بالباقة ،
لكنه بدا كأن أحدهم مدين له بثمانية ملايين بدل أن يكون
في مركز الصورة ،
و شينغ يوهي وقف على الطرف ، بينما أمسك لي روي يده
بطريقة عفوية
وبعد التقاط الصورة ، حدّقت ليانغ تشان فيها قليلًا ، وتمتمت في سرّها
{ خمسة شبّان في صورة واحدة — يبدون — ظاهريًا —
مجموعة أصدقاء طبيعية تمامًا
— لكن لماذا… يبدو أنّ هناك شيئًا غير مألوف ؟ }
ومع ذلك ، لم تتوقف عند الأمر طويلًا ، فصديقاتها نادينها ،
فرمَت الكاميرا إلى لي روي ، وهرولت للّحاق بهن
وفي نهاية اليوم ،
ترك كل طالب في الصف الثالث بصمة يده في ألبوم المدرسة التذكاري
كانت بصمتا يي شي ولي روي متجاورتين ،
وبدأ الاثنان يرفعان كفّيهما المحمرّتين ،
مبتسمين أحدهما للآخر
وبعد هذا اليوم ، تحوّل الربيع إلى صيف ،
وبعد جولة أخيرة من التدريب المكثّف ،
وبعد عدد لا يحصى من الأوراق الامتحانية تحت أعين باي يو
وتشنغ يانغ الساهرة —
حلّ شهر يونيو —-
وأخيرًا —- واجه يي شي ولي روي امتحان القبول الجامعي —-
يتبع
ترجمة الفصل بواسطة : رور
التدقيق : Erenyibo
تعليقات: (0) إضافة تعليق