Ch51 SBS
لأن يي شي كان شارد الذهن ، لم يسمع بوضوح ما قاله باي يو ،
ولم يدرك الأمر إلا حين كرّر باي يو سؤاله للمرة الثانية ،
فأومأ رأسه بسرعة ،
“ آه… حسنًا .”
لقد قال إنه سيقضي الليل هنا ، و الساعة قد قاربت الحادية
عشرة ، فقد كان ينبغي عليه أن يغتسل ويتهيأ للنوم
جميع أدواته الخاصة ومعجون أسنانه وبيجامته كانت
موجودة هنا منذ فترة ،
فمنذ أن بدأ يتلقى الدروس عند باي يو ، تحوّلت غرفة
الضيوف تدريجيًا إلى مساحة تخصّه وحده ،
تمتلئ شيئًا فشيئًا بأغراضه
وأحيانًا كان يُخيَّل إليه للحظة أنّه وباي يو يعيشان معًا بالفعل
لكن طبيعته اللامبالية تعني أنه يترك باي يو وحده هنا دائمًا
—وكأنه زوج مهمل تُرك ينتظر
لكن عقل يي شي في هذه اللحظة فوضى كاملة ،
بلا طاقة لنسج أي خيالات لطيفة ،
وقف ببطء ، مستعدًا للذهاب نحو غرفة الضيوف
لكن ما إن خطا خطوة واحدة حتى أمسك باي يو بيده
أنزل باي يو عينيه ، فاستحال قراءة ما يخفيه وجهه ،
وكان صوته منخفضًا حين قال :
“ حمّام الضيوف لم يُنظَّف أمس ،
حوض الاستحمام متّسخ قليلًا ،
استخدم حمّامي بدلًا منه .”
تجمّد يي شي لثانية ، ثم بعد لحظة فهم ما يقصده
سرت فيه حيرة قصيرة
باي يو استأجر طاقم تنظيف عدة مرات في الأسبوع لشقته ؛
فكيف يمكن أن يتّسخ الحمّام من يوم واحد فقط ؟
لكن بعد تردّد طفيف ، أومأ رأسه مطيعًا
“ حسنًا "
وحين نطقها ، بقيت أصابع باي يو ممسكة بأصابعه لثوانٍ
إضافية ثم تركه ببطء
…
دخل يي شي حمّام باي يو
وبرغم أنه بقي هنا طويلًا ، إلا أنه لم يدخل هذا المكان من قبل
كان دائمًا ضيفًا مهذّبًا ، نادرًا يخطو حتى نحو غرفة باي يو ،
فكيف بمكان خاص إلى هذا الحد ؟
والآن ، وهو يقف في الداخل ، حدّق مشدوهًا بالجدران المنحوتة
لم يكن مختلفًا كثيرًا عن حمّام الضيوف ، سوى أنه أكبر ،
وحوض أوسع ،
وكغرفة باي يو —- كانت الألوان باردة ، شبه جامدة ،
كأن المكان نفسه يشكّ في أن صاحبه يعرف طعم الاسترخاء
ملأ يي شي الحوض بالماء ودخل فيه ، وبعد تردّد ، وجد
قارورة زيت استحمام برائحة الصنوبر بين الزجاجات
المكتوبة بالإنجليزية
توقع أنّه سيظلّ ساهرًا هذه الليلة مهما حاول ،
ولذلك احتاج إلى شيء يهدّئ أعصابه ،
وحين لامس زيت الاستحمام الماء ،
تكوّن غشاء رقيق من الرغوة ،
وبدأ عبيره الدافئ ينتشر في الهواء ،
تنهد يي شي تنهيدة هادئة ، مشبعة بالرضا
وانزلق أعمق داخل الحوض حتى غمر الماء كتفيه ،
مستسلِمًا بالكامل للاسترخاء
مهما كان الوقت أو الظرف ، يبقى الحمّام الساخن علاجًا
ساحرًا—وخاصة في ليلة صيفية رطبة تثقلها العرق
لكنّه لم يمكث طويلًا ، شعر بالحرج من استغلال حمّام باي
يو أكثر من اللازم ،
فاستعد للخروج بعد خمس عشرة دقيقة فقط
وهناك ، حين أدار نظره نحو الرفّ بجانبه ، أدرك فجأة —
لم يكن هنا سوى بنطال بيجامة فقط ، بلا قميص ——
تجمّد يي شي داخل الماء مذهولًا
عادةً — في حمّام الضيوف ، تكون بيجامته في الخزانة
وحتى لو نسي ، يمكنه ببساطة أن يتسسل ليأخذها
لكن هذا… حمّام باي يو
نظر حوله بأمل خافت ، لعلّ هناك قطعة إضافية
لا شيء
ولا حتى مناشف ، سوى منشفة حمّام رقيقة وضعت تحت البنطال
يي شي: “…”
فكّر صامتًا : { حسنًا… البنطال وحده أفضل من القميص وحده }
لكن ما إن أمسك حافة الحوض ليخرج ، حتى توقّف مجددًا
{ مهلًا… لحظة
ما الذي أكّدت عليه مدرّبة المواعدة بالأمس ؟
المدرّبة : “ يا عزيزي ، طالما أنك تقضي الليل عنده ، فعليك أن تبذل
كل ما لديك !
ارتدِي شيئًا جذّابًا ومرّ أمامه ،
ابحث عن أي ذريعة لتدعوه إلى الحمّام — قُل له إنك تخاف
من البقاء وحدك ليلًا وتريد منه البقاء معك ،
الرجال أغبياء ، بعض الطُّعم يكفي ليقعوا فيه " }
شدّ يي شي قبضته على الحافة
ولعق شفتيه ، يمسح بنظره الحمّامَ المغرق بالبخار.
باي يو في الصالة ، يفصل بينهما جدار واحد فقط
و مطر بالخارج ، حمّام دافئ ، شخصان تحت سقف واحد
حتى الطالب المجتهد يعرف أنّ هذا مسرح مثالي لحدوث شيء… مُبهَم
وتملّك الارتباك يي شي فجأة ،
ممزّقًا بين الحذر والإغراء
وأخيرًا تذكّر مهمّته—
نصف زجاجة نبيذ أريقَت من أجل هذا وحده
{ النبيذ لم يُجدِي نفعًا
فماذا عن… نفسي ؟ }
مجرد التفكير في الأمر جعل أذنيه تحمّر جداً
شعر بأنه عديم الحياء ، خائن لأسلافه جميعًا
ولو علم تشنغ يانغ بهذا ،
لكان قد رماه خارج منزل العائلة فورًا
ومع ذلك ، لم يخرج يي شي من الحوض
الحمّام ساكنًا تمامًا
لا يُسمع فيه إلا صوت حبات الماء التي تنقط من حافة
الحوض على أرضية الرخام بنغمة خافتة
وبعد وقتٍ طويل ، جفّف يي شي يديه وأمسك هاتفه
وخلال انتظار اتصال المكالمة ،
كان قلبه يخفق بقوة تكاد تنفجر معها حنجرته
لكن ما إن أجاب باي يو — حتى سكنت كل فوضاه
قال بصوت خافت : “ باي-غا …
اكتشفت للتوّ أنني نسيت إحضار بيجامتي ،
والمنشفة ابتلّت أيضًا ، هل يمكن أن تُحضر لي واحدة ؟”
المنشفة في هذه اللحظة تطفو فعلًا فوق ماء الحوض ،
مبلّلة تمامًا
…
كان باي يو جالسًا في الصالة
جاء مطر الصيف سريعًا جدًّا ؛ قبل لحظة كان يهطل بغزارة ،
والآن تراجع إلى رذاذ خفيف يضرب زجاج النافذة بطرقٍ
رتيب ، مزعج بطابعه المتواصل
عندما تلقّى اتصال يي شي، كان ينظر إلى الأسفل، غارقًا في التفكير
على الطاولة أمامه — قدّاحة وعلبة سجائر
سيجارة واحدة محصورة بين أصابعه ،
مثنية من كثرة العبث بها ، دون أن تُشعَل
وحين سمع طلب يي شي ، توقّف لثانية ،
ثم رفع نظره نحو انعكاس وجهه على شاشة التلفاز السوداء
: “ حسنًا ”، أجاب بوضوح
….
وبعد دقائق ، وقف أمام باب الحمّام ،
يحمل رداءً طويلًا جديدًا ومنشفة نظيفة
ولإتمام التمثيلية ، كان يي شي قد وضع المنشفة المبتلّة جانبًا ،
بل وفتح رشّاش الماء فوق صدره ، ليبدو وكأنه ما يزال
مشغولًا بالاستحمام
سمع يي شي خطوات باي يو يدخل الحمّام ،
تنساب في الفراغ الصامت
وبشكل غريزي ، انسحب إلى داخل الحوض
لكن ذلك لم يُجدِي نفعًا
لقد تلاشت معظم فقاعات زيت الاستحمام ،
ولم تبقَى سوى بعض الفقاعات على السطح
كما لوّنت أملاح الاستحمام الماء بلون أزرق باهت
لكن هذا اللون الخافت لم يكن كافيًا لإخفائه
بنظرة واحدة فقط ، كان باي يو قادرًا على رؤية ساقيه
الطويلة تحت الماء — كحورية بحر تخلّت عن البحر مقابل
الساحرة ، و لا تزال غير معتادة على اليابسة
وضع باي يو الرداء والمنشفة بجانبه
كان الحمّام رطبًا للغاية
كان وجه يي شي، وشفتيه، وشعره مغطّىً بالقطرات
وبسبب البخار المتصاعد باستمرار من الحوض،
كانت خديه محمرّين مثل الخوخ—و كأنّ عضّة خفيفة
وستسيل العصارة الحلوة
جلس في الماء ، والضوء العلوي يُسلط مباشرةً عليه ،
وبشرته بيضاء كثلج الشتاء النقي
القطرات تتدلى على جسده ، تتلألأ كاللؤلؤ وهي تتدحرج على بشرته
نادراً يتجرّأ يي شي على رفع رأسه
كان يشعر بباي يو جالسًا على حافة الحوض ، يمدّه بالمنشفة
وفي الوقت نفسه ، كانت أفكاره تدور بشكل محموم
{ ماذا عليّ أن أفعل بعد ذلك ؟
المدرّبة لم تخبرني عن هذه المرحلة ، أليس كذلك؟
تعلّمت فقط خطوة ' الإغراء ' وبعدها ؟
أليس من المفترض أن انتظر الآخر ليبادر ؟
لكن باي يو لم يبادر ! }
شعر يي شي باليأس فعليًا
رفع عينيه في ارتباك ليلتقي بنظرة باي يو
غير متأكد مما إذا كان ذلك لأنه بلا جاذبية على الإطلاق ،
أم لأن هذا الرجل فعلاً نبيل إلى هذا الحد ،
رافضًا أن يتجاوز أي حد ،
عضّ شفتيه بإحباط ،
وغاص أعمق في رائحة الصنوبر في الحمّام ،
تتصاعد فوق سطح الماء وتتشرب في بشرته
وبعد ثوانٍ قليلة ، أرخى شفتيه ، وحرك فمه وكأنه يريد أن
يقول شيئ ، لكن الكلمات لم تخرج
تدفّق ماء الدش الساخن على كتفيه وعظمة الترقوة ،
محوّلًا بشرته الشاحبة إلى لمسة وردية خفيفة
أخيرًا، مد يي شي يده ليأخذ المنشفة من يد باي يو
لكن ربما كان متوترًا جدًا
لأنه عندما مد يده ، نسي أنه ما زال ممسكًا برأس الدش
و انزلق رأس الدش مباشرةً إلى الحوض ، واصطدم بالحافة
لم يتضرر — صُنع ألماني ، قوي جدًا —لكن الصوت كان مدوّيًا
وانتشر الماء بكل قوته على وجه باي يو
رأسًا على عقب ——
كل شيء حدث فجأة وبسرعة ، أُصيب باي يو بالماء مباشرةً
في عينيه ، وتأوه بألم منخفض
{ لقد انتهيت }
هذه الجملة انفجرت في رأس يي شي
و بإرتباك ، أسرع لإيقاف الماء
لكن الأوان قد فات
باي يو أصبح مبللاً مثله تمامًا الآن ،
و قميصه الأبيض يلتصق بجسده وأصبح نصف شفاف ،
والماء ينساب على وجنتيه ويسقط من ذقنه
ضغط يده على عينيه ، لا يزال يحاول
يتعافى من اللسعة المفاجئة
…
بعد دقائق ،
جلس يي شي راكعًا نصفاً على السجادة ،
يعتذر بشكل متلعثم
“ أنا آسف "
يغلي من الندم ، يلعن نفسه
{ الرذاذ ذهب مباشرةً إلى عيني باي يو—والعيون حساسة
جدًا ، من يدري إن كان قد تأذى ؟ }
لكن باي يو جلس بهدوء على حافة السرير ، دون مقاومة ،
تاركاً يي شي يُمسك وجهه ويفحصه بعناية
ورغم أن عينيه حمراء ، لم يكن هناك أي ضرر حقيقي
: “ أنا بخير " كان صوته خفيف ، لكنه مشتّت ،
كما لو أن عقله في مكان آخر
فحصه يي شي مرارًا وتكرارًا ،
وعندما تأكد أخيرًا أن كل شيء على ما يرام ،
تنهد تنهيدة راحة ،
ترك يي شي باي يو ووقف ببطء عن السجادة
بعد كل هذا ، اختفى تمامًا مخططه السابق لإغواء باي يو
{ إغواء شخص إلى السرير؟
لقد كدت أن أُرسل باي يو إلى المستشفى بدلًا من ذلك }
مع التفكير بهذا ، غرق مزاج يي شي في الحزن
{ ربما كانت حتى السماء ضدي
لم يكن يجب أن أفكر في طرق ملتوية كهذه …
لم يكن يجب أن أُجبر باي يو على الجنس معي مستغلاً
الأخلاق كوسيلة ضغط
شباب مثلي ، بمثل هذا الحظ التعيس ، لا يمكن أن يكونوا
سوى جزء من دراما شبابية نقية—كتابة رسالة اعتراف
بشكل صحيح ، وتركها مع ورود على مكتب باي يو…
فقط لا غير …}
بينما تدور هذه الأفكار في رأسه ، التفت ،
صوته مكتوم : “ باي-غا إذا لم يكن هناك شيء آخر ، سأذهب الآن…”
كان على وشك المغادرة
لكن تمامًا كما حدث على الأريكة قبل قليل ،
بالكاد أخذ خطوة حتى أمسك باي يو معصمه ،
باي يو : “ انتظر….”
نظر إلى يي شي وأعاد الكلام بهدوء : “ لدي شيء أريد أن
أسألك عنه "
عندما قال باي يو هذا ، لا يزال يرتدي القميص المبلل
انزلقت قطرات الماء على القماش ،
وسقطت على ملاءة السرير الحريرية لتتفتح إلى دوائر صغيرة
الغرفة ليست مضاءة بشكل ساطع ،
مجرد صف من مصابيح الأرضية التي شغّلها للتو
و في الضوء الضبابي ،
امتد ظل يي شي على الجدار الأبيض—مثل عصفور على
وشك أن يُمسك
حدّق باي يو فيه ، دون أن يفوّت حتى رمشة من تعبيره
فرك معصم يي شي، وعبّست حاجباه بـ نية واضحة
في الخارج ، هطلت الأمطار بغزارة ونعومة ، كهمسة عاشق
وضغط عليه قائلاً : “ عندما استدعيتني إلى الحمام للتو
هل كنت تريد حقًا مني فقط أن أحضر لك منشفة ؟”
سأل ، لكنه لم يكن يبحث عن إجابة —-
لم يكن غبيًا ——-
إذا لم تكن زجاجة النبيذ الأحمر كافية لتوضيح الأمر ،
فجلوس يي شي المنخفض في حوض الاستحمام كان بمثابة دعوة
لم يكن قديسًا
عندما يذهب الشخص الذي يعجبك إلى هذا الحد ،
كيف يمكنه أن يظل غير متأثر ؟
تجمد يي شي عند السؤال ، تفاجأ تمامًا
: “ أنا…”
فتح فمه ، حنجرته جافة ، غير قادر على تكوين كلمات
ثبّت باي يو نظره عليه ،
مثل أسد يترصد فريسته ،
عينيه مركّزتان على الفريسة ،
وبسحب خفيف —— ، سحب يي شي إلى حضنه —— ،
باعد بين ركبتيه ، موجهًا يي شي للجلوس على حجره
يي شي —- صُدم ، ترك نفسه يُحرَّك مثل روح ضائعة
التقت أعينهما
نظر باي يو إلى الفتى في حضنه
الرداء الرمادي الذي اختاره ليي شي يناسبه تمامًا
انحنى ببطء— تقريبًا كما لو أنه سيُقبّله ، لكن شفتيه لمست
قرب أذن يي شي
كان صوته منخفضًا : “ لما لا تجيب ؟ هذا غير مهذب ...”
سأل مجدداً : “ هل كنت حقًا تحتاج فقط إلى منشفة ؟”
ارتعش يي شي في حضنه
كان عقله ضبابيًا ، ويداه تتشبث بقميص باي يو وكلماته تتعثّر
: “ لا…” تمتم بصوت خافت
: “ إذًا لماذا ؟” ضغط باي يو
نظرته حادة ،
لا تشبه على الإطلاق الطالب الراقي واللطيف الذي يعرفه الجميع
الآن —- متهور ، جريئ — قربه مثل حافة سكين على رقبة
يي شي — مجبرًا إياه على الكلام
ومع ذلك ، في الوقت نفسه ، مثل فارس مخلص ،
إذا أومأ يي شي فقط ، مانحًا إياه أدنى رحمة ،
فسيستسلم للأبد ،
شعر يي شي بشفتي باي يو تلمسان عنقه ،
مرسلةً رجفة عبر جسده
{ باي يو يعرف ….
باي يو يعرف أنني معجب به …. }
تدفق هذا الإدراك في يي شي مثل موجة مد
محطمًا كل دفاعاته ——
تشبّث بزرّ على قميص باي يو يبحث عن مرساة هشة
بعد توقف قصير ، رفع عينيه
لقد أُعجب بهذا الرجل منذ كان في الخامسة عشرة ،
دائمًا من بعيد
كان يعرف أن باي يو يحب الأيام الممطرة — لقد شاهده
من نافذة الصف في أمسيات العواصف ،
سماعات الأذن في أذنه ، يستمع للموسيقى في الممر المقابل
كان يعرف أن باي يو يحب فطيرة التفاح ،
وقد خبز واحدة له سرًا ،
كان يعرف أن فيلم باي يو المفضل هو أسطورة لص
النجوم ، فشاهد السلسلة بأكملها
لقد تتبعه حتى نفس الحفل مرة ، جالسًا في الخلف ،
عينيه مثبتتان عليه من بعيد
والآن ، الشخص الذي أحبه أكثر من أي شيء في العالم
يحتضنه ، ينظر إليه كما لو أنه شيء ثمين ولا يمكن استبداله
لم يعرف يي شي السبب ، لكن في هذه اللحظة كان قلبه
يتألم بلا نهاية
احمرت عيناه ، وهو يرى باي يو— ورأى أيضًا كل تلك
السنوات من الحب الصامت والسري
شبابه المبتل بالموسم الموسمي كان كله مكرسًا لحب هذا
الشخص الوحيد
قال بهدوء : “ لأنني معجب بك . أردت أن أغريك .”
نظر إلى باي يو
وبمجرد أن خرجت الكلمات ، لم تتوقف ،
تحملها الاندفاع المتهور
و بعد الليلة ، ربما لن يجد الشجاعة مجدداً
“ لا أعرف حتى متى بدأت أُعجب بك ،،
ربما كان ذلك الصيف عندما كنت في الخامسة عشرة ،
عندما رأيتك تغفو في الممر ، و كتاب على صدرك ،
وعندما اقتربت منك فجأة فتحت عينيك وابتسمت لي ,,,
أو ربما في ذلك الشتاء بعد المدرسة ، عندما رأيت أن لا أحد
جاء ليقلني وسألتني إذا كنت أريد الذهاب معك إلى المنزل ،
اشتريت لي شاي بالحليب ، وسمحت لي بالمبيت ،
وشاهدت معي برامج ترفيهية ،
و نخمن من هو الجاني ,,,
أو ربما كان ذلك العام الجديد ،
عندما زرت منزلي وأعطيتني ظرف أحمر —همست أنك لم
تعطه حتى لتشنغ يانغ
فقط لي
لأنه أكبر قليلًا ويمكنه الاستغناء عنه ,,, "
عند هذه اللحظة ، امتلأت عيناه بالدموع حتى سقطت ،
و قطرة واحدة هبطت على يد باي يو
ثم أدرك—لماذا كان الظرف الأحمر ذلك العام له فقط
لماذا تشنغ يانغ ، رغم أنه أكبر ببضعة أشهر وكان أقرب
أصدقائه ، لم يحصل على واحد
طوال الوقت ، في عالم يي شي الذي يكبر فيه ،
لم يرَى الآخرون سوى تشنغ يانغ ——
لكن باي يو رآه هو
وكان يعرف السبب أيضًا ، فلم يسعَى أبدًا للشفقة
ما كان لدى تشنغ يانغ ، لم يشعر بالغيرة تجاهه
لأن تلك الأشياء كانت مخصصة لتشنغ يانغ
لكن لماذا يتجاوز شخص ما تشنغ يانغ ويعطيه الهدايا سرًا ،
له فقط ؟
يجلب له وجباته المفضلة عند الزيارة ،
والقصص المصورة التي يحبها ،
والطوابع التي كان يجمعها …
نظر يي شي في عيني باي يو
مجبرًا نفسه على كبت وخزة الأنف من الدموع
الدموع شوشّت كل شيء ، جعلت وجه باي يو صعبًا في الرؤية
لكنه يعلم أن باي يو يراقبه
همس بالسؤال الذي طالما تمنى أن يسأله :
“ باي-غا هل أنت معجب بي أيضًا ؟”
وجاء الجواب على شكل قبلة ، ناعمة ، على شفتيه
قبّل باي يو فم يي شي بلطف ،
ثم تحرك إلى الأعلى— قبّل أنفه ، خده المبتل ،
عينيه المملوءتين بالدموع
وأخيرًا ، استقرت القبلة على جبين يي شي
تمامًا كما في ذلك اليوم بالفندق في جبال الثلج—
في عيد ميلاده
الفرق أن الشتاء تحول إلى صيف؛ والفصول مرت
{ استيقظ أميري النائم أخيرًا ، فتح عينيه ، و رآني حقًا }
باي يو عانق يي شي ، وجباههما ملتصقة : “ أنا معجب بك ،
في مهرجان الألعاب النارية ذلك اليوم ، عندما نظرت إليك ،
أردت أن أقبلك هكذا ...
لا أريد فقط أن تكون بجانبي في العام القادم ،
ما أريده هو أن تكوني بجانبي كل عام بعد ذلك ،
صباحًا ومساءً "
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق