القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch6 SBS

 Ch6 SBS


كليك —- 


أغلق باي يو الباب بفرقعة خفيفة ،


عاد لتوّه إلى المنزل ، وبدأ يفكّ ياقة قميصه بيد واحدة ، 

وبمجرد أن ارتخت أزرار القميص المرتبة ، 

وتبعثرت خصلات شعره قليلًا بعد أن كانت مرتبة طيلة 

النهار ، تلاشت تلك الهالة الراقية المهذبة التي تلازمه عادةً ، 

وحلّت مكانها لمحة من الكسل العفوي ،


مشى حافي القدمين على الأرض ، ورمى هاتفه جانبًا وهو 

على مكبّر الصوت ، ثم أخذ زجاجة بيرة باردة من الثلاجة


تشنغ يانغ يتحدث في الطرف الآخر عن مسابقة الحاسوب 

التي سيشارك فيها قريبًا —-

لكن بعدما انتهيا من الحديث عن المسابقة ، ساد صمت 

قصير ثم تردد صوت تشنغ يانغ على الخط ، متصنّعاً اللامبالاة وهو يقول — :


“ بالمناسبة… أنت أخذت يي شي للمستشفى بعد الظهر ،

لم يكن مصابًا إصابة خطيرة صحيح ؟”


شرب باي يو نصف الزجاجة دفعة واحدة ، 

ولم يستطع منع ابتسامة ساخرة من الظهور ،

رد ببطء :

“ إن كنت قلقًا إلى هذا الحد ، لماذا لا تسأل يي شي بنفسك ؟”


انفجر تشنغ يانغ فورًا —— : 

“ومن قال إني قلق عليه !!!!؟” صرخ بانفعال : 

“ أنا فقط لا أطيق طريقتك ، 

خدش بسيط وتجرّه للمستشفى ؟ سألتك سؤالًا فقط !”


ضحك باي يو ضحكة قصيرة ، بهدوء :

“ من الواضح أنك لا تكرهه لهذه الدرجة ، 

فلماذا تواصل التظاهر ؟ 

ألا ترى أن هذا تصرف طفل صغير ؟”


اشتعل غضب تشنغ يانغ :

“ لا تبدأ تلفّق أشياء من عندك باي يو! 

من قال أني لا أكرهه ؟ كله بسببك ! 

دائمًا تطلب مني أعامله بلطف ، 

بحق السماء أنت صديقي أم صديقه ؟ 

منذ أن كنا أطفالًا ، كنت دائمًا تنحاز إلى جانبه ، ولم تنحاز 

أبدًا إلى جانبي... واليوم أيضًا

في اللحظة التي رأيت فيها يي شي — أسرعت إليه

سيظن الناس أنه أخوك الحقيقي ! "


كلما تحدث ، ازداد غضبه —-

طوال هذه السنين ، لم يتغيّر شيء — باي يو دائمًا يقف في صف يي شي


أنزل باي يو عينيه ، غير راغب في مجادلته 

{ وماذا لو وقفت في جانب يي شي ؟ 

تسعة من عشر شجاراتنا يبدأها تشنغ يانغ بنفسه 


لا أريد مساعدة يي شي فقط …

لو لا سمعة عائلة تشنغ تفرض عليّ ضبط تصرفاتي .. 

لكنتُ فعلت أكثر من ذلك ! }

رد بصوت منخفض :

“ ليس صعبًا أن تكون لطيفًا مع يي شي ،

أنت تعرف تمام المعرفة أنه كان دائمًا مطيعًا ،

وقلت لك سابقاً : إن لم ترغب في هذا الأخ الصغير ، 

فامنحه لي ، سأعتني به ”

{ سأكون أكثر من سعيد حتى }


ضحك تشنغ يانغ ساخرًا:

“ في أحلامك ”


ومع ذلك ، وبعد أن ظلّ عابسًا قليلًا ، 

شد على أسنانه وقال بتذكير نافذ الصبر :

“ لم ترد على سؤالي "


ضحك باي يو بخفة :

“ يي شي بخير ، لا يوجد ارتجاج في المخ ، 

الطبيبة قالت أنه مجرد إصابة سطحية ، لكن يجب مراقبته يومين .”


ساد صمت قصير على الخط


تمتم تشنغ يانغ:

“ قلت لك… أنه بخير ، هذا الصغير قوي للغاية ، 

لم يتردد أبدًا في ضربي سابقاً .”


وبقوله ذلك ، بدا واضحاً أنه فقد اهتمامه بالحديث 

عن يي شي ، فسارع إلى تغيير الموضوع

قال بنبرة أكثر كسلاً :

“ اترك هذا المزعج ،، عيد ميلاد شي ياو قادم 

هل ستذهب إلى حفلتها ؟ 

اتصلت بي مجدداً اليوم ، وتوسلت إليّ أن أحضرك إلى هناك ، 

أعتقد أنها لم تتخلى عنك بعد — ربما تخطط للاعتراف 

بمشاعرها في عيد ميلادها "


شي ياو إحدى معارف تشنغ يانغ— فتاة لطيفة غالباً ، 

رغم أن ذوقها في الرجال يبدو بائسًا ، 

مهووسة بباي يو بصورة غير مفهومة ، 

ولطالما أزعجت تشنغ يانغ كي يساعدها في ترتيب الأمر ،


لكن باي يو لم يقل سوى كلمتين :

“ لن أذهب "


نقر تشنغ يانغ بلسانه بضيق :

“ تسسك ، كنت أعرف "


لم يكن يتوقع الكثير أصلًا —- فقد رفض باي يو شي ياو أكثر من مرة


قال تشنغ يانغ ساخرًا : “ تشونغ تشوان وهؤلاء الرفاق 

يراهنون حتى على ما إذا كنت ستحضر وستعترف لك شي ياو ،

و قلت لهم مستحيل ، أترى ؟ أنا أعرفك جيدًا ،،

شخص مثلك ، بارد جدًا - من قد يعجبك ؟"


رفع باي يو حاجبًا :

“ من تصف بالبارد ؟”


أجاب تشنغ يانغ بثبات : “ أنت ! 

يا رجل أعرفك من سنوات، ولم أرك أبدًا تتفاعل بشكل 

طبيعي مع أي شيء رومانسي ”


اكتفى باي يو بنقر لسانه بسخرية ، دون رغبة في الرد :

“ انتهيت ؟ سأغلق الخط "


: “ اووه ، اووه … لا يهم "


كان تشنغ يانغ منزعج هو أيضاً —هاتفه لم يتوقف عن 

استقبال رسائل شي ياو تسأله إن كان باي يو سيحضر ، 

وهو لا يعرف ماذا يقول لها


ثم— نقرة 

ساد الصمت 


رمى باي يو الهاتف جانبًا ، واستلقى على الأريكة بملل


نصف زجاجة البيرة ما تزال في يده


رفعها وشرب ببطء


تحركت البرودة في حلقه ، لكنها لم تُطفئ شيئًا من النار 

التي تشتعل في صدره


تذكّر باي يو سخرية تشنغ يانغ قبل قليل حين نعته

 بـ” البارد”

فضحك ضحكة مفاجئة


{ ليتني كنت كذلك حقًّا } 


لطالما مازحَه تشنغ يانغ قائلًا إنه طاهر القلب ، زاهد ، 

يصلح أن يكون راهبًا ،


{ ولكن … لو عرف تشنغ يانغ مَن هو الشخص الذي تُراودني 

بشأنه أفكار غير نقية… لما ضحك مجددًا أبداً }


أظلمت عينا باي يو وهو يحدّق في إطار صورة أمامه


ظلّ جالسًا قليلًا ، ثم مدّ يده وفتح خزانة جانبية قرب الأريكة


مصنوعة من خشب الجوز الأسود ، ثقيلة أنيقة ،

الدرج السفلي تحديدًا صعب الفتح ؛ لا يُفتح إلا إذا ضُبطت 

الأقفال على التركيبة الصحيحة


باي يو لا يستقبل الضيوف عادةً في هذا المسكن ، 

ومن الطبيعي ألا يعبث أحد بأغراضه ،


طَق ——


انفتح القفل النحاسي ، وانسحب الدرج


في داخله ، صندوق هدايا صغير مصنوع من الجلد ، 

محاطٌ بحواف نحاسية دقيقة الصنع ،

صندوق تم طلبه من متجره المفضل ،


لكنّه لا يحتوي على مجوهرات ثمينة ، ولا على تذكار شخصي


بل على ربطة عنق مدرسية بسيطة


حرير أزرق داكن ، لا يميّزه شيء خاص


في أسفله تطريز مختصر لاسم المدرسة —-


جزء من الزيّ المدرسي—يُرتدى مع قميص فصل الخريف

وصاحبها كان دائمًا يضعها بإهمال ، عقدتها مائلة ، 

متدلّية بغير ترتيب ،

ولو رآه عميد المدرسة لخصم عليه نقاطًا لسوء المظهر ،


التقط باي يو ربطة العنق


التفّ الحرير البارد حول يده الشاحبة كأفعى فاتنة ، 

تتلوّى على أصابعه وتهمس له—ساخرةً من وقاحته ، 

من دنسه ، من جشعه 


ولو كان يي شي هنا —- ، لعرف فورًا أنها ربطة العنق التي 

فقدها قبل العطلة الصيفية


في ذلك الوقت —- ، 

تركها عرضًا على أحد مقاعد ملعب كرة القدم قبل أن يذهب للعب 

وحين عاد … اختفت 


كان يظنّ أنّ أحدهم أخذها بالخطأ ، ولم يُعِر الأمر اهتمامًا

و اشترى أخرى فورًا

لكن ها هي الآن… في حوزة باي يو ——



حدّق باي يو في ربطة العنق


الحرير الناعم البارد يذكّره بصاحبها— مراوغ ، لا يمكن 

القبض عليه ، ينفلت كالـماء من بين الأصابع


وأثار ذلك اضطرابه 


ومع ذلك ، كأنّه مصاب بتقلّب عاطفي ، رفع القماش الأزرق 

الغامق ووضعه برفق على وجنته


يتذكّر يي شي وهو جالس إلى جواره قبل قليل ، كغصن 

أخضر يمرّ بأنامل الربيع ، 

يرتدي قميص أبيض ، ووجهه تحت الضوء يلمع بلون العاج


بدا خائفًا قليلًا منه ، يتجنب عينيه ، ويأكل بهدوء ، 

وتلتف شفتاه الحمراء ، ويتحرّك لسانه الوردي بلطف حول 

مربّى الكرز… يلعق شفتيه دون أن ينتبه


ومن الجهة الأخرى من الطاولة ، كان باي يو يراقبه ، وقلبه 

يخفق بقوة أزعجته


أغمض عينيه


{ لو علم تشنغ يانغ الأفكار التي تراودني بشأن يي شي… 

لاقتحم المكان وقاتلني حتى الموت 


لست باردًا أبدًا …


بل بركان مكبوت …. وكل ما أبدو عليه من برودة ما هو إلا 

ستار يخفي رغبة صُبّت كلّها في شخص واحد }


لكن حتى باي يو لا يعرف اللحظة التي تحوّلت فيها مشاعره 

نحو يي شي— أخو صديقه الصغير —إلى شيءٍ بهذه الحدّة والخطورة


لقد زار منزل عائلة تشنغ مرات لا تُعد


وكان اهتمامه بيي شي في البداية لا يتجاوز حدود اللباقة


وكانت صورته في ذاكرته لطفلٍ له خلفية قاسية ، لكنّه ليس طفلًا بغيضًا


لكنّ ، في لحظة ما ، بدأ يلاحظ كل حركة يصدرها يي شي


كان يي شي دائم الصمت ، يختبئ في الزوايا ، أكثر خفاءً من أصيص نبات


يرتدي قمصان بيضاء تكشف عن معصمين شاحبين وأصابع نحيلة ،

وتحت شعره الأسود القصير تختبئ أذنان دقيقتان ، 

تميلان إلى الحدة ،


يجلس في ضوء الربيع المتناثر ، وزهور الوستاريا تتدلّى 

خلفه — نقيّ ، جميل


لم يكن يرسل أدنى إشارة إغراء — نقي ، لا يؤذي ، بل بدا بعيدًا قليلًا ،


لكن تلك البراءة وحدها كانت كافية لإيقاظ آلاف الرغبات 

المخبّأة في صدر باي يو


{ لابدّ أنني فقدت صوابي }


اتّكأ باي يو إلى الخلف وأغمض عينيه


ربطة العنق ملتفّة حول معصمه كقيدٍ ثقيل يمنعه من الانفلات …

وفي الوقت نفسه ، كقبلة ميدوسا — تُغريه بارتكاب خطيئة تستحق النفي ….


يتبع


ميدوسا = من الأساطير اليونانية 


ميدوسا جميلة مغرية ولكنها قاتله —- 

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي