Ch8 SBS
عاد يي شي إلى السكن ،
ووضع تعويذة زهرة الخوخ بعناية في الجيب الداخلي لحقيبته ،
لم يجرؤ على تعليقها في الخارج—كان يخشى فقدانها بشدة
بعد ذلك ، فكّ التغليف عن قطعة الشوكولاتة التي أعطاها
له باي يو وأدخل قطعة إلى فمه
عندما أعطاها له باي يو ، قال له أن يشاركها مع زملائه في الغرفة ،
لكن عندما اكتشف لي روي أنها من باي يو ، لوّح بيديه مثل
مراوح وهو يقول مرارًا وتكرارًا : “ مستحيل ، مستحيل —
لن أتناول رمز حب شخص آخر أبدًا !! "
ضحك يي شي وركله قليلاً ، ثم استحوذ على الشوكولاتة كلها لنفسه بسعادة
الشوكولاتة الغنية ذابت ببطء على لسانه ،
انسابت حشوة حلوة من الورد والعسل ،
وأثناء تذوقه لها ، نظر إلى حقيبته مجدداً ،
رغم أنه كان متشككًا عند شراء التعويذة ، إلا أنه في هذه
اللحظة ، كان لا يزال يأمل ، يأمل أن تعمل بالفعل —
على الأقل أن تساعده على مقابلة باي يو مرات أكثر
و مع هذه الفكرة ، تحسّن مزاجه قليلًا
أخرج هاتفه مجدداً وعاد إلى دليل دورة المغازلة الذي
اشتراه مسبقًا —
المُدرِّبة في هذه الحلقة ارتدت فستان حورية البحر ،
و أمام الشاشة ، تتحدث بحماس :
“ اليوم سنتعلم خدع المغازلة 3.0 ،
هل راجعتم الدرس السابق يا صغاري ؟”
جلس يي شي فورًا معتدل القامة كما لو ناداه أحدهم ،
بل وأومأ برأسه دون وعي ~
واصلت المُدرِّبة الحديث :
“ حسنًا ، إذا كنتم قد راجعتم ، فسأعلّمكم اليوم بعض
الحيل المجربة عند مشاهدة الأفلام
أو الخروج مع الأصدقاء…”
حدّق يي شي في الفيديو بنظرة نصف مفهومة ،
محاولًا بجد الدراسة والتفكير بعمق
لي روي، الجالس بجانبه ، كان مذهولًا تمامًا ،
حتى أنه التقط له صورة —- { إذا حدثت معجزة وجمع
القدر بين يي شي وباي يو ، فسأستخدم هذه الصورة للابتزاز !!! }
درس يي شي هكذا لأكثر من أسبوع — يشاهد أثناء
الاستراحات ، ويشاهد قبل النوم
أكمل بسرعة المرحلة الأولى من دورة المُدرِّبة ، والتي ركّزت على:
“ كيفية خلق توتر غامض ”
و
” تقنيات الدفع والجذب الخفية في المواعدة "
كان يعتقد أنه قد قرأ بعمق ودرس بإتقان —
إذا لم يكن محترفًا من الطراز الأول ،
فعلى الأقل لم يعد مبتدئًا عديم الخبرة ،
أشياء مثل:
• إجراء اتصال عميق بالعين أثناء الاستماع ،
مع الاستعداد دائمًا لتقديم المجاملات .
• ممارسة التعبيرات الخجولة ، واكتشاف
أفضل زاوية لك أمام المرآة ،
وعرضها في الوقت المناسب .
• لمس أطراف أصابع الشخص الآخر
أو ركبته بخفة عند الجلوس جنبًا إلى جنب …
{ لقد تعلّمت كل ذلك !!!
وما تبقى… هو التطبيق العملي … }
يُقسم يي شي أنه لم يدرس شيئًا بهذا الجدية طوال حياته الدراسية
لم يقتصر الأمر على التركيز والانتباه ، بل دوّن كل نقطة
أساسية شدّدت عليها المُدرِّبة —كانت دفاتره مليئة بالصفحات
لو لم يكن يشعر بالحرج من استخدام لي روي كفأر تجارب ،
لكان قد تدرب عليه بالفعل ،
وعندما ظهرت على الشاشة عبارة [ المرحلة الأولى مكتملة ]
مع تأثيرات خاصة من الزهور والتصفيق ،
شعر يي شي حتى ببعض الغرور ~
خاصةً بعد قراءة قسم التعليقات ، المليء بالإطراءات
والثناء— مما زاد ثقته بنفسه أكثر
{ ربما المغازلة ليست صعبة كما تخيلت ؟
حتى باي يو ليس حصنًا منيعة — ربما هناك شق ما يمكن اختراقه ؟ }
لذا لاختبار تقدمه ، وتحت تشجيع لي روي ، تخطى يي شي
الدرس مرتين للتجول في جامعة باي يو ، آملاً أن يصادفه —-
لكن في مثل هذا الحرم الجامعي الكبير ، حتى بعد التجول
حول المكتبة ، والكافتيريا ، والمباني الأكاديمية ،
لم يرَى باي يو مرة واحدة واضطر للعودة إلى المنزل محبطًا …..
حتى الانتظار في مدرسته لم يكن مفيدًا — باي يو لم يأتِ
لزيارته منذ فترة
كان الأمر كما لو أن يي غوتشنغ قد تدرب لتوه على تقنية
سيف إلهي لكنه لا يملك خصمًا ليقاتله فوق سور المدينة المحرمة
وبدون خيار آخر ، حوّل يي شي انتباهه إلى تشنغ يانغ —-
رغم أن يي شي كان يقيم عادة في المدرسة ،
إلا أنه أحيانًا يعود إلى المنزل — المنزل الذي يشترك فيه
مع تشنغ يانغ ووالدهما المشترك
كان تشنغ يانغ يعيش بين منزلين ، أحيانًا مع والدته ، وأحيانًا مع والدهما
اختار يي شي يومًا كان من المقرر أن يقيم فيه تشنغ يانغ
عند والده ، وذهب معه أيضًا — آملاً أن يزور باي يو المنزل
و قضى عطلة نهاية الأسبوع كلها يتجول في غرفة المعيشة ،
يراقب المدخل لأي زائر
لكن للأسف ،،،، من شروق الشمس حتى غروبها ، بقي الباب صامتًا
لا ظل لضيف ، فقط صوت بعيد للبستاني وهو يقص
الأغصان في الحديقة
وقف يي شي عند المدخل ، ينظر إلى انعكاسه الوحيد على الأرض
كان خيبة الأمل في قلبه عميقة كبركة الحديقة ،
حيث تقطع بتلات الورود الساقطة سطح الماء بموجات متتالية
حتى أثناء العشاء ، كان وجهه كئيبًا وهو يجلس أمام تشنغ
يانغ دون أن يرفع رأسه ،
خائفًا من أن مجرد النظر إليه قد يزعجه أكثر
تذمّر { بلا جدوى …. لا أستطيع حتى أن أجعل باي يو يظهر }
تشنغ يانغ —- المرتبك ، لم يعرف ما الخطأ الذي ارتكبه
لم يغضب من يي شي طوال عطلة نهاية الأسبوع ،
بل طلب خفية من الطباخ تحضير حساء الفاصوليا الحمراء
كتحلية—لأنه تذكر أن يي شي يحبه ،
{ ماذا يمكنني أن افعل أكثر من هذا ؟!!
هل يتم التنمر عليه في المدرسة أو شيء من هذا القبيل ؟
…. أشك في هذا ... من يجرؤ على مضايقة شخص عنيد
مثل يي شي ؟ }
و بلا وعي ، أخذ تشنغ يانغ ملعقة من حساء الفاصوليا
الحمراء إلى فمه ، كاد أن يختنق ، ودفع الطبق بعيدًا باشمئزاز
{ مقرف ،، ما هذا الطعم الذي يعجب يي شي ؟ }
بعد العشاء ، عاد الاثنان إلى المدرسة معًا في السيارة —-
جلس السائق في الأمام صامتًا ،
بينما جلس يي شي وتشنغ يانغ في الخلف ،
كل واحد على كل جانب ، مع مساحة تكفي لشخصين آخرين بينهما
عندما اقتربت المدرسة ، ألقى يي شي نظرة إلى تشنغ يانغ
من زاوية عينه
كان تشنغ يانغ يكتب بسرعة على هاتفه ، يرسل رسائل لشخص ما
ابتلع يي شي ريقه ، وكان حلقه جافًا
و للحظة وجيزة ، فكر حتى في سؤاله مباشرةً عن نشاطات
باي يو مؤخرًا — ' إلى أين ذهب ؟ '
لكن بعد تردد طويل ولعق شفتيه المتشققتين ، لم يستطع أن يسأل
مع التفكير في ذلك ، شعر بشعور هائل من الهزيمة
{ لقد كنت أتخبط حقاً ، أدرس تلك التدوينات
والفديوهات ، وجررت لي روي لشراء ملابس جديدة …
لكني لم أستطع حتى رؤية وجه باي يو … ما الفائدة إذن ؟ }
ما لم يعرفه يي شي هو أن تشنغ يانغ كان يرسل رسالة إلى
باي يو في هذه اللحظة نفسها
لقد سافر باي يو خارج المدينة هذا الأسبوع للمشاركة في
بطولة الرماية الجامعية — كان رئيس نادي الرماية بالجامعة ويمثل تخصصه
لم تكن منافسة كبيرة ، بل مجرد حدث عادي بين الطلاب ،
ومع ذلك ، عاد بسهولة وهو يحمل الميدالية الذهبية
بعد الحدث ، ذهب باي يو والمشاركين الآخرين للتجول للسياحة ،
أثناء تصفحه متجر الهدايا التذكارية في موقع سياحي،
رأى باي يو دمية صغيرة مصنوعة يدويًا من الطين—عيونها
مغلقة ، وشفاهها منكمشة قليلًا في تعبير استياء ،
ترتدي قبعة صغيرة ، تبدو نائمة وغاضبة
عندما رأى هذه الدمية —- ذكرّته بـ يي شي فورًا
أمسك الدمية بيده ، ولعب بها قليلًا ،
ثم أرسل صورة لتشنغ يانغ:
[ ألا تعتقد أن هذه الدمية تشبه يي شي ؟ ]
رد تشنغ يانغ بسطر من علامات الاستفهام :
[ ؟؟؟؟؟؟؟؟ ]
[ هل أنت أعمى ؟
كيف يكون بهذا القدر من اللطافة ؟ ]
وباي يو شتمه :
[ أحمق بلا ذوق ]
بعد أن أهان تشنغ يانغ، دفع باي يو ثمن الدمية عند صندوق الدفع ، لكنه لم ينتهِي بعد ، بل سأل :
[ إذا أعطيتها ليي شي، هل تعتقد أنه سيحبها ؟ ]
ألقى تشنغ يانغ نظرة إلى يي شي بجانبه — لقد أغمض
عينيه ، جميل لكنه بعيد ،
وذراعيه متقاطعتان كإشارة ' لا تقترب مني '
كتب تشنغ يانغ بطريقة جافة :
[ أشك في ذلك ،،
ستكون أكثر حظًا إذا أعطيته قفازات ملاكمة — يمكنه
تحطيم منزل بيديه العاريتين وهو بعمر العشر سنوات ]
تجاهل باي يو كلامه تمامًا ، معتبرًا كلمات تشنغ يانغ مجرد نباح
—————————-
أمام بوابة المدرسة ،
خرج يي شي وتشنغ يانغ من السيارة ،
كل منهما يحمل حقيبته ،
فصولهما في طوابق مختلفة ، لذا افترقا عند المدخل
تم اختيار فصل يي شي لحضور محاضرة تلك الليلة ،
وكان عليهم كتابة تقرير لاحقًا ، فذهب مباشرةً إلى المدرج
وبالتأكيد جلس مع لي روي
لم يكن أحد يستمع حقًا لهذه المحاضرات — بدا الطلاب
كما لو أنهم ما زالوا عالقين ذهنيًا في عطلة نهاية الأسبوع ،
كل واحد أبطأ من الآخر ،
كان لي روي يسمع حتى بعض الأولاد خلفه يهمسون عن
لعب كرة القدم لاحقًا
ألقى نظرة إلى يي شي، الذي كان يتصرف بشكل جيد نسبيًا—سماعات الأذن في أذنيه ، يشاهد أنمي
ضحك لي روي ودفعه برفق قائلاً :
“ ماذا ؟ لم تعد تشاهد دروس المغازلة بعد الآن ؟”
لقد شهد بنفسه جلسات دراسة يي شي المحمومة خلال
الأيام الماضية — كان الأمر أشبه بالهوس
لم يرفع يي شي حتى جفنيه وقتها
رد ببرود :
“ لن أشاهد . بلا جدوى ،” رغم أن خيبة الأمل في صوته
كانت واضحة : “ لا أستطيع حتى أن أقابل باي يو ،
فما فائدة تعلم كل ذلك ؟”
لي روي { آهههخ … }
كان شعور الإحباط قويًا جدًا لدرجة أن لي روي توقف عن الابتسام على الفور
كان يعرف كل ما حدث مع يي شي مؤخرًا — مثل ذبابة بلا
رأس تطير هنا وهناك — ولا يعرف كيف يواسيه ،
كل ما فعله هو أن ربّت على كتفه بتعاطف
——-
في الأيام التالية ،
رمى يي شي كل دروس المغازلة جانبًا وعاد إلى روتينه
المعتاد من النوم في الصف ولعب الألعاب ——
وفي يوم الأربعاء ، مباشرةً بعد المدرسة ، قال لي روي:
“ سأعود متأخرًا الليلة ، صديق دعاني للعب مباراة فريق ،
إذا قام المعلم بتفقد الغرف ، غطِّي عني "
لم تكن تفقدات السكن صارمة جدًا ، وكان من السهل التسلل ليلاً
أشار لي روي بـ ' حسنًا ' 👌🏼وغادر يي شي حاملاً حقيبته
……
في مقهى الإنترنت ،
اختار يي شي مقعد بجانب النافذة —مكانه المعتاد
لم يكن المكان مشبوهًا كثيرًا ، و أجهزة الكمبيوتر جيدة
اشترى لنفسه شاي بالحليب و حيّا أصدقائه في اللعبة
لقد شعر مؤخرًا بانسداد عاطفي قليل
على الرغم من أنه قال بصوت عالٍ أنه مجرد سوء حظ لعدم
رؤية باي يو وأنه سيترك الأمر للقدر …
إلا أن باي يو كان يبدو وكأنه نوع من الشيطان المستنزف للطاقة ، يطارد أحلامه دائمًا
وجد نفسه غاضبًا بلا سبب منطقي
{ لماذا اضطر للعب الكرة في مدرستنا ؟
لماذا ظهر أمامي مجدداً ؟!!!
ربما — ربما — كان يمكنني المضي قدمًا وتخطيّه
لكن منذ ذلك اللقاء المفاجئ … كان الأمر كما لو أن كل
خلية فيّ قد استيقظت من جديد ..
مثل عشب الربيع يتوق إلى المطر … }
والآن ، استنزف يي شي كل غضبه في لعبة اليوم
لم يُبقِي يي شي على شيء ، أطلق مهاراته على الشاشة مثل
الألعاب النارية ، متألق وعنيف
لاحظ زملاؤه في الفريق شيئًا غير عادي
[ واسابي هل أنت بخير ؟ تبدو مكتئبًا ]
اسم يي شي داخل اللعبة كان [ الملك الذي يكره الواسابي ]
لكن بشكل ساخر كان الجميع ينادونه ببساطة “واسابي”
يي شي — وحلوى مصاصة في فمه ، كتب ببُطء بعض الكلمات :
[ أنا بخير ]
لكن بمجرد انتهاء المعركة الجماعية ، بينما الجميع يثرثرون
في دردشة اللعبة ، جلس يي شي يحدق بلا حراك في شاشة هاتفه
و على الشاشة رقم هاتف باي يو ——
لقد قال باي يو ذات مرة أن بإمكان يي شي الاتصال به إذا
أراد — على الرغم من أن الأمر كان يبدو أكثر كنوع من المجاملة
ومع ذلك ، أثناء خفوت الشاشة ، شعر يي شي حقًا بالرغبة في الاتصال
{ لكن إذا اتصلت بالفعل … ما العذر الذي يمكن أن يستخدمه لدعوة باي يو للخروج ؟
مشاهدة فيلم ؟
لعب كرة السلة ؟ تناول وجبة ؟
أنا وباي يو لسنا قريبين إلى هذا الحد بعد … }
مع هذا التفكير ، عبس يي شي ووضع هاتفه بعيدًا ،
ورفع حقيبته على كتفه وترك مقهى الإنترنت
بينما يسير ، نظر إلى ساعته —{ 11:40 مساءً }
ليس وقتًا متأخرًا بالنسبة له —-
مشى في الطريق الصغير نحو المدرسة —- لم تكن ساعات
الليل متأخرة جدًا بعد ، لكن الزقاق كان هادئ ،
مضاء فقط بضوء خافت من مصابيح الشوارع ،
وأثناء سيره ، تذكر فجأة المرة التي ذهب فيها مع لي روي
إلى المعبد لتقديم الأماني—وكيف كان لي روي يثرثر هراءً :
“…يمكنك أن تتعرض للسرقة في شارع يمر به باي يو دائمًا ،
ثم يظهر كالبطل لينقذك ، ويمكنك أن تقدم نفسك له
بدافع الامتنان ”
لم يستطع يي شي منع نفسه من الضحك
{ هذا الزقاق المظلم مناسب تمامًا للسيناريو الدرامي الذي وصفه لي روي
لكن بصراحة ، المنطقة حول مدرستنا — مؤمّنة ومحمية
جيدًا —أولاً — في وسط المدينة ،
مع مركز شرطة على بعد شارع واحد فقط —-
لا عقل سليم لأي لص صغير سيختار هذا المكان لارتكاب جريمة… }
بمجرد أن فكر بذلك ، شعر بشيء بارد وصلب يضغط على ظهره بارتجاف ——-
“ أ-أنت! توقف ! هذه سرقة !”
يي شي: “……………”
{ حقًا ؟ ألم أقول للتو كم هذه المنطقة آمنة ؟ }
استدار يي شي بتعبير على وجهه يقول ' لا بد أنك تمزح ' ~
تحت ضوء الإنارة البسيط ، كان يقف طفل قصير الشعر
أصفر فوضوي ، يرتدي بدلة رياضية وقناع كبير ،
ممسكًا بسكين صدئ ومثني في يد مرتجفة ، موجهًا
السكين نحو يي شي
كان يبدو مثل مشاغب عشوائي من صالة ألعاب محلية نفذ
منه المال وقرر سرقة أول شخص يقابله
{ هذا لا يصدق }
أدرك يي شي أنه لاحظ بالفعل هيئة منحنية تحت ضوء
المصباح قبل قليل لكنه لم يفكر فيه كثيرًا ومشى مباشرةً
من كان يظن أنه شخص ينتظر في الكمين ؟
ألقى نظرة مرة أخرى على ' السلاح '
كان سكين فاكهة صدئ — ، تالف لدرجة بالكاد كان
متماسك — غير قاتل على الإطلاق
و بصراحة ، كان يي شي أكثر خوفًا من التيتانوس أكثر من خوف الطعن
( مرض التلوث من الاشياء الصدئة وخدوش الحيوانات )
تراجع خطوة إلى الخلف بشكل غريزي ، محافظًا على حذر
لكن السارق فسّر هذا على أنه خوف —-
استقرت يداه ، استقام جسده ، وارتفع صوته :
“ لا-لا تهرب ! سلّمني أموالك !”
يي شي: “…”
نظر إلى الشاب بهدوء وفحصه ، ثم خفف قبضته على حقيبته برفق
بصراحة ، يي شي لم يكن يحب القتال ،
لكن إذا اضطر لذلك ، لم يسبق لأي شخص ، داخل
المدرسة أو خارجها ، أن تغلب عليه ——
في العام الماضي جاء بعض المشاغبين من مدرسة أخرى
لإثارة المشاكل ، و تصادف يي شي معهم ، فركل أحدهم
حتى وصل إلى عيادة المدرسة ،
لو لم يحميه المعلمون ، ربما كانت الأمور قد انتهت بالشرطة
نظر إلى الولد النحيل أمامه ، وبدأ في الحساب ——
قرر أن يخفف من حدة الموقف ويعلمه درسًا خفيفًا —
لم يرغب حقًا في إجبار معلمه على الذهاب إلى مركز الشرطة مجدداً للاعتذار نيابةً عنه
شَدَّ يي شي قبضته على حقيبته واستعد ليُري هذا الشخص
لماذا بعض الزهور حمراء
لكن في تلك اللحظة بالذات ، تردد صوت خطوات بطيئة
وثابتة في الزقاق—شخص آخر يقترب
شعر السارق بالذعر —— ألقى نظرة متوترة نحو الصوت ،
وأدى ارتعاش يده إلى دفع السكين إلى الأمام بالخطأ —-
ضيّق يي شي عينيه —- و دون تردد ، أرجح حقيبته مباشرةً
نحو جبهة الولد
اصطدمت الحقيبة الثقيلة — المعبأة بجهاز الآيباد
الخاص به— بوجه السارق — مما جعله يرى النجوم كما لو أنه
تلقى لكمة في صدغه
قبل أن يتمكن الفتى من الرد ، ركله يي شي بقوة في ركبته
وأمسك معصمه الأيمن ——
طقطقة —-
لقد خلع معصم الفتى بحركة واحدة سلسة —-
سقط سكين الفاكهة الصدئ على الأرض
و ارتفع صراخ ألم حادّ في الزقاق ——
مسح يي شي ملابسه بهدوء ولم يُلقِي حتى نظرة على
الجسم المتلوّي على الأرض
قال ببرود : “ مع هذا البنية النحيلة ، هل حقًا ظننت أنك
تستطيع سرقة أحد ؟”
لم يكن طالبًا مثاليًا ، لكنه عند رؤية أن الولد لم يكن أكبر
منه بكثير ، أضاف بصدق : “ استجمع قوتك يارجل "
التفت ليجمع الحقيبة التي رماها
فقط حينها لاحظ شخصًا آخر واقف على مسافة ليست بعيدة
من زاوية عينه ، استطاع يي شي تمييز ظل طويل تحت ضوء
المصباح ، متردد وكأنه غير متأكد من الاقتراب
{ لابد أنه الشخص الذي صدر صوت خطواته قبل قليل —
ربما خاف من الضجة وتجمد مكانه
ربما فتاة تمشي إلى المنزل في وقت متأخر
إذا كانت خائفة ، يمكنني مرافقتها قليلاً … }
لكن في الثانية التالية ،
ومع وضوح الشكل أكثر — طويل ، مستقيم الظهر ،
طويل الساقين تحت الضوء الأصفر الخافت —
سقطت حقيبته من يده مجدداً
{ ما هذا بحق الجحيم ؟!
هل أنا أتخيل ؟؟؟ أم أن الكون أصبح سخيفًا لهذا الحد ؟ }
لم تكن هناك فتاة خائفة تقف هناك
{ ما لم أكن أعمى تمامًا ،
فالشخص الذي ينظر إليّ بوجه مصدوم تحت ضوء المصباح لم يكن سوى — }
معشوقه —- الشخص الذي كان يبحث عنه لأكثر من نصف شهر …
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق