Ch10 BFIHTE
لين تشي يصفّف شعره أمام المرآة ، وقد وضع هاتفه جانبًا
كان يسمع ثرثرة صديقه من الهاتف ، يسأله إن كان سيخرج
معهم إلى الحانة في المساء
: “ المكان في شارع كانغهاي 172، عند الرئيس ليانغ ،
شياو تشاو وتان شوو سيكونان هناك أيضًا ،
شياو تشاو قالت إن لديها صديقة تريد أن تعرّفك عليها .”
الشخص الذي على الهاتف هو شي زيون، أقدم صديق تعرّف
عليه لين تشي في المدينة C،
باستثناء وكيلته هوو يونينغ. تعارفا في البداية خلال تصوير مجلة ،
لكن حظ شي زيون كان أفضل، فانتقل إلى التمثيل
اشتهر قليلًا من خلال مسلسل ويب ، كما قدّم بعض الفرص إلى لين تشي
كانت أذواقهما متشابهة ؛ كلاهما لعوب وجذّاب ،
ولا يعجبهما نوع بعضهما ، وهذا جعل علاقتهما مستقرة جدًا ،
وغالبًا يخرجان معًا ،
كان لدى لين تشي تصوير في صباح اليوم ، وكان متفرغًا في المساء ،
في العادة ، كان سيقبل دعوة شي زيون دون تردد ، لكنه هذه المرة قال بأسف :
“ لدي موعد الليلة "
عبس شي زيون باستغراب :
“ ما بك؟ الأسبوع الماضي دعوتك ولم تأتِي ،
والآن ترفض مجدداً ،
ماذا يحدث ؟ هل تغيّرت ؟”
ضحك لين تشي :
“ أنت من يحتاج أن يتغيّر "
أمسك بغسول الوجه ، ورغوة الصابون ، وقال بصوت غير
واضح وسط صوت الماء :
“ هل أنت غبي ؟ قلت إن لدي موعد ، من الواضح أنني
سأقابل شخص آخر "
: “ هاه؟”
كان شي زيون مستلقي ، وقد علّق ساقيه على الطاولة ،
وما زال يعاني من صداع الكحول ، فكان بطيئًا في الفهم
: “ اللعنة ، لا عجب .”
أدرك أخيرًا أن لين تشي لم يعد أعزب ، وأن لديه شخصًا ثابت
وبحسب ذوق لين تشي ، فلا بد أن يكون هذا الشخص جذاب جدًا
ضحك شي زيون مازحًا :
“ من هذا الذي جعلك متمسكًا به لدرجة أنك لم تعد تحضر التجمعات ؟
هل هو وسيم جدًا ؟ أم جيد جدًا في السرير ؟”
على مدى أكثر من شهرين ، لم يلتقِي بلين تشي إلا مرة واحدة ،
في كل مرة أخرى ، كان لين تشي يقول إنه مشغول ، وبدا له
أن السبب هو هذا ' الشخص الجديد '
فكّر في بعض الاحتمالات وسأل:
“ هل هو طالب الجامعة العنيد ؟ أم باريستا المقهى ؟”
: “ لا هذا ولا ذاك "
نظّف لين تشي المغسلة ، وجفّف وجهه بالمنشفة ، ونظر
إلى نفسه في المرآة
كان يرتدي قميصًا أبيض من القطن والكتان ، مع سترة
صفراء خردلية واسعة ، ونظارات بإطار أسود
بدا لين تشي، الذي اعتاد أن يكون لافتًا، كطالب متفوّق شديد الوسامة
و أجاب بهدوء :
“ لا تعرفه ، ليس من دائرتنا ، ولم تره من قبل ،
جسده ؟ بالطبع ممتاز ، وهو وسيم أيضًا .”
قرّب الهاتف من أذنه وضحك
في الآونة الأخيرة ، مع من يمكن أن يكون ؟ بالطبع لي تينغيان
كانا ينامان معًا بشكل متقطّع منذ قرابة شهرين ، وأصبحا
معتادين على بعضهما
ضحك شي زيون بفهم ، وعبث بمفاتيح سيارته :
“ لماذا لا تحضره معك إذًا ؟
كلما زاد العدد كان أفضل ، وأنا أودّ أن أراه "
لكن لين تشي رفض فورًا :
“ مستحيل …."
أنهى استعداده ، وأخرج زجاجة ماء معدنية من الثلاجة ،
وشرب عدة رشفات
تابع : “ هو لا يحب هذه الأماكن "
كذب بسهولة عن تينغيان:
“ يعمل بوظيفة رسمية ، مهذّب جدًا ، وأنيق ، وخجول قليلًا ،
ولا يحب الاختلاط ، لو خرج معكم ، لنهشتموه "
: “ هاه ؟” تخيّل شي زيون رجلًا صامتًا ببدلة وربطة عنق
وحقيبة عمل ، ولم يستطع أن يتخيّل ما الجاذبية في هذا
النوع ، مهما كان وسيمًا —-
سخر منه :
“ متى بدأت تحب هذا النوع ؟
كنت تكره الأشخاص المنضبطين وتصفهم بالمملّين والمتشدّدين ،
ما الذي أصابك ؟”
جهّز لين تشي حقيبته ، ورفع حاجبه قليلًا عند سماع ذلك
تذكّر مهارة لي تينغيان في السرير ، وابتسم { من قال إن
الأشخاص المهذّبين لا يستطيعون الانفلات ؟ }
لكنه لم يكن ينوي مشاركة هذه الأمور مع شي زيون
قال بخفة ، متناقض مع نفسه :
“ انسَى ما قلته ~ اكتشفت أن الأشخاص المتحفّظين لديهم
سحرهم الخاص ~ .”
وهو يدندن ، خرج من المنزل وتابع :
“ حسنًا ، لن أتحدث أكثر ، لدي تصوير في الصباح ،
ومحاضرة في الظهيرة . يومي مزدحم .”
دحرج شي زيون عينيه
كان يستطيع أن يخمّن أن لين تشي وجد لعبة جديدة
وانشغل بها تمامًا ،
حتى لو كانوا يوزّعون المال الليلة ، فربما لن يظهر لين تشي
: “ حسنًا، حسنًا، اذهب إذًا ... سأبحث عن شخص آخر ...”
وهو منزعج قليلًا ، ثم شتمه :
“ أيها الجاحد ”
ضحك لين تشي بصوت عالٍ ، ولم ينكر ذلك
{ وما الخطأ في تقديم الحب على الصداقة ؟
لو وجد شي زيون شخصًا مثل لي تينغيان، لكان ركض أسرع مني }
……
بعد خروجه من المنزل ، ركب لين تشي دراجته النارية
وتوجّه إلى موقع التصوير
كان تصوير ذلك اليوم عملًا خاصًا لمصوّر يعرفه ، ولم
يستغرق وقتًا طويلًا
بعد انتهاء التصوير ، لوّح للمصوّر مودّعًا ، اشترى شطيرة ،
وذهب مسرعًا إلى المحاضرة وهو يضعها في فمه
كان في سنته الجامعية الأخيرة ، ونادرًا يحضر إلى الجامعة،
وكأنه على وشك التخرّج بالفعل
لكن بسبب انشغاله بالعمل خارجًا ، كان ينقصه مقرر
اختياري واحد ، ولم يكن أمامه خيار سوى أخذه مع طلاب
السنة الأولى والثانية
لحسن الحظ كانت رسالة تخرّجه شبه منتهية ، ولم يكن قلقًا بشأن العمل
و هذا المقرر قصير ، وسينتهي عند منتصف الفصل الدراسي ،
وسيعوض له الساعات المطلوبة دون أن يؤثر على تخرّجه
في قاعة المحاضرة ، دخل لين تشي بهدوء وجلس في
الصف الخلفي ، وضع حقيبته في الخزانة ، وفتح علبة
حليب وبدأ يشرب منها
كان أستاذ هذا المقرر الاختياري هادئًا جدًا
ما دمت لا تزعج المحاضرة ، يمكنك أن تفعل ما تشاء
أخرج لين تشي جهازه التابلت وواصل العمل على رسالة تخرّجه
بدا جادًا وهو مطأطئ الرأس
كان ذلك بفضل وكيلته ، الآنسة هوو — أنه يجلس الآن في قاعة جامعة
فقد ترك المدرسة الثانوية ليعمل ، لكن هوو يونينغ رأت
إمكانياته ووقّعت معه ،
إلا أنه في السنة أو السنتين الأوليين لم يحصل على أعمال
كثيرة ، وكان بالكاد يستطيع إعالة نفسه ،
ركضت هوو يونينغ في كل مكان لتجد له فرصة للدراسة ،
وأدخلته صفًا ثانويًا ، حيث عوّض خلال ستة أشهر ،
ثم تمكن من دخول الجامعة —- وكما كانت تقول دائمًا ،
في أي مجال ، عدم امتلاك شهادة يجعلك عرضة للخداع —
و وافقها لين تشي تمامًا
والآن ، كان على وشك التخرّج — قلّب هاتفه بيده ،
وفكّر في دعوة الآنسة هوو إلى العشاء في المساء
وبينما يفكر ، اهتز هاتفه
نظر إليه، فوجد رسالة من لي تينغيان
كانت الرسالة بسيطة ومباشرة ، مجرد موعد
[ نلتقي الساعة الثامنة ]
{ لو لم أكن في المحاضرة ، كنتُ صفّرت ~ }
توقفت أصابعه لحظة فوق الشاشة ، ثم ردّ:
[ حسنًا ]
خلال الساعة التالية ، وهو ينظر إلى رسالة تخرّجه التي كانت
تصيبه بالصداع سابقًا ، أصبح مزاجه أفضل بكثير
على مدار الشهرين الماضيين ، كان يلتقي بلي تينغيان باستمرار — ،
تقريبًا كل أسبوع —- ،
كانا يلتقيان في فندق ، حيث كان لي تينغيان يحجز جناح ليكون ' مخبأهما '
في البداية ، كان لي تينغيان يرسل سائقًا ليقله ، لكن لاحقًا
اعتاد لين تشي على الأمر وأصبح يذهب بدراجته النارية
في بعض المرات ، كان عامل الفندق ينظر إليه باستغراب
وهو يركن الدراجة ، لكنه لا يزال يفتح له الباب بأدب
خمن لين تشي أن عامل الفندق كان يفكر —- :
' لأي شخصية كبيرة هذا العشيق ؟
يبدو مفلسًا لدرجة أنه لا يستطيع حتى دفع أجرة سيارة '
عندما فكّر في هذا، ضحك لين تشي مجدداً ،
وكان قد اشتكى من الأمر للي تينغيان، الذي بدا عاجزًا بعض الشيء عندها
بعد أن ناما معًا عدة مرات ، اشترى لي تينغيان له بهدايا باهظة بعناية ، لكن لين تشي رفضها
و قد قال بوضوح وقتها —- :
“ نحن فقط في علاقة بالتراضي ، نلبّي احتياجات بعضنا ،
أنت لا تدين لي بشيء ، ولا داعي لأن تعتني بي "
بعد أن قالها عدة مرات، فهم لي تينغيان أنه جاد ، فتوقف
لكن لين تشي لم يكن ليحسب تكاليف الفندق مع لي تينغيان
فبحسب وضعه المادي ، لو أصرّ على الدفع ، لاضطرا إما
للإقامة في فنادق رخيصة أو العودة إلى المنزل
ابتسم لين تشي وهو يفكر في ذلك ، وتذكّر شكل لي تينغيان
وهو يربط ربطة عنقه أمام مرآة الفندق، فزاد شروده في المحاضرة
كان الأستاذ على المنصة يشرح قصة تسوي ينغ ينغ وتشانغ شنغ،
ابنة الوزير الساذجة والمتحمسة التي تقع في حب الطالب الذي سرق قلبها
أما لين تشي ، فلم يكن منضبطًا
اختار صورة من هاتفه وأرسلها إلى حبيبه الجديد — لي
عندما ردّ لي تينغيان بعلامة استفهام صامتة ، ضحك لين تشي فعلًا بصوت مسموع ——-
و كانت ضحكته واضحة داخل القاعة
لم يلاحظ الأستاذ ذلك ، لكن عدة طلاب قريبين التفتوا نحوه
أغلق لين تشي فمه فورًا وأشار معتذرًا
لكن وهو ينظر إلى شاشة ويتشات، لم يستطع إلا أن يبتسم مجددًا
……
لي تينغيان في الشركة ،
يستمع إلى تقرير من مدير أحد الأقسام ، عندها رنّ هاتفه
نظر إليه دون وعي —-
وعندما رأى الظهر الأبيض الناصع في الصورة ، كاد ألا
يحافظ على هدوء ملامحه
لم يمضِي على الاجتماع سوى نصف ساعة ، لكن تعبير الرئيس لي تغيّر ،
مما جعل الشخص الذي يقدّم التقرير يتوتر ، ويفكر بجنون إن كان قد قال شيئًا خاطئًا ——
لحسن الحظ اكتفى لي تينغيان بنظرة سريعة ثم وضع الهاتف جانبًا
لكن خلال الساعتين التالية ، ورغم أنه تابع الاجتماع بجدية
وراجع التقارير ، لكن كلما توقف قليلًا ليستريح ،
كان ذلك الظهر الأبيض يمرّ في ذهنه
لين تشي قد أرسل صورة التُقطت له صباح اليوم
كان يصوّر إعلانًا للمجوهرات ، لكن المصوّر ، وهو صديق له،
لم يستطع إلا أن يلتقط بضع صور إضافية ويرسلها له كلها
قال المصوّر بإعجاب:
“ أنت جميل حقًا يا لين تشي ،
وأنت مستلقٍ في الماء ، تبدو كجنيّ خرج لتوه من النبع "
تأمّل لين تشي الصورة لبضع ثوانٍ
كان التصوير في الهواء الطلق
في جدول ماء ، كان عاري الصدر ، شعره المبتل ملتصق
بوجهه ، وجهه شاحب بلا لون، لكن حاجبيه سوداء كالحبر
وشفتيه حمراء لامعة ،
قطرات الماء انحدرت من حاجبيه وأنفه ، تتلألأ تحت أشعة
الشمس كحبات لؤلؤ
كان مستلقيًا على صخرة ، ظهره للكاميرا ، لكن وجهه ملتفت
لم يكن على وجهه أي تعبير ، عيناه باردة ، كأنه بلا مشاعر
بشرية ، جميل كخزف ميت
لكن بشرته الناعمة كانت تلمع بياضًا تحت الشمس ،
وظهره وكتفاه وخصره في تناسق تام ،
بينما حجب مجرى الماء أي تفاصيل أخرى —-
الكاميرا تلتقط المشهد من بين الأوراق ، مما جعل الصورة
تبدو كأنها نظرة متلصص على كنز سري لإله غابة
على الأقل ، هذا ما شعر به لي تينغيان ——
وهو ينظر إلى التقارير ، كانت عينا لين تشي، وشفته
الحمراء، وقطرات الماء على ظهره تطفو أمام عينيه ——
فرك صدغيه ، وألقى نظرة على هاتفه ، وشعر بقليل من التشتت ——
يتبع
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه كفوو لين
تعليقات: (0) إضافة تعليق