القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch11 BFIHTE

 Ch11 BFIHTE



لم تتح للي تينغيان فرصة إلقاء نظرة متأنية على الصورة 

التي أرسلها له لين تشي إلا وهو في طريقه إلى الفندق


تلقي صورة كهذه في وضح النهار كان بلا شك استفزازًا ، 

——- دعوة صريحة


لكنه لم ينوِي تجنّب رغباته ——


و وقع في الفخ بسهولة ، وخفّ توتر مزاجه قليلًا وهو في 

الطريق إلى الفندق


لقد واظب على رؤية لين تشي لمدة شهرين


أن تتحول علاقة لليلة واحدة إلى أمر مستمر إلى هذا الحد، 

لم يكن شيئًا توقّعه لي تينغيان


لكن لين تشي كان شخصًا مثيرًا للاهتمام : جميل ، حيوي جداً ، 

متغطرس ، وعنيد ، كالنار المشتعلة ، مليء بالمفاجآت


في كل مرة يكون معه ، كان ينجذب بسهولة ، بل يُقاد دون وعي ، 

وتختفي الكثير من همومه ،


لذا لم يقترح بعد إنهاء هذه العلاقة


عندما وصل إلى الفندق ، صعد إلى الطابق الثالث عشر ، 

وتوجّه إلى الجناح المألوف 


فتح الباب ودخل ، وكما توقّع ، وجد لين تشي بانتظاره


وبدون أي تحفّظ


كان لين تشي يرتدي رداء حمّام ، رداءً أبيض حريري واسع 

بالكاد يثبت على جسده ، كاشفًا عن عظمتي الترقوة النحيلة ، 

وكتفين مستديرتين ، وخصر رفيع ، وظهر أبيض كالثلج


كان ما يكشفه أكثر مما يرتديه


إغواء تام ، لكن خفيف كضباب الجبال ، ونظرته وهو يبتسم 

ابتسامة خفيفة للي تينغيان يمكن وصفها بالبراءة


—- { ظهور شخص كهذا على سريره كان اختبارًا حقيقيًا لضبط النفس } —-

ارتجفت حدقات لي تينغيان قليلًا 


لين تشي : “ تأخرت كثيرًا "

كان يقلّب مجلة أزياء ، وحين رأى لي تينغيان يقترب ، 

استدار وجلس ، مما جعل الرداء الفضفاض يتمايل ، 

على وشك أن يسقط ،


تقدّم لي تينغيان وساعده على رفع الرداء قليلًا ، 

ثم ناوله كيس وردي لطيف أكثر من اللازم


: “ اشتريت لك دونات وشاي حليب ، لذا تأخرت قليلًا "


لقد أرسل له لين تشي رسالة فجأة قبل خروجه من المكتب ، 

يخبره أنه يريد تجربة منتج جديد من متجر مشهور قريب 

من شركته ، وطلب منه أن يجلبه معه ،

 

في الحقيقة —- ، لم يكن في طريقه أصلًا —- ،


كان السائق قد ابتعد مسافة ، لكنه عاد مجددًا ، ولأنه لم 

يكلّف السكرتيرة بالوقوف في الطابور مسبقًا ، اضطر لدفع 

ثمن مرتفع ليحصل على حصة من أحد الزبائن


وهكذا ، استطاع الآن أن يسلّم الكيس إلى لين تشي


ابتهج لين تشي : “ آه، شكرًا "

فتح العلبة ، وابتسم برضا عندما رأى الدونات بداخلها


اختار دونات مغطاة بالسكر ، وأخذ منها قضمة برضا، 

فالتصق بعض السكر بشفتيه


لي تينغيان:

“أليست لديك حمية هذه الفترة؟ 

أكل شيء مليء بالسعرات هكذا ؟”


منذ أن تعرّف إلى لين تشي ، ورغم أن شهيته لم تصل إلى حدّ الامتناع عن الطعام ، 

إلا أنه كان يحرص دائمًا على الأكل الصحي ، ويذهب إلى 

النادي الرياضي يومًا بعد يوم ،


كان من النادر أن يراه ينغمس بهذه الطريقة


دافع لين تشي عن نفسه قائلًا:

“ أحتاج إلى وجبة مفتوحة من حين لآخر !

من يستطيع تحمّل البيض المسلوق والسلطة مع مسحوق 

البروتين كل يوم ؟”


{ هذا صحيح } لم يعلّق لي تينغيان أكثر ، لكن نظره ظلّ 

يتجه بين حين وآخر إلى السكر على دونات لين تشي ، 

وكوب شاي الحليب المفتوح


من حيث المبدأ ، لا يتقبل تينغيان أن يأكل أحد على سريره


ولا حتى سرير الفندق —-


لكن لين تشي كان يحب ذلك ، ولديه منطق ملتوي خاص به ، 

يقول فيه إن الأكل على السرير يمنحه شعورًا بالحرية 

والاسترخاء ، ويجعله أكثر متعة


كانا قد ناقشا هذا الأمر من قبل ، لكن لين تشي أنهى 

الجدال بجملة واحدة


حدّق فيه لين تشي بغيظ قائلاً :

“ أنا أصلًا أكون الطرف البوتوم معك ، ولن تسمح لي حتى بالأكل ؟ 

أي نوع من الطرف المسيطر أنت ؟”


وبهذا —-  اعترف لي تينغيان بخطئه —-


منذ أن بدأت علاقتهما ، لم يكن لين تشي يومًا التوب


لم تكن المسألة بنسبة تسعة إلى واحد ، بل أشبه بتسعة 

وتسعين إلى واحد، وكان لين تشي مستاءً من هذا بشدة ، 

حتى أنه ترك آثار عضّ على كتف لي تينغيان عدة مرات من شدّة الضيق


{ أن أكون أنا المستفيد فعليًا ، ومع ذلك لا أتسامح… 

كان ذلك خطأي حقًا ! }


لكن رغم صمته ، تحرّك نفوره الخفيف من الجراثيم على 

نحوٍ لا إرادي ، 

وظلّ نظره يتنقل باستمرار نحو شفتي لين تشي


نظر لين تشي إليه بنظرة ، وفهم ما يدور في ذهنه


تعمّد أن يمزّق قطعة من الدونات ، وانحنى إلى الأمام ، 

مقرّبًا إياها من فم لي تينغيان


: “ تريد قضمة ؟ إنها لذيذة حقًا .”


تفادى لي تينغيان يمينًا ويسارًا ، لكنه لم يستطع الإفلات في 

النهاية ، واضطر إلى أخذ قضمة


{ كريمية  


حلوة… ومشبعة بالسكر }


عقد حاجبيه بعد أول لقمة، وشعر وكأنه أكل سمًا


انفجر لين تشي ضاحكًا ؛ كان يعشق رؤية لي تينغيان عاجزًا أمامه


لكن بعد استفزاز شخص ما، لا بدّ من منحه مكافأة حلوة


كان لين تشي يدرك ذلك جيدًا 


أنهى ما تبقى من الدونات بسرعة ، وأخذ رشفة من شاي 

الحليب ، ومسح يديه بمنشفة مبللة بجانب السرير ، 

ثم جلس على السرير بجرأة ، وقال للي تينغيان:


“ تعال "


ولمَ يكون هنا غير لذلك ؟


لم يكونا مراهقين في الثانوية يتسللان للقاء بريء ، 

و يتحدثان تحت البطانية 


لقد جاء ليُشبع رغباته


رؤية لين تشي بهذا الأسلوب المسترخي جعلت لي تينغيان يبتسم


نبرته الجريئة المبالغ فيها منحت شيئًا من الأجواء 

الرومانسية


خلع سترته ببطء ، ونزع ساعته ، وتقدّم نحو السرير ، 

جاثيًا على ركبة واحدة عند حافته


كان أطول من لين تشي أصلًا ، وهذا الوضع جعله يعلو فوقه 

أكثر ، محيطًا به تمامًا بين ذراعيه


استنشق رائحة التين المألوفة من شعر لين تشي ، رائحة جلّ 

الاستحمام الذي يستخدمه دائمًا


سأل بصوت خافت : “ هل استحممت؟”


شعر لين تشي بأنفاسه الدافئة قرب أذنه ، فحكّه شعور خفيف بالوخز

 

: “ ممم "

 

رفع يده ، أمسك بقميص لي تينغيان، ورفع حاجبيه قليلًا، 

بنظرة لا تخلو من الاستفزاز


تابع : “ لم يكن لدي ما أفعله وأنا أنتظرك على أي حال "


ما إن أنهى جملته حتى قبّل لي تينغيان، وتشابكا معًا على نحو مألوف


سقط قميص لي تينغيان على الأرض


غاص السرير اللينّ بعمق ، وشعر لين تشي بعضّة عند تفاحة عنقه ، 

فتأوه بألم خافت ، لكنه سرعان ما ردّ بعضّة مماثلة



امتدّ الوقت على السرير حتى قارَب منتصف الليل


كان لين تشي ممددًا ، وشعره الرطب ملتصق بوجهه ، 

يلهث بخفّة من شدة الإرهاق


لكن حين نظر إلى لي تينغيان إلى جواره ، الذي بدا وكأن 

لديه فائضًا من الطاقة ، شعر بعدم رضا واضح


لم يستطع منع نفسه من المقارنة


لين تشي { حين كنتُ التوب سابقًا ، هل كنتُ أمتلك هذا 

القدر من القدرة على التحمل ؟ 


أولئك الذين كانوا يلاطفوننب ويتشبثون بي ، 

يمدحوني بلا انقطاع… 

هل كانت كلماتهم صادقة فعلًا ؟ }


وهو يتأمل لي تينغيان الآن ، بدأ يشكّ في ذلك بجدية


لكن سرعان ما تجاوز الفكرة بلا مبالاة 


{ وجودي مع لي تينغيان يمنحني المتعة وحتى لو افترقنا 

يومًا ما، فبوسعي دائمًا العثور على عشّاق جميلين آخرين ، 

وربما تتحسن مهاراتي أكثر !


وقد تصبح سمعتي … أوسع انتشارًا }


لم يكن لي تينغيان على علم بما يدور في ذهنه، فحمله 

وتوجّه به إلى الحمّام


كان لين تشي كسولًا جدًا عن المقاومة الآن


بعد كل ما تعرّض له، لِمَ لا يستمتع قليلًا بخدمة لي تينغيان؟


لكن النشاط البدني استنزف طاقته أصلًا ، وجاء الاستحمام ليضاعف الإرهاق


بعد خروجهما ، ارتدى لين تشي قميصه ، 

لكنه توقف في منتصف الأمر ، تاركًا المهمة للي تينغيان، الذي جثا نصفاً ليثبّت الأربطة على ساقيه


{ كم هو لطييييف !! } نظر إلى وجه لي تينغيان،

 وفكّر بشرود { شخص وُلد ليُخدَم ، لا يمانع أن يخفض رأسه ليقوم 

بهذه التفاصيل التافهة من أجلي }


بعد أن انتهى من ارتداء ملابسه ، جلس على السرير، يحرّك ساقيه ، وقال بصراحة :


“ أنا جائع "


كان قد تناول سلطة فقط على العشاء ، ثم دونات ونصف 

كوب من شاي الحليب ، فلا عجب أنه يشعر بالجوع


ألقى لي تينغيان نظرة على ساعته ؛ بقيت عشر دقائق على منتصف الليل

: “ ماذا ترغب أن تأكل ؟”


استلقى لين تشي على السرير ، يقلّب هاتفه


بقايا حسّه المهني أخبرته ألا يفرط في التدليل ، لكن الصور 

المعروضة كانت مغرية للغاية ، فتردّد


وفي النهاية ، اختار حلًا وسطًا بين الحمية والانغماس ، 

وذهب مع لي تينغيان إلى مطعم هوت بوت يعتمد على العصيدة


كان مكانًا يزوره كثيرًا ، يقع في زقاق هادئ لكنه مشهور ، 

دائم الازدحام وطوابير الانتظار ، ونادرًا تجد مقعدًا شاغرًا 

قبل منتصف الليل


لكن حظهما كان جيدًا الليلة ، إذ وصلا متأخرين وحصلا على طاولة بسرعة


قال لين تشي وهو يقلّب قائمة الطعام :

“ اختر ما تشاء ، الحساب عليّ ،

لا تنخدع بمظهر المكان القديم ؛ الطعام ممتاز ، 

كثير من المشاهير أكلوا هنا ...”

وأشار إلى الحائط :

“ انظر ، هذه تانغ ليلي ، وهذا تشاو ييلو "


تانغ ليلي مغنية مشهورة وساحرة من القرن الماضي ، 

وكان لين تشي معجبًا بها ، ويحتفظ بأسطواناتها


أما تشاو ييلو فكان أصغر سنًا، ممثلًا تُوّج حديثًا بلقب أفضل ممثل


في الصورة كان يبتسم بإشراق ، ويبدو ودودًا للغاية


ألقى لي تينغيان نظرة سريعة على الحائط دون تعليق ؛ 

فقد التقى بتشاو ييلو مرة في مناسبة اجتماعية


لكن أثناء تصفحه القائمة ، بدا شارد الذهن


طلب لين تشي عدد من الأطباق ، ثم لاحظ تردّد لي تينغيان


: “ لماذا لا تطلب ؟ ألا يعجبك المكان ؟ 

أم أنك غير معتاد على الأجواء ؟” 


مقارنة بالمطاعم الراقية التي يرتادها لي تينغيان عادةً ، 

كان هذا المطعم الشعبي مختلفًا تمامًا


لكن لين تشي كان يعرف أنه ليس شديد الانتقائية


هزّ لي تينغيان رأسه:

“ لا، لقد أتيت إلى هنا من قبل "


تفاجأ لين تشي قليلًا 


عاد لي تينغيان يركّز على القائمة ، وطلب ببساطة بعض 

أطباق اللحم والخضار ، ثم أغلق القائمة ووضعها جانبًا


أخذ رشفة من ماء الليمون، وألقى نظرة هادئة حوله


رغم أن الوقت كان قد تجاوز منتصف الليل ، إلا أن المطعم 

ظلّ يعجّ بالحركة


كل الطاولات مشغولة ، وبخار الهوت بوت يحجب الوجوه ، 

فلا تُسمع إلا الأصوات ، في مشهد يعجّ بالحيوية



قشّر لين تشي بذور دوّار الشمس المجانية الموضوعة على الطاولة ، وسأل على سبيل الدردشة:

“ مع من جئت إلى هنا ؟ 

كنت أظن أنك لا ترتاد أماكن اقتصادية كهذه "


لم يكن ذلك تحيزًا ، بل لأنه رأى أسلوب حياة لي تينغيان الباذخ ، 

وهو لا يستطيع تحمّل تقاسم التكاليف معه ،

لو فعل ، لأفلس 


كان السؤال عابرًا فقط ، لكنه أصاب دون قصد نقطة 

حساسة لدى لي تينغيان


عند سماعه ، انخفضت رموش لي تينغيان


و وسط ضجيج مطعم الهوت بوت ، وبين البخار الأبيض المتصاعد ، أجاب بصوت خافت :

“ شو مو هو من أحضرني إلى هنا "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي