القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch9 BFIHTE

 Ch9 BFIHTE



في الشهر التالي ، 

بدا وكأن حظّ لين تشي قد انقلب تمامًا ——


ففي السابق ، كان بالكاد يجد عملًا ، ولا يستطيع بدء أي مشروع ، 

حتى إنّ سداد فواتير بطاقته الائتمانية كان يشكّل عبئًا عليه ،


لكن هذا الشهر كان استثنائيًا ، إذ تتابعت عليه الأعمال 

واحدًا تلو الآخر


فما إن أنهى جلسة تصوير لإحدى المجلّات ، حتى وجد 

نفسه بعد يومين فقط يؤدّي دور الحبيب اللطيف والعطوف 

في إعلان تجاري ، ما جعله منشغلًا إلى حدٍّ كبير


ولم يحظَى ببعض الفراغ إلا مع اقتراب نهاية الشهر


و اليوم ، خرج ليستريح مع وكيلته ، الآنسة هوو يونينغ


كلٌّ منهما يمسك بقطعة بيتزا ، يجلسان على بساط نزهة في 

الخارج ، يستمتعان بلحظة نادرة من الهدوء


وكيلته العزيزة — الآنسة هوو يونينغ — أخذت بحماس 

ترسم له مستقبلًا مشرقًا


“…بمظهرك هذا، ستصبح مشهورًا عاجلًا أم آجلًا ،

لا تدع وضعنا الحالي يثنيك ، 

سيأتي يوم تصبح فيه عارض أزياء عالميًا ، وسنهيمن معًا على كبرى المجلّات . 

لكن عليك أن تعدني بالحفاظ على قوامك . 

إن ضبطتكَ تأكل الدجاج المقلي ليلًا ، فالأمر منتهي !”


وبعد أن قالت ذلك ، ألقت نظرة على قطع البيتزا أمامهما، 

فشعرت بأن كلماتها تفتقر إلى الإقناع


لوّحت بيدها : “ اليوم لا يُحسب !!! 

هذه مجرد وجبة خداع نادرة !!! .”


ضحك لين تشي


كانت الآنسة هوو يونينغ في السادسة والعشرين من عمرها، 

لا تكبره كثيرًا ،

درست تخصّصًا لا علاقة له بعالم الأزياء ، لكنها دخلت هذا المجال بحماس عارم ،

ورغم كثرة العارضين في شركتهم ، انسجمت هي ولين تشي 

بشكلٍ لافت ، وشكّلا ثنائيًا متفاهمًا


كانت شركتهما الصغيرة ، من الدرجة الثالثة ، بلا أي دعم يُذكر ، 

وعلى وشك الانهيار حين وقّع لين تشي عقده لعامين


وخلال تلك السنوات، اكتسب قدرًا بسيطًا من الشهرة، ما 

أتاح له اختيار الأعمال التي يقبل بها


وكان لين تشي راضيًا عن ذلك


فرغم ملامحه الطموحة وحضوره المغري أمام الكاميرا ، 

إلا أنه كان في جوهره سهل الإرضاء ،

فقد عاش ثمانية عشر عامًا قاسية ، جعلته لا يهتم إلا بالحاضر


حياته الآن جيدة — بعض المال الفائض ، حرية ، عمل ، 

ودون أن يضحي بمتعة العيش


وأمام طموحات الآنسة هوو ، اكتفى بإيماء رأسه موافقًا


: “ حسنًا، حسنًا. ستصبحين يومًا ما أشهر وكيلة عارضين في البلاد ، 

سيصطفّ المحرّرون للتعامل معك ، وسيتسابق كبار 

العارضين ليكونوا تحت إدارتك "


كانت الآنسة هوو تعلم أنه يجامِلها ، لكنها مع ذلك أومأت برضا :

“ بالضببببطط !!! ولهذا !!! إن أردنا تحقيق رؤيتنا العظيمة ، 

فعليك أن تركز  !! 

يوجد عرض أزياء جامعي الأسبوع القادم لمشاريع التخرّج . كن مستعدًا .”


أشار لين تشي بعلامة 'حسنًا ' 👌🏼لكنه بدا شارد الذهن، يحدّق في هاتفه


استغرقا ما يقارب الساعتين لإنهاء بيتزا واحدة—في الغالب كانت الآنسة هوو —- 

بينما اكتفى لين تشي بشريحة واحدة فقط


وبعد أن امتلأت معدتها وشعرت بالنشاط ، استعدّت الآنسة 

هوو للذهاب إلى جلسة شاي مسائية أخرى


أمسكت بمفاتيح سيارتها وسألته :

“ إلى أين ستذهب ؟ هل تحتاج توصيلة ؟”


لكن لين تشي بقي جالسًا على العشب ، تظهر كاحلاه النحيلة الشاحبة 

من تحت بنطاله الجينز ، وقد شبك ساقيه 

كطالب ينتظر بدء محاضرة 


لوّح بيده بلا اكتراث


: “ حسنًا، كما تشاء " لم تُدلّله ، وتركتْه خلفها



ذهب لين تشي لمقهى ومسح رمز الاستجابة 

السريعة على الطاولة ، وطلب كوب قهوة


وفي هذه اللحظة ، دون أن ينتبه ، بطاقة عمل سوداء 

قد ظهرت في يده — معلومات الاتصال الخاصة بلي تينغيان


في وقتٍ سابق من ذلك الصباح ، وأثناء توضيب أغراضه 

بعد جلسة التصوير ، لمح بطاقة لي تينغيان داخل محفظته


توقّف حينها ، لم يُخرجها ، لكن الحروف الذهبية ظلّت عالقة في ذهنه


والآن — وهو يشرب قهوته الأمريكية المثلّجة ، تردّد قليلًا :

{ هل أرسل رسالة إلى لي تينغيان أم لا ؟ 


بحساب الأيام ، قد مضى قرابة شهر منذ آخر مرة رآيته فيها ،،،


وخلال هذا الشهر ، ورغم الدعوات المتكررة إلى الحانات ، 

إما كنت مشغولًا إلى حدٍّ لا يسمح لي بالخروج ، 

أو بلا رغبة حقيقية }


حتى إنه شعر ، على نحوٍ ما، وكأنه راهب زاهد


بعد لحظة حسم ، تصفّح لين تشي جهات الاتصال في هاتفه ، وأرسل رسالة إلى الاسم: لي تينغيان


بعد إرسالها ، لم يبقَى جالسًا على العشب —- نهض ، وربّت 

على مؤخرته ، ورمى كوب القهوة في سلة المهملات 

القريبة ، ثم وضع نظارته الشمسية وانطلق بدراجته النارية 

إلى النادي الرياضي


وحين غمره العرق ، ونزل عن جهاز المشي وجلس ليشرب 

ماءً معدنيًا ، اهتزّ هاتفه


أخرجه ونظر إلى الشاشة ، فإذا بردّ مختصر من لي تينغيان:


[ حسنًا . سأرسل من يقلك مساء بعد غد ]



رفع لين تشي حاجبيه وأطلق صفيرًا خافتًا


{ باردٌ فعلًا ...

وأقل كلمات حتى من رسالتي }


ومع ذلك ، ارتسمت ابتسامة خفيفة في عينيه


مسح عرقه بالمنشفة ، ثم واصل تمارين الجزء العلوي من جسده



————-


وفي مساء اليوم الذي يليه ، توقّفت سيارة رولز رويس 

فانتوم أمام مبنى لين تشي


تجمّد قليلًا حين رآها


كان يعلم أن لي تينغيان لن يرسل شيئًا متواضعًا ، لكن 

هذا… كان استعراضًا حقيقيًا


و كان السائق هو نفسه ، الرجل متوسط العمر الصامت الذي رآه سابقًا 

بلا فضول ، بلا كلمات ، و اكتفى بإيماءة رأس تحية 


جلس لين تشي في المقعد الخلفي ، يدير هاتفه بين أصابعه


قبل أكثر من نصف ساعة — ، كان لي تينغيان قد أرسل له رسالة أخرى —

رقم غرفة الفندق ——


ومع تغيّر المشهد خارج نوافذ السيارة ، وهو جالس داخل 

هذه الفخامة ، تذكّر لين تشي أسلوب لي تينغيان في 

المراسلة، وكاد يطلق صفيرًا 


{ هؤلاء الأثرياء… حتى لقاءاتهم الخاصة تُرتَّب بهذه الطريقة الاستثنائية } 


وفي المقعد الخلفي ، لم يستطع منع نفسه من الشعور 

وكأنه جارية في القصر ، في طريقها لخدمة الإمبراطور ~


لكن هذا الوهم تلاشى فور وصوله إلى باب الغرفة


لأن لي تينغيان كان في الداخل بالفعل 


لم يرتدي بدلة كما في المرتين السابقة ——

بل بلباس أبيض غير رسمي ، جالس أمام الأريكة قرب النافذة ، 

بهدوءٍ رقيق وأناقة طبيعية


وحين دخل لين تشي، لم يُبدِي دهشة ، بل رفع رأسه 

وابتسم ابتسامة خفيفة.

: “ وصلت "


أُغلق الباب خلفه ، لكن لين تشي لم يتعجّل الاقتراب


أسند ظهره على الباب ، وبدأ يتفحّص كل ما أمامه


في الغرفة — عبير بخور خافت


أرضية خشب الساج الجميلة 


ديكور متداخل بين الرمادي الداكن والأزرق الغامق


مساحة مفتوحة ، وأريكة وسرير يبدوان ناعمين على نحوٍ مغري


ورجل وسيم بلا عيب


كلّ شيء… كان مثالي


ضحك لين تشي بخفوت ، نزع ساعته ووضعها على الطاولة 

الدائرية الأنيقة القريبة ، ثم اتجه مباشرةً نحو لي تينغيان


ضغط بركبته على حافة الأريكة ، فترك انبعاجًا طريًا، وأحاط 

عنق لي تينغيان بذراع واحدة

 

: “ همم ، وصلت ...”

انحنى ، وعضّ بخفة طرف أذنه ، و بصوتٍ خافت :

“ لم نلتقِي منذ وقت طويل "


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي