القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch12 BFIHTE

 Ch12 BFIHTE


تفاجأ لين تشي قليلًا ——

كان على وشك أن يتكلم ، لكن لسانه تعثّر ، 

فانزلقت حبّة من دوّار الشمس إلى حلقه ،

اختنق ، وبدأ يسعل بقوة ~ 


رفع لي تينغيان حاجبيه ، وناولَه كأس ماء ليساعده على 

استعادة أنفاسه


شرب لين تشي نصف الكأس دفعة واحدة ، ثم شعر أخيرًا بالتحسّن

ربّت على صدره ، ونظر إلى وجه لي تينغيان الهادئ 

والمتماسك ، وفكّر { أنا بارع فعلًا في فتح أسوأ المواضيع الممكنة ! }


خلال الشهرين اللذين قضاهما مع لي تينغيان، لم يُعر لين 

تشي شو مو اهتمامًا يُذكر

في البداية ، تبادلا بعض الحديث في الحانة ، ورافق لي 

تينغيان إلى حفل زفاف بدافع الفضول والتدخّل الزائد قليلًا


لكن بعد أن أُشبع فضوله ، نادرًا فكّر في شو مو مرة أخرى


فالأمر لا يعنيه أصلًا


لي تينغيان كان يحب شخصًا ما، لكنه لم يكن على علاقة


وهو ، ولِي تينغيان ، لم يكونا سوى صديقين بعلاقة جسدية فقط

علاقة قائمة على الجسد لا غير


لم يكن يتدخل في علاقة أحد ، ولا يسبّب المتاعب لأشخاص محترمين


كان راضيًا عن موقفه هذا


لكن ذلك لا يعني أنه كان يجهل اسم شو مو تمامًا


لي تينغيان وشو مو صديقان منذ زمن طويل ، ويتواصلان كثيرًا

لذا أحيانًا عندما يكون لين تشي مع لي تينغيان في الفندق، 

كان يسمعه يتحدث مع شو مو بعد انتهاء علاقتهما


في تلك اللحظات ، كان لين تشي يعرف كيف يختفي بهدوء


لكن رؤية وجه لي تينغيان الهادئ ظاهريًا والمكبوت في الداخل ،

رؤيته وهو يتألّم ويتظاهر بأنه مجرد صديق ،

كانت تثير في نفس لين تشي شيئًا من الشفقة


هذه هي نتيجة الوقوع في حب رجل مستقيم


والأسوأ أن هذا الرجل المستقيم صديق قديم وزميل دراسة


لهذا، كان لين تشي يتجنّب عادة ذكر شو مو

حتى لا يثير مشاعر لي تينغيان

كان ذلك نوعًا من اللطف


أما ما حدث اليوم ، فكان محض صدفة


مسح لين تشي زاوية فمه ، وتمتم :

“ يا لها من مصادفة… لم أتوقع أن تكون هوايات شو مو 

بهذه البساطة .”


لم يستطع لي تينغيان منع نفسه من الابتسام


كان يرى تجنّب لين تشي المتعمّد ،

لكنه لم يمانع ذكر شو مو


وما الذي يستدعي التجنّب أصلًا ؟


لين تشي كان يعرف إعجابه البائس منذ اليوم الأول الذي التقيا فيه


كان يعرف كل ألمه الخفي ، وكل أفكاره المظلمة


وبطريقة ما، كان لين تشي الوحيد الذي يستطيع معه أن 

يتحدث عن شو مو بصدق


فقال:

“ شو مو يحب هذه المطاعم الصغيرة ، 

في الجامعة ، كان يجرّنا دائمًا إلى الأماكن الجديدة التي 

يكتشفها للتجمّعات ، 

لقد جرّب تقريبًا كل المطاعم القريبة من الحرم الجامعي .”


وعندما قال لي تينغيان ذلك ،

بدا وكأنه تذكّر لحظة ما،

حتى أن لمحة خفيفة من الابتسامة ظهرت في عينيه


في هذه اللحظة ، جاء النادل بقاعدة العصيدة ووضع 

الأطباق على الرف الجانبي

البخار المتصاعد ليّن ملامحهما قليلًا


استخدم لين تشي أعواد التقديم بهدوء ، ووضع بعض 

المحار والروبيان في القدر ، وهو لا يزال يراقب لي تينغيان


لقد مرّ ثلاثة أو أربعة أشهر منذ أن رافقه إلى ذلك الزفاف


لا يزال يتذكر مشهد ذلك اليوم بوضوح :

قوس الزهور الجميل ، العروس المتألقة ، والقبلة أثناء تبادل العهود


ومع غليان القدر ، عاد فضوله اللعين يطفو من جديد


وبما أن لي تينغيان لا يبدو متحفظًا كثيرًا عند ذكر شو مو ، سأله بتردد :

“ هل التقيت شو مو منذ الزفاف ؟”


لقد سمع لي تينغيان يتحدث مع شو مو عبر الهاتف فقط،

ويذكر بوضوح أن لي تينغيان رفض دعواته مرتين


وكما توقع ، تردد لي تينغيان لحظة ، ثم هزّ رأسه : 

“ لا ...”

بهدوء :

“ دعاني عدة مرات إلى منزله الجديد ، حيث يكون بعض 

الأصدقاء هناك ، لكنني اختلقت أعذارًا واعتذرت .”


بعد الزفاف ، كان شو مو قد أساء فهم العلاقة بينه وبين لين تشي بوضوح

تحدثا عن الأمر ، لكن شو مو لم يُبالغ في رد فعله

اكتفى بتوبيخ لي تينغيان لأنه أخفى ميوله الجنسية ،

وأثنى على لين تشي واصفًا إياه بالجذاب والجميل ،

بل ودعاه أن يحضره معه في المرة القادمة


بالطبع، رفض لي تينغيان،

لكنه لم يصحّح سوء الفهم


أن يظن شو مو أنه يحب شخصًا آخر ،

كان أفضل من كشف مشاعره الحقيقية


وعند هذه الفكرة ، ألقى نظرة على لين تشي الجالس أمامه


كان لين تشي يلتقط المحار من القدر ،

ويشاركه اثنتين منها ،

بدا بلا أي همّ ،

وكأن كل تركيزه منصبّ على الطعام فقط


لم يستطع لي تينغيان إلا أن يبتسم ،

وفي داخله شيء من الحسد ببرود لين تشي وخفّته ،


أخذ المحار الذي أعطاه له ، غمسه في الصلصة ،

ثم سمع لين تشي يسأل :

“ ما زلت غير قادر على نسيانه؟”


: “ همم ” ابتلع لي تينغيان لحم المحار الطري،

وصمت قليلًا : 

“ أحببته لما يقارب سبع سنوات .

أريد أن أنساه فورًا ،

و أذكّر نفسي طوال الوقت بأنه زوج شخص آخر…

لكن الأمر صعب .”


لقد شهد زفاف شو مو بعينيه



لكن منذ مراهقته ،

كان شو مو أشبه بظل شجرة صيفية ،

حاضرًا دائمًا على مكتبه ،

وقد اعتاد وجوده


الآن، يريد اقتلاع ذلك الظل،

وتحويل الماضي إلى ذكرى يابسة بلا معنى،

لكن الكلام أسهل من الفعل


تابع :

“ أتجنب لقاءه مؤخرًا .

لا أعرف كيف سأشعر إن رأيته .

من الأفضل ألا أراه .

حتى لو أدى ذلك إلى بعض الجفاء ،

فليس بالأمر السيئ .”


: “ أوه .” تمتم لين تشي بردّ غير واضح ،

وهو لا يزال يمضغ اللحم


بدا الأمر بائسًا فعلًا

حب لم يولد،

وصداقة بالكاد يمكن الحفاظ عليها


لكن عينيه لمعت قليلًا ،

وعندما تذكّر كثرة لقاءاته الأخيرة مع لي تينغيان،

سأله فجأة :

“ هل تكثر من رؤيتي مؤخرًا فقط لتشتيت نفسك ، ولتتفادى 

التفكير في شو مو؟”


توقفت يد لي تينغيان التي تمسك بالملعقة


كان يعرف منذ زمن أن لين تشي ذكي ،

وأن لديه حدسًا فطريًا

تردد لحظة ،

لكنه لم ينكر ،

وأومأ بصراحة


: “ صحيح ”


رفع لين تشي حاجبه ،

وارتسمت على وجهه ابتسامة يصعب فهمها 


لي تينغيان : “ هل أنت غاضب؟”


هزّ لين تشي رأسه ،

وكأن السؤال أضحكه : 

“ ولماذا أغضب ؟

نحن لسنا في علاقة عاطفية ،

وأنت لم تعاملني كبديل .

من الطبيعي أن يحاول الإنسان تحويل انتباهه من شيء إلى آخر ”


كان لين تشي يفهم ذلك جيدًا


فعندما كان يعاني من محاولة إنقاص وزنه ،

كان هو أيضًا يشاهد مقاطع الأكل بنهم


لكنّه نظر إلى لي تينغيان بابتسامة لم تصل إلى عينيه ،

وانحنى قليلًا إلى الأمام ،

حتى لامست ساقه ساق لي تينغيان تحت الطاولة

بنبرة خفيفة:

“ إذًا ، برأيك… هل نجح الأمر ؟”


: “ ماذا ؟” لم يفهم لي تينغيان في البداية


لكن سرعان ما التقت عيناه بعيني لين تشي الصافية ،

الواضحة ،

ومع ذلك تحملان إيحاءً غامضًا 


: “ أعني ،

استخدامي لتشتيت نفسك عن الألم والاشتياق لشو مو…

هل نجح ؟”


تحرّكت شفتا لين تشي،

ربما بسبب طعام حارّ تناوله للتو.

بدت ممتلئة على غير العادة ، وردية بلونٍ واضح ، 

نظرته عبر الضباب الأبيض ،

نظرة عفوية ،

لكنها تحمل في طيّاتها شيئًا من التمحيص والمتعة


فكّر لي تينغيان بجدّية للحظة ،

ثم أجاب على سؤال لين تشي


: “ نعم، ينجح .”


استخدام لين تشي لتحويل انتباهه كان فعّالًا فعلًا


لين تشي مختلف تمامًا عن شو مو


حماسيّ ، منفتح ،

حارق كأشعة شمس كاليفورنيا

بوجوده ،

كان يبدو وكأن موسم المطر الكئيب لا يمكن أن يوجد أصلًا


الوجود مع لين تشي كان يجعله يشعر بالاسترخاء دائمًا ،

تذكّر كيف كان يسبح في المسبح كسمكة ،

يرشّ الماء على وجهه


وتذكّر أيضًا لين تشي وهو يرتدي سترته ،

يجلس في الشرفة يحتسي القهوة ،

ثم يلتفت ليبتسم له


كل لحظة مع لين تشي

كانت أشبه بالوصول سرًّا إلى جزيرة خاصة لا يعرفها سواه ،

مكان يترك فيه كل شيء خلفه ،

ويستريح قليلًا


تمتم لي تينغيان بصوت خافت :

“ الوجود معك ممتع فعلًا ،،،

يساعدني على نسيان الكثير من المتاعب ،

لذا أقدّر أنك تقبل مقابلتي كثيرًا .”


ضحك لين تشي بخفة :

“ أنت بارع في الكلام .”


رغم أن العلاقة كانت قائمة على رغبة متبادلة ،

إلا أنه كان يحصل على كثير من المشاعر اللطيفة

من لي تينغيان الذي يعبّر له عن امتنانه


{ حقًا…

شخص يمكن الإعجاب به }


غرف لين تشي لنفسه وعاءً من العصيدة،

نفخ عليه برفق،

ثم تناول ملعقة بهدوء


قال مبتسمًا:

“ يشرفني أن أساعدك على تجاوز بعض ألم الفراق .

على الأقل ، هذا يثبت أن سحري ما زال موجود .”


ابتسم لي تينغيان أيضاً وأكّد كلامه :

“ كنت دائمًا ساحرًا .

حتى من دوني ، كنت ستثبت ذلك .”


شعر لين تشي بمزيد من الرضا


نظر إلى الرجل الأنيق الجالس أمامه،

وشعر بارتياح حقيقي

{ انظر إلى هذا ،

بمجرّد أن تحرّك قليلًا ،

حتى علاقة عابرة التقطها من حانة

خرجت بهذه المثالية—

جسد مثالي ،

مظهر مثالي ، 

وشخصية مريحة إلى هذا الحد …. }


زاد هذا من صفاء مزاجه


ارتشف بعض العصيدة ،

وكبح نفسه عن استهلاك مزيد من السعرات ،

ثم قال بلا تكلّف :

“بما أنه ينجح ،

فأنا مستعد لأن أسمح لك باستخدامي

لتحويل انتباهك عن شو مو

خلال الوقت الذي نكون فيه معًا .”


نظر لي تينغيان إليه


ابتسم لين تشي ابتسامة خفيفة :

“ متى احتجتني ، تواصل معي .

على الأقل في الأشهر القليلة القادمة ،

سأكون لك وحدك ،

من دون أي شخص آخر ”


كان ذلك عرضًا بالحصرية


في الحقيقة ،

قد تردّد قليلًا من قبل ،

يتساءل إن كان عليه الالتزام بعلاقة واحد لواحد مع لي تينغيان

مع أنه ،  منذ أن بدآ النوم معًا قبل أشهر ،

لم يكن مع أي شخص آخر


لكن ببساطة ،

لم يكن لديه وقت ولا رغبة لغيره


لم يناقشا الأمر صراحة ،

ولم يقيّدا بعضهما بشيء


لكن الآن ،

وهو ينظر إلى لي تينغيان،

شعر أن امتلاك عشيق متكتّم ومتفهم كهذا — أمر جميل ،

ولي تينغيان يبدو وكأنه يحتاجه فعلًا


التقط لي تينغيان معنى كلامه ،

وضَحِك بصوت خافت

وبنبرة مازحة نادرة ، سأل :

“ هل تمت ترقيتي ؟

هل أصبحتُ…”

لم يجد الكلمة المناسبة فورًا ،

ففكّر طويلًا قبل أن يقول :

“…رفيقك الدائم ؟”


هزّ لين تشي كتفيه :

“ بالضبط ...

هل تقبل ؟

وطبعًا، إن لم تكن راغبًا ، فلا بأس .

أنا سهل التعامل .”


لم يكن من النوع الذي يقيّد نفسه بشخص واحد


فإن كان الجميع يتسلّون فحسب ،

فللمتعة أشكالها أيضًا


لكن لي تينغيان، كما كان قد حكم عليه منذ لقائهما، كان محترم ولطيف

هز لي تينغيان رأسه وابتسم بخفة : " لا، أنا مستعد تمامًا "


يتبع


زاوية الكاتبة ✒️ : 

تطورت العلاقة بين الاثنين ، 

لكن ليس بشكل كامل 😊

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي