Ch14 BFIHTE
انتهى العرض ،
وانحنى لين تشي مع بقية الممثلين تحيةً للجمهور ،،،،
كان العرض ناجحًا جدًا على مستوى الجامعة ؛
التصفيق والهتافات جاءت حماسية وصاخبة
وبالإضافة إلى لين تشي،
كانت الممثلة الرئيسية تتمتع بشهرة لا يُستهان بها
وعندما لا تبتسم ،
تحمل سحرًا باردًا خاصًا
كانت كثير من الفتيات يصرخن لها بصوت عالٍ:
“ الأخت تشنغ ! كنتِ رائعة اليوم !!”
“ الأخت تشنغ يجب أن تواصلي التمثيل بعد التخرج !”
كان لي تينغيان واحد من هذا الحشد الشاب المتحمس ،
وإن كان يكتفي بالتصفيق فقط
لقد عاش مثل هذه اللحظات في أيامه الجامعية هو أيضاً
فالجامعة ،
حقًا كانت برجًا عاجيًا
كل شيء فيها طليق وخالٍ من القيود ؛
يمكن للمرء أن يطلق العنان لحماسه ،
مصاحبًا بتهوّر الشباب واندفاعهم ،
وهما أمران يُغفران
لكن ما إن تخطو خارج أسوار الجامعة ،
حتى عليك أن تتعلّم الهدوء والرزانة ،
وأن تبدو واثقًا بنفسك مهما كانت الظروف
بدأ المسرح يفرغ تدريجيًا ،
لكن كثيرين بقوا في أماكنهم ،
إما للدردشة مع الأصدقاء ،
أو انتظار فرصة للتحدث أكثر مع ممثليهم المفضلين
نهض لي تينغيان من مقعده ،
وأرسل رسالة إلى لين تشي
يخبره فيها أنه سينتظره خارج المسرح
جاء رد لين تشي سريعًا:
[ لماذا تنتظر في الخارج ؟
تعال إلى الكواليس ]
رفع لي تينغيان حاجبه
وبعد بضع ثوانٍ من التفكير ،
اختار في النهاية اتباع اقتراح لين تشي
في غرفة تبديل الملابس ،
كان لين تشي يزيل مكياجه
ومع نزول الجميع عن الخشبة ،
بدت الغرفة فجأة مزدحمة ، تمتلئ بالأصوات والضحكات
طاقم العمل لا يزال يرتبون الدعائم والديكورات ،
والممثلون يغيّرون ملابسهم ،
وآخرون يتجولون لتوزيع تذكارات العرض
حصل لين تشي على تذكاره :
حافظة تذاكر وختم ، وسوار حريري أحمر
قال له أحد الطلبة الأصغر سنًا
وهو يسلّمه التذكار بابتسامة :
“ الأخ تشي كنت رائعًا الليلة .
غرفة سكننا كلهم جاءوا من أجلك أنت .”
ضحك لين تشي :
“ هذا دعم كبير
سأعزمكم على العشاء عندما تتاح الفرصة .”
: “ حقًا ؟” قفز الطالب بحماس :
“ عليك أن تفي بوعدك .
سيكونون في غاية السعادة .”
: “ أعدك "
مدّ لين تشي يده لمصافحته بتحية عالية
في هذه اللحظة ،
دخل لي تينغيان إلى الكواليس
وسط الطلبة الجامعيين الصاخبين،
كان حضوره المهني الهادئ بارزًا بوضوح ،
يجذب بعض النظرات الفضولية
تعرّف مدير المسرح عند الباب
على أنه جاء لرؤية لين تشي ،
فسمح له بالدخول سريعًا
أما الآخرون ،
فلم يكونوا على علم،
وبدأوا يحدقون به — يتساءلون إن كان شقيق أحد الممثلين
وبعد أن أنهى تحية الطالب الأصغر ،
التفت لين تشي ولمَح لي تينغيان
رفع يده وقال:
“ من هنا "
اقترب لي تينغيان
لم يكن لين تشي قد أزال مكياجه بالكامل بعد ؛
ما زالت آثار ظلّ العيون ورسم الحاجبين واضحة
ومع انحدار عينيه قليلًا ،
بدت بقايا البودرة الدقيقة على جفنيه
كتموّجات لامعة خفيفة
: “ انتظرني قليلًا ، ما زلت أحتاج بعض
الوقت لأبدّل ملابسي "
: “ لا تتعجل " و جلس لي تينغيان إلى جانبه
كان يشعر بنظرات من حوله،
لكنه لم يعرها أي اهتمام
مسح لين تشي جفنيه بمنديل إزالة المكياج ،
وصوته بدا مكتومًا قليلًا :
“ ظننت أنك لن تأتي ،،
لم أرك في البداية ،
ثم ظهرت فجأة بعد بدء العرض ،
أفزعتني ”
ضحك لي تينغيان بخفة :
“ انتهيت من اجتماع بعد الظهر مبكرًا ،
فأتيت .”
في الحقيقة —- قد أنهى الاجتماع قبل موعده عمدًا —
ولولا الازدحام المروري ،
لما تأخر حتى تلك الدقائق الخمسة
ومع ذلك ،
كان هذا مجرد عرض جامعي ؛
لو كان عرضًا مسرحيًا رسميًا ،
ربما لم يُسمح له بالدخول أصلًا
لم يفكر لين تشي كثيرًا في الأمر
نظر إلى لي تينغيان عبر المرآة بشيء من الاعتزاز ،
وسأله :
“ أديتُ جيدًا ، أليس كذلك ؟”
: “ جيد جدًا ...” أجابه لي تينغيان بصدق :
“ ما إن صعدت إلى الخشبة ،
حتى انبهر بك جميع الطلاب .”
توقف لحظة ، ثم أضاف :
“ وأنا أيضًا .
أنسيتني تمامًا وجهي الابنين الآخرين من عائلة جيانغ "
انفجر لين تشي ضاحكًا
بعد إزالة المكياج ،
بدت ملامحه نظيفة وواضحة ،
حادّة التحديد ،
بعظام وجنتين مرتفعة وأنف مستقيم
وسامة تقليدية ،
لكنها مشبعة بالجاذبية
قال بتكاسل:
“ أنت تعرف كيف تجامل فعلًا "
ومع ذلك —- ، لم يتوقف عن النظر إلى لي تينغيان عبر المرآة
كان الناس يدخلون ويخرجون من غرفة تبديل الملابس بلا توقف
زملاء لين تشي في كل مكان ،
والضجيج لا ينقطع ،
حتى بدا المكان كسوق
حتى لو كان لين تشي غير تقليدي ،
فلم يكن بوسعه أن يفعل شيئًا مفرطًا
في مكان عام كهذا
لكن كلما كبح نفسه ،
زاد ذلك من شعوره بالحكّة
حدّق في لي تينغيان عبر المرآة ،
بدا مقصودًا وغير مقصود في آن واحد ،
ومدّ إصبعه ليداعب كفّ لي تينغيان بخفة
وفي اللحظة نفسها تقريبًا ،
لم يستطع أحد زملائه ،
الذي كان يزيل مكياجه إلى جانبه ،
أن يمنع نفسه من السؤال :
“ لين تشي ،
هل هذا صديقك ؟
هل جاء خصيصًا لمشاهدة عرضك ؟”
قبل ذلك بقليل ،
لم يقدّم لين تشي لي تينغيان لأحد ،،
لكن ما إن جلس إلى جانبه ،
بدأ يتحدث معه بصوت منخفض ،
وبدت علاقتهما قريبة بوضوح
ألقى لين تشي نظرة على الشاب إلى جواره ،
ثم أعاد بصره إلى لي تينغيان
أخرج منديل إزالة مكياج،
ومسح به آخر أثر لأحمر الشفاه عن شفتيه ،
وتكلم بتمهّل…
لين تشي :
“ هذا الـ غاغا خاصتي "
وعيناه تلمعان بلمحة مشاكسة ،
كأنه راضٍ تمامًا عن نفسه
شعر لي تينغيان فجأة بإحساسٍ غريب بالأسبقية ،،،
نظر إلى لين تشي ،
بين الضحك والعبث ،
وبشيء من العبثية أيضًا
{ غاغا ؟
أيُّ غا هذا
الذي يعبث مع أخيه الأصغر في السرير ؟ }
لكن بالضبط لأن الأمر لا ينبغي أن يكون كذلك ،
حين ناداه لين تشي بهذه الطريقة ،
ولد ذلك إحساسًا خفيًا بالقرب المحرّم
أنزل لي تينغيان عينيه قليلًا ،
ولم يعترض ،
بل تقبّل اللقب ضمنيًا
ومع ملاحظة نظرات بعض الطلاب الفضوليين من حولهم ،
أومأ لهم بأدب
لم يشكّ أحد في الأمر
بل على العكس،
بدأوا يتحدثون عن جينات عائلة لين !
“ واااو !! لا عجب أنه وسيم ،
لين تشي هل كل أفراد عائلتك جميلون هكذا ؟”
: “ إذا دققت النظر ، فعلًا يشبهان بعضهما "
وكلما ازداد الحديث ،
ازدادت ضحكات لين تشي بلا تحفّظ
رأى هدوء لي تينغيان،
فمال نحوه قليلًا وهمس:
“ غاا ؟ هل كنتُ جميلًا اليوم ؟”
وسط الضجيج الصاخب لغرفة تبديل الملابس ،
كان صوته ناعمًا
كقطرة ماء
لم يسمعه أحد سوى لي تينغيان
لكن لي تينغيان سمعه بوضوح ،
فارتعشت رموشه ارتعاشة خفيفة
: “ كنتَ جميلًا جدًا "
بعد أن بدّل لين تشي ملابسه ،
رفض دعوة نادي الدراما للعشاء
لوّح لهم بيده قائلاً : “ في مرة قادمة — لا يزال أمامنا وقت قبل التخرّج ،
سنتجمع مجدداً .”
حاول أعضاء النادي إبقاءه قليلًا ،
لكن حين رأوه وقد أمسك بيد لي تينغيان وهو يغادر ،
عرفوا أن لا أمل ،
فتخلّوا عن المحاولة على مضض
أما من بقوا ،
فنظروا إلى ظهريهما المبتعدين
وتمتموا فيما بينهم :
في هذا الزمن …
هل يمكن للإخوة أن يكونوا متقاربين هكذا ؟
يمسكون الأيدي أيضًا ؟
وصل لين تشي ولي تينغيان إلى موقف السيارات
وما إن فتح لين تشي باب السيارة ،
حتى لمح باقة صغيرة موضوعة على المقعد الأمامي
لم تكن مبالغًا فيها
ذكّرته بالباقة التي تلقّاها في زفاف تشاو آن تشن
: “ ما هذه ؟” حمل الباقة
وشمّها برفق ،
قال مبتسمًا :
“ هل هي لي ؟”
: “ نعم " و دخل لي تينغيان السيارة هو الآخر ،
وتابع :
“ قلتَ إن اليوم هو آخر عرض لك في الجامعة ،
فكان لا بد أن يكون الأمر رسميًا .
كنتُ أنوي إحضارها إلى الكواليس ،
لكنها كانت ستلفت انتباهًا زائدًا ،
لذا تركتها في السيارة .”
ربط حزام أمانه ،
ونظر إلى لين تشي برفق ،
وقال بصوت هادئ :
“ مبروك على عرضك الناجح اليوم "
ابتسم لين تشي بعفوية :
“ ماذا ؟ هل كنت خائفًا أن أفشل ؟”
لكن بدا سعيدًا حقًا وهو يحمل الباقة ،، وقال :
“ أتذكر أول مرة مشيت على المنصة ،
وكيلتي أعطتني باقة أيضًا ،
قائلة إنها علامة على فصل جديد في مسيرتي ...”
جعد أنفه قليلًا ،
“ لكن بعد أن أعطتني الباقة ،
انخفضت مسيرتنا بشكل كبير ~
كنا عمليًا بلا مأوى لفترة ! ”
تذكر المشهد الذي جلس فيه هو وهوو يونينغ وجهًا لوجه ،
كئيبين ووحيدين
سألت هوو يونينغ بمرارة إذا ما كانت نحسًا عليه ،
وكاد أن يضحك
قاد لي تينغيان السيارة ،
وألقى نظرة على تلك الذكرى ،
وتذكر كيف أسر لين تشي أنظار الجميع على الخشبة قبل لحظات فقط
مرّت فكرة عابرة في ذهنه ،
لكنه لم يقل شيئ
يتبع
زاوية الكاتبة ✒️ :
لين تشي هل تعلم أنه لا يمكنك مجرد منادات شخص ما بـ ' غا ' بشكل عفوي؟
بمجرد أن تنادي أحدهم ' غا ' عليك أن تتحمّل المسؤولية ، فهمت ؟
( تبدأ بتخمينات جامحة.jpg)
الفصل التالي الفصل السابق
تعليقات: (0) إضافة تعليق