القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch17 الإمبراطور الأسير

 Ch17 الإمبراطور الأسير


عاد شياو لان منتصرًا من ساحة الحرب ، فزاد ذلك من 

ترسيخ مكانته على العرش —- 

حتى أن بعض الوزراء العجائز الذين كانوا يتهامسون قديمًا 

مستنكرين تخلّيِي عن العرش لأخي … غيّروا كلامهم 


وهكذا ماتت مخطّطاتي لاستعادة المقام الإمبراطوري في مهدها ….


كنتُ غاضب حاقد في أعماقي ، لكنني أعلم أن أي خطوة 

متهوّرة قد تنهي بحياتي


في الليلة التي وصلني فيها خبر انتصار شياو لان ، كنت قد 

انتيهت لتوّي من عشاء خفيف ، حينها وصل ضيف غير 

مرغوب فيه إلى بابي


منذ أن سمعتُ ذلك الصوت الأنثوي الرقيق خارج الغرفة 

تسأل شوندي عن حال صحّتي ، أدركت أنها لا بد أن تكون 

خادمة من قصر شُويُو — جاءت تدعوني إلى مأدبة عائلة 

المحظية النبيلة مِنغ 


لكن، بطبيعة الحال لم أكن لأُقْدِم على الدخول في الفخ بقدميّ


كثير من رجال البلاط يرون فيَّ—الإمبراطور المعزول—تهديدًا 

كامنًا يجب التخلص منه


ويتقدّمهم عائلة مِنغ ، الذين استعادوا زمام الجيش منذ اعتلاء شياو لان

لم ينسَى هؤلاء أبدًا جدّتي الشرعية الإمبراطورة مِنغ ، التي 

سعت يومًا إلى الوصاية ، ثم قُتلت على يدي


أمّا تلك المحظية النبيلة منغ ، زوجة شياو لان ، فهي ابنة 

أختها … و نواياها واضحة


وبسبب الحراسة الجديدة التي فرضها شياو لان عليّ قبل 

ذهابه إلى الحرب ، 

وبسبب تظاهري بالمرض وامتناعي عن الخروج ، 

لم تستطع محظية مِنغ المساس بي علنًا ،


وحين فشلت الوسائل الظاهرة… لجأت إلى الوسائل الخفية


وفي نفس ليلة المأدبة — ، أرسلت قاتلًا لاغتيالي —- ،


لكنها لم تتوقع أنني كنت على أهبة الاستعداد


واجهتُه بـ حرس الرداء الأبيض ' بايي '، أولئك الذين زرعهم 

خالي باي يان تشي بين خدم القصر  ( ch14 )


وبعد القبض على القاتل حيًّا ، أمرت خصيي شوندي بتعذيبه 

تعذيباً وحشياً ، مما أدى إلى إصابته بالجنون


 وفي اليوم التالي ، أمرت الحرس بإصابة القائد الأعلى يوي يوان — المسؤول عن 

شؤون الإمبراطورية في غياب 

الإمبراطور —ثم رموا القاتل المجنون في فنائه ——


عائلة يوي ذو نفوذ سياسي ، وعائلة مِنغ ، ذو نفوذ عسكري ، 

و في عداوة قديمة —- وكنتُ حائرًا من أين أبدأ لشقّ صدع 

كبير في حكم شياو لان ، فجاءت هذه الحادثة كغيثٍ من 

السماء… تُمهّد الطريق بيديّ غيري ——-


وكما توقّعت ، بدأت الشكوك تتأجج بين العائلتين ——


وقبل أن يعود شياو لان إلى القصر ، كانا قد دخلا فعلًا في صراع خفي —-


في الليل ، بينما كنتُ أصغي إلى تقرير شوندي عن تحركات 

عائلتَي يويه ومِنغ، سمعت فجأة صوت طائر عند النافذة


كانت إشارة الحرس البايي 


فتحت النافذة لأُدخِل الحارس المموّه في هيئة خادمة من 

إدارة الملابس الإمبراطورية… لكنني رأيت باي لي نفسه ، 

قائد الحرس ، الذي حمى والدتي الشرعية عشر سنوات ، 

يدخل عابس الوجه ، قابضًا بيده على ذراعه ، ودم خفيف 

يتسرّب من بين أرديته 


ظننته قد لاقى خطرًا في منزل عائلة يوي ، لكن حين 

سألت… اكتشفت العكس تمامًا


فحين جاء القاتل لاغتيالي ، اصطدم بشخص غامض مقنّع

و تبادلا الضربات ، ثم أدرك باي لي أن الغريب جاء أيضاً 

ليمنع عملية الاغتيال ——- وما إن رأى أن باي لي قبض 

على القاتل… حتى اختفى بلا أثر ——-

وفي اليوم التالي ، حين ذهب باي لي لإلقاء القاتل في فناء يوي وكاد يقع في الأسر… ظهر ذلك الغريب مجدداً ،

وساعده على الهرب ——



بعد هرب باي لي من مقرّ عائلة يوي ، تتبّع ذلك الشخص 

الغامض حتى أطراف القصر الإمبراطوري ، لكنه أصيب وفقد أثره


{ هل يمكن أن يكون ذلك الجرو المتوحش .. شياو دو؟ }


وبينما أصغي إلى سرد باي لي المفصّل ، ومضة شكّ لمعت 

في قلبي… لكن سرعان ما بدت مستبعدة


شياو دو بعيد في يينغتشو — يكافح السيول ويقاتل 

القراصنة —- لا يمكن أن يكون في مكانين في وقت واحد ، 

ولا أن يتخلى عن شؤون دولة بهذه الخطورة ،

وأيضاً وصف باي لي أطاح بشكوكي تمامًا


قال إن ذلك الرجل يزيد طوله عن ثمانية تشي ، 

خفيف الحركة ، نحيل القامة ، يلوّح بسيف مقوّس بمهارة 

تكاد تكون إلهية —- بوضوح… لم يكن شياو دو


وحين ذكر باي لي أنه يفتقد إصبعين من يده اليمنى ، 

وأن عينَيه زرقاء كلون السماء … 

خطر اسم واحد في ذهني فورًا —-


رجل من قبيلة تشي ، يُدعى ووشا—أحد أعظم قادة الملك 

ووشي من مملكة تشي ، وقد سبق لي أن تقابلت معه في ساحات الحرب


بارع في الاغتيال والتخفي ، قاسٍ حاسم ، 

يُعرف على صحارى الشمال بـ ' ظلّ الشبح '


{ لا بد أنه دخل مع الوفد حين زار وودون القصر كـ مفوّض في ذلك اليوم  }


مجرد التفكير به… اندفع العرق البارد على ظهري


{ ما الذي يدفع ووشا للاختباء داخل القصر الإمبراطوري لإمبراطورية ميان ؟


كيف لم يكتشفه أحد كل تلك المدة ؟ 


أين يختبئ ؟ وما هدفه ؟


هل كان يريد التخلص من شياو لان ؟ 

أم يريد الانتقام مني — الإمبراطور المخلوع الذي وجه ضربة قاسية لمملكتهم تشي؟


وإن كان الإحتمال الأخير … فقد ظلّ مختبئًا لأشهر كيف 

لم ينتبهوا له للحرس ؟


ولماذا ظهر فجأة فقط حين جاء القاتل لاغتيالي ، بل وساعد 

باي لي على النجاة ؟


هل يمكن أن يكون صديقًا وليس عدوًا ؟ 


هل يمكن أن تكون الذئاب تشي يحاولون استغلالي 

للقضاء على إمبراطور ميان الحالي ؟


إن صحّ ذلك… فذئاب تشي يلعبون لعبة ذكية للغاية …


هل فكروا يومًا فيما إذا كنت أنا — الذي كنت ذات يوم حاكمًا لأمة كاملة ، 

مستعدًا للتواطؤ مع عدو أجنبي فقط 

لاستعادة سلطتي ؟


بصراحة … لو دفعني شياو لان إلى حافّة اليأس ، لفعلت ...


فلا يمكن مواجهة الخارج إلا بعد استقرار الداخل —- 

هذا أمر بديهي


باي لي لاحظ صمتي الطويل وابتسامتي الباردة :

“ جلالتك هل تأمرني بالتحقق من هوية هذا الشخص؟ 

إن كان هو ووشا؟”


أومأ شياو لينغ :

“ إن عثرتَ عليه ، فأتِي به إليّ فوراً ، سأقابله بنفسي .”



انحنى باي لي :

“ مفهوم "


————


بعد تلك الليلة ، عادت أيامي إلى هدوء مؤقت


ومرّ الزمن كالرمح الطائر


ولم يمضي كثير حتى عاد شياو لان إلى مملكة ميان


وكذلك شياو دو الذي هزم أخاه الثالث شياو مو في العودة ، 

فدخل من بوابة المدينة خلف والده مباشرةً


صعدتُ برجًا عاليًا من أبراج القصر ، أحدّق إلى المسافة 


رأيت الموكب العظيم يدخل من بوابة ياويانغ الشمالية


امتلأت الشوارع بالشعب ، وحين انفتحت بوابة ياويانغ 

الهائلة ببطء ، 

كاشفةً عن ضوء الفجر الساطع خلفها ، 

انطلقت عشرات الآلاف من الحمام البيضاء في السماء


اجتاحت رياح الصيف ' أزهار الأمارانث ' التي تزهر في جميع 

أنحاء المدينة ، ونثرتها كالألعاب النارية المتلألئة —-




شياو لان — ، مرتديًا درعه الذهبي وخوذة إمبراطور الشمس ، 

يركب فيل أبيض ، كان مركز الأنظار جميعًا ، 

مهيب كالآلهة —-

خلف حراسه الإمبراطوريين الثمانية —- ظهر شياو دو


في درع أسود من الرأس إلى القدمين ، 

يركب حسان أسود ، 

يحمل في يده رأس زعيم القراصنة الذي قتله بنفسه ،

ورغم أنه يتبع والده… كانت هيبته تتقدّم عليه ، 

وفخره يسبق خطاه —- قوة لا يمكن إخفاؤها ——


الأب والابن… منعمان بالمجد —-


المشهد أكثر إبهاراً حتى من عودتي المنتصرة في ذلك الوقت


{ هل ما يزال شعب مملكة ميان يذكرون إمبراطورَهم المعزول ؟


ربما ،،، في أعينهم ،،،، لم تكن سنواتي على العرش سوى 

شرارة عابرة ، لحظة مجد قصيرة ….


ولو رأتني والدتي ، تلك التي علّقت كل آمالها عليّ… كم 

كانت ستشعر بالخيبة الآن ….


لم أصعد إلى السماء كما أرادت لي أمّي… 

بل انتهى بي الأمر هكذا …


لقد خذلت الاسم الذي منحَتني إيّاه : 

' لينغ ' — ريشة خُلقت للطيران —— }


واقفًا وحدي فوق ذلك البرج ، 

تسلّلت إليّ فكرة جنونية … أن أقفز ——


فتحت ذراعيّ ، أترك حرارة الرياح أن تمزّق ردائي الأحمر 

وشعري الأسود ، تمامًا كما فعلت أمّي في لحظة موتها


{ يا لها من امرأة… جميلة ، صلبة ، لا تُقهر ..


رغم أن والدي الإمبراطور اتّخذها محظيّته وسجنها في هذا 

القصر الواسع ، ظلّ طوال حياته عاجزًا عن امتلاك قلبها …


حتى حين أمر بأن تُدفن معه… لم ينل مراده …. }


“انظروا! من هناك؟”


“ إنها شيهي ! آلهة الشمس ظهرت !”


“ فأل جيد ! فأل جيد !”


“ اسجدوا ! اطلبوا البركة !”


تصاعد الضجيج من الجموع تحت البرج—كانوا قد رأوني


نظرت إلى الأسفل… آلاف من شعبي جاثون على ركبهم ،  

بحر من الرؤوس السوداء مرفوعة نحوي


حتى الموكب في منتصف الشارع توقّف ——


الأب والابن—الإمبراطور ووليّ العهد—رفعا رؤوسهما إليّ في آن واحد


سمعتهم يصدران أمرًا في وقت واحد —- فانطلقوا مئات من الحرس نحو قاعدة البرج ،

 ينشرون رايات ميان 

العظمى ، كأنهم يخشون حقًا أن أقفز —-


أمّا شياو دو… فاندفع بحصانه ، يشقّ طريقه عبر الحرس ، 

ويقتحم بوابة القصر ——


استمتعت بالمشهد الفوضوي في الأسفل — ، 

وضحكت حتى سعلت واضطررت إلى تغطية وجهي بكمي


لم أستطع إلا أن أتذكر قصة باو سي — التي جعلت الملك يو من سلالة تشو يُشعل نيران الإنذار فقط ليُضحكها… 


{ كم أشبهها في هذه اللحظة ! 


كـ حاكم مملكة … كنت فاشلًا ….


أما كـ امرأة فاتنة تقلب دولة رأسًا على عقب… 

فقد أتقنتُ الدور تمامًا …. 


يا للسخرية …

يا للسخرية العميقة ….


صار عهدي الإمبراطوري مجرّد نكتة … }


أعدت رأسي إلى الوراء وأنا أضحك… 

فسقطت في حضن صلب — قوي


فاح من جسده رائحة الدم والقتال ، ممزوج بملح البحر… 

كأنه قرصان بحر حقيقي


ذراعه القوية شدّتني بقوّة ، والدرع البارد الصلب انضغط في 

ظهري حتى شعرت أن عظامي ستتفكّك


: “ عمِّي الإمبراطوري… 

مرّ بضعة أشهر فقط ويبدو أنّك قد نحفت أكثر "


كان صوت شياو دو عند أذني — رجولي أكثر ، 

اكتسب حدّة وحشيّة ، بدا صوته أشبه بصوت رجل بالغ


حاولتُ التخلّص من قبضته ، لكنه لم يُرخِي يده ، 

بل شدّني عليه أكثر


: “ عمّي الإمبراطوري ، ماذا كنت تنوي أن تفعل قبل قليل؟”


ابتسم شياو لينغ :

“ طبعًا جئت لأتأمّل عودتكم المنتصرة 

ماذا ؟ أتظنّ أنني كنت أنوي القفز ؟”


صمت شياو دو وارتخت ذراعه قليلًا


تابع شياو لينغ : “ كيف تجرؤ أن تدخل القصر قبل والدك الإمبراطور ؟ 

هذا تجاوز لا يُغتفر ….”

نزعتُ ذراعه عني، وأعطيتُه ظهري ، ووضعت يديّ خلفي ، 

واختفت الابتسامة :

“ أن تفعل ذلك أمام أعين الشعب… إساءة عظيمة لهيئة وليّ العهد ،،

خطأ عظيم ،،

لماذا لا تعود للركوع وترحب بوالدك الإمبراطور ؟"


شياو دو : " حاضر ، تعاليم عمي الإمبراطور صحيحة ، 

سوف يذهب ابن الأخ هذا على الفور ، 

و سأعود لرؤية عمي الإمبراطور لاحقًا ."


ضحك شياو دو ضحكة خفيفة وتقدّم ليقف أمامي —-

رفع حاجبه بلمحة فيها شيء من الشقاوة ، 

ثم انحنى احترامًا


عيناه الطويلة الضيّقة ، بلونهما اليشميّ الأخضر ، 

رفع نظرهما إليّ ، 

وحين اعتدل واقفًا أصبحت نظرته طاغية ، ينظر من فوق 


جسده حجب ضوء الشمس عني، 

فألقى ظلًّا جعلني أبدو صغير وضعيف على نحو غير مريح


لم أملك إلّا أن أخطو خطوة للخلف ، كي لا أفقد هيبتي ككبير عليه


غادر شياو دو باحترامٍ بالغ ، وقد بدا أطول قامة


يرتدي خوذة من الحديد الأسود مزينة بقرون الوحوش ، 

وصار أطول منّي برأس كامل


كتفاه العريضان — وساقاه الطويلة من سمات رجال الشمال البرابرة ، من المؤكد أن هيئته وحدها كافية لبثّ 

الرهبة في ساحة المعركة


لقد سمعت أنّه في يينغتشو كان شجاع ، ماهرًا في القتال ، 

يجمع بين الشجاعة والدهاء والحنكة الاستراتيجية 


لم يكتفِي بإبادة القراصنة الذين اقتحموا مدينة يينغتشو، 

بل قاد بنفسه فرقة نخبة تنكروا في هيئة أسرى ، 

فتسلّل إلى سفن القراصنة ، وجذبهم إلى كمين مُعدّ مسبقًا 

في خليج ضيّق ، وسُكِب عليهم الزيت المشتعل من أعلى ، 

فاحترقت مئات سفنهم ، كبيرها وصغيرها


وترك ناجين ليقودوه إلى أوكارهم ، ثم هاجم الجزيرة التي 

تجمعوا فيها بضربة واحدة ، فدمّر جحورهم من الجذور


لم يتوقع أحد — على الأغلب — أن شياو دو مولود 

كـ جنرال بالفطرة وإله حرب 


حتى أنا لم أتوقع أن تفسيرًا عابرًا لاسمه — ' لا مثيل له في العالم ' وحيد ' ' — سيصبح نبوءة تحقق حرفياً


ربما حقًا لا مثيل له — وحيد 


نمى في قلبي شعور مبهم بالخطر —-


لم يكن ذلك فقط بسبب براعة شياو دو الناشئة ، 

ولكن أيضًا بسبب موقفه تجاهي للتو —-


… ذلك التغيّر الواضح في نبرته وحديثه —-


{… هل بضعة أشهر قضاها بين القراصنة كفت لأن تكسبه 

تلك الخشونة المتعجرفة ؟ }


هززت رأسي مستاء ، وأمسكت يد شوندي التي مدها نحوي 

وأنا أنزل من البرج




————



في الليل ، 

أقام شياو لان عرضًا عسكريًا أمام قصر جيويو ليكافئ 

الجيوش الثلاثة


وعند ذكر أهل الفضل ، لم يكن بالإمكان تجاهل شياو دو 


وبسبب عظيم إنجازاته ، لم يستطع شياو لان التراجع عمّا وعد به


لم يجد مهرباً من أن يُعلن أمام الجميع تنصيبه وليًا للعهد 


وقد حُدّد يوم الاعتدال الخريفي لإقامة مراسم التنصيب ، 

وفي اليوم نفسه ستُعلن ووتشو أميرةً لولي العهد ، 

وستُقام مراسم زواجهما ——


كان يومًا يُفترض أن يكون مفعمًا بالبهجة والتهاني


اختبأت تحت ظلال السقف ، أراقب شياو دو راكعًا أسفل 

الدرج إلى جانب ووتشو — وأفكر في الأمر


{ قدموا مملكة تشي عونًا كبيرًا في هذه الحرب ، 

وووتشو أميرة نبيلة من تشي .. لذا لم يعد بإمكان شياو لان 

التراجع عن تعيين شياو دو وليًا للعهد ، 

حتى قبل إقامة المراسم رسميًا ،لقد صار منصبه ثابتًا قبل أوانه 


شياو لان قد أراد أصلًا أن يجعل من شياو دو درعًا واقيًا له، 

لكن الأمر انقلب عليه بطريقة لم تخطر له يومًا


إن كان شياو دو — وفي عروقه نصف دم من مملكة تشي ، 

ومع أميرة من تشي زوجةً له — سيبقى وفيًّا فعلًا لأبيه 

إمبراطور ميان ؟


الآن ، إلى جانب حلّ النزاعات الداخلية ، سيضطر شياو لان 

إلى الحذر من أطماع قبيلة أجنبية شرهة كالذئاب

ولن يهنأ له بال … }


—————-

 

في اليوم التالي ، 


أمر شياو لان بفتح تحقيق شامل في حقيقة محاولة اغتيال القائد الأعلى


وبالاستناد إلى أدلة مستخرجة من هذيان القاتل المجنون ، 

اتّجهت أصابع الاتهام نحو عائلة مِنغ —-


كان منطقيًا تمامًا أن تُقدِم عائلة مِنغ على إرسال أحدهم 

لاغتيال القائد الأعلى المكلّف بإدارة شؤون الدولة


خمّنت أن شياو لان ، مثلي ، سيتحسّس من نفوذ عائلة مِنغ العسكري ، 

ويخشى قوة أهل الإمبراطورة ،

وحتى لو راوده الشك ، فسيستغل هذه الفرصة لضرب آل مِنغ


واتضح أنه كان أكثر حسمًا مما تصوّرت


فقد ألقى بالسيدة النبيلة مِنغ في القصر البارد —- ، 

ونزع من شقيقها — وزير الحرب مِنغ تشيان — ومن جميع 

مؤيّديه مناصبهم ، ونفاهم إلى أطراف البلاد النائية —- ،

 

بعد ذلك اختار وزير حرب جديد : لوو تسانغ —- 

والد السيدة لوو التي أنجبت له ابنًا العام الماضي


وهكذا وُلد توازن جديد داخل البلاط


لكن ' الجديد ' يظل جديد —— ، يفتقر إلى ذلك الثبات 

الذي صنعته سنواتٌ طويلة من الضغط المتبادل بين عائلتي مِنغ ويوي 


وإسقاط حكم شياو لان أصبح أسهل بكثير الآن ——


وبسبب ما اقترفته والدتهم ، انتهت أيام الراحة لشياو جينغ 

وشياو مو وتدهورت مكانتهما بشدة ——


و مع ذلك ، بدا أن شياو لان كان لا يزال يعلّق شيئًا من الأمل عليهما


فمع أنه منحهما لقبَي أميرين إقطاعيين ، إلا أنه لم يبعثهما 

إلى إقطاعياتهما، بل سمح لهما بالبقاء في القصر 

الإمبراطوري في عاصمة ميان


وكأنه يعترف ضمنيًا بحقّهما في السعي إلى وراثة العرش مستقبلًا ——


كنت أعلم أن أبناء شياو لان جميعهم ليسوا بالخصوم السهلين


وسيصبحون بلا شكّ عوائق في طريقي نحو استعادة العرش


حتى شياو دو — الأقرب إليّ — لم يكن استثناء ——


وبينما أثقلَت هذه الأفكار صدري ، 

جاءني من خلفي صوت بارد لعجلات خشبية تُدفع على الأرض


استدرت ، فرأيت الأمير الأول شياو يو — الذي لم أره منذ أشهر — 

يقترب منّي على كرسيّ مُتحرّك يدفعه خصيّ


أصبح شخص آخر تمامًا ، 


لا شبه بينه وبين ذلك المتغطرس الفاسق الذي كان عليه


وجنتاه غائرتان ، وعلى حاجبيه طبقة من الثلج لا تذوب ، 

وعيناه — عينَا العنقاء — عميقة ، مليئة بالأسى


بشرته أكثر شحوبًا من بشرتي ، 

ونحفُه شديد حتى بدا وكأن قماش معطفه المطرّز بالثعبان 

الفضيّ معلّقٌ على كتفين هشّين لا يقويان على حمله حتى


يمسك ناي من الخيزران بيد ، ويطرق به بخفة على كفّ يده 

الأخرى ، متناغمًا مع إيقاع الطبول القادم من عرض الجيش


لم أستطع منع نفسي من تذكّر شياو لان حين كان شابًا


ضاق صدري


{ ربما تلك السقطة في سباق التزلّج على الجليد دمّرت 

جسده ، لكنها دفعته إلى نضجٍ سريع }


تحدث شياو يو أولاً : “ ما أبدع هذا اللحن ، لطيف

هل عمي الإمبراطوري مستمتع ؟”

واتجهت نظرته من المسافة إلى وجه شياو لينغ ، 

و ابتسم ببطء 


اتكأ شياو لينغ على عمود حجري بكسل و بفتور :

“ البلاد كلها تحتفل . وكيف لا أكون سعيد ومستمتع ؟”


مرّر شياو يو إبهامه فوق الناي، وبدا بروز مفاصل أصابعه واضح :

“ البلاد كلها تحتفل ؟ 

جيد … ما أجمل قولك هذا : البلاد كلها تحتفل .”


نزل بصري إلى ساقيه المخفية تحت معطفه ، انحنيت ، 

ومددتُ يدي للمسها متظاهرًا بالقلق

 

: “ كيف حال تعافي الأمير الأول؟ 

إن لم تستطع المشي بعد ، فلدي دواء ممتاز بإمكانه علاجك .”

{ لقد تغيّر هذا الفتى

لا أعلم إن كان سيصبح مشكلة يصعب التعامل معها

و الأفضل التخلص منه مبكرًا }


انفجر في السماء مفرقعات ناريّة ، أضاء وجه شياو يو ، 

وعينيه الساكنتين كالماء الراكد


حدّق في وجهي طويلًا ثم ابتسم ابتسامة خافتة 


شياو يو :

“ لا حاجة ، بفضل عمي الإمبراطوري لن يضطر ابن الأخ هذا 

إلى إجهاد ساقيه طوال حياته ،، 

قدري أن أكون رجلًا يجلس .”


التقطتُ الإشارة من كلامه


ضيّقتُ عينيّ ، وسخرت 

{ يا لها من طموحات

سنرى كيف سيقاتل مشلول مثلك على العرش }

بابتسامة زائفة :

“ لقد أسأتَ الفهم ، أنا أردت الخير ، ولكنني لم أُحسن 

التصرّف ، لم أكن أقصد أذيتك .”

ربّتُّ على كتفه ، 


و بيده النحيلة ، طويل الأصابع ، باغتني فجأة 

وأمسك معصمي بقوة ——-


رد شياو يو ببطء ، صوته مليء بالظلام :

“ هذا العطاء العظيم الذي منحتَني إيّاه … 

لن أنساه ما حييت يا عمي الإمبراطوري ”


: “ أخي الأكبر ، عمي الإمبراطوري ماذا تفعلان ؟”


شقّ صوت منخفض الجو وسط دويّ المفرقعات المتتابع 


رفع شياو يو رأسه وردّ بسخرية :

“ نحن نتحدث طبعاً ، هل أنت أعمى يا الأخ الخامس ؟”


نزعتُ يدي من قبضته ، لكن حزام خصري تعلق بقطعة 

اليشم المعلّقة على ردائه 


اختلّ توازني وسقطتُ إلى الأمام فوق كرسيه المتحرك


ويا للوقاحة ، مدّ شياو يو ذراعه وعانقني عند خصري


شياو يو : “ عمي الإمبراطوري هل أنت بخير ؟”


اشتعل الغضب في صدري


وقبل أن أتمالك نفسي ، سمعت خُطى سريعة تقترب


شُدّ حزام خصري بقوة ، و تم سحبي إلى الأعلى دفعة واحدة


تعثرت خطوتين و ثبتني شياو دو بذراعه ، 

نصف حامل ونصف ساند ، يسحبني بسرعة نحو الدرج 

الجانبي لقاعة جيويو


كان يسير بسرعة جعلت قدميّ بالكاد تلامسان الأرض 



لينغ : “ دو’إير … أنت… إلى أين تأخذني ؟”


شياو دو : “ لنُشاهد المفرقعات "


لينغ : “ هاه ؟” تفاجأت


وبعد لحظة صمت


شياو دو : “ جميع أفراد العائلة الإمبراطورية هناك فوق

لا يصحّ أن تكون غير موجود .”


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي