القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch18 الإمبراطور الأسير

 Ch18 الإمبراطور الأسير



قادني شياو دو حتى قمة قاعة جيويو —-

وما إن رأيت المكان فارغ —  لا يوجد سوانا

 أدركت أخيرًا— أن شياو لان ما يزال يراجع صفوف الجيش 

عند بوابات القصر

فكيف يكون أيٌّ من أقاربي الإمبراطوريين هنا فوق القبة ؟


: “ لمَ أحضرتَني إلى هنا؟ هذا عبث .”


حاولت سحب يدي من قبضته ، لكن قوته كانت هائلة


رفعني بسهولة—كما تُرفع امرأة—ووضعني فوق الساعة 

الحجرية في وسط القبة

ثم قفز وجلس بجانبي


وضع ذراعه حولي باسترخاء ، واستلقى على ذراعه الأخرى 

كوسادة لرأسه ، تمدّد ، مجبرًا إيّاي على الاستلقاء معه


كنتُ على وشك توبيخه ، لكن انفجارًا من المفرقعات 

المضيئة في السماء انتزع الكلمات من فمي للحظة




حين أفكر في الأمر… 

مرت سنوات طويلة دون أن أشاهد المفرقعات هكذا


لا وقت… ولا قلب يسمح بذلك


طفولتي البريئة انتهت مبكرًا جدًا


بقيت ذكراي مع المفرقعات متجمّدة عند ليلة عيد ميلادي الثامن


والآن، حين أتأمل، أجد أن معظم الأشياء الجميلة في حياتي 

توقفت عند ذلك العمر أيضًا


شعرتُ بأنني أغوص في ذكريات الطفولة ، حدّقت في 

السماء بذهول طويل


ولم أستفق إلا بعد أن خمدت آخر شرارة في الأفق


التفتُّ برأسي ، فإذا بعيون شياو دو—داكنة ، لامعة ، مشتعلة — يحدّق بي


و كأنه استيقظ من حلم ، أنزل عينيه ، وأدار وجهه جانبًا ، 

ثم حكّ أنفه البارز وهو يقول بابتسامة جانبية :

“ كان عمي الإمبراطوري يحدّق بتركيز شديد

هل أيقظ المنظر مشاعر قديمة ؟”


قلت أول ما خطر ببالي ، دون تفكير :

“ هراء . ضوء النار أرهق عيني فشعرتُ بدوار قليل ، لا أكثر.”

لم أكن ممن يغرقون في الحنين، ومع ذلك رآني هذا الفتى 

الوقح في لحظة شرودٍ نادرة… فشعرت بشيء من الحرج


قال وهو يميل بكتفيه نحوي ، مقتربًا أكثر 


شياو دو : “ اووه ؟ 

ظننتُ أن عمي الإمبراطوري يستعيد ذكرى شخص… 

أو ذكرى حدث ما ….”

ثم مدّ يده نحوي 


شياو دو : “ خذ، امضغه ، يخفف الدوار

كنت أستخدمه كثيرًا في يينغتشو لأظلّ متيقظًا أثناء القتال .”


كانت ورقة—لا أدري من أين قطفها—تفوح منها رائحة نفّاذة باردة


رفعتُ عيني ، وانتبهت للتو أن شياو دو في فمه ورقة مماثلة، 

يعبث بها ، مانحةً إياه مظهرًا كسولاً مستهترًا لا ينسجم 

مطلقًا مع أرديته الفاخرة كوليّ للعهد


وجدتُ الأمر ممتع قليلًا ، سحبتُ نفسًا بالخطأ ، فخنقتني 

رائحة الورقة ، وعطست


اغرورقت عيناي بالدموع


سارعتُ لإخراج منديل لأمسحها ، لكن في عجلة يدي دفعتُ 

رمشًا إلى داخل عيني


حاولتُ إخراجه بلا جدوى ، وازدادت حرقتي فأصبحت أرمش مرارًا


شد شياو دو على معصم لينغ بقلق : 

“ هل دخل شيء في عين عمي ؟”


أومأ شياو لينغ 


شياو دو : “ لا تتحرك ” 


أمسك ذقن لينغ بيده ، ضاغطًا إياه بخفة إلى أسفل 


انحنى ، واقترب من عين لينغ اليمنى ، ثم نفخ عليها برفق


رمش لينغ عدة مرات فانزلقت الشعرة مع دموعه


وفي اللحظة التالية ، 


شعرت بلمسه في خدي — شيء رطب 

… ناعم … خفيف ثم رفع شياو دو جسده وجلس باستقامة 


لمستُ وجهي


استرجعتُ ذلك الإحساس… شعور يشبه —

…قبلة



شعرت بالقشعريرة 


نظرت إلى شياو دو بريبة ، لكن وجه الفتى بدا طبيعيًا تمامًا، 

وهذا ما جعلني أشعر وكأنني أنا وحدي من يرى الأشباح


ضيّقتُ عينَيّ ، وفكرة خاطفة تشكّلت في رأسي


نهضت ، فاهتزّ جسدي مرتين


أسرع شياو دو وأمسكني ليثبّتني


فانتهزتُ الفرصة ، وتركتُ نفسي أميل على صدره

رافعًا يدي إلى جبيني


: “ سيغمى عليّ … أسرع ، أعدني …”


وأغمضتُ عيني متظاهرًا بالإغماء


“ عمي الإمبراطوري ؟”


شعرتُ بجسدي يخفّ ، 


رفعني شياو دو بين ذراعيه بخفة ، 

وانطلق بخطوات واسعة نازلاً الدرج ، 

آمرًا الخصيّ بصوت صارم :

“ أسرع بإحضار الطبيب الإمبراطوري !”


لا أعرف أيّ قصر مؤقت حملني إليه ، لكن الطبيب وصل 

سريعًا ليتفقد نبضي


: “ كيف حاله أيها الطبيب شن؟ 

ما وضع الإمبراطور المتنحّي ؟”


حين نطق شياو دو بهذه الجملة ، ارتجفتُ قليلًا


لم أعلم قطّ أن هذا الذئب الصغير يتحدّث إلى وزراء البلاط 

بمثل هذه الهيبة المخيفة


كان في صوته سلطة وليّ العهد بكل ما فيها من صرامة


قال الطبيب بطاعة :

“ يا صاحب السمو… لا شيء خطير

بنية الإمبراطور المتنّحي ضعيفة قليلًا فحسب

يحتاج إلى بعض المقويات ليستعيد عافيته .”


شياو دو : “ أيّ مقويات يحتاجها اذهب مباشرةً إلى صيدلية 

القصر وخذها و أخبرهم أنني من يطلبها

… لا تزعج والدي الإمبراطور بوجود الإمبراطور المتنحّي هنا معي

فهمت ؟”


شدّد على آخر الكلمات ، وكان التحذير فيها واضح لكل أذن


ارتعش الطبيب العجوز وقال:

“ ن… نعم، يا صاحب السمو. سأذهب في الحال .”


: “ مم . يمكنك الانصراف .”


بعد خروج الطبيب ، طرد شياو دو كلّ الخادمات والخصيان أيضًا


ثم… حلّ الصمت


صمت تام. لا صوت… لا خطوة… لا حتى نسمة


أغمضتُ عينيّ ، لكنني شعرت به يقف بمحاذاة السرير


وضع يديه على جانبي رأسي ، وانحنى ببطء


أنفاسه الدافئة انسابت فوق وجهي ، 

وخصلات من شعره لامست عنقي ، تثير حكة لا تطاق


تصلّب جسدي كله


وبينما ترددت ، هبط شيء دافئ على شفتي ، يغطيهما تمامًا


صُعقت


لم أتوقع أن يجرؤ إلى هذا الحد


وبينما كنت أبحث في عقلي عن طريقة للرد ، 

كان لسانه قد شقّ طريقه بالفعل ، يفتح أسناني ، ويلمس 

ببطء صفّ الأسنان من الداخل


ثم جاء وخزٌ حادّ من شفتي السفلى


أنيابه تضغط عليّ ، يمصّ برفق… ثم بقوة أكبر


وفي هذه اللحظة ، تذكّرت فورًا الشخص الذي هاجمني ليلة الطقوس الربيعية


{ كان… كان هذا الذئب الصغير نفسه !


يا لجرأته ! يا لوقاحته ! 


وكان يتظاهر بالبراءة كل هذا الوقت !


كيف يجرؤ …



ولم لا يجرؤ ؟ 


هو وليّ العهد الآن ، وأنا عمّه الإمبراطوري —- مجرد إمبراطور مخلوع }


تشابكت أفكاري


ندمت لأنني اقتربت منه كثيرًا في الماضي ، 

حتى ظن أن بوسعه التفكير في أمور منحرفة كهذه


{ لا. لا ينبغي أن أكون أنا من يمزّق هذه الورقة الرقيقة بيننا


لو فعلت ، قد تنقلب الأمور إلى ما هو أسوأ بكثير }


حسمت أمري و أبقيت عينيّ مغمضتين


التزمت السكون التام


لكن، حين لم ' أستيقظ ' —- بدا أن شجاعته ازدادت



لسانه توغّل أعمق ، وقبلاته صارت أوضح ، وأكثر جرأة


ما بدأ كاستكشاف متردّد ، وجد مساره الآن


أمسك بلساني ، يمتصّه برفق ثم بعمق ، يسحب اللعاب من 

فمي، يتذوّق أثره ببطء… كما لو أنه يتذوّق عسلاً حلوًا ، 

أو جرعة من خمر فاخر للمرة الأولى


لا أعرف بماذا كان يفكّر هذا الذئب الصغير وهو يعامل عمّه بهذه الطريقة


لكن كل ثانية كانت دهراً


وحين ابتعد أخيرًا ، كنت على وشك أن يُغمى عليّ حقًّا


نبضي كان مضطرب ، وأنفاسي مرتجفة ، احتجت كل طاقتي 

لأحافظ على التظاهر بالنوم


ولمنعه من ارتكاب حماقة أكبر ، ' استيقظت ' في اللحظة المناسبة


فتحت عينيّ فرأيته يجلس مستقيمًا على كرسي قرب السرير ، 

وفي يده كتاب في الاستراتيجيات العسكرية


و يده الأخرى تسند جبينه ، وجفناه منخفضان… 

كما لو أنه قد غفا للتو


لعقت شفتيّ المتورمة ، وشديت على أسناني غضباً ، 

لكن اضطررت لابتلاع غضبي


تأوهت تنهيدة واهنة ، متعبـة متعمّدة


: “ دو إير كم الساعة ؟ وأين نحن ؟”


وعندما سمع صوتي ، ارتجف قليلًا


مرّر أصابعه على ما بين حاجبيه ، واستغرق وقتًا طويلًا قبل أن يرفع عينيه 


: “ عمّي الإمبراطوري… متى استيقظت ؟”



يتبع 



اثنينكم تستاهلون الاوسكار ❤️




  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي