Ch22 BFIHTE
لين تشي برفقة لي تينغيان عندما تلقى المكالمة —-
السنة الجديدة على الأبواب ، و الشوارع مزينة بالفوانيس
وزخارف ورقية تعكس أجواء الاحتفال
مؤخرًا، شارك أيضًا في تصوير فيديو ترويجي بمناسبة رأس
السنة مع أحد عشر عارض أزياء آخرين
كان في مزاج جيد ، ينظر من نافذة السيارة
توقفت سيارة لي تينغيان عند إشارة حمراء ، ورأى عائلة
مكونة من ثلاثة أفراد يمشون على الرصيف — مشهد دافئ ومتناغم
الصبي الصغير — الذي بدا عمره حوالي خمس أو ست سنوات ،
كان لديه قصة شعر على شكل فطر ،
ويُدلّل من قبل والده ، طالبًا أن يحمله بعد أن يمشي بضع خطوات
الأب، رجل في منتصف العمر يبدو متأنق ، ابتسم بلا حول
ورفع الصبي على كتفه وهو يتحدث إلى الأم
رمش لين تشي بعينيه ، وظل نظره على وجه الصبي للحظة
في الحقيقة كان يحب مثل هذه المشاهد
كانت تجعله يشعر أن هناك عائلات سعيدة في العالم ،
وأن ليس كل الولادات خطأ
حينها رن الهاتف —-
أظهر معرف المتصل رقمًا غير مألوف
لم يفكر لين تشي كثيرًا وأجاب فورًا
ففي ظل جدول عمله المزدحم ، قد يكون الرقم المجهول
مجرد متعاون محتمل
لكن بمجرد أن وضع الهاتف على أذنه ، أدرك أنه كان مخطئ
الرقم الغريب قد يعني أيضًا ' الأب ' المفقود منذ زمن طويل
كان الصوت على الطرف الآخر مبحوح ثقيل ، يتحدث بنبرة
غريبة وكأن اللسان مصاب ،
لكنه يصرخ بأعلى صوته
تجمد لين تشي للحظة ، ثم تحول وجهه مباشرةً إلى برود
: “ من أين حصلت على رقمي ؟” سأل بنبرة جليدية
نادراً يتحدث إلى أحد بهذه النبرة ——
نظر لي تينغيان إليه ، لكن لين تشي لم يولِي اهتمامًا لتفاعله
استمر الرجل على الهاتف ، صوته مليء بالشتائم واللعنات ، يصرخ بلا توقف
بعد غياب طويل عن مسقط رأسه ، أصبح لين تشي شبه
غريب عن اللهجة القديمة ، لكنه سرعان ما فهم الكلمات
: “ من أين حصلت عليه ليس من شأنك أيها الوغد
تحاول تهرب من والدك …. "
ضوضاء الخلفية فوضوية ، مما جعل صوته أكثر خشونة
: “ تظن أنك تستطيع الاختباء مني إلى الأبد يا ابن العاهرة ،
مثل والدتك
سأتصل وقتما أريد
أنت مشهور الآن ، تختبئ عني في كل مكان ، لكن مهما ابتعدت ، لا تزال ابني
عليك أن تحترمني ، عليك أن تدعمني .”
كاد لين تشي يضحك بصوت عالٍ
على الرغم من أنه يعلم أنه لا يجب توقع أي شيء من هذا الأوغاد ،
فإن سماع هذه الشتائم الفظة والمزعجة لا يزال يبدو له عبثيًا ،
لم يكن لديه أي فكرة عن كيفية حصول لين تشاوفنغ على رقمه ،
لكنه أصبح الآن بالغ —- و لقد وصل إلى ما هو عليه الآن،
بحياته المهنية الخاصة وحياته الشخصية
ومع ذلك، بين الحين والآخر، تظهر هذه الظلال المظلمة
من الماضي ، تخترقه وتذكّره بعدم نسيان الكآبة والدوامات التي عاشها
سخر لين تشي قائلاً بازدراء:
“إذا كنت تتصل لأجل المال ، فقل ذلك مباشرةً
لا داعي للف والدوران ، ليس من السهل الوصول إليّ "
على مر السنوات — ، أتقن لين تشي فن التعامل مع مثل
هذه المكالمات
توقف والده للحظة ، ثم انفجر بسيل أكبر من الشتائم الغاضبة :
“ هل هذا هو أسلوبك في الكلام معي !
انتظر فقط أيها الوغد …”
لكن لين تشي لم يعد يستمع ، وأغلق الهاتف
سادت الصمت داخل السيارة
كان الصراخ في الطرف الآخر عالياً لدرجة أن لي تينغيان
سمع بعض الكلمات
رغم أنه لم يستطع فهم كل شيء، إلا أنه من بعض العبارات
استطاع التخمين من يكون المتصل
ألقى نظرة على لين تشي مجدداً — ، بهدوء —
كان ذراع لين تشي مسترخياً على مسند اليد ، لكن مزاجه
الجيد قد اختفى تمامًا ——
علم أن لي تينغيان قد سمع —-
اعتذر لين تشي بنبرة هادئة : “ آسف، هل أخفتك؟
آسف لأنك اضطررت لسماع أشياء مزعجة كهذه ...”
ثم ضحك ، ما زال في مزاج للمزاح : “ مع خلفيتك
ربما لم تسمع مثل هذا الكلام الفاحش في حياتك "
هز لي تينغ يان رأسه :
“ ليس حقاً ،،،
عندما بدأت أول مرة في التعامل مع أعمال العائلة ، كان
لدي جدالات مع الشركاء وتصادمات في مواقع البناء ؛
لقد سبّوا بأسوأ من هذا "
كان يقول الحقيقة
عالم الأعمال مليء بأنواع الناس ، وكثيرون منهم كافحوا
للوصول إلى ما هم عليه ، فبعض الشتائم لن تؤثر عليهم
توقف للحظة ، ثم لم يستطع كبح فضوله ،
وسأل : “ هل كان هذا والدك ؟”
لقد سمع لين تشي يتحدث عن ماضي عائلته وكان يعرف مدى سوء والده
لكن حتى الآن، كان ذلك الشخص مجرد رمز غامض ،
أصبح الآن ملموسًا من خلال مكالمة هاتفية
فظ — همجي — ودنيء
كان من الصعب تصديق أن شخصًا كهذا يمكن أن يكون والد لين تشي
رفع لين تشي يده ووضعها على حاجبه ، وقال دون أن يخفي شيئًا عن تينغيان:
“ نعم إنه والدي ، لكنني قطعت الاتصال به عندما بدأت
العمل في الثامنة عشرة ،،
و على مر السنوات ، باستثناء إرسال المال له أحيانًا ، لم يكن هناك أي تفاعل بيننا
لم أعطه معلومات الاتصال بي، وأرسل المال من حسابات مختلفة
لابد أنه وجد رقمي هذه المرة بطريقة ما "
تذكر لين تشي الصياح الغاضب قبل قليل ، الذي جعل أذنيه
تؤلمانه ومعدته تتقلب { مقزز }
لكن بعد قليل اعتاد عليه
{ كيف لا؟
لقد تحملت كل هذا خلال أول ثمانية عشر عامًا من حياتي ...
ندوب طفولتي قد شُفيت منذ زمن بعيد }
قال بلا مبالاة : “ ليس لديه شيء ليقوله لي سوى طلب المال ،
لقد حظرته ،،
لا تقلق بشأن الأمر "
كانت هذه طريقته لإظهار أنه لا يريد مناقشته أكثر
تصرف لي تينغيان بحذر ولم يطرح أي أسئلة أخرى
لكن أثناء العشاء، لاحظ أن لين تشي بدا مشتت الذهن
يكون لين تشي عادةً ثرثارًا جدًا ، مرحًا بطبيعته ، ويجعل أي شيء ممتع
لا توجد قاعدة بشأن الصمت أثناء الوجبات ؛ دائمًا يتحادث مع لي تينغيان
كان لين تشي هادئًا بشكل غير معتاد اليوم
نظر إليه لي تينغيان من الجهة المقابلة للطاولة ، وشعر
بعدم الارتياح لرؤيته متغيبًا بهذه الطريقة
خصوصًا في هذا الجو الاحتفالي بالمطعم ،
مع كل الزينة الحمراء استعدادًا للعام الجديد ،
و الجدران مزينة بالجرس الذهبي والزخارف الورقية على النوافذ
في هذا الجو البهيج ، بدا لين تشي باردًا كالخزف
أثار هذا شعورًا غريبًا لدى لي تينغيان
لكن بما أن لين تشي لم يرغب في الحديث عن الأمر ،
لم يثر لي تينغيان الموضوع مجدداً ،
وبدأ بدلًا من ذلك بالحديث عن خيوله في ممتلكاته ،
أبدى لين تشي اهتمامًا ، فتابع ليُحمسه أكثر :
“ إذا توفرت لديك الفرصة ، يمكنك المجيء معي لقضاء عطلة في العقار ، وسترى الخيول بنفسك "
ابتسم لين تشي فقط ولم يولي الأمر اهتمامًا كبيرًا
و عاملا المكالمة على أنها حدث تافه
—-
بعد العشاء ،
أخذ لي تينغيان لين تشي لزيارة مقهى عتيق ، أحبه لين تشي كثيرًا ، وسرعان ما تحسن مزاجه
وبعد ذلك اليوم ، نسي سريعًا حادثة المكالمة الهاتفية
وألقى نفسه في العمل
كان تصوير GOX بمثابة إشارة ؛
سرعان ما انهالت عليه جميع أنواع جلسات التصوير للمجلات
اختارت هوو يونينغ بعناية المشاريع ، تاركة له عدة فرص مهمة
وقف لين تشي ، بشعر مسرّح ولمعان يشبه القشور على وجهه ، متبعًا تعليمات المصور بدقة ،
بعد الانتهاء من التصوير، أزال مكياجه وارتدى ملابسه الخاصة، لكن هاتفه رن مجدداً
كان رقمًا آخر غير مألوف ، لكن عنوان الـIP كان مألوف ،
لا يزال من المدينة الكبرى التي ينتمي إليها مسقط رأسه : مدينة تشينغ
عبس ، وكان رد فعله الأول الاعتقاد بأن والده المدمن على
القمار يزعجه مرة أخرى
لكن بعد لحظة من التردد، أجاب المكالمة
: “ مرحبًا هل يمكنني التحدث إلى السيد لين تشي؟”
كانت الصوت على الطرف الآخر هادئًا لكنه عاجل
: “ أنا لين تشي "
: “ حسنًا ،،، إليك الوضع ... أنا من مستشفى الشعب الثاني
في مقاطعة تشانغيو — والدك، لين تشاوفنغ يخضع حاليًا
للعلاج الطارئ في مستشفانا…”
تابعت المتحدثة ، لكن صوتها أصبح مشوشًا بعض الشيء
تجمد لين تشي ، وشعر أن الهاتف كاد يسقط من يده
لكن سرعان ما هدأ نفسه
أكد بعض التفاصيل مع الممرضة وأجاب على الفور :
“ حسنًا ، سأحضر على الفور "
لاحظت هوو يونينغ أن شيئًا ما ليس على ما يرام في تعابير وجهه ، وسألت بقلق :
“ هل هناك شيء خاطئ ؟”
حاول لين تشي الكلام ، لكنه وجد صعوبة في التعبير
شعر كما لو أن شيئًا عالق في حلقه ، لا يمكن نطقه أو بلعه
{ ماذا عليّ أن أقول ؟ }
هوو يونينغ تعرف مشاكل عائلته مسبقًا ، وكانت قد
انزعجت حتى من والده التعيس
و لو قال شيئًا الآن ، بالتأكيد — يونينغ سترغب في مساعدته
لكن لين تشي كان بالفعل شخصًا ناضجًا ، وقادرًا على
التعامل مع شؤون عائلته بنفسه
و بعد صمت دام ثانيتين ، قال بشكل عابر :
“ يوجد أمر ما في المنزل ، أحتاج للعودة للتعامل معه ،
قد يستغرق يومين أو ثلاثة ..
هل يمكنك ترتيب بعض الإجازات لي؟”
يتبع
الفصل التالي الفصل السابق
تعليقات: (0) إضافة تعليق