القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch25 الإمبراطور الأسير

 Ch25 الإمبراطور الأسير



وبينما كان ذهني شارداً ، قبضت فجأة يدٌ باردة على معصمي ،،

التفتُّ، فرأيت شياو يو بجانبي ، يرفع رأسه إليّ مبتسماً ، 

تتحرّك شفتاه ببطء

لم أسمع صوته ، فتذكّرت أنّني سدَدْتُ أذنيّ —- 

وما إن نزعتُ فرو المنك حتى أفلتَ يدي ، وابتسم


شياو يو :

“ ناديتك يا عمّي الإمبراطوري ولم تجب لفترة طويلة 

فلم يكن أمامي إلا أن أفعل هذا ،، أخفتك ؟”


ضحكت باستهزاء : 

“ لستُ ممّن يُفزَع بسهولة "


وما إن نطقت ، حتى دوّى إطلاق المدفع ، فارتجّ جسدي ، 

وداهمني دوار ، وكدتُ أتدحرج عن الدرج ~~~~

لكن شياو يو أسرع فأمسك كمّي ، فتماسكت 

وتحت دويّ المدافع ، ضحك ضحكه بخفّة عابثة


شياو يو :

“ إذن عمّي الإمبراطوري يخاف من المدافع ! 

ظننتُ من جرّب حرب الإمبراطورِيّات سيعتاد مثل هذه المشاهد .”


وضعتُ يدي على ساقه لأستند، ونظرتُ إليه من فوق :

“ لطالما فضّلتُ الهدوء… لا أكثر "


رفع شياو يو حاجبه بخفّة : 

“ أحقاً ؟ بما أنّ عمّي يهوى الهدوء ، فابنُ أخيك يعرف مكان 

نائي أنيق في الجبل الخلفي لحديقة القصر ،

على فكرة… الأمير شون أيضاً يحبّ ذلك المكان كثيراً ، 

فهل يتشرف عمّي بشرف الانضمام إلينا لشرب الخمر وتأمّل القمر ؟”


رفّت جفناي ——

{ منذ متى صار شون و شياو يو على تواصل في الخفاء ؟ }


ثم تذكّرت ——

{ أليست إحدى محظيات أخي السابع من عائلة يوي ؟ 

وهي عائلة أمّ شياو يو ؟ }


لو تحالف شياو يو مع أخي السابع… ألن يصبح إزعاجه أمراً 

غير حكيم ؟


هل سأضطرّ إلى تحويل عدوّ إلى صديق ؟


لكن شياو يو يكرهني حتى النخاع ؛ لا يمكن الوثوق به


ومع ذلك ، لا يمكنني خسارة أخي السابع …


عليّ أن أزرع الشك بينهما… بأيّ طريقة كانت 


وفوق هذا، شياو دو يزداد خروجاً عن السيطرة …


لابدّ لي من ورقة بديلة… احتياط آخر .. }


أغلق شياو لينغ مروحة الريش و بلا تردد :

“ متى ؟”


شياو يو :

“ إذا يناسب صحّة عمّي الإمبراطوري… فهل يمكن أن تأتي 

الليلة ، في ساعة زي ( 11 الليل ) ؟”


أومأت

ففي حديقة القصر… لن يستطيع أن يلعب حيلة لن تمرّ عليّ


سكنت المدافع

وجلس شياو لان والقديسّة وو جيا في مقعديهما


ثم انفتح السقف فوق العرش فجأة ، وانسابت أجنحة 

ذهبية هائلة تشعّ نوراً


كأنّها شمس مشرقة من الشرق


فاجأني الضوء ، فغطّيتُ عيني ، وأدرتُ رأسي

وخَزَتني حدقتاي ، وبدأت دموعي تنهمر


لامس خدّي قماشٌ ناعم


فانتبهت بصدمة — شياو يو هو من يمسح دموعي بمنديل حرير


ملامحه الرقيقة القاتمة جعلت ابتسامته تبدو ملعونة … 

أقسى من جبروت والده شياو لان


قال وهو يبتسم بهذا البرود المرعب :

“ منظر عمّي الإمبراطوري وهو يدمع… حقّاً يثير الشفقة

لذا لم يرغب والدي الإمبراطور أن يتخلّص منك بسهولة .”


صرخ شياو لينغ :

“ وقاحة !”


لم أتوقّع منه جرأةً تفوق شياو دو ،

فصفعْتُ يده بمروحتي بقوة ، ونظرت حولي بقلق حتى لا يُرى المشهد


لكن السقف المسقوف والوصيفين الواقفين على الجانبين 

حجبا الرؤية عن بقية من على المنصّة القرمزية


وللمصادفة …

ما إن رفعت بصري حتى رأيت رجلاً طويلاً يتقدّم بخطوات 

ثابتة على السجادة الحمراء ؛ يرتدي أردية وليّ العهد ، 

حمراء مذهّبة ، يكسوها الوقار العسكري ، 

كالآلهة في مهابتها … لا يُقاوَم بريقه ،


حالما تلاقت أبصارنا ، توقّف في مكانه ،،

وحينها فقط رأيت وو تشو خلفه —- الأميرة البربرية ترتدي 

اليوم زيّ ميان الرسمي ؛ و شعرها مرفوع في كعكة عالية ، 

تتوّجها اكسسوار العنقاء ، ووشاح منقوش بسحب ينسدل 

على كتفيها ، ووجهها محجوب بشاش أحمر


تنسدل تنّورتها الطويلة على الأرض ، ويغمرها الوقار من 

رأسها حتى قدميها


{ زوجان مثاليان …

فإذا تزوّج هذا الذئب الصغير ، واكتمل زفافه ، وتذوّق طعم 

النساء ، لعلّه يكفّ عن هوسه الملتوي بي }


أومأت لهما بابتسامة خفيفة

لكن شياو دو لم يُجب

أبعد بصره ببرود ، وحدّق أمامه وهو يصعد درج اليشم


فتح كبير المراسم الواقف إلى جانب شياو لان اللفافة وقرأ 

المرسوم الإمبراطوري بصوت واضح


جثا شياو دو ببطء


وبعد أن أتمّ طقوس السجود الثلاثي ، وُضِع التاج على رأسه وسُلّم الخاتم


ومع رؤية تاج تونغتيان الفاخر والثقيل يُثبت على رأس ذلك 

الذئب الشاب ، عاد إليّ مشهد لقائه الأول 


شعره المتموّج مربوط بعود خشبي رخيص


توهّج بصري لحظة… خمس سنوات مرّت في غمضة عين



الليلة كان الاحتفال واسع ، لا نظير له 

كاد البلاط كلّه يحضر


في قاعة التسعة نجوم ، الرجال يرتدون الحرير المطرّز ، 

بقبّعات عالية وأحزمة عريضة


والنساء يزدنَ المكان نوراً : حريرٌ ولآلئ ، 

عطور وظلال رشيقة ،

يتألّق الناس ببعضهم بعضاً


تعالى الضحك ، وتبادلت الأكواب ، وغمرت الخفّة القاعة ، 

لوحة كاملة من عصرٍ مزدهر


لكن هذا الازدهار… لم يعد إلا شبحاً من الماضي


جلستُ في وسط الوليمة ، ومع ذلك شعرت كأنّني خارج المسرح ، 

أراقب مسرحية باذخة مُزيّفة تنتظر سقوط الستار


حين نزل شياو لان من مجلسه بنفسه ليرفع النخب ، 

وقفتُ لأقدّم تهنئتي ، أبارك له زفافه المهيب ، 

وأتمنّى له ولداً قريباً ،

لكن ما أردتُ قوله لم أقوله —- أردت تحذيره :

ابتعد عنّي… واحذر من إمبراطورَتك — لا تُكرّر خطيئة الماضي


ولأنّه يفهمني ، حدّق بي للحظة… ثم ابتسم بلا مبالاة 

وأمر خصيّاً بصبّ الكأس لي، وأصرّ على الشرب معي


ولمّا رفعتُ الكأس ، سمعت صوته الخافت 


شياو لان : “ شياو لينغ… زوجتي الجديدة ليست 

بجمالك ، ولا بربع جمالك . عن أيّ سعادة تتحدث ؟”


عبس شياو لينغ بامتعاض ، 

وشرب الكأس دفعة واحدة ، لعلّه يرحل


خمر الوليمة من أعتق ما في مخازن القصر ، قويّ الأثر


من أول كأس فقط ، شعرتُ بخفّة في رأسي ، وبنشوة لطيفة، 

ورغبة في الشعر


نظرت حولي


الجميع يبتسم، مبتهج


حتى السيدة لي كانت مشرقة الوجه—مع أنّها، منطقيّاً، أكثر 

من ينبغي ألا يبتسم بعد تتويج الإمبراطورة


أما وو جيا، الجالسة على مقعد الإمبراطورة، فبقيت 

محجّبة، لا يُقرأ تعبيرها ،،

لكن عينيها—الواسعة ، المترفَتين، الجميلة —كانتا باردتين 

ومتعالية — كـ صقر يحلّق وحيداً في السماء


نظرتُ إلى شياو دو


كان يعطيني ظهره ، يقود وو تشو لتقديم التحية إلى شياو لان


وبما أنّني ،، الإمبراطور الأكبر شياو لينغ ، فبعد أن أدّيا 

التحية لشياو لان ، توجّها إليّ


جلست في مقعدي ، أرقبهما يسجدان أمامي


لم أكن جالساً كما ينبغي ، فانحنت رُكبتا شياو دو على نهاية 

ردائي ، وارتكزت يده على طرف قدمي دون أن ينتبه


قدّمتُ كأس الخمر لشياو دو

وحين وقف ، سحبتُ قدمي التي خَدِرَت ، وتمنّيتُ له 

وللأميرة وو تشو طول العمر والرخاء ، 

وقدّمتُ لهما ثمرة الـ لُوفو التي أعددتها مسبقاً—دواء يقوّي 

الرجال ويعين النساء على الحمل —- هدية زفاف مثالية


قال شياو دو بوجه بلا تعبير وهو يشرب الكأس دفعة واحدة :

“ شكراً لك عمي الامبراطوري 

لقد نأثّر ابن أخيك هذا بمشاعرك الصادقة .”

ثم انحنى بعمق ، كأنّه سيؤدي طقوس السجدات الثلاث والتسع ركعات


صُعقتُ


فأنا لستُ الإمبراطور… ولا يمكنني قبول طقسٍ كهذا من وليّ العهد


أسرعتُ للإمساك بكتفيه ورفعه


وما إن رفعت رأسي ، حتى اصطدمتُ بنظرة حارّة… لكنها 

باردة ، قاسية ، نافذة


ارتجف قلبي


ارتسمت على شفتيه ابتسامة باهتة ، كالسخرية، مليئة بالحنق والغضب


{ مثل هذا المظهر، وهذه الهيبة… لو وُجّهت إلى تابع لكان مرعِب }


لم أستطع إلا أن أشعر بأنّ هذا الفتى ، شياو دو… 

غاضب حقاً —-


ربّتُ على كتفه في محاولة تهدئة — فهذا أقصى ما يستطيع كبير أن يفعله


{ إن لم يستطع أن يتخطى … فليتعلّم وحده 


فهذا التعلّق الملتوي من طرف واحد


أما بالنسبة لي فكان بلا معنى… بل عبئاً مزعج 


والآن وقد تزوّج ، بات لديّ سبب أقوى لقطع هذه المشاعر الطفولية


حبّ الشباب المتهوّر ضعيف دائماً 


أنا أيضًا مررت بتجربة الحب لأول مرة ، فكيف لا أعرف ذلك ؟ 


مع تقدم العمر وصعوبة الحياة ، يصبح أولئك الذين كانوا 

يملأون حياتنا مجرد ذكريات عابرة ، 

—- مثل ليانغ شنغ الذي كان معي لسنوات


وحدها السلطة هي الحقيقة التي تبقى



نادى خادم عند جانبي ، مشيراً إلى الباب الجانبي المؤدّي 

إلى الحديقة الإمبراطورية : 

“ يا صاحب الجلالة الأمير شون يرسل إليك رسالة 

يقول إنه سبقك وهو بانتظارك هناك "


رفعتُ بصري ، فرأيتُ شياو يو يُدفَع نحو الباب الجانبي من أحد الخدم


شربت بضع جرعات من الخمر ، وانتظرت حتى ابتعد 

ثم توجّهت إلى شياو لان لأستأذن بالمغادرة


تذرّعتُ بأنّ الخمر أثقلني ، ودخلت المحفّة من البوابة 

الرئيسية أمام الجميع —-


لكن في منتصف الطريق ، أمرتهم أن يوصلوني إلى الحديقة الإمبراطورية


طويق الحديقة هادئ ، متعرّج


استغرق الوصول إلى الجبل الخلفي وقتاً طويلاً


نزلتُ من المحفّة —وكما توقّعت ، في الجناح الصغير على 

الجبل الخلفي ضوء خافت ، وستائر من الشاش تتمايل ، 

وضباب يتصاعد بلطف


وعلى الطاولة لوح شطرنج ، يجلس حوله شخصان 

متقابلان… مشهد في غاية الأناقة


أمرتُ الخدم أن ينتظروا على مسافة ، وتقدّمت وحدي


كان شياو يو يتأمّل حجر شطرنج بين أصابعه

وحين رآني أقترب ، رفع رأسه مبتسماً 


شياو يو : “ آووه ؟ عمي الامبراطوري ؟ 

تعال وانظر… من الفائز ، الأمير شون أم أنا ؟”


رفعتُ طرف ردائي وجلستُ على الحصير ،

نظرتُ إلى الرقعة كاملة ؛ كان اللاعبان متكافئَين ، 

وقد ظلا في طريق مسدود لفترة طويلة —-

بعد قليل من التفكير ، التقطتُ إحدى قطع شياو يو 

ووضعْتُها في جهة شياو شون ، قاطعاً الحجر النجم 

الرئيسي لديه 

لكنّي رأيتُ فوراً أنّ اللعبة دبت فيها الحياة ، وظهر مسار جديد


حدّق شياو شون في اللوح ، ثم ضحك بصوت عالٍ :

“ رائع! يا الأخ السادس انت عبقري دائماً !”


وقال شياو يو وفي صوته غصّة :

“ العثور على الحياة في قلب الهلاك … 

فعلاً حركة عجيبة من عمي الامبراطوري ”


كان صغير ومُتهوّر فلم يحاول حتى أن يخفي حقده 


تحمّلتُ عداءه بصبر  :

: “ إن رغبتَ في التعلّم ، فسأعلمك "


اختفت ابتسامته ، وأظلمت نظرته ~ 


شياو يو :

“ أخشى أنني لا أستحق لطف عمي الامبراطوري ”


و هبطت البرودة على الجو


ابتسم شياو شون ، وأشار إلى إحدى الجواري لتسكب ثلاث 

كؤوس من الخمر


: “ تفضل يا الأخ السادس ، يا ابن الأخ … لنشرب ”


رفعتُ الكأس ، لكني لم أشرب ،

التقطتُ الحجر النجم ، ووضعته على الطاولة

: “ لا أدري… ما رأي الأخ السابع في هذه المباراة ؟”


أمسك شياو شون كمية من قطع الشطرنج ، وقال مبتسماً:

“ هل يرغب الأخ السادس في سماع شرحي ؟”


: “ أودّ سماع التفاصيل "


شياو شون بصوت هادئ:

“ جيش المتمرّد وو دون—ثلاثين ألف من برابرة تشي—

مضطربين ، وقد يقتحمون جِيتشو في أي لحظة

ولو نهض جيش مملكة يويه من جديد في الوقت نفسه ، 

فحتى لو كان الماركيز باي يان تشي يثبت الشمال الغربي ، فإن النتيجة ستكون غير مؤكدة —-

رجالي جمعوا أخبار بأن شياو لان ينوي القيام بجولة 

شماليّة لرفع الروح المعنوية ، ويخطط لجعل وليّ العهد 

وصيّاً على الدولة ،

وما إن يغادر ميانجينغ… يمكننا استغلال الفراغ .”


{ يُوكَل الحكم إلى شياو دو ؟ !!! } 


صُعقتُ


ثم أدركت — { بالطبع سيفعل ...


لطالما كان يستخدم شياو دو درع ، فكيف لا يدفع به في 

هذا الموقف أيضاً ؟


وما إن يخرج شياو لان من القصر ، فسيتحركون على الفور 

كلّ الفصائل والأحزاب الذين يرون شياو دو شوكة في حلوقهم …


وأولهم عائلة يوي —عشيرة والدة شياو يو —- بزعامة الجنرال الأكبر يوي يوان }


( الي أُصيب في الفصل 17 )


و توضّح المشهد أمامي كاملاً ——-


{ الأمير السابع شياو شون وشياو يو يريدان جذبي إلى 

صفّهما… للتخلص من شياو دو — معاً ——-

وبعد إزاحته ، يستولَيان على زمام السلطة في البلاط ، 

ويُجبِران شياو لان على التنازل حين يعود ….


لكنّ شياو دو لم يعد ذلك الهجين المحتقر كما كان من قبل


منذ معركة يينغتشو — صار له عدد كبير من المؤيدين في البلاط ، 

واكتسب مكانة رفيعة بين عامة الناس ، 

وأيضاً خلفه الآن إمبراطورة ومحظيّة من قبيلة تشي …


لا بدّ أنّ الأمير السابع وشياو يو لا يعلمان شيئًا عن علاقة شياو دو بمملكة تشي ——-

ولا أستطيع قول ذلك ——-

لو أخبرتهم ، فسيكون ذلك بمثابة الموت لـ شياو دو


إن لم يتصارع الصقر والمحّار ، فكيف يصطاد الصيّاد ؟ }


وحين رأى شياو يو صمتي ، ظنّ أنّني متردد ، 

فتنفّس بعمق وقال :“  إن كان عمي الإمبراطوري يراهن على 

الأخ الخامس ، أخشى أنك قد أخطأت في رهانك ،،

قبائل مملكة تشي يتّحدون مرة ويتنازعون مرات 

والعرش هناك غير مستقر أصلًا ،

عاجلًا أم آجلًا ستندلع الحرب مع مملكة ميان

وعندها… الأخ الخامس ، بدمه الممزوج من البرابرة ، 

وزواجه من أميرة بربرية… لن يستطيع الحفاظ على منصب وليّ العهد .”


أنزلت عيني وابتسمت :

“ لي حساباتي الخاصة ، 

ولستُ بحاجة لصغير مثلك يعلّمني ….”

وضعتُ الكأس ، ونهضت ، وغادرت الجناح : 

“ الوقت تأخّر إلى لقاء آخر يا الأخ السابع .”


وحين ركبت المحفة ، أمرتُ الحرس بأن يعيدوني إلى قاعة التسعة النجوم 


كنتُ أريد التشاور مع خالي الأصغر باي تشن وفاي يان—

وهما أكثر من أثق بهما ——


المسافة من الحديقة الإمبراطورية إلى قاعة التسعة النجوم 

ليست قريبة ولا بعيدة


و الوقت يقترب من الثلث الأخير من الليل 

( الساعة الواحدة بعد منتصف الليل)

وبينما تهتزّ المحفة برفق ، النعاس قد غلبني ، 

فأغمضتُ عيني قليلًا


لكن فجأة —- ، 

اهتزّت المحفة بقوة ، ثم وُضعت على الأرض


رفعتُ الستارة ، فرأيتُ ظلال الأغصان متداخلة ، وأشجار كثيفة من حولي


كنّا لا نزال في الحديقة الإمبراطورية ، وهذا ما أثار الريبة في نفسي


وبينما كنتُ أهمّ بالنزول ، دوّى خلف أذني صوت رياح حادّ، 

وتبعته رائحة غريبة نفذت إلى صدري


و في لحظة ، شُلّ جسدي ، لم أتمكن من التحرك أو النطق 

بصرخة واحدة طلباً للمساعدة


تدلّت قطعة قماش على وجهي ، ثم أُلقي فوقي شيء من الملابس —حرير رداء نسائي


رُفعت ذراعاي ودُفعت داخل أكمام واسعة ، 

ثم شُدّ حول خصري حزام محكم 


وبضوء القمر ، رأيتُ أنّه أحمر ——

شال الزفاف الأحمر —-


التطريزات الذهبية تغطي الرداء كلّه ، فخم وجميل


إنه رداء زواج


ارتجفت ، متذكّرًا ما قاله شياو لان في المأدبة ——


ثمّ رُفع جسدي وحُملت 


كان صاحب الخطوات يمشي بسرعة ، 

و ينعطف يميناً ويساراً ، ويأخذني خارج الحديقة الإمبراطورية


قطعة القماش الحمراء على وجهي تحجب بصري ، فلم أعد أرى شيئ —-

و كلّ ما سمعته هو صرير العجلات أمامي —- وفي لحظة ، 

دُفعتُ إلى مساحة ليست ضيّقة تمامًا ، وسقط جسدي 

فوق وسادة طرية


كان جسدي متجمّد ، لا يتحرك — لم يبقَ لي إلا أن أشمّ


امتلأت العربة برائحة زهرة شجرة الحرير—أفخر أنواع البخور


و أرتدي رداء زفاف… وأجلس داخل محفة العنقاء —-


انساب العرق البارد من جبيني إلى عنقي ، 


{ لقد جُنّ شياو لان بالفعل 


اختطفني إلى فنائه في محفة العروس !


من سيلاحظ ؟


من سينقذني ؟ }


حتى وأنا أشعر بأن عالمي ينهار ، بقي جسدي بلا حراك


اهتزّت محفة العنقاء قليلًا ، ثم توقفت


وجاء صوت حادّ من الخارج :


“ نرجو إنزال زوجة وليّ العهد من المحفّة —”


تجمّدتُ من الذهول 


شياو دو بطبيعته — متّزن في تعامله معي


لم أصدّق أنه قد يتجرأ على فعل شيء كهذا


لم يخطر لي سوى أن الشخص المخطئ سلّمني بالخطأ إلى 

هذا الذئب الشاب


نادوا مرتين ، ولمّا لم أجب ، رُفعت الستارة


ابتسم خصيّ ابتسامة مُجامِلة :

“ آوه ؟ زوجة وليّ العهد مخمورة ،، هيا أسرعوا ساعدوها.”


{ أيها الأحمق ! انظر جيدًا من أنا ! }


صرختُ في قلبي ، لكنّ أحدًا لم يسمع


{ لا بأس، لا بأس ... إن دخلتُ ورأيتُ شياو دو لعلّ الأمر يُحلّ بسهولة }


جاءت خادمتان وأمسكتا بذراعي ، 

واحدة عن اليمين وأخرى عن اليسار


وعندما عبرنا العتبة ، تعثّرت ، وكدتُ أسقط على وجهي


فتقدّم خصيّ آخر ، وحملني على ظهره


: “ أليس علينا إقامة مراسم الزواج؟ 

أين سموّ وليّ العهد ؟”


: “ أسرعوا ونادوا سموّه ! زوجة وليّ العهد شديدة السكر !”


: “ نادوا من ؟ المراسم أُدّيت أمام جلالته بالفعل ! 

هيا أدخلوها غرفة الزفاف وهي ستنتظره بالداخل ! 

سموّه أيضًا مخمور و يشرب مع جلالته ، سيأتي بعد قليل !”


بين ثرثرة الخادمات والخصيان ، بدأ رأسي يؤلمني


وبعد مدة قصيرة ، وُضعتُ على السرير ، وأُجبرت على 

الجلوس مستقيماً


: “ هل زوجة وليّ العهد مخمورة أو لا؟ 

لماذا تجلس بهذه الطريقة ؟”


: “ هيه لا تنظروا ! الجميع إلى الخارج !”


أُغلِق الباب الخشبي بإزعاج ، وتوقفت الأصوات دفعة واحدة


حلّ الصمت ، ولم يبقَى إلا صوت أنفاسي


ضوء الشموع خافت — ومع الحجاب الأحمر ، صار بصري ضبابي


غمرتني موجة من التعب ، كادت تغرقني تمامًا


وما إن غفوت ، حتى سمعت صرير الباب مجددًا


استيقظتُ بفزَع


سمعت صوت خطوات ، وصوت قماش يتحرك


شخص يقترب عبر وهج الشمعة المحمّر… 

خطواته مترنّحة

و كان واضح أنه ثمِل


فتحت عيني على اتساعهما ، أنتظر أن يرفع الحجاب 

ويكتشف الفضيحة


لكنّه… لم يرفعه


وقعَ نَفَسُه الحارّ عبر طبقة الحجاب على وجهي ، ثم ضحك ضحكة سكرى


شياو دو : “ عزيزتي القرينة لقد انتظرتِيني طويلًا "


وكدتُ أفقد الوعي ——


يتبع


اححمم 😚 تعرفوني اموت ع الالقاب الصينية 

ناداه ( آي فاي ) قرينتي الحبيبة

بس عشان مااكثر عليكم بالاسماء والالفاظ بترجمها --- القرينة 


أردية الزفاف الصينية : 





  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي