القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch27 BFIHTE

 Ch27 BFIHTE



لم يكن واضح ما إذا كان لين تشي قد أُصيب بنزلة برد في المقبرة ،

لكن بعد أن انتهى كل شيء ،

بدأت الحمى تهاجمه ليلًا


و لي تينغيان هو من لاحظ ذلك


في المساء ، اصطحب لين تشي لي تينغيان إلى مطعم نودلز 

كان يرتاده قديمًا

ورغم أنه لم يعد إلى هنا منذ سنوات ،

إلا أن صاحب المطعم ما زال يتذكره ،

فابتسم وسأله إن كان يريد طبقًا إضافيًا من الخيار المقطع 

مع الخل وقنديل البحر البارد


ابتسم لين تشي :

“ نعم، ولو سمحت أضف طبق لحم بقري بالصلصة ، 

وكرشة بقر باردة أيضًا .”


بعد أن غادر صاحب المطعم ،

نفخ لين تشي على الماء الساخن في كوبه ،

ثم قال لـ تينغيان:

“ كنت آتي إلى هنا كثيرًا مع أمي ،،،

في ذلك الوقت ، كانت ابنة صاحب المطعم لا تزال في 

المرحلة الابتدائية ، وكانت تحب دائمًا أن تلعب معي الحبل الصيني .”


ابتسم ،

وفي عينيه بريق خفيف ،

وخدّاه محمران ،

كأنهما تبخّرا ببخار المكان الدافئ


ألقى لي تينغيان عليه نظرة أو اثنتين ،

وشعر أن هناك شيئًا غير طبيعي ،

لكن كلمات لين تشي سرعان ما شتّتت انتباهه


حتى انتهيا من الطعام


قاد لي تينغيان السيارة وأعاد لين تشي

وعندما خرجا ،

لاحظ أن لين تشي مغمض العينين

ناداه عدة مرات ،

لكن رد فعله كان بطيئ


: “ لين تشي "


ناداه مجدداً 


فتح لين تشي عينيه بصعوبة ،

ونظر إلى لي تينغيان بذهول ،

ثم نظر حوله 


: “ آه… وصلنا ؟”


لم يكن نائمًا ،

بل كان يشعر بالدوار فقط


فتح لي تينغيان باب السيارة من جهته ،

فمدّ لين تشي يده وأمسك بيد لي تينغيان ليخرج


لكن لي تينغيان أعاده إلى المقعد ،

ووضع يده الباردة على جبينه


لين تشي : “ هم؟” نظر إليه باستغراب ،

عيناه متعبتان ومحمرتان قليلًا :

“ ماذا تفعل ؟”


: “ يبدو أنك مصاب بالحمى.”

ثبت لي تينغيان جبينه بجبين لين تشي للحظة ،

ثم استقام ،

ولمح صيدلية قريبة

“ انتظر هنا، سأجلب ميزان حرارة .”


بدا لين تشي حائرًا


بعد أن غادر لي تينغيان،

لمس لين تشي جبينه هو أيضًا،

لكن رأسه كان مثقلًا،

فلم يشعر بشيء واضح


بعد دقائق، عاد لي تينغيان


لم يكن في الصيدلية سوى ميزان حرارة زئبقي قديم


بعد تعقيمه ،

جعله لين تشي يضعه في فمه


تمتم لين تشي :

“ لا داعي… لم أمرض منذ سنوات ….

حتى عندما جلست على سطح المبنى تحت الرياح لساعات 

كنت بخير…”


لي تينغيان بهدوء :

“ أغلق فمك جيدًا ، وإلا فلن تكون القراءة دقيقة .”


: “… حسنًا "

أغلق لين تشي فمه على مضض


بعد بضع دقائق ،

ظهرت النتيجة ،

وكانت كصفعة على وجه لين تشي


38.7 درجة مئوية


: “ ماذا ؟!”


لم يصدق

لم يمرض منذ سنوات

جهازه المناعي كان قويًا دائمًا

يتسلّق الجبال، يسبح،

ويقضي ساعات في أحواض الماء أثناء التصوير دون أي مشكلة

وعادةً وعاء من شوربة الزنجبيل كافي ليعيده إلى حالته الطبيعية


أدار لي تينغيان المقود بهدوء ، وأعاد تشغيل السيارة :

“ سآخذك إلى المستشفى."


فتح لين تشي فمه ليعترض ،

كان يريد أن يقول إنه يستطيع تحمّل الأمر 

لكن حين التقت عيناه بنظرة لي تينغيان،

أغلق فمه بصمت


تحرّك في مقعده قليلًا ،

ثم أخرج كمامة من درج السيارة وارتداها


نظر لي تينغيان إليه مجدداً ،

وشعر أن تصرّفه مضحك بعض الشيء


وصلوا سريعًا إلى المستشفى


قسم الطوارئ لم يكن مزدحمً الليلة


بعد أن سأل الطبيب عن الأعراض ،

كتب وصفة ،

وطلب فحوصات دم و النتائج ظهرت بسرعة


حمّى ناتجة عن فيروس الأدينوفيروس


تجمّد لين تشي :

“ أليس هذا مرضًا يصيب الأطفال فقط ؟”


أجاب الطبيب من دون أن يرفع رأسه وهو يكتب :

“ يصيب البالغين أيضًا ... كل الأعمار ….

لا تعتمد كثيرًا على صحتك الجيدة ...

التعافي سيأخذ وقت .”


صمت لين تشي مرة أخرى


وصف الطبيب محاليل وريدية وبعض الأدوية ،،

تفحّص لي تينغيان الوصفة قليلًا ، ثم ذهب لدفع الرسوم


شعر لين تشي بشيء من الإحراج


جلس في غرفة المحاليل ،

ما زال يضع الكمامة ،

ويسعل بين حين وآخر و رأى لي تينغيان خارج الغرفة 

يتحدث في الهاتف مع أحدهم


حدّق فيه لين تشي بشرود



في الحقيقة — لم يمرّ بتجربة مستشفى حقيقية من قبل

صحته كانت جيدة دائمًا ،

وحتى إن مرض أحيانًا ، كان يتحمّل وحده


لين تشاوفنغ لم يكن ليهتم 

وأمّه كانت منشغلة دائمًا ،

حتى وهي مريضة كانت تصرّ على العمل 

كيف له أن يرهقها أكثر ؟


بعد دقائق ، عاد لي تينغيان وجلس على المقعد المجاور،

وضبط أنبوب المحلول له


الظروف الطبية في تشانغيو لم تكن جيدة ،

لكن مع حمّى لين تشي 

لم يكن ممكنًا قطع ساعات الطريق إلى المدينة (C) للعلاج هناك


سعل لين تشي مجدداً وسأله: 

“ هل كانت مكالمة عمل ؟”


: “ نعم .”


فكّر لين تشي قليلًا ، ثم قال بجدية :

“ إذًا لماذا لا تعود أولًا ؟

لا يوجد ما يستدعي بقاءك هنا ،،

يكفي أنك تعبت بسببي ، وأنت أصلًا مشغول بالعمل ...

عد أنت ،

سأنهي المحلول وأستقل سيارة غدًا إلى المدينة C "


كان جادًا 


هو ليس شخصًا هشًا

مجرد فيروس لا يختلف كثيرًا عن الزكام بنظره


وأيضاً لي تينغيان مكث في تشانغيو عدة أيام

ولا بد أن ذلك أثّر على عمله

وقد سمعه يجري اتصالات كثيرة اليوم


رمش لين تشي ونظر إليه بصدق وتابع:

“ لا تقلق عليّ ... أنا بخير فعلًا ...

صحيح أنني عارض أزياء وألتزم بالحمية ،

لكنني أتمرّن ”


رفع ذراعه غير الموصولة بالإبرة وشدّ عضلاته أمامه


لم يستطع لي تينغيان منع نفسه من الابتسام


انسابت نظرته على كتفي لين تشي النحيلة ومعصميه ،

وعيناه ممتلئة بالشك


فقال لي تينغيان بهدوء : “ ليس لدي أمر عاجل ،

ولن يؤثر ذلك على عملي ،

لا تقلق 

ركّز على المحلول فقط

لن نعود إلى المنزل القديم الليلة ، سنذهب مباشرة إلى 

المدينة C بعد الانتهاء .”


: “ ماذا ؟” تجمّد لين تشي : “ لا، أنا…”


نظر لي تينغيان إليه :

“ هل بقي لديك شيء تنهيه هنا ؟ 

شياو تشن سيتكفّل بما تبقّى ، وقد أوكلتُ إليه أيضًا ترتيبات 

وضع والدتك . اطمئن .”


: “… حسنًا ...” عبث لين تشي بخده وهو يفكّر قليلًا :

“ في الحقيقة ، لا يوجد شيء آخر "

لقد خطّط أصلًا للمغادرة غدًا


لمس لي تينغيان يده الباردة المتصلة بالمحلول ، وشرح بهدوء :

“ لستُ مستعجلًا على إعادتك بسبب الوقت — لكن الظروف الطبية هنا عادية ،

ولا توجد أماكن إقامة مناسبة ...

هذا لا يساعد على تعافيك ،، 

الطريق لن يكون متعبًا ، فلا تقلق .”


لين تشي { لم يخطر ببالي ذلك أصلًا }


ثم شعر أن لي تينغيان يبالغ في اعتباره هشًّا

هو الذي اعتاد العمل في ظروف قاسية،

نام على الأرض عند انشغال التصوير،

ودخل مستنقعات الطين من أجل لقطة

و الإقامة لم تكن يومًا مشكلة له


وفوق ذلك — حتى لو عاد إلى المدينة C سيكون وحده

لا فرق كبير


لكنه لم يقل شيئ و اكتفى بالابتسام


أخذ المحلول وقتًا طويلًا … و شعر لين تشي بالملل ،

فبدأ يصنع وجوهًا مضحكة لطفلة تجلس بجانبه حتى انفجرت بالضحك


في الجهة الأخرى ، كان لي تينغيان يناقش بهدوء مشروع ساحة تجارية قادمة ، 

و يعمل على اللابتوب الذي أرسله له السكرتير

و يراقب لين تشي في الوقت نفسه

وحين انتهى المحلول، نادى الممرضة فورًا


عندما أخرجت الممرضة الإبرة ، تقلّص وجه لين تشي 

لم تكن لديه نقاط ضعف كثيرة ،

لكنه يخاف الإبر قليلًا


و في وقت سابق حين غُرزت الإبرة ،

أمسك يد لي تينغيان بلا وعي وغطّى عينيه في مشهد محرج


و الآن ، ومن دون أن يحتاج إلى كلام ،

وقف لي تينغيان إلى جانبه ،

عانقه وأدار وجهه ليحجبه


تجمّدت الممرضة لحظة ،

تنقّلت بنظرها بين الاثنين

لم ترَى بالغًا خائفًا إلى هذا الحد منذ زمن

لكنها بقيت مهنية ،

و نزعت الإبرة بسرعة وضعت قطنة ،

وغادرت من دون تعليق


الطفلة المجاورة كانت تحدّق في لين تشي

ترددت قليلًا، ثم قالت:

“ غا أنت خائف جدًا ...

يجب أن تكون أشجع .”


شعر لين تشي بغصّة في حلقه


{ أنا الذي أُمسك الثعابين بيدي

كيف لا أكون شجاع ؟ }


لكن تصرّفه قبل قليل لم يساعده على الدفاع عن نفسه،

فاكتفى بالنظر بامتعاض


ضحك لي تينغيان بخفّة وانحنى قليلًا ليشرح للطفلة بجدية :

“ الغا فقط يخاف من الإبر هذا لا علاقة له بالشجاعة ….

و لكل شخص شيء يخشاه ،

ولا داعي لتصحيحه .”


لم تفهم الطفلة تمامًا ، لكنها أومأت برأسها


وحين غادر لين تشي ولي تينغيان،

لوّحت لهما بأدب


حتى بعد خروجهما من المستشفى ،

ظلّ لين تشي منزعج يحاول تبرير نفسه

“ في الحقيقة ! أنا شجاع جدًا عادةً !!

كنت أمسك الضفادع في الابتدائية ،

وأمسكت لصًا في الثانوية ،

وفي العمل أؤدي حركات خطرة…

حتى إنني أمسك ثعابين بيديّ !”


كلما تحدث أكثر ،

ازداد كلامه غرابة


نظر لي تينغيان إليه — { وهل هذا مدعاة للفخر ؟ 

بل لين تشي لا يهتم بسلامته إطلاقًا ! }


لكن لي تينغيان لم ينصحه و الهاتف قد رنّ ،

وشياو تشن — كعادته ، بدأ يجهّز سيارة وسائق ما إن علم 

أن رئيسه سيعود إلى المدينة C فورًا


كان لين تشي يستمع من الطرف الآخر باستغراب :

“ أي سيارة ؟ ألم تأتِ إلى هنا بسيارة أصلًا ؟”


لكن بعد عشرين دقيقة فقط،

فهم لين تشي كل شيء


كان المساعد شياو تشن قد رتّب عربة سكنية فاخرة (RV)،

وهو يقف الآن بكل لباقة يدعوه للصعود


لين تشي: “…”

نظر إلى لي تينغيان،

الذي بدا هادئ الملامح كعادته،

{ انتهى أمري معكم أيها الأثرياء }


لكن ما إن دخل العربة ،

واستلقى براحة تامة ،

ورأى المشروبات والفواكه والوجبات الخفيفة مُعدّة بعناية،

وحمّام متاح في أي وقت ،

لم يستطع إلا أن يعترف—

{ ترف الرأسمالية مغرٍ فعلًا !!! }


ولأنه لم يكن جاحد ،

أدرك أن هذا كله نابع من عناية واهتمام لي تينغيان


فكّر قليلًا ،

ثم بدأ بجدية يقشّر برتقالة وهو يرتدي القفازات ،

وقدّمها إلى لي تينغيان المشغول بالعمل


“ من أجلك، حتى تعوّض طاقتك .

لا تُرهق نفسك .”


قالها بنبرة مجتهدة


نظر لي تينغيان إلى البرتقالة ،

ثم إلى لين تشي ،

وشعر أن المشهد غريب بعض الشيء—

يكاد يشبه بان جينليان وهي تقدّم الدواء لوو دالانغ


لم يسبق له أن رأى لين تشي بهذه الطاعة من قبل

و مع ذلك ،

مدّ يده وأخذها ،

وقشّر فصًا منها ببطء وأكله


وبما أن لي تينغيان كان منشغلًا ،

لم يُزعجه لين تشي ،

وارتدى سماعاته وبدأ بمشاهدة فيلم


لكن المرض استنزف طاقته ،

ولم تمضِي فترة طويلة حتى غلبه النوم


ظل نائمًا حتى دخلت العربة مدينة C —- متعب إلى درجة لم يشعر بشيء


لذا لم يدرِي أن العربة لم تتوقف قرب منزله ،

بل دخلت منطقة فيلات هادئة قريبة من مركز المدينة


و منزل لي تينغيان في عمق تلك المنطقة —

ضيعة واسعة تمتد على ستة أفدنة ،

تشبه قصرًا صغيرًا ،

تضم ثلاث حدائق ،

وحتى جزيرة داخل بحيرة


توقفت العربة عند مدخل الفيلا الرئيسية


سارع الموظفون لفتح الباب ،

وتقدّم كبير الخدم الذي كان في الانتظار ،

فرأى لي تينغيان ينزل حاملاً شخصًا بين ذراعيه


و في عمق الليل ،

كان الشخص ملفوف بإحكام في بطانية قرمزية ،

لا يظهر منه سوى يد بيضاء نحيلة ،

ينام بعمق ، غير متأثر بما حوله


استعاد كبير الخدم رباطة جأشه بسرعة ،

وسأل بصوت خافت :

“ مرحبًا بعودتك سيدي ،،

هل هذا ضيف ؟

هل أُعدّ غرفة الآن ؟”


تردّد لي تينغيان لحظة ، ثم قال :

“ جهّز الغرفة المجاورة لغرفتي "


: “ مفهوم "


لكن ما إن دخلا ،

ظهر على وجه كبير الخدم شيء من الحيرة


المنزل على الطراز الأوروبي ،

ويضم غرفتي نوم رئيسيتين —

إحداهما لمالك المنزل ،

والأخرى مخصّصة تقليديًا لزوجته ، ويربط بينهما ممر داخلي


والغرفة التي ذكرها لي تينغيان…

كانت نظريًا

' غرفة الزوجة ' ~


يتبع


زاوية الكاتبة ✒️ : 

أعاد لي تينغيان لين تشي بهدوء إلى منزله ~


عندما استيقظ لين تشي —- : ' هاه ؟؟ '

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي