Ch16
١٦- مغادرة العاصمة.
لم يمر وقت طويل حتى جلبت الخادمة الدواء الطازج. أخذه يان شياو هان وأحضره إلى فو شين، وأعطى أمرًا واحدًا فقط غير قابل للمناقشة. "اشرب."
حدق فو شين بإكتئاب في الحساء الطبي الذي يتصاعد منه البخار، ولعن حظه بصمت.
لم يكن يان شياو هان يعرف كيفية التفاعل مع تلك النظرة. "لو لم تكن عاجزًا يا ماركيز، هل كنت ستكون حاليًا في هذه الغرفة؟" لم يستطع كبح سخريته الخبيثة.
"هل يمكنك المغادرة؟" قال فو شين بغضب على وجهه. "توقف عن الثرثرة واخرج من هنا، هل أنت دجاجة أم عجوز؟ فقط ضعه بجانبي وسأتناوله بمفردي!"
لم يكن يان شياو هان يعتقد أبدًا في أنه سيكون من الصعب جدًا إقناعه بتناول دوائه. كان فو شين دائمًا رجلاً ذا انضباط ذاتي في نظره، ونادرًا ما كان يتمرد، ولم يكن بالمستوى الذي يجعله يتردد في فعل شيء.
"لا يوجد الكثير في هذا الوعاء." أخفض صوته في محاولة لإقناعه. "أغمض عينيك، وقوي قلبك، وسترى القاع في بضع جرعات فقط، أقسم."
قام فو شين بإمالة رأسه بعيدًا بإنزعاج.
"ألا تحب الطعم المر؟ هل من الصعب جدًا عليك أن تشربه؟" أمسك يان شياو هان بالوعاء وتذوقه، قطب حاجبيه. اعتقد أن الدواء كان مريرًا بعض الشيء، ولكن ليس لدرجة أن الطعم كان لا يطاق. لماذا كان فو شين رافضًا جدًا لذلك؟
"لابد أن يكون هناك سبب آخر." رأى وجه فو شين الشاحب وجبهته المتجعدة. افترض أن رائحة الدواء تسببت له في الشعور بالغثيان، لذلك وضع الوعاء جانبًا، وأخرج يديه ودلك بلطف نقاط الوخز على معصميه. "الأشخاص العاديين لن يظهروا ردة فعل بهذا الحجم، ناهيك عن شخص مثلك. هل لديك مشكلة خفية تجده صعوبة للحديث عنها؟ هل يمكنك أن تخبرني؟"
تمسكت يدي فو شين به بهدوء، مثل مخلوق صغير يتشبث بكفييه. لم يتجنب المشكلة، بل بدا بائسًا بعض الشيء، لأنه لم يكن مولعًا جدًا بطرح الماضي. "إنه ليس شيئًا كبيرًا، أنا ... كنت في حالة صحية سيئة عندما كنت طفلًا، واضطررت إلى تناول الدواء كثيرًا. توفيت والدتي في وقت مبكر ولم تهتم بي ممرضتي جيدًا، لذلك عندما كانت ترى أنني لست على استعداد لشرب الدواء، كانت تقرص أنفي وتطعمه بالقوة لي، وكنت أسعله في كل مرة تسكبه فيها بفمي. تحول ذلك تدريجيًا إلى حالة مزمنة حيث أبصق أي دواء أتناوله."
أصبح الضوء في عيون يان شياو هان باردًا عند سماع هذا. "ألم يكتشف أحد في منزلك ذلك؟" سأل بهدوء.
عبس فو شين قليلًا. "كان والدي على الحدود آنذاك ولم يعد إلى المنزل لسنوات، ولم يهتم أحد آخر. في وقت لاحق، شعر عمي الثاني أن هناك خطأ ما وأرسل شخصًا يراقب سرًا تلك الممرضة عن كثب. عندها فقط تم إنقاذي من يديها. ليس الأمر أنني غير قادر على شربه،" اعترف، بينما أخرج نفخة من الهواء. "إنه يزعجني، ولا أريد ذلك."
تخللت الأحاسيس الدافئة معصميه. مارس يان شياو هان فنون الدفاع عن النفس ولم تكن أصابعه ناعمة، ولكن القوة المعتدلة التي دلك بها معصميه كانت تشعره بالراحة. مع هذا الدفء، كان فو شين مستعدًا الآن، وأخبر نفسه عقليًا أن التهرب لم يعد حلًا وبعد فترة وجيزة إنحنى للوصول إلى الوعاء.
لدهشته، ذهب يان شياوهان ضد التيار ودفعه مرة أخرى إلى مكانه.
رفع عينيه لإعطائه نظرة متسائلة. يان شياو هان الذي كان جالسًا سابقًا على ذلك الكرسي المستدير الذي يواجه السرير، كان يمسك الآن بالدواء الذي تم وضعه على الجانب، نهض، وجلس على حافة السرير بحيث كان لا يزال يواجه فو شين، ثم إتكئ على حافة السرير. قال: "سيكون هذا آخر وعاء. غدا سآمر شين يي سي بتحويل الدواء إلى الأقراص."
رد فو شين، لكن فقط في عقله: 'الأقراص مجرد أقراص. لماذا تجلس بجواري بهذا الشكل؟'
ابتسم يان شياو هان، وكانت لهجته تحمل إحراجًا غير واضح. "ربما لا تتذكر... ولكن عندما كنت في حالة هذيان قبل بضعة أيام، كنت تستطيع شرب هذا بشكل جيد."
"أوه؟"
"لقد أطعمتك بنفسي."
"!!!"
هل كان ذلك هذيانًا حقًا؟ لماذا بدا الأمر أشبه بفقدان الذاكرة؟
"مالذي تفكر في القيام به؟" كان فو شين في حالة تأهب. "إجباري؟ ألا تريد الحفاظ على هذه الغرفة سليمة؟"
لم يستطع يان شياو هان إلا أن يبتسم. "إهدئ، لن أجبرك."
تراجع فو شين قليلًا إلى الوراء، لم يستطع أن يثق به تمامًا. قال يان شياو هان: "استدر، ضع ظهرك في مواجهتي."
أطاع فو شين كلماته واستدار، كان جالسًا بشكل مستقيم على السرير. مد يان شياوهان يده ووضعها على كتفه، ثم قام بدفعه للوراء برفق، حتى سقط فو شين بين ذراعيه وجهه مواجه للسقف.
لأنه كان يستعد للذهاب إلى الفراش، قام بخلع الطبقة الخارجية من أردية ملابسه ولم يرتدي سوى طبقة داخلية رقيقة جدًا من الحرير الأبيض. كان شعره فضفاضًا. من خلال تلك الطبقة من القماش، كان يمكن أن يشعر بالجسم الدافئ والمتين الذي يضغط على ظهره. سمع تنفس الآخر بشكلٍ واضح، ولم تتمكن رائحة الدواء اللاذعة من التغلب على رائحة العطر الخافت من عود النسر العالقة على رقبة يان شياو هان.
كافح فو شين كما لو أنه قم تم الدوس على ذيله. "يان شياو هان! هل سئمت من حياتك؟!"
"إهدأ لا تتحرك كثيرًا." اسند يان شياو هان ظهره على اللوح الأمامي، وكتفه الأيسر وصدره يدعمان جسد فو شين في وضعية تشبه الإستلقاء. يده اليسرى كانت تمسك الوعاء واليمنى تمسك الملعقة، أحاط فو شين بأمان بين ذراعيه باستخدام القليل من الجهد. أحنى رأسه، وذقنه لامس جبين الآخر. "هل ترى، الآن؟ هكذا أطعمتك حينها. أنا لا أستغلك. من يستغل شخصًا مريضًا على أي حال؟"
تذكر فو شين كل شيء.
أثناء كون وعيه مشوشًا بسبب الحمى المرتفعة والتي لم تكن تهدأ، كان هناك بالفعل شخص إحتضنه مرارًا وتكرارًا، ونفخ على الحساء الطبي ليبرد، وأطعمه إياه رشفة بعد الأخرى. لقد قاوم أيضًا في ذلك الوقت، لكن ذلك الشخص كان لطيفًا وصبورًا، ولم تكن تصرفاته تشبه تصرفات تلك الممرضة الخشنة في ذاكرته. كان يطلب منه بصوت هادئ، ثم يضع ملعقة الخزف على شفتيه برفق، وبعد الإنتهاء من إطعامه للدواء، كان يقدم له ملعقة من الماء المحلى بنكهة خفيفة.
لم يبدو شرب ثلاث أوعية من الدواء المر في اليوم أمرًا صعبًا في ذلك الوقت.
إكتسب يان شياو هان المهارة بسبب الممارسة، لذلك إتخذ وضعية أكثر راحة. "قد تنجح هذه المحاولة وقد لا تنجح، ولكنها ستكون هذه هي المرة الأخيرة، لذا هيا، إفتح فمك."
لأول مرة في حياته أراد فو شين العثور على مكان للاختباء فيه، لكنه كان محاصرًا داخل ذلك الحضن بين ذراعي الآخر. وصلت ملعقة الدواء إلى شفتيه، كانت الحركة خفيفة ودون عجلة إنتظره بصبر ودون شكوى ليفتح شفتيه. فجأة، بدا وكأن شخصًا آخر قد سيطر على وعيه، حيث تحرك جسده وفقًا لذكرياته، دون إنتظار عقله ليتدخل ويوقفه.
عندما تدفقت الجرعة الأولى من الدواء إلى حلقه، سمع يان شياو هان الذي كان فوقه يضحك بجانبه، كما لو كان عاجزًا تمامًا عن فعل أي شيء آخر سوى التنازل لأجله. "السيد الشاب الأكبر أنت دائمًا ما تقول هذا وذاك، ومع ذلك لا تزال بحاجة إلى شخص ليسندك..."
قام فو شين بدفعه كما لو كان غاضبًا، ولكنه لم يستخدم سوى القليل من القوة، لم تختلف حركته عن كونها نوعًا من الرفض الفارغ. لم يكن يمكن إعتبار ذلك دفعًا حتى.
ما الذي كان يحدث مع هذا السيد الشاب؟
لم يقع بين يديك بعد.
كان مستعدًا للتعاون، وسرعان ما أصبح قاع الوعاء واضحًا. كانت تصرفات فو شين كتصرفات الأمراء، يشرب بصوت منخفض دون رفع جفنيه. أمسك يان شياو هان بذراعه اليسرى، والتقط كوب الشاي باليد الأخرى ورفعه إلى فمه. شرب فو شين من يده، ثم ظهر عبوس على وجهه. "ليس حلوًا"
"أنت صعب الإرضاء للغاية." سحب يان شياو هان يده إلى الوراء ووضع الكأس حيث كان من قبل، تحدث بصوت منخفض. "لقد انتهيت للتو من شرب الدواء. من الطبيعي أن يصعب عليك تمييز مذاق أي شيء آخر تتذوقه."
ضحك فو شين ولكن لأنه كان محشورًا بين ذراعي يان شياو هان بدا ذلك الصوت كـ 'همفف' بدلًا من الضحك.
كان يان شياو هان على وشك وضع فو شين مرة أخرى على السرير عندما إستدار الرجل الذي يحمله بشكل غير متوقع على جانبه، وذراعاه الطويلتان إمتدتا لمعانقة خصره ووضع رأسه على تجويف كتفه. في هذا الوضع الحميمي والغير متوقع، كانت عينا فو شين مغلقتين أثناء نومه بعمق.
هدأ يان شياو هان للحظة.
تألق ضوء الشموع الأحمر، مما أضاء عينيه العميقة حين إنعكس عليهما الضوء.
ما تعنيه هذه اللحظة هو شيء كان كلاهما على دراية جيدة به، ولا يحتاجان إلى أي تفسير.
—لقد تم إغراءه.
بعد شهر واحد.
كانت هناك عربة متوقفة خارج البوابة الخلفية لعقار يان. لم يكن لدى فو شين أي رغبة في جذب إنتباه غير مرغوب حول رحلته هذه، لذلك لم يخرج عبر البوابة الرئيسية، وارتدى ملابس بسيطة مع عدد قليل فقط من الحراس المرافقين له. وضع شياو شون فو شين على ظهره ثم في العربة، ووضع الكرسي المتحرك في الخلف. "جنرال، ألن يأتي السيد يان لرؤيتك؟" سأله بعفوة مزيفة.
أعاد ذلك السؤال الحمل الثقيل في قلب فو شين إلى الحياة، وظهر بريق خافت في عينيه، لكنه أغلقهما ببساطة بعد ذلك، ثم رد بنبرة لامبالاية، "لا حاجة له إلى ذلك. هل إنتهينا من حزم أمتعتنا؟ لننطلق."
كان شياو شون من النوع اليقظ والذي يركز بدقة على أدق التفاصيل لاحظ أن الجنرال لم يكن على طبيعته ولم يعنِ ذلك أنه كان أمرًا سيئًا، بل كان هناك شيء غريب بعض الشيء. بدا أن جنراله ليس مقربًا من السيد يان ولكن في الوقت ذاته لم يرَ الإثنان يتصرفان مع بعضهما كغرباء.
ومع ذلك، كانت هذه كلمات لم يجرؤ على قولها في الواقع، فقط أبقاها في عقله، ولم يجرؤ على محاولة الوصول إلى حقيقة الأمر من خلال سؤال فو شين حول ذلك. صعد شياو شون حصانه وأحكم يده على زمامه، ثم تحرك. وهكذا بدأت عربة فو شين في التحرك بعد فترة وجيزة. شاهد الخدم الموجودين في عقار يان مغادرتهم حتى أصبحوا بعيدين جدًا بحيث لم يتمكنوا من رؤيتهم بعد الآن، ثم عادوا إلى الداخل وأغلقوا البوابة الخلفية مرة أخرى.
عندما تجاوزت المجموعة بوابات المدينة بمسافة بسيطة سمعوا فجأة صدى خطوات حوافر حصان تضرب على الأرض بقوة وسرعة قادمة من خلفهم، حيث إقترب فارس على حصانه بسرعة كبيرة، قام شياو شون بسحب زمام حصانه ليوقفه واستدار لرؤية الفارس وسرعان ما تمكن من تمييز الزي الرسمي لحرس التنين الطائر من تلك المسافة، وشعر بألم في رأسه بسبب ذلك تمتم لنفسه، 'مالذي كان يفعله طوال هذا الوقت؟ ألم يقل الجنرال بأنه لاحاجة لمجيئة؟'
كانت عيون فو شين مغلقة أثناء حصوله على بعض الراحة على متن العربة، وكان على وشك النوم عندما شعر أن العربة بدأت بالتوقف تدريجيًا. "تشونغ شان؟" سأل بهدوء، ولم يفتح عينيه.
في اللحظة التالية إرتفعت ستارة العربة، وظهر شخص مشع ترافقه خيوط ضوء النهار، شعر فو شين بإنزعاج طفيف عندما فتح عينيه، "لماذا أنت هنا؟"
قال يان شياوهان بدفئ: "علي المجيء لرؤيتك قبل أن تغادر. لن أشعر بالراحة إذا لم أفعل."
كان هناك بعض من الإحراج بينهما في هذا الوقت والذي نشأ في تلك الليلة. لقد تغيرت وجهات نظرهما، وكلاهما كان بحاجة إلى وقت للتفكير في الأمور. وهذه المسافة قد تسببت بزيادة الحرج بينهما، ولكن لم يكن ذلك سيئًا جدًا.
كانا يعلمان بالفعل ما ينتظرهما في المستقبل ولكن الواقع لم يتناسب مع التوقعات، ومع ذلك لم يكن الوضع الحالي أسوء من أسوء نتيجة محتملة، 'عندما يكون المرء في القاع فإلى أين يمكنه الإتجاه سوى محاولة الوصول إلى الأعلى'.
و'الأعلى' بالنسبة لهما كان أن يسمحا لأحلامهما الوردية بأن تكبر، حتى يعبرا عن إمتنانهما للإمبراطور يوانتاي على حكمته ومنحه إياهم خيوطًا إلهية من القدر الجيد.
كان قلب فو شين قد خفق بالفعل عند رؤيته، لكنه تحكم في ملامحه. والسبب الحقيقي لفعله ذلك هو أن هناك آذان الإمبراطور كانوا في كل مكان، وعلى الرغم من أنهما كانا داخل العربة، إلا أن كيفية تصرفهما تجاه بعضهما البعض كانت لا يمكن أن تتجاوز الخط الرفيع جدًا. قال بلا مبالاة: "عدد المرات التي قطع فيها هذا الماركيز المسافة بين شمال شين جيانغ والعاصمة يتراوح بين ثمانين إلى مائة مرة. ماذا يوجد هناك لكي لا تكون مرتاحا؟ ارجع، الآن. أنت تعمل كمسؤول حكومي، لا يمكنك التسكع لفترة طويلة في الخارج."
أجاب يان شياوهان: "سنفترق اليوم، وفي العام المقبل سنلتقي مرة أخرى. آمل أن تلتزم بقواعد عقد الزفاف يا ماركيز، وألا تدير ظهرك لما وعدت به سابقًا."
شعر شياو شون بالبرد يسري في عموده الفقري وهو يستمع من خارج نافذة العربة. فكر، 'السيد يان ليس غبيًا على الإطلاق وهو يعلم أن الماركيز غير راضٍ عن هذا الزواج لماذا يصر على الضرب على أعصابه؟'
في الداخل، قام يان شياو هان فجأة بسحب فو شين ليضمه إلى جسده في عناق قوي، وخفض رأسه حتى كان بجوار أذنه مباشرة. همس: "يجب أن تكون حذرًا جدًا عند الخروج، المناخ بارد في الشمال، لذا اعتني بنفسك جيدًا. لا تجعلني أقلق عليك."
أعطى فو شين ضحكة نادرة وناعمة، وضع يده على ظهره، حيث كان قلبه. "لديك قلب رجل نبيل."
أصبح عناقهما دافئًا، تلامست رؤوسهم وانسجمت نبضات قلوبهم. ضغط فو شين بخفة على جانب وجهه على وجه الآخر بأقصى قدر من الرقة، وشعر وكأنه أنه يفهم لأول مرة في حياته ما أطلقوا عليه 'بالحنان اللطيف كالجدول، ويوم الزفاف الذي يشبه الحلم'.
توضيح: هذه العبارة هي إستعارة دالة على الإرتباط العميق.
بعد أن إحتضنا بعضهما لوقت طويل، قام فو شين بدفع يان شياو هان، وقام بترتيب ياقته التي تجعدت، وأشار له بالنزول، معبرًا في الوقت نفسه عن وداع بطريقة متعجرفة وعدوانية للغاية. "لا تتردد في الشعور بالراحة يا سيد يان. في مهرجان الزهور القادم، سيأتي هذا الماركيز شخصيًا إلى بابك ويرافقك إلى الحفل مع موكب مهرك الطويل لمسافة عشرة لي. لن أدير ظهري فأنا رجل نبيل!"
توضيح: في التقاليد الصينية العروس هي من تدفع المهر والعريس يذهب لأخذها من منزل أسرتها.
يان شياوهان: "......"
كل شخص آخر: "......"
تحسس شياو شون سرًا السيف المعلق عند خصره، وكان على استعداد لإخراجه والاندفاع لحماية فو شين عند أول علامة على قتال محتمل. لم يستطع مطلقًا السماح بأن يتم قتل الماركيز بسبب فخره.
بعد يومين، دخلت العربة حدود محافظة يان.
أصبحت المناظر حولهم مألوفة أكثر فأكثر. بصرف النظر عن الأشجار الميتة وبطانية الثلج، كان كل شيء مطابقًا لليوم الخريفي الذي غادروا فيه. ولد فو شين في العاصمة، لكنه نشأ في الشمال، وكانت المحافظة تعتبر وطنًا ثانيًا بالنسبة له. جعله المنظر المألوف يسترخي تلقائيًا، حتى أنه أعطى اهتمامًا بالنظر من النافذة الصغيرة للعربة إلى المشاة الذين يمرون.
استمروا بالسير في الطريق التجاري، مروا بالبلدات والقرى والمدن من جميع الأحجام على طريقهم. في الليل، توقفت المجموعة في مدينة اللوتس الواسعة للإستراحة. أثناء مرورهم عبر زقاق، شم فو شين رائحة الكحول الحلوة واللذيذة، مما حثه على تجاوز حدود اللياقة ااتي كان يلتزم بها. أمر شياو شون بالعودة إستعدادًا للدخول والتحقق من الأمر.
كان شياو شون يحاول بجد إيقافه، ووجهه يعبر عن المعاناة. "سيدي، لا يمكنك شرب الكحول! سنلتقي بالطبيب 'دو' فور عودتنا!"
لم يكن فو شين يهتم. "استرخ. لن يرى شيئًا بعد هضم كل شيء."
"السيد يان أيضًا لن يسمح لك بشربها!"
تجمدت ابتسامة فو شين.
نظر إلى شياو شون بطريقة تعبر عن خيبة أمله المطلقة فيه. "إلى جانب من أنت؟ ألا يمكنك التمييز؟ شمال يان هو مجال سيطرة هذا الماركيز. كيف سيصل تأثير يان شياو هان إليها؟ همم؟ من الأفضل أن يحكم كل واحد منكم أن إغلاق فمه. إن تم تسريب حتى نصف كلمة سأستجوبكم جميعًا حولها!"
لم يستطع شياو شون منع نفسه من الرد. "عيون وآذان حرس التنين الطائر حادة جدًا، لذلك لن يكون من المستبعد أن يكتشف ذلك؟"
في لحظة إرتفع غضب فو شين.
"تشونغ شان. ما زلت يافعًا، ولا تفهم الشر في قلوب الناس، المنافسة بين هذا الماركيز ويان شياو هان، ليست فقط لإثبات من هو الأفضل بيننا؛ بل هي منافسة بين جيش يان الشمالي وحرس التنين الطائر بشكل أكبر. إذا كنت لا أزال خائفًا سيطرته في منطقة خارج العاصمة، فأنا لست بحاجة حتى إلى عبور العتبة، لأنني بالفعل تحت رحمة زوجتي! أخبرني، كيف سيتمكن إخوتنا في الجيش من رفع رؤوسهم عاليًا والوقوف بشموخ في مواجهة حرس التنين الطائر؟"
فكر شياو شون وهو يستمع، وجد أن هناك بعض المنطق في ما قاله فو شين. تمتم: "أنت حكيم جدًا يا ماركيز".
كان ماركيز جينغ نينغ الذي لا يقهر و'الجامح' قد أنهى خداعه لذلك الصبي الأحمق، وحرك كرسيه المتحرك بإتجاه الزقاق بضمير مرتاح.
كان متجر الخمور يقع في عمق الزقاق، ولم يكن كبيرًا جدًا، حيث كان يحتوي فقط على أربع طاولات مع مقاعدها وطاولة محاسبة واحدة. كانت السيدة التي تبيع الكحول مشغولة في الوقت الحالي بشيء ما. اختار فو شين طاولة أكثر الطاولات إتساعًا، وطرق برفق على سطحها. مرحبًا، ما نوع النبيذ الذي لديكم هنا؟" سأل بصوت مرتفع.
نظرت المرأة خلف المنضدة إلى الأعلى وأوقفت عملها وكانت على وشك التحدث عندما نظرت جيدًا إلى مظهره. كان الأمر كما لو أنها ضربتها صاعقة، تجمدت في مكانها...
بعد أن لم يتلقى فو شين أي رد، رفع رأسه للنظر، واصطم بوجهها المتفاجئ.
للحظة، ارتفع شعور لا يوصف بالألفة في قلبه. "أنتِ..."
"أنت..."
تحدثا في ذات الوقت. صمت فو شين للحظة لذلك ارتجفت السيدة أثناء سؤالها. "سيدي الشاب، هل ... لقبك هو فو؟"
كانت هناك دموع في ابتسامتها وسعادة في صدمتها، كانت النظرة التي كانت على وجهها توضح أنها حائرة ولا تدري مالذي عليها فعله، ولم يكن هناك أي نوع من الخبث في عينيها. تعرفت على هويته ولكنه لم يكن يحاول إخفاءها في المقام الأول.
في اللحظة التالية، خرجت المرأة على عجل من وراء المنضدة وانحنت له. "لقد عانت هذه المتواضعة لفترة طويلة وتم إنقاذها من قبلك، وبالكاد تمكنت من النجاة من الخطر المميت. لابد وأن الآلهة في السماوات قد منحتني هذه النعمة لأقابل مخلصي مرة أخرى اليوم، من فضلك أقبل تواضعي لأجلك!"
لم يتمكن فو شين من تذكر من تكون بعد لذا سأل. "سيدتي، هل يمكنني أن أسألك عن لقبك؟"
كانت الدموع تسقط من عينيها بالفعل. قالت: "مقاطعة هوانرين، جبل الجوهر، عند قرية الأوركيد المخفية، في قضية القبض على الدوق جين ظلمًا منذ سبع سنوات..."
ضيق فو شين عينيه كما لو كان قد تلقى ضربة قوية على رأسه، وفقد وجهه لونه. نادرًا ما كانت هناك أوقات فقد فيها ضبط نفسه. "أنتِ... تساي يو؟" سأل بصدمة.
كان هذا الاسم كإعصار مزق سنواتٍ عديدة من العناد والهوس. ارتفعت مئات الذكريات نحو السماء، غمرته تلك الذكريات وأعادته إلى ذكريات من الفرح والحزن الحياة والموت، طفى بعضها بخفة والبعض الآخر غرق في أعماق وعيه، دفعته إلى جزء من ماض قديم لم يجرؤ على تذكره ولم يرغب حتى في إستحضاره.
كانت تلك هي المرة الأولى في فترة مراهقته المبكرة التي سحقه فيها شخص ما حقًا تحت قدميه.
- كانت تلك أيضًا العقدة المحكمة بينه وبين يان شياو هان التي لم يتم فكها حتى هذا اليوم.
تعليقات: (0) إضافة تعليق