القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch68 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري

Ch68 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري




حين أفاق غو لانغ، شعر بثقل في رأسه، 

كما لو أن بقايا خمر الليلة الماضية لم تغادر جسده بعد


نهض من ااسرير رافعًا البطانية ، 

ونظر حوله فلم يجد في الغرفة أحد ، 

نادى بصوت خافت ، وكأن النداء خرج من عمق قلبه :


“ مورونغ…”


دُفِعَ باب الغرفة برفق، ودخل الخصي تشين بابتسامته المعتادة ، 

وخلفه شاب خصيّ يحمل وعاء ماء


قال الحصي تشين :

“ استيقظت السيد غو؟ سمو الأمير في قاعة الدراسة 

الإمبراطورية ، هل تأمر بإرسال من يُناديه ؟”


سارع غو لانغ بالرد، متظاهرًا بالهدوء:

“ لا حاجة، لا بأس .”


أخذ المنديل من يد الخصي الصغير ، 

وشعر بحرارة تتسلل إلى وجهه ، 

خشي أن يسخر منه الخصي تشين لأنه ما إن استيقظ حتى 

بدأ يبحث عن ولي العهد


غادر الخصي تشين لينقل أمر الإفطار ، 

وبينما غو لانغ يمسح وجهه سمع صوت وو ليو يعلو بتوتر خارج الباب :

“ الخصي تشين إلى متى سيظل جلالته يُجبر سمو الأمير على الركوع؟ 

لدي أمرٌ عاجل… ماذا ؟ لمَا تُسكتني ؟”


غو لانغ: “……"


—————-


مورونغ يان جاثي أمام قاعة الدراسة الإمبراطورية، 

يشعر بحرّ الشمس وقد بدأ يلسع وجهه، 

راودته فكرة أن يسأل والده الإمبراطور

' أما كان من الأفضل أن أعود لأركع بعد غروب الشمس ؟ '


وفجأة ، شعر بحركة خلفه ، 

استدار ليرى من القادم ، فرأى غو لانغ


مورونغ يان: “…”

{ الخصي تشين ، ألم أقل لك ألّا تخبره ؟ }


تقدم غو لانغ بصمت ، 

وأخرج وسادة صغيرة من خلفه ، ناولها له


ابتسم مورونغ يان وقال وهو يجذبه إليه:

“ يا لك من مطيع… بتَ تعرف كيف تُشفق على زوجك .”


قال غو لانغ، وقد بدا عليه بعض الارتباك :

“ الوسادة… من الخصي تشين .”


وضع مورونغ يان الوسادة تحت ركبتيه، 

وقال بنبرة ذات مغزى:

“ آه… فهمت "


لم يُجبه غو لانغ ، بل سار إلى جانبه وجثا أرضًا إلى جواره


تفاجأ مورونغ يان للحظة ، ثم ابتسم وسحب الوسادة من 

تحت ركبتيه ليقدمها إليه:

“ إذاً، اجعلها لك "


هز غو لانغ رأسه وقال بهدوء:

“ لا حاجة لي بها .”


ردّ عليه مورونغ يان بجديّة :

“ لا يمكن ، 

إن لم تضعها ستؤلمك ركبتيك .”


غو لانغ بإصرار:

“ لا بأس…”


لكن مورونغ يان أصرّ:

“ قلت ضعها…”


وفجأة ، دوى صوت الإمبراطور من داخل قاعة الدراسة ، غاضبًا:

“ اطردوا ذلك العاق ! لا تتركوه يُحرجني أكثر !”


و خرج شاب خصيّ مسرع يخبر مورونغ يان:

“ سمو الأمير ، جلالته يأمركم بالعودة .”


ردّ مورونغ يان بصوت عالي :

“ شكرًا لوالدي الإمبراطور !”

ثم جلس على الأرض دون تردد


نظر إليه غو لانغ مستغربًا:

“…ما الأمر؟”


فردّ مورونغ يان ببساطة:

“ رجلاي تخدرتا ، دعني أستريح قليلاً .”


عبس غو لانغ بحاجبيه واقترب منه ليبدأ بتدليك ساقيه


نظر إليه مورونغ يان، مستلقٍ تحت ضوء الشمس، 

ملامحه متألقة ، و مركز بتدليك رجليه بحنان


سأله غو لانغ، وهو يرفع رأسه :

“ كيف الآن؟ هل ما زالت مخدّرة ؟”


حرّك مورونغ يان ساقه قليلًا :

“ ارفع يدك قليلاً للأعلى .”


امتدت يد غو لانغ ببطء إلى أعلى فخذ مورونغ يان، 

وسأل بصوت خافت:

“ هنا ؟”


رد مورونغ يان بنبرة دلال :

“ أعلى قليلاً بعد "


مدّ غو لانغ يده إلى أعلى قليلًا ، وسأل بنبرة مترددة:

“ هنا ؟”


ردّ مورونغ يان، وصوته منخفض كمن يتلذذ باللعب:

“ أعلى قليلاً .”


غو لانغ: “…”

{ أعلى؟ إن ارتفعت أكثر ، فذلك سيكون… }


وفجأة ، ضغط غو لانغ بقوة على فخذه


تآوه مورونغ يان بألم مفاجئ:

“ آخ…!”


غو لانغ، ببرود:

“هل ما زالت مخدّرة؟”


أجاب مورونغ يان بسرعة، وهو يمسك بساقه:

“ لا… لا، لم تعد كذلك!”


التقط غو لانغ الوسادة ونهض غاضبًا ، وانطلق مبتعدًا


سارع مورونغ يان باللحاق به، وهو يشتكي:

“ لماذا ضغطت بهذه القوّة ؟! ساقي ستتورم !”


غو لانغ بنفاذ صبر:

“ومن قال لك أن… نحن في قاعة الدراسة الإمبراطورية !”


كأنه أدرك مورونغ يان فجأة، وابتسم بمكر:

“ آه، يعني… لو عدنا إلى قصرنا ، فلا بأس، أليس كذلك ؟”


غو لانغ: “ لا ! ”


لكن مورونغ يان تظاهر بعدم السمع، 

ووضع ذراعه حول خصره وهمس في أذنه:

“ إذن فلنُسرع ، عد معي إلى الغرفة … 

لترى إن كانت قد تورمت أم لا…”


غو لانغ: “…”


—————————————


رُوان نيان جالس على السرير، 

يحاول تذكّر كيف عاد إلى المنزل الليلة الماضية


كل ما يذكره أنه التقى بالأمير وحبيبه في المطعم، 

و دعاهما الأمير إلى الشراب، 

وتحدث عن تلك المرأة قاطعة الطريق التي كانت تنوي 

الزواج من تشو فِنغيون


غضب رُوان نيان، فشرب الكأس تلو الأخرى، 


{ ثم… 

ثم يبدو أن تشو فِنغيون حملني على كتفه…


ثم ماذا ؟ }



حاول تذكّر الأمر… لكنه لم يستطع استعادة شيء


نزل من السرير وفتح باب الغرفة، 

فرأى تشو فِنغيون يغسل وجهه في الفناء


التفت الأخر عند سماعه الصوت


لاحظ رُوان نيان أن شفتَي تشو فِنغيون متشققتان ومتورمة 

بعض الشيء، فسأله بدهشة:

“ أنت… ما الذي حدث لفمك ؟”


ردّ تشو فِنغيون بابتسامة خفيفة :

“ ألا تتذكر شيئ ؟”


هزّ رُوان نيان رأسه بنفيٍ صامت


توقّف تشو فِنغيون لحظة ، ثم قال بهدوء:

“ أنت من عضّني .”


: “ ماذا… ماذا ؟!” 

بدت الدهشة على وجه رُوان نيان، وتلعثم وهو يردّد:

“ أنا… أنا عضضتك ؟!”


أومأ تشو فِنغيون برأسه:

“ نعم .”


قال رُوان نيان في حيرة :

“ لِـ… لماذا كنت سأفعل ذلك ؟”


لم يُجبه تشو فِنغيون، 

بل وضع المنديل جانبًا وتابع سيره خارجًا من الفناء وهو يقول:

“ فكر بالأمر بنفسك .”


رُوان نيان: “…”

{ لو كنت أتذكر ، هل كنت سأحتاج أن أسألك ؟! }


نظر إليه وهو يبتعد ، 

ثم تذكّر فجأة الدعوة التي وصلتهم بالأمس من قصر الوزير شو ، فصاح على عجل :

“ إلى أين تذهب ؟! 

هل ستذهب في النزهة مع الآنسة شو ؟!”


استدار تشو فِنغيون :

“ هل تريدني أن أذهب ؟”


عقد رُوان نيان أصابعه بقلق في كمّه ، وسأل بنبرة خافتة:

“ هل ستستمع إليّ إن قلت لا ؟”


أعاد عليه تشو فِنغيون السؤال :

“ هل تريدني أن أذهب ؟”


هزّ رُوان نيان رأسه ، وصوته يكاد لا يُسمع:

“ لا أريد…”


لكن تشو فِنغيون تابع سيره نحو الخارج


رُوان نيان بسرعة :

“ ألم تقل إنك لن تذهب ؟!”


فردّ تشو فِنغيون وهو يبتعد:

“ ذاهب لأتفقد إن كان الفطور جاهز ”


رُوان نيان: “…آووه ”


—————————————



منذ أن أعلن ولي العهد عن الأمر جهراً في المحكمة ، 

ساد البلاط صدمة عارمة ، 

وبدأت المذكرات والتقارير تتوالى إلى القصر كل يوم


لطالما سرت إشاعات عن ميول ولي العهد إلى

' حب الرجال '، 

إلا أن لا أحد أجزم بصدقها


بل إن كثيرين كانوا يغضّون الطرف عن وجود شخص يقيم 

معه في الجناح الشرقي، 

إذ أن قصص ملوك يعشقون الفتيان لم تكن نادرة في التاريخ


لكن أن يُجاهر بذلك علنًا ، 

ويطرحه في مجلس الدولة الرسمي ، 

بل ويُعلن عزمه على تنصيب ذلك الرجل أميرة لولي العهد ؟!


لقد كان ذلك في نظر رجال الدولة أمرًا مزلزلًا


“ ما هذا الفجور؟! ما هذه الفضيحة ؟!”


ومن ثم، وبقيادة وزير الطقوس، 

شرع كبار المسؤولين كل يوم في إلقاء خطب حماسية، 

يحثون فيها ولي العهد على العودة إلى الطريق السليم


بل إنهم ذهبوا إلى أبعد من ذلك، 

محاولين بكل وسيلة معرفة من هو ذلك عديم الحياء الذي 

أغوى ولي العهد وضلّله، 

و مفسدًا أخلاق الوريث الشرعي للإمبراطورية 


لكن الوزير ليلة الواقعة لم يتمكن من رؤية وجه ذلك الشخص، 

وأهل القصر الشرقي لزموا الصمت التام، 

لا أحد يجرؤ على التفوّه بشيء، 

مخافة أن يغضب ولي العهد ويأمر بجلده معلقًا


الإمبراطور ، غارق بين كومات المذكرات والشكاوى ، 

فقد صبره ، فأمر بأن تُجمع كلها وتُرسل إلى القصر الشرقي، 

ليقرأها ولي العهد بنفسه ، 

لعلّه يدرك فداحة ما اقترفه


أما ولي العهد ، فقد قرأها بجدية تامة ، 

وأثنى ببرود على أسلوب الوزير لين من وزارة الطقوس قائلاً:

“ قلمه جريء ، وأسلوبه بليغ فعلاً .”


بعد أيام ، لاحظ مورونغ يان أمرًا غريب … 

الوزير لين لم يعد يقدّم مذكرات جديدة


سأل مورونغ يان، وهو يتصفّح الأوراق أمامه:

“ ما بال الوزير لين؟ 

أليس من عادته أن يعظني كل صباح ؟”


أجابه الخصي تشين :

“ يبدو أنه مشغول البال بأمر يخص ابنه "


رفع مورونغ يان حاجبيه :

“ ابنه؟ ماذا حدث له؟”


الخصي تشين :

“ يُقال إنه عقد وعدًا مدى الحياة مع ابن وزير العدل . 

الوزير لين غضب غضبًا شديدًا ، 

والاثنان لا يزالان راكعين في فناء عائلة لين حتى هذه اللحظة .”


سكت مورونغ يان للحظة ، ثم قال ساخرًا :

“…أشكرك يا ابن الوزير ~~ "

ثم أضاف وهو يتنهّد:

“ما قصة هؤلاء الآباء؟ 

لماذا يصرّ كل منهم على جعل ابنه يركع ؟!”


يتبع


للتذكير قد جابت سيرتهم شو جينغ إر في الفصل 63 😂💔


(( شو جينغ إر: “ وماذا عن ابن وزير العدل؟ 

هو أيضاً تدرب على القتال ، وكان ينوي الذهاب إلى الحدود 

الشمالية كجندي…” توقفت فجأة ، 

ثم بحماس أضافت: “ سمعت أنه لم يذهب إلى الحدود 

لأنه مرتبط بابن وزير الطقوسلا، هذا يجب ألا نفكر فيهما ،  )))

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي