القائمة الرئيسية

الصفحات

آخر الاخبار

Ch67 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري

 Ch67 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري



تجمّد الإمبراطور في مكانه للحظة، 

ثم أخرج بصمت ساق الضأن المشوي من خلف ظهره وقال:

“ لم أتناول سوى قضمة واحدة فهل كان يستحق كل هذا 

الغضب منك ؟ 

أتقول مثل هذا الكلام المجنون من أجل ذلك؟…”


مورونغ يان: “…جلالتك لم أكن أمزح "


لكن الإمبراطور لم يصدقه ، وقال وهو يحاول التبرير :

“ حسنًا ، لن آكلها مجددًا… أنت فقط …. "


: “ جلالتك ، لستُ أمازح وأعبث "


أمسك مورونغ يان بيد غو لانغ، 

وكفه لامس كف الآخر ، و بصوت ثابت :

“ هو حبيب قلبي ، ورفيق عمري ، 

و لن أفارقه حتى المشيب .”


نظر إليه غو لانغ بشيء من الدهشة، 

ثم شدّ قبضته على يد يان


ظلّ الإمبراطور ممسكًا بساق الضأن، متحيرًا، ثم سأل متردّدًا:

“ أأنت جاد ؟”


مورونغ يان: “ نعم، بكل جدّية "


في اللحظة التالية ، سقط ساق الضأن أرضًا بصوت — طاخ


وبدت أصداء تحطّم الأشياء تدوي من داخل قاعة المكتب الإمبراطوري ، 

مختلطة بصوت الإمبراطور الغاضب يتنفس بصعوبة ويصرخ:

“ أيها العاق ! 

أتريد قتلي من الغيظ ؟! 

سأضربك حتى … "


ركض مورونغ يان ممسكًا بغو لانغ خارجًا من قاعة المكتب ، 

وجهه متسخ بآثار سوداء ، لقد تطاير عليه بعض الحبر


رفع غو لانغ كمّه ، وبدأ يمسح وجهه به، ثم قال بقلق:

“ جلالته يبدو غاضبًا جدًا…”


فأجاب مورونغ يان بلا مبالاة:

“ لا بأس ، حين يهدأ سيفهم "


غو لانغ: “ لكن …"


قاطعه مورونغ يان وهو ينظر إلى السماء التي بدأت تظلم:

“ فقط لا يمكننا تناول العشاء معه الآن… 

هيا، زوجك سيأخذك إلى الخارج للعشاء، ما الذي تشتهيه ؟”


غو لانغ: “……”


———


ذهبا إلى أكثر الحانات ازدحامًا في العاصمة، 

ووجدا طاولتهما المعتادة، 

ثم طلبا إبريق من خمر ' ابنة الربيع ' وهي من الخمور المعتقة


لكن غو لانغ بدا شاردًا ومكتئب ، 

حتى إن نكهة الخمر العتيق لم تعد تثير لديه أي إحساس…


نظر إليه مورونغ يان، وفجأة أخرج من جيبه خمس من 

الفضة ، ووضعها في يد غو لانغ


رمش غو لانغ بعينين حائرة :

“ ما هذا ؟”


مورونغ يان:

“ ألستَ من قال أنني تدينت منك خمس من الفضة ولم أُعدها ؟”


عندها فقط تذكّر غو لانغ ما قاله سابقًا ، 

فسارع للقول:

“ لم أكن أريدك أن تُعيدها فعلًا ، كنت فقط .."


: “ كنت فقط تريدني أن أعود ، أليس كذلك؟”

قال مورونغ يان وهو يمرر طرف إصبعه على جانب وجهه ، 

و صوته دافئ : 

“ والآن وقد عدت ، فلن أرحل ثانيةً ، فلا تقلق "


انسابت حرارة لمسة إصبعه على بشرته ، 

كما لو أنها انحدرت من وجهه إلى عنقه ، 

واستقرت في قلبه ، 

فارتعشت رموش غو لانغ الطويلة ، 

وارتسمت ابتسامة ناعمة على شفتيه وهو يهمس:

“ حسنًا "


شعر مورونغ يان بوخز حنين في قلبه ، 

وكان على وشك أن يقترب منه ، 

حينها سمع فجأة صوت مألوف من الطابق السفلي يقول:

“ إبريق واحد يكفي "


نظر إلى الأسفل ، 

فرأى تشو فنغيون ومعه ذلك الطبيب الشاب المدعو رُوان، 

وقد جلسا معًا وكأنهما على وشك جدال جديد


قال رُوان نيان، وقد بدت عليه علامات الغضب الشديد:

“ أريد إبريقين !”

ثم نظر إلى تشو فنغيون بحدّة:

“ لماذا تتبعني ؟! 

أنا لم أدعوك لتشرب الخمر معي !”


في الأصل ، كان قد حمل قدر حساء الدجاج إلى المطبخ، 

وجلس هناك يتأمل مطولًا وقد زال عنه أكثر الغضب… 

إلى أن جاءت شياويوي ومعها دعوة ، 

وقالت إن عائلة الوزير أرسلوها


فتحها ، فوجد أن شو جينغ إر تدعوه هو وتشو فنغيون 

للخروج غدًا في نزهة على البحيرة


حينها، اندلع الغضب مجددًا في صدره، 

ولم يعد في ذهنه سوى عبارة واحدة 

[ شو جينغ إر تدعو تشو فنغيون إلى نزهة على البحيرة ]


نزهة على أي بحيرة ؟! ألا يخشى أن يقع فيها ؟!


وكان مكتومًا بالضيق ، ففكّر في الذهاب إلى الشارع لتناول الزلابية


لكنه ما إن وصل إلى البائع ، 

حتى تذكّر كيف كان يشرب حساء الزلابية مع تشو فنغيون هنا، 

ففقد شهيته على الفور


تجوّل في الشارع بلا هدف، 

فرأى أن الحانة تعج بالناس، والجو صاخب، 

فخطر بباله أنه لم يذق الخمر من قبل، 

فخطا خطوة ودخل 


ما إن جلس إلى طاولة ، ورفع عينيه —— حتى وجد تشو 

فنغيون يجلس أيضًا


رُوان نيان: “……”


كان وجه تشو فنغيون هادئ كعادته ، فسأل:

“ أتعرف كيف تشرب الخمر ؟”


كاد رُوان نيان أن يطرده من المكان ، وقال بانفعال :

“ ما شأنك أنت ؟! لماذا جئت ؟!”


تشو فنغيون أجابه بهدوء :

“ لأشرب الخمر "


قال رُوان نيان غاضبًا ، وقد فقد ما يقول:

“ أنت…!”

ثم استدار يصرخ:

“ أيها النادل! أريد إبريقين من الخمر !”


لكن تشو فنغيون قال:

“ إبريق واحد يكفي ، لن تتمكن من شرب أكثر من ذلك .”


ردّ رُوان نيان بإصرار:

“ أريد إبريقين ! 

ولن تدفع أنت ثمنهما ، فما دخلك ؟!”


وبينما هما يتشاجران ، طار عود أكل فجأة في الهواء ، 

وغُرِز بقوة في الطاولة أمامهما


ارتجف رُوان نيان من الفزع ، 

ورفع تشو فنغيون رأسه بسرعة ليرى —— فإذا بولي العهد 

وغو لانغ واقفين في الطابق العلوي يحدقان بهما


ابتسم ولي العهد ابتسامة مشرقة، وقال:

“ أنتم أيضًا جئتم لتشربوا الخمر ؟”


تشو فنغيون: “……”


وفجأة شعر بقشعريرة باردة تزحف على ظهره


أما رُوان نيان، فبقي جالسًا إلى الطاولة مذهولًا، 

ينظر إلى ولي العهد وهو يسكب له الخمر بنفسه وقد بدا 

عليه الذهول الممزوج بالخجل والرهبة


ولي العهد بلطف:

“ الطبيب رُوان…”


لكن تشو فنغيون قاطعه فورًا :

“ إنه لا يعرف شرب الخمر "


ولي العهد بنبرة أسف: " هذا محزن ، 

لو كان بإمكانك مشاركة بعض قدرتك على تحمل الكحول 

مع الطبيب شياو روان "


سأل شياو رُوان بفضول: " هل كان يشرب الخمر بمهارة ؟"


أومأ ولي العهد برأسه : " في تلك الأيام عندما ذهب لقمع 

قطاع الطرق ، 

كان زعيمهم امرأة مدمنة على الخمر ، 

وأصرت على تحدي شربه ، 

فخسرت في النهاية كل مقر عصابة الطرق ،  

وكانت تصرخ بأنها تريد الزواج منه ."


تشو فنغيون: "......"


فجأة رفع شياو رُوان الكأس وشربه دفعة واحدة ، 

فشعر بحريق في حلقه ، 

وسعل حتى احمرت عيناه : "كح... كح..."


بادر تشو فنغيون بالتربيت على ظهره


دفعه شياو رُوان بعيداً وهو يشعر بالظلم : " ابتعد عني !

اذهب إلى زعيمة قطاع الطرق ، 

أو اذهب في رحلة بالقارب مع الآنسة شو!"


سأل ولي العهد بفضول : " من هي هذه الآنسة شو؟"


ارتفع صوت شياو رُوان مع احمرار وجهه من الخمر : 

" الآنسة شو هي ابنة رئيس الوزراء ،،

كان يبتسم لها ، لم يبتسم لي بهذا الشكل أبداً..."


أطال ولي العهد في كلمته : " أهااااااااا..."


بينما غو لانغ يأكل بصمت في الجانب


أمسك تشو فنغيون بيد شياو رُوان قائلاً: " سنذهب الآن ."


: " لن أذهب !" تمسك شياو رُوان بالعمود : 

" لا أريد أن تهتم بي!"


حمله تشو فنغيون على كتفه فجأة


" يااااه ... أنزلني..."


بينما مورونغ يان يشاهدهم ينزلون الدرج، 

قال وهو يلمس ذقنه : " الحمل على الكتف يبدو فكرة جيدة ، 

في المرة القادمة..."


وضع غو لانغ قطعة لحم في فمه : " كل "


عندما حل الظلام ، 

كان غو لانغ قد ثمل أيضاً


حمله مورونغ يان على ظهره عائداً إلى القصر الشرقي، 

وفي منتصف الطريق طلب غو لانغ فجأة ركوب الحصان


حاول مورونغ يان إقناعه : " غداً ، حسناً ؟"


: " لا"، دغدغ غو لانغ عنق مورونغ يان وهو يشعر بالدوار : 

" أريد ركوب الحصان الآن..."


: " حسناً... حسناً..." لم يقاوم مورونغ يان و حمله إلى الإسطبل ، 

و أخرج الحصان آ-تسي


تسلق غو لانغ ظهر الحصان بخطوات متمايلة، 

فخشي مورونغ يان أن يسقط، 

فقفز خلفه على الحصان


فجأة بدأ الحصان في الجري بسرعة ، 

يعدو في كل الاتجاهات دون أن يتمكن مورونغ يان من السيطرة عليه


" تمهل ! هنا شخص ثمل هنا..."


وبينما هم يعدون ، وصلوا إلى بوابة القصر الإمبراطوري ، 

وبعد جهد كبير تمكن مورونغ يان من إجبار الحصان على 

العودة إلى القصر الشرقي


كان غو لانغ متكئاً في حضنه ، يضحك في سكرته


✧—————-



كان وزير الطقوس لين شانغشو مشغول هذه الأيام ، 

وغادر القصر في ساعة متأخرة من الليل


عند بوابة القصر ، 

شاهد ولي العهد يحمل شخص بين ذراعيه ، 

بينما يعدو بحصانه بلا نظام


تذكر فجأة الإشاعات التي ترددت عن ميول ولي العهد نحو الرجال...


هز الوزير لين أكمامه بغضب : " يا له من سلوك مشين! 

يا له من مشهد غير لائق !"


✧—————-


في صباح اليوم التالي ، 

أثناء المجلس الامبراطوري الصباحي ، 

قدم وزير الطقوس تقرير ضد ولي العهد ، 

قائلاً: " جلالة الإمبراطور ، ولي العهد كان يعدو بحصانه مع 

خادم القصر ليلاً في حالة سكر ، 

مما يشكل انتهاكاً للأخلاق..."


بعد الاستماع إلى التقرير ، ركع ولي العهد قائلاً : 

" جلالة الامبراطور  ، لدي ما أقوله "


ظن الإمبراطور أنه سيدافع عن نفسه، فأومأ : " تكلم "


ولي العهد: " ما ذكره الوزير لين غير صحيح "


احمر وجه الوزير لين : " أجرؤ على سؤال سموك ، 

أي جزء غير صحيح؟"


أجاب ولي العهد : " الشخص الذي كان معي على الحصان 

لم يكن خادم ، بل زوجتي "


ساد صمت مطبق في القاعة...


يتبع

  • فيس بوك
  • بنترست
  • تويتر
  • واتس اب
  • لينكد ان
  • بريد
author-img
Fojo team

عدد المقالات:

شاهد ايضا × +
إظهار التعليقات
  • تعليق عادي
  • تعليق متطور
  • عن طريق المحرر بالاسفل يمكنك اضافة تعليق متطور كتعليق بصورة او فيديو يوتيوب او كود او اقتباس فقط قم بادخال الكود او النص للاقتباس او رابط صورة او فيديو يوتيوب ثم اضغط على الزر بالاسفل للتحويل قم بنسخ النتيجة واستخدمها للتعليق

X
ستحذف المقالات المحفوظة في المفضلة ، إذا تم تنظيف ذاكرة التخزين المؤقت للمتصفح أو إذا دخلت من متصفح آخر أو في وضع التصفح المتخفي