Ch13 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
لم يفهم غو لانغ تماماً ما قُصد، فسأل بهدوء:
“ هدايا حب ؟”
: “ لا… لا!” قاطع سون فانغ سريعاً ، واضعاً يده على فم شو جينغ إر،
وأضاف بارتباك:
“ لقد اختنقت بالدخان فقط… سأُعيدها لتشرب بعض الماء ”
وهكذا انسحب الاثنان وهما يتجادلان،
و يتدافعان ويتمايلان بين السحب والدفع،
وكأن أحدهما يجرّ الآخر عنوة
عاد غو لانغ إلى بركة السمك،
و رأى السمكتين الكبيرتين تقودان سرباً من الأسماك الصغيرة،
يسبحن في تمايل بطيء كأنهن في رقصة
عندما اشترى هاتين السمكتين، كان قصده أن يشويهما مورونغ يان ويتناولاهما معاً ~~
لكنه، ولأسباب لا يعلمها إلا هو، أصرّ على الاحتفاظ بهما، بل وابتسم قائلاً:
“ أنظر إليك، حتى عندما تشتري أسماكاً، تشتريها اثنين اثنين،
وتُبقيهما معاً كزوجين… ولا زلت تقول إنني لست في قلبك ؟” ~~
غو لانغ تمالك نفسه وقال ببرود:
“…بائع السمك قال إن الثانية تأتي مجاناً ”
لكن مورونغ يان لم يصدقه ~~ ، بل قرر تسمية السمكتين بنفسه:
“ السمينة سأُسميها ' مو سي لانغ ' ،
والنحيلة ستكون غو ' سي يان '…”
وما إن أنهى عبارته حتى لوّح غو لانغ بسكينه وصفعه بها على الفور ،
مما أسقطه في بركة السمك
( النكتة هنا هي أن سي = ' أن تشتاق / تفتقد '
لذا فإن مو سي لانغ = مو يفتقد غو
وغو سي يان = غو يفتقد يان ...
مو و غو الاسم العائلي لهما ( مو من مورونغ / غو من غو لانغ )
——————————————————
فجأة، —— ططاااخ ! ——— انهار جزء كبير من أحد أركان الجدار
عاد غو لانغ إلى وعيه من ذكرياته على صوت الحطام المتساقط،
ليرى جسد يسقط في بركة السمك وسط شظايا الحجارة
ومع ارتطامه بالماء، تطايرت موجة كبيرة
: “ كح، كح…” خرج وو تشي من الماء،
وبتنهيدة ارتياح تفقد الأسماك ليتأكد أن أياً منها لم يُصب
ثم رفع بصره ليرى غو لانغ واقفاً بجانب البركة
ابتسم بتوتر وقال:
“الزميل غو ، الزميل غو … هذا الجدار… لم يكن متيناً أبداً…”
تنهّد في سرّه
{ ذلك السون فانغ الكسول ، لا يأكل سوى الطعام ولا يعمل !
الجدار هذا قديم ومتهالك، ولم يفكر حتى في إصلاحه!
سقط لمجرد لمسة ! وماذا لو سقط على الأسماك ؟! }
ظل غو لانغ صامتاً، يحدق فيه بثبات
: “ كنت تلاحقني ؟”
رغم أن وو تشي تبعه من قبل مرات عدة ،
إلا أنه كان يفعلها علناً ، ولم يحاول قط أن يخفي وجوده
لهذا كان غو لانغ يدرك دوماً أنه مراقَب
لكن هذه المرة، لولا سقوطه في البركة، لما اكتشف أمره
قال وو تشي متلعثماً:
“ لا، فقط… أنت كنت بمزاج سيء مؤخراً . لم أكن مطمئناً ،
لكنني خشيت أيضاً أن أزعجك،
فقررت ألا أظهر كثيراً…
لكن من كان يعلم أن هذا الجدار…”
أدار غو لانغ وجهه وقال: “ لست في مزاج سيء ”
رفض وو تشي تصديقه، وسأله:
“ إذاً لماذا تذهب لزيارة القبر كل يوم؟”
تردد غو لانغ قليلاً، ثم قال:
“ أشعر أنه… لم يمت بعد ”
انقبض قلب وو تشي: “لِم… لماذا ؟”
: “ لا أعلم.” أجابه غو لانغ بصوت منخفض
وو تشي: “……”
“هههاااااتتتتتششششووو !” عطس وو تشي بشدة،
فأُجبر غو لانغ على أخذه إلى سون فانغ، وطلب منه أن يجد له ملابس جافة ليرتديها
وما إن تفحصه سون فانغ من رأسه حتى قدميه،
حتى ارتسمت على وجهه علامات القلق
{ نظراته هذا الشخص … تماماً مثل نظرة الرئيس حين ينظر إلى الحارس غو!
لا عجب أن العشب على قبر الرئيس صار أخضر ناصع بهذا الشكل مؤخراً…
يبدو أن هناك من يحاول استغلال الوضع للانقضاض !
إذا لم أضربه اليوم ، فأنا أعتبر سيدي ميتاً بحق ! }
طلب من غو لانغ أن ينتظره في القاعة الأمامية،
بينما أدخل وو تشي إلى الداخل لتغيير ملابسه
وما إن دخل الاثنان الفناء،
حتى رفع سون فانغ أكمامه مستعداً للقتال…
لكن وو تشي كان أسرع، فقد ركله وثبّته بالحائط بقوة
صرخ سون فانغ: “أنزل رجلك عني! أنزلها فوراً !”
سأله وو تشي بتهديد:
“ شجاعتك زادت، أليس كذلك؟
صرت تجرؤ حتى على ضربي ؟”
أجاب سون فانغ:
“ ومن تكون أنت لأخاف منك ؟!”
وما إن أنهى كلامه، حتى مدّ وو تشي يده ونزع قناع الجلد عن وجهه
اتسعت عينا سون فانغ وهو يهمس:
“ سيدي؟ أنت ؟”
صرخ مورونغ يان بغضب:
“ ولا تزال تجرؤ على الحديث ؟
الجدار ذاك متهالك منذ زمن، ولم تفكر حتى في إصلاحه .
لولاه، لما كنت هنا الآن !”
ردّ سون فانغ بخجل:
“ كنت سأنهيه في الأيام القادمة… أنت فقط جئت مبكر ”
مورونغ يان: “……”
{ هل عليّ أن أختار لك يوماً مباركاً لتُصلح فيه الجدار؟ }
——————————————————
في القصر ،
الإمبراطور العجوز قد تقيأ دماً من جديد
كان تشو فنغيون في دورية خارج القصر ،
حين لمح الطبيب الإمبراطوري وانغ ومعه طبيب شاب يُسرعان الخطى نحوه
( تشو فنغيون ظهر ف الفصل 9 / مع غو لانغ )
كان الطبيب الشاب يحمل صندوق على ظهره، لكنه تعثر وسقط على الأرض
سأله الطبيب وانغ وهو يسرع نحوه:
“ شياو رُوان، هل أنت بخير ؟”
حرّك الشاب قدمه قليلاً،
وبتعبيرات قاتمة قال:
“ أعتقد أنني لويت كاحلي يا معلمي ”
: “ هل يمكنك الوقوف؟”
ساعده الطبيب وانغ على النهوض، وسارا معاً ببطء وكأنهما سلحفاة
لم يقدر تشو فنغيون على مشاهدة هذا المشهد الكئيب،
فتقدم بسرعة، وحمل الشاب بذراعه كما لو كان ريشة
{ خفيف الوزن، وناعم }
صرخ الشاب من المفاجأة: “آه! ماذا تفعل؟!”
رد عليه تشو فنغيون بجفاء:
“ كم أنت صاخب !”
ثم أمسك ساقيه المتخبطة وقال في نفسه:
{ رجل بهذا النعومة ؟
لا عجب أنه عديم الفائدة ! }
وسار به بخفة حتى وصل مدخل القاعة، وهناك أنزله
وصل الطبيب وانغ في إثره،
وما إن رأى تلميذه جالساً على الأرض يُمسك ببطنه،
سأله بقلق:
“شياو رُوان، ما الذي حل بك؟”
نظر الشاب إلى تشو فنغيون، ثم قال متأوهاً:
“إنه قاسٍ للغاية… كان يضغط على بطني حتى آلمتني ”
يتبع
تعليقات: (0) إضافة تعليق