Ch3 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
ما إن رفع غو لانغ رأسه ،
حتى لمح ظلًا أسود يمر فوق السقف بسرعة خاطفة —-
ركز بصره على الفور وانطلق في مطاردة الظل
ويبدو أن الرجل ذو الملابس السوداء قد لاحظه بدوره ،
فتوقف فجأة وكأن المفاجأة أربكته ،
وكاد أن يتلقى ضربة من غو لانغ لولا أنه تراجع في اللحظة الأخيرة
كان الرجل يرتدي ثياب سوداء تساعده على الاندماج في ظلمة الليل،
كما غطى وجهه بالكامل
لكن مع ذلك، راود غو لانغ شعور غريب…
كأن هذا الرجل ليس غريبًا عنه ——
فجأة ، تذكر الفانوس النهري الذي سلّمه إلى سون فانغ ،
والذي قال له وقتها : “ لا بد من كتابة شيء عليه”،
وأعطاه قلم في يده بسرعة
تردد غو لانغ طويلاً ،
ولم يعرف ما الذي يجب أن يكتبه ،
وفي النهاية ، كتب كلمة واحدة فقط: [ مورونغ ]
استدار الرجل ذو السواد محاولًا الهروب مجددًا،
لكن غو لانغ قفز أمامه ليعترض طريقه،
وبدأ يهاجمه
الرجل لم يقابل الهجوم بهجوم ،
بل كان يراوغ فقط ،
وكأنه لا يريد القتال مع غو لانغ ، وكل ما يريده هو الهرب
لكن غو لانغ لم يُمهله ، ولحق به خطوة بخطوة
وهو يلوّح بسيفه ، لم ينسَى أن يحاول تمزيق القماش الأسود الذي يغطي وجهه
وكان الرجل يتراجع مرارًا، متفاديًا قبضاته بصعوبة
وكلما حاول غو لانغ الإمساك به،
أفلت منه في اللحظة الأخيرة
خطواته المتراجعة أوصلته إلى حافة السقف،
فكاد أن ينزلق ويسقط
سارع إلى تثبيت نفسه،
ورفع رأسه ليجد غو لانغ قد اقترب منه كثيرًا
وفي لمح البصر ، كان غو لانغ قد أمسك بالقماش وبدأ في نزعه عن وجهه
لكن في اللحظة التي تمزق فيها القماش،
أمسك الرجل بيدي غو لانغ قبل أن يظهر وجهه،
ودفعه إلى الأرض من فوق السقف ، ثم دفن وجهه في عنقه
غو لانغ: “……”{ ما هذا الأسلوب القتالي بالضبط ؟ }
حاول غو لانغ أن يرفع رأسه ليضرب الآخر ،
لكن ما وجده كان أسوأ… الرجل بدأ يعضّ عنقه
صرخ غو لانغ بغضب : “ آاااه… دعني وشأني!”
محاولًا الإفلات من قبضته ،
لكنه كان محكوم بكلتا يديه وقدميه
وحين كاد أن ينجح أخيرًا ، أصابته فجأة كتلة صغيرة بحجم الحصى ،
ففقد وعيه على الفور
أما الرجل الذي كان فوقه ،
فحين رأى أن غو لانغ لم يعد يتحرك ، رفع وجهه ببطء
هبط من على السطح بخفة ،
وقابله ما يبدو أنه أحد الخصيان ،
فابتسم ابتسامة هادئة لمورونغ يان وقال:
“ سموك ، تفضل بمتابعة ما كنتما عليه .
هذا التابع العجوز لم يرَى شيئ .”
مورونغ يان بضيق:
“ أيها الخصي تشين ، لقد أطلت البقاء متفرجًا فضوليًا أكثر من اللازم .”
كان مورونغ يان يخشى أن يكتشف غو لانغ هويته ،
فلم يجرؤ حتى على القتال بجدية ،
أما هذا العجوز، فلم يُعر الأمر أي اهتمام رغم سوء الوضع،
بل اختبأ جانبًا يراقبهما يتعاركان بصمت ،
دون أن يتدخل أو يقدم العون
ابتسم الخصي تشين مجددًا وقال:
“ سموك اغفر لهذا التابع العجوز .
لقد شخت، وساقاي لم تعودا كما كانت .”
لم يكن لدى مورونغ يان مزاج للجدال معه،
فاستدار وحمل غو لانغ الذي فقد وعيه بين ذراعيه،
ثم سأل:
“ لماذا هو من يتولى الحراسة الليلة ؟”
أجاب الخصي تشين:
“ كان من المفترض أن يتولى الحراسة
زميله في السكن ، وو ليو لكنه سكر أثناء النهار،
فاضطر إلى استبدال المناوبة …”
بدأ مورونغ يان يعبس جبينه حتى قبل أن يُنهي الآخر حديثه :
“ زميله في السكن ؟
هو يسكن مع شخص آخر ؟”
أجاب الخصي تشين بتردد:
“…حراس القصر الشرقي يسكنون اثنين في كل غرفة "
ازداد عبوس مورونغ يان عمقًا،
فسارع الخصي تشين بإضافة:
“ سأصدر أمرًا بنقل وو ليو غدًا "
نهض مورونغ يان و لا يزال يحمل غو لانغ في حضنه،
وسأل:
“ أين يسكن ؟”
————————
في صباح اليوم التالي ،
استيقظ غو لانغ من نومه بفزع ،
ليجد نفسه مستلقي في سريره ،
وكل شيء من حوله يبدو طبيعي
كان وو ليو، زميله في الغرفة، يحزم أمتعته
فلما رأى غو لانغ قد استيقظ، هتف بحماس :
“ لقد تم نقلي لحراسة قاعة الدراسة الإمبراطورية !”
أومأ غو لانغ برأسه ، ثم سأل، وفي عينيه حيرة:
“ كيف… عدت إلى هنا ؟”
بدا وو ليو مشوشًا : “ هاه ؟ ماذا تقصد ؟
ألم تعد بنفسك ؟
لقد كنت هنا حين استيقظت .”
غو لانغ :
“ هل حدث شيء في القصر ؟”
وو ليو:
“ لا، ما الذي قد يحدث ؟”
ظل غو لانغ شارداً وهو يقول:
“ لكني رأيت رجلاً بملابس سوداء يتسلل قرب غرفة نوم ولي
العهد ليلة البارحة…”
شهق وو ليو بدهشة :
“ رجل بملابس سوداء ؟! ثم ماذا حدث؟”
هز غو لانغ رأسه بخفة وقال:
“ هاجمني أحدهم فجأة…
ولا أذكر شيئ مما جرى بعد ذلك .”
وو ليو:
“ لكنّك بخير الآن ، مستلقي هنا سالمًا ،
ولم أسمع عن وقوع أي شيء في القصر ….”
ثم فكر قليلاً وتابع :
“ هل من الممكن أنك كنت تحلم ؟
أنا نفسي حلمت البارحة … كان هناك شبح بتسعة رؤوس يخنقني !
كان كابوس مرعب ، لكن حين استيقظت ،
اكتشفت أنني كنت أخنق نفسي بيدي…”
: “ الخنق ؟” رفع غو لانغ يده إلى رقبته ،
وبالفعل… شعر بأثر عضة واضحة ——-
وما تلا ذلك، كان مشهد وو ليو وهو يراقب غو لانغ يتوجه
إلى غسل عنقه،
ملامحه متجهمة، وتعابيره مثقلة بالحزن
بعد مغادرة وو ليو ، انتقل حارس آخر إلى الغرفة
كان يبدو رجلًا عاديًّا ، لكن عينيه المتألقتين ووسامته لفتت الانتباه
قال بصوت مبحوح قليلًا وهو يقدّم نفسه:
“ أنا الأخ الأكبر لـ وو ليو ، اسمي وو تشي ”
غو لانغ: “……”
{ أليس من المفترض أن يُدعى الأخ الأكبر لوو ليو بـ”وو وو” أو “وو سي”؟! }
يتبع
بالنسبة لتساؤل غو لانغ الاخير / ذكرت في الرواية السابقه
الاسماء الصينيه تكون على حسب ولادة المولود عددياً ف الترتيب أو فترة الموسم / شتاء صيف الخ
وو ليو يعني وو اسم العائلة ليو يعني 6 ( يعني الولد السادس للعائلة وو
الي نقل معاه للغرفه اخوه الكبير يعني المفروض يكون اسمه من الارقام 1 لـ 5
بس وو تشي / تشي يعني سبعه
تعليقات: (0) إضافة تعليق