Ch31 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
ارتجفت يد روان نيان ،
وارتطم الوعاء بالطاولة وهو يسقط منها مصدِرًا صوت طَنين
استدار بذعر ونظر إلى تشو فنغيون ——
كان وجه تشو فنغيون خالي من أي تعبير
قالت العمة روان ، وهي لا تزال تواصِل تدليلها له:
“ الطفل الأول دائمًا ما يُتعب أمّه .
عزيزتي زوجة ابني كيف حالك؟
هل تُعانين من الغثيان الصباحي؟
هل يُتعبك الطفل داخل بطنك ؟…”
: “ أمّي ، إنّه ليس…” قال روان نيان وهو يبدو مذعورًا تمامًا
بينما يُمسك بوعاء الأرز بإحكام
قالت العمة روان بجدية:
“ نيان إر عليك أن تعتني بزوجتك جيدًا .
الحمل ليس بالأمر الهيّن…”
قال تشو فنغيون فجأة :
“ لستُ حاملًا .”
: “ هاه؟” قالت العمة روان، وقد بدا عليها بعض الخذلان :
“ لم تنجحا بالحمل بعد ؟
إذًا عليكما أن تُسرعا .
لا زال فيّ بعض القوة ، وسأتمكن من مساعدتكما في رعاية الطفل…”
كانت الخادمة شياو يوي واقفة خلف العمة روان ،
تحاول جهدها كتم ضحكتها ،
حتى بدأت كتفاها ترتجفان ،
وفي النهاية ، فشلت في كتمانها ،
فجلست على الأرض
استدارت العمة روان لتنظر إليها، وقالت:
“ شياو يوي لماذا تجلسين على الأرض ؟”
: “ ل-لا شيء…” ردّت شياويوي، و صوتها مكتوم بينما تُغطي فمها :
“ فقط… لدي ألم في بطني "
تشو فنغيون، روان نيان: “……”
———
رجل يرتدي السواد جالس بجانب بركة الأسماك في كازينو [الجبال والأنهار]
اقترب سون فانغ منه وصرخ :
“ أيها الكلب !”
استدار الرجل الأسود الرداء ،
وإذا به نفس الشخص الذي سلّم خريطة السجن المائي
ورسماها إلى سون فانغ في ذلك اليوم ——
: “ أنت الكلب !
لقد قلت لك إن اسمي تشوانسي!”
حتى هو نفسه لم يعرف ما الذي كانت تفكر فيه أمه حين سمّته بذلك
تفسيرها كان أنها أنجبته بجوار بيت الكلاب في الساعة “سي” (وهي ساعة الأفعى)،
ولهذا سمّته تشوانسي ——
لكن… أليس معنى هذا أنه لو وُلد بجوار قنّ دجاج ،
لكان اسمه جي سي؟
سون فانغ: “حسنًا، حسنًا، انهض بسرعة—لديك مهمة الآن "
تشوانسي بصدمة : “آه؟
لماذا توجد مهمة مرة أخرى ؟!”
فردّ سون فانغ وكأنه يوبّخ حديد لا يتحوّل إلى فولاذ :
“ ماذا تقصد بـ‘مرة أخرى’؟
عدّد بنفسك كم أمرًا أنجزته مؤخرًا ؟
كل ما تفعله هو النوم !”
أجاب تشوانسي بصوت خافت : “ لكنني ما زلت في طور
النمو ، لذا أحتاج إلى النوم أكثر "
سون فانغ: “ النوم ؟
أليس اثنتا عشرة ساعة في اليوم كافية لك؟
هل ترغب في النوم حتى ينمو العفن على جسدك ؟”
احتجّ تشوانسي: “ لقد كان عيد ميلادي السابع عشر قبل
أيام فقط ، وسموه وعدني بأن يسمح لي بالنوم أربع عشرة ساعة .”
أومأ سون فانغ : “ نعم ، سموه قال ذلك في حال لم يكن
لديك ما تفعله .
أما الآن فتوجد مهمة أليس كذلك؟”
تشوانسي: “……”
{ هل خُدعت مجددًا ؟ }
وفجأة ، سُمعت عدة طرقات على الباب الأمامي
فقال سون فانغ بسرعة: “ انطلق فورًا إلى غابة الخيزران
خارج المدينة ، واذهب لحراسة الأميرة زوجة ولي العهد .
أخبره أن سمو ولي العهد هو من أرسلك ،
لكن لا تذكر شيئ عن كازينو [ الجبال والأنهار ].”
كانت شو جينغ إر وخادمتها واقفتين أمام كازينو [الجبال
والأنهار]، تطرقان بابه
قالت الخادمة : “ يا آنسة الكازينو مغلق .
هل لا يزال هناك أحد في الداخل ؟”
قالت شو جينغ إر : “ لا بد أن سون-غا قد عاد إلى هنا .”
ولأنها لم تكن تعلم إلى أين يذهب سون فانغ عادةً ،
لم يكن أمامها سوى العودة إلى الكازينو للبحث عنه
دووم ——
فُتح الباب من الداخل ،
وأطلّ منه سون فانغ بدهشة : “ الآنسة شو؟”
هتفت شو جينغ إر بفرح : “ سون-غا !
كنت أعلم أنك عدت إلى هنا ! ”
قال سون فانغ معتذرًا : “ غادرت دون أن أودّع في المرة
السابقة … أعتذر ،
كان عليّ إنهاء أمر عاجل .”
أجابت شو جينغ إر : “ لا بأس ، أنا من أزعجك .
لا تأبه للأمر .
لقد جئت اليوم لأشكرك .”
ثم ناولتها خادمتها صندوق طعام مزخرف بدقة ،
قالت: “ لا أعلم ما الذي تفضّله ،
لذا أعددت مجموعة من المأكولات الخفيفة .
آمل أن تنال إعجابك ، ولو كانت هدية متواضعة .”
ابتسم سون فانغ وهو يأخذ الصندوق وقال: “ولِمَ لا؟
المأكولات الخفيفة هي المفضلة لدي "
ابتسمت شو جينغ إر أيضاً وقالت: “ سأرحل الآن إذًا "
تردد سون فانغ للحظة ، ثم قال : “سأرافقك "
⸻—————————-⸻
عاد رُوآن نيان برفقة تشو فِنغيون
وعلى طول الطريق ، كان يرمقه بحذر ،
وكأنه يريد قول شيء لكنه لم يتمكن من التعبير عنه بوضوح
وأخيرًا، توقّف تشو فِنغيون وسأله: “ما الأمر؟”
قال رُوآن نيان بصوت خافت: “ هل أنت غاضب؟”
: “ لا "
: “ لكن تعبير وجهك يبدو كئيبًا جدًا…” ردّ رُوآن نيان
فسأله تشو فِنغيون: “ وهل هناك وقت لا يبدو فيه وجهي كئيب ؟”
رُوآن نيان: “……”
{ صحيح… }
تردّد قليلًا ، ثم قال : “ أأنت متأكد أنك لست غاضب ؟
أمي طلبت منك إنجاب طفل…
ومع ذلك، أنت لا تبدو غاضبًا على الإطلاق…”
مدّ تشو فِنغيون يده وقرص فمه
رُوآن نيان: “ووو ووو…”
في هذه الأثناء ، كانت شو جينغ إر تسير مع سون فانغ
باتجاه مقر إقامة رئيس الوزراء ، فصادفا الطبيب
الإمبراطوري الشاب الذي قد زار القصر سابقاً
و برفقته شاب وسيم ذو ملامح باردة
لم يكن واضح ما الذي كانا يتحدثان عنه،
لكن بدا أن الشاب الوسيم رفع يده فجأة وقرص فم الطبيب الشاب
صرخت شو جينغ إر وهي تحتضن خادمتها من شدة الحماس : “ آه!”
سألها سون فانغ بقلق : “ما الأمر؟”
هزّت شو جينغ إر رأسها ،
وعيناها تلمعان وهي تقول بحماس : “ لا شيء… فقط…
عيناي تشعران بسعادة مفاجئة "
تبع سون فانغ نظرتها ،
فلمح رُوآن نيان يلوّح بذراعيه محاولًا ضرب تشو فِنغيون،
ولكن ذراعيه قصيرتين جدًا،
وكل ما استطاع فعله هو صفع ذراعيه فحسب
فكّر سون فانغ بارتباك طفيف { العجوز تشو ؟
ما الذي يفعله تشو فِنغيون مع ذلك الطبيب الشاب ؟ }
ثم التفت ونظر إلى عيني شو جينغ إر اللامعتين
فلم يستطع إلا أن يسأل: “هل تحبين مشاهدة الناس يتشاجرون؟”
أومأت شو جينغ إر برأسها وأجابت : “ في البداية ، كنت أود
أن يتشاجر الطبيب رُوآن مع الأمير .
لم أتوقع أنه قد أصبح مأخوذًا بالفعل…
لكن هذا جيد أيضًا .”
⸻⸻ ⸻—————————
لكن سون فانغ لم يفهم : “ولماذا ترغبين في أن يتشاجر مع الأمير ؟”
{ ألا تخاف أن يُقطع رأسه ؟ }
أجابت شو جينغ إر: “ لأن المشاهدة ممتعة .”
سون فانغ: “……”
ضاق رُوآن نيان ذرعًا بمحاولاته الفاشلة في المقاومة،
وفي لحظة لمح من زاوية عينه الآنسة الصغيرة لعائلة رئيس
الوزراء واقفة بالقرب منه،
فشعر فجأة بالحرج من حالته البائس
: “ همممم… دع… دعني أذهب…”
قال تشو فِنغيون ببرود : “ ممنوع الكلام "
فأومأ رُوآن نيان برأسه
عندها فقط، ترك تشو فِنغيون يده
تجهّم رُوآن نيان قليلًا وسار ليؤدي تحية مهذبة إلى شو جينغ إر : “ آنسة شو "
ولحق به تشو فِنغيون،
متبادلًا مع سون فانغ نظرة صامتة تفاهما فيها على التظاهر
بعدم المعرفة
قالت شو جينغ إر لرُوآن نيان : “ الطبيب رُوآن، يبدو أن لقاءنا قَدَر ،،
هيا نذهب لتناول كوب من الشاي "
لكن قبل أن يتمكن رُوآن نيان من الرد ،
كان تشو فِنغيون قد أمسك بيده بالفعل ،
ثم قال لها ببرود : “ نستأذن .” وسحب رُوآن نيان بعيدًا
شو جينغ إر: “……”
⸻—————————-⸻
في الطابق السفلي من البرج ،
غو لانغ قد بدأ بغلي بعض الدواء ،
حينها سمع فجأة صوت ارتطام قوي
ثم رأى شخص يسقط من فوق شجرة قريبة ——-
غو لانغ: “……”
نهض الرجل ونفض الغبار عن جسده،
وقال بإحراج: “ لقد غلبني النعاس وسقطت عن غير قصد .
لا تهتم لأمري ، أيها الأميرة "
: “… اسمي غو لانغ "
: “ مفهوم .
هل لديك أي تعليمات أخرى لي أيها الأميرة ؟”
تجاهل غو لانغ الأمر وقال بهدوء : “ هل ترغب في كوب من الشاي؟
ربما يساعدك على الاستيقاظ والاستيعاب .”
: “ طبعًا، طبعًا "
فقاما بتحضير الشاي ——— واتكأ تشوانسي على كرسي من
الخيزران، متنهّدًا براحة
وبينما وجهه يفيض بالإرهاق،
سأله غو لانغ: “ ما رأيك أن تذهب لتنام في الغرفة قليلاً ؟”
هزّ تشوانسي رأسه : “ لا يمكن .
إن عرف وليّ العهد ، فسيرميني في قفص الخنازير .”
: “… أنتم حقًا لديكم طرق فريدة في العقاب "
تنهد تشوانسي بأسى : “ ليس دائمًا .
ذات مرة ، كان أحد زملائي في طريقه للحصول على
معلومة ، ولم يتمالك نفسه فشرب القليل من الخمر.
وعندما اكتشف وليّ العهد ذلك، أجبره على التعري وربط حول عنقه جرّتين من الخمر ،
ثم جعله يركع في الساحة طوال الليل .
كان الأمر مؤلمًا للغاية…”
غو لانغ: “……”
{ هذا الـ‘زميل’… أليس أنت ؟ }
فجأة ، وخز الضمير تشوانسي ،
{ كيف لي أن أتحدث بالسوء عن وليّ العهد أمام الأميرة ؟
هل أريد الموت ؟
هذه جريمة أسوأ من الشرب أثناء تأدية المهمة } ~~~
فأضاف بسرعة: “ لكن سموّه شخص رائع، حقًا.
قوي في فنون القتال، ووسيم أيضًا…”
" وسيم أيضًا ؟ "
تذكّر غو لانغ أن وو ليو كان قد قال ذات مرة بسعادة غامرة :
{ ' سمو ولي العهد وسيم جدًا،
و… ما كانت تلك العبارة ؟
آه، صحيح — رياح تهب على شجرة من اليشم ،
وجاذبية تضاهي الإله… '
لكن بمظهر ولي العهد الحالي…
' رياح تهب على شجرة من اليشم ؟
جاذبية تضاهي الإله ؟ '
لابد أنه يتحدّى قوانين الطبيعة …. '
وبعد لحظة من الصمت ، سأل غو لانغ :
" هل تعرف كيف ترسم ؟ "
أجابه تشوانسي وهو يفرك يديه بحماس :
" بالطبع ! أنا رسّام ماهر .
ماذا تريدني أن أرسم ؟ "
: " ولي العهد "
: " ولي العهد؟ "
توقف تشوانسي للحظة ،
ثم لمعت عيناه فجأة وكأنه استوعب الأمر :
" أوه ! أنت تشتاق إلى سمو ولي العهد ، أليس كذلك ؟
وتريد أن تحدّق في صورته كي تُشبع حنينك ؟ "
غو لانغ: " …… "
يتبع
Erenyibo :
ليش نادى سون فانغ تشوانسي بالكلب :
犬 (تشوان) تعني “كلب”،
• 巳 (سي) تُشير إلى “الجنين”
في الاستخدام الكلاسيكي،
لكن في الأبراج الصينية، فهي الساعة السادسة من اليوم
(من التاسعة إلى الحادية عشر مساءً)، وترتبط ببرج الأفعى
وبالتالي، فإن اسم تشوانسي يمكن أن يُفهم حرفيًا على أنه:
“كلب الأفعى” أو “الكلب المولود في ساعة الأفعى”،
وهو ما يفسّر تعليق الراوي الطريف بأن والدته سمّته بذلك لأنها ولدته بجوار بيت الكلاب في ساعة “سي” (الأفعى)
تعليقات: (0) إضافة تعليق