Ch32 | حبيبي يأتي ليرى العشب على قبري
لإفساح المجال لتشوانسي كي يرسم ،
أحضر غو لانغ فرشاة وورق ،
ثم أبعد أكواب الشاي والإبريق عن الطاولة
بدأ تشوانسي يفرك يديه بحماس استعداد للرسم ،
وطلب من غو لانغ ألّا ينظر إلى اللوحة في الوقت الحالي،
بل ينتظر حتى تكتمل حتى يشعر بالإعجاب الكامل
ولهذا السبب ذهب غو لانغ ليغلي بعض الدواء
وعندما انتهى الغلي ،
أنزل تشوانسي فرشاته ، وبدا عليه الرضا
قال تشوانسي من مكانه بجانب الطاولة ،
وكأنه يتطلع للثناء على عمله :
“ سموّ الأميرة ، لقد أنهيت اللوحة "
اقترب غو لانغ منه، شاعِرًا بشيء من التوتر دون سبب وجيه
نظر إلى اللوحة الموضوعة على الطاولة،
فرأى دائرة كبيرة تغطي الورقة،
وفي منتصفها عينان وأنف وفم مرسومة بشكل أعوج ومتذبذب
و أيضًا خيوط سوداء مشوشة في الأعلى…
{ ربما شعره ؟ }
غو لانغ: “……”
قال تشوانسي بفخر يتلألأ في عينيه:
“ هل يشبه سمو ولي العهد ؟”
رد غو لانغ:
“… كل ما ينبغي أن يكون على وجهه موجود "
تشوانسي:
“ في المستقبل ، إن لم أرغب في أن أظل حارس ظل،
فسأنصب كشك لأبيع فيه لوحاتي ! .”
غو لانغ: “…..” { لماذا لا يبدو عليه أنه يرى الصورة الكاملة ؟ }
سأل تشوانسي:
“ سموّ الأميرة ، برأيك ، ما هو أفضل مكان لنصب الكشك
كي يمر به أكبر عدد ممكن من الناس ؟”
رؤيته مفعمًا بهذه الثقة بالنفس جعل غو لانغ غير قادر على
تحطيم معنوياته، فسأله بلطف:
“ هل… علمت نفسك بنفسك ؟”
أجاب تشوانسي:
“ لا، علّمني سمو ولي العهد !! ….” أعلن بفخر:
“ ولكن بعد شهر واحد فقط من تدريبه لي،
قال بأسى أنني قد تجاوزته في المهارات ،
وأنه يجدر بي أن أُدرّس تلاميذي الخاصين .”
وقتها ، تخيل أنه يكسب رزقه من بيع لوحاته ،
حتى أنه تمكّن من الزواج وإنجاب الأطفال
( erenyibo : شوي من هالثقة ي تشوانسي 😔 )
ولهذا أراد تعلّم الرسم
لكن فور خروجه من منزله ، التقى بولي العهد ،
الذي قال له أنه إن وافق على أن يكون حارس ظل لمدة
خمس سنوات، فسيعلمه فن الرسم،
حتى يتمكن من بيع لوحاته بعد انتهاء خدمته كحارس ظل
قال تشوانسي وهو يشكو:
“ سألتُ سمو ولي العهد عن المهام التي يُفترض أن يؤديها
حراس الظل ،
فقال لي إننا ننام عندما لا يكون هناك عمل،
وإذا وُجد عمل، فلا يتعدى كونه نزهة قصيرة .
وقال إن الطعام والمسكن مكفولان أيضًا . والنتيجة ؟
نتشاجر ، نقوم بالمهمات ،
نستقصي المعلومات — نفعل كل شيء ، أفهمت !
وحتى النوم لا يُسمح لنا به إلا نصف اليوم فقط !”
غو لانغ لم ينبس ببنت شفة
توسّل تشوانسي بوجه مفعم بالشفقة:
“ هل يمكنك في المستقبل أن تطلب من سمو ولي العهد
أن يخفف عني بعض المهام ؟”
استدار غو لانغ على الفور وقال :
“ العم تشاو حان وقت شرب الدواء "
تشوانسي: “……”
انخفض رأس الكلب ، وتسلق عائدًا إلى شجرته
أغمض عينيه لفترة وجيزة،
لكن ما لبث أن فتحهما فجأة
كان قد سمع خطوات قادمة من الغابة،
تقترب من البرج المصنوع من الخيزران، خطوة بخطوة
توارى عن الأنظار ،
وتبع مصدر الصوت في محاولة لتحديد هوية الزائر،
ليكتشف أن القادم هو ' وو تشي '
قال تشوانسي وهو يخرج من مخبئه:
“ الزميل وو تشي ؟ ما الذي أتى بك إلى هنا ؟”
هزّ ولي العهد رأسه وقال:
“ ذلك الأحمق سون فانغ ، أرسلك إلى هنا دون أن يشرح لك
شيئًا كما ينبغي ...” ثم رفع يده ونزع القناع الجلدي عن
وجهه : “ إنه أنا "
قال تشوانسي وقد أصيب بالذهول:
“ س-سموك ؟ لِـ-لماذا أنت ؟”
أجاب ولي العهد:
“ سوف أتنكر في هيئة وو تشي أمام غو لانغ من الآن فصاعدًا .
تذكّر ، لا تفشِي هذا السر .
وإلا فقد تفضحني من غير قصد .”
كانت ملامح تشوانسي مليئة بالهلع:
“ لـ-لكنني للتو رسمت لك لوحة وقدمتها إلى سمو الأميرة…”
قفز قلب ولي العهد للحظة،
لكنه سرعان ما هدأ،
بفضل معرفته بمستوى مهارات تشوانسي في الرسم
فإن كان الناتج يُشبه الإنسان إلى حد ما، فذلك يُعد إنجازًا
بحد ذاته وفقًا لمعاييره
أما إن كان يشبه الشخص الحقيقي فعلاً… فذلك ليس أمرًا يُقلقه
قال ولي العهد وهو يلفّ ذراعه حول كتف تشوانسي بينما
يسيران معًا نحو بيت الخيزران:
“ لا بأس ، سمو الأميرة نظره ليس جيدًا ،
لن يتمكن من التعرف عليّ .
بالمناسبة، لماذا رسمتَ له لوحة لي؟”
أجاب تشوانسي بكل جدية:
“ سمو الأميرة يفتقدك
ويرغب في النظر إلى صورتك ليُطفئ شوقه .”
ما إن قال ذلك ، حتى انفجر ولي العهد بالضحك
قال تشوانسي وقد بدت عليه الحيرة:
“… ما، ما الأمر ؟”
أجاب ولي العهد:
“ لا شيء ، فقط أشعر بالسعادة .
لك ساعتان إضافية من النوم غدًا .”
: “ حقًا ؟!” هتف تشوانسي فرحًا ،
ثم فكّر في نفسه بسعادة { إذا رسمتُ له لوحة لسمو ولي
العهد كل يوم،
فهل يعني هذا أنني سأحظى بساعتين إضافية من النوم يوميًا ؟ }
————————-
نزل غو لانغ من بيت الخيزران وهو يحمل وعاء الدواء بيده.
ثم لمح ولي العهد جالس أمام الطاولة،
يسند ذقنه على كفه وهو يحدق في لوحة تشوانسي
قال ولي العهد وهو يومئ برأسه:
“ الفم يشبهه إلى حدٍ ما… لقد تحسّن فعلًا "
تابع غو لانغ سيره دون أن يحيد بنظره عن الأمام،
وهمّ بالخروج حاملاً وعاء الدواء
قال ولي العهد فجأة وهو يرفع نظره إليه:
“ يُقال إنك كنت تفتقدني…
وتتوق للنظر إلى صورتي لتُطفئ شوقك إليّ؟”
توقف غو لانغ في مكانه وقال بهدوء:
“… لا ….
كنت أنوي ' تعليقها على الحائط وأقدّم لها البخور كل يوم ' ،
عربون شكرٍ وامتنان .”
ولي العهد: “…”
يتبع
' تعليقها على الحائط وأقدّم لها البخور كل يوم'
Erenyibo : طقوس تكريم للميت
تشوانسي = النوم عشق
تعليقات: (0) إضافة تعليق